قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس عشر

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس عشر

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس عشر

أبدلت أروى ملابسها في المرحاض المُلحق بالمكتب، نظرت إلي نفسها في المرآة وهي تبتسم برضي، فكانت ملابس أنيقة واسعة، مسحت وجهها من تلك المساحيق التي تملؤه بينما رفعت شعرها للأعلي على هيئة ذيل حصان، وتركت خصلة تنسدل بجانب جبهتها مرورا على وجنتها فأصبحت أكثر جمالا وبراءة عن ذي قبل..
توجهت خارج المرحاض لتدلف خارج المكتب وتلتقي ب أمير الذي نظر لها بإنبهار وإعجابا واضحا في نظراته...

تحدث تلقائياًتلقائياً: كده أحلي بكتير، آآ قصدي الإحترام حلو، إتفضلي شوفي شغلك ولو جيتي باللبس ده تاني إعتبري نفسك مرفودة!
أنهي حديثه ودلف إلي مكتبه عابساً، لتبتسم أروى بسعادة وتدلف خلفه قائلة بثبات: كان ممكن ترفدني على فكرة بدون ما تتعب نفسك وتجبلي هدوم!
نظر لها بجمود ثم قال بتلعثم: هتعب على ما ألاقي سكرتيرة تاني تفهم الشغل، هو ده الي مخليني صابر عليكي! غير كده كان زمانك مرفودة من زمان.

رفعت أروى أحد حاجبيها وقالت بمراوغة: أفهم من كده لو لقيت سكرتيرة غيري هتمشيني من هنا؟
صمت لبرهة ثم قال بعد ذلك بحدة: ياريت تشوفي شغلك أنتي هترغي معايا ولا إيه؟

عبست أروى بحرج ثم رمقته بنظرات مغتاظه وتوجهت خارج المكتب، ليبتسم أمير ثم يضحك بخفوت، ثم يصمت حائرا، لماذا؟ لماذا يغضب منها إلي هذا الحد؟ لماذا لم يتركها ترحل من شركته؟ لماذا يبتسم كثيرا هذه الأيام! هذا ما كان يدور بداخله حتى همس قائلاً: ايه مالك يا أمير!

-إن شاء الله خير أنا إتطلعت على ملف القضية وبسيطة هيخرج بكفالة وأنا هتصرف مع ناس حبايبي..
قالها المحامي بجدية...
بينما إزدردت سلمي ريقها وتابعت بيأس:
- كفالة! يعني مينفعش يخرج من غير كفالة
المحامي نافياً: للأسف لأ
أومأت أروى برأسها وهي تبكي ثم نهضت قائلة من بين بكاؤها: تمام..

خرجت من مكتبه ودموعها تنساب بغزارة من أين تأتي بالاموال لقد فرطت بأغلي ما لديها وما تملك من زوجها الحبيب الذي إذا علم من الممكن أن يتركها تلك كانت أفكارها...
قررت أن تبيع حلقها الذهب في سبيل أخيها مهما حدث بينهما من قبل ستقف بجانبه ليخرج من محنته حتى يرفعوا رؤسهم بين الناس...
بالفعل ذهبت إلي محل الذهب مُجدداً وأعطته الحلق وقلبها يبكي قبل عينيها...

طرق كرم باب مكتب أروى، لتأذن بالدخول ويدلف قائلاً في مرح: الله ايه القمر ده تعرفي إن كده أحلي من الأول!
إبتسمت بمجاملة: شكرا يا أستاذ كرم
بادلها الابتسامة وقال مُتساءلا: لا ده بجد، هو أنتي غيرتي كده إزاي؟
- اشتريت هدوم يا أستاذ كرم هو حضرتك عاوز حاجة؟
قالتها أروى بإيجاز ونفاذ صبر..
ليبتسم كرم قائلاً ؛: اه بصراحة يعني يا أنسه أروى أنا نفسي نكون إصحاب ايه رأيك.

تنهدت أروى في ملل، ثم نهضت قائلة: أظن من تعليمات الشركة هنا يا أستاذ كرم أن الكلام بينا يكون في حدود العمل فقط والصداقة دي تكون خارج العمل وأنا بقي معنديش أي إستعداد أصاحب حد لا خارج ولا داخل العمل، عن إذنك
عبس كرم بوجهه وهو يتابعها بعينيه تخرج من مكتبها، ليقول بضيق: طب نخليها خطوبة على طول!

توجهت أروى إلي مكتب أمير وهي تحمل قهوته التي أصبحت تعشقها مثله، طرقت الباب ودلفت قائلة بإبتسامة وهي تضع القهوة أمامه: القهوة..!
رفع نظره عن حاسوبه وهو يقول بجدية: مُتشكر..
- العفو، قالتها أروى برقة
لينظر لها بطرف عينه وهو يتنهد بعمقٍ ثم عاود النظر إلي الحاسوب بينما ظلت هي واقفة تتأمله دون وعيٍ منها...
آتاها صوته الأجش: ايه موراكيش شغل هتفضلي واقفة مكانك ولا إيه؟

إنتبهت على صوته ثم قالت بتلعثم: آآ لأ أنا كنت جاية أستأذن عشان أروح مش قادرة أشتغل
- ليه؟، سألها بجدية
لتردف هي بخفوت: حساني متوترة كده
رفع حاجبه قائلاً: حساكي ازاي!
أروى بغيظ: أقصد تعبانة عندي صداع ممكن أروح؟
- لأ، قالها أمير وهو يعاد النظر إلي الحاسوب
عقدت حاجبيها وقالت بإستغراب: ليه!
أردف بجدية: عندنا شغل وأنا مبحبش الحورات دي لما أخلص هوصلك، آآ قصدي هقولك تمشي..
تأففت أروى وهي تهز ساقها بعصبية..

أخرج من خزانته شريط به حبوب مسكنه ليمد يده لها قائلاً بجدية: خدي ده مسكن للصداع
أخذته منه على مضض وهي تقول: شكرا..
إتجهت صوب الباب وقبل أن تخرج سمعت صوته يُناديها، أروى
إلتفتت له لربما راجع نفسه وسيسمح لها بالذهاب إلا أنه قال بهدوء: سلامتك
عضت على شفتيها بغيظ وخرجت سريعا من المكتب ليضحك بخفوت وهو يرتشف قهوته التي إزداد عِشقه لها حينما أعددتها هي بيدها..

توقفت سيارة فارهة حديثة الماركة باللون الأسمر الفخم في أحد محطات مدينة الأسكندرية...
ترجل منها شابا وسيما طويلا نحيفا إلي حد ما شعره بني مائل للعسلي يتماشي مع لون عينيه العسليتين الواسعتين...
وقف يبحث بعينيه عن شيئا ما فتنهد بإرهاق وقال بنفاذ صبر: مفيش محلات هنا يا ماهيتاب والله زهقتيني يارتني ما كُنت جبتك معايا..

ترجلت ماهيتاب من السيارة والتي كانت تشبه أخيها إلي حد كبير حيث كانت ذات بشرة بيضاء ناعمة وعينان عسليتان مرورا بشعرها البني وقوامها الممشوق..
أردفت بضيق: إتصرف يا زياد أنا جعانة أوي شوفلي أي حاجه تتاكل..
دقق زياد النظر فوجد شخص ما يبيع ذرة مشوية فقال بفرحة: لقيتها اهو بيبيع درة مشوي ده أنا نفسي فيها أوي
عبست ماهيتاب وهي تقول بحنق: أنا الي جعانة يا زياد وأنت بتفكر في نفسك؟!.

زياد بإيجاز: طب تعالي نشتري وإرحمي أمي بقي..
ضحكت ماهيتاب وأردفت قائلة: أوك، فين أمير كان كل معانا...
زياد بمزاح: هانت فاضل خمستاشر محطة ونوصله..
ضحكت ماهيتاب وتعلقت بيد أخيها ليذهبا معا يشترا الذرة المشوي..

إنتهي أخيرا أمير من عمله، فإصطحب أروى معه التي كانت تسير ببطئ، فأردف في تساؤل: أنتي تعبانة بجد ولا إيه؟
حركت رأسها نافية وقالت: لأ بس قلبي مقبوض معرفش ليه..
قطب جبينه وفضل الصمت، ودلفا إلي المصعد كلاهما، ثم هبط بهما، وتوجها إلي الخارج..
أسبقها أمير عدة خطوات حيث ذهب إلي سيارته بينما هي تسير وتشعر بالريبة لا تعرف لماذا..

إتسعت عينيها بشدة حينما وجدت شخصان ملثمان ضخمان يركبان على عجلة قيادة (موتوسيكل)...
وجدت أحدهما يوجه سلاح صوب أمير فلم تدري بحالها إلا وهي تصرخ عاليا وتركض نحوه بكُل ما تمتلك من سرعة
وصلت إليه بخفة الفهد، محتضنه إياه بكل ما أوتيت من قوة، بينما خرجت الرصاصة من سلاح ذلك الشخص تعرف طريقها حيث مُستقرها ظهر أروى...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة