قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأربعون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأربعون

رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأربعون

في مركز الشرطة (القسم )..
جلست سهيلة القرفصاء تبكي بإنهيار بعد أن دفعها العسكري داخل الزنزانه، لم تصدق الذي حدث بالتأكيد هي إنتهت فمن سيصدق أنها تابت بالفعل!
تفاجئت بالباب يُفتح ويدلف منه شخصا يرتدي بدلة الضابط الرسمية..
ثم دلف خلفه العسكري وهو يهتف بصرامة: قومي يا بت أنتي وهي!
نهضن جميع الفتيات العاريات ونهضت سهيلة أيضًا!

بدأ الضابط حاتم النظر في وجوههن حتى وقعت عينيه على سهيلة التي كانت تبكي مُطأطأة رأسها وترتدي إسدال الصلاة..
رفع حاتم أحد حاجبيه وراح يرفع وجهها حيث أمسك بطرف ذقنها بقسوة وقال ساخرًا: وأنتي بقي كنتي بتصلي في الدعارة يا روح أمك؟!
إزدردت سهيلة ريقها بخوف شديد وهي تحملق به بعينيها الدامعتين الحزينتين، ليصيح بها صيحة جعلت جسدها ينتفض أثرها حين قال: ما تنطقي يا *****!

إتسعت عينيها ذعرًا وهزت رأسها بذهول وهي تجيبه بنحيب: و، والله أنا ت توبت م معملتش حاجة!
قهقه ساخرًا عليها ليقول بتجهم وقد أزاح يده عن ذقنها ليرفعها قليلًا و يتحسس وجنتها بتسلية: توبتي! ممم شكلك بتستهبلي يا بت، عموما أنا هظبطك..
بغضت سهيلة ذاتها وهي ترى يده تتنقل بحرية على وجهها حتى أن أصابعه لامست شفتيها وهو يعض على شفته السفلى بشهوة، لم تتحمل فدفعته في صدره بقوه وهي تقول بصياح: إبعد عني!

إتسعت عينيه بغضب جلي من فعلتها تلك، فما كان منه إلا أنه صفعها بقوة وقال جازا على أسنانه:
- أنتي إتجننتي يا *****، شكلك متعرفيش مين الظابط حاتم ده أنا هسود عيشتك بس إصبري عليا يا ******
ثم قال وعينيه تتوهج غضبا: خدهم يا عسكري عشان يتعرضوا على دكتور الطب الشرعي ولما يرجعوا هاتلي البت دي على مكتبي!
أومأ العسكري بطاعة وإنصاع له، بينما جذب سهيلة ليدفعها خارج الزنزانه وكذلك البقية..

فكانت سهيلة تبكي بحسرة، بينما همست سهير وهي تسير بجانبها: ياختي مشي حالك يعني جيتي عند الظابط وعملتي نفسك شريفة!
رمقتها سهيلة بنظرات نارية ثم قالت بصوتٍ ينبع من صميم قلبها ؛: أنا بكرهك ربنا ينتقم منك، يارب ساعدني يااااارب!

في فيلا الأمير..
جلست أروى على الفراش لتهاتف شقيقتها سهيلة، حتى تُطمئنها أن الصور أصبحت معها وكل شيئا سيصبح على ما يُرام، لكنها وجدت الهاتف مغلق فإستغربت قليلًا وعادت تتصل مرة أخرى لتجده مغلق أيضا..
فوضعته على الكومود وقالت بخفوت: أكيد فصل شحن، هبقي أتصل بيها شوية كده تكون شحنته
دلفت نجاة بعد قليل إلي الغرفة لتقول بهدوء: إيه يا رورو مش هتتغدي ولا إيه؟

حركت رأسها بعلامة النفي وأردفت: لا يا عمتو مليش نفس..
فقطبت ما بين حاجباها وقالت: أنتي كمان مش هتتغدي، برضو أمير قالي مليش نفس!، ياربي ربنا يعدي الأيام دي على خير
أروى بحزن: يارب
قالت نجاة في تساؤل: مالك يا حبيبتي في حاجة مضيقاكي؟
مطت أروى شفتيها وقالت بقلق: مش عارفه تلفون سهيلة مقفول ليه، كنت عاوزة أطمنها واطمن عليها بس لقيت التلفون مقفول وهي مش عوايدها تقفله..
نجاة بإطمئنان: أكيد فاصل شحن.

أروى بتنهيدة: ما أنا بقول كده بس أنا قلقانة مش عارفه ليه
ربتت نجاة على كتفها وتابعت بحنو: لا متخافيش يعني هيكون في إيه، دلوقتي تفتحه وتكلمك ربنا يستر
تابعت أروى: يااارب.

في منزل السيدة نعمة..
دلف خالد إلي المطبخ حيث وقفت سلمي تطهي الطعام الذي أصبح مُفضل لديها في الأونه الآخيرة..
قال خالد بغيظ: سلمي، كده كتير مش معقوله كل يوم هنتغدي كابوريا!
رفعت سلمي حاجبيها وتابعت بتذمر: إبنك عاوز ياكل كابوريا يبقي كلنا ناكل كابوريا، وبعدين مالها الكابوريا يعني؟!

خالد بنفاذ صبر: الكابوريا دي تسالي يا حبيبتي كأني بتسلي مش باكل أنا عاوز أكل، أكل يا لوما أغمس بالعيش وأعمل ودن قطة إرحمي أمي
ضحكت سلمي وقالت بمراوغة: أمك موافقة تاكل كابوريا أسكت أنت بس يا لودي وكُل وأنت ساكت
ضحك خالد وإقترب منها محاوطا خصرها بذراعيه قائلًا بهمس: أمري لله عشان خاطر نعمة وأم نعمة بس
عبس وجه سلمي وأردفت بخفوت: نعمة مين؟

خالد ضاحكا: نعمة الي في بطنك ياروحي مش قولتي هتسميها نعمة لو طلعت بنت؟
تنحنحت سلمي وقالت: اه، اه طبعا، ثم تابعت بخفوت: يارب يطلع ولد
خالد بجدية مصطنعة: بتقولي ايه، مش عاجبك إسم أمي؟
سلمي بتذمر طفولي: بصراحة لأ يا خالد، يا خبر هيبقي إسمي أم نعمة يا فضحيتي أم جلاجل!
قهقه خالد عاليًا، فشاركته سلمي الضحكات المرحة، ليتفاجئ بعد ذلك بوالدته تهتف من الخارج وهي تضع يدها على قمة رأسها: إلحقني يا خالد..

إلتفت خالد ليركض إلي والدته التي كادت أن تسقط لكنه أسندها بذراعيه قائلًا بقلق: ماما مالك في إيه؟
لم تعد قادرة على فتح عينيها وتهاوي جسدها لتسقط من بين يديه وينقلع قلبه عليها وهو يهتف عاليًا: ماما!

بعد مرور ساعتان..
ظلت أروى تسير ذهابا وإيابا وهي تتصل مرارا وتكرارا على هاتف شقيقتها، ولكن دون جدوى فلقد وجدته مغلق، فتسرب القلق إلي قلبها، وهي تقول بتوتر: لا لا سهيلة فيها حاجة أنا لازم أروح اشوفها
فأسرعت نجاة تقول: تروحي فين بس يابنتي مش هينفع أنتي هتروحي البيت ده تاني يعني!

لم تبالي أروى بحديثها حيث أسرعت بفتح الخزانة لتخرج ملابسها وتشرع في إرتدائها وهي تقول بقلق بالغ: أنا لازم أطمن على سهيلة!

في فيلا زياد...
لاحظت دارين أن ماهيتاب تصر على موقفها وتحدث ذلك الشاب يوميا دون أن تبالي بنصائحها في البعد عنه، فحسمت دارين القرار وقررت أن تخبر زياد حتى يرجعها عن هذا الهلاك الذي ستوحل نفسها فيه!..
بالفعل ذهبت دارين إلي زياد الذي كان يقف في الشرفة يهاتف أمير في أمور العمل ويحتسي قهوته..
وقفت دارين إلي جواره حتى أنهي المكالمه، ثم نظر لها وقال بتساؤل: خير يا دودو في إيه؟

صمتت دارين في حيرة من أمرها هل تقول أم تصمت فإذا قالت ستغضب منها ماهيتاب وإن صمتت ستساعدها على الهلاك!.
ظلت صامته وهي تفرك كلتي يديها في بعضهما بتوتر، إلي أن قال زياد بقلق: في إيه يا دارين مالك؟
قالت دارين بخفوت: زياد أنا عاوزة أحكيلك على حاجة، بس أوعدني تتصرف بحكمة!
عقد زياد حاجبيه وقال بجدية: إتكلمي يا دارين على طول!

تابعت دارين وهي تزدرد ريقها: بص يا زياد بصراحة كده ماهيتاب بتكلم واحد على الانترنت وبتكلمه في التلفون، بالله عليك يا زياد ما تمد إيدك عليها أنا بس عاوزاك تمنعها عن الطريق ده بس من غير عنف
إتسعت عيني زياد ثم قال مشدوها: بتكلم ايه؟! يا نهارك مش فايت يا ماهيتاب!
أنهي جملته وراح يسير مسرعا في إتجاه غرفتها، لتهتف دارين بخوف: يا زياد الله يخليك براحة..

وصل زياد إلي غرفتها لفتح الباب ويدلف بحركة مفاجئة، فهبت ماهيتاب واقفة وقد سقط الهاتف من يدها بذعر، فصاح زياد بغضب: بتعملي ايه يا ماهيتاب؟
إزدردت ماهيتاب ريقها بخوف شديد وهي تنظر إلي دارين بعتاب، ثم قالت: بكلم واحدة صاحبتي..
إنحني زياد بجسده ثم جذب الهاتف ليضعه على آذنه ويستمع إلي الصوت الرجولي وهو يقول: ماهي في إيه يا حبيبتي؟
صر زياد على أسنانه وصاح بحدة: أنت مين ياض أنت وعايز منها إيه..؟

فما أن سمع صوته حتى أغلق الخط، ليقول زياد وهو ينظر إلي شقيقته بعدم تصديق: مين ده يا ماهيتاب؟ بتكلمي شباب في التلفون يا ماهيتاب!
صمتت ماهيتاب وهي تتراجع للخلف بذعر، فصاح زياد مجددا: إنطقي بدل ما أمد إيدي عليكي!
أومأت ماهيتاب رأسها وقالت بإرتجافة: ه هقولك هقولك!

خرجت أروى من غرفتها تركض، لتصطدم في أمير الذي كان يصعد الدرج، فنظر لها بإستغراب وهتف بجدية: في ايه مالك، وراحة فين؟
فردت عليه بإيجاز: راحة أشوف سهيلة أختي..
فقال بتجهم: راحة فين؟!
فتدخلت نجاة قائلة برجاء: عشان خاطري يا أمير خليها تطمن على أختها من بدري بتتصل بيها تلفونها مقفول..
فقال أمير بحدة: لأ طبعا إزاي تروح المكان ده تاني مستحيل طبعا.

هتفت أروى بضيق: لأ هروح دي أختي الوحيدة لازم أطمن عليها، أرجوك أوعي من طريقي، أنهت جملتها وبكت بهستيرية فإنها قلقلة للغاية وقلبها غير مُطمئنا بالمرة..!
تعجب أمير لحالتها فتنهد بعمق واردف بجدية: طيب يلا تعالي هاجي معاكي..
هبطت معه الدرج، وهي تدعي أن تكون شقيقتها بخير، لتستقل السيارة معه وتنطلق بهما..

في منزل السيدة نعمة..
إنتهي الطبيب من فحص السيدة نعمة، ثم قال بهدوء وهو ينظر إلي خالد: ، السكر إنخفض عندها جدا أدي لحالة إغماء وهبوط، زائد إن عندها نزلة برد شديدة لازمها بس راحة تامة مع العلاج الي كتبته ليها واكل صحي وهتبقي زي الفل
تنهد خالد بإرتياح وقال هادئا: الحمدلله، شكرا يا دكتور..
إبتسم الطبيب وتحرك إلي الخارج وإتبعه خالد حتى خرج من المنزل، ليعود قائلًا: هروح أجيب العلاج يا سلمي وجاي..

أومأت سلمي برأسها، فخرج خالد، لتمسح سلمي على رأس نعمة وهي تقول بإبتسامة: ألف سلامة عليكي يا طنط نعمة ربنا يشفيكي يا حبيبتي
إبتسمت نعمة بإرهاق لتقول بخفوت: الله يسلمك ويكرمك يا سلمي، شكرا يا بنتي على تعبك
قالت سلمي: شكرا على إيه ده واجبي يا طنط نعمة، المهم نامي إنتي وإرتاحي وأنا هقوم أعملك حاجة خفيفة تاكليها، أنهت كلامها ونهضت متجهه إلي المطبخ..

في غرفة وكيل النيابة بمخفر الشرطة...
نظر إلي تقارير الطب الشرعي التي نتجت بعد أن تم الكشف على جميع الفتيات..
تمعن النظر فيهم حتى آتي في يده تقرير سهيلة، فعقد حاجبيه بإستغراب، وهتف مناديا بحزم: يا عسكري!
دلف له العسكري فورًا وهو يقول مؤديا التحية العسكرية: تمام يا فندم
فقال بجدية: بلغ الرائد سليم إني عاوزه!
أومأ العسكري برأسه وخرج من مكتبه..

ليدلف بعد قليل الرائد سليم محمد كارم حيث وقف أمامه قائلًا بخشونه: خير يا مجدي بيه
فأردف مجدي بتعجب: شوف التقرير ده كده، في بنت من الي جم هنا لسه عذراء تماما..!
أخذ سليم منه التقرير ونظر إليه ليقول بجدية: فعلا، غريبة!
أردف بلهجة رسمية: شوفلي الموضوع ده وإستعلم عن البنت دي، دي الوحيدة الي الطب الشرعي أثبت إنها عذراء!

أومأ سليم برأسه وخرج من المكتب ذاهبا إلي مكتبه، وكاد أن يُنادي على العسكري إلا أنه آتاه إتصال فجأة جعله ينشغل عن هذا الآمر حاليا..

أغلق العسكري باب مكتب الضابط حاتم بعد أن ترك معه سهيلة التي وقفت ترتجف وهي تري نظرات حاتم المفترسة لها، وإبتسامة جائعة لاحت على ثغره، فنهض عن كرسيه مُقتربا منها بخطوات متمهلة إلي أن وقف أمامها وهو يضيق عينيه متمعنا في قسمات وجهها الحزين، إتسعت إبتسامته الجائعة وهو يرفع يده ليفك طرحة إسدالها لكنها دفعته وحاولت أن تركض ف جذبها من خصرها رافعا إياها عن الأرض فصرخت بإهتياج لينزلها ويدفعها بقوة فإلتصق ظهرها بالحائط، حاول تقبيلها لكنها جاهدت بكل ما أوتيت من قوة فالذي حافظت عليه لسنوات من المستحيل أن يأخذه أحدٍ منها الآن إذا فلتأخذ روحي أولا..!

صر حاتم على أسنانه وكتم فمها بيده وراح يرفعها مجددا عن الأرض ليلقي بها على الأريكة الصغيرة الموجودة داخل المكتب، حاولت النهوض وهي تقاومه بشراسه، صفعها مرة بعد أخري عدة صفعات متتالية لكنها لم تستسلم وظلت تقاومه بإرهاق حتى شعرت بالضياع فإذا أخذ مراده سيتبقي منها حُطام أنثي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة