قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني والعشرون

شعر أمير أنه قد زاد من الأمر سوءاً، فصمت وهو يطالعها بإرتباك فكان رد فعلها واضحاً على وجهها ألا وهو الضيق والإختناق..
تنهد بعمق قبل أن يردف بتوتر:
- إحم، مش قصدي أختي بالظبط يعني!
أردفت بعفوية: أومال ايه؟
إرتبك بشدة ثم نهض بحركة مُفاجئة وقال وهو يتجه صوب الباب:
- معلش هشوف زياد وراجعلك نسيت أقوله على حاجة مهمة في الشغل!

أنهي جملته وخرج سريعا لتعبس أروى بوجهها وهي تقول بصوت مُختنق: يعني ايه أخته ده بيتكلم جد ده ولا إيه..

- ها إعترفتلها؟
سأله زياد بحماس
ف أجابه أمير وهو يتنفس سريعا كأنه كان يركض..!
تقريبا
إبتسم زياد بإتساع ثم أضاف بمرح: أيوة بقي، ها إحكيلي إيه رد فعلها؟
أردف أمير بهدوء: مش عارف، أصلي معترفتش يعني اوي، بصراحة معرفتش أقولها ايه!
إتسعت عيني زياد ثم سأله مستفسرا: يعني ايه، أنت قولتلها ايه بالظبط؟..
صمت لبرهه ثم أجابه: بص أنا معترفتش، بس قولتلها إنها مهمة بالنسبالي!

إبتسم زياد مجددا: حلو جدا، ليه بقي معترفتش
أمير بنفاذ صبر: بص من الاخر كده أنا عكيت الدنيا، أنا قولتلها انتي مهمه بالنسبالي عشان انتي زي أختي..!
كاد زياد أن يٙلطم على وجهه، بينما عض على شفته السفلي وهو يرمقه بنظرات مغتاظة ثم قال بذهول: ينهارك مش فايت!، أخرة الي احنا عملناه ده كله، تدخل تقولها انتي أختي؟ يا شيخ جاك خوت في دماغك!

إقترب أمير منه وهو يقطب ما بين حاجباه بضجر: ما تلم نفسك يا زياد ده انت خدت عليا اوي
إبتسم زياد بمكر ثم تابع بجدية: عندك حق هات راسك أبوسها...
أمسك وجهه بين كفيه ثم إقترب وضرب رأسه برأس أمير بغيظ...
توجع أمير قليلاً وهو يهتف: اااه يا ابن اللذين..
ركض زياد بعيدا وهو يقول ضاحكا: أحسن تستاهل، سلام
نظر له أمير وهو يمسك مُقدمة رأسه ويقول في وعيد ؛: مااااشي يا زياد، اه يا راسي.

بينما كان زياد يركض هابطا درجات السلم ضاحكا، حتى إصطدم بها فتنحنح بحرج وهو يقول بخفوت: أسف جدا معلش مشفتكيش
إبتسمت سهيلة ببهتان، ثم أردفت بجدية: ولا يهمك..
صعدت بعد ذلك إلي الأعلي بينما هبط زياد متجها إلى سيارته...
وصلت سهيلة إلي الغرفة المتواجدة بها شقيقتها، فوجدت أمير يقف بالخارج فألقت عليه السلام ودلفت..
ما إن دلفت إقتربت من شقيقتها وقالت بنبرة حزينة: إزيك يا أروى، صحتك عاملة ايه دلوقتي؟!

أجابتها سهيلة بإستغراب لحالتها: الحمدلله يا سهيلة مالك فيكي ايه؟
حركت رأسها بعلامة النفي بصمت، محاولة كتمان بُكائها...
سألتها أروى مجددا وقد إزدادت قلق: ايه يا سهيلة مالك فيكي ايه..
إنفجرت باكية بمرارة، وهي تضع يدها على فمها لم شعر من قبل أنها رخيصة بلا سعر، أتاحت نفسها للجميع!

حاولت أروى أن تتحرك من مكانها إلا أنها تألمت بشدة، فقالت وهي تعض على شفتها: أرجوكي يا سهيلة احكيلي مالك أنا أول مرة أشوفك كده
حاولت سهيلة تهدئة نفسها وهي تجفف دموعها المنهمرة فقالت بإرهاق: مفيش يا أروى، كل الحكايه إني عرفت نفسي على حقيقتي!
قطبت أروى حاجبيها وتابعت بعدم فهم: ازاي يعني؟
أردفت سهيلة بثبات: الشاب الي كُنت بحكيلك عليه، طلع بيضحك وبيلعب بيا، جرحني جرح كبير وعميق، عميق جدا يا أروى.

أروى بحزن: كان قلبي حاسس أنه مش صادق يا سهيلة وياما نصحتك متثقيش في حد مسمعتيش كلامي
تنهد بيأس واضافت: أهو الي حصل يا أروى، الله لا يسامحه على الي عمله فيا، بس برضو هو فوقني في الوقت المناسب
أروى بتساؤل: يعني ايه؟
سهيلة بجدية: أنا خلاص سبت البيت وبعدت عن أمك، ومش هرجع تاني للحياة الي دمرتني!
تهللت أسارير أروى ثم قالت بسعادة: بجد يا سهيلة؟

أومأت سهيلة وهي تبتسم بحزن: بجد يا أروى، وهنبدأ أنا وأنتي حياة نضيفة وصفحة جديدة
تنهدت أروى بإرتياح ثم أردفت: ده أحلي خبر سمعته في حياتي يا سهيلة بجد ريحتيني
إبتسمت سهيلة، لتستكمل أروى حديثها بحزن: عقبال ما إلي في بالي يتم وأخلص من سامي بدون ما أمير يعرف حاجة، أنا هموت من الرعب
سهيلة بجدية: أن شاء الله كل شئ هيبقي تمام، وهنلاقي طريقة نخلص بيها من سامي، قوليلي وصلتي لحد فين مع أمير..؟

أروى بضيق: أنا خايفة أوهم نفسي ويطلع أمير لا بيحبني ولا حاجة، خايفة يطلع حلم بعيد يا سهيلة!
سهيلة بحماس محاوله بث الأمل داخل شقيقتها: لأ يا أروى أنا متأكدة أنه بيحبك، أنا لما جيت المستشفي أول مرة شوفته متوتر وخايف جدا عليكي وكان في حالة حزن مش طبيعية.
إبتسمت أروى قائلة: بجد يا سهيلة، أومال ليه كل تصرفاته معايا غامضة؟

سهيلة بتنهيدة: الصبر حلو يا أروى، أنتي تستهلي كل خير، بتمني بجد تتجوزا وتعيشوا حياة سعيدة..
تابعت أروى بحنان: وأنتي كمان يا سهيلة، ربنا يعفو عنك ويعوضك خير، ، قوليلي أنتي ناوية على ايه..؟
أجابتها سهيلة بهدوء: كان في واحدة أعرفها من فترة صاحبة محل ملابس، هروح أشتغل عندها أنا كلمتها وأنا جيالك في الطريق وهي موافقة، واهو تبقي فلوس حلال، لحد ما نجمع مبلغ حلو ونأجر شقة غير بتاعة سامي ونعيش فيها.

أروى بسعادة غامرة: حلو أوي، أنا مبسوطة جدا.

جلس خالد إلي جوار والدته وهو يقول متنهدا بإرهاق:
- هتفضلي زعلانة كده على طول يا ماما؟
تفوهت نعمة بحدة: أيوة لحد ما تسمع كلامي وتسيبك من بنت كوثر!
زفر خالد أنفاسه بضيق، ثم تابع بإختناق: يا ماما حرام عليكي، ده أنتي كنتي بتتحايلي على امها عشان أخطبها دلوقتي بتقوليلي سبها!
أومأت نعمة قائلة بضجر: أيوة، عشان مكنتش أعرف أنهم كده!

خالد بإيجاز: هما ملهمش ذنب في الي بيعمله ماجد، ماجد حاجة وهما حاجة يا ماما مينفعش ناخدهم بذنبه
نعمة بنفي: لأ، اذا واحد من العيلة كده يبقي أكيد أخته زيه وأمهم معرفتش تربيهم
خالد بفتور: حرام عليكي يا ماما والله، ده أنتي الي مربية سلمي، وكمان متنسيش أنها يتيمة ملهاش أب واديكي شايفة اخوها صايع، يعني ملهاش غيري أجي أنا واديلها ضهري!، ده حتى تبقي عيبة في حقي!

زفرت نعمة أنفاسها وهي تتابع بتصميم: يابني ملناش دعوة يتيمة ولا لا، إبدأ حياتك مع بنت تانية تكون بنت عيلة اسمع كلامي واتجوز بنت خالتك!
هب خالد واقفاً، ثم قال بصرامة: ماما! إسمعيني كويس، قلبي مفهوش غير سلمي، مهما عملتي هتجوزها وإلا هبقي ندل ومش راجل للأسف، ، اعملي حسابك يا ماما أن دخلتي عليها الشهر الجاي ولازم تتقبلي الامر لو ليا معزة عندك!..

أنهي حديثه ثم إتجه إلي غرفته سريعا، ليترك والدته تضغط على شفتيها بغضب!

جلس ماجد على طرف فراشه يعبث بهاتفه، إلي أن جاء إسم مايا فضغط زر الإتصال، ووضع هاتفه على أذنه حتى آتاه صوتها الأنثوي..
إبتسم وهو يهمس: حبيبي وحشتيني
قالت بميوعة: وأنت كمان، بس أنا زعلانة منك يا مجودي
ماجد في تساؤل: ليه بس
إستكملت هي بدلال: عشان مش راضي توفي بوعدك ليا وتتجوزني.

تمدد على فراشه وهو يقول هائما: هتجوزك يا روحي بس أمي ترضي عني وتبيع الأرض بتاعة أبويا الله يرحمه وهنغنغك وكده كده أنا عندي الشقة، يعني كله لا تقلقي
لمعت عينيها بطمع وإبتسامة إرتسمت على ثغرها حين إستمعت إلي ذاك الحديث..
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي، تابعت بتساؤل: قولي هتنفذ إمتى الي قولتلك عليه؟
أردف بشرود: لما تخرج بسلامتها من المستشفي
- أوك...

صافحت سهيلة شقيقتها بعد أن قالت لها ستذهب لتنام لتستيقظ صباحا أكثر نشاطا حتى تستعد لعملها الجديد..
ودعتها وخرجت من الغرفة لتجد أمير في أخر الرواق ينظر من النافذة بشرود..
حسمت قرارها، وإقتربت بخطوات متمهلة ومترددة إلي أن وقفت خلفه بتوتر، ثم تفوهت بخفوت: لو سمحت..
إلتفت لها بإستغراب، ليردف بجدية: إتفضلي.!

إزدردت ريقها بإرتباك، ثم قالت ؛ أنا بشكرك جدا على وقفتك مع أروى أختي، يعني لولاك أنت مكنتش عرفت أعملها أي حاجه
إبتسم بمجاملة قبل أن يردف بثبات: لا داعي للشكر أنا عملت واجبي، والي المفروض أعمله!
تنهدت طويلاً ثم قالت بتردد: كنت عاوزة أقولك حاجة كمان اذا سمحتلي!
اومأ لها برأسه وقال بجدية: إتفضلي..

تحدثت هي بتوتر قليلا: طبعا الي هقولوا ده أروى متعرفش عنه حاجة، أنا بس بفهم أختي من نظرة عنيها ولهجتها ومن كلامي معاها عرفت إنها، إنها بتحبك، وأوي كمان
حملق بها، لا يعرف ماذا يقول الآن، لقد صدمته جملتها رغم أنه يشعر بمشاعرها تجاهه، وكأنه لُجم وأصبح عاجز عن الحديث..

فأردفت سهيلة بإبتسامة: لو أنت كمان بتحبها، إبدؤا خطوة جديدة مع بعض، أروى يتيمة وملهاش أي حد في الدنيا، وكمان بريئة جدا، وأنا نفسي اشوفها سعيدة...
ساد الصمت لعدة ثوانِ حتى أردفت بعد ذلك: عن إذنك وآسفة على تدخلي بس أنا قلت الي أنا شيفاه، مع السلامة
منحته إبتسامة راضية، ثم سارت بعيدا لتنصرف!

ليتنهد أمير بعمق، فقد كانت كلماتها لها تأثير قوي عليه، عندما أخبرته أنها تحبه، بريئة، يتيمة، لمست هذه الكلمات بالاخص قلبه ليبتسم تلقائياً ثم دلف إلي الغرفة مُجددا، إقترب وجلس بصمت وهو يطالعها بتأمل..
حاولت أروى تحاشي النظر إليه، ولا تزال عابسة بوجهها، ، إنتظرت حتى يتكلم ولكنه لم يفعل..
نظرت له أخيرا وقالت مُستغربه: في ايه؟
رفع أحد حاجبيه وتابع بجدية: مفيش حاجة
- أومال بتبصلي كده ليه؟، قالتها بتوتر.

ليردف هو بإبتسامة صغيرة: مالك مضايقة كده ليه يعني؟
حركت رأسها وهي تقول: مش مضايقة
- لأ مضايقة، قالها بإصرار
قالت بيأس: أبدا مخنوقة شويه
من ايه؟، سألها مجددا بمراوغة
فقالت بغيظ: ولا حاجة!
صمت، صمت طويلاً، ثم قال أخيرا بهمس: أقولك حاجة تفرحك..؟
طالعته بتساؤل وهي تهز رأسها بإيجاب...
فصمت مرة ثانية، قبل أن يقول أخيرا بتوتر ممزوج بحنان لم تعهده هي منه ؛:
- بحبك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة