قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال كاملة الفصل الثالث عشر

رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال كاملة

رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال الفصل الثالث عشر

استيقظت سما وفتحت نصف عينيها حيث كانت بغير وعيها بالكامل ووجدت نفسها مكبله من جميع اطرافها وجسدها كأنه زرع بين اضلاعه.. وليس هكذا فقط فقد كانت رائحه جسده في انفها وكأنها تتنفسها وكان شعورها في هذه اللحظه الخجل والسعاده معا... وعندما رأته يتحرك قليلا اغمضت عينيها بسرعه..

عندما استيقظ فارس شعر بالضيق حيث انه كان يريد الا يستيقظ ابدا وان يظل علي هذا الحال، اراد ان يوقظها دون ان يزعجها فوضع اصابعه علي وجهها واخذ يحركها ببطئ وقال وهو مبتسما: سما حبيبتي قومي بقي يا كسوله... مش هتقومي يعني اخر كلام؟
كانت تسمعه ولكنها تصنعت النوم من كثره خجلها منه ولكنه اصر عليها وزاد مما يفعله وشعرت انه يمكن ان يتمادي اكثر وعند هذه النقطه انتفضت من مكانها وقالت: ايه يافارس اللي انت بتعمله ده.

رد عليها ضاحكا: بعمل ايه يعني قوليلي.
زفرت بضيق وقالت: معرفش بقي انت عارف وبتستعبط.
نظر اليها وابتسم ابتسامه خبيثه وقال: انا عارف وبستعبط.
سما: اه.
فارس: طيب تعالي بقي.

سحبها من قدمها اليه واخذ يدغدغها في باطن قدمها واما هي فظلت تضحك بقوه حتي ادمعت عيناها فقد كانت قدمها نقطه ضعفها وقالت: حرام عليك يافارس هموت، والله ماهقولك حاجه تضايقك تاني بس سبني بقي.
رد ضاحكا: موافق بس بشرط.
سما: سيب وانا هعملك اللي انت عاوزه.
فارس: تعالي نحضر الفطار سوا.
سما: يلا.

وضع يده علي خصرها ورفعها ووضعها علي الرخام وقال لها: ها تحبي تفطري ايه؟؟
ردت عليه وهي مبتسمه وواضعه ابهامها علي رأسها وكأنها تفكر وقالت: اممممم مش عارفه استني كده افكر.
فارس: لا بقولك ايه هو النهارده بس بعد كده انتي اللي هتعملي الاكل.
ردت ضاحكه: طيب طيب متقفش كده، بص اعملنا اومليت بالخضار وانا هحضر الجبنه واللبن.
فارس: طيب تمام.

بعد دقائق معدوده جهز فارس وسما الافطار وجلسا في الشرفه ليتناولا الطعام وبعد ان وضع فارس الطعام علي الطاوله قال: .
دوقي بقي وقوليلي رأيك.
سما: حلو اكيد.
غمس فارس قطعه من العيش بالبيض ووضعها في فمها وقال: شوفي بقي اللي بتعمليه انتي الاحلي ولا انا.
بلعت سما بصعوبه وقالت بابتسامه مصطنعه: احلي مني اكيد بس ياريت متكررش التجربه تاني.
تذوق فارس هو الاخر وقال: حلو بس الملح زياده شويه.

ردت سما ضاحكه: طيب تحب اعملك غيره.
فارس: لا مش لازم احنا هننزل شويه كده ناكل بره.
سما: طيب براحتك.
وبعد ان جمعا سويا الاطباق، غسل فارس الاطباق الفارغه واخرج من الثلاجه طبق كبير من العنب الاحمر وخرج به اليها وقال لها: تعالي ياسما.
سما: لا يافارس مش هقدر اكل حاجه تانيه دلوقتي.
فارس: تعالي بس كده.
سما: طيب.

جلس فارس علي المقعد المريح وعندما اتت اليه مسك معصمها ووضعها علي ساقه فقالت بسرعه: ايه يافارس اللي انت بتعمله ده.
رد مبتسما: هو انتي كل لما اعمل حاجه تقوليلي كده؟.. هبتدي ازهق علي فكره.
ردت بلهفه: لا مقصدش بس لسه مش متعوده علي كده خصوصا ان احنا عمرنا ما كنا كده.
رد ضاحكا: عشان مكناش متجوزين ف اكيد كنت هحافظ عليكي ومش هتجاوز حدودي معاكي، بس بقي كفايه رغي.
ثم وضع واحده من العنب في فمه واقترب منها فقالت: لا لا مش هاكل كده، هاكل لوحدي.

زمجر عليها ووضعها عنوه في فمها فتلامست شفتيهما معا فسرت قسعريره لذيذه في جسدها فحاولت ابعاده ولكنه احكم حركه يديها بين زراعيه وقبلها بكل رقه حتي انها ذابت بين يديه ولكنها لم تستمر طويلا حيث ان قاطعهما اتصال هاتفي من والده فارس فابتعدت عنه بسرعه وقالت لاهثه: رد يا فارس تلفونك بيرن.

رد بضيق: لا سيبيه يرن تعالي بس.
سما: لا رد ممكن تكون حاجه مهمه.
تافف بضيق وقال: طيب روحي هاتيه.
قامت من علي ساقيه وذهب لتحضره له وقالت: دي خالتي رد عليها بسرعه.
مسك الهاتف ورد فورا وقال: الو يا امي.
صفيه: الو ياحبيبي عامل ايه، وايه الاخبار.
رد مبتسما: تمام زي الفل.

صفيه: طيب الحمد لله، المهم انتوا تمام.
فارس: تمام.
صفيه: لا انت فاهم قصدي يافارس رد.
تنهد وقال: قولتلك يا امي تمام متشغليش بالك بالامور دي بقي.
تنهدت بارتياح وقالت: ريحت قلبي ياحبيبي، ربنا يسعدكم.
فارس: يارب.
صفيه: طيب ياحبيبي هسيبكم بقي سوا وهقفل انا وهبقي اكلمك تاني.

فارس: طيب يا امي مع السلامه.
صفيه: الله يسلمك ياحبيبي.
اغلق فارس الهاتف وجلب سما اليه ولكن الهاتف رن مره اخري فقال بضيق: ده سليم انا هقفل التلفون خالص.
سما: لا رد اخر مره وبعدين اقفله.
فارس: طيب.
رد فارس علي سليم وقال له بضيق: بتتصل في اوقات غير مناسبه، انت يالا مش عارف اني اتجوزت امبارح.
رد ضاحكا: لا يابني متخفش انا مش متصل بيك عشان ارخم ولا حاجه، الف مبروك يا فارس.
فارس: الله يبارك فيك ياخويا عقبالك.

سليم: الله يبارك فيك، الا قولي صحيح الجواز حلو؟.
فارس: اقفل ياسليم اقفل وياريت متكلمنيش لسنه قدام.
رد ضاحكا: ياه ده طلع حلو اوي.
اغلق فارس الهاتف في وجهه وقال لسما: بقولك تحبي تخرجي فين النهارده.
ردت مبتسمه: اي حاجه.
فارس: طيب بما انك مش عارفه انا بفكر اقعد في البيت والغي الفكره، تعالي بقي.

سما: لا لا ترجع ايه، انا عايزه اروح ملاهي.
فارس: خلاص نروح، طيب البسي بسرعه.
سما: لا استني انا نفسي اركب عجل.
رد ضاحكا: خلاص الاتنين بس يلا انجزي لحسن ارجع في كلامي.
ركضت الي الغرفه وقالت له اثناء ذلك: لا اوعي ترجع هخلص بسرعه، عشر دقايق وهبقي جاهزه.

ارتدت سما فستان ازرق قاتم باكمام قصيره وطويل، اما فارس فارتدي قميص اسود وبنطلون بلون القهوه الفاتحه وركبا سويا السياره واتجه بها الى مدينه الملاهي ونزلا سويا وهو واضعا زراعه علي كتفيها وتمشيا سويا الي الداخل تحديدا عند لعبه قطار الموت وعندما وصلا اليها قالت سما بهلع: لا يا فارس مش هركبها دي صعبه اوي تعالي نلعب اي حاجه تانيه.

رد ضاحكا: يا جبانه تعالي متخفيش طول مانا معاكي.
سما: لا عشان خاطري بخاف، عمري ماهنسالك لما كنت بدخلني بيت الرعب وانا صغيره.
رد مندهشا: وانتي بتسمي اللي دخلناه ده بيت رعب، ده انتي طيبه اوي، وبعدين تعالي هنا انا مش كنت بدخل معاكي ولا كنت بسيبك كده.
سما: هو بصراحه مكنتش بتسبني بس برضه مش هركب القطر ده.
سحبها من يدها خلفه وظلت تصرخ وتقول: ونبي لا يافارس.

ضحك عليها بشده ولكنه جعلها تركبه رغما عنها وبعد القليل من الوقت نزلا من اللعبه وكانت سما تشعر بالدوخه والغثيان الشديد.
وما ان جلسا علي احد المقاعد افرغت كل ما في معدتها وكان فارس ممسكا بظهرها اثناء ذلك وقال لها: حقك عليا مكنتش اعرف انك هيحصلك كده.
ردت باعياء: مش قولتلك، يلا نروح بقي.

اعطاها زجاجه المياه وقال لها: اشربي كده هتحسي انك احسن.
شربت سما وبالفعل شعرت بتحسن بعض الشئ وقالت: اه كده احسن.
رد مبتسما: طيب ايه صرفتي نظر عن العجل وهنروح.
ردت بسرعه: لا لا انا نفسي اركب من زمان، اخر مره بيتهيقلي لما كان عندي عشر سنين.
رد ضاحكا: ايوه فعلا، يلا بينا قبل ماتكسلي.
سما: يلا.

وبعد القليل من الوقت ذهبا الي منطقه شبه خاليه مختصه فقط بركوب الدراجات وبعد ان وصلا قال لها: ها هتعرفي تسوقي ولا لا.
ردت بحماسه وهي مبتسمه: اكيد بعرف عيب عليك.
رد ضاحكا: والله! طيب هتعرفي ازاي وانتي بقالك ١٥ سنه مسوقتيش.
سما: لا ماهو اكيد طالما كنت بعرف يبقي اكيد هعرف دلوقتي.
فارس: لا خلاص هنركب سوا.
سما: لا ازاي مش هتكفينا طبعا.
فارس: ملكيش دعوه انتي انا هتصرف.
سما: طيب.

اختار فارس دراجه متينه وجلس عليها ووضع سما امامه وقال لها غامزا: شوفتي بقي ازاي كفت.
ردت ضاحكه: شوفت، بس تفتكر هتقع بينا.
فارس: افتكر طبعا، بس علي الاقل نبقي خضنا التجربه.
اخذ فارس يدور بالدراجه المكان عده مرات وقبل ان ينزلا في الدوره الاخيره قالت له: عارف اللي احنا فيه ده بيفكرني بايه.
فارس: ايه؟

سما: بيفكرني بعبد الحليم وشاديه.
رد ضاحكا: تصدقي فعلا، طب بالمناسبه دي يلا نغني الاغنيه قبل ماننزل.
سما: يلا.
فارس: حاجه غريبه... حاجه غريبه علشان احنا مع بعضينا ولاول مره لوحدينا.
سما: ولا حدش بيبص علينا غيره فرحه قلبنا وعنينا.
فارس: حاجه غريبه.
سما: حاجه غريبه.
وبعد ان انتهيا من الجوله امسكها فارس من خصرها وانزلها وقال لها: يلا عشان نلحق بقيه اليوم قبل ما يخلص.
سما: يلا.

وبعد الكثير من الوقت الممتع الذي قضياه في عده اماكن حتي حل الليل عليهم قالت سما له: بس كفايه كده نروح بقي.
فارس: لا استني هناكل الاول وبعدين هنروح.
سما: لا عادي انا ممكن اطبخ.
فارس: بس ياهبله يلا عشان انا واقع من الجوع.
ردت ضاحكه: يلا.

وبعد القليل من الوقت كانا قد وصلا الي احد المطاعم الخاصه بالواجبات السريعه وطلبا الطعام وجلسا ليأكلا، ووضع قطعه من اللحم في فمها فقضمتها ومع اصبعه فقال لها متألما: اه ياعضاضه.
ردت ضاحكه: تستاهل عشان تحرم تعمل كده قدام الناس.
فارس: عشان احرم!.

مسك اذنها وقال: بتقولي حاجه.
ردت سما متوجعه: لا لا مقولتش بقولك بالهنا.
ترك اذنها وقال: بحسب.
وبعد ان اكلا ذهبا الي المنزل... وبدل كل منهم ملابسهما ودخلا الي غرفتهما ولكن فارس تسطح علي الاريكه فقالت له: اليوم كان مرهق اوي بس بجد كان حلو جدا.

رد مبتسما وهو يتثاوب: فعلا.
قالت له بتردد وهي تشعر بالخجل: طيب انت مش هتنام.
فارس: اه مانا هنام دلوقتي.
سما: طيب مش هتنام علي السرير عشان ترتاح اكتر.
فارس: لا مانا هنام كل يوم هنا لحين اشعار اخر.
سما: طيب خلاص تعالي نام علي السرير وانا هنام مكانك.
رد عليها بنفاذ صبر: نامي يابت.
سما: حاضر، تصبح علي خير.
فارس: وانتي من اهله ياحبيبتي.

بعد مرور ثلاثه ايام.
قضت دهب يوم ممل للغايه في العمل وذهبت الي منزلها سيرا علي الاقدام فقد كان قريبا جدا الي العمل وفي طريقها اتصلت بصديقتها (نوجه) وقالت لها: الو ياقلبي عامله ايه.
نوجه: كويسه ياللي مش بتسألي نستيني يابت اول ماعزلتي؟.
ردت ضاحكه: ولانسيتك ولا حاجه هبعتلك العنوان وتعاليلي.
نوجه: طيب ابعتيه وانا مسافه السكه وهكون عندك.
دهب: تمام.

بعد ان وصلت دهب الي شقتها وبدلت ملابسها استراحت وقت قصير وبعدها وجدت (نوجه ) قد اتت ففتحت لها بسرعه وقالت: جدعه اول مره تيجي بسرعه كده.
ردت مبتسمه: عشان تعرفي بس، بس الشقه جميله بصراحه، الحمد لله انكوا مشيتوا من الشارع ده.
اخذتها دهب من يدها بسرعه ليجلسا وقالت لها: الحمد لله... الحقيني بقي انا في ورطه.
نوجه: ورطه ايه يا حبيبتي قولي.

دهب: المفروض انه بكره في حفله لشويه ناس فاضيه كده مش لاقيه حاجه تعملها، وقال ايه فيها عملاء من المكتب سليم هيقابلهم هناك وانا هبقي معاه طبعا... وانا واثقه ان انا مليش اي دور بس مضطره اروح.
ردت ضاحكه وهي تغمز لها: ايوه بقي، حفلات وكده يا دودو.
... طيب انتي ايه اللي مزعلك روحي وغيري جو.

دهب: ماهو للاسف معنديش غير لبس الشغل وهناك في الحفله كلها هتبقي فساتين وانا مش عارفه اعمل ايه.
فكرت نوجه قليلا وقالت بسرعه: محلوله يابنتي، انتي مش علي طول لبسك من الوكاله وشيك وحلو.
دهب: اخ كانت غايبه عني فين، بس تفتكري هلاقي هناك.
نوجه: اكيد ياروحي دي فيها كل حاجه.
دهب: طيب يلا بينا بسرعه قبل ما المحلات تقفل.
نوجه: يلا.

وصلا الاثنان الوكاله وظلا يدوران هناك شرقا وغربا ويمينا ويسارا الي ان شعرا بالتعب الشديد فجلسا علي الرصيف وقالت دهب: خلاص تعبت مش قادره، انا مش هروح واللي يحصل يحصل.
نوجه: لا تروحي ايه استني، في محل هناك اهو لسه مدخلنهوش.
دهب: طيب يلا ندخله ولو ملقناش نروح وامرنا لله.

دخلا المحل سويا.. وقد كان متكدس من كثره الفساتين تفرقا الاثنان ليبحثا عن شئ مناسب واخيرا وجدت دهب فستان من اللون النبيذي الاحمر ولامعا وطويلا باكمام طويل وبه فتحه في الصدر ليست بكبيره فدخلت البروفه لتقيسه وعندما ارتدته وجدته منتهي الجمال عليها وكأنه صنع خصيصا لأجلها فقد كان مُلفتاً للأنظار وعندما خرجت الي صديقتها قالت لها: يخرب عقلك يادهب يجنن عليكي، هو ضيق شويه بس رهيب بجد... خديه من غير تفكير.

ردت بتوتر: تفتكري ممكن يكون غالي خصوصا انه بالتيكت بتاعه.
نوجه: لا مش هيبقي غالي ولا حاجه بس انتي اخرجي بكل ثقه واحنا بنفاصل كأنه مش فارق معاكي.
دهب: طيب.
خرجا الي الرجل صاحب المحل ليدفعا الحساب فقالت نوجه له: الفستان ده بكام.
البائع: هو ب ٦٠٠ بس عشان خاطركوا ٤٠٠ بس.

نوجه: نعم ليه يعني ده حتي مستعمل ومش اد كده يعني.
البائع: يافندم ده بالتيكت ازاي مستعمل، بس العموم اخره ٣٠٠ وانا الخسران.
نوجه: لا هما ٢٠٠ جنيه حلو اوي عليه.
البائع: لا مش هينفع صدقيني اتفضلوا.
ضربت دهب نوجه في يدها وقالت لها بصوت منخفض: الله يخربيتك هتضيعي مني الفستان وهو سعره كويس كده.
نوجه: طيب هاتي ٢٥٠ كده.

اخذت المال من دهب واعطته للرجل وقالت له: متكسفهاش بقي دي غلبانه ومحوشاهم بالعافيه.
رد بضيق: طيب واهو اكسب ثواب.
اخذت الفستان منه وخرجا سويا وبعد ان ابتعدا مسافه كبيره ضحكت دهب بقوه وقالت: يخرب عقلك انتي بتشحتي عليا، لا وايه الراجل كان متأثر اوي.
نوجه: عشان تقدري مجهوداتي معاكي بس، المهم انتي ناقصك ايه تاني؟.
دهب: ناقص جزمه وشنطه صغيره سوده مش شرط سواريه.

نوجه: طيب في محل بيبيع جزم من الصين تقليد للماركات النضيفه تعالي نجيب من هناك وكمان بيبيع شنط... وانا بقي عندي برفان نضيف اوي متعتق بقاله كذا سنه كان جيبهولي قريبنا من الخليج.
قبلتها دهب من وجنتها بقوه وقالت: تسلميلي مش عارفه اقولك ايه.
نوجه: متقوليش حاجه ياحبيبتي احنا اخوات يلا بقي قبل ماحنان تقلب الدنيا عليكي بعد شويه لو اتأخرنا اكتر.
دهب: يلا.

في اليوم التالي.
ارتدت دهب الفستان وصففت شعرها وجعلته مموج ووضعت بعض مساحيق التجميل التي ابرزت جمالها وارتدت الحذاء العالي بصعوبه وكان شكله انثوي للغايه وفي النهايه قبل ان تنزل وضعت الكثير من العطر حتي شعرها ايضا وقبل ان تفتح الباب لتخرج قالت لامها: همشي انا بقي ياحنون وهحاول متأخرش.
حنان: طيب يا بنتي، بس خلي بالك من نفسك.
دهب: ماشي ياماما.

وكان في ذلك الوقت سليم اسفل العماره ومعه خطيبته تجلس بجانبه فقالت له بحنق: مكنش له لزوم خالص ان احنا نستناها كان ممكن تيجي لوحدها.
رد عليها بضيق: لا طبعا، اولا هي بنت مش هينفع تروح لوحدها وكمان هي مش عارفه المكان.
نسرين: اووف طيب بس هي الهانم اتأخرت كده ليه.
سليم: زمانها نازله.

نزلت دهب من المصعد وخرجت من العماره ووجدت سياره سليم وهو يشير اليها منها ان تأتي، فذهبت اليه مهروله وقالت: استاذ سليم انت لسه مروحتش لحد دلوقتي ليه؟.
سليم: اركبي هاخدك معايا.
دهب: بس بصراحه مش عايزه اضايقكوا وممكن اطلب عربيه وخلاص وانا معايا العنوان.
سليم: قولت اطلعي وبلاش رغي كتير.
دهب: طيب.

كانت نسرين طيله الطريق تنظر اليها من المرآه بضيق حيث انها لم تتوقع ان ترتدي هكذا ثوب انيق والذي زاد من ضيقها نظرات سليم الخفيه اليها وبعد وقت قصير وصلا الي الفندق... دخلا سليم ونسرين متشابكين الايدي ودخلت خلفهم دهب وتفرقوا في الداخل... جلست دهب وحدها وجلست علي كرسي علي احد الطاولات وظلت طويلا هكذا حتي انها ملت بشده وندمت انها جاءت من الاساس وقامت من مكانها وذهبت الي الرجل المسئول عن الطعام وقالت له: لوسمحت ممكن تعملي طبق فيه تشكيله من كل حاجه.
رد عليها مبتسما وقال: امرك ياهانم.

وبعد ان اعطاها طبقها ذهبت الي مكانها مره اخري اخذت بقسماطه وظلت تأكلها بضيق وقالت في نفسها: ياخساره تعبي شعر وفستان وفي الاخر اقعد بالمنظر ده.
وبعد القليل من الوقت كانت قد اكلت ومسكت هاتفها لتعبث به وفجأه وجدت رجل امامها يقول لها: تحبي ترقصي.
نظرت له باندهاش وقالت: انت بتكلمني انا.
رد مبتسما ابتسامه بلهاء: ايوه حضرتك.

دهب: لا شكرا مش بعرف.
_ لو تحبي ممكن اعلمك عادي مفيش مشكله.
دهب بعصبيه: ماقولت لا هو في ايه؟؟.
نظر اليها باندهاش ثم تركها وغادر وبعدها بدقائق وجدت سليم امامها وقال لها: اللي كان واقف معاكي ده كان بيقولك ايه.
ردت عليه بملل: واحد فاضي وعايز يرقص وانا قولتله لا... المهم هنروح امتي عشان انا زهقانه اوي.
رد مبتسما: هنروح بس تعالي.
دهب: اجي فين.
سليم: هنرقص.

لم يستمع الي ردها ولكنه مسكها من معصمها واخذها الي حلبه الرقص ووضع يدها علي كتفيه ويده علي خصرها فقالت بتوتر: بس انا مش بعرف ارقص بجد وهخلي منظرك وحش اوي.
رد ضاحكا: عادي مفيش مشكله.

ثم اخذ يرقص معها ببطئ شديد وكان ينظر في عينيها بطريقه اربكتها.. وايضا جسدها كان يرتعش اثر لمسته لها وبعدها دون ان تتعمد داست بحذائها بقوه علي قدميه حتي انه صرخ صرخه مكتومه فقالت له بقلق: انا اسفه مكنتش اقصد... يلا بقي نقعد.
رد ضاحكا بألم: لا هعلمك برضه بس حاولي تبعدي جزمتك شويه.
دهب بتوتر: حاضر.

كانت في ذلك الوقت حنان تقوم بتحضير صنيه من البسبوسه وبعد ان استوت وضعتها في طبق كبير وذهبت الي الشقه التي امامها ودقت الباب عده مرات فخرج اليها عامر وقال لها: يا مساء السعاده يا حنان هانم.
ردت بخجل وقالت: مساء النور يا ابو سليم انا بس كنت عامله بسبوسه وقولت الجيران لبعضيها وكده.

عامر: تسلم ايدك، طيب تعالي اتفضلي.
حنان: لاشكرا عشان مستعجله بس.
عامر: لا ازاي اتفضلي، مش معقول تبقي علي الباب كده ومتدخليش.
حنان: طيب هدخل عشر دقايق بس وهمشي.
عامر: علي راحتك.

بعد ان انتهت رقصتهما ذهبت الي المرحاض بسرعه وهي مبتسمه بسعاده وذهبت خلفها نسرين بعد ان وضعت سكين صغير من احدي الطاولات... بعد ان دخلت نظرت الي المرآه وهي تضحك ثم اخرجت هاتفها والتقطت عده صور وفجأه ظهرت خلفها نسرين وبسرعه البرق اخرجت السكين وفتحت به ظهرالفستان من الاعلي الي الاسفل بكل عنف... اما عن احساس دهب في هذه اللحظه فقد شعرت بالصدمه حتي شعرت بالشلل واتسعت عيناها ولم يرف جفنها فاستغلت نسرين ذلك وظلت تضحك بقوه وقالت: مش مصدقه صح، لا صدقي ياحبيبتي.. ده بس عشان عينيكي متبصش علي حاجه مش بتاعتك.
ردت عليها بعصبيه: انتي اكيد مريضه، حاجه ايه اللي مش بتاعتي هو انا كنت اخدت حاجه منك.

نسرين: والله! وعلي اساس مياصتك وانتي بترقصي مع سليم وحضناه وكأنه جوزك مش مجرد حد شغاله معاه ده تسميه ايه.
دهب بدموع: يانهار اسود ومنيل.. الله يخربيت اليوم اللي اشتغلت فيه معاه و عليكي يامجنونه... هروح ازاي انا دلوقتي؟!.
نسرين: سلام يا قطه.

فتحت دهب باب من الابواب الخاصه بالمرحاض واغلقت القاعده بالغطاء واحكمت غلق الباب وجلست واخذت تولول وافرغت حقيبتها ولكنها لم تجد ادوات الحياكه خاصتها وظلت جالسه تفكر ماذا تفعل في هذا الوضع خاصه ان معظم الناس غادروا وبعد حوالي نصف ساعه وجدت اتصال من سليم وعندما ردت قال لها: انتي فين، يلا عشان هنروح.

ردت علي وهي تبكي: فستاني اتقطع ومش عارفه اتصرف ازاي؟.
رد بعصبيه: اتقطع ازاي يعني؟!.
دهب: مش عارفه، بس هو اتقطع من الضهر جزء كبير جدا يعني اكتر من نصه.
تنهد بضيق وقال: طيب اقفلي انا هتصرف.
بعد ان اغلق المكالمه قالت له نسرين: يلا بقي عشان نروح.
سليم: لا استني شويه في مشكله هحلها وبعدين نمشي.
ردت عليه بتزمر: طيب بسرعه عشان تعبانه وعايزه اروح.

تركها وذهب الي واحدا من المسئولين من الحفل وقال له: انا هاخد مفرش من اللي هنا وهدفع تمنه وكمان عايزك تقلل الاضاءه خالص في الحمامات الحريمي.
رد عليه وهو مبتسما: تحت امرك ياسليم بيه من غير فلوس خالص اتفضل.
سليم: تمام.
اخذ سليم مفرش من احدي الطاولات وذهب اليها نادت عليه نسرين ولكنه تجاهلها واكمل طريقه وعندما وصل خلع جاكيت بدلته ودق الباب الخارجي وقال: دهب... دهب انتي جوا.
اثناء جلستها هذه وجدت صوت من بعيد ينادي اسمها فخرجت بسرعه وقالت: ايوه انا هنا يا استاذ سليم.
سليم: طيب افتحي.

دهب: لا مش هينفع، انت جبتلي حاجه البسها صح.
سليم: حاجه زي كده افتحي عشان تاخديها.
فتحت فتحه صغيره مدت يدها فاعطاها جاكيت بدلته وقبل ان تغلق مره اخري وضع قدمه ودخل اليها فقالت بفزع: عيب كده يا استاذ سليم بجد كده اخرج بره ارجوك.
اقترب منها في هذا الظلام الدامس وقال ضاحكا: انتي فكراني هعمل ايه عشان عيب.
دهب: معرفش بقي.

اقترب منها اكثر ومسك المفرش بيده وربطه ربطه محكمه علي خصرها وقال: بلاش افكارك المنحرفه تشتغل.
خرج وتركها في حاله ذهول فحررت انفاسها التي حبستها عندما اقترب منها وخرجت خلفه بعدها بدقائق وعندما رأتها نسرين ضحكت بشماته وقالت: استايل هايل... بجد لايق عليكي اوي.
ردت دهب بابتسامه مصطنعه: اه فعلا روعه ده من تصميم سليم ابقي قوليله يعملك زيه.
ردت بحنق: بيئه صحيح.

خرج سليم بالسياره من الجراج واتي اليهما امام الفندق وركبا معه وقام بتوصيل نسرين اولا وبعد ذلك ادار السياره الي العماره التي يقطن بها وبعد نزلا سارت دهب مهروله الي المصعد وداست علي الزر كثيرا الا انه لم ينزل.
وبعد ان ركن سليم سيارته اتي اليها وقال لها: يظهر انه عطلان يلا نطلع علي السلم.
ردت بضيق: لا اتفضل انت وانا هستناه جايز يشتغل.
رد عليها بصرامه: بقولك يلا نطلع الاسانسير عطل.
ردت بتزمر: طيب.

صعدت السلم بصعوبه من كعب الحذاء وكلما تعثرت سندها سليم و عندما طفح بها الكيل خلعت حذائها ومسكته بيديها وقالت: كده احسن.
رد ضاحكا: فعلا كده احسن كتير.
صعد كل منهما الي شقته وعندما دخلت الي شقتها بدلت ملابسها وظلت تبحث عن امها ولكنها لم تجدها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة