قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن والأربعون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن والأربعون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن والأربعون

صرخت مايا ذعرا وهي تلطم على وجهها بصدمة، ركضت بهستيريه هابطة درجات السلم بسرعة شديدة...
بينما تجمعت الجيران بهلع وهمّ يرون ماجد مُلقي على الأرض وسط بركة من الدماء..
ظلت تصرخ وهي تهتف بإسمه: ماجد، ماجد وقع من البلكونه إلحقوني يا ناس إلحقوني..
بينما في الأعلي إنتفضت سلمي من فراشها وهي تسمع الصرخات المتعالية تلك، لتركض إلى الخارج هلعا متساءلة: في إيه طنط نعمة؟

أجابتها نعمه وهي تسرع خارج المنزل: مش عارفه يابنتي أنا شايفة مرات أخوكي ماجد بتصوت تحت والناس ملمومه!
لطمت سلمي على صدرها وهي تركض على الدرج، مردده بذعر: إستر يارب..
ركضت وقلبها يخفق قلقا، وما إن وصلت إلى الجيران فُزعت وهي تصرخ بهستيريه: مااااجد!، ماجد
جثت على ركبتيها بصدمة جليه وهي تراه يأن وجعا، إرتجف جسدها كُليا وهي ترفع رأسه صارخة بإسمه: ماجد، ايه الي حصلك، ماجد رد عليا..

كان يُشير بيده فقط نحو مايا التي كانت تبكي بخداع..
لم يفهم أحدا شيئا من إشارته، لتصرخ سلمي بهستيريه: حد يطلب الإسعااااف..
وكانت السيدة كوثر تأتي حاملة بيديها حقائب بلاستيكيه بها مُتطلبات المنزل، إلا أنها ألقتهم من يديها وهي تري ذلك الحشد المجمع من الناس وصوت سلمي إبنتها تبكي بإنهيار..
ركضت وقلبها يضرب بعنف ولقد شعرت أن حدث كارثة لتجعل إبنتها تبكي بهذا الصراخ..!

صاحت وهي تدفع الناس بيديها المرتعشتين: سلمي، بتعيطي لي...
لم تكمل جملتها لتتسع عينيها رعبا وهلعا، إبني!..
تفوهت بعدم تصديق وهي تنحني جاثية على ركبتيها: إبني!، م ماجد
مازال يأن وجعا، مازال يتنفس، فقط صرخة جعلته يأن أكثر..
صرخة عالية أطلقتها كوثر وهي تنطق بهستيريه: مااااااجد..! إبني يا ناااس حد يلحقني، الله يخليكم إعملوا حاجة، إبني بيموووت، إعملوا حاجة!

وصلت سيارة الإسعاف بعد مرور ربع ساعه، وسط صياح وصراخ أمه وشقيقته والجميع الذي حزن لأجله رغم ما فعله من فساد إلا أن منظره ما هو إلا مشهد يمزق القلوب..
لتصل سيارة الإسعاف إلى المستشفي بعد مرور نصف ساعة، كان قد غاب عن الوعي..
ركضت كوثر يتبعها البقية خلف الممرضات اللاتي حملوهن على السرير النقال وركضن به إلى غرفة الطوارئ..

لم يتوقف صراخ كوثر لثانية وهي تضرع إلى الله بأن يحمي إبنها وينجيه فمهما حدث هي أم وقلبها يتمزق من أجل فلذة كبدها..
إتجهت سلمي إلى مايا القابعة في أحد الأركان، سألتها من بين دموعها: إيه الي حصل وماجد وقع إزاي من البلكونة؟
إزدردت مايا لعابها، ثم هتفت بتوتر حاولت إخفاؤه: م معرفش هو دخل ي يشرب سجارة وبعدين لقيته زي ما يكون داخ كده ولقيته بيميل لقدام وجريت عشان ألحقه ملحقتش أمسكه!

دققت سلمي النظر في وجهها فلقد ظهر عليه الكدمات، فعبست بوجهها وهي تسألها بحدة: أنتوا إتخانقتوا، أيوة إتخانقتوا، باين على وشك أثار ضرب؟ إتخانقتوا ليه؟
لم تجيبها بل ظلت تنتحب وهي تدفن وجهها بين راحتي يديها، بينما تدخلت نعمة وهي تقول بجدية: سبيها يا سلمي دلوقتي لما نطمن على أخوكي الأول..
بينما ظلت الأم جالسة لا حول لها ولا قوه، تبكي وهي تردد فقط: يارب، يارب..

في شقة سليم.
إرتدي مصطفي ملابسه، ووقف يأخذ مُتعلقاته، بينما قال سليم بجدية: مش قولت هتسافر بليل يا عمي، في إيه بقي؟
رد عليه مصطفي مبتسما: خلينا بالنهار أحسن يا سليم وكمان عشان نسلم على أروى قبل ما نسافر يادوبك على ما نوصل هنكون بليل أصلا
أومأ سليم بصمت، فراح مصطفي يربت على كتفه وهو يقول متنهدا: إيه يا سليم إنت زعلت من رد سهيلة صح؟
حرك سليم رأسه نفيا، ثم أردف بثبات: أبدا يا عمي، براحتها جدا..

إبتسم مصطفي، ثم خرج من الغرفة بصحبته، ليجد سهيلة إرتدت ملابسها وتنتظره بصحبة عمها، فقال مصطفي بجدية: خلاص يا سهيلة كله تمام..؟
أومأت سهيلة وهي تقول بخفوت: أيوة خلاص..
بينما صافح مصطفي إبن أخيه سليم وألقي السلام على نبيلة ، وكذلك فعلت سهيلة حيث عانقت زوجة عمها، ثم نظرت إلى سليم وهي تقول بصوتٍ خافت: مع السلامة..
رد عليها بدون أي تعبير: مع السلامة..
إبتسمت بحرج وتوجهت إلى الخارج بصحبة أبيها وعمها..

بينما دلف سليم إلى الشرفة منتظرا خروجها من مدخل البناية، حتى خرجت بعد ثوان فظل يُتابعها بعينيه، ..
وكأنها شعرت به فرفعت وجهها للأعلي لتراه يحدق بها، ودت لو أن تصيح وتعتذر ثم تقول بأعلي صوتها أريد أن أعيش، أريدك تأخذ بيدي ولكنها لم تفعل، ولم تكن لديها الجرئة لقول هذا، ولم يوجد مكان بداخلها لتلقي حزن أو صدمة فيكفيها الماضي، يكفيها!

لم تنتبه إلا حين هتف والدها بإستغراب: سهيلة إركبي يا بنتي مالك متسمرة كده؟!
إنتبهت لنفسها فأخفضت بصرها فورا وإستقلت سيارة والدها..

بينما إبتسم سليم بعبوس، يعلم ما يدور بخلدها، يعلم أنها غير مصدقه أنه بالفعل يُريدها زوجة وحبيبة، يعلم أن فكرها صور لها أن لا يوجد رجلا على وجه الأرض سيتزوج من فتاة لمسها الكثير من قبله، هو يعلم جيدا أن سهيلة لم تقتنع بأن يوجد رجل سيتغاضي عن ذلك أبدا مهما حدث، ف مُجتمعنا مجتمع لا يبحث عن الدوافع أو الأسباب التي دفعتها لذلك الخطأ، مُجتمع يذبح فقط من يخطأ، ولكن إذا أراد الله ل أحد السعادة، وتلك السعادة تتجسد على هيئة رجل، يجعل ذلك الرجل لا يهتم ولا يبالي بسخافات المُجتمع..!

بعد مرور الوقت، في شركة الأمير.
أرجع ظهره للخلف بإنهاك بعد عدة ساعات من العمل المتواصل، نبعت حبات العرق من جبينه فراح يمسحها بظهر يده وهو يغلق عينيه بإرهاق..
بينما نهضت أروى من مقعدها وإتجهت نحو مردده بخفوت: إنت تعبت أوي يا حبيبي يلا نروح بقي..!
تنهد أمير وهو يمسح على رأسه: لسه عندي شغل يا أروى، الأيام الي فاتت أهملت الشغل وأنا مبحبش الإهمال أصلا..

إبتسمت له بإتساع وراحت تقف خلف ظهره فتعجب لها وهو يسألها بهدوء: بتعملي إيه؟ واقفة كده ليه؟
وضعت كلتي يديها على كتفيه لتدلكهما برفق وحنان، فضحك أمير قائلًا في مرح: بتعملي مساج ولا إيه!
أومأت رأسها ثم مالت عليه قليلًا طابعة قبلة على وجنته: أهااا، عندك إعتراض يا أميري..
أغلق عينيه مستمتعا بملمس يديها على كتفيه، وتلك الراحة التي تحتل قلبه وهي بجانبه، كم يعشقها، ويعشق تفاصيلها..
تفوه هامسا: بحبك يا رورو..

بادلته الهمس: وأنا بعشقك يا أميري..
تنهد بعمق وقال مازحا: طب خلاص كفاية بقي، عشان لو حد من الموظفين دخل أو ماهيتاب شكلنا هيبقي غير لطيف خالص!
كادت أن تتحدث لتقاطعها طرقات على باب المكتب، فقال ضاحكا: شوفتي!
إبتعدت أروى لتجلس كمان كانت بخجل، بينما قال أمير بصوتٍ أجش: إدخل!
دلفت ماهيتاب قائلة بإيجاز: سهيلة بره هي وأبوها و، عمها تقريبا..
نهضت أروى قائلة بفرحة: دخليهم بسرعة..

دلفت سهيلة يتبعها والدها وعمها، فنهض أمير مرحبا ومصافحا إياهم قائلًا بإبتسامة: أهلا وسهلا يا أستاذ مصطفي، إيه المفاجأة دي؟
أردف مصطفي مبادلا إياه الإبتسامة: إحنا روحنا على البيت وعرفنا إن أروى معاك هنا عاوز أسلم عليكم قبل ما أسافر القاهرة، أخدت العنوان من عمتك وجينا نودعكم..
أردف أمير بجدية: إسكندرية منورة بيكم يا دكتور مصطفى مستعجلين ليه؟

قال محمد بإبتسامة: شغلنا كله هناك يابني، بس هنستني منكم زيارة إنت وعدتنا مش كده ولا إيه؟
قال أمير مبتسمآ: أكيد إن شاء الله، أرتب بس شغلي وهنيجي..
إلتفت مصطفي إلى إبنته أروى وراح يعانقها بحنان وهو يردف: هتوحشيني يا أروى، خلي بالك من نفسك يابنتي
بادلته أروى العناق قائلة: وإنت كمان هتوحشني يا بابا وأكيد هاجي اول ما أمير يفضي.

إبتعد عنها قليلًا وقبل جبينها بحنان، وكذلك فعل محمد وسهيلة التي عانقت شقيقتها بشدة وعينيها حزينتان، فهمست أروى لها: مالك يا سهيلة؟ فيكي إيه يا حبيبتي؟
ردت عليها بصوتٍ خافت: هبقي أحكيلك في التلفون يا أروى..
أومأت أروى بتفهم وهي تقول: تمام، خلي بالك من نفسك..

إنصرفوا بعد قليل بعد أن ودعوا أروى وأمير وإتفقوا على زيارة للقاهرة في أقرب وقت متاح، بينما حاوط أمير كتفي أروى بذراعه وهو يسألها مالك يا حبيبي؟ زعلانة عشان مشيوا؟
أومأت أروى وقالت: أيوة وكمان سهيلة شكلها زعلان أوي، مش عارفه مالها، أنا نفسي تعيش مرتاحة وربنا يعوضها عن الي شافته...
رد عليها متنهدا بعمق: إن شاء الله يا رورو، أكيد ربنا هيعوضها، صمت ثم إستكمل مازحا: مش هتكمليلي المساج ولا إيه؟

ضحكت بخجل وهي تردف بإعتراض: تؤ، لما نروح!
رفع أحد حاجبيه وتابع هامسا: إذا كان كده مااااشي...

في المستشفي
خرج الطبيب من غرفة العمليات ووجه لا يُطمئن، فركضت كوثر إتجاهه وهي تهتف برجفة: إب إبني عامل إيه يا دكتور؟
أجابها متنهدا بجدية: أنا مش عاوز أفقدك الأمل، بس حالته حرجة جدا، الوقعة سببت كسر في الجمجمة للأسف وكسر في الحوض والقدمين زائد إن للأسف الشديد لما وقع على راسه أثر على النظر، وفقد نظره!

لطمت كوثر على صدرها عدة مرات متتالية والعبرات تتساقط فوق وجنتيها بغزارة، لتبكي وتشهق عاليا حسرةً على ولدها وهي تردد: يا حبيبي، يابني يا حبيبي..
بينما قال خالد الذي علم بما حدث وجاء ليقف بجانب زوجته: طيب هو يعني بيقدر يتكلم يا دكتور، ولا مش في وعيه أصلا!
أجابه الطبيب هادئا: في وعيه والنطق عنده ضعيف لحد ما، وهو حاليا في العنايه المركزه..
هتفت سلمي من بين بكاؤها: طيب إحنا نقدر نشوفه؟

أومأ برأسه قائلًا بجدية: شخص واحد فقط بلاش كلام كتير، ، ولو نفسه فضل منتظم لحد بكرة على الأقل يبقي لسه في أمل، إدعوله وربنا الشافي، عن إذنكم
سارت كوثر بخطوات سريعة إلى غرفة العنايه، ثم دلفت بعد أن سمحت لها الممرضة، حاولت التماسك وهي تمسح دموعها بأناملها ولكن هيهات لتنفجر باكية بمرارة وهي تري إبنها ممد لا حول له ولا قوه، صوت الأجهزة الموصلة به تمزق قلبها تمزيقا...

وضعت يدها على يده وهي تتفوه من بين شهاقتها: ليه كده يابني، ليه كده يا ماجد، عملت في نفسك إيه خلاك تقع، ماجد رد عليا يابني بالله عليك ما تحرق قلبي عليك ورد عليا..
بصعوبة بالغة خرج صوته بصوت منخفض بالكاد سمعته كوثر..
- م ماما، ثم ليجاهد في نطق الكلمة التالية، س سامحيني، س سامحيني ع ع على ك كل حاجة..
أردفت وهي تهز رأسها: مسامحاك، مسامحاك يابني، وقعت إزاي، إزاي وقعت يا ماجد.

رد عليها مجاهدا في نطق الكلمات: م مايا ه هي الي زقتني، وال...
صُدمت كوثر وهتفت بذهول: مراتك هي الي زقتك!
قال ماجد مكملا: إس إسمعيني، ال، الي في ب بطنها م مش إبني، مش إبني
لطمت على وجهها بصدمة جلية، وهي تهتف بهستيرية: يامصيبتي!، يارب، يارب، إرفع مقتك وغضبك عنا يااااارب..

خارج الغرفة..
كان خالد يقف جوار زوجته سلمي، فتوجهت نحوه إحدي الجارات قائلة: خالد، لو سمحت يابني عاوزاك في كلمتين..
سار معها خالد حتى وقفا بعيدا، ثم قالت وهي تنظر إلى مايا من بعيد: خالد أنا عاوزة أقولك على حاجة شوفتها، وعاوزاك تتصرف قبل ما المجرمة دي تهرب!
عقد خالد حاجبيه وإلتفت ينظر إلى مايا، ثم عاد ينظر لها قائلًا بجدية: خير في إيه؟

أجابته السيدة بثبات: أنا شوفت الي حصل مع ماجد، أنا كنت واقفه في الشباك وشوفت ماجد بيتخانق مع مراته وبيضربها وبعدين هي راحت زقاه ووقع من البلكونة، هو موقعش لوحده زي ماهي بتقول، هي الي زقته يابني أنا شوفتها بعنيا دول!
إتسعت عيني خالد بذهول تام ثم قال بصدمة: إنتي بتقولي إيه!

رد عليه مؤكدة: والله العظيم يابني شوفتها بعنيا، هاتلي مصحف أحلفلك عليه، ، المهم عاوزاك تبلغ البوليس من غير ما تحس بحاجة لحسن تهرب المجرمة دي..
بالفعل أخرج خالد هاتفه وإتجه إلى الخارج ليهاتف الشرطة دون أن يشعر أحد...

داخل الغرفة
ظلت كوثر تبكي على حال ولدها، وهي تتوعد لزوجته التي دمرته تدميرا، لتسمع صوته الخافت مرة ثانية: م ما تعيطيش ي يا م ماما ده، ده ع عقاب ربنا، أن أنا ع عاوز أقابل...
إنخفض صوته، لتردف كوثر بتساؤل: تقابل مين يابني، قول، قول ياماجد
نطق بصعوبة: آآ، أمير، ر. رحيله، الشركة، ال، الي ك كنت بشتغل فيها، وهاتيه، م معاكي، آآ، أرجوكي، م مفيش وقت، ل لازم أشوفه..

أومأت كوثر رأسه عدة مرات وهي تهتف بهستيريه: ح حاضر يا ماجد، ح حاضر يابني..
أنهت جملتها وركضت إلى خارج الغرفة، ما إن خرجت حتى إندفعت نحو مايا جاذبه إياها بعنف وهي تصيح بها بغضب عارم: أنتي، أنتي زقيتي إبني من فوق، إنتي، ليه، ليه، منك لله، ليه، حرااام..

خدشتها في وجهها بحرقة ليحاول الجميع تخليصها من بين يديها إلا أنها أمسكت بها بشدة وهي تهتف ببكاء: أنا هوديكي في داهية يا فاجرة، يا زبالة، ياللي لميتك من الشوارع، عاوزة تقتلي إبني بعد ما كشف كذبك وعرف إنك حامل من غيره يا فاااااجرة
إتسعت العيون وذهل الجميع، يا إلهي ما هذه المصائب والكوارث...!
هتفت مايا بهستيريه: أنتي كذابة، أوعي سبيني، سبيني..

لم تكمل كلامها حتى وجدت أفراد الشرطة تقبل عليها، ويجذبها أحدهم بعد أن أبلغهم خالد عن فعلتها، ليأخذوها معهم وكذلك أخذوا السيدة التي شاهدتها تلقيه من الأعلي حتى تُدلي بأقوالها، ورحلت، رحلت مايا تاركا خلفها الأم جاثية على ركبتيها تبكي بإنهيار، وأخت تواسيها وتان وجعا أيضا..!
يارب، يارب لطفك بينا..
نطقت بها كوثر وهي تنهض، لتهتف سلمي: راحة فين يا ماما..

أجابتها كوثر وهي تسير سريعا: راحة لأمير، راحة لأمير، لازم يجي حالا..
سأل خالد بإستغراب: أمير مين ده؟
لترد سلمي ببكاء: ده الي كان ماجد بيشتغل عنده، خالد الله يخليك روح مع ماما متسبهاش تمشي لوحدها الله يخليك
أومأ خالد برأسه وركض ليلحق ب كوثر، ويستقلا أول سيارة أجري تمر من أمامهما...
في شركة الأمير
أنهي عمله، وخرج بصحبة زوجته أروى ليجد ماهيتاب، فقال بجدية: يلا يا ماهيتاب قومي هوصلك في طريقي..

أردفت ماهيتاب نافية: زياد هيوصلني هو قالي إستني وجاي..
أومأ أمير قائلًا: تمام، أنا ماشي وإنتي إقفلي المكتب متنسيش، سلام..
خرج من مكتبها ليتجها إلى المصعد، وما إن أغلق الباب قال رافعا أحد حاجبيه ونظرة ذات مُغزي: إيه رأيك في لبس ماهيتاب الجديد يا أروى؟.
أجابته بخفوت: حلو جدا..
قال متساءلا: يعني عجبك..؟

اومأت قائلة: أيوة، وأنا عارفة إنت بتسأل ليه، وعلي فكرة أنا إتفقت مع دارين إن هنزل معاها في أي يوم أنا وسهيلة ونشتري لبس محجبات، عشان أنا وسهيلة هناخد الخطوة دي مع بعض ٱن شاء الله...
إقترب مقبلا إياها وهي ينطق بخفوت: حبيبي، حبيبي..
ضحكت أروى وهي تدفعه برفق: إحنا في الإسانسير على فكرة..
تنهد أمير بنفاذ صبر وهو يقول مازحا: ما أنتي بتيجي في أوقات كده، يلا قدامي قبل ما أتهور..

ضحكت وهي تمسك بيده وخرجا من المصعد، ليتجها بعد ذلك إلى السيارة، ليسمع أمير صوت ضجيج وسيدة تهتف ببكاء: لو سمحت يابني خليني أقابله، إبني بيموت الله يكرمك دخلني..
هتف رجل الأمن بإعتراض: يافندم معنديش أي أوامر أدخل اي حد معرفوش أو بدون معاد سابق، لو دخلتك أنا الي هنضر..!
عقد أمير حاجباه وإتجه إلى البوابة حتى وصل ووقف يتساءل بجدية: في إيه!؟

أجابه فرد الأمن: الست دي مصممة تقابل حضرتك وحاولت أمنعها مفيش فايدة..
هتفت كوثر بتوسل: أنت يابني أمير، أنت الي ماجد إبني كان بيشتغل عندك صح؟
أمير بإستغراب: ماجد!، أيوة أنا حضرتك عاوزة ايه؟
رد خالد الواقف أمامها بإيجاز: لو سمحت ماجد طالب يشوفك ضروري هو في العناية المركزة وطلب أنه يشوفك فلو حضرتك تيجي معانا تبقي مشكور
ذُهل أمير وسأل: في العناية! ليه؟

ردت من بين بكاؤها: إبني بين الحياه والموت وقع من البلكونة يابني الله يكرمك تعالي معايا
إتسعت عيني أمير بصدمة، بينما شهقت أروى ووضعت يدها على فمها بصدمة جلية..
فعادت كوثر تتوسله: الله يخليك تيجي معايا..
أومأ أمير برأسه موافقا، ثم إلتفت إلى زوجته قائلًا بجدية: إطلعي إنتي فوق يا أروى، خليكي مع ماهيتاب وإوعي تخرجي..

أومأت برأسها ففتح أمير باب سيارته وأشار لهما ليستقلا معه السيارة، بالفعل إنطلق بالسيارة معهما، ليخرج هاتفه من جيب بنطاله وأجري إتصالا حتى آتاه الرد من زياد..
فقال أمير بإيجاز: زياد، لو سمحت خد أروى من الشركة ووصلها لأني رايح مشوار كده..
زياد بإيجاب: حاضر متقلقش..
أغلق أمير الخط وراح يُفكر ما الذي يريده ماجد؟..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة