قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال كاملة الفصل الخامس عشر

رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال كاملة

رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال الفصل الخامس عشر

عند شروق الشمس استيقظ سليم عند سماعه صوت العصافير ففتح عينيه وجد دهب مستغرقه في النوم علي احدي كتفيه فهزها برفق قائلا: دهب... دهب.
ردت بصوت ناعس وهي مغمضه العينين: لا مش هقوم ياحنان واقفلي النور بقي.
رد ضاحكا: للاسف انا سليم مش حنان.

فتحت نصف عين ووجدت ضوء شديد وحينما دققت النظر انتفضت مفزوعه وقالت: يانهار ازرق ده احنا شكلنا نمنا هنا، زمان ماما قالبه عليا الدنيا.
رد مبتسما: لا متقلقيش طالما مع ابويا تبقي اكيد نسيت ان عندها بنت اصلا.
ردت بضيق: جايز برضه.. المهم هي الساعه كام دلوقتي.
نظر الي ساعته وقال: الساعه لسه سته يعني ممكن نروح ننام شويه وبعدين ننزل.
دهب بابتسامه مزيفه: لا احنا هنروح نجبلهم حلويات وكحك وبسكويت، مش النهارده صباحيه عصافير الجنه ولا انت ناسي.
سليم: لا مش ناسي خلاص يلا.
دهب: يلا.

بعد وقت قصير قاما بشراء كل ماقالت عليه دهب ودفع حساب ذلك توجه سليم بسيارته الي المنزل وعندما نزلا قال لها: طيب هو مش الوقت لسه بدري عشان ندخلهم دلوقتي.
دهب: لا مش بدري انا يدوبك بعدها هلبس عشان الشغل.
سليم: طيب زي ماتحبي.

صعدا سويا ودقت دهب عده مرات ولكن لم يرد احد فقال لها سليم: خلاص يابنتي ادخلي شقتك ونبقي نروحلهم بعد الشغل.
ردت بحنق: لا لو عايز تتطلع انت اتفضل انا مش همشي.
ظلا يتشاجران امام الباب حتي فتح عامر الباب وقال بضيق: في حد يصحي حد بدري كده.
اشار سليم علي دهب وهو مبتسما... وعندما فهم عامر ذلك رحب بهما بشده ثم دخل ليوقظ حنان وفي اثناء ذلك قال لها سليم: تعرفي ان احنا شكلنا بايخ جدا.
ردت بلامبالاه: لا ولا بايخ ولاحاجه.

خرجت حنان وهي مبتسمه بخجل ومرتديه احدي العباءات ذات الطراز المغربي ومطلقه لشعرها العنان... وجلست معهم وجلسوا يتسامرون في اشياء كثيره حتي قال سليم: طيب نستأذن احنا بقي عشان منتأخرش.
عامر: ليه خليكوا شويه.
غمز له سليم وقال: المره اللي جايه.

ثم بعد ذلك اخذ دهب وخرجا وصعد الي شقته ودخلت هي الي شقتها وارتدت ملابس العمل وذهبت مهروله الي عملها.. وبعد ان وصلت الي مكتبها اخرجت كيس المقرمشات الذي احضرته في طريقها وجلست ووضعت قدمها للاعلي علي مكتبها وقامت بمكالمه هاتفيه اثناء اكله بصديقتها (نوجه) وقالت لها: صباح الخير يابطه كل ده نوم.

نوجه: يابنتي لسه الوقت بدري اصلا، المهم انتي في البيت صح.
دهب: لا مش في البيت روحت الشغل.
نوجه: ازاي يابنتي! انتي مش كان فرح امك امبارح.
دهب: اه وده ايه علاقته بيا، انا شغلي زي ماهو مفيش اجازه.
نوجه: انتي مش قولتيلي ان امك اتجوزت ابو صاحب الشغل اللي عندك، المفروض كنتي تاخدي اجازه.

دهب: يابنتي حتي لو اخدت اجازه هعمل بيها ايه، مانا هقعد في البيت ونفسيتي هتتعب اكتر... المهم انا هعدي عليكي النهارده.
نوجه: تنوري ياقلبي.
وما ان قالت اخر كلمه وجدت سليم يصرخ عليها: دهب انتي ايه اللي مقعدك كده... وكمان بتاكلي في الشغل.
قامت من مكانها منتفضه وقالت: خضتني ياسليم... حرام عليك.
سليم: وبقيت سليم كده حاف... امال فين استاذ وحضرتك اللي كنتي فلقاني بيهم دايما.
ردت مبتسمه: هو انا مقولتلكش.
سليم: لا مقولتليش.

دهب: بما انك ابن جوز امي.. فانت كده في مقام اخويا، فتلقائي كده هقولك ياسليم يعني.
اقترب منها ومسكها من زراعها وقال باستياء: ابن جوز امك!! واخوكي!!!.
اخوكي ده اللي هو ازاي يعني.
سحبت زراعها منه وردت: عادي زي الناس طالما ابوك اتجوز امي يبقي ابوك ابويا... وامي امك.
سليم: طيب الهبل ده انسيه خالص.. واعمليلي قهوتي ودخليهالي بنفسك متبعتهاش مع حد.
دهب: طيب.

بعد ان صنعت القهوه دخلت اليه ووضعتها امامه وعندما ارادت الخروج امسكها من معصمها وقال بصوت مبحوح وهي ينظر الي عينيها: احنا النهارده خارجين انا ونسرين ايه رأيك لو تيجي معانا.
خفق قلبها بقوه من اثر ملامسته لها ولكنها قالت بخفوت: لا مش هينفع انا هقعد في البيت النهارده.
سليم: هتقعدي تعملي ايه؟... تعالي واوعدك هتنبسطي.
ردت بتردد: مش عارفه بقي هشوف وهقولك.

حمحم ليستعيد صوته الاجش وقال: طيب روحي انتي علي مكتبك... واه نسيت اقولك نسرين جايه بلاش بقي تتخانقوا سوا زي كل مره.
ردت بعدم تصديق: انا اللي بتخانق ده هي اللي بتجر شكلي.
رد مبتسما: عارف بس برضه ياريت تتفاديها.
دهب: هحاول.

بعد اندماج دهب في العمل جاءت نسرين ودخلت الي سليم وجلست معه وقت قصير ثم خرجت الي دهب وقالت لها وهي مبتسمه ابتسامه خبيثه: سليم قالي انك احتمال تروحي معانا النهارده نتعشي سوا بالليل.. بس ازاي هتروحي كده لوحدك اكيد هتبقي عزول وشكلك وحش اوي.
ردت دهب مبتسمه بهدوء عكس مابداخلها: ومين قالك ياحبيبتي اني هروح لوحدي.. هروح وخطيبي معايا كمان.
نسرين: نعم خطيب مين وازاي؟! ده انتي حتي مش لابسه دبله تثبت.

دهب: مش شرط اكون لابساها، هي ضيقه بس شويه وانا هظبطها والبسها عادي.
نسرين: علي العموم ابقي هاتيه اتفرج عليه واشوفه لايق عليكي ولا لا.
ردت بسرعه: لا يا حبيبتي انا خطيبي مش فرجه انا هروح عشان اغير جو مش اكتر ده لو روحت اصلا.
نسرين: اوكي.

بعد ان انجزت دهب عملها ذهبت الي صديقتها بسرعه دون حتي ان تنتظر لتقول سليم انها انتهت من عملها ودقت علي باب شقه نوجه بعنف حتي فتحت.
دهب: ايه يابنتي مفتحتيش بسرعه ليه.
نوجه: انتي اللي مسروعه انا فتحت من اول ما خبطتي.
دهب: طيب مش مهم، حد عندك.

نوجه: لا مفيش غير هاني ابن خالتي مع ماما في البلكونه.
دهب: طيب تعالي ندخل الاوضه عايزاكي في حاجه ضروري.
وبعد ان دخلا وجلسا علي السرير قالت: الزفته خطيبه سليم استفزتني وقولنا كلام كتير.. المهم انه في اخره قولتلها اني هروح معاهم ومعايا خطيبي كمان.
نوجه: يلهوي وانتي ازاي تعملي كده.

دهب: مش عارفه... مش عارفه، المهم دلوقتي اتصرف ازاي.
نوجه: بسيطه اتحججي باي حجه ومتروحيش وبعد كده قولي انك فركشتي.
دهب: لا انا عايزه اغيظ سليم زي مابيغيظني... عايزه اشعلله... عايزه افلفله.
ردت ضاحكه وهي تغمز لها: مش تقولي كده، طب بامانه كنت شاكه فيكي انك وقعتي علي بوزك وحبيتيه.
ردت بعدم تصديق: انا احبه!! لا طبعا.. ده زي اخويا.

نوجه: اه زي اخوكي... مصدقاكي ياحبيبتي مصدقاكي.
دهب: طيب قوليلي الحل، انا معرفش حد اخده معايا.
نوجه: ولا انا اعرف.
ظلا يفكران هما الاثنان حتي فتح شخص ما عليهم الباب فجأه فنهرته نوجه: ايه يابني في حد يفتح الباب كده مش المفروض تستأذن.
رد هاني بضيق: انا اسف يا ابله نوجه، المهم خالتي بتقولك خلصي مع صاحبتك عشان تروقي الشقه.

نظرت اليه دهب بابتسامه عريضه وقالت: هاني انت كبرت كده ازاي وطولت اوي ده انت وطيت عشان تدخل من الباب... انت مش عندك ١٧ سنه بس.
رد مبتسما: ايوه يا ابله دهب وفي تالته ثانوي كمان.
اجفلتها الكلمه ولكنها قالت: ابله مين يابني ده انا نص طولك.. المهم انا عندي ليك عرض انما ايه.

غمزت لها نوجه واشارت بلا انه لا يصلح مطلقا ولكنها تجاهلتها وتابعت حديثها: بص ياسيدي في مطعم شيك اوي هعزمك فيه ببلاش بس بشرط هتعمل كأنك خطيبي.. عشان يعني مش بيدخلوا غير كابلز وانا مش لاقيه حد اروح معاه.
فكر قليلا وقال: بس انا ورايا مزاكره كتير ومش فاضي.
ردت بلهفه: طيب بص مش انت نفسك من زمان تدخل حقوق وتبقي محامي.
هاني: اه نفسي.

دهب: طيب كويس اوي، عارف بعد ماتخلص تالته وتدخل الكليه هخليك تدرب في المكتب اللي انا شغاله فيه ومش بس كده هتشتغل كمان وده مكتب مشهور وقضاياه كتير.
رد بسرعه: خلاص موافق، بس البس الساعه كام.
دهب: ٨ بليل كويس.

خرج من الغرفه ووبخت نوجه دهب: انتي كده وديتي نفسك في داهيه، هو صحيح طويل وبدقن بس اهبل اوي وهيضيعك ده كفايه ابله اللي بيقولها اكتر ما بيتنفس دي.
دهب: لا مانا هحرج عليه مايقولهاش وربنا يستر.
نوجه: يارب.
وقبل ان تفتح دهب الباب لتخرج نادتها نوجه: استني انتي هتروحي بايه.
دهب: اي حاجه مش هتفرق.

نوجه: لا ازاي انتي مش قولتي انك عايزه تشعلليه.
دهب: اه.
نوجه: خلاص بصي كان عندي حته طقم فظيع بس صغر عليا بس هيجي علي مقاسك.
فرحت دهب وقفزت علي الارض واحتضنتها بشده: انتي لو اختي مش هتقف معايا كده.
نوجه: طيب مانتي اختي ياعبيطه.

عادت دهب الي شقتها واحضرت جميع ادوات التجميل التي تمتلكها ووضعت منها وفردت شعرها وجدلت ضفيرتين ووصلتهم معا وارتدت الطقم المكون من تنوره قصيره سوداء وجوارب سوداء اللون وقميص بلا اكمام اصفر مشرق وبعد ان استعدت اتصلت ب (هاني ) وبعد ان رد: انت فين؟.
هاني: انا تحت مستنيكي.
دهب: طيب تمام انا نازله.

عندما نزلت وجدت سليم خارج السياره ينظر لها بضيق... بعد ان اقتربت منه قال لها بغضب: ممكن اعرف ايه القرف اللي انتي لابساه ده، هو خلاص بقي مصرح الخروج بقمصان النوم عادي كده!!؟.
شعرت بنار تشتعل في قلبها من كثره الحنق فقالت بحده: بقولك ايه ياسليم الكلام ده تقوله للمزه اللي قاعده جمبك في العربيه، انما انا لا... و خطيبي لو سمعك بتقول الكلام ده هيدغدغ الدنيا.

اتسعت عيناه وقال بعدم تصديق: خطيب!! امتي وفين وازاي.
دهب: والله مش المطلوب مني اقول تفاصيل، بس العموم هو كان مسافر.
ورجع... ثواني بس اشوفه فين.
ضحك بسخريه: شوفيه فين... اكيد تايه.

اتصلت به وبعد ان اشارت له عبر الطريق واتي اليها... وبعد تصميم من سليم ركبا معه السياره وطيله الطريق كان سليم يزفر بضيق ويتافف وبعد ان وصلا وضعت دهب يدها في يد هاني ودخلا سويا امام نظرات سليم الحارقه... جلسوا علي طاوله كبيره وطلبوا الطعام وبعد ذلك مالت دهب علي اذن هاني وقالت مبتسمه: دلوقتي هتقوم وتطلب مني اني ارقص بطريقه رومانسيه.. وعارف لو قلت ابله هشلوحك.
هاني: حاضر.

بعد بضعه ثواني قام هاني بابعاد الطاوله عنه وقال وهو مسبل العينين وواضعا يده علي موضع قلبه: تعالي نرقص يادهب ياحبيبه قلبي.
اغمضت دهب عيناها من الصدمه وقد شعرت انها سوف تصاب بالجلطه فقالت وهي تجز علي اسنانها: بس متنطقش كلمه كمان انا هقوم اهو.
قامت لترقص معه وقد رقص معها بطريقه غريبه فقالت له: يابني انت هتفعصني كده، بص قلدني وانا برقص بس.
في نفس اللحظه كسر سليم كوب العصير بين يديه فقالت له نسرين بقلق: ايه اللي حصل.
سليم: مفيش تعالي نرقص.

وعندما رأتهم دهب من مسافه ابتسمت وقالت لهاني: حلو... اهم هيجوا يرقصوا قرب بقي عليهم.
هاني: طيب.
اقتربت دهب بظهرها من نسرين ودهست قدمها بقوه فصرخت: انتي مش تفتحي.
ردت عليها بعصبيه: احترمي نفسك وابعدي انتي.
بعدت عنها نسرين ولكن دهب عادت نفس الحركه مره اخري فصرخت: لا ده انتي قاصده بقي.

قبل ان تكمل نسرين حديثها وجهت كلامها الي سليم بدلال وبنبره كلها براءه: لم خطيبتك عني يا سليم انا مقصدش اعملها حاجه ده هي اللي عايزه تتخانق معرفش ليه؟!.
سليم: يلا يانسرين هنقعد.
نسرين: هو ايه اللي نقعد، انت صدقتها عادي كده.
رد عليها بصرامه: بقولك يلا.

جلسا سليم ونسرين وبعدهما هاني ودهب... وبعد دقائق كان ينظر سليم الي هاني باستياء شديد وما ان ذهب هاني الي دوره المياه ذهب خلفه سليم ثم علي غفله وضع يديه علي كتفي هاني ليتحكم بحركته ثم ركله تحت الحزام بقوه فصرخ هاني ولم يجد القدره علي الحديث فقال سليم له بعصبيه: قولي انت مين؟ وعايز من دهب ايه انطق.

رد متوجعا: الله يخربيتك يادهب يابنت ام دهب.
سليم: متعصبنيش اكتر... انطق لحسن تروح بيتكم علي نقاله.
هاني: هقول هقول... دهب هي اللي متفقه معايا علي الحوار ده كله من البدايه.. عشان كل اللي بيجوا هنا بيبقوا كابلز وهي مكنتش عايزه تروح لوحدها.
سليم: والمقابل انك تعمل كده ايه؟

هاني: انها هتخليني اتدرب بعد ماخلص ثانوي في المكتب اللي بتشتغل فيه وكمان اشتغل.
رد سليم ضاحكا: لا دماغ فعلا، بس ازاي شكلك مش صغير كده.
هاني بتوتر: ماهو فعلا شكلي اكبر من سني و علي العموم انا همشي من هنا ومش هروح معاها لو تحب.
رد بسرعه: لا لا كمل التمثليه السخيفه دي بس اياك تتمادي.
هاني: حاضر.

جلس هاني بجانب دهب فقالت له بصوت منخفض: ايه التأخير ده كله.
هاني: لا ابدا ده الحمام كان زحمه.
دهب: طيب، كمل بقي اعمل نفسك بتشيل خصله شعري من علي عيني.
نظر الي سليم بخوف وقال متلجلجا: لا كفايه لحد كده.
دهب: اووف طيب.

بعد وقت قصير قام الجميع ليعودوا لمنازلهم... فقام سليم بتوصيل نسرين اولا وبعدها هاني ثم عادا دهب وسليم الي المنزل... .
وبعد ان دخلت نسرين الي شقتها وجدت هاتفها يرن برقم مجهول فردت: الو مين معايا.
_ ايه نسيتي صوتي ياقطه مش معقول كده تزعليني.
ردت برهبه: ممدوح بيه.

ممدوح: برافو عليكي كده دماغك بدأت تشتغل.
نسرين: حضرتك كنت عايز مني حاجه.
رد ضاحكا: اكيد طبعا، امال هكون متصل بيكي ليه؟.
نسرين: اتفضل.
ممدوح: كنت عاوز ورق مهم يخصني لخصم ليا... واستاذ سليم رفض ده.
نسرين: طالما هو رفض يبقي خلاص.
ممدوح: تؤتؤ متخلنيش اشك في ذكاءك، انا عايز الورق ده ودلوقتي.
نسرين: وانا هجيبهولك ازاي يعني؟!.

رد عليها بعصبيه: متسعبطتيش انا عارف انك معاكي نسخه من مفاتيح المكتب وكمان عارفه باسورد الخزنه متصعيش عليا.
فكرت قليلا وقالت بتردد: طيب والمقابل.
رد ضاحكا: هو ده الكلام المظبوط خمسه مليون يعجبك.
نسرين: لا عشره مليون.
ممدوح: عشره مليون زي ما قولتي مش هتفرق.
نسرين: اوكي قابلني بعد ساعه تحت البيت عندي.
ممدوح: تمام.

ارتدت نسرين ملابسها علي عجله وذهبت الي مكتب سليم وجدته مظلم تماما فاضاءت كشاف الهاتف حتي لاتلفت الانظار واثناء سيرها تعثرت في كرسي فوقعت ثم قامت بسرعه ودخلت الي مكتبه الداخلي وكتبت الباسورد وقامت بفتحها واخرجت عده اوراق دققت النظر فوجدت ما اراده منها ممدوح واعادت باقي الاوراق غير الهامه وعند غلق الخزنه وجدت علبه صغيره ففتحتها ووجدت فصوص من الالماس فابتسمت واخذتها ثم اغلقت المكتب بسرعه واعادت كل شئ كما كان.

وغادرت الي المكان الذي اتفقت مع ممدوح عليه ثم اتصلت به قائله: انت فين.
اشار اليها من سيارته فسارت اليه مهروله واعطته الورق واخذت المال وقامت بعدهم امامه فوجدتهم خمسه ملايين فقط فقالت بضيق: بس دول خمسه بس.

رد ضاحكا: معلش تتعوض في حاجات تانيه احنا اكيد ده مش هيبقي اول تعامل.
نسرين: بس ده مكنش اتفاقنا، هات الورق.
ممدوح: لو مش عجبك اشربي من البحر، او اخلي اي حد من الحرس ينزل يروقك.
نسرين: خلاص خلاص.

بعد ان غادر ممدوح بسيارته قام بالاتصال بسليم ليشمت به فدق عليه عده مرات وعندما رد اخيرا: مش قولتلك متتصلش بيا تاني ولا اعرفك من الاساس.
رد ضاحكا: حيلك حيلك انا كنت متصل بس عشان اقولك اني اخدت الورق اللي انا عاوزه خلاص.
سليم بعدم تصديق: وده ازاي بقي!!.
ممدوح: خطيبتك نسرين هانم.. عرضت عليها خمسه مليون بس ومصدقت ووافقت زي الكلبه... تعيش وتاخد غيرها.
سليم: اه يا ابن ال***** انت عارف لو كلامك كدب ورحمه امي هحبسك حتي لو مشتغلتش محامي تاني لاخر حياتي.
رد ضاحكا: وانا هكدب عليك ليه روح مكتبك واتأكد، انت مش حاطط كاميرات مراقبه برضه ولا بيتهيقلي.

اغلق سليم الخط في وجهه ونزل بملابسه البيتيه مسرعا وادار سيارته علي اقصي سرعه وفي دقائق معدوده وصل هناك ووجد كل شئ علي مايرام وفتح خزنته وفحص الاوراق جيدا ووجدها ناقصه بالاضافه الي العلبه الفارغه، ففتح الحاسوب المحمول الخاص به وبحث في سجل الكاميرا عن اخر الاوقات فوجد بالفعل انها نسرين فاغلقه بعد ان احتفظ بنسخه علي هاتفه ونزل راكضا وذهب اليها في منزلها ليواجهها فيما فعلته.. وبعد ان وصل اليها حدثها علي الهاتف لتفتح له... وعندما فتحت دخل بسرعه واغلق الباب خلفه وقال بعصبيه مفرطه: انتي روحتي مكتبي واخدتي ورق من هناك؟؟.

ردت بخوف: لا لا صدقني ما اخدتش اي حاجه دي اكيد دهب او اي حد من اللي انت بتدربهم.
صفعها بقوه وقال: مصممه تكدبي برضه!؟.. طيب ايه رأيك في الفيديو ده... تعرفي اني كنت بتمني لاخر لحظه انك تكوني مظلومه وان كل ده كدب بس تعرفي انك غبيه جدا.. رغم انك عارفه ان المكتب كله كاميرات الا ان الطمع عماكي، انا مش فاهم رغم انك متيسره ومش محتاجه الفلوس دي في حاجه، بتعملي كل ده ليه... انطقي.

وضعت يدها علي وجنتها وقالت بدموع: انت اللي كنت منشف دماغك ومش عايز تديله الورق رغم ان مكسبك من القضيه مش كبير يعني.
رد مبتسما بضيق: اه تقومي تسرقيه وتعملي الحركه الزباله دي، تعرفي دلوقتي اقل ما يقال عني ايه لما بعت موكلي... للاسف مش هتعرفي دماغك محدوده بس العموم انا بشكر الظروف اللي بينتك علي اصلك وانا ميشرفنيش ان اسمي يرتبط بيكي.
ثم تركها وغادر بسرعه رغم صراخها باسمه ليعود... وذهب الي دهب بكل طاقه الغضب التي بداخله وتكاد ان تحرقه.

بعدما عادت دهب الي المنزل خلعت جواربها وقبل ان تبدل باقي ملابسها وجدت هاتفها يرن باسم نوجه فردت بسرعه: بنت حلال كنت لسه هغير واكلمك.
نوجه: قولي قولي هموت من الفضول.
دهب: كان هيتجنن يانوجه طول الوقت كان بيبصلي بغيظ عشان الجيب اللي كنت لابساه... واي حركه هاني يعملها كان ناقص نار تطلع من عينه.
نوجه: ايوه بقي يابت ياجامده، كده انتي تربيتي.
ردت ضاحكه: اه امال يابنتي، ده انا دهب.

ظل يتحدث الاثنان بكل حماس عن كل ماحدث متناسين الوقت تماما... وبعد ذلك وجدت شخص يدق علي الباب يكاد ان يكسره فقالت لنوجه: .
طيب اقفلي دلوقتي الباب بيخبط جامد شكله هيتكسر.. يظهر ان في مصيبه.
نوجه: طيب ابقي كلميني تاني.
تركت دهب الهاتف بسرعه وركضت لتفتح... فاصابتها الصدمه عندمه وجدته سليم... فاستغل صدمتها واغلق الباب خلفه.. فقالت بصوت مرتعش: سليم انت ايه اللي جابك في الوقت ده.

اقترب منها بشده وامسكها من خصرها وقال بنبره متأثره: عايز اتجوزك يادهب.
ابعدته عنها بصعوبه وقالت: نعم ده اللي هو ازاي، انت ناسي انك خاطب.
اقترب منها مره اخري وقال: سبتها.. وهتجوزك عشان بحبك وانتي اكيد كنتي حاسه بده طول الوقت.
ردت متلجلجه: وانت ايه اللي اكدلك اني هوافق او اني بحبك اصلا.
سليم: بتحبيني يا دهب متحاوليش تضحكي عليا او علي نفسك.
دهب: وسبتها ليه؟! بس انا مخطوبه، وهتجوز قريب كمان.
رد مبتسما: قديمه العبي غيرها، هاني اعترفلي بكل حاجه... وسبتها ليه؟... عشان كان لازم اعمل كده من زمان لاسباب كتير متشغليش دماغك بيها.
دهب: ابن ال.

سليم: سيبك منه بقي، المهم قولتي ايه.
ردت بتردد: حتي ولو انا في مشكله عندي تمنعني اني اتجوزك.
سليم: رغم اني مش مقتنع باللي انتي بتقوليه.. بس قولي.
دهب: انا عندي مشكله في ضربات القلب بتعلي اوي لما ببذل مجهود او اشيل اي حاجه تقيله... رغم ان الدكتور بتاعي ممنعش اني اتجوز بس انا صرفت نظر عن الجواز عشان مش حابه اني ابقي عاله علي حد.

حاوط وجهها بيديه وقال بنبره مليئه بالعاطفه: انشاء الله انا وانتي لا يا دهب، بس كل الهبل اللي انتي بتقوليه مش فارق معايا خالص انا عاوز اتجوزك النهارده قبل بكره... بس هسيبك اسبوعين تكوني استعديتي نفسيا لجوازنا واوعدك انك عمرك ماهتندمي علي القرار ده.
ردت مبتسمه بسخريه: طب وجاي علي نفسك كده ليه ماتخليها بكره.

رد ضاحكا: والله نفسي ياريت.
ضربته ضربه ضعيفه علي يده وقالت: طيب اديني فرصه افكر.
رد بلهفه: لا مش موافق مش هتفكري ولا لحظه واحده، فاهمه ولا مش فاهمه.
دهب بسخريه: لا مش فاهمه.
سليم: بسيطه هفهمك.

ازاح خصلات شعرها من امام عينيها واقترب من فمها حتي وصلتها رائحه فمه العطره واحاط خصرها ثم قبلها بقوه قبله طويله عميقه يحكي بها كل مافي قلبه تجاهها ثم تركها وقال بانفاس لاهثه وهو واضعا جبهته علي جبتها: فهمتي ولا اشرح اكتر.
كانت مغمضه العينين فتحتها بسرعه عندما تحدث ثم ابتعدت عنه وقالت: لا خلاص فهمت، امشي بقي.
رد ضاحكا: حاضر همشي.
وبعد وصل الي الباب عاد اليها مره اخري وقال: نسيت اقولك حاجه مهمه.
دهب: ايه؟

سليم: الجيب اللي انتي لبستيها النهارده دي هقتلك لو لبستيها وخرجتي بيها تاني.
ثم تابع حديثه وهو يغمز بعينيه: بس ابقي خليهالي البسيهالي انا لما نتجوز.
دهب: طيب امشي قبل ما امي وابوك يجوا يلاقونا كده.
رد مبتسما: طيب.
وقبل ان يمشي قرصها من اذنها وقال: تصبحي علي خير.
اتسعت عينيها من الصدمه فخرج واغلق الباب خلفه... فدلكت اذنها من الالم وبدلت ملابسها... ولم يعرف النوم طريقاً لها هذه الليله وظل قلبها يخفق حتي الصباح.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة