قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل التاسع عشر

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل التاسع عشر

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل التاسع عشر

فُتح الباب فجأة، فزعت هاجر وابتعدت عنه سريعا
روان بصدمة: اية اللي بيحصل هنا؟
هاجر بإرتباك: ا، ا
لؤي بحدة: انت ازاي تدخلي مكتبي بالطريقة دي!
روان بصوت عالي غاضب: ليه مالها طريقتي؟، كنت عايز تستغفلني وتبقى مع دي!
اجتمع الموظفين على صوت روان العالي
هاجر بإحراج: حضرتك فاهم...
قاطعتها بحدة
روان: انت تخرسي خالص، ازاي تقربي من خطيبي!

صدمت هاجر من قولها ل خطيبي ونظرت للؤي بصدمة، هل كان يخدعها ويمثل عليها؟ أكان يستغلها؟
لؤي وهو يجز على اسنانه بعصبية: روان، متقوليش كلام مش صحيح، و كلميها بأسلوب احسن من كدة
انهمرت دموع روان الكاذبة واخذت تمثل الإنهيار
روان: انت بتنكر اننا هنتخطب وهنرتبط قريب!، وبدافع عن دي!
لؤي بغضب: دي تبقى خيطبتي إن شاء الله
روان ببكاء: انت، انت بتلعب عليا و عليها، انت خنتني يا لؤي، حقير، اهيء اهيء.

و غادرت الشركة و هي سعيدة بما فعلته من فضيحة، هي لا يهمها لؤي بل هذا نوع من التسلية.

كانت هاجر واقفة مصدومة مما حدث، كانت الدموع متحجرة في مقلتيها تأبى النزول، تشعر بالتخبط، نظرت لزملائها الذين اصبحوا يتهامسون عليها وخاصةً اميمة و نورة، نظرات مصطفى التي تمتلأ بالإستحقار وبعض زملائها هكذا ايضا، كلامهم جارح جدا و نظراتهم، لا تعرف لماذا اصبحت حساسة مجددا من كلام الناس عليها بعد ان تخطت هذه المرحلة منذ زمن، صرخ بهم لؤي بغضب.

لؤي: لو سمعت كلمة زيادة اتقالت ليكون الكل مطرود من الشركة ومش هيهمني، الكل يروح على شغله
و تقدم و صفق الباب في وجههم، ثم التفت لهاجر التي تقف بعيدا تحدق امامها دون ان تنطق بشيء، اقترب منها و امسك يدها بحنان ثم ذقنها ليرفع رأسها له ولكنها مازالت تنظر للأرض
لؤي بصوت دافئ: بصيلي..
لم تنظر له
لؤي: بصيلي لو بتحبيني
نظرت له والدموع مازالت عالقة، كم شعر بالحزن.

لؤي: اسف لأني حطيتك في الموقف دة، و متصدقيش كلامها عمري ما هلعب او همثل عليكي ومفيش اي حاجة تربطني بيها و...
ابعدت يده وتخطته وعادت لمكتبها، كان يتابعها من خلف الزجاج بحزن، فتقدمت ووضعت السيتار لكي لا يراها، وها قد سمحت لدموعها بالنزول حتى ارتفع صوت شهقاتها فوضعت يدها على فمها لتكتم صوت شهقات بكائها المثيرة للشفقة.

في منزل لؤي، جالسة روان معمنال وهي تُمثل البكاء
منال بحنان: اهدي يا روان يا حبيبتي، انا هفهم كل حاجة من لؤي بالتفصيل و اقولك
روان: بعد كل اللي قلته تقوليلي هتفهمي منه!، ما هي مفهومة
منال بهدوء: اهدي طيب، انا هتصرف
نهضت روان وقالت ببرود اظهر معدنها
روان: ميهمنيش الصراحة، انا راجعة امريكا، انا كنت عايزة اتسلى وخلاص، سلام بقى عشان الحق اقنع مامي بأني اسافر
و غادرت دون ان تسمح ل منال بالإعتراض.

نهضت منال لتبدل ملابسها وتغادر الفيلة متجة إلى، وتنوي على...

في منزل هاجر
إنتهت اماني من اعداد الطعام ونظرت للساعة وجدتها الرابعة عصراً، فتوضأت وصلت العصر وبعدها قرأت القرآن واخذت تدعي لابنتها بتوفيق حالها، قاطعها صوت جرس الباب، نهضت وفتحت، كانت امرآة يبدوا عليها الوقار
اماني: حضرتك عايزة مين؟
منال: دة بيت هاجر؟
اماني: ايوة، انا والدتها، في حاجة؟
إبتسمت منال وقالت
منال: لا ابدا، انا ام لؤي
نظرت لها اماني بذهول ثم إبتسمت ورحبت بها.

في الشركة، لم يكن لؤي موجود فقد غادر، نظرت هاجر للساعة، لم يظل إلا عشر دقائق و ينتهي وقت العمل، نهضت ولملمت اشياءها، فجأة وجدت الباب يفتح ويدلف مصطفى لمكتبها
هاجر بإنزعاج: ازاي تدخل كدة؟
مصطفى بإستحقار: انا كنت مخدوع فيكي، ازاي طلعتي بالحقارة دي؟ حقيقي الحب بيعمي الواحد من انه يشوف عيوب اللي بيحبه، مكنتش اتوقع انك تكوني بالسوء دة
بلعت ريقها بصعوبة وقالت
هاجر: انت ملكش الحق تقول عليا كدة اصلا.

اتت نورة من خلفه وقالت بسخرية
نورة: هاجر العانس وقعت مديرنا الجنتل!، عملتيها ازاي ها؟، علمينا ما انت ليكي خبرة
اتت اميمة و اكملت
اميمة: والله و ظهرتي على حقيقتك، شايف يا مصطفى البنت اللي حبيتها
رفعت هاجر حاجبيها بصدمة
هاجر: قصدك على مين؟
مصطفى بحزن: انت، وكنت ناوي اتقدملك بعد عذاب من اقناع اهلي
ثم اكمل بإستحقار: بس الحمدالله ظهرتي على حقيقتك.

هاجر بسخرية وهي تنظر له: الحمدالله اني ظهرت على حقيقتي عشان توقف حبك ليا
لاحظت حزنه وضيه فقالت بأسف
هاجر: اسفة لأني سببتلك اي حزن او جرح، انا اختك الكبيرة و...
قاطعها بحدة وفظاظة جرحتها
مصطفى: ميشرفنيش يبقى عندي اخت كبيرة زيك
وتركها، نظرت هاجر له وهو يغادر بحزن و بدأت اميمة ونورة في الحديث، فأخذت حقيبتها و غادرت سريعا، لم تعد تتحمل اكثر.

مساءً، في منزل لؤي، على السفرة
منال بهدوء: بكرة ورانا مشوار مهم يا لؤي على بعد العشا
لؤي: فين؟
منال: عروسة
لؤي بإستنكار: ماما
منال بحزم: هنروح بكرة حتى لو رفضت
ثم اكملت بإبتسامة واثقة: و متأكدة انك هتوافق عليها
اعتراه الفضول حول ثقة والدته، تدخلت لميس بحماس
لميس: وانا هاجي معاكم صح
منال: لا
لميس يحزن: ليه يا ماما؟
منال بصرامة: كدة، يلا خلصي اكلك واطلعي نامي عشان المدرسة.

تأففت لميس بضيق واكملت طعامها سريعا ثم صعدت لغرفتها.

في منزل هاجر
كانت الاخيرة تجلس في غرفتها تضم قدميها لصدرها و الحزن يكسو وجهها، دخلت عليها والدتها و جلست بجانبها
اماني بحنان: برضوا مش عايزة تقوليلي اية اللي حصل ومخليكي زعلانة؟
إبتسمت هاجر إبتسامة باهتة و قالت
هاجر: مفيش حاجة صدقيني
اماني: مش مصدقاكي بس ماشي، المهم بكرة جايلنا ضيوف
اومأت هاجر برأسها
اماني: مش عايزة تعرفي مين؟
هاجر: مش مهم
اماني: اوك براحتك
و نهضت وقبلت جبين ابنتها وقالت بحنان.

اماني: ربنا يفرجها عليكي يا حبيبتي
إبتسمت هاجر وقالت بتمني
هاجر: يارب
بعد خروج والدتها استلقت على السرير وامسكت بالدمية الذي اعطاها لها لؤي وعانقتها، بعد دقائق اعلن هاتفها عن وصول رسالة على الواتس اب فتحتها و كانت منه
كتب فيها (( وحشتيني ))
شعرت بالأشتياق، ارسل لها (( مش هتردي؟، بجد وحشتيني ))
ارسل مرة آخرى (( انسي اللي حصل الصبح )).

شعرت بالألم و تذكرت ما حدث و تذكرت كلام زملائها عليها، تنهدت بألم واغلقت هاتفها لكي لا تصل لها رسائل منه.

اشرقت شمس يوم جديد
استيقظت هاجر وهي تشعر بالتعب والخمول، اغتسلت واردت ملابسها و من ثم غادرت متجهة للشركة، كانت واقفة في محطة الباصات، وقفت سيارة امامها و فُتح زجاجها
لؤي: اركبي
نظرت حولها لا احد غيرها هنا فنظرت للشخص الموجود بالسيارة فكان هو، تجاهلته، خرج من السيارة وإتجه للباب وفتحه، قال موجهاً كلامه لها
لؤي: اركبي
تجاهلته مرة احرى، شعر بالغضب فأمسكها من ذراعها وسحبها للسيارة.

هاجر بغضب: سيب ايدي، لؤي، مسمحلكش تمسكني كدة
صعد السيارة وتحرك
اكملت هاجر بغضبها: انت مين عشان تمسكني كدة، ازاي تركبني غصبن عني!، هرفع عليك قضية ا...
صرخ بها بنفاذ صبر ( بس ) ثم اكمل بهدوء بعد ان التقط انفاسه
لؤي: بالنسبة ل انا مين فأنا حبيبك
قاطعته بسخرية: حبيبي من اي ناحية إنشاءالله
تخطى سخريتها و اكمل.

لؤي: لو هتفضلي بعنادك دة فهركبك غصبن عنك، اما بقى للقضية اللي هترفعيها عليا، براحتك خالص بس انا عارف انك مش هتعمليها
هاجر بإستنكار: ليه مش هعملها؟
التفت لها وقال بحب
لؤي: لأني حبيبك، اهون؟
اشاحت بوجهها ونظرت للخارج و على وجهها إبتسامة صغيرة، وصلا للشركة و دخل كل شخص مكتبه، مر الوقت و وصل عامر للشركة و دخل وقابل لؤي
لؤي: يعني في صفقة جديدة هنعملها مع بعض؟
عامر: إن شاء الله، والاتفاق هيبقى عندك قريب اوي.

اومأ لؤي برأسه وقال
لؤي: إن شاءالله هنتفق وتتم الصفقة
عامر: إن شاء الله، عن اذنك
و غادر مكتب لؤي و إتجه لمكتب هاجر تحت انظار لؤي من خلف الزجاج
عامر بإبتسامة: ازيك؟
هاجر: الحمدالله، اتفضل حضرتك
اومأ برأسه وجلس
عامر: اقدر اعرض عرضي من جديد
هاجر بعدم فهم: عرض اية؟
عامر: نسيتي شكلك
هاجر: اسفة والله، ضغوط الشغل و حياتي الشخصية عاملين ضغط
عامر: ولا يهمك، بتكلم على عرض الجواز
تذكرت فقالت بإحراج
هاجر: اسفة ا..

قاطعها بسرعة بقوله
عامر: المرة دي مش هأجل عرضي وهستنى ردك واتمنى يكون الموافقة
و نهض و غادر، فور خروجه دخل لؤي وهو غاضب ولكنه قال بهدوء مخيف
لؤي: كنتوا بتتكلموا في اية؟
هاجر ببلاهة: نعم؟
لؤي بعصبية: كنتي بتتكلمي مع عامر عن اية؟
خافت من عصبيته فقالت بتلعثم
هاجر: ا، هو كان عارض، عارض عليا عرض
لؤي: عرض اية؟
بلعت ريقها وقالت بتردد
هاجر: جواز
ضرب الباب بقبضته بغضب وقال
لؤي: و انت موافقة؟
هاجر: مش عارفة.

امسكها من ذراعها بقوة و قال وهو يصرخ بها
لؤي: يعني اية مش عارفة، المفروض تقوليلي مش موافقة مش تردي تقولي مش عارفة
اكمل محذرا: لو شوفته معاكي مرة تانية هموته
هاجر بألم: لؤي، ايدي
لؤي بحدة: سامعة؟
اومأت برأسها اكثر من مرة، تركها و غادر، جلست على الاريكة وامسكت ذراعها ثم إبتسمت بسعادة، فهو يشعر بالغيرة عليها
مر بقية الوقت وهو لا يتحدث معها، انتهى وقت العمل.

مساءً
جهزت اماني كل شيء لاستقبال الضيوف، ثم إتجهت لغرفة ابنتها
اماني: جهزتي؟
هاجر: ايوة، بس انا مش فاهمة ليه لبستيني الطقم دة!، محسساني اني هتخط...
ثم ادركت وقالت بضيق
هاجر: اللي جاي عريس صح؟
إبتسمت اماني واومأت برأسها
هاجر بحدة: اكتر من مر...
قاطعها صوت طرق الباب
اماني بسعادة: وصلوا، روحي روحي افتحي
نظرت هاجر لوالدتها بسخط ثم ذهبت لتفتح الباب، اتسعت مقلتيها بصدمة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة