قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع والثلاثون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع والثلاثون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع والثلاثون

جلست أروى بعدما خرج من الغرفة تبكي بإنهيار وشهقاتها تتعالي، عندما قبلها كانت في أشد حالاتها السعيدة، ولكن هيهات ليتركها تعاني من جديد..
لكنها لم تفقد الأمل بعد وستنتظر مهما طالت قسوته..

إرتدت بعد ذلك منامة قطنية مُريحة وعصقت شعرها للأعلي على هيئة كعكة، ثم خرجت من الغرفة لتبحث عنه لتهبط الدرج وتجده جالس واضعًا ساقا فوق الآخر وكأنه في عالم آخر، بينما الإرهاق واضحًا على ملامح وجهه وعينيه محمرتين مُجهتدين جدا، أشفقت على حاله فقالت متسائلة بحذر: ينفع أجبلك أكل؟

نظر لها بعبوس ونهض دون أن ينبس ببنت شفه، ثم توجه إلي الدرج فأسرعت إليه تقول بثبات: طب أعمل إيه عشان تسامحني، إطلب مني أي حاجه هعملها أرجوك أنا تعبت ومش قادرة أستحمل أكتر من كده والله كان غصب عني
أكمل صعود الدرج متجاهلا إياها وكلامها يمزق نياط قلبه..
ما إن أكمل صعود الدرج نظر لها من الأعلي ليجدها تبكي وهي تدفن وجهها بين كفيها..

فحدث نفسه بخفوت: أنا كمان بتألم زيك وأكتر أنا بحبك رغم كل الي حصل بس مش قادر أسامحك مش قادر..
ذهب إلي غرفته وأغلق الباب خلفه ليرتمي على الفراش بإنهاك ويغلق عينيه وثوانِ معدودة حتى غط في سبات عميق..
لتمر ساعة ساعتان، ثلاث ساعات لم تغفو أروى بل قامت بتأدية صلاة قيام الليل في أحدي الغرف كما شرحتها لها دارين وأخبرتها بمدي أهميتها..

بالفعل صلت أروى ما تيسر لها من ركعات ومن ثم جلست على الفراش وكادت أن تتسطح ولكنها نهضت فلقد أصابها الفضول للإطمئنان على زوجها..
توجهت إلي غرفته وفتحت الباب لتدلف، فإرتفعا حاجباها بدهشة وهي تراه نائم بملابسه حتى أنه لم يخلع حذائه عن قدميه، وقد ترك أنوار الغرفة مُشتعلة..

إبتسمت بحزن وراحت تعدل من نومته حيث أراحت رأسه على الوساده ثم خلعت الحذاء عن قدميه ورفعت عليه الغطاء ودثرته جيدا، ودت لو أن تتسطح بجانبه وتُريح رأسه على صدرها، فإنها تعلم حجم جرحه منها!، تود مداوة الجرح ذاك ولكنه لم يمهلها الفرصة..
أغلقت الإضاءة وخرجت من الغرفة مجددًا داعية الله أن يزيح هذه الغمة في القريب العاجل.

صباح يوم جديد يحمل في طياته مفاجآت كثيرة، نهضت أروى ثم إغتسلت وتوضأت وآدت صلاة الضحي، حتى إنتهت وختمت صلاتها كما علمتها أيضًا دارين..
شعرت بالراحة قليلًا عن الأيام السابقة، تفاجئت بنجاة التي دلفت تقول بإبتسامتها المُعتادة: صباح الخير يا أروى
فردت الأخيرة بهدوء: صباح النور يا عمتو
نجاة بإندهاش: ده إيه التطورات دي ما شاء الله ربنا يهديكي يا حبيبتي.

أجابتها أروى بإبتسامة: يارب، الحمدلله دارين فهمتني حاجات كتيرة أوي ربنا يثبتني على الصلاة
قالت نجاة بتأمين ؛: اللهم امين، ثم تابعت: بنت حلال يا دارين والله ربنا يجازيها
أومأت أروى قائلة: فعلا ربنا يكرمها ويجعله في ميزان حسناتها..
إستكملت نجاة: طب يلا نحضر الفطار.

أومات لها أروى وإتبعتها حيث هبطتا الدرج وإتجهتا إلي المطبخ، لتقوم سحر بمساعدتهما في وجبة الإفطار ويسود جو من المرح قليلًا بينهن، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث وجدت نجاة سعيد وهو يصيح ويطرق الباب: يا ست نجاة يا ست نجاة..
أسرعت نجاة تفتح الباب وكذلك إتبعتها أروى..
لتقول نجاة بلهفة: في ايه يا عم سعيد؟!

سعيد وهو يمد يده لها بجريدة اليوم قائلًا بجدية: أنا كنت بقرا جرنال بتاع النهاردة وفجأة لقيت الخبر ده
نتشت منه الجريدة لتتسع عينيها وهي ترى صورة أمير مع موظفته ومكتوب بخطٍ عريض فضيحة رجل الأعمال الشاب أمير عز الدين مع إحدي موظفات شركته
وكذلك إتسعت عيني أروى بذهول وهي تجذب منها الجريدة وقد عقدت حاجباها بغضب جلي..

لم تنتظر حيث أسرعت تصعد الدرج ركضا إلي أن وصلت إلي غرفته لتفتح الباب لتصيح والغيرة تنهش قلبها: أمير، أمير!
فتح أمير عينيه على أثر صياحها ليرفع رأسه قليلًا عن الوسادة ثم هتف بحنق: في ايه!
قالت أروى بحدة: قوم قولي ايه ده، أنت بتخوني؟
تأفف وعاد ليجذب الغطاء مره أخري عليه وهو يقول بضجر: إيه الهبل الي بتقوليه على الصبح ده، أخرجي وإقفلي الباب
صرخت به وهي تلقي له الجريدة: أهو إتفضل شوف دي فضيحة علني!

إنتفض أمير من الفراش وقد أمسك بالجريدة ونظر إلى الصورة والكلام المدون فوقها، إتسعت عينيه على وسعهما بصدمة جلية غير مُصدقا لما مكتوب!
دلفت نجاة إلي الغرفة ثم قالت بجدية: في ايه يابني فهمنا إيه الي مكتوب ده!
هز أمير رأسه بذهول وقد تذكر الذي حدث أمس عندما دلفت إليه إحدي الموظفات فعلم فورا أنها مكيدة لا محالة..!
قالت أروى بحدة: ما تفهمنا ده إيه!؟

أغلق أمير عينيه وقد إشتعلت النيران داخل صدره وهو يلعن بسامي فمن غيره سيفعل به هكذا!
تفاجئ برنين هاتفه يصدح عاليًا ليلتقطه بعصبية تامة وما إن شاهد إسم المُتصل حتى هب واقفا وهو يُجيب بإنهيار: آه يا إبن ******، والله العظيم لأدفعك التمن غالي يا سامي الكلب..

آتاه صوته يقهقه بشدة وهو يقول من بين ضحكاته الباردة: إشرب يا معلم أنا محبتش أكون قليل الأصل وأخسرك فلوس زي ما خسرتني، أنا بقي قولت أخسرك سمعتك أحسن يا أمير باشا، أنهي جملته ليضحك عاليًا مرة أخري..!؛
فدفع أمير الهاتف في الأرض وهو يصر على أسنانه بغضب جلي، بينما وضعت أروى يدها على فمها بصدمة فالآن وصل إلي أشد غضبه!

حاولت تهدئته إلا أنه ذهب إلي المرحاض صافعا الباب خلفه، علمت هي أنها خدعة ومكيدة من سامي فإطمئنت قليلًا أنها لم تكن خيانة فهذا تفكير ساذج منها هي تعرف أميرها جيدا وأنه أبدًا لن يخون!..

بينما ضربت نجاة كفا على كف وقالت بحزن: لا حول ولا قوة إلا بالله، هما وصلت بيهم الدرجة يشوهوا صورته كده، أمسكت بالجريدة لتتمعن في الصورة وهي تقول بجدية: الصورة باينة إنها مش غرامية خالص وباين أوي إن الموضوع متلفق ربنا ينتقم منهم
أردفت أروى بتوعد: ماشي يا سامي الكلب والله لأوريك
نجاة بإستفهام: هتعملي ايه يابنتي
أروى بخفوت: هقولك بعدين لما أمير يروح الشركة.

فقالت نجاة بخوف: أنا خايفة لحسن أمير يتهور ولا حاجة ويروح يتخانق مع الي أسمه سامي ده و...
لتتفاجئ به يخرج من الحمام وهو يجفف شعره بالمنشفة ثم اسرع ليرتدي حذائه وأخذ هاتفه المُلقي على الأرض وخرج لتتبعه أروى وهي تقول بقلق: أمير رايح فين
لم يجيبها إنما هبط الدرج ركضا وخرج ليستقل سيارته وينطلق بها..
ثم أخذ يشعل هاتفه الذي إنغلق أثر الدفعه القوية..

ما إن فتحه حتى أجري إتصالا حتى آتاه الرد ليهتف بصرامة: طارق عاوزك تتصلي بالجريدة الزبالة الي نشرت الخبر، وتعرفلي مين بالتحديد الي عمل كده سمعتني!
أغلق الخط وهو يقول في وعيد: ماشي، ماشي يا كلب يا ابن ******!
وصل بعد قليل إلي الشركة باحثا بعينيه في كل مكان عن تلك الموظفة التي فعلت ذلك معه فقسما إن وجدها ليخنقها بيديه هكذا كان يتوعد داخل نفسه..!
لم يجدها فهتف بحزم: هي فين ال **** دي؟

فأجابه أحد الموظفين: مجتش النهارده يا أستاذ أمير!
مسح على رأسه بعصبية تامة وإتجه إلي مكتبه وهو في حالة ضياع حينما سمع همسات الموظفين والموظفات عليه...
ما إن دلف حتى وضع هاتفه على آذنه عله يسمع أي شيئا في مكتب سامي لكنه لم يسمع أي شئ الآن، وضع الهاتف على سطح المكتب بغضب، ليتفاجئ به يرن فأجاب وصدره يعلو ويهبط بغضب: خير يا زياد
فقال زياد بتنهيدة مُستفسرا: أمير إيه الي مكتوب في الجرنال ده؟ حصل إزاي.

فصاح أمير بنفاذ صبر: حصل إمبارح يا زياد!
زياد بنبرة جادة: طيب إهدي بس كده، وأنا هروح حالا أعمل محضر للجريدة دي ومحضر للصحفي الي نشر الخبر وهجبلك حقك بس أنت إستهدي بالله!
أجابه أمير وهو يصر على أسنانه: كل ده ميهمنيش الي يهمني سامي والله لعرفه إن الله حق بس يصبر عليا
فقال زياد بهدوء: طيب يا أمير بس إهدي يابني أنا هعمل المحضر وهجيلك لما أخلص شغلي نشوف هنعمل ايه، يلا سلام دلوقتي!

أغلق أمير الخط معه وهو يزفر بضيق، بينما دلف طارق قائلًا بجدية: البنت ملهاش أثر حتى زمايلها بيقولوا تلفونها مقفول ولا حد عارف يوصلها
قال أمير مُتهكما: طبعا ما هو ده المتوقع، روح شوف شغلك يا طارق..
إنصرف طارق تاركا إياه يستشاط غضبا من جديد.

- بس وأنا خليت سهيلة تخلي أي بنت من الي تعرفهم تصوره عشان نمسك عليه ذِلة!
أردفت أروى بتلك الكلمات في حين قالت نجاة بإيجاز: طب حلو أوي كده إحنا نهدده إننا ننشر الصور دي زي ما هو عمل مع أمير ونفضحه
أروى بحذر: بس هو لسه معاه صور سهيلة أختي وأنا خايفة ينشرها ويفضح سهيلة ده قذر ويعملها!
نجاة بحيرة: ما هو لازم حل مش هينفع كده سمعة أمير طول عمرها زي الفل حرام عليه الله يخربيته الي أسمه سامي ده.

أروى بحماس: أنا بفكر نبعت الصور دي لمراته عن طريق حد تاني غيرنا
نجاة بجدية: ما هو أكيد هيعرف إنك أنتي الي بعتيهم لمراته وساعتها ممكن ينتقم وينشر صور سهيلة
زفرت أروى بضيق وتابعت: ياربي طب وبعدين!
نجاة بهدوء: إحنا أحسن حاجة ناخد رأي أمير ونسيبه هو يتصرف!

بعد ما يقارب الساعة..
قررت نجاة الذهاب إلي شركة الأمير حتى تعطيه الصور الخاصة بسامي، بالفعل ذهبت وقصت له ما قالته لها أروى وكيف آتت هذه الصور..
فقرر أمير أن يراوده بمعرفته ويذهب إليه، وفعلا ذهب إلي شركته وصعد بعد أن صف سيارته وراح يسير في الرواق المؤدي إلي مكتبه بثبات..
لمحه ماجد من على بُعد ففر هاربًا منه إلي مكتبه مُجددًا..
أخبرت السكرتيرة هدي سامي بمجيء أمير، فدلف بعد ذلك ليصيح سامي بإستفزاز:.

- يا خطوة عزيزة ده إيه النور ده
إبتسم أمير بتهكم، ثم تابع بجمود: إفرحلك يومين وإلعب لحد ما تتعب عشان يوم ما أديك الضربة القاضية تقع متقومش تاني!
قهقه سامي عاليًا ليقول بتحدي: أنا مبتعبش ومش سامي الي يقع يا برنس، إحذر إنت بس مني عشان أنا خلاص قررت ألاعبك على الهادي.

أمير ضاحكا بسخرية: أوك وأنا موافق بس هنشوف مين الي هيكسب في الآخر، ومهما حاولت تدمر سمعتي مش هتعرف لأن كل الناس عارفة مين هو أمير كويس أوي! وإعتباري هيترد والصحفي الي عمل كده في القسم دلوقتي هيقول مين الي إتواصل معاه وقاله ينشر الصورة دي وكمان الشرطة بتبحث عن البت الي في الصورة دي يعني كده كده هسجنك يا معلم بس إتقل شوف غباءك وصلك لأيه؟!
قال سامي بتجهم: وريني شطارتك لو عرفت تثبت حاجة!

أمير بجدية: ليه واثق أوي من الصحفي؟ ولا عكمته بقرشين؟، على العموم أنا معايا حاجة أحلي..
أخرج أمير الصور من جيب بنطاله، ثم رفع يده أمام وجهه وهو يقول بحدة: إيه رأيك في الصور دي؟ فاكرهم!
هب سامي واقفا قائلًا بصرامة: إنت جبتهم منين
أمير بهدوء وهو يضع الصور مرة ثانية في جيب بنطاله: أظن إنك شوفتها قبل كده، دي الصور الي كانت مع أروى وهددتك يا تديها صور أختها يا تبعتهم لمراتك الي أنت يعني بتترعب منها..!

تجهمت قسمات وجهه ثم قال بحزم: أنت متقدرش تعمل حاجة بالصور دي، دي تبلها وتشرب ميتها.

قهقه أمير عاليًا ثم قال من بين ضحكاته: لا أقدر أول حاجة هبعتها للمدام واوريها قذارة جوزها، ثانيا بقي هروح اطبع منها نسخ وأفرقهم على كل الشركات الي بتتعامل معاهم ثالثا بقي وده الأهم هنزلها على أكبر جريدة فيكي يا مصر ومواقع التواصل الاجتماعي وأخليهم يكتبوا بالبنط العريض كده فضيحة سامي الزبالة بس يا عيني فضيحتك هتكون غير فضحيتي خالص أنا في مكتبي إنما أنت في أوضة نوم في بيت الدعارة!

صاح سامي بشراسة: طب فكر تعمل كده وأنا أقسم بالله هنسفك نسف و...
قاطعه أمير بتحدي: ولا تقدر تعمل حاجة لأني مش هديلك فرصة، إلا بقاا إذا عملت الي أنا عاوزه ساعتها هتراجع عن قراري ده! ها قولت ايه؟
جلس سامي على كرسيه مجددًا وهو يلهث بعنف، فإبتسم أمير من رؤيته غاضبا هكذا وجلس هو الآخر قبالته قائلًا ببرود مستفز: عاوزك تبقي ريلاكس خالص أومال هتستقبل الصدمات الي جاية إزاي؟

صاح سامي بغضب جلي: أنت عاوز ايه هات من الآخر؟!

تنهد أمير وقد وضع ساقا فوق الآخر وقال هادئا: أول حاجة هتديني صور سهيلة الي معاك ومعاهم الشيك الي كنت كاتبُه على أروى ثانيا بقي هتنزلي إعتذار في نفس الجريدة الي عملتلي فيها الفضيحة دي بنفس الحجم! وأقرأ بعيني مكتوب سامي يتقدم بالإعتذار الرسمي ل أمير عز الدين، ومتخافش أنا هتنازل عن المحضر ومش هشتكيك وأوديك في ستين داهية بس الناس تعرف أنها مكيدة زبالة منك!

ضرب سامي على سطح المكتب وقال والشر يتطاير من عينيه: أنت بتحلم لا يمكن طبعا ده يحصل
وقف أمير ثم هتف بصرامة: يبقي إستلقي بقي وعليا وعلي أعدائي قسما بالله لأفضحك
قال سامي محاولا إستعطافه: بس أنت كده هتخرب بيتي!
فرد أمير بعصبية: ما أنت كنت هتخرب بيتي! ولا هو بيتك أحسن من بيتي؟
صر سامي على أسنانه وقال: إستني!
ثم فتح خزانته وأخرج منها الشيك والصور الخاصة بسهيلة وألقاها على المكتب وقال: إتفضل!

مد يده أمير واخذهم ثم قال بهدوء: أيوه كده تعجبني!
فقال سامي بغيظ: هات الصور الي معاك!
أمير ضاحكا: لما تنزلي الإعتذار يا معلم، ثم سار ناحية الباب وقال ببرود تام: عقلك في راسك يا سامي، عاوز بُكرة ألاقي الاعتذار منور في الجرنال، سلام يا يا واطي!
خرج صافعا الباب خلفه ليصرخ سامي بإهتياج وهو يطيح بكُل شيئا أمامه!..

إستقل أمير سيارته بعد ذلك ولقد شعر بالإنتصار قليلًا، قاد سيارته مُتجها إلي المنزل وهو يُفكر في أشياء كثيرة..
ظل شاردًا إلي أن وصل أخيرًا وصف سيارته ثم ترجل منها داخلًا إلي المنزل..
ما إن دلف حتى أقبلت عليه نجاة تتبعها أروى، فقالت نجاة بقلق: ها يا أمير عملت إيه يابني؟
قال أمير بهدوء: متقلقيش يا عمتي، الصور الي إدتهاني جاتلي في الوقت المناسب والموضوع هيتحل إطمني
تنهدت نجاة بإرتياح وقالت: الحمدلله!

فأخرج من جيبه الصور والشيك ووضعهم على الطاولة الصغيرة وقال بنبرة حادة موجها حديثه ل أروى: صور أختك والشيك أهم!
ثم سار نحو الدرج بعد أن ألقي نظره أخيره عليها
فتنهدت أروى بحزن من حدة أسلوبه معها، فأردفت نجاة بمواساة: هيسامحك إن شاء الله أكيد هيسامحك يابنتي، هانت!

ظل سامي يسير ذهابا وإيابا داخل مكتبه والغل ينهش قلبه، كان يتوعد ل أمير وكذلك أروى فلقد علم أنها هي من أعطته الصور، قرر أن ينتقم منها ويجعل قلبها يحترق هي وشقيقتها أيضًا، فخطرت له فكرة شيطانية في الحال ليمسك هاتفه ويجري إتصالا لشرطة الأداب!
آتاه صوت أحد أفراد الشرطة، ليقول سامي بحقد: عاوز أبلغ عن شقة دعارة من فضلك، آه العنوان في ****** في الدور *****!

ثم أغلق الخط وهو يبتسم بتشفي ويقول بإنتصار: يلا إشربي أنتي وأختك خلي قلبك يتحرق عليها!

بعد مرور ساعة
في منزل سهير..
كعادة سهيلة الأخيرة إنتهت من صلاتها وجلست تدعي خالقها بالفرج القريب فإنها تخرج من الصباح تبحث عن منزل يكون سعره مناسب لها حتى تنتقل للعيش فيه لم تمل فيوميا تبحث علها تجد!.
جلست تسبح بعد أن أغلقت باب غرفتها وأحكمت الغلق، فلقد وجدت راحتها في ذكر الله..

ولكن هيهات لتسمع ضجيج وصراخ يأتي من الخارج فإنقلع قلبها هلعا وفتحت الباب لتتلقي الصدمة وهي تشاهد أفراد الشرطة يجذبون كل من في البيت خارج المنزل وسهير معهم، إزدادت هلعا حين وجدت أحدهم يقترب منها ويجذبها بقسوة فصرخت عاليًا وهي تهتف بإنهيار: لا لالا لاااا أنا معملتش حاجه والله أنا توبت والله!.

لم يبالي أحد بصراخها ليجذبها العسكري ويهبط بها حيث السيارة ليدفعها بقوة إلي الداخل ويدفع خلفها سهير والبقية، إتسعت عيني سهيلة بهلع وتساقطت العبرات فوق وجنتيها بغزارة ولقد علمت أن هذا آخر المطاف!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة