قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن والعشرون

تحولت ملامح أمير إلي الغضب سريعا وهو يرمقها بحدة، ثم هتف بعصبية: ماهيتاب!.
إيه الي أنتي بتقوليه ده، إتجننتي ولا إيه؟
كذلك قال زياد بعتاب: عيب يا ماهيتاب، إعتذري منها!
حركت ماهيتاب رأسها بإعتراض قبل أن تردف بصوت باكي: مش هعتذر، هي إيه الي جايبها معانا مش فاهمة أنا
لم تعرف أروى ماذا تفعل أو تقول فإلتزمت الصمت وهي تطالعها بإستغراب..
بينما قال زياد بغضب: ما هيتاب عيب الي بتعمليه في ايه مالك..

تركته وإستقلت السيارة، ليقول زياد بإحراج: معلش يا أروى، متاخديش على كلامها دي صغيرة ومش فاهمة بتقول ايه أصلا..
أومأت له أروى وقالت مبتسمة: حصل خير..
أشار لها أمير، حتى تدخل السيارة بالفعل دخلت وإلتف أمير ليجلس جوارها، وكذلك إستقل زياد سيارته، ليردف بحدة: أنتي قليلة الأدب يا ماهيتاب، ولما تيجي ماما هقولها على الي عملتيه ده، عشان تربيكي..

إنفجرت ماهيتاب باكية ولم ترد عليه وهي تطلع إلي أمير الذي أدار سيارته وإنصرف، ليقود زياد هو الآخر سيارته وينطلق خلفه..!

نظر أمير إلي أروى الصامتة تنظر من النافذة بضيق، تنهد قبل أن يتابع هامسا:
متزعليش يا أروى حصل خير
ردت عليه بخفوت: مش زعلانة
ف قال بمراوغة: لأ زعلانه
نظرت له وقالت بحنق: على فكرة، ماهيتاب شكلها بتحبك!
صدمته الكلمة، ليعقد حاجباه وهو يقول مستغربا: بتحبني!، ايه الهبل الي بتقوليه ده يا أروى، ماهيتاب دي بعتبرها أختي وهي كمان
ردت بغضب: أنت بتعتبرها كده إنما هي لأ.

مط شفتيه بإستنكار، ثم أردف بجدية: لا الي بتقوليه غلط!، وحتي لو صح أنا مليش دعوه..
عقدت أروى ذراعيها أمام صدرها وهي تهز ساقيها بضيق..
ليردف أمير رافعا أحد حاجبيه: بتغيري عليا؟
قالت بمشاكسة: لأ..
ف قطب جبينه بتذمر ثم تابع: أحسن برضو، وأنا كمان مبغيرش عليكي..
رمقته بنظرات مغتاظه، وهي تضغط على شفتيها بحنق، بينما هو نظر لها بطرف عينه حتى يثير إستفزازها أكثر..

في منزل السيدة كوثر..
تعالت أصوات الزغاريد والأغاني الشعبية، فاليوم هو حفل زفاف سلمي، وخالد..
بينما صعد ماجد بصحبة مايا ليدلفا إلي داخل الشقة ويتجه إلي والدته، قائلاً بحذر:
- ماما، عاوز أعرفك على مايا..
عقدت كوثر حاجباها وهي تطلع إلي تلك الفتاة ذات الملامح الأنثوية المحددة بمساحيق التجميل وجسدها الممتلئ إلي حد ما ومما زاد إظهار مفاتنها تلك الملابس الضيقة المُلتصقة على جسدها..

لتسمع صوتها المُدلل وهي تقول: هاي طنط
رمقتها كوثر بإشمئزاز، لتردف بحدة: أهلا، ثم تابعت وهي تنظر إلي ولدها بغيظ: مين دي؟
أجابها ماجد مبتسما بلا مبالاه: دي مايا، الي بحبها وناوي أتجوزها إن شاء الله
صُدمت كوثر مما يقوله ماجد، فقالت حانقة: تتجوزها؟!
أومأ ماجد برأسه وهو يغمز إلي مايا، التي هتفت بتساؤل: أومال فين العروسة يا طنط عاوزة أتعرف عليها..
ردت عليها كوثر بنفاذ صبر: في الكوافير!

إبتسمت مايا بحماس، ثم أردفت: أوك، حيث كده بقي لازم أعمل معاكم الواجب يا طنط..
أنهت جملتها لتتوجه إلي تلك الفتيات اللاوتي يرقصن ويتمايلن بخفة، لتشاركهن الرقص وهي تمضغ علكتها مما أثار دهشة الجميع..
لتتسع عينا كوثر وهي توكز إبنها الذي كان يُصفق لها وكأنه فخورا بما تفعله!
هتفت بحدة: ايه البلوي دي، يخربيتك، أنت يابني ناوي تجبلي الجلطة!

زفر ماجد بتذمر: يا ماما في ايه بقي، أنا عاوز اتجوز وأريح، اظن هتعارضي في دي كمان!
وكزته كوثر مرة أخري وهي تريد قتله من شدة غيظها منه، لتردف بغضب: أيوة هعارض، ده أنت خلاص خلتني مبقاش ليا وش، أخص عليك وعلي تربيتك..
رد عليها ماجد بوقاحته المعهودة: هتجوزها يا ماما وافقتي أو لا!
ليتركها ويتجه إلي مايا..
وتقف الأم مصدومة من ذاك الذي يُسمي إبنها وسندها في هذه الدنيا!

في مطار الأسكندرية..
وقف كل من أمير بصحبة أروى وزياد بصحبة شقيقته ينتظرون مجيئ، نجاة ودارين..
لمحها أمير من على بُعد أمتارٍ تبتسم هو له بالأخص بحنان بالغ..
تلك السيدة الوقورة التي ترتدي ملابس أنيقة محتشمة..
ليبتسم بإتساع ويردف بإشتياق: عمتي..
لينتبه زياد هو الأخر وهو يهتف: ماما
تقاربت المسافة بينهم لتسرع نجاة في خطواتها، وتقبل على إبن أخيها الراحل، معانقة إياه بقوة وإشتياق سنوات لم تراه..

أغلقت عينيها وهي تضمه إليها بعاطفة أموية شعر هو بها وكأنه يعانق أمه وليس عمته..
تأوهت بخفوت وهي تقول بحنو: اه، يا قلب عمتك وحشتني أوي
إبتسم أمير وهو يهمس لها: وأنتي كمان يا عمتي..
لم تتركه إلا حين قال زياد مازحا: وبالنسبة للغلبان إبنك ده، هوا بالنسبالك ولا إيه؟
ضحكت نجاة وهي تتركه أخيرا وتعانق ولدها قائلة بمرح: ما أنت كنت في وشي ليل ونهار يا زيزو..
ثم عانقت إبنتها ماهيتاب بحنان..

وتقف أروى خجلة صامتة، ف أمسك أمير يدها وقربها منه وهو يقول مبتسما موجها حديثه ل نجاة:
عمتي دي...
قاطعته ضاحكة، وهي تقبل على أروى تعانقها هي الاخري بحنان أموي:
دي أروى حبيبتك الي عاوز تتجوزها صح؟
رفع أمير حاجبيه بدهشة، ليردف بإستغراب: عرفتي منين؟!
لتجيبه ضاحكة: من الواد زياد الفتان..
فضحك زياد وهو يقول بتحذير: أوعي تتغابي، هي الي سألتني على أخبارك وأنا خبصت عليك..

ضحك أمير وهو يقول متوعدا: ماشي يا زياد حسابك معايا تقل أوي..
ضحكوا جميعا، ثم قالت نجاة بإبتسامة وهي تنظر إلي أروى: عرفت تنقي يا أمير، زي القمر وحبوبة ما شاء الله ربنا يسعدكم يارب
أردفت أروى بخجل: شكرا لحضرتك
عبست نجاة ثم قالت بمرح: أنتي بقي هتقوليلي يا عمتي أو يا ماما وعاوزكي متتكسفيش مني ماشي؟

صممت أروى قليلاً عندما إستمعت إلي هذا اللفظ ( ماما ) شعرت بوخزه في قلبها رغم أن أمها على قيد الحياة إلا أنها لم تقول لها ذات يوم يا أمي، لقد فقدت حنانها وإتخاذها قدوة وباتت محرومة من ذاك الحنان الأموي العظيم..
آفاقت على صوت نجاة وهي تقول: ها قولتي ايه؟
أومأت أروى برأسها بخجل، ثم قالت بخفوت: موافقة، ،
ليقول زياد بعد ذلك بتساؤل: فين دارين يا ماما؟ قالتلي هتنزل معاكي...

أردفت نجاة بمراوغة: جاية دلوقتي، لتنظر بعيدا وتجدها تأتي..
لتقول بإبتسامة: أهي جاية هناك أهي..
إلتفتوا جميعا حيث أشارت نجاة، ليجدوها تسير بخطوات متمهلة بوجهها البشوش وردائها الإسلامي الفضافض، حيث كانت ترتدي عباءة واسعة لونها أزرق داكن وفوقها خمارا ابيض وكأنها ملاكا في بساطتها وبشاشة وجهها وملامحها الرقيقة..
إتسعت إبتسامة زياد بإشتياق شديد وهو يراها تلوح له بيدها وخجلها ورد وجنتيها الجميلتين..

بينما إنبهر أمير بها ولم يتخيل أنها ستكون بهذا الإحتشام ولم تختلف حالة أروى عن حالته، فظنت هي أنها أجنبية سترتدي الملابس الضيقة التي تبرز مفاتن الجسد..
ما إن وصلت إليهم حتى ألقت السلام بصوتها الرقيق، ثم صافحت ماهيتاب وعانقتها وكاد زياد أن يُصافحها هو الآخر لكنها أوقفته بثبات قائلة بإبتسامة:
أنت عارف إني مبسلمش على رجالة يا زيزو..!

مسح زياد على شعر رأسه وهو يتنحنح بحرج: إحم، اه نسيت، بس وحشتيني اوي أعمل إيه يعني!
ضحك أمير عليه ليقول زياد بغيظ: طبعا فرحان أنت للإحراج ده!، ثم تابع بمرح: أعرفك ب أمير يا دارين، إبن خالي..
أومأت دارين برأسها وقالت مبتسمة: أهلا وسهلا يا أمير
إبتسم لها أمير، ليردف زياد مكملاً: ودي أروى خطيبته..
تفاجئت بها أروى تصافحها وتقبلها وهي تقول: إتشرفت بمعرفتك يا أروى..

إبتسمت لها أروى وهي تقول بهدوء: الشرف ليا..
إستكمل زياد حديثه المرح: ودي ماما ودي ماهيتاب!.
ضحكت دارين قائلة: أخ منك يا زياد
قالت نجاة بمرح: طب هنفضل في المطار كده كتير يلا نروح بقي، البيت وحشني أوي..
أردف أمير بجدية: أنتي هتيجي عندي في الفيلا يا عمتي..
نجاة بإعتراض: لا مش هينفع هنروح على بيتنا بقي أنت لازم تجهز الفيلا عشان الجواز.

حرك أمير رأسه نافياً وتابع بإصرار: لا والله لازم تيجي معايا وكمان خلتهم يعملوا غدا وزمان كل حاجة تمام..
تنهدت نجاة وهي تردف بإبتسامة: ماشي يا حبيبي، يلا بينا..
خرجوا جميعا من المطار، إستقل زياد سيارته بصحبة أمه وشقيقته ودارين خطيبته..
وأمير وأروي بسيارته..
ساد الصمت للحظات في سيارة أمير، لتقطعه أروى وهي تقول بإرتياح: عمتك جميلة وطيبة جدا، أنا حبيتها اوي..

أومأ لها أمير مبتسمآ: فعلا عمتي حد جميل ومنبع للحنان، أنا بعتبرها أمي لأنها فعلا عوضتني عن حاجات كتير..
تابعت أروى: ربنا يبارك فيها..
صمت أمير قليلاً، ثم أردف بجدية: شوفتي الاجنبية الي كنتي بتقولي لازم أبقي أحلي منها؟، شوفتي لبسها؟
تنهدت أروى بصوت مسموع وهي تحملق به في صمت، ليتابع حديثه:
بصراحة إتفاجئت جدا، هي دي البنات ولا بلاش، لأ وكمان مبتسلمش على رجالة هو في كده!

عبست أروى بوجهها، ثم زفرت بضيق من حديثه المبالغ فيه من وجهة نظرها..
ف أردفت بحنق: يعني ايه هي دي البنات ولا بلاش تقصد إيه بكلامك ده؟
- يعني بحبك
قالها بعفوية وهو يبتسم لها غامزا ف إشتعلت خجلا منه وإبتسمت بسعادة من هذه الكلمة المحببة إلي مسامعها، هذه هي المرة الثانية التي تسمعها منه صريحة تُنعش قلبها وتحييها من جديد..
ليتابع مواصلاً: يا سلام لو تلبسي زي ما هي بتلبس كده يا أروى يبقي مفيش منك.

صمتت أروى وهي تتذكر ماضيها، يا ليتها خُلقت بين عائلة تسرد عليها معالم دينها وتجعلها فتاة يتحاكي الجميع عن أخلاقها مثل تلك الفتاة دارين...
طال صمتها إلي أن قال أمير متساءلا: ايه رأيك؟
حركت رأسها نافية وتابعت بتنهيدة مؤلمة: مش مستعدة دلوقتي خليها بعدين وارجوك متضغطش عليا..
إبتسم لها وقال هادئا: أكيد عمري ما هضغط عليكي، هستني لحد ما تقتنعي براحتك...

جلست سهيلة على الأريكة، ثم أخذت تعبث في هاتفها تبحث عن إسم ما، حتى وجدته لتضغط زر الإتصال فورا..
إنتظرت حتى آتاها الرد: ألو
فقالت بلهفة: أيوة يا سمر أنا سهيلة
ردت سمر: ازيك يا سهيلة، خير؟
أردفت سهيلة بأمل: سمر أنتي لسه بتقعدي مع سامي لما بيجي الشقة ولا إيه؟
أجابتها سمر بإيجاز: أيوة ليه؟
سهيلة برجاء: أنا طالبة منك خدمة بالله عليكي توافقي يا سمر..
قصت سهيلة عليها ما تريد، وما فعله معها سامي أيضاً..

فتعاطفت سمر معها، وقالت بثبات: ماشي يا سهيلة أنا هخدمك في الموضوع ده، مع إن ممكن يموتني فيها بس أنا ميرضنيش انك تتبهدلي كده وخصوصا إنك أنضف واحدة فينا يا سهيلة
ردت سهيلة بإمتنان: شكرا جدا يا سمر متحرمش منك يارب..
أغلقت الخط، لتتحدث بتوعد: طيب يا سامي الكلب، أصبر عليا!

في سيارة زياد..
لاحظت دارين عبس ماهيتاب طوال الوقت، فسألتها بفضول: مالك يا ماهيتاب؟
ردت ماهيتاب بإقتضاب: مافيش حاجة..
لتقول نجاة بهدوء: أنت مزعلها ولا إيه يا زياد؟
رفع زياد أحد حاجبيه وتابع بجدية: لا هي الي مزعلاني، وأحرجت أروى قبل ما نيجي المطار، مكانتش عاوزها تيجي معانا خلت شكلي وحش قدامها هي وأمير...
أردفت نجاة بعتاب: ليه كده يا ماهيتاب، من أمتي وإنتي بتحرجي الناس؟

صمتت ماهيتاب وهي تطلع إلي النافذة بضجر، كادت نجاة أن تتحدث فقاطعتها دارين بهدوء: سبيها دلوقتي يا طنط نجاة، وبعدين نبقي نتكلم..
تنهد نجاة وقالت: ماشي..

وصلوا بعد قليل إلي الفيلا، ليترجلوا من السيارتان، ويقوم عم سعيد بالترحيب بهم على أكمل وجهه..
ثم دلفوا لتقبل عليهم (سحر ) زوجة سعيد والتي تعمل في هذا البيت منذ زمن ولكن إنتقطع العمل حين توفي والدي أمير وسافرت عمته وأخذ أمير بيتا أخر..
سحر بترحيب: أهلا وسهلا يا ست نجاة مصر نورت
ردت نجاة بإبتسامة: ازيك يا سحر، وحشتيني والله وفكرتيني بالذي مضي..

بادلتها سحر الإبتسامة وهي تقول: الله يباركلك، أنا فرحانة اني هرجع أشتغل تاني في البيت ده، وهنرجع لأيام زمان..
ربتت نجاة على كتفها، ثم توجهوا إلي داخل الڤيلا وسط مرح زياد ومزاحه الدائم ليضحك الجميع وتصعد ماهيتاب إلي الأعلي باكية مما أثار دهشة الجميع..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة