قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الأول

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الأول

رواية حب شبه مستحيل للكاتبة مي علاء الفصل الأول

ها هو يوم جديد يشرق
في حي في القاهرة، في احد البيوت البسيطة
استيقظت هاجر رغما عنها على صوت المنبة المزعج، جلست ع السرير وهي تفرك عينيها ثم نظرت للساعة وجدتها السادسة صباحا، قبل موعد العمل ب 3 ساعات
نهضت من على السرير و خرجت من غرفتها و اتجهت للمرحاض لتغتسل واثناء خروجها منه وهي ممسكة بمنشفة تنشف بها وجهها كان قد اتى صوت والدتها الناعس.

اماني: رايحة الشغل يا هاجر
هاجر: ايوة يا ماما
اماني: هي الساعة كام؟
هاجر: الساعة ستة
نظرت لها اماني بحزن
اماني: ربنا يوفقك يا حبيبتي و انتبهي على نفسك
إبتسمت هاجر بسخرية ثم دخلت غرفتها لتبدل ملابسها، تقف امام المرآة تظبط طرحتها
هاجر بإرتيااح: ياااه واخيرا ظبطت!
اخذت حقيبة يدها ثم خرجت من غرفتها فلم تجد والدتها فقد عادت للنوم، خرجت من منزلها المتواضع و نزلت ادراج المبنى و خرجت من البوابة الضيقة قليلا.

كان الشارع هادئ فلا يوجد به إلا رجل يبيع الخضار و كم شخض آخر، تنهدت و اتجهت لمحطة الباصات و انتظرت طويلا..
نظرت للساعة وجدتها السابعة و النصف، اتى الباص وصعدته، جلست و نظرت من النافذة و شردت في 13 عام مضى و كل يوم مر عليها خلال هذة الاعوام القاسية.

هاجر، في السابعة والثلاثون من عمرها، متوسطة القامة ورشيقة، تمتلك بشرة بيضاء تميل للوردية و عينيها ذو اللون البني الغامق فيراه الناس بلون سواد الليل، و الشعر ذو اللون البني الفاتح الذي يميل للون البرتقالي ولكن تخفية تحت حجابها، وهي، عانس.

وصلت للشركة و كانت الساعة 8: 20
صعدت و جلست على كرسي مكتبها و وضعت رأسها على المكتب و اغمضت عينيها لترتاح ولكن لم يطل هذا فقد
اتت زميلتها اميمة بتكبرها
اميمة: هاالو بالنعنووسة
رفعت هاجر رأسها من على المكتب بضيق و لم تنظر ل اميمة ولم ترد، جلست الاخيرة على مكتبها ثم اخرجت الروج من حقيبتها و اخذت تزين شفاهها به
اميمة بطريقتها المستفزة: مالك يا نعنووسة؟ مضايقة لية؟
هاجر: مش مضايقة
التفتت لها اميمة.

اميمة: اهوووو مش باين الصراحة
ثم دفعت كرسيها و اصبحت امام هاجر
اميمة بسخرية: اية دة اية دة؟ انت عندك 37 سنة والحبووب في وشك خلاص هتفرقع يااختي، ما تحطيلك ميك اب شووية
نظرت لها هاجر بحدة
هاجر: ملكيش دعوة بيا ولا بوشي، اتسهلي ل مكتبتك احسن
اميمة: لا يا حلوة كلميني عدل
ابعدتها هاجر بدفع كرسي اميمة بعيدا عن مكتبها، ثم اخذت تنظر للأوراق الموجودة امامها، نظرت اميمة لها بتكبر ثم اكملت تزيين نفسها.

نهضت هاجر و دخلت المرحاض و وقفت امام المرآة
هاجر: دي مجنوونة صح؟ مفيش حاجة في وشي و مفيش حبووب الحمدالله
اردفت بضيق: هي عايزة تجرشكلي و خلاص، وانا مش هسمحلها بكدة عشان انا مش ناقصاها
و خرجت من المرحاض وعادت لمكتبها
اميمة: روحتي تتأكدي من شكلك صح.

ضحكت وهي تُكمل: ثقتك في نفسك مهزوزة اوي
التفتت هاجر لها ببرود و قالت
هاجر: انت هتصاحبيني يعني؟ انا مش عايزة اتكلم معاكي، فلوسمحتي ابعدي عني
و عادت لما كانت تفعلة، رمقتها اميمة بغيظ.

وصل بقية الموظفين تقريبا ووصل المديرة يحيى وهو عابس الوجة و وقف في المنتصف و طلب منهم الإجتماع، فأجتمعوا حوله
يحيى: في مشكلة حصلت في الشركة بسبب اخر صفقة عملناها و بسبب الصفقة دي وقعنا في ديون و انا مش هعرف اسدتها
نظروا الموظفين لبعضهم بقلق على مصدر رزقهم
اسرع يحيى ليطمأنهم: متخافوش مش هقفل الشركة، بس الشركة هتتباع لمدير جديد، يعني انا من اللحظة دي اعتبر مش مديركم.

اميمة بهمس لأحد زميلاتها: و اخيرا هيمشي الراجل ابو كرش دة، والله لو كان المدير جديد شاب و مز، يبقى حاجة تحفة
ضحكت زميلتها وقالت: يابنتي انت مخطوبة مينفعش اللي بتعمليه دة
اميمة بضيق: خطوبة اية بس، فكك
يحيى وهو ينهي حديثه: المدير الجديد هيجي النهاردة، بتمنى تكونوا متعاونين معاه زي ما كنتوا معايا
ودعهم يحيى ثم اتجه لمكتبة ليجمع اغراضه، عاد كل موظف لعمله.

كان هناك من يراقب هاجر من المكتب المقابل لمكتبها، انه زميلها في العمل مصطفى هو معجب بها جدا و كان ينوي التقدم لخطبتها ولكن عندما عرض الأمر على والديه رفضوا لفارق السن فهي اكبر منه بكثير وكذلك لتفكيرهم بالأطفال فنسبة إنجاب الأطفال لهم ستكون قليلة، حاول كثيرا معهم ولكنهم لم يوافقوا فتراجع عن كل خططه المستقبلية معها، اتت موظفة جديدة للشركة وقد ذهبتل هاجر لتسألها.

الفتاة: انا نورة زميلتكم هنا و لسه متعينة إمبارح فين الاقي مكتبي؟
اتت ان تُجيبها هاجر لكن اميمة تدخلت
اميمة: هنا اهو مكتبك
التفتت نورة و اتجهت ل مكتبها و اخذت اميمة تجر الحديث معها وقد صادقت نورة سريعاً، بعد مرور ساعات من تهمسهما الذي وصل ل هاجر في النهاية، كان صوتهم مسموع قليلا للبقية، حاولت هاجر التحمل قدر ما تستطيع ولكن لم تستطيع التحمل اكثر من هذا عندما قالوا.

نورة بسخرية لاذعة: تلاقيها كل ما تشوف واحد في الشارع بتترمي عليه و تقوله اتجوزني
وضحكت اميمة و بعض زملائهم
القت هاجر القلم بغضب على الطاولة و نهضت من على الكرسي
هاجر بغضب: اتلمي يا نورة احسنلك
نورة مدعية البراءة: و انا عملتلك اية إن شاء الله!
هاجر: انت عارفة كويس انت عملتي اية
نهضت نورة وقالت بوقاحة: هو انا قلت حاجة غلط مثلا!
ثم اكملت بضحك: اعترفي انك بتعملي كدة ها يلا قولي.

هاجر وهي تجز على اسنانها بغضب: اتلمي وإلا
نورة بطريقة مستفزة: هتعملي اية يعني؟
هاجر: هوريكي دلوقتي
و اتجهت ل نورة وبدأت في ضربها و شد شعرها وهي تصرخ
هاجر بغضب وهي مازالت تضربها: ها شووفتي ولا
نورة وهي تحاول الدفاع عن نفسها: ابعدي عني يا مجنوونة، حد يساعدني
مصطفى من بعيد: اهدي يا هاجر
هاجر: اخرج من الموضوع.

هناك من كان يضحك وهناك من كان يوافق على فعلة هاجر و قليل من حاول التدخل، تملصت نورة اخيرا منها و وقفت خلف مكتبها
نورة: انت مجنوونة عشان كدة محدش بيبصلك
هاجر بحنق: يعني متربتيش لسه!
وصعدت على طاولة المكتب و قفزت من عليه لتمسك ب نورة ولكن وجدت من التقطها وهي تقفز من على المكتب
هو: اية اللي بيحصل هنا
هاجر بإنفعال: انت اية دخلك انت
ثم نظرت لنورة التي تقف بعيدا
هاجر: تعالي يا ام لسان طوويل تعالي هنا.

هو بحدة: إحنا مش في الشارع، اهدي
نظرت له هاجر بغضب: وانت مين عشان تقولي كدة، دي مش شركتك و ابعد عني كدة
و دفعته بعيدا عنها
حاول ان يكظم غضبه، قال بهدوء: انا المدير الجديد
عادت لتنظر له وقدانفجرت شفتاها في ذهول ثم بلعت ريقها بصعوبة وقالت بتلعثم
هاجر: المدير؟!

شاور لها ول نورة: تعالي انت و هي لمكتبي، ورايا
اتبعاه للمكتب، جلس و وضع قدم على آخرى وهو صامت
نورة بتمثيل: هي اللي بدأت و اتهجمت عليا و ضربتني و بتمنى تاخدلي حقي
نظر لها المدير بينما تدخلت هاجر مدافعة عن نفسها: هي اللي غلطت فيا الأول
نورة: انتي كدابة
هاجر: العكس صحيح
هو بحدة: مفيش إحترام يعني!
التفتوا له ثم نظروا للأرض
قال بإقتضاب: اساميكوا؟
هاجر: انا هاجر
نورة: و انا نورة.

هو: اول حاجة انا المدير الجديد لؤي، ثانيا اللي شفتوا من شوية مش عايزُه يتكرر، بس هخصم من راتبكم عشان اضمن انه ميتكررش، اومأت نورة برأسها بضيق و خرجت، واتت ان تخرج هاجر اوقفها بحزم
هاجر: افندم؟
لؤي: لو اتكرر اللي عملتيه مرة تانية اعتبري نفسك مطرودة
هاجر بضيق: بس هي اللي بدأت
لؤي: بس انا شفتك انت
اخذت نفسا طويلا و خرجت، نهض لؤي و خرج للموظفين ليعرفهم عن نفسه، وقف في المنتصف و الموظفين حوله.

لؤي: احب اعرفكم بنفسي انا لؤي سامر المدير الجديد لشركة سافورني للديكورات، بتمنى تكونوا متعاونين معايا و تلتزموا بالقوانين اللي هتتحط والتغيرات و اولها الإحترام و عدم تطاول احد الموظفين على الآخر كان يقولها وهو ينظر ل هاجر، انا مجهز كل حاجة و هوزع عليكم القوانين، و ديكور الشركة هيتيغير و كذلك اماكن مكاتب الموظفين و هتعرفوا كل حاجة و اي سؤال عايزين تسألوه اسألوا
احد الموظفين: حضرتك هتغير اسم الشركة؟

لؤي: لا الأسم هيفضل زي ما هو سافورني للديكورات
اميمة بفضول: وحضرتك عندك كام سنة؟
نظر لها بهدوء واجاب
لؤي: على ما اعتقد دي معلومات شخصية محدش ليه الحق يعرفها ولا اية!
شعرت اميمة بالإحراج
لؤي: بكرة اجازة عشان هنوضب الشركة بشكل سريع
اومأوا برأسهم و عادوا لعملهم.

بعد إنتهاء وقت العمل
خرجت هاجر من بوابة الشركة، توقفت لدقائق تراقب ذلك المدير الجديد وهي تشعر بالغضب منه
كان يصعد ليسارته، شعر بعين متسلطة عليه فالتفت ووجدها تنظر له، بادلها نظراتها بنظراته المستفزة و غادر بسيارته، ضربت هاجر قدمها بالأرض بغضب و اتجهت لمحطة الباصات
لؤي رجل في الثلاثين من عمره، طويل القامة واسمر البشرة، يمتلك لحية خفيفة، يرتدي نظارة قراءة عند الحاجة ذو إطار اسود، جسمه رياضي.

فور دخول هاجر لمنزلها خرجت اماني من المطبخ
اماني: ازيك يا حبيبتي، عملتي اية ف الشغل النهاردة
هاجر بإقتضاب: الحمدالله ماشي الحال
اماني: في حد ضايقك؟
هاجر: لا محدش يقدر
جلست هاجر على الأريكة بتعب
هاجر: اااه رجلي وجعتني
اماني بتردد: تقدري بكرة تأجزي من الشغل؟
هاجر: بكرة اجازة
اماني: بجد!، لية؟
هاجر: في مدير جديد جه وهو هيمسك الشركة مكان المدير يحيى فهيعمل تعديل في ديكور الشركة.

اماني: طيب كويس اووي جت من عند ربنا، جهزي نفسك بكرة
نظرت لها هاجر بإستغراب
اماني بسعادة: جبتلك عريس
تغيرت ملامح هاجر للغضب ونهضت بعنف
هاجر: يعني اية جبتيلي عريس؟ انا مش عايزة اتجوز
اماني: انا عايزة افرح بيكي، دة انت بنتي الوحيدة
هاجر بإستنكار: تروحي تجيبيلي عريس!، قوليلي جبتية منين ها؟
اماني بتردد: هو اخو الست سعدية
حدقت هاجر بصدمة
هاجر: عايزة تجوزيني لأخو الست سعدية اللي عندوا 55 سنة يا ماما؟!

ثم امسكت بحقيبتها بغضب و قالت وهي تتجه لغرفتها
هاجر: انت مش معقولة، مش معقولة
و صفعت الباب خلفها بغضب، تنهدت اماني بحزن و عادت للمطبخ
دخلت غرفتها بغضب و ربعت جلستها على السرير
هاجر: دة انا افضل عانس احسن ما اتجوز واحد قرب يموت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة