قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والثلاثون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والثلاثون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والثلاثون

توقف فجأة وهو يلهث بعنف، طالعها بنظراتٍ قاسية قلقة في آن واحد!، ثم إنحني بجسده وحملها بين ذراعيه ليتفاجئ بنجاة تدلف وهي تقول بصدمة: أمير آآ، صمتت مصدومة وهي تراها ساكنة بين يديه لتقول بشهقة: أنت عملت فيها ايه يابني؟
كذلك دلف زياد والبقية ليهتف أمير بصرامة: مش عاوز حد هنا، كله يطلع برا!
زياد بصدمة: يا أمير إهدي أنت عملت فيها ايه، دي قاطعة النفس يابني!

كرر أمير بصوت جهوري: إطلع برة يا زياد من فضلك وخدهم معاك محدش يتدخل!
زياد محاولا تهدئته: طب آآ...
قاطعه مرة أخري بعصبية: بره بقي!

فما كان منهم إلا الخروج من الغرفة مجددًا، بينما سار أمير إلي الفراش ووضعها عليه لينتصب جالسًا بعد ذلك إلي جوارها، أخذ يلتقط أنفاسه اللاهثه بصعوبة وهو يرمقها بعدم تصديق، أهذه أروى التي أحبها وعشقها بكل جوارحه، هذه التي أهداها حياته وأصبحت ملكًا لها، أهذا جزاء الاحسان والمعروف منه...!
هكذا راح يُفكر وهو ينظر لها بدقة متابعًا حركة أنفاسها المنتظمة، ووجها الذي أصبح ملئ بالكدمات أثر صفعاته القوية لها..

نهض ثم أخذ زجاجة عطره، وعاد إليها مرة ثانية جالسًا بجوارها، ثم أخذ يفيقها حيث وضع قطرات من العطر على ظهر يده وقربها من أنفها عدة مرات، فإبتدت هي بالإفاقة وفتحت عينيها ببطئ فأصابها الرعب مجددًا مجرد أن رأت عينيه القاسيتانِ تنظرانِ لها بقوة...
إزدردت ريقها وأفلتت دمعة حارقة هبطت فوق وجنتها وجسدها يرتعد بخوف منتظرة إستكمال العقاب منه..

شعرت بيديه تجذبانها من ذراعيها لتجبرها على الجلوس، وصوته الغاضب إخترق مسامعها وهو يقول: بتضحكي عليا أنا؟!، بتستغفليني! أنا مش قادر أصدق حقيقي مش قادر أصدق، مصدوم صدمة عمري، بقي أنتي تطلعي بتاعة رجالة!
أخذ قلبها يتسارع في دقاته وهي تهز رأسها نافية، ثم قالت بصوت متقطع أثر بكاؤها: و، والله م ماحد لمسني غيرك أنت فاهم غلط.

صاح بها بحدة: أخرسي!، أنا خلاص مش هصدقك مهما عملتي أنتي كذابة وخاينة أنا بكرهك عارفة يعني ايه بكرهك!
إنهمرت العبرات بغزارة فوق وجنتيها وهي تشهق عاليًا بمرارة فلقد أصابت كلمته قلبها لتجعله يتمزق ألمًا!
لتسمع صوته يصيح مرة أخري: إزاي مثلتي عليا ولبستي قناع البراءة إزاي خلتيني أصدق إنك طاهرة وشريفة! وقال ايه أنا أول راجل في حياتك أتاريكي لافه ودايره..!

فقالت هي بإعتراض وصوت متحشرج: لأ محصلش أنا اه كنت عايشه في بيت وحش وأمي ست مش كويسة لكن أنا معملتش زيها و...
قاطعها بسخرية: معملتيش زيها!، لسه هتكدبي تاني صح؟
إبتلعت ريقها بمرارة وتابعت:
أنا كذبت عليك بس مخنتكش، هو سامي الي هددني ومضاني على شيك ب ١٠٠,٠٠٠ ج، وقالي لو معملتيش الي عاوزه هسجنك وأنا إضطريت أهاوده عشان كنت خايفة يسجني فعلا، ولما لقيتك كويس حبيتك ومرضتش أعمل الي هو عايزو ولا أديله الملف.

حرك رأسه بنفي قائلًا بغضب: كذابة، كذااااابه، كفاية إنك عندك ام وقولتيلي معنديش، متفقه مع سامي! وكنتي بتعملي نفسك مش عرفاه، ياااه على الجبروت بتاعك، وجاية دلوقتي عوزاني أصدقك وفوق كل ده تبقي عايشه في دعارة وقرف!
قالت بخزي: مش ذنبي أن إتولدت في بيئة بالشكل ده وخوفت أقولك تسبني
صاح بها بعنف وهو يجذبها من خصلات شعرها: وكده بقي مش هسيبك! أنتي خرجتي من حياتي للأبد.

فردت من بين بكاؤها وهي تتألم من قبضة يده على شعرها: بس أنا حامل في إبنك أنت والله العظيم إبنك أنت
صر على أسنانه وتابع: وأنا ايه يضمنلي أنه إبني أنا ها قوليلي اثق فيكي إزاااي!
فقالت بألم: أقسم بالله أنت أول راجل في حياتي، وأنت أكيد عرفت كده يوم جوازنا إزاي بقي مش مصدق!
تابع بصرامة: عادي أكيد عملتي عملية ترجعك بنت تاني، ما هو كل الشمال الي زيك بيعمله كده!

إبتلعت إهانته وقالت برجاء: حرام عليك متظلمنيش، وعموما تعالي نعمل تحليل DNA وهتعرف إذا كان إبنك ولا لأ!

ظل ناظرًا إليها بقسوة إلي أن قال أخيرًا بحدة: ده شئ أكيد ويا ويلك لو طلع مش مني، أقسم بالله لأخليكي تقضي بقية حياتك كلها في السجن!، أما بقي لو إبني فأنتي هتقضي فترة حمله هنا مش أكتر من خدامة وزي ما وجعتيني هوجعك يا أروى وعلي قد الحب الي حبتهولك هوريكي اسود أيام حياتك وعمري ما هسامحك مهما طال الزمن.

ظل جسدها يرتعش خوفًا من نظراته القاسية، لينهض هو متجهًا إلي خارج الغرفة تاركًا إياها تبكي بحسرة على حالها وما وصلت إليه، من عذاب!

هبط هو الدرج حتى نزل إلي الأسفل، ليسرع زياد نحوه قائلًا بجدية: ايه يا أمير عملت فيها ايه؟
رد عليه بجمود: الموضوع ده محدش يدخل فيه، ولا يسألني في أي حاجة أنا مش مستحمل كلمة من حد!
حاول زياد تهدئته وهو يقول: طب إهدي بس كل شئ وله حل، بس طول ما أنت متعصب كده مفيش حاجه هتتحل أبدًا!
لتقول نجاة بتأكيد: صح، زياد عنده حق يابني لازم تهدي وعلي فكرة مراتك حكتلي كل حاجة وهي مكنش قصدها تخدعك و...

قاطعها بغضب: أنا مش هسمع أي مبررات سخيفة!..
أنهي جملته وإتجه صوب الباب ليهتف زياد قائلًا: طب رايح فين؟!
لم يجيبه أمير إنما خرج متجهًا إلي سيارته ليستقلها وينطلق بها..

لتصعد نجاة إلي الأعلي بعد ذلك تتبعها دارين وماهيتاب..!
غضبت نجاة ما أن رأت حالة أروى وتلك الكدمات المتفرقة في أنحاء جسدها، بينما قالت دارين بصدمة: معقولة أمير يضربك بالشكل ده!
إنفجرت أروى باكية لتتجه نجاة نحوها معانقة إياها بحنان وهي تقول بمواساه: يا حبيبتي يابنتي، حقك عليا أنا..
قالت أروى من بين بكاؤها: والله غصب عني، غصب عني مكنش قصدي أجرحه أو اوجعه هي الظروف الي حكمت.

فقالت نجاة بإشفاق: إهدي، إهدي يابنتي، ربنا يصلح ما بينكم يارب، ثم قالت موجهه حديثها ل دارين: دارين دوري كده يمكن تلاقي مرهم كدمات ولا حاجة يابنتي..
أومات دارين وفعلت ما قالته..
لتقول أروى بحسرة: أمير عمره ما هيسامحني، وكمان مش مصدق إن الي في بطني منه، أرجوكي ساعديني هو بيحبك وبيسمع كلامك خليه يسامحني...

ظلت نجاة تواسيها وهي تربت على ظهرها برفق ثم قالت بتنهيدة: الي فيه الخير ربنا يقدمه، أنا هكلمه ويارب يسمعلي بس أنتي بطلي تعيطي لأن العياط مش هيفيد بحاجة أبدا
تنهدت أروى طويلًا وهي تمسح دموعها بهدوء، فآتت دارين بعد ذلك بدهان للكدمات وجدته في أحد الأدراج، لتقوم نجاة بوضعه على وجهها برفق وكذلك الظاهر من جسدها..

في منزل السيدة كوثر..
ظلت سلمي تشكو إلي والدتها همها وما فعله خالد، فقالت كوثر بجدية:
- وهو مد إيده عليكي ليه؟
فأجابتها سلمي بحنق: كله بسبب طنط نعمة، هي الي على طول تعاملني وحش ولما زهقت قولتلها إنها قليلة الذوق..
فقالت كوثر بعتاب: ومن إمتي وانتي بتقلي أدبك يا سلمي، لأ عيب مهما عملت مترديش لأن أي راجل مش هيسمح لإهانة أمه يابنتي
سلمي بضيق: بس ده أول مرة يمد إيده عليا يا ماما، أنا زعلانة منه أوي.

كوثر متنهدة: هو تصرف غلط منه، بس أنا مفيش في إيدي حاجة أعملهالك ولا هتدخل بينكم عشان معملكوش مشاكل أكتر، ودلوقتي يا سلمي مقدمكيش حل غير إنك تكسبي رضا حماتك بأي وسيلة، عشان ترتاحي انتي وجوزك، خلاص هي عمرها ما هتتنازل وتعاملك كويس يبقي سبقي أنتي بالخير ومرة بعد مرة يمكن تحن ولو محنتش يبقي جزائك عند ربنا يابنتي.

صمتت سلمي وهي تتنهد بحزن، لتتابع كوثر مردفة: ياما قولتلك بلاش تسكني مع حماتك مردتيش، وقولتي لأ وصممتي
سلمي بجدية: عشان كانت كويسة وبتحبني وانا كمان كنت بحبها، ومكنتش أعرف أنها هتعمل كده!

ردت كوثر بحكمة: راضي حماتك وجوزك يا سلمي عشان تعيشي مرتاحة، أنتي الي إختارتي من الأول يبقي تتحملي إختيارك، وياريت متحكليش حاجة تاني عشان مزعلش من خالد، أنا بحبه ومتهزيش صورته قدامي خلي مشاكلكم بينكم ومع نفسكم، أنا خلاص مش حمل مشاكل كفاية أخوكي البايظ!

في شركة سامي..
صاح سامي بشراسة:
- الله يخربيتك يا ماجد الله يخربيتك يا شيخ، الصفقة طلعت مقلب من أمير والشركة ضحكوا عليا وباعولي ساعات مضروبة، اااه انت عارف خسرت كام في أم الصفقة دي؟
ماجد بضجر: وأنا مالي أنا مجرد سمعت وبلغت مليش دعوة
تأفف سامي وهو يطيح بكل شئ على سطح المكتب ويصرخ بإهتياج..
فقال متوعدًا بحقد: ماشي يا أمير وحياة أمي لردلك القلم قلمين!

بينما كان أمير يسمع حديثهما عبر هاتفه بواسطة جهاز التسجيل المزروع أسفل مكتبه، ليضحك بإنتصار وهو يتحدث بسخرية: أما نشوف مين الي هيرد القلم يا كلب..
ثم ضغط أمير زر ألاتصال بهاتفه بعد ذلك، وأنتظر حتى آتاه الرد من سامي الذي قال بعصبية: ايه بتتصل تشمت، متفرحش كتير ده أنا هنسفك من على وش الدنيا!

ضحك أمير مقهقهًا، قائلًا بتهكم: إيه رأيك، ضربة معلم صح؟، ولسه الي جاي أحلي متستعجلش على رزقك، دي قرصة ودن خفيفة حسابك التقيل جاي يا سامي الكلب..!
ثم أغلق الهاتف تاركا النار تنهش قلبه حسرةً على أمواله التي خسرها في هذه الصفقة..

إتصلت أروى على شقيقتها سهيلة، لتخبرها بما حدث، حتى صُدمت سهيلة قائلة بحزن: يا خبر!، إزاي يعمل فيكي كده يا أروى إزاي
أروى بحزن: والي أنا عملته مش سهل يا سهيلة أنا كذبت عليه كتير، وهو إتجرح مني أنا مسمحاه على أي حاجة، بس لو سبني هموت، والله هموت يا سهيلة
مسحت سهيلة على وجهها وتابعت بتجهم: أووف، لحد إمتي هنفضل نتبهدل من كل الناس، أنا تعبت، تعبت.

ردت أروى بحسم: ياما قولتلك تعالي نهرب يا سهيلة مسمعتيش كلامي، شوفتي وصلنا لحد فين!
سهيلة وهي على وشك الإنهيار: وكنا هنروح فين فيييين، لكلاب السكك تنهش فينا!، ولا نشتغل عند أي حد ويغتصب اي واحدة فينا بعد ما يشربنا مخدر، كنتي عاوزنا نهرب على فين، هو أنا سهل عليا الي أنا فيه، الكلام سهل يا أروى بس الفعل صعب صعب!
قالت أروى بضيق شديد: طب إهدي يا سهيلة، إهدي أنا مش مستحملة، ربنا يرحمنا برحمته.

آتاها صوت سهيلة الباكي: يارب، أنا هجيلك بُكرة أطمن عليكي يا أروى سلام..
ثم أغلقت الخط لتستكمل بكاؤها المرير وتُفكر ماذا تفعل وكيف تنفد من هذا الوحل الذي غُرقت فيه عنوه!

عاد خالد إلي منزله مساءًا، أغلق الباب ودلف ليمر على المطبخ في طريقه ليجد سلمي في الداخل تطهي الطعام، فتنهد وهو ينظر لها بإشتياق إلا أنه تجاهلها ودلف إلي الغرفة، فعبست سلمي بوجهها وإتبعته لتدلف خلفه ثم أغلقت الباب وسارت نحوه قائلة بجدية: ليه مش حضنتني زي كل يوم؟
تجاهلها أيضًا وأخذ يفك أزرار قميصه، فإقتربت منه وأخذت هي تفكها بهدوء، فقال هو بجدية مصطنعة: إبعدي عني يا سلمي!

حركت سلمي رأسها نافية بإعتراض، وقالت هادئة: هو أنت كمان زعلان مني بعد ما ضربتني بالقلم على وشي وخلتني أعيط طول اليوم!
تنهد خالد وقال عابسا: أنتي غلطتي، وقليتي أدبك وإستفزتيني كمان، ما أنا على طول بجبلك حقك بس بطرقتي أنا ولازم زي ما برضيكي أرضي أمي مش كده ولا إيه؟
سلمي بدلال: ما أنت رضيت أمك وضربت مراتك ينفع كده يعني؟

تطلع خالد إلي عينيها وقال بهدوء: وأنا قولت مراتي إستفزتني، وقلة أدبها وأنا معرفش سلمي قليلة الأدب، أنا أعرف بس سلمي المؤدبه الطيبه غير كده معرفهاش
إبتسمت سلمي وقالت بطيبة: طيب خلاص أنا آسفة يا خالد، وعلي فكرة إعتذرت لطنط نعمة كمان بس هي مش رضيت، أنت إبقي صالحنا على بعض ماشي؟
رفع خالد أحد حاجبيه وتابع بحزم: مش لما أصالحك أنا الاول أبقي أصالحكم!

حاوطت سلمي عنقه بذراعيها وتابعت بخجل: طيب صالحني بقي، والله أنا زعلانة منك وعيطت كتييير لحد ما عنيا وجعتني
ضحك خالد أخيرًا على عفويتها، وراح يُقبل جبينها بهدوء ثم تابع هامسًا: متزعليش مني يا لوما، آسف إني مديت إيدي عليكي، غصب عني خرجت عن شعوري، أوعدك مش هتتكرر تاني، بس أنتي كمان توعديني تسمعي كلامي، ماشي؟
أومأت سلمي برأسها وتابعت بسعادة: اوعدك يا حبيبي، هسمع كلامك على طول على طووول.

ضحك وهو يضمها إليه بحنان، ثم همس في آذنها: هي ماما نامت؟
أومأت له وهي تدفن وجهها بين ضلوعه، ليضحك هو بمرح قائلًا: حلو قوي، خير ما فعلت!

أرجع أمير ظهره على المقعد بعد يوم عمل طويل تعمد هو أن يجهد نفسه فيه حتى ينسي جراح قلبه المؤلمة، ولكن كيف ينسي والجراح تنزف وجعًا!
نظر إلي دبلته الموجودة داخل إصبعه، ليخلعها وهو يتأملها بحزن طغي على ملامح وجهه، ليتذكر عندما أهدتها له أروى عندما إشتري لها شبكتها الألماس..
فلاش باگ..

تفاجئ بها تدلف إلي مكتبه في المساء وهي تحمل علبة قطيفة حمراء، ثم اعطتها له بإبتسامة جذابة، فأخذها منها وقال هادئا: ايه ده؟
فقالت بمرح: أنت جبتلي الشبكة بس نسيت نفسك وأنا بقي حبيت أكون أنا الي جبتلك الدبلة وكمان كتبت عليها إسمك وتاريخ خطوبتنا البسيطة دي..
إبتسم أمير وتمعن النظر إلي الدبلة، فوجد جملة بحبك أميري محفورة من الداخل وبجانبها تاريخ الخطبة التي لم يحضرها أحد غيرهما..

رفع نظره إليها وقال هامسًا: وأنا كمان بعشقك
إقتربت منه وأمسكت يده ثم ادخلتها في إصبعه وهي تبتسم له بحب وقالت: بحبك يا أميري..
باگ
صر على أسنانه بغضب وهو يكاد أن يحطم المحبس داخل قبضة يده، ثم قال في وعيد: ماشي يا أروى، ماشي!
ثم أدخلها في إصبعه مُجددًا ليتفاجئ بطارق الذي دلف قائلًا بهدوء: حضرتك طلبتني؟

أومأ أمير برأسه وقال: أيوة، عاوزك تشوفلي حد يراقب سامي، كل خطوة بيخطيها عاوز يكون عندي علم بيها بيروح فين ويجي منين كل تحركاته!
طارق بجدية: تمام، هشوف حد يخدمني في الموضوع ده
أمير متنهدا: سريعا يا طارق ومش هاكد عليك عاوز الموضوع في سرية تامة
أومأ طارق برأسه، لينهض أمير قائلًا: أنا ماشي، لو في حاجة ضرورية كلمني أو أجلها لبكرة..
ثم توجه خارج المكتب ومن ثم المصعد ليهبط به ويستقل سيارته منطلقا إلي البيت.

بعد مرور ساعة..
وصل إلي الفيلا، ليدلف ويجد عمته تنتظره في الردهة..
أقبلت عليه وقالت بجدية: ممكن اتكلم معاك وتسمعني بقي يا أمير بجد مينفعش كده!
أمير متنهدا بحزم: عمتي من فضلك أنا تعبان وهطلع أتخمد، وأي كلام عندك وفريه ومتتعبيش نفسك لأني مش هسمع وسبيني اتصرف زي ما أنا شايف.

نجاة بإعتراض: لأ، لازم تسمع البنت يابني كانت خايفة تحكيلك أنت مش شايف نفسك عامل ازاي حاجة تخوف بصراحة وإزاي تضربها كده دي برضو إنسانه!
صاح أمير: تحمد ربنا إني مخنقتهاش بإيديا دول ورمتها في الشارع!.
نجاة بنفاذ صبر: طيب ممكن تهدي وتسمعلها وتحلوا مشاكلكم بهدوء
سار أمير نحو الدرج وقال بجدية: أنتي هتباتي معانا يا عمتي؟
أومأت له وقالت بحنق: أيوة في أعتراض ولا إيه؟

حرك رأسه بعلامة النفي وقال: لا، تصبحي على خير..
ثم صعد الدرج، لتتنهد نجاة وتقول: ربنا يهديك يارب..
فتح أمير باب الغرفة، فوجدها نائمة في وضع الجنين منكمشة على نفسها، وقف ينظر لها ورغم غضبه وجرحه منها إلا أنه أشفق عليها وهو يري العلامات ذات اللون الأزرق أثر صفعات الحزام..
فتعمد هو أن يُصدر صوتًا فآفاقت مذعورة وجلست تنظر له برعب شديد..
عقد حاجباه معا وقال بصرامة مخيفة: قومي من هنا!

إزدردت ريقها وقالت بإرتباك: ه هروح فين
أجابها بغضب: روحي في داهية مش عاوزة اشوفك قدامي، قومي!
أومأت له برأسها وتحاملت على نفسها وهي تنهض من الفراش، وقبل أن تخرج من الغرفة قال بقسوة:
- مكانك تحت، عند دادة سحر، سمعاني ولا لاء؟
تنهد بضيق، ثم قالت بخفوت: لأ ماسمعتش، أنا تعبانة ومش قادرة أنزل تحت..
إقترب منها فتراجعت للخلف قائلة وهي تهز رأسها بإيجاب: سمعاك، هنزل..

ثم خرجت من الغرفة وهي تبكي بألم نفسي وجسدي في آن واحد، فأقبلت عليها نجاة وإحتضنتها، لتقول أروى من بين شهقاتها: أمير بقي قاسي عليا أوي، والله أنا بحبه وعمري ما حبيت غيره، بس أنا هستحمل لحد ما يسامحني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة