قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال كاملة الفصل الرابع عشر

رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال كاملة

رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال الفصل الرابع عشر

بعد ان بدلت دهب ملابسها، لم تجد امها فبحثت عنها في كل مكان ولم تجدها، فارتدت الخف المنزلي وفتحت الباب لتنزل الشارع وما ان فتحت الباب وجدتها تخرج من شقه عامر، اصابتها الصدمه ولكنها لم تحرج امها امامه وصمتت حتي تتحدث معها في الشقه وعندما دخلت قالت لها بحده: ممكن تفهميني انتي كنتي عند الراجل ده بتعملي ايه وفي وقت زي ده.

ردت عليها متلجلجه: والله يابنتي ماعملت حاجه.. ده انا كنت عامله صنيه بسبوسه ومكلتش منها غير حته فقولت خساره الباقي يبوظ.
ردت بعدم اقتناع: طيب عملتي ليه بسبوسه من الاساس طالما مش هتاكلي منها وهتشحتيها.
حنان: يوووه هو تحقيق كان نفسي فيها وخلاص ومكلتش كتير عشان بطني وجعتني فجأه.
دهب: لا يا امي مش تحقيق ولا حاجه انا بس بسأل، علي العموم تصبحي علي خير عشان عندي شغل بدري.
تنهدت حنان بارتياح وقالت: وانتي من اهله الخير يا قلب امك.

في صباح اليوم التالي.
ذهبت دهب الي عملها كالمعتاد ولكنها كانت في مزاج سئ بسبب ماحدث لها بالامس فبعد ان اصبحت في كامل اناقتها وارتدت فستان سواريه للمره الاولي في عمرها تأتي انسانه حقوده بكل حقد تقطعه لها هكذا وما زاد الامر سوءا مظهرها امام سليم... دخلت الي المكتب وطلبت كوب من الليمون ليهدئ اعصابها قليلا ومارست عملها... وفي منتصف النهار اتت امرأه ثلاثينيه ومعها طفله جميله يبدو عليها من اصحاب متلازمه داون وقالت لها: لو سمحت انا كنت محتاجه استاذ سليم في موضوع مهم جدا هل ينفع ادخله النهارده ولا لا.

ردت دهب بابتسامه: حتي لو مش هينفع انا هدخلك يامدام ولاء، واخبار بنوتك العسل دي ايه.
ولاء: اهو الحمد لله تمام.
اخرجت دهب من حقيبتها واحده من الشيكولاته واعطتها للطفله وقالت: اتفضلي ياقمر.
اخذتها الطفله بلهفه وهي مبتسمه فنظرت لها امها بضيق وقالت: مش نقول شكرا يانور.
نظرت الطفله الي دهب وقالت: شكرا يا طنط.
قبلتها دهب من وجنتها بقوه وقالت: العفو ياعيون طنط.

واثناء ذلك الحديث هبت نسرين ووقفت امامها وقالت بعصبيه: سليم فاضي دلوقتي ادخله.
ردت بكل هدوء وهي مبتسمه: لا مش فاضي للاسف وكمان بعد مايخرج اللي جوا هدخل مدام ولاء وبعدين هبقي اقوله انك هنا.
نسرين: لا انتي زودتيها اوي، انتي ازاي تكلميني بالطريقه دي انتي مش عارفه انا مين واقدر اعمل فيكي ايه.
ردت ضاحكه: لا عارفه تقدري تعملي ايه، بس علي فكره مردودالك اصل انا مش بسيب حقي ابدا حتي لو بعد حين.
نسرين: اووووف انا غلطانه اني كلمتك اصلا انا هدخله علي طول.

سارت نسرين مهروله للمكتب لتفتحه ولكن دهب ركضت ورائها بسرعه ومنعتها وهتفت: بقولك مش هينفع انتي داخله عماره من غير بواب.
مسكتها نسرين من زراعها واسقطتها ارضا بقوه حتي ان دهب صرخت بقوه وقالت: الله يخربيتك انتي بتاكلي ايه.
عندما سمع سليم الصراخ من الخارج خرج بسرعه اليهم ووجد دهب ملقاه علي الارض فمد لها يده وساعدها علي الوقوف وقال بقلق: ايه اللي وقعك كده.
ردت دهب متألمه وهي ممسكه بظهرها: لا ابدا تريلا زقتني ووقعتني في الارض.

ردت نسرين بعصبيه: انا تريلا ياحيوانه.
نظر اليها سليم بحده وقال: انتي وقعتيها في الارض ليه.
ردت بحنق: ياحبيبي مكنتش اقصد هي عايزه تمنعني اني ادخلك وعايزاني استني لما كل اللي في المكتب يمشوا كمان.
زفر بضيق وقال: قدامك حلين لو عايزه تدخليلي، اولا هتعتزري لدهب لانها معملتش اكتر من شغلها وكمان هتستني زي ماهي قالت.
نسرين: طيب والحل التاني؟؟.

سليم: الحل التاني انك تروحي ومتجليش المكتب تاني ولو عايزه تشوفيني يبقي بره مش هنا.
جزت علي اسنانها وقالت بابتسامه مصطنعه: انا اسفه يا دهب هانم.
ردت دهب بضيق: العفو ياحبيبتي.
نسرين: وهستناك.
سليم: طيب.
دخل سليم مره اخري وتركهم، اما نسرين فقالت لها بتعالي: اعمليلي اسبريسو وتشيز كيك.

لم تنظر لها دهب ونظرت في اوراقها التي بيدها وقالت ببرود: اطلبي من الساعي انا مش بعمل غير لسليم وبس بحكم اني سكرتيرته وكده لكن هو متفقش معايا خالص عليكي.
ضربت نسرين الارض بقدمها وقالت: بقي كده.
دهب: اه كده واتفضلي بقي سكه كده، عشان انتي معطلاني جدا.

بعد ان طلبت نسرين من الساعي جلست في زاويه بعيده عن دهب وظلت تغرز شوكتها في التشيز كيك بقوه وتأكل وهي تنظر الي دهب بغل شديد وبعد دقيقه وجدت الطفله وضعت اصبعها فيما تأكله وتلعقه بكل تلذذ وهي تضحك ضحكه طفوليه محببه وعندما رأت نسرين ذلك شعرت بالقرف الشديد وقالت: ايه القرف ده اوعي كده.

ثم ازاحتها من امامها كالذبابه ورمت مافي الطبق في سله المهملات وعندما رأت والده الطفله ذلك بكت بقوه واخذت ابنتها تنوي الرحيل.
فجاءت دهب اليها مسرعه قبل ان ترحل وقالت لاهثه: لا لا متزعليش ارجوكي سليم بيه لو عرف انك مشيتي هيضايق جدا وممكن يجازيني يرضيكي كده.
مسحت المرأه دموعها وقالت: لا ميرضنيش بس مش عايزه اضايق حد.

ردت دهب بسرعه وقالت بصوت منحفض: لا تضايقي مين، قصدك نسرين هسهس دي اصلا لاسعه و وواخده شهاده معامله اطفال وسليم بيه قلبه كبير وخطبها شفقه مش اكتر... تعالي تعالي انتي بس وانا هدخلك بعد اللي جوا علي طول.
تنهدت ولاء بارتياح وقالت: طيب هقعد وامري لله.

بعد ساعات قليله انتهت ساعات العمل المرهقه جدا فتركت دهب قلمها ومطت زراعيها وقالت بنعومه: امممم.
خرج سليم وعندما رأها هكذا ابتسم وقال: كملي كملي حاسس اني قاطعتك.
انزلت زراعيها بسرعه وقالت وهي تشعر بالاحراج: اصل اليوم كان مرهق اوي.
رد ضاحكا: اه فعلا خصوصا الصراعات الداخليه بينك انتي ونسرين.
دهب: والله انا مش بعملها حاجه هي اللي دايما بتجر شكلي.

سليم: عارف، المهم يلا عشان اوصلك.
دهب: لا شكرا انا هروح لوحدي.
نظر اليها بتفحص وقال: لا ازاي بعد ما التريلا وقعتك لازم اروحك.
ردت دهب ضاحكه: خلاص ماشي.
ركبت معه سيارته وبعد دقائق وصلا ونزلت دهب لتنتظر المصعد ولكنه لم ينزل كالامس فقال لها سليم: يلا يلا شكله لسه متعملوش صيانه.
تنهدت باستسلام وقالت: يلا.

صعدا سويا وعندما وصلا الي شقتها سمعت صوت ضحكه رقيعه ومن امها وليس في شقتها انما في شقه والد سليم فعندما سمعت ذلك دقت علي الباب بعنف وقالت: افتحوا بسرعه لحسن والله هكسر الباب.
رد سليم ضاحكا: وده هتكسريه ازاي انشاء الله.
قبل ان ترد وجدت والد سليم فتح الباب وحمم قائلا: اتفضلي يادهب يابنتي.
وضعت يدها علي جبهتها وقالت بحده: بنتك مين ياحج، انا عايزه اعرف ايه اللي بيحصل بالظبط.
عامر: طيب ممكن تدخلي ونتفاهم جوا.

دخل كل من سليم ودهب فوجه عامر حديثه اليها وقال: الموضوع مش زي مانتي فاكره، انا عاوز اطلب ايد الست والدتك.
نظرت حنان الي بخجل وابتسمت ثم نظرت للاسفل، امادهب فقالت بعصبيه: تطلب ايد مين ياحج عامر امي عندها ٥٠ سنه يعني خلاص شكرا.
نظرت اليها حنان بحنق شديد وقالت: هما ٤٨ بس.

عامر: والله امك اللي يشوفها يقول اصغر منك اصلا بس انا هريحك انا عاوزها حتي لو عجوزه وسنانها بتقع لاني بحبها جدا ومقدرش استغني عنها.
دهب: نعم حب ايه اللي انت جاي تقول عليه، احنا جايين هنا مكملناش شهر حتي ازاي لحقتوا تحبوا ف بعض.
رد عامر متأثرا: قلوبنا اتلاقت وده كان صعب اني احب بعد وفاه ام سليم بس والدتك خطفت قلبي من اول نظره.
وضعت دهب يدها علي قلبها وقالت وهي مغمضه العينين: لا كده كتير ده كابوس اكيد.

ثم نظرت الي امها وقالت: وانتي موافقه علي الكلام ده.
ردت مبتسمه بخجل وقالت: اللي تشوفيه يا دهب لو مش عايزه خلاص انا كمان مش هوافق.
دهب: لا وارفض ليه وافرق قلوب عصافير الجنه ليه.
ثم تابعت حديثها ووجهته لسليم قائله: وحضرتك رأيك ايه في الموضوع ده يا استاذ سليم.
رد مبتسما: انا موافق طبعا، مش معقول هرفض السعاده ليهم.
دهب: اه طيب انا كمان موافقه، ماهو مش معقول احرمهم من بعض ياحرام... بس بشرط.
رد عامر بسرعه: وانا موافق.
سليم: شرط ايه انشاء الله.

دهب: هعيش معاهم طبعا، بس كرما مني هسيبهم اسبوع.
سليم: مفيش داعي لده طالما الشقتين قصاد بعض.
دهب والله ده شرطي وشكلكم مش موافقين يلا ياماما.
قامت حنان مع ابنتها وقبل ان تخرج رد عامر بلهفه وانا موافق.. بس ياريت من بكره.
دهب: بكره ازاي لا طبعا صعب.
قالت حنان بلهفه: ممكن اسبوع.
عامر: بعد اسبوع طالما انتي حابه كده.

اخذت دهب امها وسارت بها مهروله الي شقتهما... اما سليم بعد خروجهما ظل يضحك بهيستريه.
وقال: انت استاذ مكنتش فاكرك كده، لا وايه عملي فيها عايش علي ذكري امي والجو ده.
عامر: ماهي دي الحقيقه بس القلب له احكام.
رد مبتسما: صح عندك حق.

اغلقت دهب الباب بقوه وقالت بعصبيه: عايزه تجبيلي جوز ام بعد العمر ده كله ياحنان.
ردت بضيق: جوز ام ايه ياشحطه ده انتي بقيتي طولي... وعلي العموم خلاص هرفضه طالما انتي رافضه اوي كده.
دخلت حنان الغرفه وظلت تبكي بحرقه وعندما رأت دهب ذلك رق قلبها فقالت: خلاص ياحنان حقك عليا، ماهو انا برضه من حقي استغرب خصوصا انك لما كنا عايشين في بيتنا القديم كنتي بترفضي اي حد يتقدم.

ردت بشهقه بسيطه: عشان كنتي صغيره وكنت خايفه عليكي.
دهب: طيب افتحي خلاص بقي ماتبقيش رخمه.
فتحت الباب وعندما فعلت ذلك اخذتها دهب في حضنها وربتت علي ظهرها بحنان وقالت ضاحكه: خلاص بقي ياحنون مش معقول كده كل ده عشان ابو سليم.
ضحكت الاخري وقالت: اه.

بعد مرور اسبوع... يوم زفاف عامر وحنان تحديدا الساعه السابعه صباحا سمعت دهب صوت الباب يدق بقوه ففتحت علي عجله حيث كانت ترتدي جلباب قطني منخفض الكتفين وقالت بصوت ناعس: ايه كل ده هو في زلزال ولا ايه.
رد عليها بضيق: انتي ازاي تفتحي الباب بالشكل ده.
دهب: والله انت اللي خبطت جامد وانا قولت اكيد مصيبه.
قبل ان يرد عليها جاءت حنان وقالت له: اتفضل ياحبيبي واقف كده ليه.

سليم: لا شكرا عشان مستعجل، الفساتين دي عشانك انتي ودهب ولو حابه تروحي من دلوقتي بيوتي سنتر هوديكي فورا.
زمت دهب شفتيها واخذت منه الشنط وقالت: لا شكرا انا اللي هعملها شعرها والميك اب.
سليم: طيب علي راحتكم المهم تكونوا جاهزين علي ٦مساءا.
حنان: طيب يابني.
بعد ان خرج واغلقت دهب الباب قالت: تعالي نشوف جايبين ايه.

عندما فتحوا الشنط اندهشا من كثره جمال الفساتين حيث كان فستان حنان ابيض ساده وطويلا وباكمام من نفس الخامه ومعه جزمه بيضاء بكعب قصير... اما فستان دهب فقد كان احمر اللون الجزء الاعلي منه مكون من الدانتيل والشيفون وكذلك الاكمام واما الجزء الاسفل فكان مكون من مجموعه من طبقات التل ومعه حذاء مفتوح بشكل انثوي للغايه... ومعهم عطر ذو رائحه نفاذه.

فقالت حنان وهي مبتسمه: والله بيفهم سليم ده الفساتين روعه.
دهب: مش شرط ممكن يكون زوق ابوه.
حنان: جايز برضه، المهم انا عايزاكي تظبطيني النهارده.
دهب: من عنيا سيبيلي نفسك خالص.
حنان: طيب.

قامت دهب بتجهيز امها علي اكمل وجه وكأنها عروس صغيره وصنعت لها ابسط الاشياء فظهرت جميله للغايه... وايضا صنعت لنفسها مكياج بسيط وجعلت شعرها مموج وصنعت به تسريحه انثويه عفويه وبعد وقت قصير دق علي بابهم عامر وولده سليم... فخرجت اليهم دهب واطلقت زغروده مرتفعه وقالت: اخرجي ياعروسه.

وضع عامر يده في يدها وهو يضحك بسعاده ومال علي اذنها وقال: مبروك ياعروسه.
نظرت اليه بخجل وهي مبتسمه وقالت: الله يبارك فيك يا عامر.
عامر: الله اسمي طالع منك سكر.
ردت دهب: هنفضل واقفين كده كتير.
عامر: لا يلا بينا.

ركبوا السياره معا فكان سليم مكان السائق ودهب بجانبه وكانا عامر وحنان بالخلف.. ذهبوا الي احدي المطاعم التي علي النيل بعد اتمام زواجهم وبعد ساعات قليله عادوا الي المنزل... بدلت دهب ملابسها ودخلت الشرفه وكانت تبكي بشده فقد شعرت بالوحده والبروده معا وقالت بصوت مرتفع قليلا: بقي كده ياحنان هنت عليكي.

وظلت تولول قليلا وتبكي وبجانبها علبه مناديل كبيره.. وبعد دقائق هاتفها سليم فردت عليه بصوت باكي: الو.
رد عليها بضيق: بتعيطي ليه دلوقتي؟؟.
دهب: اصل اول ليله ابات فيها من غيرها فالموضوع صعب جدا.
سليم: طيب البسي وانزلي هتلاقيني مستنيكي في العربيه.
دهب: هنروح فين دلوقتي.
سليم: اي حته حتي لو هنلف بالعربيه.
دهب: طيب خمس دقايق واكون تحت.

وبعد ان نزلت وركبت معه ادار العربيه الي طريق غير محدد وقال لها: انا مش فاهم كل ده ليه ده اسبوع يعني مش قصه لكل اللي انت عملاه ده.
دهب: معزور ما انت لو كنت مكاني وامك اللي سبتك واتجوزت كنت حسيت نفس احساسي.
رد عليها وهو ناظرا امامه: عندك حق.
ردت بسرعه: انا اسفه مكنتش اقصد قولت كده من غير تفكير.
سليم: لا ولايهمك.

وبعد ان سارا كثيرا بالسياره ومعظم الاماكن مغلقه جلسا علي كورنيش النيل علي احدي المقاعد العامه وقال لها: ايه رأيك هنقعد شويه ونروح.
دهب: طيب.
وبعد القليل من الوقت سار بجانبهم عربه حمص الشام فقال لها: تحبي اجبلك.
دهب: اه ياريت وخليه يكتر الشطه.
رد ضاحكا: ماشي.

وبعد ان طلب لهما معا جلس بجانبها وقال: انتي بقي بتحبي الشطه اوي كده.
ردت بدموع وهي تشرب: لا ده حداد عشان هبات لوحدي النهارده.
رد مبتسما: منطق برضه.
ظلا الاثنان يحكي كل منهما عن حاله لوقت طويل حتي انهما لم يشعرا بمرور الوقت وغفت دهب علي احدي كتفي سليم حتي اشرقت الشمس عليهما.

استيقظت سما من نومها ونظرت الي الساعه في الهاتف وجدتها الساعه الثامنه فقامت بسرعه لتوقظ فارس حتي لا يتأخر عن عمله فقامت بتحريك يده برفق عده مرات وقالت: فارس قوم بقي هتتأخر علي شغلك.
قام فارس منتفضا وقال بقلق: ايه مالك في حاجه حصلت.
وضعت يدها علي وجهه وقالت ضاحكه: انت حلمت بكابوس ولا ايه.
رد بصوت ناعس: حاجه زي كده، المهم انا هقوم بقي عشان اتأخرت علي شغلي.
ردت بسرعه: لا البس عقبال ما احضرلك الفطار.

قام من السرير وقبلها من وجنتها قبله سريعه وقال مبتسما: طيب ياحبيبتي.
بعد القليل من الوقت دخلت اليه لتخبره انها احضرت الفطور فوجدته يغلق زر احد الاكمام فنظرت مستاءه الي القميص حيث كان يبرز عضلات صدره فقالت له: فارس القميص ده وحش اوي عليك البس الابيض احلي.
لاحظ فارس نظرتها فقال وهو مبتسما: ازاي يعني انا لبسته كتير وعمرك ماقولتيلي كده.
ردت بضيق: اكيد مكنتش باخد بالي، بس علي العموم براحتك، والفطار جاهز بره.

اقترب منها وقال لها وهو ينظر في عينيها: لا وانا ميرضنيش ازعلك.. هتيلي اللي انتي عايزاني البسه.
ردت بحماسه: حاضر ثواني وهجيبه.
بعد ان احضرته له قالت: اتفضل بقي البسه وانا هستناك بره.
فارس: لا انا مش قادر البس تاني ساعديني حتي في انك تقفلي الزراير.
ردت بتردد: طيب.
اغلقت سما باصابع مرتعشه القميص وقالت له: كده كويس.

نظر الي القميص فوجدها زررته بالخطأ زر مكان الاخر فقال ضاحكا: بصراحه كويس اوي حتي شوفي كده.
نظرت اليها بدقه فوضعت يدها علي فمها وشهقت قائله: يلهوي انا مش عارفه حصل كده ازاي؟!.. اعمله انت بقي.
رد ضاحكا: طيب ياستي هعمله لنفسي.
ثم نظر لها غامزا بعينيه وقال: بس مكنتش اعرف انك بتغيري كده.
سما: انا اغير! لا طبعا ده فعلا كان وحش عليك جدا.
تنهد وقال: طيب يلا ياحبيبتي نفطر سوا قبل ما انزل عشان اتأخرت جدا.
سما: ماشي.

بعد ان تناولا الافطار معا ذهب فارس الي عمله ورحب به زملائه بشده وباركوا له علي زواجه وفي وقت الاستراحه اتت اليه فتاه حسناء شعرها اسود وعينيها بنيه اللون وقالت له وهي مبتسمه بتصنع: مبروك ياعريس مش كنت تعزمني برضه ولا كان لازم اعرف زي الغريب كده.
فارس: مكنتش مرتب للموضوع وجي مفاجئ وبعدين انا معزمتش كل اصحابي في الشغل مش انتي بس يعني.
ردت بحنق: وهو انا حد يافارس ولاناسي ان كان في مشروع ارتباط بينا وانت خليت بيا.

قام من مكانه وقال لها بحده: بقولك ايه يا ميار اللي كان بينا مجرد اعجاب في مرحله معينه وانتهي وانا موعدتكيش باي شئ عشان تقولي الكلام ده.
ميار: ماشي يافارس انا هعتبر الماضي انتهي عادي مفيش مشكله، بس مش هتعرفنا بقي علي مراتك ولا خايف عليها من الحسد.
فارس: اكيد هعرفك عليها وقريب هعمل عزومه ليكم كلكم عندي كمان.
ميار: طيب يافارس، انا هروح اكمل شغلي بقي.
فارس: اتفضلي.

بعد ان ذهبت جاء زميله في العمل ادهم وقال له: ايه يابني مالك مكشر كده فيه ايه.
فارس: لا ابدا ميار جايه تقولي اللي كان بينا علي اساس اصلا كان بينا حاجه.
رد ضاحكا: انت علي نياتك يافارس انت مش عارف انها كان عينها منك من ايام الكليه وحطاك في دماغها وانت بصراحه كنت بتقعد معاها كتير وتتقابلوا حتي بعد الكليه.

رد فارس بضيق: ايوه بس ده كان مجرد تعارف واعجاب علاقتنا عمرها ما اتطورت عن كده.
ادهم: ده بالنسبالك مش بالنسبه لها.
فارس: والله ده شئ يخصها، المهم سيبك من المواضيع التافهه دي وخلينا في شغلنا.
ادهم: علي رأيك يلا نكمل.

بعد ان انتهي فارس من عمله عاد الي المنزل فوجد سما في انتظاره وقالت له: حمد الله علي السلامه، اتأخرت اوي.
فارس: غصب عني عقبال ما خلصت والطريق كمان كان زحمه.
سما: ولا يهمك، علي العموم ادخل خد شاور عقبال ما احضرلك الغدا.
فارس: طيب ياحبيبتي.

وبعد انتهي فارس من الاستحمام وارتدي ملابسه خرج اليها وجلس علي الطاوله ليتناولا الطعام معا.
فقالت له سما بتردد: فارس انا عايزه اشتغل.
رد عليها باندهاش: تشتغلي ليه؟!.
سما: عادي يعني، فراغ وكده.
فارس: طيب انتي كنتي بتدرسي تجاره يعني تشتغلي في الحسابات وكده، معاكي اي لغات؟!

سما: بصراحه بعد الدراسه ما انتهت وانا مش فاكره غير شويه انجليزي والفرنسي بسيط اوي.
فارس: طيب انا معنديش مانع انك تشتغلي وانا كمان هساعدك في اللغات كمان هاتي اي كتب ليها علاقه باللغات دلوقتي وهنبدأ من النهارده.
قفزت سما من مكانها وجاءت اليه وحضنته وهي تضحك قائله: ربنا يخليك ليا يارب.
قبل باطن يدها وقال مبتسما: ويخليكي ليا ياحبيبتي.

سما: طيب انا هحضر اتنين نسكافيه واجيب الورق وانت استناني في اوضتنا وانا هجيلك.
وبعد ان احضرت الكوبين دخلت سما ووضعتهما علي المكتب.
وقالت: انا جاهزه.
جلس فارس بجانبها ثم حملها علي حين غره ووضعها علي ساقيه وقال: كده احسن عشان اعرف اركز وانا بشرحلك.
ردت بتوتر وهي تشعر بالخجل: بس انا مش مرتاحه كده.
فارس: بس انا مرتاح كده، والاهسيبك وهقوم.
ردت بسرعه: لا لا خلاص بس اشرح براحه عشان حاسه اني ناسيه كل حاجه.
فارس: طيب.

ظل فارس يشرح لها مرارا وتكرارا وهي يبدو انها شارده بعض الشئ، فضربها علي اصابعها وقال: ركزي شويه.
اتسعت عيناها وقالت بحده: ايه اللي انت عملته ده.
عاود مافعله مره اخري وقال مبتسما: عملت كده.
هبت من مكانها بسرعه وابتعدت عنه بمسافه وقالت: والله! وعملت كده ليه؟؟.
رد ببساطه: عشان عمال بشرح لنفسي من الصبح وانتي مش مركزه ياهانم.
ردت بضيق: خلاص يافارس شكرا مش عاوزه انا هراجع بنفسي.
فارس: علي راحتك انتي اللي خسرانه.
سما: معلش بقي مليش في الطيب نصيب.
فارس: فعلا.

بعد الكثير من المنوشات معا، سمعا جرس الباب يدق وعندما فتح وجدها والدته فقال لها: حمد الله علي السلامه يا امي.
صفيه: الله يسلمك ياحبيبي.
شعرت سما بالصدمه من وصول خالتها المبكر ولكنها كتمت شعورها بداخلها وقالت بخفوت: حمد الله علي السلامه ياخالتي.
صفيه: اللي يسلمك.
وبعد ان جلست معهم وقت قصير ذهبت لتنام وهما ايضا... وبعد ان وضعت سما جسدها علي السرير جفاها النوم وظلت تتقلب يمينا.
ويسارا فقال لها فارس: مش عارفه تنامي ولا ايه؟
سما: اه.

جلس بجانبها علي السرير ووضع يده في شعرها وظل يعبث في خصلاتها فقالت ضاحكه: انت لسه فاكر.
رد مبتسما: طبعا، لما كنتي لسه جايه تعيشي عندنا ومكنتيش بتنامي غير كده.
سما: اه فعلا كان زي السحر.
وبعد وقت قصير نامت سما بسهوله اما هو فقد سهر طويلا ثم نام علي الاريكه كالعاده.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة