قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع والثلاثون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع والثلاثون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع والثلاثون

كان يقود سيارته بسرعة جنونية وعيناه ظللت عليهما القسوة يتذكر كل لحظاته معها لحظة لحظة، هل فعلت كل هذا من أجل المال، هل إلي هذا الحد كان مغفل ولم يكشفها في أي مرة كيف خدعته بهذه الطريقة! من أين آتي لها هذا الجبروت تنام بجواره وهي تخدعه...
سيجن، سيجن وعقله سينفجر والنيران تشتعل بداخله، ضرب على المحرك وهو يقول بصدمة: لاء لاااااا!

ظل هكذا إلي أن وصل إلي البيت، ترجل من السيارة ببطئ وبخطوات متثاقلة سار، وهو يتمني أن يكون كل هذا إدعاء على حبيبته!
دلف بعد أن فتح الباب بالمفتاح، ليجدها تضحك بسعادة مع نجاة وماهيتاب، وقف لبرهه يتأملها وأنفاسه تتسارع وبداخله صراع!
لمحته أروى لتنهض وتتجه إليه قائلة بإشتياق: حبيبي، لحقت تيجي..

ثم توقفت أمامه بقلق وهي تري عبوس وجهه وملامحه الصارمة وعينيه القاسيتين تنظرانِ إليها بنظراتٍ لم تفهمها ولكنها قاربت على فهمها!
فقال هو بصوتٍ جهوري، وعيناه لم يطرف لها جفنا: تعالي!
ثم سار متجها إلي الدرج وإتبعته أروى وجسدها يرتعش من شدة الخوف، هذا بالتأكيد علم بمصيبتي...!
بينما تعجبت نجاة له، وقالت بخفوت: ياتري في ايه!

صعدا الإثنان ودلفا إلي الغرفة بعد أن أغلق أمير الباب بقوة لينتفض جسدها أثر صفعة الباب..
تنهد بعمق قبل أن يردف بهدوء مُريب: إيه علاقتك بسامي، وتعرفيه منين؟
شعرت هي أن ساقيها تذوبانِ من تحتها، وكل جزء في جسدها يرتعش بشدة، صمتت، صمتت طويلاً إلي أن قال مُكررا بصوتٍ أخافها: إيه علاقتك بسامي وتعرفيه منين؟!
إزدردت ريقها الذي جف فجأه، وتابعت بصوتٍ مُتحشرج: س س سامي، آآ..

صفعها بقوة وقال جازا على أسنانه بغضب عارم: لما أسألك تجاوبي عليا عدل، ثم صاح بعنف: إنطقي!
أومأت رأسها بهستيريه وهي تضع يدها مكان الصفعة وأجابته بخوف شديد: والله، والله أنا ك كنت ه هحكيلك أن
قاطعها مرة أخري بصفعة أشد قوة وهو يصيح بعدم تصديق: يعني كلامهم صح! كلاااااامهم صح وأنتي خدعتيني وخنتيني!
ساد صمت مرعب بينهما وهو يطالعها بعدم تصديق، الذهول هو سيد الموقف! لا يصدق، لا يصدق..

قطعت هي الصمت حين قالت ببكاء مرددة بهستيرية: والله العظيم ما خنتك أنا كذبت عشان كنت خايفة والله هو الي قالي ه...
إنهال عليها بالصفعات المتتالية وسط صراخها وعويلها المتتالي، خرج عن شعوره، إنهار، صُدم وجُرح كيف تجرأت وفعلت هذا!
بينما دخلت نجاة إلي الغرفة وهي تلطم على صدرها بصدمة من هذا المنظر، أخذت تمسكه بكل ما أوتيت من قوة حتى تبعده عن أروى التي إنهارت هي الأخري باكية..

أبعدته عنها بأعجوبة، ثم صاحت بحدة: ايه يابني، ايه في ايه الي جرالك البنت هتموت في ايدك معقولة الي بتعمله فيها ده!
حرك رأسه نافياً قائلًا بصرامة: لا مش قادر أصدق ازاي، ازاي، ازاي، لينهار ويحطم كل شئ أمامه..
وقف فجأة وهو يُشير لها بسبابته وبصوت متصلب قال: حتة بت زيك تضحك عليا أنا! ده أنتي لبستيني العمة بقي!، عملتي الي محدش عمله كل ده ليه ليييييه عشان الفلوس..!

إندفع نحوها بحركة واحدة وجذبها لتقف على قدميها ثم نزع عن رقبتها السلسلة وقال بإهتياج: كل ده عشان الشبكة الألماس! لدرجة دي انتي رخيصة..!
حاولت أن تتكلم، تدافع عن نفسها إلا أنه صاح بها وقال بشراسة: أنتي ط...
سرعان ما وضعت يدها على فمه قائلة برجاء من بين شهقاتها: لأ، لأ، أبوس رجلك متقولهاش، بالله عليك ما طلقني وتسبني أنت متعرفش حاجة، أنا مخنتكش يا..

إلا أنه دفعها بقوة لترتطم بالأرض وتقول نجاة بصدمة: يابني انت ايه الي جرالك حد يفهمني، براحة مراتك حامل وكمان عاوز تطلقها لا لا
حاول أمير أن يهجم عليها مرة ثانية لكن نجاة أمسكت به وساعدتها ماهيتاب حتى أخرجاته من الغرفة بصعوبة وهو يسب ويلعن ولاول مره يراه أحد على هذه الحالة المذريه..

دفعهما بيده ليهبط الدرج تاركا البيت بأكمله، لتدلف نجاة إلي أروى وتساعدها حتى نهضت لتجلسا على الفراش وتقول نجاة بإشفاق على حالتها: يا حبيبتي، قوليلي يابنتي ايه الي حصل وصل أمير لدرجة دي؟
لم تجيبها أروى بل ظلت تبكي بنحيب وهي تدفن وجهها بين راحتي يديها..
لتقول نجاة بتفهم وهي تنظر إلي إبنتها:
- أخرجي أنتي يا ماهيتاب، سبينا لوحدنا شوية..
بالفعل إنصاعت لها ماهيتاب وخرج مغلقة الباب خلفها..

فعادت نجاة تسألها بفضول: إحكيلي إيه الي حصل، متخافيش أنا زي أمك!
ما كان من أروى إلا أنها مسحت دموعها المنهمرة وقالت بصوتٍ مرتعش: هحكيلك!

على جانب آخر..
جلست مايا بصحبة صديقتها نرمين، التي قالت لها بصدمة: يا خبر أسود، ايه حامل!
ردت مايا بضجر: أيوة، ما أنتي عارفة سمير كنت بحبه قد ايه ويوم ماخد مراده مني سابني وهرب ابن *****
نرمين وهي تلطم على صدرها: طب وأنتي هتعملي ايه دلوقتي؟!
لتقول بثبات: أنا لازم أتجوز ماجد بأقصى سرعة، مقدميش حل غير كده يا نرمين!

نرمين بتساؤل: ازاي يابنتي، ما كده هيعرف إنك مش بنت وكمان هتتجوزيه إزاي وهو لا عنده شقة ولا حاجة..!
زفرت مايا بحنق وتابعت:
- أنا خلاص مش عارفه اعمل ايه، كده هتفضح وخالتي كده كده بتكرهني هترميني في الشارع! لو عرفت وبطني كبرت يادي المصيبة الي أنا فيها!
ثم صمتت قليلًا وتابعت بشرود: كده بقي مقدميش حل غير إني أعمل عملية من الي بيعملوها اليومين دول ترجعني بنت تاني!

- مش ممكن مش قادرة أصدق، أنتي يا أروى تعملي كده وتضحكي على أمير وتكذبي عليه!
أردفت نجاة بتلك الكلمات بعتاب ممزوج بالغضب..
لتقول أروى من بين بكاؤها: كنت خايفة والله العظيم كنت خايفة ولو أنا وحشة كنت اديت لسامي الورق الي هو عاوزه وهربت من أمير لكن أنا حبيته من قلبي.

نجاة بحزم: ولو، برضو كان لازم تقوليله مش تخدعيه بالشكل ده، لا وكمان أمك عايشة وقوليتله اهلك ماتت وفوق كل ده كنتي عايشة في بيت مشبوه، لالالا ده أنتي زودتيها اوي يابنتي ليه الكذب ده، طب هو يثق فيكي ازاي بعد كده ليه حق طبعا يتجنن بالطريقة دي كل ده كذب!
مسحت أروى دموعها وقالت بإختناق: هو لسه معرفش اني كنت عايشة في بيت مشبوه ولا يعرف أن عندي أم..

أغلقت نجاة عينيها بضيق، ثم تابعت بتنهيدة: كمان، ياربي ايه الي بيحصل ده أنا مش قادرة أصدق
واصلت أروى بكاؤها المرير لتردف من بين شهقاتها: والله العظيم حبيته من كل قلبي، وعمري ما خنته، هو أول راجل في حياتي رغم كل القرف الي كنت فيه محدش لمسني، كنت بتمني ربنا ينقذني ولما قابلت أمير قولت بس أكيد ده طوق النجاة ليا ولو كنت عرفته حياتي شكلها ايه كان سابني واتخلي عني وأنا كنت بحاول أنفد بجلدي.

هزت نجاة رأسها بعدم تصديق، ثم تابعت بهدوء: يابنتي أنتي كده بوظتي الدنيا أكتر، لو كنتي عرفتيه كده من الأول كان ممكن يتعاطف معاكي إنما دلوقتي مش هيسامحك أنا عارفة أمير!، بس الي في بطنك ملهوش أي ذنب في الي أنتي عملتيه ياريت يقدر يغفرلك.

أجهشت أروى في البكاء مرة ثانية، وقالت بنحيب: ساعديني بالله عليكي، أنا مليش حد وهتحمل أي حاجه منه بس خليه ميطلقنيش أرجوكي كله إلا الطلاق والله أنا إتظلمت كتير وهو الوحيد الي حبيته
أشفقت نجاة على حالها ولاحظت نبرة الصدق في حديثها، فربتت على كتفها قائلة بحزن: أوعدك هعمل الي أقدر عليه، أنا مش هسيبك إستهدي بالله
نظرت لها أروى بإمتنان، ثم تابعت وقد إطمئنت قليلًا: مش عارفه أقولك ايه، شكرا لحضرتك.

نهضت نجاة قائلة بجدية: قومي اغسلي وشك وربنا يعمل الي فيه الخير..

في منزل السيدة نعمة..
أخذت سلمي ترتب غرفة نومها ولازالت تبكي منذ أن ذهب خالد إلي عمله..
هدأت أخيرًا وقامت بغسل وجهها ثم إرتدت عباءتها وطرحتها وخرجت من الغرفة، لتجد نعمة تجلس بصحبة شروق إبنة شقيقتها..
فإقتربت سلمي بخطوات بطيئة إليهما إلي أن وقفت أمام نعمة وقالت بصوت خافت جدا: أنا آسفة!

إلا أنها لم تتلقي سوي السخرية في حديث نعمة التي قالت متهكمة: آسفك مش مقبول يا حبيبتي!، ولما يجي خالد أنا ليا كلام تاني معاه، لازم يطلقك وتغوري تنزلي عند أمك بلاش قلة أدب!
صُدمت سلمي من كلامها الفظ، ونظرت لها بغضب لكنها قالت بهدوء:
أنتي بقيتي تكرهيني ليه، أنا عملتلك ايه، مش أنتي كنتي بتقوليلي اني زي بنتك وبتحبيني ليه كده!؟

لوت نعمة فمها بتهكم وتابعت: كان زمان يا حبيبتي، أيام لما مكنتش عارفكم على حقيقتكم، واخوكي الواطي ده رد السجون وفوق كل ده تروحي تبيعي الشبكة الي إبني دفع فيها دم قلبه عشان أخوكي البايظ!
صمتت سلمي وٱزدردت ريقها بمرارة، فقالت شروق ساخرة:
فعلا عيلة متشرفش! وتجيب العار
إحتدت ملامح سلمي ثم قالت بتجهم: أنتي تحترمي نفسك، وملكيش دعوة، بتدخلي ليه يا مهزئة أنتي.!

كادت شروق أن ترد عليها إلا أن نعمة اوقفتها وهي تتابع بحدة: شروق اسكتي أنتي..!
فصمتت شروق على مضض وتتحرك سلمي متجهه إلي شقة والدتها..
فتحدثت نعمة بجدية: بلاش تغلطي فيها يا شروق يابنتي، لأن خالد لو عرف مش هيسكتلك اذا كان بيزعل مني أنا شخصيا مابالك انتي بقي..
ثم تابعت بإبتسامة: بس إسم الله عليه حبيبي عمره ماجه عليا عشانها والنهاردة لما غلطت فيا عرفها مقامها!

وقفت سيارة أمير فجأة أمام شركة سامي، ليترجل منها والشر يتطاير من عينيه، ثم دلف وصعد بالمصعد إلي أن توقف المصعد وخرج متجها إلي مكتبه، بينما حاولت السكرتيرة هدي إيقافه إلا أنه دفعها بيده وفتح الباب ثم دلف إلي مكتبه ناظرًا إليه بشراسة!
إبتسم سامي بإستفزاز وتابع ببرود: أهلا أمير بيه، معقولة أنت بنفسك في شركتي، قهوة للبيه يا هدي!

أومأت هدي براسها وخرجت، بينما ظل أمير ينظر له بشراسة ثم إقترب منه بحركة واحدة جاذبًا إياه من تلابيبه قائلًا بصياح: اه يا ابن *** ، ده أنا هخليك تبكي بدل الدموع دم
حاول سامي إبعاده إلا أنه صر على أسنانه وتابع بغضب جلي: أنت عاوز مني ايه، قولي يمكن أريحك!
تحدث سامي بخوف حاول أن يخفيه: أنا مش فاهم أنت بتتكلم عن ايه، فهمني!

قال أمير بصوت مُتصلب: لأ حلوة، لعبتها صح يا كلب يا ابن ****، وإتجوزتها عرفت تلعبها صح يا سامي، بس اللعب لسه مخلصش، والي يلعب معايا خسران يا سامي، قسما بالله لدفعك التمن غالي وغالي أوي يا عرة الرجالة
دفعه سامي أخيرًا بيده، ليقول صائحًا بضجر: متغلطش أحسنلك!، أنا مليش علاقه إن البت الي إتجوزتها طلعت شمال أنا مالي!
كز أمير على أسنانه وقال بصرامة مخيفة: ااااه، ومين الي باعتها يا *****!

قال سامي بثبات: هي الي جاتلي عشان محتاجة فلوس، وعاوزة تنضف من الشغل الي كانت بتشتغله، زهقت من النوم في حضن الرجالة!
إتسعت عيني أمير وكور قبضة يده وقد أصابته إرتجافه خفيفه، ليتابع سامي بحقد:
مراتك دي كانت بتشتغل في بيت لمؤاخذة (دعارة ) هي وأختها وأمها!
رفع أمير أحد حاجبيه وقال بعدم تصديق: أمها!

ضحك سامي عاليًا وتابع ساخرًا: اه يا باشا أومال ايه، ما هو الست الي جات الفرح وعملت شوشره واختها قالتلك انها شغالة عندها، دي بقي يا نجم تبقي أمهم، والتلاتة شمال لمؤاخذة يا برنس ولما جاتلي بقي المسكينه رورور، صمت قليلًا ليتابع ضاحكا: سوري يا أمير أصلها مشهورة برورو، المهم لما جاتلي عاوزة تبعد ومحتاجة فلوس قولتلها تشتغل عندك عشان أنا مش محتاج سكرتيرة واتفقت معايا تسرق فلوس منك وأنا بس قولتلها هاتيلي ملف الصفقه ماهو لازم أستغلك وأستغلها برضو يا معلم..

بصق أمير في وجهه، ليندفع نحوه مكيلا له عدة لكمات وهو يسبه بإنهيار، ليحاول سامي الدفاع عن نفسه إلا أن أمير كان كالأسد الثائر..
تركه بعد لحظات وهو يقول لاهثًا بإهتياج: قسما بالله لتكون نهايتك على إيدي يا كلب..
ثم توجه صوب الباب ليخرج تاركًا إياه يضحك بإنتصار فحالته أعجبته وبشدة...
وفي الأسفل، إستقل أمير سيارته وهو يلهث بعنف، لا يصدق الذي سمعه، هل تزوج ممن أتاحت نفسها للجميع هل إلي هذا الحد إنخدع فيها!

إبتسم بسخرية وهو يردد بعدم تصديق: دعارة!، أروى والدعارة! أروى ليها أم! أروى ضحكت عليا!
يود لو أن يصرخ بأعلي صوت، حتى يستريح ولكن أين الراحة وهو ينهار تدريجيًا فماذا أخفت عنه أيضًا!

في الڤيلا..
جلسوا جميعًا في الردهة بعد أن حضر زياد وزوجته دارين...
قصت عليهم نجاة ما حدث وما قالته أروى لينصدم زياد الذي قال بذهولٍ تام: مش ممكن، ينهار أبيض، الله يكون في عونك يا أمير لا ده كتير عليه!
قالت نجاة بهدوء: يا زياد البنت حكتلي كل حاجة هي اه غلطانة بس عانت كتير.

زياد بعدم إقتناع: عانت ايه يا ماما، دي كذابة وخدعته أنا لو مكانه كان جرالي حاجة من الصدمة، ازاي تبني حياتها معاه على كذبة لأ واختها كمان تعاونها على الكذب..!
نجاة بحزن: أختها كانت جاية النهاردة بس إعتذرت كويس انها مجتش والا كان أمير بهدلها هي كمان
زياد بتعجب: انتي متعاطفة معاهم كمان يا ماما، حاجة غريبة والله..

عاد أمير بعد قليل إلي الفيلا، ما إن دلف توجهوا إليه جميعا، لتردف نجاة بحذر: حمدالله على السلامه يابني..
تحدث أمير بضياع: هي فين؟
أشارت له نجاة بهدوء: أروى فوق في الاوضه..
سار متجها إلي الدرج ليتبعوه إلا أنه قال بحدة: محدش يجي ورايا!
ثم صعد بثبات، لتقول نجاة بقلق: أنا مش مطمنه خالص ده اكيد هيعمل فيها حاجة!

فتح أمير الباب ودلف لتنتفض أروى من الفراش ناهضة بذعر، ، إقترب منها بخطوات متمهلة إلي أن وقف قبالتها وقال بذهول:
أنتي مين؟، مين أنتي!، أروى الي حبيتها من قلبي، ولا أروى ال ****** الي عايشة في بيت دعارة هي وأمها وأختها!
تسمرت مكانها وأصبح جسدها كلوحا من الثلج، فها قد علم بالكارثة الثانية، إزدردت ريقها بصعوبة بالغة وحملقت به بخوف شديد، فقال هو ساخرًا هادئًا عكس الأعصار التي بداخله...

ايه، كنتي فاكرة إني مش هعرف؟، لأ بس برافو عليكي عرفتي تضحكي عليا وأشهدلك إني طلعت مغفل وعبيط!
قالت بصوتٍ مُرتجف: والله كنت خايفة أحكيلك آن...
قاطعها بهدوء مريب: تحكيلي ايه، عن عدد الرجالة الي عرفتيهم ولا سامي؟ ولا أمك ولا أختك ولا إيه ولا إيه! بس معلش أنا هعرفك أن الله حق، ألا قوليلي صحيح الي في بطنك ده إبن مين؟ وأوعي تكذبي عشان خلاص كده كده نهايتك على أيدي.

إتسعت حدقتا عيناها بصدمة جليه وهي تتابع بضيق: والله العظيم ما حد لمسني غيرك، أنت إزاي تقول كده آن...
توقفت عن الكلام وقد هربت الدماء من عروقها وهي تراه يخلع حزام بنطاله عن خصره وهو يقول بصوتٍ مرعب بعث الرعشة في اوصالها: أنا هعرفك إزاي بقول كده!
تراجعت هي للخلف برعب شديد وهي تهتف وقد إنهمرت دموعها: والله العظيم ما حد لمسني غيرك.

كأنه لم يسمعها حيث قام بلف الحزام عدة مرات على يده ورفعه عاليا في الهواء فأصبح كالسياط وهبط به على جسدها النحيل بلا شفقه فصرخت هي عاليا وظلت تتوسل إليه إلا أنه لم يأبه بصرخاتها وزاد من عذابها ليجلدها بعنف وهو يصيح بمرارة: ليه، ليييييه، دبحتيني ليه ليه..
لقد إنهار وفقد سيطرته بالكامل وظل يصفعها بالحزام بعنف إلي أن شحب وجهها وبهت لونها ليكتشف هو أنها فقدت وعيها بعد أن إختفي صوتها تدريجيا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة