قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن

صُدم ماجد حين تلقي رد فعل أمير، فقال عاقداً حاجبيه بعدم تصديق:
- إيه؟
تنهد أمير وقال بجدية: الي سمعته يا ماجد، أنا متعودتش أظلم حد، وأنت الي حطيت نفسك في المُقارنة دي!
حرك ماجد رأسه بعلامة النفي، وهو يقول: لأ، أنت معقول هتختارها هي وتبعيني أنا؟

زفر أمير أنفاسه بضيق وتابع بحدة: إيه الأفلام دي؟، ما تكبر دماغك وتعقل بقي! عاوز تفضل في الشركة أهلاً وسهلاً يا ماجد مش عاوز مع السلامة، إنما تجبرني أعمل الغلط وأمشي البنت عشان رفضت قذارتك دي، لأ طبعا
كز ماجد على أسنانه، ثم قال بغضب جلي: ماشي يا أمير سلام!
أنهي جملته وإتجه إلي الخارج، بينما تنهد أمير وعاد إلي مكتبه بصمت.

في بيت بسيط، بمنطقة شعبية من ضواحي مُحافظة الأسكندرية، جلست مايا بصحبة صديقتها المُقربة والتي تحكي لها كُل أسرارها، قصت عليها علاقتها بماجد، فهتفت صديقتها بحماس:
- يابنت الأيه! عرفتي توقعيه، بس أنتي تضمني منين أنه فعلا هيتجوزك مش يمكن بيضحك عليكي!
حركت مايا رأسها نافية وقالت بثقة: يا بنتي ماجد ده خاتم في صباعي، طالما عارف أنه أول واحد في حياتي فهيمسك فيا بإديه وسنانه!

ضحكت نيرمين بميوعه، ثم قالت من بين ضحكاتها: اه لو يعرف إنك مدوباهم ومشيتي مع أمة لا إله الإ الله! مش عارفه ساعتها هيعمل فيكي ايه!
شاركتها الضحك وهي تقول: مش هيعرف أبدا
نيرمين بتساؤل: وأنتي ماليه إيدك كده إزاي يعني..؟

ضيقت مايا عينيها وهي تقول بمكر: هقولك، أصله في أول علاقتنا كان عايز يلمسني كده على طول فطبعا أنا خدني الشرف أوي وسبكت الدور عليه قولتله أبدا ده أنا بنت ناس، وفين وفين على ما فتحتله سكه! فهو صدق بقي إنه هو أول واحد في حياتي!
ضحكت نيرمين عالياً:
- يخربيتك، ده أنتي الشيطان يتعلم منك!

في المساء.
صدحت أصوات الزغاريد عالياً في محل ذهب بسيط عندما إنتقت سلمي محبسها وخاتم رقيق وإقتنعت بهما، فأطلقت السيدة نعمة الزغاريد فأضافت للجو بهجةً وسعادة، وكذلك فٙرحت كوثر لفرحة إبنتها الصغيرة وكذلك خالد، ف رغم بساطته إلا أنه يتميز بصفات رجولية جعلت له مكانه كبيرة في قلب سلمي، التي أحبته من الوهلة الأولي.

عادوا جميعا إلي المنزل فُرحين، لتتشارك معهم بقية الجيران الذين أحضروا فرقة صغيرة من المزمار البلدي، وفجأةً تعالت التصفيقات لتفرح القلوب لهذا الحدث البسيط ولكنه رائع مُبهج للغاية.
إتسعت إبتسامة سلمي وهي تري أهل المنطقة يفرحون لها وبشدة، تلقت التهاني والمباركات من صديقاتها الفتيات.
وما إن إنتهوا صعدوا إلي الأعلي، همس لها خالد وهو يصعد الدرج جوارها:
- مبروك يا عروسة.

خفق قلبها لهمسته فتوردت وجنتيها خجلا، وإبتسمت لتسرع خطواتها وهي تحضن شبكتها الذهب وتضمها إلي صدرها كطفلة صغيرة حصلت على لُعبة تمنتها طويلاً..

دلفت كوثر بصحبة سلمي إلي الشقة بعد أن إتفقت كوثر مع السيدة نعمة على موعد الخطبة وكذلك عقد القران، وما إن دلفتا، وجدتا الدخان يملأ المنزل ورائحته تفوح، عقدت كوثر حاجباها، وقالت بإستغراب: إيه الدخان ده!
تأففت سلمي وهي تكتم أنفها بيدها حتى لا تستنشق هذا الهواء المُلوث، فهتفت بحنق: ده أكيد ماجد أوف.
إتجهت كوثر إلي غرفة ولدها ودلفت وإتبعتها سلمي وبالفعل وجدت ماجد يدخن بشراهة وشرود تام.

نظرتا إلي بعضهما بإستغراب لحالته، فتحدثت كوثر بجدية: إيه الدخان ده كله يا ماجد في ايه وإيه الي رجعك من الشغل بدري كده؟
رفع ماجد بصره إليها ليجيبها بحنق: سبت الشغل
صُدمت كوثر قليلاً ولكنها أردفت بتساؤل: ليه عملت إيه؟
زفر ماجد بضيق وتابع بحدة: من غير ليه سبته وخلاص هبقي أدور على زفت غيره!

صاحت به كوثر وهي تقول بإنفعال: أنت كمان بتقل أدبك؟ أكيد المدير طردك عشان سلوكك الزفت دي! جتك القرف كل شوية تفور دمي!
نهضت ماجد وهو يسب ويلعن بغضب تام، ثم إتجه إلي باب الشقة وهو يقول بعصبية: أنا ماشي ده حاجة بقت تقرف
خرج وأغلق الباب خلفه، لتهتف كوثر بصياح: في ستين داهيه!
حاولت سلمي تهدئتها وهي تقول: معلش يا ماما متزعليش.

تنهدت كوثر بإرهاق وقالت وهي تلهث: روحي يابنتي غيري هدومك وإفتحي الشبابيك خلي الدخان المقرف ده يخرج من البيت!

كان يسير والشياطين تتلاعب أمام عينيه، يتوعد لها وبشدة، يقسم أنه سينتقم منها أشد الإنتقام، وسيجعلها تندم على تجرئها وفعلتها الحمقاء معه، إنه ماجد الذي يتفنن ويُجيد اللعب بالفتيات فكيف لها أن تصفعه بل وصديقه يُفضلها عليه بهذه السهولة!
هكذا كان عقل ماجد تدور به الأفكار.
آفاق من شروده على صوت هاتفه الذي صدح عالياً، ليجيب على مايا قائلاً بحدة: نعم!
- وحشتني يا بيبي.

قالتها مايا بميوعة ودلال، فقال ماجد بحنق: مش فايقلك دلوقتي يا مايا!
إعتدلت مايا في جلستها وهي تقول بتساؤل: ليه يا حبيبي مالك..؟
زفر ماجد أنفاسه ورفع وجهه للأعلي، وقال: مش قادر أتكلم دلوقتي يا مايا.
مايا بتصميم: طيب إحكيلي إيه مزعلك يمكن تلاقي عندي الحل!
فٙكر للحظة، من الممكن أن تساعده حقا وتعرض عليه فكرةٍ رائعة لينتقم من تلك التي تجرأت عليه!

فحسم القرار، وقال بهدوء: أوك هحكيلك، أصل النهارده في بت جديدة جات تشتغل سكرتيرة وحبت تعملهم عليا و...
قاطعته مايا بتساؤل: تعملهم عليك إزاي؟
تنهد ماجد وقال بتوتر: يعني عاوزة تكلمني وكده بس أنا رفضت ما أنتي عارفه إني مبحبش غيرك!
أومأت مايا رأسها بسخرية فهي تعلم أنه لا يترك أي فتاة في حالها أبداً، فقالت بتهكم: عارفة طبعا، كمل...

تابع ماجد: المهم لما رفضت راحت لأمير وإتبلت عليا ولما كدبتها، ضربتني بالقلم بنت *****!
إتسعت عيني مايا وهي تتابع: إيه ضربتك بالقلم! طب وأمير عمل ايه؟
ماجد بضيق: صدقها وإستغني عني لما قولتله يا أنا يا هي في الشركة!
لمعت عيني مايا بمكر، ودارت في رأسها أفكار شيطانية، فقالت مضيقة لعينيها:
- طب بص بقي، إنت لازم تروح الشغل عادي جدا وتقول لأمير أنك مش هتسمح لها تفرق بينكم و...

قاطعها ماجد بحدة: أنتي إتجننتي ولا إيه أنا لا يمكن أروح الشركة تاني
مايا بتنهيدة: إسمع بس!..

في شركة الأمير..
تأخر الوقت، وأصبحت أروى مُرهقة، وتتنهد بإنهاك من كثرة التعب، فطوال اليوم تأخذ المواعيد من هذا وذاك وتنظمها بالإضافة إلي عمل القهوة الكثيرة التي يتناولها أمير بكثرة..
دلفت إلي مكتبه، ثم وقفت تقول بثبات: حضرتك هتحتاج مني حاجة تاني.؟
حرك رأسه نافياً، وقال وهو ينهض من مقعده: لأ، كده خلاص نكمل بكرة إن شاء الله.

أومأت له برأسها وإتجهت إلي الخارج، بينما سار خلفها حتى هبطا درجات السلم سويا، خرجا ليتجه أمير إلي سيارته بينما وقف أروى تنتظر سيارة أجري، فهتف قائلاً بجدية: أنتي ساكنة فين؟
إزدردت ريقها بتوتر وتابعت بإرتباك: في ***
تنهد وقال بهدوء: طب اركبي، الوقت إتأخر وغلط تروحي لوحدك دلوقتي!
حركت رأسها بإعتراض:
- مش هينفع عشان...
قاطعها بحزم: خلاص براحتك ده مُجرد إقتراح!

أنهي كلامه وإستقل السيارة منطلقاً بها، بينما وقفت أروى مُتسعة العينين و مصدومة لردة فعله!

وصلت إلى هذه الشقة المفروشه ثم دلفت وأغلقت الباب خلفها، لتجلس بإرهاق وهي تخلع حذائها من قدميها، وتستند بظهرها على الأريكة فأتاها إتصال، فإلتقطت الهاتف وأجابت:
- أيوة يا سهيلة
سهيلة بلهفة: وحشتيني أوي يا أروى
ضحكت أروى بخفوت وقالت بتنهيدة: هو أنا لحقت ده لسه أول يوم ليا هنا
- ولو برضو، مش متعودة أبات من غيرك
-تعالي عيشي معايا هنا يا سهيلة وسيبك من القرف الي عندك ده!

- ولو سبته وجيت وبعد ما تخلص مدة شغلك نترمي في الشارع ولا نروح فين؟
- نشتغل تاني ونصرف على نفسنا!
- ربنا يسهل يا أروى، المهم سامي بيقولك إيه الأخبار؟
تنهدت أروى بضيق وقالت ؛: هو أنا لحقت! وأصلا يا سهيلة صاحب الشغل محترم جدا وأنا مش عارفه أعمل إيه، زائد أنه زكي ولماح وممكن يكتشف الكذبة دي!
سهيلة بهدوء: حاولي تنجزي يا أروى وتجبيله الملف بأي طريقة عشان نخلص من الهم ده.

حركت أروى رأسها بحيرة، ثم أردفت: سهيلة أنا بفكر أعترفله بكُل حاجة! وهو يبقي يتصرف مع الزفت سامي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة