قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع

صمتت أروى حينما إستمعت إلي صوته وحملقت به بإرتباك، فكرر أمير بصوته الجوهري وهو ينظر لها:
- خير..؟
إبتلعت ريقها بتوتر بالغ، وهي تطالعه بإنبهار طغي على ملامحها، فلم تتوقع أنه هكذا، كان توقعها أنه رجل أعمال يتخطي الأربعون من عمره، والآن تري شاباً وسيماً في كامل أناقتهُ، هل هذا هو صاحب إمبراطورية الأمير؟!

هكذا كانت تحدث نفسها، ولكنها أفاقت حين إستمعت إلي صوتهُ الصارم للمرة الثالثة: بقول خير؟ أنتي مين وعاوزة إيه؟
إنتبهت إليه، وهي تتنحنح بحرج، ثم قالت بثبات: أنا إسمي أروى، وشوفت الإعلان بتاع شكرتكم، وعاوزة أشتغل.
وضع أمير ساقاً فوق الآخر وهو يطالعها بنظرات جامدة بينما إستند إلي ظهر المقعد وهو يقول بنبرة تحمل من السخرية: تشتغلي إيه..؟
تلعثمت قليلاً ثم ردت: سكرتيرة..!

مد يده في إتجاهها وهو يقول بجدية: وريني ملفك.
أومأت برأسها وفتحت حقيبتها وأخرجت منه ذلك الملف الذي أعطاه لها سامي.
إقتربت ثم وضعته أمامه على سطح المكتب وتراجعت خطوة للخلف، فقال أمير وهو ينظر إلي الأوراق بتمعن: إنتظري بره شوية.
عقدت حاجباها بضيق، وتنهدت بعمق ثم توجهت إلي الخارج محدثة نفسها: أستر يارب شكلي هروح في داهيه، الله يخربيتك يا سامي!

تفحص أمير الأوراق فكانت جميعها على ما يُرام كما رتبها سامي وقام بتزوير المؤهل بإحترافية تامة حيث كانت شهادة بكالوريوس تجارة وهي لم تحصل عليه، هي فقط تخرجت من ثانوي فني ولكن لديها قدرات في العمل على الحاسوب فكانت تأخذ كورسات من قبل..
إنتبه أمير على صوت ماجد الذي قال بتساؤل: ها ورقها تمام؟

أومأ أمير برأسه قائلا بجدية: تمام، بس طبعا هتفضل إسبوع تحت النظر مع إني عارف إنها زي، زي الي قبلها ومش هتكمل أسبوع كمان..!
زفر ماجد بضيق وتابع: يا ساتر عليك! ما تتفاءل بقي!
ضحك أمير بسخرية وتابع: أتفاءل إزاي يابني وأنت موجود! ما هو أنت السبب أصلا في كل الي بيمشوا من هنا..
تنحنح ماجد بحرج ثم قال: يووه، طب إنجز بقي..!
تنهد أمير، ثم تحدث بجدية: أوك، أخرج إندهلها..

توجه ماجد إلي الباب وفتحه ليهتف بإسمها، فدلفت أروى تسير بثبات حتى وقفت أمامه..
إستند أمير بمرفقيه على سطح المكتب وقال بنبرة جامدة: مبدئياً موافق يا آنسة أروى، هتشتغلي أسبوع تحت نظري أنا شخصياً، إعملي حسابك إني معنديش سماح في أي حاجة غلط! أنا بطرد على طول يعني حضرتك لازم تكوني عارفة إن لو صدر منك أي شئ معجبنيش هتكوني بره الشركة فوراً تمام..؟

أومأت أروى برأسها وقلبها ينتفض خوفاً، ثم قالت بخفوت: تمام..
أشار لها أمير يده، وقال: إتفضلي، وماجد هيعرفك كُل حاجة..

خرجت بصحبة ماجد وإتجها إلي الغرفة اللاصقة لمكتب أمير، ثم دلفا وقال ماجد بغزل: بص بقي يا جميل، ده مكتبك هتنظمي مواعيد أمير كلها عندك هنا في الدفتر ده وعلي اللاب توب ده، ثم قام بالشرح المفصل لما ستفعلهُ وأنهي حديثه حين غمز لها قائلاً بمرح: وأي حاجة أنا تحت امرك يا قمر، وإعملي حسابك بقي هتتفحتي قهوة..
قطبت أروى ما بين حاجباها وتابعت بإستغراب: إزاي!

ضحك ماجد قائلاً: أصل مديرك بيعشق القهوة وأنتي بقي هتتولي الحكاية دي!
أومأت برأسها في صمت، بينما قال ماجد بصوت منخفض: ممم شكلنا هنعمل أحلي شغل مع بعض..
أروى بتساؤل ؛: نعم؟
حرك ماجد رأسه نافياً وقال: لا أبدا بكح، ثم إتجه إلي الخارج وأغلق الباب خلفه، بينما جلست أروى على المكتب وقلبها يخفق بشدة خوفاً من ذاك الأمير ف البداية ليست مُبشرة وهو ليس سهلاً فإذا عرف بتلك اللعبة القذرة كيف سيكون رد فعله..!

- إزاي أخوكي يتجرأ ويمد إيده عليكي..؟
قال خالد هذه الجملة بعصبية تامة وهو ينظر إلي سلمي، التي قالت بتنهيدة: أهو الي حصل بقي يا خالد هعمل إيه يعني..
زفر خالد، ثم تابع بحنق: يعني فيها إيه لو كنا متجوزين وأنتي عايشة معايا دلوقتي، مكنش حد قدر يمد إيده عليكي وكان بقي ليا رد فعل وحش مع أخوكي ده!
إبتسمت سلمي وقالت بخجل: هانت بقي يا خالد
إبتسم هو الآخر وتابع: الصبر يارب..

إستمعا إلي صوت والدتها كوثر وهي تنادي عليها بصوتٍ عالِ فركضت سلمي صاعدة السلم بخوف، بينما ضحك خالد قائلاً: ولا لما يكون بنسرق والله..
صعد خلفها وهو يسمع تعنيف والدتها لها..
كوثر بملامح متجهمة: هو أنا مش قولتلك متنزليش يا بت أنتي؟
أومأت سلمي برأسها بصمت بينما وقف خالد قائلاً بهدوء: أنا آسف معلش أنا كنت نازل وهي كانت بتنفض السجادة فوقعت منها ونزلت تجبها فنزلت أشلها عنها، سماح المرادي.

تنهدت كوثر وقالت بعتاب: يعني يا خالد لو حد طالع ولا نازل يقول علينا ايه يابني
خالد بجدية: أنا بخاف على سلمي وعلي سمعتها أكيد يا طنط بس الكل عارف إني شبه متقدملها..
كوثر بجدية: تمام، وأنتي إتفضلي إدخلي جوه..
دلفت سلمي سريعاً بينما قال خالد: النهاردة إن شاء الله هفضي نفسي بليل عشان نجيب الشبكة..
إبتسمت كوثر وقالت: مبروك مقدما يا خالد
خالد بحذر: بس أنا ليا طلب عندك بقي!
كوثر بتساؤل: طلب إيه ده؟

تنهد خالد وقال بهدوء: نكتب مع الخطوبة ورجاااءاً مترفضيش بقي، أنا والله بحب سلمي ووعد مني مش هخذلك
كوثر بتردد: لأ، بلاش لو سمحت يا خالد منضمنش الظروف يابني خلينا شبكة وبس
أغلق خالد عينيه ثم أعاد فتحها وقال متنهداً: صدقيني مفيش أي حاجة هتحصل غير إنها هتبقي على ذمتي ومراتي، وعشان كلام الناس وقدامهم تبقي مراتي رسميا وطالما أول ما أجيب العفش هنتجوز تبقي مفرقتش وعموما حضرتك فكري وأنا مُنتظر..!

في شركة الأمير.
دلفت أروى إلي مكتبه وهي تحمل القهوة، ثم وضعتها على سطح المكتب وقالت بإبتسامة: القهوة.
أومأ لها بعبوس دون أن يتفوه، مما أدى إلي إحراجها، فتنحنحت قائلة: أي شئ تاني
حرك رأسه نافياً وهو يشير لها بيده بمعني أن تخرج، فإتجهت إلي الخارج ووجهها مُحتقن بالدماء وتسب وتلعن داخلها، ما هذا الغرور والتعالي بالطبع سأعاني معه، وكيف سأكسب ثقته؟

كانت تحدث نفسها حتى دلفت إلي مكتبها مرة ثانية، في حين دلف ماجد خلفها ليقول بغمزة:
- القمر ماله، زعلان ليه؟
زفرت أروى بضيق ثم نظرت إلي الحاسوب متجاهلة إياه، بينما كز ماجد على أسنانه من تصرفها فهذه الفتاة الأولي التي وضعت ذلك الحاجز ولم تعنيه أي إهتمام.
نهض بإصرار متجها إليها فمن هذه حتى ترفضه!
وضع يده على شعرها ليمسد عليه بينما هبت أروى واقفة لتقول بحدة: أنت بتعمل إيه!

لوي ماجد فمه بتهكم، ثم تابع بلا مبالاه: بعدلك شعرك ولا أنتي بقي هتعمليهم عليا ولازم أتحايل لحد ما تقعي يا قطة!
قطبت أروى حاجبيها وتابعت بغضب: أنت بتقول إيه أنت مجنون صح؟!
ضحك ماجد ببرود: أنا أبقي مجنون لو سبت الجمال ده!
دفعته أروى بيدها ليتراجع للخلف وهي تقول: أبعد عني أنت حيوان ولا إيه!
ساد الصمت في المكان، بينما وقف أمير على باب المكتب مُتابعاً للموقف دون أن يشعرا به الأثنان..

إقترب ماجد مرة ثانية منها قائلاً بغضب: إيه يا بت أنتي يا *** هتعملي نفسك شريفة وتعمليهم عليا لأ فوقي أنت شكلك شمال أصلاً!
أثارت كلماته غضب أروى وبشدة وغلت الدماء في عروقها ولم تدري بحالها إلا حين هبط كف يدها على وجه ماجد الذي إتسعت عينيه على وسعهما غير مصدقاً لما فعلته في التو، ولم يختلف حال أمير عن حاله، حيث أنه إتسعت عينيه بذهول تام.

لم تكتفي أروى بل أمسكت فنجان قهوتها وسكبته في وجهه فأثارت غضبه وبشدة فتلونت عينيه بحمرة الغضب ورفع يده ليرد لها الصفعة ولكن أوقفه صوتهُ الصارم حين قال بصوتٍ عالِ: ماجد!
إلتفت ماجد إلي مصدر الصوت، وهو يقول: أمير؟
إقترب أمير منه وهو يقول بحدة وغضب: على شغلك يا ماجد!
صاح ماجد قائلاً بحنق: أمير البت دي لا يمكن تفضل هنا دي مدت إيديها عليا!

أصبحت قسمات وجهه أمير أكثر حدة وخرج صوته أكثر غضب: بقولك على شغلك يا ماجد وحسابك معايا بعدين
زفر ماجد وهو ينظر إلي أروى بتوعد، ثم قال وهو يكز على أسنانه: وحياة أمي ما هعديهالك أصبري عليا!
صاح به أمير: برا
خرج ماجد، والشياطين تتلاعب أمام عينيه، فإذا وقعت في يده لن يرحمها هذا الذي كان يدور داخله..
أخذت أروى تلتقط أنفاسها وهي تطالع ذاك الأمير الذي وقف بطلته المُشرقه أمامها ناظراً إليها.

تحدثت هي وقالت بتوتر: آآ، والله العظيم ما عملت حاجة هو الي إتهجم عليا وأنا كنت بدافع عن نفسي.
- تعجبيني!
هتف بها أمير بثبات، ثم تابع حديثه: برافو عليكي، تصرف معقول منك جدا وعجبتيني، لأنك لو مكنتيش إتصرفتي كده كان زمانك برا زي الي قبلك..!
تنهدت بإرتياح وظلت صامتة، بينما تابع أمير: كملي شغلك وإن إتعرضلك ماجد تاني تعاليلي!

أنهي جملته وخرج مُتجهاً إلي مكتب ماجد، بينما جلست أروى وهي تبتسم فها قد بدأت تنال إرضاء الأمير..!

هب ماجد واقفاً وقال بصرامة: البت دي لازم تمشي من هنا يا أمير، أنت سامع ولا لاء؟
صاح به أمير: أنت كمان هتديني أوامر؟ وتقولي أعمل إيه ومعملش ايه؟ إذا كان في حد لازم يمشي فهو أنت يا ماجد، أن تحمد ربنا إنك لسه موجود وده أصلا عشان خاطر العشرة الي بينا وبس!
زفر ماجد بحنق وتابع ؛: على فكرة هي الي مش كويسة وكانت متجاوبة معايا و...

قاطعه أمير بحدة: أوعي تكذب! أنا واقف من بدري ومتابع الحوار، ودي أول أول واحدة تصدك، لكن ازاي بقي كرامتك نقحت عليك، ولازم توقعها بالعافية مش كده؟
أشاح ماجد بوجهه إلي الجهة الأخرى بينما تابع أمير بصرامة: لأخر مرة يا ماجد بقولك إحترم نفسك وسيب بنات الناس في حالها
ماجد بتهكم: وهما دول ولاد ناس، دول ولاد ****
ضرب أمير كفا على كف وقال في غضب: ما تخليك أنت إبن ناس ومحترم! ايه صعبة دي؟

تجاهل ماجد حديثه، فقال بضيق: أمير يا أنا يا هي في الشركة دي البت دي لازم تمشي يعني لازم تمشي!
رفع أمير أحد حاجبيه قائلاً بجدية: يعني غلطان وبتتشرط كمان! هي شركة أبوك يا ماجد؟
حرك ماجد رأسه نافياً وقال: لأ، بس أنت مترضاش لصاحبك بالإهانة!
تنهد أمير بعمق وقال بنفاذ صبر: ده رد فعل طبيعي وعايز الحق؟ عجبني والبت طلعت كويسة وده عز الطلب!
ماجد بتصميم: يا أنا يا هي يا أمير..!

حك أمير صدغه بإبهامه، ثم قال بهدوء: يبقي هي يا ماجد!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة