قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع والعشرون

تعرفي يا أروى، أنا حاسس بدفئ عمري ما حسيته من يوم ما ماتوا أهلي..
أردف أمير بتلك الكلمات موجها حديثه ل أروى التي إبتسمت له بخجل..
إستكمل هو هادئا: مجرد دخولك في البيت نورتيه وبقي فيه روح..
ردت عليه مبتسمة: وأنا كمان حبيت المكان وحسيت بالدفئ ده!
أضاف تلقائيا: يبقي لازم نتجوز على طول..
نهضت أروى وقالت بهدوء: إن شاء الله، يلا بقي أنا لازم أروح دلوقتي، إتأخرت أوي.

نهض هو الآخر قائلاً بمزاح: برضو مصممة متباتيش، عموما بكرة تباتي غصب عنك!
توردت وجنتيها سريعاً، ثم سارت بخطوات سريعة صوب الباب وسط ضحكاته المرحه التي تُزيدها خجلا وحُبا..
إستقلا السيارة وإنطلقا بها، ساد الصمت للحظات، ، إلي أن قالت أروى مُتسائلة: هو ايه الي حصل مع ماجد، وإزاي خرج من السجن أصلا؟

أجابها مردفاً: بيقول إن أمه قومتله محامي، وإن هو ندمان وتاب وعاوز يرجع يشتغل معايا، بس أنا مش مقتنع وشكل نيته مش سليمة!
تابعت أروى بجدية: أنا كمان مش مستريحاله ومعرفش هو طلعلي منين أصلاً
إستأنف أمير حديثه: أنا شاكك إن حد زقه عليا أصلا!، بس لو طلع ده صح يا ويله
إزدردت أروى لعابها بريبة ثم قالت بخفوت: يا تري مين الي ممكن يزقو عليك؟
أجابها بثقة: مفيش غير سامي، محدش غيره بيحقد عليا.

أغلقت أروى عينيها وأخذت تتنفس سريعا بتوتر، لتردف بإرتباك: مين سامي ده..
نظر لها قائلاً بثبات: الي عرفتك عليه ساعة ما كنا في شركة *****، راجل مستفز ومش محترم، وديما باصص للي في إيد غيره، ف ممكن يكون إتفق مع ماجد عليا، ماهو مفيش أقذر من ماجد عشان يسمع لكلام سامي..
شعرت أروى أنها ستختنق فجأة، ف كلامه أصابها بوخزة في قلبها، بالتأكيد إن علم ستكون هي أقذر ما رأت عينه، وهذا ما راحت تُفكر فيه..

سمعت صوته القلق: مالك يا أروى؟
إبتسمت وهي تهز رأسها بتوتر: مفيش حاجه، بس دوخت شوية
أردف بتساؤل: طب أركن على جنب؟
حركت رأسها نافية: لأ مش مهم، ، ثم تابعت بحذر: يعني انت هترجع ماجد الشغل؟
أومأ برأسه قائلاً بجدية: اه، مُضطر أرجعه بس عشان أعرف ناويلي على ايه..
صمتت أروى وقلبها يخفق بعنف، يريد الصراخ والبوح بما فيه من آلام، يريد أن يرتاح من ذاك العذاب ولكن كيف؟
أنا خائفة، خائفة وبشدة!

قاطع أمير صمتها ذاك حين قال مبتسمآ: تصدقي الواد زياد طلع خاطب!
رفعت حاجبيها بإندهاش، وتابعت: بجد؟
أومأ بتأكيد: اه، وخطيبته هتيجي بكرة مع عمتي..
شعرت أروى بالحزن، فقد كانت تتمني لو أنه ينتشل شقيقتها من ذاك المرار ولكن القدر له رأي آخر وليس كُل ما نتمناه يتحقق، فربما القادم أجمل...
قالت بتنهيدة عميقة: ربنا يسعدهم..

ساد الصمت بينهما بعد ذلك إلي أن وصلا إلي المنزل فترجلت أروى من السيارة قائلة بإمتنان: شكرا على اليوم الحلو ده، من أحلي اوقاتي فعلا
رمقها بنظرة حانية عاشقة ل أول مرة تراها في عينيه، ثم قال هامساً:
أنا الي سعيد باليوم ده والأكل الحلو الي عملتيه تسلم ايدك يا أروتي..
إتسعت إبتسامتها، وهي تقول مُستغربة: أروتي!، أول مرة حد يقولي كده
بادلها الإبتسامة، ثم قال مازحاً: أحسن برضو، عشان تبقي أروتي أنا بس..

تنهدت بسعادة وهي تتطلع إليه بخجل فقال وهو يُدير محرك القيادة: يلا إطلعي، تصبحي على خير..
قالت بحب: وأنت من أهله..
إنصرف أمير لتصعد أروى إلي الاعلي، فتحت الباب وولجت إلي الداخل لتبحث عن شقيقتها وهي تهتف: سهيلة..
آتاها صوت سهيلة الحزين وهي تخرج من الغرفة تقول: حمدالله على السلامه يا أروى..
إتجهت إليها أروى، ثم قالت بقلق: في ايه يا سهيلة؟

إنسابت العبرات من عينيها لا إرادياً وهي تتطلع إليها في صمت، بينما خفق قلب أروى بخوف وتابعت: في ايه يا سهيلة اتكلمي مالك بتبكي ليه؟
أجابتها بصوت باكي مُتألم: سامي نصبلي فخ يا أروى وأنا بكل سهولة وقعت فيه..
قطبت أروى ما بين حاجباها وتابعت في توتر متسائلة: ازاي قوليلي؟
قصت سهيلة على شقيقتها ما حدث، حتي إتسعت عينيها قائله في صدمة: الواطي الحقير، ربنا ينتقم منه..

تحدثت سهيلة بقلة حيلة ؛: أنا مضطرة أرجع تاني يا أروى
حركت أروى رأسها بعنف وهي تتابع بعصبية: لأ، لا مترجعيش للنار تاني برجليكي يا سهيلة، أرجوكي متسمعيش كلامهم!
أردفت سهيلة ببكاء: والصور بتاعتي؟ وأنتي؟، أنتي يا أروى لما أمير يعرف الحقيقة؟ قوليلي ايه الحل أنا خلاص يأست وفقدت الامل في كل حاجة!
إنهمرت العبرات من عيني أروى لترتمي على الأريكة باكية بمرارة!

ثم صاحت من بين بكاؤها: ليه، ليييييييه كل ده يحصلنا ليه هو احنا مش بني آدمين لينا مشاعر وبنحس، ليه الدنيا معاندة معانا ياربي أنا تعبت تعبت، خلاص مش قادرة
إختلطت دموع الأختان، وكلا منهما تتألم وقلبها يتمزق، ، معاناه، عذاب، ضياع، هذا ما تشعرا به الأثنتين..

هدأت سهيلة قليلاً وهي تمسح عبراتها ثم قالت بجمود: أنا لازم أرجع، لازم، لو مرجعتش إحنا الاتنين هنضيع يا أروى، لكن لو رجعت على الأقل هسكت سامي من ناحيتك، وأنتي المهم، أنتي الي لازم تعيشي، أنا خلاص مش مكتوبلي أنضف يا أروى.

إندفعت أروى نحوها ثم عانقتها بقوة لتقول من بين بكاؤها المرير: لا يا سهيلة، متسبنيش وتروحيلهم، أنا خايفة، خايفة أوي متسبنيش لوحدي، أبوس ايدك متمشيش أنا عاوزاكي معايا، عاوزاكي تنضفي وتعيشي حياتك أرجوكي
ربتت سهيلة على ظهرها بحنان، ثم قالت بهدوء: نفسي، نفسي يا أروى، بس أعمل إيه نصيبي وقدري كده..!

قالت أروى بإصرار: تعالي نفكر في أي حل، فكري معايا ممكن نلاقي حل للورطة، تعالي ننام دلوقتي وبكرة نشوف هنعمل ايه، ماشي
أومأت سهيلة رأسها بيأس وقالت: ماشي..

في صبيحة اليوم التالي..
نهضت أروى بحذر حتى لا تفيق شقيقتها، ثم إتجهت إلي المرحاض لتغتسل، ومن ثم إرتدت ملابسها حتى إنتهت وتوجهت خارج الشقة بهدوء..
إستقلت بعد ذلك سيارة أجري، عازمه في نفسها أن تذهب لشركة سامي..
بالفعل بعد ما يقارب الساعة وصلت إلى هُناك، ثم ترجلت ودلفت صاعدة للأعلي..
ما أن رأت هدي السكرتيرة حتى رمقتها بإستحقار، ثم إقتربت منها قائلة بحدة:
عاوزة أقابل سامي، بلغيه إني هنا!

رمقتها الأخيرة بنظرات ساخرة، ثم قالت بإستفزاز: أنتي خرجتي من السجن إمتي يا حبيبتي..؟
لوت أروى فمها بتهكم قبل أن تردف بثبات: بُكرة الي عملتي فيا يتعمل فيكي، متستعجليش، ده كاس وداير..
نهضت هدي بلا مبالاه ثم دلف إلي مكتب سامي حتى تُخبره بحضور أروى..
خرجت بعد ذلك قائلة بإستخفاف: إدخلي!
ولجت أروى إلي المكتب على مضض، بينما إبتسم سامي، وأردف في تساؤل: يا أهلا، أقول مبروك، خلاص جبتيلي الملف؟

رمقته أروى بحدة ثم جلست على المقعد المقابل، وقالت بثبات: أنا جيت أقولك إني فشلت في الموضوع ده، ومش هقدر أبدا أخون أمير مهما حصل، فرجاءاً تنساني وتطلعني من دماغك بترجاك تبعد عني..
صاح بها سامي بغضب: نعم؟ بعد كل ده جاية تقوليلي فشلت، لا بقولك ايه إحذري مني.

حاولت أروى إستعطافه حيث قالت بتوسل: أرجوك، أرجوك إفهمني أنت لو عندك بنت او اخت ولا حتى أم، تقبل حد يعمل فيها زي ما انت بتعمل فيا أنا وأختي؟، إحنا عملنالك ايه لكل ده!

صر سامي على أسنانه ثم هتف بحدة: بقولك إيه يابت أنتي، سيبك من المسكنة دي، لأني مباكلش من الكلام ده، أنسي ده أنا سامي الي محدش يقدر يضحك عليه، وبقولك لو الي عايزو محصلش هضيعك أنتي وأختك!، كون بقي انك وقعتي في غرام أمير والكلام الفارغ ده ميخصنيش!، أنا عاوز ملف الصفقة بأي طريقة مليش فيه
إنفعلت أروى: ليه، ليه ما أنت ربنا مديك قد الي عنده ما تسيبه في حاله ليه باصص له ديما في كل حاجة إتقي الله.

قال بإيجاز: ميخصكيش!، الي بقوله يتنفذ، غير كده بقي متلوميش إلا نفسك
حاولت أروى كتم إنفعالها، ثم قالت بإختناق: طيب لازم تديني فرصة طويلة، أنا مش هينفع أعمل أي حاجه دلوقتي، وكمان تخرج سهيلة من الموضوع ده وتديني الصور بتاعتها، يا كده ياإما قسما بالله ما هعمل حاجة..
ضحك سامي ثم قال ساخرا: بتحلمي!.

كادت أروى أن تتحدث ولكن قاطعها صوت الباب وهو يُفتح ثم تدلف إمرأة بملامح أنثوية هادئة وهي تقول بإستغراب: في ايه الي بيحصل هنا ده يا سامي؟
نهض سامي مُتجها إليها قائلاً في توتر: مفيش حاجه يا حبيبتي، دي عميلة عندي وإختلفنا بس شوية!
قطبت أروى حاجبيها في فضول ونهضت لتقف قبالة هذه المرأة..
إبتسمت لها وقالت: أهلا وسهلا، أنا ناريمان، زوجة سامي
أومأت أروى رأسها وتابعت بهدوء: أهلا بيكي.

بينما أردف سامي بحذر موجها حديثه ل أروى: طب إتفضلي أنتي ونبقي نتكلم بعدين...
تطلعت أروى إلي ناريمان لبضعة ثوان ثم خرجت بصمت وقد راودتها فكرة ما..
ما إن هبطت إلي الأسفل، أخرجت هاتفها من حقيبتها الخاصة، ثم قامت بالإتصال على شقيقتها سهيلة..
بينما تململت سهيلة في فراشها عقب سماعها رنين هاتفها..
نهضت بتكاسل، وإلتقطت هاتفها مُجيبة بنعاس: أروى، أنتي نزلتي بدري كده ليه..

ردت أروى عليها بإيجاز: سهيلة فوقي، أنا جاتلي فكرة ولازم ننفذها، أنا عاوزاكي تكلمي حد من البنات الي في الشقة بتاعة أمك دي، وقوللها الي هقولك عليه بالظبط..

في شركة الأمير..
جلس أمير على مقعده، ثم قال بهدوء وهو يستند بمرفقيه على سطح المكتب:
- عاوزك تبلغني بكل خطواته، أي حاجه متعديش عليك، فاهم؟
أومأ ذاك الشخص برأسه: فاهم يا أستاذ أمير
إستكمل أمير حديثه: ركبتلي الكاميرات وجهاز التسجيل عنده في المكتب؟
أومأ برأسه، ليردف أمير: تمام، عاوزك تبقي حذر إياك يحس بيك!
- حاضر
أمير بجدية: يلا على شغلك..

ليستند بعد ذلك على ظهر المقعد وراح يتنهد بعمق، ثم أشعل الحاسوب ليتابع عمله..

بعد مرور نصف ساعة..
وصلت أروى إلي الشركة وصعدت لتجد كرم مُقبلاً عليها..
تأففت مجرد أن رأته، ليبتسم كرم ويقول بإعجاب: صباح الخير يا آنسة أروى..
ردت بإقتضاب: صباح الخير
قال كرم بتساؤل: على فكرة أنا لسه معرفتش رأيك، أنتي موافقة عليا ولا لاء؟
تنهدت أروى قبل أن تردف بثبات: أنا بعتذرلك يا كرم، إن شاء الله تلاقي حد أفضل مني، كل شئ قسمة ونصيب..

وجدت أمير يخرج من مكتبه، فمجرد أن رأته لمعت عينيها بشقاوة كعادتها مع الأمير..
إنتظرت حتى إقترب منهما ثم قالت بإبتسامة عريضة:
أنت إنسان كويس يا كرم وأكيد هتلاقي البنت الي تستاهلك، ده كفاية خفة ظلك، وكمان أنت حبوب خالص..
ما أن أتمت جملتها شعرت به يكز على أسنانه بغضب وهو يرمقها بتوعد..
سمعته يهتف بحدة: خير؟ ايه موقفك هنا يا كرم؟
أجابه كرم بحزن: ولا حاجة، عن إذنك، بعتذر
ثم سار ليتركهما وإنصرف.

لتشعر أروى بقبضته على ذراعها وهو يسحبها إلي مكتبه..
تلوت بألم وقد شعرت أن ذراعها سيتحطم من قبضته الحديدية..
دفعها داخل المكتب ثم صاح بزمجرة: شكلك بتحبي تختبري صبري، وأنا أصلا معنديش صبر، يا تلمي نفسك يا أروى يا هتشوفي وش تاني مش هيعجبك سامعاني ولا لا؟
إزدردت ريقها بخوف، وحدقت بملامحه المتجهمه فإنه يتحول عندما يغضب إلي شخصا آخر..
إقترب منها قائلاً بصوت جوهري: سمعتيني؟

أومأت برأسها، ثم قالت بخفوت: وأنا عملت إيه غلط أصلا
أروى، قالها بغضب وهو على وشك أن يفتك بها..
فأومأت برأسها مرة ثانية بخوف: سمعتك وعُلم ويُنفذ..
كادت أن تخرج من مكتبه إلا أنه أوقفها مرة ثانية بصرامة: راحة فين؟
أجابته بحذر: راحة أشوف شغلي
مسح على رأسه وقال بجدية: إحنا هنروح المطار دلوقتي إتفضلي قدامي..
أومأت برأسها وقالت بخفوت: طيب، بس ممكن أدخل التواليت، من فضلك يعني.

أومأ لها عابسا وقال بإقتضاب: بسرعة..
فتحت الباب وكادت أن تخرج ليوقفها مرة ثالثة قائلاً بحزم: تعالي هنا..
أغلقت عينيها بنفاذ صبر وهي تحدث نفسها: يخربيت الي يهزر معاك بجد..
تراجعت للخلف ثم قالت بحذر: نعم
أردف هو بتذمر: إدخلي الحمام الي هنا مش لازم تخرجي!
إنصاعت له ودلفت إلي الحمام وأغلقت الباب لتلتقط أنفاسها بتوتر وتحدث نفسها..

اه يا أروى على الي مستنيكي منه، يارب ألطف بيا..! ثم إبتسمت وهي تنظر إلي المرآة: بس بعشقه، وبعشق غيرته وغضبه وجنانه..
فتحت حقيبتها بعد ذلك لتخرج منها بعض من مساحيق التجميل، ثم قامت بوضعها على وجهها ووضعت أحمر شفاه وما إن إنتهت قالت بخفوت: لازم أتشيك عشان خطيبة زياد الأمريكنيه دي، تقول علينا ايه غفر! خليها تعرف إن بنات مصر أجمل..!
عدلت من هيئتها، ثم فتحت الباب وخرجت لتقول بإبتسامة: أنا جاهزة..

نظر لها أمير بقتامة، ثم قال بعصبية: ايه ده؟
رمشت بعينيها وقالت بضيق: في ايه تاني!
صر على أسنانه وتابع بصرامة: قدامك خمس ثواني، تدخلي تمسحي الأرف الي في وشك ده وتيجي
دبت على الأرض بقدمها بغضب طفولي وهي تهتف مُتذمرة: حرام كده، أنا مش حاطه مكياج تقيل وبعدين إحنا رايحين نجيب واحدة أجنبيه لازم أبقي أحلي منها
وضع يديه في منتصف خصره، ثم قال بلهجة آمرة: بقولك إدخلي إغسلي وشك، مش عاوز مناقشة..!

حركت رأسها نافية وتابعت بمشاكسة: مش هغسله، لو سمحت سبني على راحتي..
رمقها بنظرات نارية وتابع في وعيد: أقسم بالله، هتزعلي مني، قولتلك بلاش تختبري صبري!
زفرت بضيق قبل أن تردف بغيظ: ماشي ماشي..
رفع هو أحد حاجبيه وهو يُشير لها بعينيه قائلاً: يلا!
إتجهت إلي المرحاض مرة ثانية وهي على وشك البكاء غيظا..
ليتنهد أمير وهو يقول محدثا نفسه: مجنونه..

إرتدي سترته ثم وقف ينتظرها حتى أصدر هاتفه رنين ليجيب بإيجاز: نازل يا زياد متصدعنيش أنت كمان!
رد زياد عليه بتذمر: طب إنجز وإفرد سحنتك دي لنعمل حادثه وإحنا على الطريق الله يكرمك..
ضحك أمير رغما عنه قائلا: سلام..
خرجت أروى بعد ذلك من المرحاض، لتنظر له وتقول بحنق: مسحته..
تطلع إلي عينيها ثم قال هامسا: أهو كده، كده أحلي بكتير، ، مفيش مكياج تاني وإياكِ اشوفك في أي وقت حاطة مفهوم؟

لم تجيب عليه، بل إتجهت صوب الباب قائلة بنفاذ صبر:
ممكن بقي نمشي، عشان أنت خنقتني بصراحة
كتم ضحكاته، ثم إندفع نحوها قبل أن تخرج ليقول بغضب مصطنع: يعني أنا خنيق؟
أومأت برأسها وقالت بحذر: أيوة، وأنا زعلانة، زعلانة جدا..
إبتسم لعفويتها، ثم قال مراوغا: أنتي الي غلطانه، وأنا مش هصالحك..!
فتحت أروى الباب وخرجت قائلة بغيظ..
- مش عاوزاك تصالحني..

ضحك بخفوت وسار خلفها حيث دلفا إلي المصعد ليهبط بهما وسط نظراته المتسليه، ليزيد من غيظها أكثر..
خرجا بعد ذلك وتوجها إلي زياد الواقف بصحبة شقيقته ماهيتاب..
هتف زياد بنفاذ صبر: ما تناملك فوق شوية كده يا حبيبي ايه منزلك دلوقتي؟
وكزه أمير وهو يقول ضاحكا: إخرس
بينما زفرت ماهيتاب بحنق وهي تنظر إلي أروى بتأفف وتقول:
- هو أنتي جاية معانا تعملي ايه، ده ايه البجاحة دي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة