قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع والعشرون

آه، كم يؤلمني قلبي يا أميري..
هل تسمع آنيني؟..
هل رأيت كيف يُعذبني ضميري!
نعم أنا كاذبة
ولكني لست خادعة
أنا عشقتك ولكني خائفة
فكيف حين تعلم أنني إبنة سافرة؟
هل ستصدقني حين أقسم إني طاهرة؟
اه فأنا العاشقة وعن مصارحتك عاجزة..

صف زياد فجأة سيارته ثم أخرج رأسه من النافذة، ليهتف بمرح وهو يُنادي على أمير: أمير هننزل هنا
صف أمير هو الآخر سيارته وهو يقول بجدية: ليه؟
ترجل زياد من السيارة وإتجه نحوه قائلاً بإيتسامة: أصل ماهيتاب عاوزة تشوف البحر ف قولت نقعد في الكفاتيريا دي، وإهي فرصة تغيروا انتوا كمان جو ها ايه رأيك؟
كاد أمير أن يرد عليه فقاطع زياد قائلاً بمزاح: أنا بقول كده برضو يلا انزلوا..

ترجل أمير من السيارة وهو يتمتم يخفوت: مجنون رسمي!
وكذلك فعلت أروى وترجلت على مضض، ف نظر لها أمير وجدها غاضبة بشدة...
لكنه فضّل الصمت وإتجهوا جميعا إلي حيث قال زياد، جلسوا جميعا على طاولة تطل على مياه البحر..
قال زياد هادئاً: تشربوا ايه بقي؟
أجابته ماهيتاب بدلال: أنا هشرب زي أمير، هتشرب ايه يا أمير؟
نظرت له أروى تنتظر رد فعله...
فقال هو بجدية: هشرب فراولة..
إبتسمت ماهيتاب وقالت: وأنا كمان يا زيزو..

سأل زياد مجددا: وأنتي يا آنسة أروى؟ وسهيلة؟
رد أمير سريعا بثبات: أروى هتشرب فراولة!
أروى بتذمر: لا أنا مش عاوزة حاجة، شكرا..
رمقها أمير بغيظ قبل أن يردف بلهجة آمرة: لا هتشربي، يلا يا زياد
ضحك زياد وقال: خلاص كلنا نشرب فراولة بقي، اوك؟
أومأ الجميع برأسه ماعدا أروى التي كانت عابسة بشدة...

أبلغ زياد النادل بطلباتهم، وساد الصمت بعد ذلك لعدة لحظات إلي أن قالت أروى، بخفوت وهي تنهض مُتحاملة على نفسها: أنا هتمشي شوية على البحر بعد إذنكم!..
ثم سارت قبل أن يتحدث أمير بعجرفه كما فعل في السيارة...
تابعها أمير بعيناه، ثم نهض هو الآخر قائلاً بصوت رجولي ؛: عن إذنكم..!
أضاف زياد مازحا: إذنك معاك..
كادت ماهيتاب أن تنهض خلفه ولكن أوقفها صوت زياد الصارم: مكانك يا ماهيتاب.

زفرت ماهبتاب بحدة وهي تتابع بحنق: ليه هتمشي مع إمير!
حرك زياد رأسه نافياً وتابع: لأ مش هينفع دلوقتي هنتمشي أنا وأنتي!

وقف أمير أمام أروى حيث قطع عليها الطريق بجسده المفتول، ف رفعت بصرها إليه وهي تتابع بإختناق: أوعي من طريقي!
حرك رأسه نافياً قبل أن يقول بجدية: لأ، وبعدين هتفضلي مكشرة كده يعني؟
أومأت له قائلة بضجر: أيوة، روح إقعد مع بنت عمتك أحسن جاي ورايا ليه؟!
رفع أحد حاجبيه بإندهاش قبل أن يردف بتعجب: بنت عمتي!، قصدك ايه بقي يا ست أروى؟
زفرت بحِنق وهي تتابع: مقصديش حاجة، أنت مش زعقتلي وخلاص، في ايه تاني بقي..

ظهرت إبتسامة صغيرة على محياه، وهو يطالعها بإعجاب ثم أردف بتنهيدة: طيب خلاص، متزعليش مني، بس أنتي الي إبتديتي وإستفزتيني، وكمان أنا معرفش ليه تعمدتي تضايقيني وتجيبي سيرة كرم!
أردفت ببراءة: أنا كنت بهزر معاك، بس كده..!
فرك طرف ذقنه بأصابعه، ثم قال مبتسماً: خلاص يا أروى يمكن أنا زودتها شوية عموما حصل خير..!

أومأت له برأسها وراحت تنظر إلي مياه البحر الزرقاء، ، وقف جوارها ثم قال مرحا: طيب إضحكي بقي، خلصنا يا أروى
إبتسمت بتلقائية وهي تطالعه بصمت، ثم قالت بخفوت: هو أنت كده على طول؟
سألها بفضول: كده ازاي يعني؟
أجابته هادئة: يعني، بتشد وتلين في نفس الوقت، تزعق وبعد شوية تضحك، بحس إنك حد ليه هيبه وتخوف كده وفي نفس الوقت حبوب ومرح، حيرتني معاك!

ضحك أمير بخفوت وهو ينظر إلي البحر قائلاً بإبتسامة هامسة: المهم إني حلو ولا وحش؟
أردفت أروى بتلقائية: أنا مقابلتش حد زيك في حياتي، يعني أنت حاجة وكل الناس الي عرفتها حاجة تانية..
رد مندهشا: لدرجة دي
أومأت له قائلة بتأكيد: وأكتر
إبتسم، ثم صمت قليلا، ثم تحدث بتساؤل: كلميني عن نفسك يا أروى، عاوز أعرف حياتك شكلها ايه، خرجي كُل الي في قلبك أنا عاوز أسمعك..

توترت أروى، ماذا تقول له، ف حياتها مؤلمة، غير مُشرفة حتى تسردها عليه!.
صمتت لعدة دقائق، ثم قالت بخفوت: كل الي أقدر أقولهولك إني وحيدة، يعني مليش حد، تعبت جدا في الدنيا دي
نظر لها وقال بفضول: ليه يا أروى؟ ايه الي تعبك في الدنيا، إحكيلي؟
أجابته بثبات: يعني أنا معرفش حد غير سهيلة، أنا إشتغلت في كذا حتة قبل ما آجي عندك، بس كنت بتهان وبقابل ناس حيوانات فبضطر اني آسيب الشغل وأمشي وادور على غيره.

تنهد قبل أن يقول مجددا: طب وأهلك توفوا إمتي؟
إزدردت ريقها بإرتباك، ثم قالت متوترة :
- مش عارفه، أنا كنت صغيرة، وسهيلة كانت كبيرة عني شوية، من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا عارفة أن بابا وماما ماتوا!
قطب أمير جبينه ثم تابع بجدية: أومال مين رباكوا!
أردفت بإرتباك: كان في جارة كده ساكنة جنبنا كانت بتهتم بينا شوية..

أومأ أمير برأسه وهو ينظر إلي عُمق عينيها الخضراوتين، مما جعل أروى ترتبك وكأنه سيكشف كذبها الآن!
تحدثت بخفوت: بتبصلي كده ليه؟
إبتسم قائلاً: عيونك حلوة وفيها سحر..
أطرقت رأسها بخجل، وهي تبتسم بعفوية، فضحك هو قائلاً بمزاح: أول مرة أشوف بنت سمرة وعنيها خضرة، سبحان الله، لأ وشعرها يجنن!
وصل الخجل داخلها للقمة، فنظرت إلي الجهة الأخري بخجل واضح عليها، إلا أنه قال بمرح: خلاص سكت أهو!

أرجعت أروى خصلة من شعرها خلف آذنها، ثم نظرت له وتابعت: وأنت كمان إحكيلي عن نفسك شوية
إبتسم، ثم تابع بهدوء: يعتبر ظروفي شبه ظروفك، يعني أنا كمان أهلي ماتوا وأنا صغير، بس أنا فاكرهم وإتعذبت جدا لما ماتوا، بقالي ١٥ سنة عايش لوحدي، بس إتعودت على كده خلاص
تابعت بمشاكسة: ممم وعايز تقنعني إنك مكنتش بتستغل الوحدة دي وتعرف بنات!

ضحك ساخراً وقال: بنات!، أنا بكره جدا البنات الرخيصة الي بتعرف ده وتمشي مع ده، بحس اني عاوز أرجع لو شفت بنت مش محترمة!
أغلقت عينيها عُقب عبارته التي أصابت وخزة في قلبها الصغير الذي لم يتحمل كل هذا، ف كلما تعرفت عليه كلما إزدادت مخاوفها أكثر وأكثر..!
لاحظ هو تغييرها فقال بقلق: مالك يا أروى؟
حركت رأسها بنفي ثم قالت ؛: مفيش حاجه، إستأنفت بإبتسامة: كمل وبعدين.

إبتسم وقال مواصلا حديثه: بس يا ستي، يعني بجد أنتي أول حب في حياتي، احم أول بنت يعني تدخل حياتي..
ضحكت برقة قبل أن تقول بمرح: بصراحة بستغربلك ساعات، يعني ازاي أنت رجل أعمال ومش بتشرب سجاير ولا خمرة زي ما بتشوف في الأفلام؟ ولا عندك علاقات!

ضحك عالياً ثم قال من بين ضحكاته الرجولية: الأغلب منهم كده فعلا، بس أنا مبحبش كده ايه الحلو اني اشرب سجاير مثلا!، يعني محبتهاش أصلا وطالما محبتش حاجة لا يمكن أعملها..
أومأت رأسها بإنبهار، ثم تابعت مرة أخرى بفضول: طيب مين أعز أصدقائك؟
زياد، قالها بتلقائية..
ساد الصمت قليلاً بينهما، ثم قالت أروى بتردد:
بتسامح الي بيسيئ ليك؟

ضيق عينيه قبل أن يُجيب عليها: مش دائماً على حسب حجم الإساءة وحسب الشخصية نفسها الي آسأت ليا..
أروى بخوف وعدم فهم: ازاي؟
مسح على رأسه وأجابها بهدوء: يعني الي بيجرحني متعمد، بجرحه والي بيرشني بالميه برشه بالدم!، أنا عمتا مش بأذي حد عشان كده الي بيأذيني بنسفه!، بكره الكذب جدا، ومبعرفش أسيب حقي، للأسف دي شخصيتي مش بسامح بسهولة إلا إذا حسيت إن الشخص آساء ليا ده مش متعمد يعمل كده.

بدأ قلبها في الخفقان العنيف، كادت دموعها أن تنهمر بغزارة ولكنها تحاملت على نفسها قبل أن تردف بصوت مرتجف: أفهم من كده إني لو آساءت ليك في أي وقت هتنسفني؟
ضحك مقهقها على حديثها التلقائي، ثم قال من بين ضحكاته: أنتي عمرك ما تعملي كده يا أروى، أنا واثق فيكي
تابعت بإختناق: وليه واثق أوي كده؟
تابع أمير مبتسمآ: أنتي كنتي هضحي بعمرك عشاني، وكمان أنا إحساسي بيقولي انك لا يمكن تخدعيني أبدا يا أروى.

دبحتها عباراته دبحاً، فشعرت بدوار يجتاحها فترنح جسدها قليلاً، ف أسرع أمير ليسندها على ذراعه قائلاً بلهفه: أروى
إزدردت ريقها بمرارة وهي تطلع إلي عيناه المحدقة بها، فقالت بخفوت: أنا كويسه بس دوخت شوية..
إستقامت في وقفتها وهي تمسح وجهها بتوتر، حتى قال أمير بقلق: خلي بالك من نفسك يا رورو
إبتسمت وهي تقول: رورو!
أومأ برأسه قائلاً بجدية: اها، عندك إعتراض ولا إيه؟!
ضحكت رغما عنها وهي تقول: لأ...

تفاجئا بزياد يصيح بتذمر: الفراولة حمضت يا عم الحبيب أنت!
ضحك أمير قائلاً: ياه، أنا نسيت انكم موجودين أصلا!
زياد مازحا: أيوة، وأنت حد قدك يا عم، بحر ورومانسية هتفتكرنا ليه بقي!
تنحنح أمير بحرج وقال: احم احم، يلا نشرب الفراولة يا غلس!
ضحكت أروى وسارت معهما إلي الطاولة مجددا...

ذهب سامي إلي منزل سهير ليقوم بزيارته، وفعل الفواحش أيضا!
ما إن دلف وجلس حتى سأل وهو يتلفت يميناً ويساراً: أومال فين سهيلة؟
أجابته سهير بغلظة: سابت الشغل ومشت
سامي بإندهاش: ليه!
ردت بضيق: معرفش بتقول مش عاوزة تشتغل تاني، خلاص عيارها فلت!
لوي سامي فمي وهو يحك صدغه ثم أردف: ممم أكيد أختها الشريفة هي الي خلتها تعمل كده، عموما لو عاوزاها أنا ممكن أجبهملك الاتنين تاني يا سوسو..
سهير بفرحة: بجد إزاي؟

أردف بمكر: ده شغلي بقي المهم انهم يجولك تاني راكعين!
لمعت عيني سهير بفرحة عارمة، ثم قالت: ياريت يا سامي، مش مهم البت أروى كده كده زي قلتها، المهم عندي سهيلة ياريت تجبهالي تاني!
ضحك سامي والشر يتطاير من عينيه، ثم قال في وعيد: يومين بالكتير وتكون عندك يا ساسو..!

بعد مرور ثلاثة أيام مرت على أبطالنا بسلام، حيث داوم أمير عمله في الشركة، وإستراحت أروى في المنزل كما قال لها، وظلت سهيلة تعمل في معرض الملابس وتعود إلي شقيقتها في آخر اليوم بفرحة فلقد أحست بالراحة النفسية والفرق بين شغلها هذا والثاني ذاك..!
ذهبت في اليوم الثاني إلي المعرض وفي أثناء عملها هتفت ربة عملها بإسمها لتتجه سهيلة نحوها قائلة بإيجاب: نعم..

إبتسمت السيدة بمكر وهي تمد يدها لها بتنورة قماشية من اللون الأسمر، ثم قالت: خدي قيسي دي كده يا سهيلة، وكمان قيسي عليها البضي ده!
عقد سهيلة ما بين حاجباها، وتابعت بإستغراب: أنا!، ليه؟
تابعت بإيجاز: ده يا ستي هدية مني ليكي أنا أصلي عارفة ظروفك وحبيت أساعدك وأجبلك حاجة تفرحك..
إبتسمت سهيلة وقالت بخجل: بس ده كتير أوي
بادلتها بإبتسامة ماكرة: لا مش كتير ولا حاجة، يلا أدخلي بقي عشان عاوزة أشوفه عليكي!

أومأت سهيلة رأسها بسعادة، ثم إتجهت إلي الغرفة الصغيرة (البروڤا )، حتى تبدل ثيابها ولكنها لا تعلم أنها وقعت في فخهم ومكيدتهم الدنيئة، حيث كان يضعون كاميرا داخل هذه الغرفة!

نهضت أروى ثم أبدلت ثيابها وتجهزت وعزمت على أنها تذهب إلي الشركة فلقد طالت جلستها في المنزل وإشتاقت حقا للأمير...
توجهت خارج الشقة وما إن خرجت آتاها إتصال من (سامي )، لكنها أغلقت الخط وهي تزفر بضيق وتلعن ذاك اليوم الذي رأته فيه..!
إستقلت سيارة أجري وإنصرفت..
ما إن وصلت وصعدت توجهت سريعا إلي مكتبه ثم طرقته ودلفت قائلة بمرح: أنا جيت!

رفع أمير بصره عن حاسوبه، ثم قال بدهشه: أروى، نهض وإتجه إليها قائلاً: ايه الي جابك مش قولت تستريحي في البيت؟
ذمت شفتيها بتذمر ثم تابعت: زهقت من قعدة البيت والله، والشركة وحشتني أوي
وضع يديه في جيب بنطاله وقال هادئا: بس أنا خايف عليكي أنتي لسه تعبانة يا أروى..
حركت رأسها نافية وتابعت بمرح: لأ أنا زي الفل والله
إبتسم لها وقال: أوك، يلا على شغلك يا ست أروى أما نشوف أخرتها.

ضحكت برقة وهي تتجه صوب الباب، بينما أقوفها صوته الرجولي: إعمليلي قهوة يا أروى
إلتفتت له قائلة بإبتسامة: حاضر، حاجة تاني؟
حرك رأسه بعلامة النفي ولا تزال إبتسامته مُرتسمة على ثغره، فحقا إشتاق لها وروحها التي تعطيه حالة من البهجة...

إبتسمت تلك السيدة بمكر وهي تحادث سامي هاتفيا: كله تمام يا باشا
تقوس فم سامي بإبتسامة شيطانية: عفارم عليكي، تعجبيني، سلام دلوقتي!
أغلق الخط وهو يبتسم بإنتصار وشيطنة ويحدث نفسه:
- دلوقتي الاتنين بقت روحهم في أيدي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة