قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس والثلاثون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس والثلاثون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس والثلاثون

في صباح يوم جديد..
إرتدي أمير ملابسه بعد أن آفاق من نومه وإغتسل، ثم توجه خارج الغرفة وما أن سار بضع خطوات حتى وجدها تخرج من إحدى الغرف الموجودة في الطابق..
فتوهجت عيناه بحمرة الغضب وهو يتجه نحوها قائلًا بحدة:
كنتي بتعملي ايه هنا؟
قالت وهي تطالعه بخوف: كنت نايمة جوه مع طنط نجاة..
صر على أسنانه وجذبها من ذراعها بحركة مفاجئة، ليهتف بصرامة أخافتها:.

أنا قولت مكانك تحت عند سحر، كلامي يتسمع أنتي فاهمة ولا لاء؟
تألمت من قبضته، وقالت ببكاء: أنا كنت هنزل عمتك هي قالتلي لأ وأصرت عليا
خرجت نجاة من الغرفة لتقول بحدة: في ايه يا أمير على الصبح، أنا الي قولتلها تنام معايا في الأوضة، متدخلش أنت بقا!
أمير بإعتراض وهو ينظر إلي أروى بغضب: لأ هي هتنفذ الي بقوله أنا وبس، ولو سمحتي يا عمتي متدخليش..

إتسعت عيني نجاة وقالت بضجر: أنت إزاي بتكلمني كده!، ومش عاملي أي إحترام؟!
ترك أمير ذراع أروى وقال بجدية وهو ينظر إلي عمته:
لأ، أنتي على عيني وراسي يا عمتي بس مش عاوز حد يتدخل في الموضوع ده بالذات وأنا حر مع، تابع بسخرية: مع مراتي الكذابة!
أنهي جملته وهبط الدرج حيث إتجه إلي طاولة الفطار..
بينما إصطحبت نجاة أروى معها لتهبطان الدرج، فوقفت أروى تقول بخوف: أنا مش هفطر..

فقالت نجاة بحزم: أنتي مكلتيش أي حاجه من إمبارح إقعدي افطري متخافيش! أنا معاكي..
جلست أروى بجانب نجاة وهي تنظر إلي أمير بحذر مُنتظرة تعنيفها منه مرة أخري إلا أنه ظل ينظر لها بصمت نظرات حادة غاضبة تحمل العتاب أيضًا..
ثم تنهد وأخذ يتناول طعامه وكذلك فعلت نجاة، وأخذت أروى تلتقط بعض اللقيمات دون شهية وهي تتابع حركات أمير ونظراته القاسية لها من حين لآخر..

فقالت نجاة بهدوء: أنا هروح أبص على ماهيتاب النهاردة وإحتمال أخليها تقعد عند زياد شوية لأن أنا مقيمة معاكم لفترة هنا هغير جو ولا أنت عندك إعتراض يا أمير؟
حرك أمير رأسه نافيًا ثم قال بهدوء: معنديش يا عمتي..
تنهدت بإرتياح وقالت بإبتسامة: أنت هتخرج دلوقتي؟
فقال بجدية: لأ، هخلص شوية شغل هنا على اللاب هبقي أروح الشركة آخر النهار..

أومأت نجاة براسها وقالت بحذر: طب هو أنا ينفع أخد أروى معايا وأروح أشوف ماهيتاب؟!
أمير بنفي: لأ مينفعش لا في خروج ولا دخول ليها نهائي..
تنهدت نجاة وقالت بقلة حيلة: طيب، بس أنا مضمنكش بصراحة أسيبها معاك ازاي بقي؟
أمير بإيجاز: متخافيش..
نهضت نجاة ثم قالت بخفوت: أنا مش هتأخر يا أروى إن شاء الله ساعة أو ساعتين بالكتير وجاية..

نظرت لها أروى بتوسل كأنها تترجاها بأن لا ترحل وتتركها مع ذاك الأمير الذي أصبح وحش كاسر..
فنظرت لها بإطمئنان وتابعت بجدية: متخافيش، هو لو ضربك تاني أنا بجد هزعل جدا وعمري ما هكلمه، سامع يا أمير؟
أخذ أمير يتناول طعامه وهو يومئ برأسه بدون إهتمام، بينما قالت نجاة:
يلا سلام مؤقت يا أروى، ثم تركتها وإتجهت صوب الباب لتنصرف ويرتعد جسد أروى مع قفلة الباب..

وقفت لعدة لحظات، ثم تحركت لتصعد إلا أنه أوقفها بصوته الصارم، حين قال بتجهم: على فين؟
إزدردت ريقها وتسمرت مكانها برهبه، فهتف هو بصوتا صارما: تعالي..
إستدارت له وسارت في إتجاهه ونظرت له قائلة بخفوت: نعم
فقال هو بقسوة:
لمي الاطباق دي وديها المطبخ، ولا فاكرة نفسك ست البيت ده ولا حاجة، أنتي خلاص زيك زي الخدم الي هنا بالظبط!
نظرت له طويلًا بعدم تصديق، فأين أميرها الحنون العاشق، الذي أصبح قاسي عنيف..

فكرر بجمود: سمعتي؟
أومأت برأسها وإنصاعت له حتى تتقي شره، وتتجنب بطشه و إلا سيفعل ما لا يحمد عقباه..
أخذت تلملم الصحون وإتجهت إلى المطبخ وسط نظراته الغاضبة، بينما هو يريد عناقها حتى يُكسر أضلاعها غيظا منها وعشقا فيها، فرغم ذلك قلبه يعشقها إلا أنه سينتقم منها على ذلك الجرح الكبير هكذا أقسم هو بوعيد..
عض على شفته السفلي بغيظ شديد، يود خنقها ورميها إلي حيث آتت لكنه لم يفعل..

نهض عن كرسيه وسار متجها إلي المطبخ إلي أن دلف، ثم قال بجدية: إعمليلي فنجان قهوة يا دادة من فضلك..
فأومأت سحر رأسها قائلة بهدوء: من عنيا..
ثم أشار ل أروى لتأتي له ويخرجا إلي أن وقف في الردهة وقال بلهجة آمرة:
- عاوز المكان يتنضف عشان بقي مقرف، قدامك ساعة واحدة يكون كل ده بيلمع!
زفرت أروى بضيق وهي تطلع إلي المكان، فكان كل شيئا نظيفا مُرتبا ليس بحاجة إلي التنظيف، فقالت بإعتراض وتذمر:.

- بس كل حاجة نضيفة، ليه كده أنت عاوز تنتقم مني وخلاص
رفع أحد حاجبيه وهو يقترب منها أكثر: ما أنتي شاطرة وبتفهمي أهو، يلا، بدل مش هيحصلك كويس!
إزدردت ريقها بخوف وهي تومئ برأسها، ثم قالت بتنهيدة مؤلمة: حاضر..
ثم تحركت من أمامه ليجلس هو جاذبًا حاسوبه ليتابع عمله عليه بضيق..

لتأتي سحر بعد دقائق بالقهوة وتضعها أمامه، وإبتدت أروى في تنظيف المنزل، فشهقت سحر وهي تقول بإستغراب: أنتي هتنضفي بنفسك يا بنتي، ما الدنيا نضيفة وزي الفل أهي..
فقال أمير بنبرة حادة: روحي شوفي شغلك أنتي يا دادة!
وقفت ثوانِ مذهولة، لكنها إنصرفت بعد ذلك إلي المطبخ، لتستكمل أروى ما قاله أمير أو بالأحرى ما آمرها به..

في شركة سامي..
خرج من مكتبه ثم إتجه إلي مكتب ماجد ودلف ليقول بغضب:
- أنت لسه هنا، مش قولتلك تمشي ملكش شغل عندي بعد الي حصل!
ماجد برجاء: أنا خلاص مش هلاقي شغل في أي حته، ومينفعش تمشيني كده ده عيب في حقك يعني!
سامي بحدة: مممم، طيب بس بشرط، تنفذ الي هقولك عليه بالحرف!
ماجد بطاعة: ماشي قول الي عندك..
قال سامي مضيقًا لعيناه بمكر:
- أنت أكيد كنت عامل علاقة مع أي موظفة من موظفين أمير صح؟!

ماجد بإندهاش: اه ليه؟
تنهد سامي وتابع بتوعد ؛: أنت بقي هتتصل بأي واحدة تكون واثق منها وتقولها الي هقولك عليه ده بالظبط!

ظلت تنظف وهي تمسح حبات العرق عن جبينها وتنظر له متابعة حركاته، شعرت بالإرهاق فوقفت تلتقط انفاسها بضيق..
ثم شعرت بالغثيان فركضت إلي المرحاض لتتقيئ، فإنقلع قلبه عليها ونهض خلفها ليقف على عتبة الحمام إلا أنه لم يربت على ظهرها كما إعتادت منه، وظلت القسوة طاغية على ملامح وجهه، إلي أن رفعت وجهها الشاحب وهي تتأوه بخفوت، فنظرت له بصمت لينصرف من أمامها بعد أن إطمئن عليها قليلًا...

خرجت هي بعد ذلك وهي تجفف وجهها بالمنشفة، سارت هي تستكمل ما كانت تفعله حتى قال بصوتٍ متصلب ؛: كفاية!.
تنهدت بإرتياح لتتفاجئ بالباب يقرع وتتجه سحر لتفتح وتدلف سهيلة فإتسعت إبتسامتها وركضت نحوها معانقة إياها بإشتياق حتى إنهمرت دموعها وهي تقول بحزن: وحشتيني أوي يا سهيلة
إلا أنه نهض وقال بغضب وقد بدأت النيران تشتعل بداخله: أنتي ايه الي جابك هنا؟
صُدمت سهيلة وإتسعت عينيها ثم قالت بعدم تصديق: ايه!

كذلك عقدت أروى حاجباها بضيق ليستكمل أمير بحدة:
- اطلعي بره، وإياكي تفكري تيجي هنا تاني
لتصيح أروى: ايه الي أنت بتقوله ده! أنت أكيد إتجننت!
تابع أمير وعيناه تتوهج بغضب جلي: أخرسي أنتي مسمعش حسك!
شعرت سهيلة أنها رخيصة بلا ثمن، طعم الإهانة مرر حلقها، لقد عجزت عن الكلام وهي تنظر له بدون أي تعبير، إلي أن قالت أخيرًا بخفوت:
- أسكتي أنتي يا أروى وإسمعي كلام جوزك، أنا ماشية أنا بس كنت جاية أطمن عليكي!

فصاح بها أمير بشراسة: عاملة نفسك طيبة ومسالمة، جيتي وقولتيلي أروى ملهاش حد، أروى وحيدة وغطيتي على كذبكم أنتوا الاتنين وجاية دلوقتي تعملي فيها البريئة، أنا مش قادر أصدق أن في وقاحة بالشكل ده!
ردت عليه سهيلة بهدوء: بكرة تعرف إن إحنا أكتر ناس إتعذبنا وإتبهدلنا، ومش هتعب نفسي بالكلام وأبرر وخلاص لأن عارفة مفيش فايدة، بكرة أكيد الأيام هتثبتلك كل حاجة، عن اذنك..

تشبثت أروى بها بشدة وهي تقول بتوسل من بين بكائها: لا يا سهيلة متمشيش
سهيلة بنفي وهي تحاول جاهدة أن تحجز دموعها داخل عينيها: لا لازم أمشي، أنتي خليكي هنا عشان مفيش مكان تروحيه تاني، ومتقلقيش هكلمك في التلفون
ثم تركتها وإتجهت إلي الخارج فركضت أروى نحوها لتشعر بذراعه يلتف حول خصرها ويجذبها بعنف ثم يغلق الباب بعنف أشد، فتلوت بألم وقالت بإختناق: حرام عليك، حرام عليك دي أختي الي مليش غيرها.

تركها ليقول بحدة وهو يشير لها بسبابته: لولا الي في بطنك كان زماني مشيتك وراها إنما ده الحاجة الوحيدة الي مخلياني مقعدك هنا، فتخرسي خالص أحسنلك ومسمحش حسك!
إنهارت باكية وهي تشهق عاليًا ثم جثت على ركبتيها بضعف فلقد فقدت القدرة على التحمل أكثر من ذلك، أخطأت والآن تدفع الثمن الغالي..

أشفق أمير عليها وعلي حالها الواهن، ثم جذبها بقوة ليجبرها على الوقوف وامسك ذراعيها بقبضتيه وهو يقول بألم داخلي: ليه، ليه عملتي فيا كده، أنا آذيتك في ايه خدعتيني ليه يا أروى ليه!
حركت رأسها بهستيريه ولم تستطع الرد ظلت تبكي بحرقة فقط...

كرر أمير بمرارة: عرفتي كام واحد قبلي، وكام واحد لمسك غيري!، مش قادر أصدق إنك بريئة ومظلومة، أصدق إزاي وأنتي بنيتي حياتك معايا على خداع، عمري ما هغفرلك يا أروى عمري!، أنتي قضيتي على كل حاجة حلوة بينا دمرتيني ووجعتيني من جوه، أنا حاسس إن قلبي مشروخ، فقدت الثقة فيكي عارفة يعني ايه فقدت الثقه فيكي! يعني إنتهيتي من حياتي إنتهيتي!

تركها وإنصرف خارج البيت، وظلت هي على تلك الحالة المذريه، فكما هو يتألم هي أيضًا تتألم وتأن وجعًا...

ظلت تسير ودموعها تنساب لا إراديًا، تمحيها دون وعيٍ منها فتبًا لذلك الحظ، الذي أوصلها لهذا الموقف السخيف وجعل الكثير يتفنن في تعذيبها بهذا الشكل المُهين..
عادت إلي المنزل محطمة كليًا مجروحة داخليًا، دلفت إلي غرفتها لتحطم كل شيئا أمامها وهي تنهار تدريجيًا، لتدلف سهير قائلة بذعرٍ: في ايه يا سهيلة أنتي إتجننتي ولا إيه!
صاحت بإهتياج:.

الله ينتقم منك على الي عملتيه فينا، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي الله لا يسامحك أبدا، أنا بكرهك بكرهك
أنهت كلامها وإنهارت مجددًا باكية، لتقول بنحيب: دمرتيني، وخلتي الي يسوي والي ميسواش يبيع ويشتري فينا، وملناش وش ندافع عن نفسنا ما احنا عايشين في دعارة وامنا واحدة معندهاش لا حيا ولا أخلاق ولا تعرف ربنا
صرت سهير على أسنانها وتابعت بشراسة:.

- الحق عليا إني شغلتك معايا وبقي معانا فلوس كتير لو كنتي قعدتي عمرك كله تشتغلي مكنتيش هتجيبي ربعها
سهيلة بإنهيار: مش عايزة زفت أنا عاوزة انضف عاوزة أتوب عاوزة أبعد عنك أنتي شر، شر في حياتي، بس وربي، ما حد لامس مني شعراية أقسم بالله ليكون على موتي والي عندك إعمليه لحد ما أدور على أي زفت أعيش فيه!

عادت نجاة إلي المنزل بعد مرور الوقت، لتجد أروى جالسة تبكي بإنهيار وجوارها سحر تواسيها، فأسرعت نحوها قائلة بلهفة:
- أروى، مالك يابنتي، أمير مد إيده عليكي؟
لم تجيبها بل ظلت تبكي فقط، فقالت سحر بحزن:
اختها جت تزورها وأمير بيه طردها يا ست نجاة!
زفرت نجاة بحنق وهي تتابع: استغفر الله العظيم، والله ده ما في وعيه أصلا، حقك عليا متزعليش والله ما عارفة أقولك ايه.

مسحت أروى دموعها بظهر يدها وهي تلتقط انفاسها..
لتقول نجاة بإشفاق: تعالي معايا إطلعي إرتاحي فوق يلا
حركت رأسها نافية وقالت بإعتراض: لأ، أنا مش عاوزة أطلع فوق مش هقدر أتحمل أي إهانة منه تاني، أنا تعبت خلاص
نجاة بتصميم: لأ متخافيش ولما يجي بجد أنا مش هسكتله على الي عمله ده!
فقالت أروى بإصرار: مش هطلع معلش سبيني على راحتي أنا هقعد هنا على الكنبة ولو حسيت إني عاوزة أنام هطلعلك..

ردت عليها بتنهيدة: ماشي على راحتك..
لتتركها وتصعد إلي الأعلي وكذلك إتجهت سحر إلي المطبخ..
ثم نهضت أروى وخرجت إلي الحديقة وإتجهت إلي المسبح لتجلس أمامه وهي تنظر له بشرود وهي تتذكر أول مرة قفزت فيه بمساعدة أمير..
فلاش باگ
قفز أمير وظل يعوم ثم غمز لها وقال بمرح: يلا إنزلي يا رورو
إعترضت وهي تقول بخوف:
لا لا أنا خايفة يا أمير إطلع خدني
قال بثقة: متخافيش طول ما أنا معاكي هاتي إيدك.

إبتسمت له وقفزت حتى تلقاها في أحضانه فتشبثت به بشدة حيث حاوطت عنقه كطفلة صغيرة، فضحك وقال: متخافيش أنا معاكي، ثم قبلها بحب، لتلكمه في صدره فتابع متأوها بمزاح: هسيبك تغرقي
ضحكت برقة وتابعت: واهون عليك يا أميري
إبتسم لها وقال: أبدا يا قلب أميرك، ده أنتي الحاجة الحلوة في حياتي
باك.

عادت إلي واقعها المرير، لتتسطح على حافة المسبح وهي تحتضن نفسها وتخشي القادم من حياتها، لا تعلم كم مر من الوقت وهي على هذه الحالة، العبرات تنهمر من عينيها بصمت، إلي أن أغلقتهما بإرهاق وغلبها النعاس...

على جانب آخر..
توسلت مايا إلي ماجد وهي تمسك يده قائلة ببكاء:
- أنا خلاص مبقاش ليا حتة أروحها يا ماجد، خالتي طردتني ومشتني من البيت أرجوك أعمل حاجة مبقاش ليا مكان أروحه!
ماجد بإشفاق:
- طيب خلاص متبكيش خليني أفكر وأشوف هعمل ايه!
مسحت مايا دموعها الخادعة وقالت بمكر خفي: مفيش حل غير إنك تكتب عليا وتاخدني أعيش مع مامتك وخلاص، أرجوك يا ماجد أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك!

ذُهل ماجد قليلًا، ثم تابع بإستغراب: يعني موافقة تعيشي مع أمي!
أومأت له برأسها، ليقول هو بضجر: بس خايف أمي متتقبلش الوضع ده ساعتها هنعمل ايه..
قالت بهدوء: هتتقبل إن شاء الله، أكيد هتتعاطف معايا!
مط شفتيه بحيرة ثم قال بإستسلام: ماشي يا مايا موافق، يلا نروح للمأذون..!

في ڤيلا زياد..
عاد من عمله مُجهدا، ثم دلف بعد أن فتح الباب بالمفتاح، ليتفاجئ ب ماهيتاب تهتف وهي تقول بمرح: حمدالله على السلامة يا زيزو
رفع زياد حاجباه وتابع بإستغراب: ماهيتاب، ايه الي جابك، قصدي أهلا يا روحي
ضحكت دارين وهي تتجه نحوه قائلة: ماهيتاب هتنورنا وهتقيم معانا فترة كده وهنبات أنا وهي مع بعض ونسهر زي أيام زمان!

رفع أحد حاجبيه وتابع بغضب مصطنع: تسهري مع مين يا حبيبتي؟، اهااا ده عند الماما الي في أمريكا ياروحي، أمشي حضريلي الأكل بلاش قلة أدب!
قهقهت دارين وكذلك ماهيتاب التي قالت من بين ضحكاتها: كده يا زيزو مش عاوزني أبات معاكم أنا زعلانة منك.

زياد بجدية: باتي ياختي البيت واسع إنما بيات مع بعض نووو، دارين مينفعش تبعد عن جوزها مش كده يا دودو..؟ أنهي جملته غامزًا لها بمرح، لتضحك دارين ثم تقول بحزم: قولي صليت النهاردة ولا لاء؟
أومأ زياد قائلًا: أيوه يا دودو بس لسه مصلتش المغرب بصراحة
دارين بحدة: فورا تطلع تصلي وإلا هقلب على الوش التاني يا زياد فاهم ولا لاء؟

إقترب زياد منها ليقوم بدغدغتها وهو يقول بمزاح: يا جامد يا دودو أموت أنا، لتتعالي ضحكاتها الرنانة وهي تقول بصوت لاهث: لأ، زياد لا آ..
ضحكت ماهيتاب ثم ذهبت إلي المطبخ وهي تتمتم بخفوت: مجانين..
تفاجئت دارين بزياد يحملها فوق كتفه ويتجه بها إلي الدرج، لتقول بخجل: يا زياد عيب ماهيتاب هنا!
فهتف بمرح وهو يصعد بها الدرج: خدي راحتك يا ماهي!

مرت ساعة ساعتان ثلاث ساعات، حتى عاد أمير، ودلف بعد أن صف سيارته، دخل من الباب وصعد إلى غرفته بإرهاق، ظن أنه سيجدها بالداخل إلا أنه لم يجدها، فتذكر أنه أجبرها على الإقامة بالأسفل..
أصابه الفضول للإطمئنان عليها فهبط الدرج ليتجه إلي المطبخ والردهة وكل مكان داخل الفيلا إلا أنه لم يجدها..

خرج مجددًا ربما تكون في الحديقه، زاغت أنظاره إلي أن وجدها على حافة المسبح كما هي، فإتسعت عينيه برعب فإن تحركت سنتي واحد لسقطت في المسبح على الفور!
أسرع نحوها ثم إنحني ليحملها لتفتح هي عينيها وتطالعه بصدمة، فصاح بها بغضب:
أنتي مجنونة، حد ينام هنا لو كنتي إتقلبتي كنتي وقعتي على طول!
لم تستوعب هي أنه يحملها ويصيح بها وأنها نامت بالفعل في مكانها!
ثم إستمعت إلي صوته الصارم يهتف: كل تصرفاتك غلط في غلط..!

أنهي جملته وسار داخلا بها مجددًا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة