قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث والعشرون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث والعشرون

توردت وجنتيها بحمرة الخجل مُجرد أن إستمعت إلي هذه الكلمة من فمه، بينما قلبها يخفق بعنف وهي تفرك كلتي يديها في بعضهما بتوتر بالغ..
ظل أمير مبتسما وهو يُراقب تصرفاتها بعينيه!.
حاولت هي التحكم في مشاعرها وتوترها البالغ ذاك، حتى قالت بثبات: هي دي الحاجة الي هتفرحني!
رفع حاجباه معا بإندهاش، قبل أن يقول: هو ده الي ربنا قدرك عليه؟

إبتسمت بسعادة وهي تومئ برأسها، بينما قالت بمراوغة: اه، وايه الي يفرح في كده مش فاهمة أنا!
قطب جبينه بتذمر ثم قال: خلاص هسحب الكلمة، ولا كأنك سمعتي حاجة، كده كده أنا بحبك زي أختي أصلا!
إتسعت عينيها وهي تردف بتلقائية: لا لا بلاش أختك من فضلك..
قهقه عليها، ثم قال ماكرا: أومال ايه؟
حركت رأسها نافية: لا ولا حاجة، آآ ممكن بس تطلع بره دلوقتي
صُدم وقال: ايه..
تلعثمت قليلاً: آآ لا مش قصدي سوري، سوري..

ضحك هو بخفوت ثم نهض بخفة وقال: أنا رايح أسأل الدكتور إمتى هتخرجي من المستشفى..
إتجه سريعا صوب الباب ولا تزال الإبتسامة ترتسم على ثغره، وأخذ يلتقط أنفاسه وهو يسير بخطواتٍ مُتمهلة، تاركا إياها في عالم آخر وتراودها مشاعر لم تشعر بها من قبل!

طرق خالد باب شقة السيدة كوثر، لتفتح سلمي وتبتسم فور أن رآته، فأردف هو بصوت رجولي: جاهزة؟
أومأت له بإبتسامة وقالت بخفوت: جاهزة..
آتت كوثر من الخلف تقول بجدية: إزيك يا خالد؟
إبتسم خالد وقال: الحمدلله بخير، ازي حضرتك انتي؟!
تنهدت ثم قالت: نحمد الله، أخبار والدتك ايه، يعني لا حس ولا خبر وكمان سمعت انها عاوزاك تسيب سلمي يا خالد الكلام ده صح
خالد بضيق: لأ مش صح، وحتي لو صح، أنا الي هتجوز مش ماما!

كوثر بهدوء: لا يابني اذا كانت امك مش موافقة، أنا هبعد أنا وبنتي وانت ربنا يوفقك مع حد تاني!
سلمي بغضب: ايه الي بتقوليه ده يا ماما آآ...
قاطعتها كوثر بصرامة: قولت ايه يابني، عرفني لو نعمة امك مش موافقة عشان أنا محلتيش الا بنتي اجوزهالك وأمك تبهدلها يعني.

تابع خالد مردفا بصوتٍ جوهري: كده هتخليني أزعل، وأنا طول عمري بقول أن حضرتك حقانية وعندك عدل لكن الي انتي عاوزة تعمليه ده أنتي وأمي مينسبش العدل بأي شئ، أنتوا عارفين كويس إن أنا بحب سلمي، وكنت هتجنن عليها ويوم ما ربنا يحققلي الأمنية دي عاوزين أنتوا تبعدوها عني، ليه كده؟
كوثر بتنهيدة : يابني أنا عارفة كل ده بس أنا مش عاوزة بنتي تعيش في مشاكل..

أضاف خالد بهدوء وثبات: أوعدك إنها تعيش من غير مشاكل وتبقي مرتاحة معايا، هي دلوقتي متجوزة راجل يا طنط كوثر! وهي في حمايتي وقلبي قبل عنيا..
إبتسمت سلمي بإتساع وهي تسمع حديثه الرجولي، أنه حبيبها الذي عشقته بكُل كيانها ودائما عند حسن ظنها، ومع كل موقف يزداد حبها له أضعاف مُضاعفة..

وكذلك إبتسمت كوثر بإعجاب قبل أن تقول: ربنا يباركلك يا خالد يابني، ياريت أمك كانت زيك وعملت بالعشرة، بس يا خسارة باعتني ونسيت العيش والملح
إبتسم لها وقال متنهدا: إن شاء الله بكره الأمور تتصلح وماما ترجع لطبيعتها محنه وهتعدي
بادلته الإبتسامة وقالت: ماشي يا خالد يلا يا سلمي روحي مع جوزك، ونقي عفش سعره هين عشان ظروف خالد
أومأت سلمي بسعادة وهي تكلبش في يد خالد، ثم أخذها وهبطا الدرج، ...

خرجا من مدخل البناية وهو يشابك أصابعه بأصابعها الصغيرة، شعر بها فجأة تقترب من آذنه وهي ترتفع للأعلي قليلاً على أطراف أصابعها...
سمع همسها المفاجئ: بحبك..!
منحها إبتسامة عاشقة وهو يضغط على كف يدها برفقٍ: وأنا بموت فيكي..
أردفت بمشاكسة: طب ممكن اطلب منك طلب؟
أومأ لها غامزا: عيوني يا لوما
قالت ببراءة: عاوزة درة مشوي وغزل البنات وآيس كريم..
ضحك وهو يلف ذراعه حول كتفها، ثم قال بحب: من عيوني...

عاد أمير إلي غرفة أروى مجددا، قال هادئا:
الدكتور قال هتخرجي بعد يومين ان شاء الله
تكلمت بسعادة: بجد؟
اومأ رأسه وقال: اها، وكويس لأني لازم أتابع الشركة زمانها بقت فوضي
أردفت في تساؤل: هو مفيش حد خالص بيتابع؟
أجابها بتنهيدة: زياد بيروح يتابع من وقت لتاني، وأنا بتواصل معاه على الموبايل
سألته بفضول: هو زياد بيفهم في شغلك؟

مسح على رأسه وهو يقول بتأكيد: طبعا، زياد رجل اعمال شاطر وبيشتغل في مجموعة شركات والده خارج مصر وعندهم شركة هنا برضو، لما بينزلوا إجازة بيتابعوا العمل فيها!
أروى بإنبهار: ما شاء الله، وهو مطول في القعدة هنا بقي
أومأ أمير برأسه وهو يجيب عليها: اه هيستقر شوية هنا هيتابع شركتهم الي هنا في مصر، وكمان عمتي هتنزل الاسبوع ده لازم أعرفك عليها أن شاء الله.

إبتسمت وأصابها التوتر خوفا من القادم، فقال أمير بإطمئنان: عمتي طيبة وهتحبك لا تقلقي
أومأت له وهي تبتسم بعفوية...

بعد مرور ما يقارب الساعة...
كانت سلمي مازالت تتعلق بكف خالد وهي تتنقل معه في أحد المعارض الخاصة بقطع الأثاث، يتنقلا من هذا وذاك، يتمازحان تارة و يتشاجران تارة...
أشارت سلمي إلي غرفة نوم ذات لونِ بني داكن بها بروز ورسومات فضية رقيقة ومرآه كبيرة بمنتصف خزانة الملابس...
قالت بدلال: طب ايه رايك في دي يا لودي؟
أجابها بزمجرة: مش قد كده يا سلمي، عاوز حاجة أشيك...

عقد ساعديها أمام صدرها، ثم قالت بحنق: ماشي يا خالد
ضحك وهو يميل عليها بمزاح: خلاص حلوة يا لوما، المهم تكوني مرتاحة يا حبيبي..
إبتسمت برضا: مرتاحة أنا، هي دي الي عجبتني
أردف بحنان: ماشي يا سلمي مبروك عليكي
تنهدت بسعادة بالغة: الله يبارك فيك يا حبيبي.

مر اليومان بسلام، وها ستخرج أروى من المشفي بعد أن تعافت وأصبحت أكثر حيوية عن ذي قبل، ، لملمت سهيلة أشيائها وابدلت أروى ثيابها ورفعت شعرها للأعلي على هيئة ذيل حصان، ، كان وجهها يبدو عليه الإرهاق إلا أنها لم تشعر بالتعب بقدر ما تشعر براحة نفسية تجتاحها كليا منذ أن إعترفلها الأمير بحبه، أصبحت تبتسم تلقائياً دون وعيٍ منها كلما تذكرته ورنت الكلمة في آذنيها...

لاحظت سهيلة معالم وجهها السعيد، فأصابها الفضول وراحت تسألها بإبتسامة: الحلو ايه الي واخد عقله؟
نظرت لها أروى وتابعت بسعادة: إعترفلي يا سهيلة قالي بحبك..
إبتسمت سهيلة بإتساع وقالت مردفه: بجد، أيوة بقي يا رورو، ربنا يسعدك يارب يا حبيبتي
أروى بتأمين: يارب، صمتت ثم تابعت بحزن: يارب يا سهيلة ميسبنيش، على قد فرحتي على قد رعبي وقهري!
سهيلة بإطمئنان: ربنا هيسترها يا أروى، المهم انتي إفرحي دلوقتي وبس!

أومأت أروى لها ثم قالت مبتسمة بمكر: سهيلة ايه رأيك في زياد؟
سهيلة بجدية: رأيي فيه ازاي يعني
غمزت لها وقالت: يعني، هو شكله مش مرتبط ولا حاجة يا سلام لو يكون من نصيبك يا سوسو، يبقي ربنا كرمنا من وسع
أردفت سهيلة بحزن: ركزي في نفسك أنتي يا أروى أنا مش مهم.

إتجهت أروى إلي شقيقتها وعانقتها بحنان قبل أن تقول بهدوء: أنا عندي احساس إن ربنا هيعوضك عن الي شوفتيه يا سهيلة، بتمني أشوفك سعيدة وفرحانة، بتمني نعيش انا وانتي حياة هادية وبس ياريت ده يحصل، تفتكري هيحصل يا سهيلة؟
تنهدت سهيلة طويلاً ثم قالت بشرود: ربنا لا يعجزه شئ يا أروى، قولي يارب!
- يارب...

كان أمير يقف بالخارج بينما آتاه إتصال فأجاب قائلا: نعم يا زياد
أجابه زياد هاتفيا: أنا مستنيك تحت يا شقيق
أمير بهدوء: ماشي أنا مستنيهم بره، شوية ونازلين..!
- ماشي سلام، أغلق زياد الخط معه ليتحدث بمرح: مكنش ليه لزوم تيجي معايا خالص يا ماهيتاب أنا مش عارف أنتي عاملة زي ضلي ليه كده
لكمته ماهيتاب في صدره، ثم قالت بحدة: ماشي يا زياد، والله لأقول لبابا بس
زياد بمزاح: إستني، ركبي بتخبط في بعضها..

ماهيتاب بتذمر: رخم أوي..
ضحك زياد وقال: بهزر معاك يا رمضان..
بعد قليل، وجدا أمير يقبل عليهما بصحبة أروى وسهيلة، ما أن رأتهم ماهيتاب زفرت بحدة، أهذه هي أروى التي أرعبت أمير عليها؟
هكذا راحت تُفكر ماهيتاب، حتى آنتبهت على صوته الرجولي وهو يقول: إزيك يا ماهيتاب
إبتسمت له ماهيتاب وصافحته قائلة: الحمدلله، ازيك أنت يا أمير
- بخير، قالها بإيجاز
ليردف زياد مبتسماً: حمدالله على سلامتك يا أنسه أروى.

أروى مبادلة إياه الإبتسامة: الله يسلمك شكرا، ثم نظرت إلي ماهيتاب التي كانت تحدق بها بغيرة واضحة، فقال زياد بهدوء، طيب أنا هركب أنا وماهيتاب يا أمير
إقترب أمير منه ثم قال بغيظ وصوت خافت: أنا مش عارف أنت إيه الي جابك أصلا وكمان جايب ماهيتاب شكلي هضربك قريب
ضحك زياد ثم قال: أنا قلت أونسك وبالمرة أفسح ماهيتاب عشان عمالة تزن عليا
أمير وقد رمقه بنظرات مغتاظه: ماشي اتضفل إركب وخد أختها معاك بقي.

زياد رافعا حاجبه: تدفع كام؟
أمير بحدة: لخص في يومك ده
زياد بغضب طفولي: طيب يخربيت الي يهزر معاك يا جدع...
تنحنح زياد ثم قال موجها حديثه لسهيلة: إتفضلي أنتي معايا يا آنسة سهيلة
أومأت سهيلة ثم إستقلت السيارة معهما، وبينما إستقل أمير سيارته بصحبة أروى، التي قالت بضيق متساءلة: هي مين دي الي مع زياد؟

- أخته، قالها أمير بخفوت وهو يُدير محرك القيادة لينطلق بها ومن خلفه زياد، الذي قال بإبتسامة: أعرفك يا آنسة سهيلة، ماهيتاب أختي
إبتسمت سهيلة وأردفت: أهلا وسهلا يا ماهيتاب
ردت ماهيتاب بضجر: اهلا
إستغربت سهيلة من هذه الطريقة لكنها فضلت الصمت ونظرت من نافذة السيارة، ...
في سيارة أمير
- مالك؟، قالها أمير بتساؤل
لتجيبه هادئة: ولا حاجة أنا كويسة
إبتسم وقال: فرحانة انك خرجتي من المستشفي؟

أومأت له مبتسمه، فقال هو بجدية: هتستريحي في البيت براحتك يا أروى مش لازم تيجي الشركة دلوقتي خالص
أروى بتذمر: لا أنا عاوزة أجي، الشركة وحشتني، والشغل، ثم قالت متعمدة إثارة غضبه: وكمان كرم
فرمل السيارة فجأة وهو يستدير لها في مقعده ناظرا لها بغضب ثم هتف بحدة: نعم؟ سمعيني قولتي ايه!
إبتلعت ريقها بخوف من ملامحه الغاضبه القاتمه، قالت بصوت منخفض: بهزر مش قصدي.

نهرها بحدة: بس ده هزار سخيف، أنا مبحبش الأسلوب ده!
ترقرقت العبرات في عينيها، وادارت وجهها إلي الجهة الأخري، وتركت المجال لتنساب على وجنتيها...
هتف بحدة مرة أخرى: أخر مرة تجيبي اسم كرم على لسانك فاهمه؟
لم يأتيه رد فقرر بنفس النبرة الحادة: فاهمة؟
أومأت له دون أن تنظر إليه، بينما تراجع زياد للخلف بسيارته وهو يتساءل بقلق: في ايه يا أمير؟

- مافيش، قالها وهو يقود السيارة مجددا، بينما وضعت أروى يديها على وجهها وإزداد بُكائها، ظلت تبكي إلي أن تعالت شهقاتها ك طفلة صغيرة، هكذا شعر أمير أنها طفلة تبكي بعفوية لكنه لم يشفق عليها، فإنها أخطأت من وجهة نظره، ويعلم انها قالت ذلك متعمدة إثارة غضبه...
تركها تبكي لعدة دقائق إلي أن قال أخيرا بصرامة: كفاية!

لم تستجيب له، فأخذ منديل ورقي من تلك العلبة الموضوعه أمامه ومد يده لها قائلاً بجدية: إمسحي دموعك..
حركت رأسها نافية وهي تنظر من النافذة، فتنهد هو وقال بعتاب: أنتي الي إستفزتيني يا أروى، في حد عاقل يعمل كده يعني؟
ايضا لم يأتيه رد منها، ف كز على أسنانه وتابع: عنك ما رديتي، أنتي غلطانة يا أروى، والي يغلط يتعاقب صح؟
نظرت له بدهشة، وإستغراب، ، ثم حدثت نفسها وقلبها يقرع بخوف:.

كل هذا من أجل مزحة فكيف سيكون رد فعلك حين تعلم تلك الكارثة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة