قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الثالث والعشرون

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الثالث والعشرون

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الثالث والعشرون

سقطت هاجر اثر صفعته، رفعت رأسها و نظرت له والدموع ممتلأة في عينيها، نزل لمستواها ونظر لها بإستحقار وغضب وكذلك نظرة ندم!، نعم لقد ندم على صفعه لها فهو ليس له الحق ان يرفع يده عليها مهما حدث، لكن غضبه اعماه.

لؤي بألم: ازاي تعملي فيا كدة، عارفة انا عملت اية عشانك؟، نسيت نفسي واتاهلت كبريائي وكرامتي عشانك، عشان تحبيني و في الأخر يبقى كل دة تمثيل منك!
ثم نهض وهو يضحك بسخرية و اكمل
لؤي: و انا غبي صدقت
ثم اكمل بإستحقار: انت خااينة يا هاجر
ماذا يحدث، انا خائنة؟، ههههه مرة آخرى خائنة، نفس السيناريو يُعاد امامها مرة اخرى، يحدث الآن، نهضت و الدموع تغرق وجهها وقالت برجاء.

هاجر: انت فاهمني غلط، اكيد في سوء فهم، انت شوفت أية؟
ضحك بسخرية وقال بلهجة ساخرة
لؤي: فاهم غلط!، ماشي هقولك شوفت اية و هشوف فاهم غلط ولا لا
ثم قال بحدة: شوفتك يا هانم انت والبية بتاعك حاضنين بعض
وقعت جملته عليها كالماء البارد، بلمت، صدمت، كيف رأها؟ هي لم تفعل ذلك، هو من فعل ذلك وهي لم تعرف كيف تتصرف، إبتسم ساخرا وقال
لؤي: شوفي شكلك كدة، سوء فهم برضه!
هزت رأسها بعنف وقالت ببكاء وهي ممسكة بيده.

هاجر: والله انت فاهم غلط
ابعد يدها بحدة وقال بقسوة مُعاكسة لألم قلبه
لؤي: كل حاجة انتهت مابينا قبل ما تبدأ اصلا
و تركها وحيدة، توقفت للحظات تحدق بكل شيء حولها ببهوت، مسحت دموعها وحاولت الصمود، إتجهت للصالون حيث تجلس والدتها
هاجر: ماما، يلا
ضربت اماني على صدرها بفزع حين رأت حالة ابنتها
اماني: مالك يا هاجر
إبتسمت منال بخبث ثم نهضت تمثل
منال: مالك يا هاجر؟
هاجر: مفيش، بس لازم نمشي.

منال: لا ابدا، قوليلي في اية؟ مالك؟
لم تتملاك هاجر نفسها فبدأت دموعها بالإنهمار فغادرت بسرعة و لحقتها والدتها بقلق
لميس: مالها يا ماما؟
منال: معرفش، احتمال تكون اتخانقت مع لؤي
لميس: هروح اسأل لؤي
منال: لا متروحيش
لميس: لية؟
منال بصرامة: كدة، يلا روحي ع اوضتك
تأففت لميس وصعدت لغرفتها، جلست منال على الأريكة بإرتياح وقالت
منال: ونبي ما عملت حاجة، كل حاجة بتحصل بدون ما احط ايدي.

في التاكسي، كانت تنظر للشوارع الفارغة وهي تبكي بصمت، حاولت والدتها ان تعرف ما حدث ولكنها لم تستطع معرفة اي شيء، وصلوا تحت منزلهم بعد طريق طويل قليلا
ترجلوا من السيارة ودخلوا المبنى فقابلوا احمد، تخطته هاجر ودخلت شقتها
احمد: مالها هاجر يا طنط اماني؟
اماني: مش عارفة يا احمد، مش عايزة تقولي
احمد: طيب انا هشوفها.

و دخل الشقة و لحق ب هاجر بينما دخلت اماني وجلست على الأريكة حزينة على ابنتها، طرق احمد على باب غرفتها ودخل، كانت جالسة على سريرها وبين ذراعيها دمية لؤي.
احمد من على الباب: ممكن ادخل؟
نظرت له واومأت برأسها
دخل وجلس بجانبها على السرير و قال بحنان الأخ
احمد: مالك يا هاجر، اية اللي حصل؟
زادت في البكاء و هي تقول
هاجر: انا بقيت خاينة في نظر لؤي يا احمد، بس والله ما خنته
احمد: مش لازم تحلفي انا مصدقك.

هاجر بألم: بس هو مش مصدقني يا احمد، مش مصدقني
مسح على شعرها و قال
احمد: انا هفهمه كل حاجة، بس فهميني اية اللي حصل، انت قلتيله على ماجد؟
هاجر ببغض: ماجد هو السبب في كل اللي حصل دة
احمد: ازاي؟
بدأت تقص له ما حدث منذ رجوع ماجد وعندما عانقها وما حدث بينها هي ولؤي، كانت تبكي بحرقة.

هاجر: بس انا والله مكنتش عارفة اتصرف، كنت زي الصنم مش عارفة ابعده، و كنت ناوية اقول كل حاجة عن ماضيا انا وماجد ل لؤي بس خوفت ليفركش الشراكة و يخسر لؤي
احمد: يعني دلوقتي لؤي ميعرفش ان ماجد هو خطيبك السابق
هزت رأسها نفياً
احمد: لازم تكلمي لؤي وتقوليله على ماجد
هاجر: بس الشركة!
احمد: انت لو مقلتلهوش ممكن تخسري لؤي يا هاجر، انت مستعدة لكدة؟
هزت رأسها نفيا وهي تبكي
احمد: خلاص، بكرة قوليله على كل حاجة.

هاجر بإحباط: مش هيسمعني
احمد بإبتسامة مطمأنة: هيسمعك اكيد، و حتى لو رفض حاولي تاني و تالت
اومأت برأسها و إبتسمت بأمل
هاجر: هحاول للمليون لغاية ما يسمعني
اومأ احمد برأسه وقال وهو ينهض
احمد: طنط اماني خايفة عليكي و قلقانة، هتقوليلها اية؟
هاجر: مش عايزاها تعرف حاجة، بس قولها اني اتخانقت خناقة صغيرة مع لؤي و بس
اومأ برأسه و خرج من غرفتها وبعد دقائق دخلj والدتها لها وضمتها بحنان و قالت.

اماني: إن شاء الله هتنحل قريب يا حبيبتي، و لؤي راجل كويس و محترم ومش هيسيبك زعلانة كتيير
تنهدت هاجر وهي تتمنى ذلك، قالت بتعب
هاجر: عايزة انام يا ماما
اماني: عنيا، يلا نامي وارتاحي
استلقت هاجر على السرير بملابسها و في يدها الدمية ونامت و الدموع تاركة اثرها على وجنتيها.

لم ينم طوال الليل، كان يفكر بما حدث، لم يستوعب بعد فكرة انها خائنة، و هو كالغبي احبها!، احب مخادعة، كم هو ساذج، من الذي تخونه معه؟ هل تحبه ام تخدعه مثلي؟، هل كانت تمثل علي الحب؟، لقد رأيت الحب في عينيها و لمساتها وخجلها ودقات قلبها المسموعة وإبتسامتها، اكل هذا خداع!، لا يستطع ان يصدق ذلك.

صرخ صرخة مدوية ايقظت من في المنزل وضرب الطاولة بقدمه بغضب و ضرب زجاج الشرفة بقبضته فإنكسر بيده، هرعت والدته لغرفته بفزع وخلفها لميس، صرخت لميس عندما وجدت الدماء تسيل من يده، ركضت اليه منال بخوف عليه وقالت بصريخ
منال: اجري يا لميس وهاتي علبة الإسعافات بسرعة
جرت لميس لتجلب علبة الإسعافات لعلاج يد اخيها
منال ببكاء: بتعمل في نفسك كدة ليه يا لؤي؟
نظر لها لؤي بألم وقال
لؤي: انا موجوع اوي يا ماما، موجوع.

منال: دلوقتي هيروح المك يا حبيبي، اختك هتجيب الإسعافات و هنضفلك الجرح
لؤي موشك على البكاء: انا مجروح في قلبي يا ماما، هاجر، هاجر طلعت خاينة يا ماما، بتخوني و بتعترف
صرخت به وهي تبكي
منال: انت هتعيط عشان هاجر!، عشان بنت يا لؤي!، اياك، انت معيطش على موت ابوك، هتعيط عشانها يا لؤي!، اياك، اياك
اتت لميس بعلبة الإسعافات واعطتها لوالدتها و بدأت في تطهير الجرح، ولحسن الحظ كان جرح سطحي.

اليوم التالي، في الشركة
وصلت هاجر للشركة، كان هو لم يصل بعد، جلست في مكتبها شاردة، بعد دقائق وجدت مصطفى يطرق على باب مكتبها و يدلف
مصطفى: في إجتماع، تعالي
هاجر: ازاي واستاذ لؤي مجاش؟
مصطفى: لا جه وهو مستنينا.

اومأت برأسها و سبقها هو، تنهدت ونهضت متجهة لغرفة الإجتما، طرقت على الباب ودخلت ثم جلست مكانها بجانبه وبدأ الإجتماع، كانت نظراتها الحزينة عليه، فلم تدون اي شيء مما قاله، لاحظ انها تنظر له فأستدار ونظر لدفتر الملاحظات، لم تكتب ولا حرف، فوبخها
لؤي: يا استاذة هاجر انتبهي لشغلك، مكتبتيش حاجة من اللي قولتها
هاجر بإحراج: اسفة.

رمقها بضيق ثم اكمل مُخاطبته للجميع، بعد مرور ساعة، نهض و قال قبل ان يسمح لهم بالإنصراف وبأن يعود لمكتبه
لؤي: عايز تحاولوا على قد ما تقدروا بأننا نكون متميزين زي الصفقة اللي فاتت، عايز نسيب طابع حلو عشان نكبر اكتر، مش عايز نخسر الصفقة دي، فاهميني!
الجميع: فاهمين
لؤي: يلا كل واحد يرجع على مكتبه ونبدأ شغل بقى
تركهم وعاد لمكتبه ليعمل، لااقتربت اميمة من هاجر وقالت بسخرية
اميمة: ما تنتبهي على شغلك يا حلوة.

نورة: شكل الحلو واكل دماغها فمش قادرة تبص بعيد ولا تشتغل
اميمة بشفقة: بس للأسف هو منفضلك يا..
اكملت نورة بضحكة ساخرة: نعنوووسة
وضحكوا، نهضت هاجر وهي تشعر بالإحراج والغضب والحزن و الضيق، جميعم في آن واحد، إتجهت لمكتبه وفتحت الباب بعصبية دون استأذان
هاجر: عايزاك تسمعني.

رفع رأسه و نظر لها بحدة واشار للهاتف، شعرت بالإحراج فخرجت وعادت لمكتبها وهي تسب تسرعها، إنشغلت في الأوراق الموجودة امامها فمر الوقت، نهضت وهي تحمل الأوراق وإتجهت لمكتبه و طرقت الباب ودخلت ثم تقدمت ووضعت الأوراق على مكتبه.

هاجر: الورق
لم ينظر لها و رفع يده ليمسك بالأوراق فلاحظت ذلك الشاش الملفوف على كف يده
هاجر بفزع: مال ايدك؟ اية اللي حصل
نظر لها بطرف عينيه والتقط الأوراق مُتجاهلاً اياها
هاجر بقلق: لؤي، لوسمحت قولي مال ايدك؟ اية اللي حصل، قلقتني
رفع رأسه وقال ببرود
لؤي: اتفضلي على مكتبك و كملي شغلك
نظرت له لبرهة ثم عادت لمكتبها وهي تشعر بالإحباط.

مر الوقت و اتى وقت الإستراحة، نهضت مسرعة و إتجهت لمكتبه، قابلته عند الباب، أوقفته قائلة بتردد و قلق
هاجر: عايز اقولك حاجة مهمة
لؤي ببرود: مش عايز اسمع منك حاجة
هاجر: بس انت فاهم غلط، كل حاجة فاهمها غلط، وانا مش خاينة
ازاحها عن طريقه وقال لها بحدة
لؤي: انا عايز افضل كدة فاهم غلط، و مش عايزك تفهميني حاجة، وحتى لو قلتي انك مش خاينة فأنا بقيت شايفك كدة.

شعرت بالإحباط و التحطم، اخرج مفاتيح السيارة من جيبه واتى ان يغادر و لكنه توقف والتفت لها فشعرت بالسعادة و ابتسمت بأمل و لكن فور ما اختفت إبتسامتها عندما وجدته يخرج المفاتيح من الميدالية التي جلبتها له ثم ألقاها في القمامة، شعرت بأن قلبها هو مكان الميدالية هذه وهو من القاة وكأنها بلا قيمة، رمقها بإستحقار وخرج من مكتبه فلحقته بدورها وهي تقول
هاجر: اسمعني ارجوك، انت فاهم غلط.

التفت الموظفين لهم واصبحوا يشاهدوا ما يحدث
هاجر: و الله انت فاهم غلط، يا لؤي
استدار لها بحدة وقال بتحذير
لؤي: اسمي استاذ لؤي، اياكي تتخطي حدودك
نظرت له بصدمة، لا تصدق ما سمعته، هو يضع حدود بينهما الآن، تركها وغادر، تركها وحيدة بين همسات الموظفين عليها و نظرات نورة و اميمة الشامتة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة