قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الثامن عشر

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الثامن عشر

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الثامن عشر

صعدت هاجر لمنزلها وعندما دخلت رحبت بها والدتها
اماني: ها انبسطتي؟
هاجر بسعادة: اوي
اقتربت منها اماني وعانقتها وقالت بحنان
اماني: يارب تفضلي كدة دايما يا حبيبتي
ثم ابتعدت عنها و قالت
اماني: ها ناوية على اية؟
هاجر: مش فاهمة؟
اماني: على لؤي، لو اتقدملك هتوافقي؟
تنهدت هاجر وقالت: مترددة شوية
اضاقت اماني عينيها وقالت
اماني: لتكوني لسة بتفكيري في اللي فات!
نظرت لها هاجر بحزن فقالت اماني بإنفعال.

اماني: انت لية مش عايزة تنسي اللي فات، لية عايزة تفضلي واقفة في مكانك عند احزانك وجراحك يا هاجر، ولا خايفة انك تنجرحي تاني؟، بس صدقيني لؤي مش هيعمل كدة ابداً وانا واثقة
جلست هاجر وقالت بإحباط
هاجر: انا كمان واثقة في لؤي، بس مشوشة شوية، ماجد، مش عارفة لية بفكر فيه
اماني: اتخلصي من الحاجات اللي بتفكرك بيه
نظرت لها هاجر بإستنكار وقال رافضة
هاجر: مستحيل
اماني: لية؟
اخفضت هاجر رأسها.

اماني بغضب: انا عملت الموضوع دة عنك، واتخلصتلك من كل حاجة تخص ماجد
نهضت هاجر بفزع وكأن افعى لدغتها، قالت بعدم تصديق وهي توشك على البكاء
هاجر: بتضحكي عليا صح!، انت معملتيش حاجة زي دي، صح يا ماما!، مرمتيش ذكرياتي انا وماجد صح؟
نظرت لها اماني بتأثر وقد امتلأت مقلتيها بالدموع واحتضنت وجه ابنتها بكفيها وقالت
اماني: هاجر، انت لازم تنسي ماجد، المفروض تكوني نسيتيه خلاص وانا بساعدك على كدة.

ابعدت يد والدتها بعنف و إتجهت لغرفتها و اخذت تبحث في اشياءها كالمدمن الذي يبحث عن المخدرات، اخذت تبحث عن اي شيء من ذكرياتها مع حبيبها وهي تبكي و تصرخ بقهر و تتفوه بالكلام الغير مفهوم، وعندما لم تجد شيء اخذت تكسر في كل شيء من حولها بغضب وقهر، لم تكن تشعر بنفسها ابداً ولم تكن تدري ماذا تفعل، فجأة وجدته واقف على عتبة غرفتها وهو مصدوم من حالتها فأصبحت تصرخ به عندما وجدته يقترب منها.

هاجر: اية اللي جابك! اخرج برة، انا بكرهك، كل دة بسببك، لو انت مدخلتش حياتي مكنش دة حصل بكل ذكرياتي
اماني ببكاء: اهدي يا هاجر، انت مش واعية...
قاطعها لؤي وقال بهدوء
لؤي: ممكن ابقى لوحدي معاها
امسك احمد ب أماني واخذها خارجاً، اقترب لؤي من هاجر ببطئ فقالت هاجر وهي مازالت بحالتها
هاجر: متقربش و إلا هأذيك، اخرج برة.

ظل يقترب، فأمسكت بزجاج مكسور من على الأرض وألقته عليه فجُرحت ذراعه لكنه لم يكترث، امسكها من ذراعها بقوة و قال بصرامة
لؤي: اهدي يا هاجر، فوقي، عاجبك اللي عاملاه في الأوضة دة!، عجباكي حالتك؟، عجباكي حالة مامتك!
هاجر بعنف: هي السبب في حالتي، لية ترميهم لية؟
ثم اخذت تفرك لتتخلص من يديه، صرخ بها بقوة.

لؤي: بس، فوقي انت مش صغيرة عشان تعملي الحركات دي وتكسري الحاجة كدة، فوقي لنفسك، مهما اللي كان حصل مش بيتحل بالطريقة دي
امتلأت مقلتيها بالدموع ثم القت بنفسها في حضنه واصبحت تبكي بألم، اخذ يربت على ظهرها بحنان حتى هدأت، بدأت تُدرك نفسها، إبتعدت عنه بإحراج وهي منخفضة الرأس
لؤي بصوت دافئ: كويسة دلوقتي؟
اومأت برأسها ثم نظرت حولها و شهقت
هاجر: مين اللي عمل كل دة في الأوضة؟
لؤي: انت.

هاجر بعدم تصديق: مش انا اكيد
دخلت والدتها بحذر
اماني: هديتي؟
نظرت لها هاجر واومأت برأسها. بعد ان غادر لؤي و احمد، جلست هاجر ووالدتها يتحدثون
هاجر: بس بجد انا والله مكنتش حاسة بنفسي، هو اخر حاجة فاكراها لما قلتيلي على انك رميتي حاجة ماجد
اماني: طيب انت زعلانة دلوقتي
تنهدت هاجر وقالت
هاجر: اللي انتي عملتيه صح و كان لازم اعمل كدة من زمان، بس مش عارفة لية اضايقت واتعصبت لما عرفت
ربتت اماني على كتفها وقالت.

اماني: ردت فعل سريعة، عموماً حصل خير، بس لازم تتأسفي من لؤي
هاجر بإستغراب: لية؟، عملتله اية؟
اماني: قلتيله كلام ميصحش تقوليه
هاجر بقلق: قولت اية طيب؟
اعادت عليها اماني ما قالته هاجر له، ضربت الاخيرة رأسها بكفها
هاجر: والله غبية، ازاي قولت كدة!، خلاص بكرة هبقى اعتذرله.

في منزل لؤي، كان ينظف جرح ذراعه وهو يفكر بها، ماذا حدث؟ ما سبب حالتها تلك؟ وما تلك الذكريات الذي تسبب هو في إضاعتها؟، انه لا يعلم اي شيء عنها!، الان يُريد ان يعرف كل شيء عنها ولكنه لا يريد ان يتدخل في خصوصيتها، اذا اردت إخباره سوف تخبره ولكن هي لا تريد، فسينتظر اليوم الذي تأتي به وتخبره عن كل شيء بإرادتها.

اليوم التالي، في الشركة
دخلت هاجر مكتبها وجلست وعندما نظرت من خلف الزجاج وجدته جالس في مكتبه يعمل، إبتسمت ونهضت لتذهب له
هاجر: صباح الخير
رفع ناظريه وإبتسم ثم قال
لؤي: صباح النور، عاملة اية النهاردة؟
هاجر: الحمدالله
ثم اردفت مُعتذرة
هاجر: انا اسفة على اللي حصل إمبارح والكلام اللي قلتهولك، مكنتش في وعي، فبتمنى تسامحني و تقبل اسفي
نهض و وقف امامها، امسك بيدها بحنان و قربها وقال.

لؤي: مقدرش ازعل منك، شوفتي حد بيزعل من نفسه!
إبتسمت وقالت
هاجر: شكرا
لؤي بمكر: في طُرق احسن تقوليلي شكرا بيها
إبتعدت و قالت وهي تخرج
هاجر: هههه مش معايا انا
ضحك بخفة وعاد ليعمل.

في منزل لؤي
جالسة والدته في الشرفة وهي ممسكة بهاتفها وهي تتصل ب احمد و لكنه لا يرد، حاولت مرة آخرى وأخيرا اجاب
منال بضيق: بتصل فيك مية مرة ومش بترد لية؟
احمد: اسف مكنتش سامعه
منال: عايزة منك خدمة
احمد: اتفضلي
منال: عايزةعنوان بيت هاجر
احمد بصدمة: هاجر؟ تعرفيها!
منال بهدوء: ايوة اعرفها وعارفة ان لؤي عايز يرتبط فيها
بلع احمد ريقه بصعوبة
اكملت هي: عايزة اتعرف عليها، على اهلها و كدة، عايزة العنوان.

احمد: حضرتك عارفة بيت اهلي، هما جيراني
منال: كويس اوي، خلاص عرفت العنوان، بس اتمنى متقولش ل لؤي عشان هعملهاله مفاجأة
احمد بعدم تصديق: يعني حضرتك موافقة عليها؟
منال ببساطة كاذبة: اكيد اية اللي يمنع!
احمد بإرتياح: دة لؤي هيفرح اوي، عموما مش هقوله على اي حاجة
منال: ياريت، وشكرا يا احمد
و اغلقت الخط وهي تنظر للهاتف بنصر
منال: نبدأ الشغل بقى.

في الشركة
كان لؤي جالس على كرسي مكتبه ويلوي الزجاج ظهر الكرسي لينظرمن الشرفة الكبيرة وهو يتحدث مع احمد، نهضت هاجر و دخلت مكتبه دون ان تطرق فلم يشعر بها، فسمعت
لؤي: لا مقلتلهاش على الجرح، حاجة بسيطة يعني، اها عادي لما كنا إمبارح كانت متعصبة فرمت عليا الازاز فعملت ايدي و بس، جت سليمة الحمدالله، ها كنت عايز تقول اية؟

شعرت بالحزن والذنب فهي اذته، خرجت من المكتب كما دخلت لتعود لمكتبها وتأخذ حقيبتها لتغادر الشركة.

في المدرسة، في فترة الفسحة
جالسة سرين على الرصيف وهي شاردة في لؤي وهي تُفكر في يوم الرحلة، تخطط كيف ستتقرب منه!، اتت لميس وافاقتها من شرودها
لميس: عاملة اية؟
سرين: الحمدالله
لميس: عليكي دروس النهاردة
سرين: ايوة عليا درس عربي
لميس: اممم كنت هقولك تيجي عندي البيت
سرين: المرة جاية
لميس: اوك
اما سلين فكانت تقف خلف مبنى المدرسة مع صديقها زين
زين: ما تجيبي بوسة
سلين: عيب، مش هنا
زين: فرقت اوي!

سلين: ايوة، المهم هتحضر النهاردة درس العربي
زين: لا، انت
سلين: انا هحضر
زين: لية؟ ما تعملي زي كل مرة و فلسعي و نخرج مع بعض ( وغمز لها )
سلين: مش هينفع دة درس عربي وسرين معايا و مش هعرف اهرب
زين بضجر: ماشي، سلام
و تركها و غادر، فتأففت سلين بضيق.

عادت هاجر للشركة بعد نصف ساعة، اتجهت لمكتبه
هاجر: ممكن دقيقة
لؤي: اكيد
اقتربت منه ووقفت امامه ثم قدمت له علبة
لؤي بإستغراب: اية دة؟
هاجر: انا اسفة لأني اذيتك إمبارح وجرحت ايدك
رفع حاجبيه وقال بتساؤل
لؤي: عرفتي منين
هاجر: سمعتك
اومأ برأسه و قال
لؤي: عادي بسيطة
هاجر: افتح الهدية دي
فتحها، كانت ميدالية لمفاتيح السيارة، مرسوم عليها قلب ومكتوب عليها حرفين ( L & H )
هاجر بخجل: اعتبرها ذكرى مني وكدة يعني.

إبتسم بحب واخذ مفاتيح سيارته ووضعها في الميدالية
لؤي: هخليها معايا دايما
إبتسمت بسعادة، اقترب منها وعانقها بحب، توردت وجنتيها
لؤي: انا محظوظ بيكي، بحبك
بادلته عناقه بعد تردد كبير منها، فجأة فُتح باب مكتبه و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة