قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع

عادت أروى ومعها القهوة ثم قدمتها ل السكرتيرة(هدي) ومن ثم جلست هي الأخري تحتسي قهوتها، حتى إنتهتا من تناول القهوة فنهضت السكرتيرة، قائلة بإيجاز: أروح أشوف شغلي بقي!
أومأت لها أروى، بينما قبل أن تخرج السكرتيرة نظرت إلي أصابع يدها وهي تشهق عالياً، فأسرعت أروى إليها قائله في لهفة: في ايه مالك؟
هدي بمكر خفي: الخاتم بتاعي كان في أيدي شكله وقع مني.

أروى بحزن: يا خبر طب تعالي ندور عليه وإن شاء الله نلاقيه!
بالفعل ظلت أروى تبحث بعينيها عن ذاك الخاتم وكذلك كانت هدي تتصنع البحث عنه حتى يأست وهي تقول: ياربي ده أكيد حد لقاه وخده!
مطت أروى شفتيها وقالت بتنهيده: ممكن ياريت تسألي باقي الموظفين يمكن حد لقاه ولا حاجة!
صاحت هدي بعصبيه مصطنعه: لأ ده أنا لازم أفتش كله النهارده ده خاتم تمنه غالي جدا!

تجمع الموظفين والموظفات على أثر صوتها العالي وسامي على رأسهم الذي إبتسم بتشفي!
فراح يسألها مردداً: في ايه يا هدي؟
هدي وقد رفعت حاجبها الأيسر لتتابع: الخاتم بتاعي يا باشا مش لاقياه، أنا لازم أفتش الكل دلوقتي!
أومأ لها سامي وهو ينظر لها نظرات ذات معني، فيما شرعت هدي في تفتيش حقائب الفتيات واحدة تلو الأخرى حتى وصلت إلي أروى التي كانت تقف بثقه عاقدة ساعديها أمام صدرها تنتظر دورها في التفتيش...

أخذت منها الحقيبه وقامت بفتحها ثم سكب ما فيها على سطح المكتب، ليقع الخاتم منها فوراً مصدراً صوتاً على زجاج سطح المكتب، لتتسع عينا أروى التي قالت بصدمة جليه: ايه ده؟
هدي بسخريه: آه يا حرميه يا نصابه، بقي بتسرقي الخاتم بتاعي!
صاحت أروى بعصبيه وهي تهتف مردده: نعم ياختي؟ خاتم ايه والله ما سرقت حاجة.

تدخل سامي قائلاً بقسوة: أومال ده ايه يا شريفة هانم! ده أنتي مش شمال وبس لاء وحراميه كمان أنا لازم أطلبلك البوليس حالاً!
حركت أروى رأسها بهستيريه وهي تهتف ببكاء: والله العظيم ما سرقت حاجة أرجوك ما تظلمنيش أرجوك!

لم تأخذه بها الشفقه أبداً بل بالفعل اتجه إلي مكتبه وهاتف مركز الشرطه، بينما هي تحاول الهروب ولكن دون جدوى فلقد لحق بها أمن الشركة وسط النظرات الساخرة التي تلقتها من الجميع والإستهزاءات بها...

تلقي ماجد إتصالا حين أصدر هاتفه رنين فإلتقطه وأجاب قائلاً بعد أن وضعه على آذنه:
حبيبي أخبارك ايه؟
مايا بغضب: حبك برص يا ماجد أنت ولا بتسأل فيا أصلا ولا فاكرني حتى
حك ماجد رأسه وتابع: حبيبتي معلش بس شوية أشغال أنتي عارفة أمير بيطلع عنيا
مايا بتساؤل: لسه برضو مفيش أمل إني أرجع؟
ماجد نافياً: بصراحة مفيش لا أمل ولا سهير
صرت مايا على أسنانها لتتابع بضيق: أنت بتهزر يا ماجد!

ضحك ماجد قائلاً: لا والله بس فعلا هو مش راضي خالص، سيبك بقي أنتي عاملة ايه؟
مايا بضجر: زي الزفت، أنت مش ناوي تيجي تتقدملي ولا إيه يا ماجد؟
تنهد وقال: ناوي بس لما ناخد الورث بتاع أبويا والأرض الي سبهالنا إنما دلوقتي آجي أتقدم وأقول لأبوكي وأمك إيه؟
رق صوتها حين قالت بدلال: ماشي يا روح مايا أنا بس بفكرك لحسن تلعب بديلك كده ولا كده!
ماجد بهمس: مقدرش يا قلبي ده أنتي الي في القلب وربنا..

في مركز الشرطة..
وقفت أروى تبكي بإنهيار شديد وهي تقول من بين بكائها المرير: والله ما سرقت حاجة، ده آآ...
قاطعها الضابط بلهجة ساخرة: أومال الخاتم كان بيعمل ايه في شنطتك؟
حركت رأسها بهستيريه وهي تتابع: معرفش معرفش والله العظيم مااعرف عنه حاجة
رمقها الضابط بنظرات حادة قوية وقال بصوتٍ جوهري ؛: جري ايه يا، قالوا للحرامي أحلف، ما أنا عارف شوية المسكنة دول!
كادت أن تتحدث ولكنه قاطعها بصرامة: أخرسي!

صمتت وأغلقت عينيها الذابلتين والعبرات تنهمر منهما بغزارة..
دلفت هدي تتمايل في خطواتها وجلست على المقعد واضعة ساقا فوق الآخر، لتصر أروى على أسنانها وتصيح قائلة: حرام عليكي أنا أذيتك في ايه، قوللهم الحقيقه وأن أنا بريئة الله يخليكي..!
تحدثت هدي بهدوء مستفز يتبعه إبتسامة صفراء:
- أنتي واحدة حرامية ولازم تاخدي جزائك!

لم تتحمل أروى ف الدماء غلت في عروقها لتنقض عليها جاذبة إياها من ملابسها وهي تهتف بغضب عارم: اه يا ولاد ****** حسبي الله ونعم الوكيل فيكي
نهض الضابط بسرعة شديدة ليفض ذلك الشجار بينهما حتى أبعد أروى بعنف ورفع يده للأعلي لتهبط على وجنتها بقوة لتصرخ باكيه واضعة يدها مكان الصفعه لتتحسسها بألم ينهش قلبها المُنهك...

قام الضابط بالإعتذار من هدي التي إبتسمت بتشفي وإنتصار، لتجلس ثانية وتوقع على المحضر، وما إن إنتهت إنصرفت مُغادرة للمكان تاركة تلك المسكينة تبكي لا حول لها ولا قوه، إزداد بُكائها بكاءاً حين إستمعت إلي صوت الضابط وهو يقول بلهجة آمرة موجهاً حديثه ل ذلك العسكري الذي دلف مؤدياً التحية، ...
خدها من هنا إرميها في أي داهية لحد ما تترحل بكرة...

إتجه إليها العسكري جاذباً إياها من ذراعها بعنف، وخرج بها من غرفة المكتب...

في شركة سامي..
ولجت هدي إلي مكتبه، ثم جلست قبالته مبتسمه قائلة: عجبتك يا باشا؟
غمز لها قائلاً بإبتسامة شيطانية: إلا عجبتيني، سبكتي الدور صح يا بنت الإيه، تصدقي كنت قربت أصدقك أنا كمان..
ضحكت عالياً بصوت أنثوي، ليضحك سامي هو الآخر..
يلا حلال عليها السجن عشان تبقي تتربي وتعرف بتكلم مين ال شريفة ال، هتعملهم عليا بنت ******
آتاه إتصال فجأةٍ فأجاب على المُتصل ؛
ها كلمت العميل..؟

- للأسف يا سامي بيه، الشركة إتفقت مع شركة الأمير وهيستوردوا جميع المنتجات منهم..
هب سامي واقفاً وقال بصرامة: يعني ايه الكلام ده؟ هو لعب عيال ولا إيه، ثم إن من إمتي شركة الأمريكية دي بتتعامل مع الزفت أمير!
- ده أول تعامل بينهم بس يا خسارة دي مكسبها كبير اوي تتعوض بقي مع السلامه يا باشا..

أغلق الخط ليجلس سامي، وفتح علبة سجائره ليخرج منها سيجارة ثم قام بإشعالها بغضب، وقام بتدخينها بشراهة وهو يصر على أسنانه بشراسةٍ تنضج من عينيه التي تلونت تواً بحمرة الغضب..
خرج صوته كفحيح الافعي حين قال بتوعد مُخيف: لا الصفقة دي هتكون من نصيبي أنا مهما كلفني الأمر!

حل ظلام الليل وأسدل ستائره، إنقبض قلب سهيلة التي لاحظت تأخر شقيقتها أروى، فأسرعت تمسك هاتفها لتبحث عن إسمها وتقوم بالإتصال عليها، ولكن، وجدته مُغلق مما زاد من قلقها فإزدردت ريقها وتابعت في توتر: يا تري إتأخرتي ليه يا أروى وتلفونك مقفول ليه يارب سترك...
أخذت تسير ذهاباً وإيابا، لا تعرف كيف تتصرف الآن، حتى دلفت سهير التي قالت بسخط: ما تيجي يا بت تشوفي الزباين!

هدرت بها سهيلة قائلة بإرتباك: أروى ماجتش لحد دلوقتي من الشغل وتلفونها مقفول سبيني في حالي دلوقتي بلا زباين بلا زفت..
أجابتها سهير ببرود ولا مبالاه: تلاقيها بتصيع هنا ولا هنا!
حدجتها سهيلة بحدة ونظرات تحمل الغضب الشديد، وما كان منها إلا أنها أسرعت مهرولة خارج المنزل لتبحث عن شقيقتها وأثناء سيرها قامت بالإتصال على سامي، الذي ما أن وجد إسمها أغلق الخط عليها قائلاً بضجر: مش وقتك على المسا!

ثم نهض قائلاً في غضب: أما أشوف أخرتها معاك ايه يا أمير!

كالطير المجروح والحزين كمن كُسر أجنحته وحُجز في قفص مغلق وبات محروما من الحياة
هكذا كان حال أروى التي تورمت عينيها من كثرة البُكاء تنظر حولها بريبة، وتنظر إلي شعاع النور المنبعث من تلك النافذة الصغيرة أعلي الحائط تناجي خالقها وقلبها يصرخ عالياً، فمنذ أن نشأت وهي تحاول الفرار ولكن أين ستذهب في عالم إمتلئ ذئاب بشرية إذا وقعت فريسة لأحدهم ستُدفن بالحيا!

في شركة الأمير...
دلف ماجد إلي داخل مكتب أمير، ثم وقف أمام مكتبه مباشرةً وقال: ماجد، سامي برا وعايز يقابلك
رفع ماجد بصره عن الأوراق التي كان ينظر إليها، ثم قال بضيق طغي على ملامح وجهه:
- وده عاوز ايه وايه الي جابه؟
حرك ماجد رأسه نافياً وتابع: مش عارف، بس أنا مش مطمنله
تنهد أمير، وقال حانقاً: خليه يدخل.

أومأ ماجد برأسه، ثم توجه إلى الخارج وبعد قليل ولج سامي، الذي هتف بإبتسامة ماكرة: واحشني يا أمير باشا...
نهض أمير وصافحه بثبات، ثم أشار له أن يجلس قبالته، ومن ثم قال في هدوء: أهلا وسهلا يا سامي بيه نورت!

إبتسم سامي وتابع مردداً: شكرا، ثم أخرج سيجارة من علبة سجائره، وقام بإشعالها وكاد أن يدخنها، ولكن أوقفه صوت أمير الصارم وهو يقول: لو سمحت! أنا مانع التدخين في شركتي وأظن إن دي حاجة معروفة و من قواعد وتعليمات الشركة!
قطب سامي جبينه، ونظر له بحنق وهو يتابع: نعم؟

إستند أمير إلي ظهر المقعد بينما وضع ساقا فوق الآخر وتابع بنفس الثبات: زي ما قولتلك يا سامي بيه دي تعليمات شركتي ولازم أي حد يدخل يحترم قوانيني ولا أنت إيه رأيك؟
صر سامي على أسنانه، ثم قام بإطفاء السيجارة رغما عنه وعينيه تُطلق شرار...
تنهد أمير وراح يستند بمرفقيه على سطح المكتب، ليقول رافعاً أحد حاجبيه بجدية: خير يا سامي بيه؟
وضع سامي ساقاً فوق الآخر، ثم نظر له وتابع: الصفقة بتاعة الشركة الأمريكية!

ضيق أمير عيناه، ثم أردف في تساؤل: مالها؟
نظر له بنظرات ذات مُغزي، وتابع: تخُصني!
رفع حاجبيه معا وقال بإندهاش: والمطلوب؟
تنهد سامي وهو يرمقه بنظرات حادة:
- المطلوب إنك تلغي الصفقة دي خالص لأن أصلا الشركة دي كانت بتتعامل معايا الأول، وأنا محتاج الصفقة دي ضروري جدا وأنا جايلك لحد عندك عشان كده، وعلي ما أعتقد يعني مش هتخيب ظني فيك!

ضحك أمير ساخراً، ثم قال: ضحكتني والله وأنا مليش نفس أضحك!، يعني حضرتك جاي لحد عندي عشان تاخد شغلي وعايزني أتنازل بكُل بساطة كده؟ حد قالك إني فاتحها سبيل؟
رفع أحد حاجبيه وقال بتجهم: ما قلتلك أن ده شغلي وإن الشركة كانت بتتعامل معايا و..
قاطعه أمير بحزم: كانت! كان ياما كان، ودلوقتي طلبوا يشتغلوا معايا أقولهم لاء أصل سامي بيه هيزعل!
هب سامي واقفاً والشر يتطاير من عينيه، فهدر قائلاً: يعني مش هتتنازل!

حرك أمير رأسه ببرود تام جعله يستشاط غضباً أكثر، فرمقه بنظرات نارية قبل أن يتجه إلى الخارج، وقال في توعد: ماشي يا أمير، سلام، ولا أقولك من غير سلام!
إتجه صوب الباب وخرج ليدلف ماجد بعد ذلك وهو يقول في تساؤل: ماله ده كان عايز منك ايه؟
أخذ أمير نفسا عميقا ثم زفره على مهل، وتابع بجدية؛
- البيه جاي آل ايه يجبرني أتنازل عن الصفقة بتاعة الشركة الأمريكية! بكل بساطة وسهولة عشان هو عايزها!

عقد ماجد حاجباه وتابع: ايه الراجل الناقص ده! لاء وجاي لحد هنا ومش مكسوف على دمه
زفر أمير بحنق وقال: يلا في داهية، قوم إعملي فنجان قهوة بقي عشان فور دمي
صر ماجد على أسنانه وقال بغيظ: ياعم ما تشوف سكرتيرة بقي، فالح بس تمشيهم واحدة ورا التانية!
أمير بجدية: أعمل إيه ما كلهم أستغفر الله شمال!
ماجد بحذر: طب ما ترجع مايا
أمير بعصبية: قوم بسرعة من قدامي.

نهض ماجد سريعاً وهو يضحك عالياً وإتجه إلي الخارج ليعد له القهوة كما طلب...

وصلت سهيلة وهي تلهث بشدة إلي شركة سامي، ثم ولجت إلي الداخل وصعدت إلي الأعلي سريعا..
ما إن صعدت توجهت إلي السكرتيرة هدي وسألتها بقلق وهي تلتقط أنفاسها:
- لو سمحتي أروى فين؟
هدي ببرود: أروى مين؟
عقدت سهيلة حاجباها وتابعت بنفس القلق: أروى أختي، كان أول يوم ليها هنا عشان تشتغل وهي إتأخرت أوي هي فين مكتبها؟

أجابتها هدي بسخرية: أهااا، هي الي إسمها أروى دي تبقي أختك؟ دي حرامية وسرقت الخاتم بتاعي النهارده وطلبنا ليها الشرطة
خبطت سهيلة على صدرها وهي تقول بعدم تصديق: نعم؟ لا أكيد في حاجة غلط أروى لا يمكن تعمل كده
هدي بتهكم: لا عملت وهي دلوقتي في القسم وزمانهم حبسوها مع المجرمين الي شبها
إتسعت عينا سهيلة وهي تقول بصدمة جليه: قسم!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة