رواية حب قاتل للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والثلاثون
دلفت آيانا إلى الغرفة مرة أخرى و اغلقت عليها بابها من الداخل، ذهب آسر ليوصي تلك من احضرها لتعتني بها و بعد ذلك ذهب.
كانت آيانا تجلس صامته و تذكرت مرتها الأولى في ذلك المكان، كانت وقتها في طريقها إلى منزل جدها و عندما اعترضت والدتها على الذهاب معها، فذهبت بمفردها، سارت فهي تعرف الطريق و لكن تلك الجزيرة التي كانت تمر عليها تجعل الخوف يسير بقلبها و توقفت فجأة لتقودها قدميها إلى المياه و لكنها كانت تتراجع و مع اكملت بسبب النداء التي كانت تسمعه و كأن احد يسحبها اليه و بعد ذلك شعرت بأن كل شئ حولها يتغير و أصبحت على حافه البحر و لم تعلم كيف وصلت بتلك السرعة و كيف اتي الظلام فجأة، أرادت التراجع و لكن لم تستيطع العودة.
و بالفعل تم سحبها إلى المياه و لم تداري بشيء بعدها الا هي في منزل جدها و عندما فاقت استمعت اليه و هو يتحدث مع والدتها
-انا بجد مش عارف ازاي تسيبها تروح هناك لوحدها، آيانا صغيرة و متقدرش تحكي نفسها
-ما بعرف أن هاد بيصير يا أبي و هي بخير الان
نظر إلى والدتها و قال: -اتمنى و لكن تم تغير كل شئ
-المهم انها حيه و لكن من ذلك الولد الذي قام بإنقاذها
-ليس من شأنك.
فافت آيانا و عادت إلى الواقع و هي تلعن اليوم الذي رايته به.
احتضنته والدته و قالت بسعادة: -الف مبروك يا حبيبي عقبال لما اشوف عيالك
ابتسم آسر بجمود و ابتعد عنها قائلا: -حضري كل حاجه لاني مش فاضي لتفاهات ميلا
-ميلا بتحبك يا حبيبي و انت لازم تقدر دا و بعدين انا كل يهمني انك تكون سعيد في حياتك
-انا مبحبش ميلا و لا هحبها و انتي و بابا عارفين دا كويس بس عايزين دا عشان مصلحتكم
تنهدت نهاد و قالت: -اومال بتحب مين؟ الشيطانية بتاعتك اللي خسرت صاحبك بسببها.
جز على أسنانه بغضب فآيانا أصبحت أسطوانة الجميع يرددها و قال بضيق و انزعاج على الاقل الحاجة الوحيدة اللي اختارتها و انا مش ندمان بالعكس تيم مقدرش الموقف و لا حتى كان عنده ثقة فيا
-طيب يا آسر انا خايفه عليك و انت ابني الوحيد فحاول تتعامل على اساس المبدأ دا و بعدين انت هتتجوز واحدة بتحبك و بنت ناس و مش زي...
قطعها آسر و قال: -متجبيش سيرتها، لما تجهزوا كل حاجه ابقوا كلموني
-انت سيبت آيانا؟
لم يرد آسر عليها و ذهب و تركها...
جهز فريد تحضيرات الفرح سريعا و كأنه يخشى رجوع آسر في كلامه و بالفعل جاء يوم الفرح و مر اليوم بسرعة و بعد ذلك ذهب آسر و ميلا إلى بيتهم
التفتت ميلا اليه و قالت: -مكنتش مصدقة بأننا هنتجوز
-و ادينا اتجوزنا
اقتربت منه و حاوطت وجه و قالت: -انا بحبك اوي يا آسر بس حاسه انك مش معايا
ابعد يداها عنه و قال و هو يسحبها من خصرها سيبك من الكلام دلوقتي
ابتسمت ميلا و قالت: -هغير على طول و...
قطعها بتقبيل شفتيها بقوة جعلتها تدمى، كانت ميلا سعيدة لأجل حصولها على حبيبها اخيرا.
سألتها ليلى بقلق: -انتِ بخير؟ الوقت تأخر و لم تنامي بعد
رددت عليها ببرود و قالت: -اتركني الان انا لا اريد التحدث
كانت آيانا تعلم بأن ذلك يوم زواجه منها و كانت تريد فعل اي شئ و لكن تعلم بأن قوتها أصبحت اقل فهي بدأت بفقد الكثير، اغمضت عيناها لتصفي ذهنها و قامت بعد ذلك لتدخل غرفتها و حاولت استخدام سحرها لكي تفشل ليلته معها و لكن لم تستطيع، زفرت آيانا بحنق و قالت: -ليه انا هنا ضعيفة كدا؟
حاولت عدة مرات و نجحت في آخرهم و لكن بعدها شعرت بأنها تفقد وعيها...
اما بالنسبة لميلا فهي استيقظت من نومها فجأة و قامت بالصراخ و بعد ذلك قامت لتدلف إلى المرحاض و لم تجده بالغرفة
فتنهدت بضيق فهو يتركها يوم زفافها و كانت تشعر بالغضب الشديد و قامت لترتدي ملابسها و اتجهت إلى الشرفة و بعد ذلك دلف آسر إلى الغرفة و قال: -بتعملي أي يا ميلا؟
لم تجيبه فاقترب ليضع يده على كتفها و قال: -روحي نامي انا كنت بعمل حاجه
كان آسر يلاحظ تصرفاتها الغريبة و شك بأن آيانا وراء ذلك، ذهبت ميلا لتنام بالفعل و قال: -كنتي هتعملي اي يا آيانا؟
كان كل يوم بيمر عليها بتتراجع صحتها به و بتصبح أضعف من اليوم اللي قبله.
همت لتقوم فهي لا تفعل شئ سوي النوم و قامت لتخرج من الغرفة و هي تستند على الحائط لتستطيع السير و عندما خرجت من غرفتها وجدت تلك التي تعمل بذلك الشاليه تقوم بمشاهدة التلفاز فهي تعمل كرقيبة عليها، خرجت آيانا إلى الخارج و قامت بالسير على الرمال و كانت تنظر إلى البحر الذي كان يبعد عنها بالقليل، بقيت تقترب و كانت ساقيها تتراجع في كل خطوة و لكنها اكملت فهي تشعر بأنها تنجذب إلى تلك المياه رغم خوفها من الذهاب و لكن هي الان فقدت الكثير و يجب تعويضه و قبل أن تتقدم مرة أخرى امسك بيدها بعنف و قال: -رايحة فين؟
التفتت آيانا لتنظر له و قالت: -انت عايز اي مش كفاية حاسبني هنا و مستخدم كل حاجه ضدي انت بتعمل اي هنا اصلا
-انتي لو نزلتي المياه دي مش هتطلع منها
-سيبني
سحبها آسر ليضمها إلى صدره فهو كان يشتاق لعناقها، حاولت التملص منه و لكنها فشلت و قالت ببكاء: -هو انت ازاي قدرت تعمل كل دا فيا؟
ابتعدت عنه و صاحت به قائلة: -ابعد عني
امسك بيدها و قال: -تعالي نتكلم جوه
-مش داخلة، على الاقل اعرف ازاي غرقت هنا و عيشت.
ابتلع ريفه و قال: -لو سمحتي يا آيانا بلاش مجادلة، مش وقته اللي بتعملي دا انتِ عايزة تموتي
-و انا كدا عايشه يعني؟
سحبت يدها منه و أعطيته ظهرها لتكمل طريقها، فحلق بها و حملها عنوة و اتجه ليدلف إلى الشالية و انزلها و قال إلى ليلى بأن تنتظر بالخارج فقالت آيانا بعصبية: -مش انت اتجوزت سيبني في حالي بقا و خليك في مراتك
-سيبك من دا؟ اللي في بطنك ابني و لا؟
نظرت له آيانا بعدم استيعاب من سؤاله و قالت بزمجرة: -لا و بعدين انت جاي تسألني دلوقتي ليه؟
قبض على ساعديها بعنف و قال بغضب: -عشان دي اكتر حاجه تهمني دلوقتي و بعدين انت عارفه لو اتأكدت من دا فعلا هعمل فيكي اي؟
-في أي تاني تعمله؟ حابسني هنا و بقالك شهر مش بشوف وشك و جاي دلوقتي تقولي كدا
-و انتِ شايفه اني من حقي أسأل؟
-هقولك بس بشرط انا عايزة اعرف اي موجودة في الجزيرة دي بيخلي كل دا يحصلي؟
-ماشي بس انتِ حامل من مين؟