قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الثاني والعشرون

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الثاني والعشرون

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الثاني والعشرون

أهذا هو، احقا هو؟ كيف يأتي بعد ال13 سنة، كيف له وجه ان يأتي لبابها!، وفي هذه الساعة!، لم تتحرك ظلت واقفة حائرة، لا تستطيع التفكير، اخذت تُحدث نفسها وهي واضعة يدها على قلبها الذي يدق كالمجنون
هاجر: امشي يا ماجد، امشي.

وها هو رحل عندما لم يجد احد يفتح، تنفست الصعداء وجلست على الأريكة واضعة وجهها بين كفيها و دموعها منهمرة وهي تتذكر ماضيها معه، علا صوت رنين هاتفها فرفعت رأسها والتقطته و نظرت للشاشة كان لؤي، فردت وحاولت جعل صوتها طبيعي
هاجر: الو
لؤي: عاملة اية؟
هاجر: الحمدالله
لؤي: مال صوتك
هاجر: صوتي؟، ماله؟
لؤي: كنتي بتعيطي او حاجة؟
هاجر نفيا: ابدا
لؤي: بجد!
هاجر: كنت بتفرج على فيلم و اتأثرت حبتين.

لؤي بمرح: الله على حبيبتي الحساسة
هاجر بحزن: هقفل دلوقتي
و اغلقت الخط، هناك احد يطرق الباب فشعرت بالفزع لتفكيرها انه عاد مرة اخرى، فنهضت ونظرت من العين السحرية فكانت والدتها ففتحت بسرعة و فور دخول والدتها من عتبة الشقة القت بنفسها ببين ذراعي اماني واخذت تبكي، عانقتها اماني وقد تملكها القلق على ابنتها
اماني بقلق: مالك يا هاجر؟ حصل اية؟
هاجر ببكاء: انا خاينة، ايوة خاينة.

اماني بتأثر: ليه بتقولي كدة على نفسك يا هاجر
هاجر من بين شهقاتها: هو لما افكر في واحد تاني غير لؤي، يبقى يبقى بخون لؤي صح!
ثم اخذت تبكي اكثر
هاجر: من اول ما ظهر ماجد تاني طول اليوم عمالة افكر فيه، و حتى انه جه هنا، اعمل اية؟ هو ليه رجع يا ماما، لية؟
اخذتها اماني في حضنها بحنان و اخذت تمسح على شعرها حتى هدأت
اماني بصوت دافئ: قومي نامي يا حبيبتي ومتفكريش، كل حاجة هتتحل إن شاء الله.

نهضت هاجر و إتجهت لغرفتها دون اي كلمة، هي تشعر بالتخبط و التشتت حقا.

اشرقت شمس يوم جديد
يستسقظ لؤي وهو يشعر بالضيق منها جدا، بعد ان اغتسل وارتدى ملابسه نزل ليشارك عائلته طعام الافطار
لميس بحماس: ماما، في رحلة لشرم لمدة يومين وانا عايزة اروحها
منال: هتروحيها مع مين؟
لميس: المدرسة عاملاها و انا هروح مع اصحابي ومنهم سلين و سرين
منال: هفكر
لميس: اووك، بس لؤي هيوافق ولا لا؟
منال: ممكن لا
لميس بحزن: بس انا عايزة اطلعها، و كمان هو ممكن يجي معايا.

منال: ههه مستحيل يروح معاكي، بس لما اوافق انا الأول نبقى نشوف لؤي
لميس بدلع: عارفة انك هتوافقي يا مامتي يا حلووتي
نزل لؤي
لؤي: صباح الخير
منال/لميس: صباح النور
منال: مالك؟ شكلك مضايق؟
لؤي وهو يبلع الطعام: لا مش مضايق ولا حاجة
منال: ماشي، المهم اية رأيك النهاردة نعزم هاجر ووالدتها؟
لؤي: زي ما انت عايزة
اضاقت منال عينيها: بجد مالك؟، مش طبيعي النهاردة
نهض وقال بإقتضاب وهو يغادر
لؤي: مفيش
و غادر للشركة.

بعد ان ارتدت هاجر ملابسها غادرت متجهة للشركة بواسطة المترو، وفور خروجها من المترو، كان ماجد في انتظارها وقد اعاق طريقها، وقفت هاجر جامدة، بل بالأصح حاولت التظاهر بذلك
ماجد: بقالنا فترة طويلة
إبتسمت بسخرية وقالت
هاجر: فعلا، 13 سنة
ماجد: بس في ال13 سنة اللي راحوا كنت بتعذب بسببك
نظرت له صامتة
ماجد بأشتياق: بس وحشتيني برضه.

توقف لؤي بسبب الإشارة الحمراء، نظر من خلف زجاج السيارة بعدم إهتمام حتى لاحظ شيء، اهذه هي؟ هاجر؟، نعم هي، ولكن مع من تقف؟ من هذا الرجل؟
اقترب ماجد منها وعانقها بأشتياق وهي مصدومة!، قد رأهم لؤي و حاول تكذيب عينيه، اصبحت الإشارة خضراء ف اكمل طريقه للشركة وهو شارد وغاضب في نفس الوقت.

ابعدها ماجد عنه قليلا وقال بإبتسامة ساحرة
ماجد: لسه دقات قلبك زي ماهي ناحيتي
قفز حب لؤي و كل ما فعله من اجلها في مخيلتها، نهرت نفسها لتملك الصدمة لها و عدم إبعاده عنها
هاجر بغضب: اياك تقرب مني تاني، انت الماضيي اللي رميته من زمان
ثم قالت و الدموع تلمع في عينيها
هاجر: اياك تقرب مني تاني، انا بحب غيرك و قريب هتجوز من اللي بحبه، خليني اكمل حياتي بقى دة انا ما صدقت اني نسيتك
ثم التفتت و غادرت سريعا.

دخل لؤي الشركة وهو يكاد ينفجر من غضبه، اوقفته نورة لكي تتحدث معه فصرخ بها واكمل طريقه لمكتبه وجلس وهو يطرق بأصابعه على المكتب بعصبية، بعد دقائق كان يراقبها وهي تدخل لمكتبها بعينان تكاد تحرقها، استدار ولاواها ظهره.

فور جلوسها رفعت ناظريها ونظرت من خلف الزجاج عليه، كان يلويها ظهره، وضعت يدها تحت رأسها تسندها و سرحت وهي تحدث نفسها
هاجر: ااة حاسة بذنب كبير، حاسة اني بخونك لأني بفكر في ماجد حتى لو لحظة عابرة، حاسة اني بخدعك لأني مقلتلكش على ماجد من بداية علاقتنا، طيب لو عرفت دلوقتي شريكك الجديد بتاع الصفقة الجديدة دة مين هتعمل اية؟
ثم نهضت وقالت بحزم
هاجر: انا هقوله على كل حاجة عشان مبقاش مخادعة وكدابة بنظرك.

خرجت من مكتبها و طرق على باب مكتبه ثم دخلت
هاجر: ممكن اتكلم معاك؟ لو فاضي
استدار بكرسيه وقال وهو ينظر للأوراق الموجودة امامة
لؤي: مش فاضي
نظرت له لبرهة ثم غادرت، القى بالقلم الموجود بيده بعصبية ثم التقط مفاتيحه وغادر، فأعتلتها الدهشة.

في منزل هاجر، جالسة اماني مع سميرة يتحدثون عن امور عدة، يقطع حديثهم صوت رنين الهاتف، فترد
اماني: السلام عليكم
منال: وعليكم السلام، ازيك يا اماني
اماني: اهلا اهلا، ازيك يا منال
منال: الحمدالله، ها ازي هاجر
اماني: الحمدالله بخير
منال: طيب احنا النهاردة عازمينكم على العشا عندنا في البيت
صمتت اماني لوهلة قبل ان تجيب: إن شاء الله هنيجي، بس هشوف هاجر.

منال: ماشي، بس مفيش اعذار، هتيجوا يعني هتيجوا و انا هبعتلكم السواق
اماني: خلاص، إن شاء الله هنبقى عندكم بعد ماترجع هاجر من الشغل
منال: ماشي، إحنا في انتظاركم
اماني: إن شاء الله.

تتصل اماني بأبنتها هاجر
هاجر: الو
اماني: ازيك يا هاجر؟
هاجر: الحمدالله
اماني: ازي لؤي؟
هاجر: كويس الحمدالله
اماني: الحمدالله، بقولك
هاجر: امم
اماني: منال عزمتنا النهاردة على العشا
هاجر: ام لؤي صح؟
اماني: ايوة، هو لؤي قالك؟
هاجر: لا
اماني: عالعموم لازم نروح عشان انا اكدت عليها
هاجر: ماشي يا ماما
اماني: ماشي، سلام
هاجر: سلام.

بعد خروج لؤي من الشركة، تجول بسيارته قليلا ثم توقف امام النيل وترجل من السيارة و سند عليها ثم شرد، بعد لحظات، فاق من شروده على إتصال والدته
لؤي: نعم
منال: انت فين؟
لؤي: انا جي
منال: راجع البيت يعني؟
لؤي: ايوة
منال: ماشي مستنياك
بعد ان اقفل توجهة لمنزله.

في المدرسة
سرين: ها يا لميس، اقنعتي اهلك؟
لميس: ماما لسة بتفكر
سرين: طيب و اخوكي؟
لميس: لسه مقلتلهوش، بس مستنية ماما توافق عشان تساعدني اني اخليه يجي
سرين: اوكي
لميس: طيب و انتوا؟ قلتوا لمامتكم؟
سرين: لا لسة.

في منزل لؤي، فور دخوله من الباب بدأت والدته اسألتها
منال: مالك؟ غريبة رجعت بدري يا لؤي؟، شكلك مضايق، حصل حاجة؟
لؤي بضيق: مفيش حاجة، بس حاسس بتعب و إرهاق، ممكن اطلع و انام؟
منال بقلق: طيب قولي فيك اية؟
تنهد لؤي وقال برجاء
لؤي: عايز انام و بس
اتى ان يصعد اعاقت طريقه وقالت
منال: هاجر ضايقتك صح؟
لؤي: الشغل يا ماما مش اكتر، سيبيني اطلع بقى
اتاحت له الطريق فصعد بينما كانت تحدث نفسها.

منال: انا عارفة ابني، و اكيد هاجر هي اللي مخلياه مضايق، انا عارفة ان البنت دي مش هتسعدوا، لازم اتصرف بقى، لازم.

بعد مرور الوقت.

وصلوا ورحبت بهم منال كثيرا
منال: بجد نورتونا
اماني: بنورك يا حبيبتي
منال: بس اية الجمال دة يا هاجر
هاجر بخجل: شكرا ليكي يا طنط
نزلت بعد دقائق لميس و سلمت عليهم
منال: دي بنتي الصغنونة لميس
لميس بضيق: مش صغنونة
ضحكت اماني و قالت
اماني: عندك كام سنة يا لميس
لميس: 15 سنة
اماني: ماشاءالله، كبيرة اهي يا منال
ضحكت منال: ماشي كبيرة كبيرة
لميس بمرح: ايوة كدة
نظرت حولها وقالت
لميس: اومال فين يا لؤي؟

اتى صوته وهو ينزل على السلالم
لؤي: السلام عليكم
التفتت هاجر و نظرت له بلهفة و اشتياق، سلم على والدتها
اماني بسماحة: ازيك يا لؤي
لؤي بإبتسامة: الحمدالله، حضرتك عاملة اية؟
اماني: مادام انت و بنتي كويسين انا كويسة
إبتسم وقبل يدها فربتت على يده قالت
اماني: ربنا يحميك ياابني
إتجه لهاجر وسلم عليها ببرود ولاحظت منال، فتأكدت من شكوكها.
منال: ايه رأيك يا لؤي تاخد هاجر توريها البيت.

اومأ برأسه و اصطحبها بينما كانت تنظر لها لميس بضيق، فهي لم تحب هاجر ابدا ولم تستلطفها.

هاجر: لؤي
التفت لها
هاجر: ممكن نقعد هنا
واشارت للشرفة الكبيرة
وافق وذهبا ليجلسا هناك، كان الصمت سيد الموقف قطعته هي
هاجر: ازيك
لؤي بإقتضاب: بأحسن حال
هاجر: مالك يا لؤي؟
لؤي: ...
هاجر: لؤي، بصلي
لم يلتفت و لم ينظر لها فمدت يدها وامسكت بذقنه وادارت وجهه لها، فنظرت في عينيه التي تخرج نيران غاضبة
هاجر بصوت دافئ: مالك يا لؤي؟ متعصب لية؟
قال بهدوء يسبق العاصفة
لؤي: مش عايزة تقوليلي حاجة؟
بلعت ريقها بتوتر وقالت.

هاجر: حاجة؟ زي اية؟
ابعد يده بحدة وقال بعصبية
لؤي: برضه مُصرة تخبي ومتقوليش
نهضت من مكانها وهي تنظر له بإرتباك
هاجر: بخبي اية يا لؤي؟، انت تعرف اية
لؤي: انا شفت
بلعت ريقها وقالت
هاجر: شوفت اية يا لؤي
تنهد ثم قال لها برجاء، فهو يريدها ان تخبره، ان تكون صادقة معه
لؤي: متأكدة انك مش عايزة تقوليلي حاجة!
هزت رأسها نفيا، لقد تراجعت عن اخباره بأمر ماجد، ضرب بيده على السور بغضب ثم امسكها من ذراعها بقوة.

لؤي: ليه بتمثلي دور البريئة، ليه بتمثلي عليا، انت شايفاني ساذج اوي كدة و مش هحس بيكي!
هاجر و قد لمعت عينيها، تعتقد انه اكتشف ماضيها، قالت
هاجر: والله كنت هقولك على كل حاجة، كنت هقولك على ماجد
نظر لها بإستحقار، ها هي تؤكد ما رأه، لم يشعر بنفسه وهو يصفعها على وجهها، وقعت على الأرض على اثر صفعته، رفعت رأسها و نظرت له و الدموع ممتلأة في عينيها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة