قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والعشرون

عادت أروى إلي مكتب أميرها كما أسمتهُ هي في مُخيلتها، طرقت الباب بيد واليد الأخري تحمل القهوة، دلفت ثم وضعتها أمامه قائلة بإبتسامة: إتفضل القهوة..
تناولها بيديه ثم إرتشف منها رشفة ببطئ ثم عاد وضع الفنجان على سطح المكتب قائلاً بإستمتاع: تسلم ايدك، كنت هتجنن على فنجان قهوة من إيدك
إبتسمت بخجل ثم تفوهت بخفوت: بالهنا والشفا.

عاود هو النظر إلي شاشة الحاسوب، ثم تابع مبتسماً: تعرفي إنها ليها مذاق خاص من إيديكي، أنا كنت بحبها، بس دلوقتي بعشقها!
تلون وجهها بحمرة الخجل واطرقت رأسها بحياء، ثم عضت على شفتيها دون أن تصدر أي صوت..
نظر لها بطرف عينه وهو يضحك بخفوت، ف حاول تغير مجري الحديث، وقال بصوتٍ أجش:
عمتي جاية بكرة إن شاء الله، عاوزك تيجي معايا نستقبلها في المطار إيه رأيك؟
تنهدت بتوتر قبل أن تردف: بس، بس هي مش تعرفني!

نظر لها وقال ضاحكا: ما أنا هعرفك عليها يا أروى، لو مش حابة تيجي خلاص مش مشكلة، وأبقي أعرفك عليها وقت تاني..
أردفت بإبتسامة: لا، هاجي مفيش مشكله يا أميري، وضعت يدها سريعا على فمها بصدمة لقد نست وتفوهت بهذه الكلمة بتلقائية فما كان منها إلا أنها ركضت خارج المكتب بخجل وإرتباك شديدين...
بينما إندهش وهو يقول بخفوت مبتسما: أميري!، تابع بسعادة: حلوة أميري دي.

ضحك وهو ينهض من مقعده ينوي الذهاب إليها، خرج وتوجه إلي مكتبها وجدها تجلس واضعة وجهها بين راحتي كفيها، إبتسم بإتساع وهو يقترب منها بخطواتٍ مُتمهلة، إلي أن وقف أمام مكتبها مباشرةً، ثم دني منها قليلا وهو يقول هامسا: أفهم بقي، ايه حكاية أميري دي؟
لم تجرأ أبدا على رفع وجهها إليه فهي الآن في قمة خجلها منه...
ضحك وهو يقول بتسلية: طب أنا عاوز أسمعها تاني، أصلها عجبتني أوي!

إزدردت ريقها بتوتر بالغ قبل أن تقول بتلعثم: آآ أن أنا آسفة معرفش ازاي قولت كده
قهقه عالياً، ثم قال من بين ضحكاته: بقولك عاوز أسمعها تاني تقوليلي أنا آسفه!.
عادت تنظر إلي الأرض مرة ثانية وهي تعض على شفتها السفلي بخجل شديد، فقال أمير عابسا: خلاص مش عاوز أسمع حاجة كفاية كسوف خلاص
تطلعت إليه، ف نظر لها بتمعن عن قرب، ما اجملها حين تخجل..

إزدرد ريقه وإبتعد خطوة للخلف قبل أن يغرق في سحر عينيها، اللتين تلمعتان ببريق خاص بها هي فقط..
إبتسم مجددا وهو ينظر إلي ساعة معصمه: ممم، دلوقتي عندي مشوار مهم يا أروى، مُضطر أمشي حالا وهاجي بليل إستنيني عشان هوصلك تمام؟!
عقدت حاجباها وقالت بتذمر: طب أنا هاجي معاك
قال بنفي: لأ مش هينفع يا أروى، الشركة بعيدة شوية وهتتعبي المهم تستنيني هنا على ماجي ومتخرجيش برة الشركة لأي سبب اوك.

أومأت له بإبتسامة، فسار هو صوب الباب ولكنه وقف فجأة غامزا بمزاح: بس لما أرجع لازم تعرفيني ايه حكاية أميري دي..!
أغلق الباب وهو يضحك، بينما تنفست أروى بعمق وجلست مرة ثانية تتحسس وجهها الساخن..

جلس زياد على مقعدهُ الوثير في شركة والده والتي هي فرع من فروع شركاته الموجودة داخل مصر، ، أرجع ظهره للخلف ليستريح قليلاً بعد عدة ساعات متواصلة من العمل، ثم مسح على وجهه بإرهاق وفتح الحاسوب الخاص به، ليتصفح حسابه الشخصي على تطبيق الفيس بوك..
آتاه رسالة مُجرد أن قام بفتحه..
رفع أحد حاجبيه وهو يقرأ محتواها
(لسه زعلان مني زياد، زياد أوعي تسبني أموت من غيرك ).

لم يتمالك نفسه من الضحك وهو يقرأ جملتها العفوية
قرر أن لا يرد عليها وأغلق الحاسوب مجددا وهو يحك صدغه بإبهامه..
تذكر آخر لقاء بينهما قبل أن يأتي إلي مصر بيوم..
فلاش باك
هتف بحدة وهو يرمقها بغيظ مُصراً على أسنانه ؛:
يعني مش هتنزلي معايا يا دارين صح؟
أردفت دارين بتوسل:
أرجوك زياد حاول تفهمني أنا لازم أخد ماجستير هنا في أمريكا، و بعدين أنزل معاك مصر.

إنفعل زياد قائلاً بحدة: ما احنا هنرجع تاني يا دارين لازمته ايه تعندي ومتنزليش معايا بقي!
قالت هادئة: أنت مُش عاوز تفهمني زياد، أنا لازم أتجوز بعد ما أخد ماجستير وكمان يا زياد إحنا مخطوبين لسه أنزل معاك بصفتي ايه دلوقتي
زياد بضيق: احنا هنتجوز في مصر يا دارين، هتنزلي معايا عشان كده!
دارين بتوسل: زياد أرجوك آآ...

ضيق زياد عينيه وهو يقول بغضب مقاطعا حديثها: تمام يا دارين، وأنا بقي نازل بكرة مصر، كنت ناوي أحكي لأمير عنك وأعرفه إني خاطب وهتجوز قريب بس خلاص كل حاجة فينش يا دارين خليكي هنا مع أمك وأنا نازل مصر ومتحاوليش تتصلي بيا أبدا ماشي..
أنهي زياد جملته وإنصرف سريعا لتركض دارين خلفه قائلة في توسل: زياد أرجوك افهمني زياد.

لم يستجيب لندائها وإنصرف، فجلست تبكي دارين فهي أحبته منذ أن إلتقت به خلال ثلاث سنوات مضت، وكانت صديقة شقيقته ماهيتاب وخلال ترددها على منزلهم أحبها زياد بشغف، وتمت خطبتهما منذ عام!

باك
آفاق زياد من شروده وهو يبتسم، ثم أمسك هاتفه وقام بالإتصال عليها ليأتيه بعد دقائق صوتها الرقيق المشتقاق : زياد، كده برضو هنت عليك تسبني كل ده ومتردش عليا
تصنع زياد الجدية في حديثه، وهو يقول: زي ما أنا هنت عليكي تسبيني أنزل مصر لوحدي
أردفت ببراءة: طيب معلش أنا غلطانة، بس أنت حتى متفاهمتش معايا وسبتني ومشيت.

رد عليها بتذمر: كنتي عاوزاني أعمل إيه يعني يا دارين وأنا عمال اتحايل عليكي عشان تنزلي معايا، وقولت هتيجي وتلحقيني قبل ما أسافر بس للاسف محصلش
تنهدت دارين قبل أن تردف بهدوء: متزعلش بقي، خلاص أنا أجلت الماجستير، لحد ما نتجوز ونرجع تاني نعيش مع بعض..
هتف بضيق: ما كان من الأول، لازم يعني توجعي قلبي معاكي يا دارين.

زفرت بحِنق قبل أن تقول برقة: خلاص يا زياد أهو الي حصل بقي، وبعدين هتيجي تستقبلني في المطار ولا لأ؟
هتف زياد بفرحة: ايه، أنتي نازلة مصر؟
ضحكت قائلة: أيوة، ماما سمحتلي انزل مع مامتك ونكتب الكتاب كمان
كاد زياد أن يرقص فرحا، فأردف بسعادة: ومخبية عليا كل ده، أخيرا هشوفك
دارين بعتاب: هو أنت اديتلي فرصة أسمع صوتك حتى!
تنهد زياد بإرتياح وقال بعدم تصديق: يعني انتي جيالي بكرة كده بجد! يا فرج الله..

ضحكت وهي تقول بإيجاز: طيب سلام بقي عشان هحضر لبسي وكده
غمز قائلاً بمرح: مستنيك على نار، نار يا حبيبي نار
أغلقت دارين الخط وهي تضحك بسعادة: مجنون يا زيزو..

عادت سهيلة إلي المنزل بعد أن أنهت عملها، دلفت وأغلقت الباب خلفها وركضت إلي الغرفة حتى ترتدي الملابس التي أعطتها لها تلك السيدة!
إبتسمت بسعادة وهي تطلع إلي الثياب بفرحة..!
ثوانِ معدودة وسمعت صوت الباب يقرع، فإتجهت صوبه وفتحت لتجد سامي يبتسم بإصفرار، ، تسمرت هي مكانها وهي تبتلع ريقها بخوف..
نطق سامي قائلاً في هدوء مستفز: ايه مفيش إتفضل يا سهيلة ولا إيه..!

لم يمهلها فرصة وولج إلي الداخل، قائلاً بتهكم: ده حتى أنتوا عايشين في بيتي!
أغلقت سهيلة الباب ثم هتفت بضيق: أنت عاوز ايه مني وجاي ليه؟
ضحك عالياً ثم قال: ممم، من غير عصبيه يا سهيلة هانم، خلينا نتكلم بالهداوة
أنهي جملته وراح يجلس على الأريكة واضعا ساقا فوق الآخر، ثم قال مبتسما: إقعدي، ده أنتي وحشاني اوي يا سوسو
صاحت سهيلة بغضب: أنا خلاص معنتش سهيلة الي انت تعرفها أنا اتغيرت ومعتدش حد هيلمس مني شعراية!

ضحك ساخرا قبل أن يقول: بس مش بمزاجك يا سوسو، أنتي مينفعش تطلعي من المستنقع ده، بس هنتفق إتفاق
سهيلة بحدة: هات من الآخر!
نهض ثم وقف أمامها، ، ثم أخرج من جيب بنطاله ظرف، ومد يده لها قائلاً بثبات: خدي شوفي ده وقوليلي ايه رأيك!
فتحت سهيلة الظرف على عجالة، لتتسع عينيها بصدمة جليه وهي تنظر إلي صورها العارية، أصابها إرتجافة شديدة وقلبها ينتفض بشدة!
رفعت بصرها إليه لتجده مبتسم وكأنه شيطان!

صاحت به بعدم تصديق: ايه ده؟
ضحك ثم قال من بين ضحكاته المستهزءة: ده يا حبيبتي صورك الي هتنزل على النت وكل المواقع الإباحية، لو مخلتيش أختك تنجز في الي طلبته منها، وكمان ترجعي لأمك زي الشاطرة كده وتاكلي عيش من سكات، وإلا بقي متلوميش أنتي واختك الا نفسكم..!
نزلت كلماته عليها كالصاعقة، وكأنها سقط في بئر ليس له قرار!
صاحت به دون وعي: أنت حقير وزبالة، حسبي الله ونعم الوكيل فيك.

ضحك بلا مبالاه، لتصرخ سهيلة باكية: ليه كده، ليه بتعملوا فيا كده، حرام، حرام، ربنا ينتقم منكم!
جذبها سامي من خصلات شعرها بعنف وهو يقول بقسوة: بقولك إيه يا روح أمك!، لو الي قولته متنفذش وربي لهنسفكم نسف..!
قالت ساخرة من بين دموعها: ربك! هو انت تعرف ربنا يا واطي!

صفعها بقوة لتهبط على الأريكة، ليقترب منها ويدنو قليلاً قائلاً بحدة: إسمعيني كويس!، لو بكرة مرجعتيش عند أمك!، وبعدها أقنعتي الزفته أختك تخلص نفسها، وتجبلي الملف والفلوس، زي ما قولتلك متلموش إلا نفسكم!
تركها ورحل تاركا إياها تبكي بحسرة...
لماذا لم يُكتب لي الفرار، وكُتب ياربي عليّ المرار، هل لي من فرج ورؤية الانوار؟، أم سأظل في مستنقع الأشرار..!

مرت عدة ساعات حتى عم ظلام الليل..
شعرت أروى بالملل فقررت أن تخرج خارج المكتب وتهبط تنتظر أمير بالأسفل ونست تماما أنه قال لا تخرجي...
وجدت هاتفها يرن لتنظر إلي الشاشة وتجد أسمه ينير بالشاشة، أجابت على الفور قائلة: ألو
رد هو سريعا: جهزي نفسك يا أروى، أنا خلاص ربع ساعة وجايلك
تحدثت بخفوت: ماشي، أنا مستنياك..
إبتسم وقال: سلام...

أغلقت أروى الخط، ثم سارت بخطوات متمهلة وهي تستنشق الهواء الذي أخذ يلفح وجهها ويصطدم بخصلات شعرها ليجعلها تطاير بشكلٍ جذاب...
أغلقت عينيها مستمتعة بمداعبة الهواء لها، شعرت فجأة بيدين تقبض عليها بعنف ف شهقت بفزع وهي تفتح عينيها على وسعهما..
وجدت شخص مُخيف الوجه يتطلع إليها برغبة.

صرخت وهي تحاول التملص منه حتى ركض أمن الشركة إليها محاولين خلاصها من بين يديه، ف تعالي صراخها، وفجأة وجدت ماجد ينزع عنها ذاك الشخص بعنف ويقوم بضربه عدة مرات ليدفعه ذلك الشخص ويخرج من جيبه سلاح حاد (مطوة) ويغرزها في كتفه ويركض...
وفي نفس الحين صف أمير سيارته ليترجل منها سريعا راكضا إلي أروى قائلاً بذهول: أروى، ايه الي بيحصل ده؟
حركت رأسها عدة مرات وهي تقول بخوف: معرفش معرفش.

نظر أمير إلي ماجد المُلقي على الأرض بصدمة، ليهتف بغضب: أنت خرجت من السجن إمتي؟
لم يجيبه ماجد بل كان يتوجع بصراخ، فهتف أمير مرة أخري بغضب جلي موجها حديثه ل أمن شركته ؛: حد منكم يفهمني ايه الي حصل وايه الي جاب البني آدم ده هنا!
قص عليه أحدهم ما حدث وكيف اُصيب ماجد، لينظر أميرله بعدم إقتناع ويقول بجمود: حلو أوي الفيلم الهندي ده، ماشي، حد يطلب الإسعاف وشيلوا البني آدم ده من قدامي دلوقتي!

إنصاعوا له وفعلوا ما قاله لهم..
ليتجه نحوه أروى ويجذبها من معصمها قائلاً بعصبية: أنا مش قولتلك متخرجيش بره الشركة؟
إزدردت ريقها بخوف قبل أن تقول: آآ أنا والله نسيت ومتوقعتش يحصل كده أبدا أنا معرفش دول طلعوا منين!
جرها خلفه وهو يفتح باب سيارته ويدفعها إلي الداخل قائلاً بحدة: ماشي اصبري أما أشوف الموضوع ده، اصبري يا أروى!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة