قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية حب تحت مسمى العلاج للكاتبة رهف سيد الفصل الثامن عشر

رواية حب تحت مسمى العلاج للكاتبة رهف سيد الفصل الثامن عشر

رواية حب تحت مسمى العلاج للكاتبة رهف سيد الفصل الثامن عشر

بعد يومان
انزل هاتفه وعلى وجهه علامات العصبية تملى وجهه
حمل صغيرته على كتفه واتجه إلى غرفة اخته وظل يطرق الباب حتى فتحت له وعلى وجهها اثار النوم
ليلي، في إيه يابني
اسلام، خدي ملك عشان نايمة وانا نازل مش هينفع تيجي معايا
ليلي، رايح فين الساعة 11 الصبح
اسلام، طلبوني في الشغل ضروري خدي البت
حملت ليلي الصغيرة ونزل اسلام مسرعاً وهو عاقد نيته على العودة إلى القاهره.

اخرجت هاتفها بضجر
ريم، ايوة يابني انتا فين؟! بقالي ساعة واقفة في الشارع والشارع فاضي
ياسين، يا حبي جاي اهو داخل عليكي
ريم، طيب بسرعة يا ياسو
ياسين، طيب يا حبيبتي
انتظرت قرابة خمس دقائق حتى وجدت سيارته ركبت بها واخذت توجه المكيفات الهوائية إلى وجهها
ريم، حرام عليك ياخي لطعني بقالي ساعة واقفة انتا عارف الساعة1 الظهر عز الحر
ياسين، معلش يا قلبي خدي اشريي ماية
ناولها قارورة المياة لتشربها مبردة عليها.

غييييييد غييييييد
قالتها همس صارخة في اذنه ليستيقظ بفزع
غيد، حرام عليكي وعلى شكلك قال إيه عايزة تخلف
همس، وايش دخل ده بدة على العموم انا صحيتك كده عشان كل ماانام تصحيني
غيد وهو يلقي عليها الوسادة، تقومي مصحياني كده يا جزمة انتي
قفزت على الفراش لتردف بضحك، لا الصراحة كنت هعمل كده.

اقتربت منه ببطئ وهي تنظر لعينيه بحب وضعت يده على ظهره لينظر لها غيد باستغراب ولكن سرعان ما تحول إلى صرخة بعد ان وضعت احد مكعبات الثلج في ظهره لتركض إلى الاسفل ويركض خلفها عازماً ان يلقنهل درس.

ينظر اليها وهي نائمة امامه لا يعرف ماذا يفعل هل يلوم نفسه ام يقنعها، انها لم تفعل سوى الصواب
خطأ فادح وقع به، ولكن يحاوب تبرير لنفسة، انه لم يفعل سوى ما تمليه عليه نفسه، سمع صوت تأوهاتها اقترب ينظر لها.

استيقظت وهي تشعر بدوار ودوخة شديدة، لفحه من البرودة تلاقت مع جسدها، بدات بفتح عينها ببطئ ليتضح انها في غرفة، وضعت يدها تتحسس موضوع البرودة، صدمة الجمت لسانها لتجد نفسها عاريه نهضت مسرعه، لتجده امامها ينظر لها
امتلأت مقلتيها بالدموع، رفعت الغطاء تداري جسدها العاري، لتصرخ به
ريم، انا انا بعمل إيه هناا واية ايية اللي خلعني هدومي
عاد ليجلس مكانه بجمود وثبات كانه لم يفعل شئ.

اسلام، اظن ان انتي كبيرة اوي لدرجه انك تفهمي صحيتي لقيتي نفسك من غير هدوم قدامك راجل يبقى إيه اعتقد اي بنت تفهمها noooo اسف مش اي بنت اي مدام مش كده ولا إيه.

شهقت لتضع يدها على فمها تكتم شهقاتها سالت دموع كالانهار كادت ان تكذبه ولكن بقعت الدماء التي اشار إليها الجمت لسانها للمرة الثانية
ريم ببكاء، عشان خاطري قولي ان ده كدب قولي طب طب احلف ان فية حاجة حصلت مستحييل
جلس بجانبها وهو يعيد شعرها للخلف
اسلام، تؤتؤ ليه بس يا حبيبتي مش مصدقاني
بدا يقترب منها بشدة ليردف، تحبي أأكدلك
رفعت يدها لتهبط صفعتها على وجهه بقوة
ريم، انتا حيوان و حقير.

امسك يديها الاثنان بقوة، انا لو حيوان زي ما بتقولي كنت سبتك اكمل بخبث بس عشان انا مليش في الشمال هتجوزك
ريم بانهيار، حرام عليك انا معملتلكش حاجة ليه كده
اسلام، بلاش كلام كتير قومي خدي دوش عشان نمشي الساعة 4 المغرب.

خرج من الغرفة لتداري وجهها بين كفيها، التي أصبحت مليئة بالدموع، صرخات لو افلت بها حلقها لعبأت العالم وما نقصت، ظلت على هذا مدة تبكي وتسحب في جذور شعرها بشده، تجمدت اطرافها وتعالت شهقاتها. شعرت بيد توضع على شعرها، جلس على الفراش امامها ليردف
اسلام، بطلي تعيطي خلاص
ريم، ابعد عني بقى ملكش فيه خلاص غور من وشي انا انا هقول لمازن.

ضحك بسخرية كبيرة، ههههه عايزة تقنعيني ان انتي هتجيلك جرءه تقولي لاخوكي يا مازن اسلام اخو غيد جوز اختك عمل فيا كذا كذا كذا هههههه طب مين هيصدقك يا حبيبتي اسلام عند الكل في الصعيد مش هنا نصيحة مني تقومي تاخدي شور كدا وتلبسي عشان اخدك لاهلك وانا باذن الله لما ارجع من الصعيد هبقى اتقدملك هتقومي ولا احب اساعدك
ريم، غور من وشي انتا احقر من انك تكون حيوان ده الحيوان يزعل لو شبهتك بية.

اسلام، قلة ادبك دية هحاسبك عليها بعد ما نتجوز يا حبيبتي
قالها وهو يخرج من الغرفة جمعت شتات نفسها لتقوم بالم، وهي تداري جسدها الصغير، الذي اصبحت تكرهه.

وقفت امام المراءة في الحمام، تنظر إلى وجهها بالم لم تشعر بنفسها، إلا وهي تخرج كل ما في جوفها في المرحاض مع دموعها، وقفت اسفل الصنبور تغتسل وتغتسل، تحاول محو اثاره من جسدها، ولكن اثاره لم تكن على جسدها فقط، بل على حياتها كلها، حياتها اصبحت مشوهه الان، اغلقت الصنبور وبدات بارتداء ملابسها باحكام، خرجت وهي تسير ببطئ لتجدة يقف عند احد النوافذ
اسلام، اخيراً اتفضلي.

نزل اسلام وهي تتبعة ببطئ تسير كانها خاليه الروح، محطمة الفؤاد، تتمنى لو تصبح نكره...
ركبت مع دموعها التي لم تجف، كان يسير بها ينظر من الحين إلى الاخر اليها. اخرجت صوتها المبحوح
ريم، اوقف على البحر هنا.

لبى اسلام طلبها وركن سيارته نزلت مسرعه لتجلس امام البحر، زادت دموعها هطول، كانت تشعر ان روحها تخرج عند كل شهقه، سمعت صوت رنين هاتفها، اخرجت هاتفها لترتعب عروقها، وجدت العديد من المكالمات الفائته من والدتها واخوها، جلس بجانبها وهو ينظر لها
اسلام، ردي عليهم قولي انك تعبانه وقاعدة هنا
مسحت دموعها بشهقات متقطة لتجيب
مازن بصراخ، ايوة يا بنتي انتي فيين بقالي ساعة بتصل علي...

قاطع صراخه وهو يسمع صوت بكائها مرة اخرى
مازن بقلق، ريم انتي كويسة يا حبيبتي
ريم، ايووة
مازن، مال صوتك
ريم، مفيش بس تعبانه
مازن، طب قولي انتي فين وانا هجيلك يا حبيبتي متتحركيش
ريم، انا على الكورنيش
وصفت له مكانها ليخبرها انه حاضر فوراً
ريم بدون ان تنظر اليه، تقدر تمشي مازن جي
اسلام، مش لما اطمن عليكي الاول
ريم بسخرية، لا وانتا بسم الله ماشاء الله اللي خايف عليا جدا
اسلام، اكيد طبعا مش مراتي.

ريم، مُرّ يا رب اللي تشوفو في حياتك انا مش مرات حد ومين قالك اني هقبل اتجوزك يا واطي
اسلام، لسانك طويل
ريم، وهيفضل طويل ويطول على اشكالك
امسك ساعديها بقوة طبعت اصابعه على ذراعها
اسلام، اشكالي دية هي اللي هتتجوزك وترضى غيري لا يا حبيبتي بيخلع لكن انا عشان محبش كده هتجوزك
انزل يده و وضعها على بطنها
اسلام، مش يمكن تحملي مني وتجبيلي ابني التاني
دفعته بقوة وهي تصرخ به
ريم، ابعد عنننني بقاااا سبني يا اخي.

اسلام، انا هقوم اقعد بعيد عشان اخوكي لو جه بس هتفضل عيني عليكي
نهض اسلام من جانبها مبتعداً قليلاً
شعرت بيد توضع على كتفها ظنت انه اسلام قبل ان تنهره سمعت صوت اخاها
مازن، ريم حبيبتي مالك
مسحت دموعها مسرعه، لا لا مليش انتا انتا جيت امتى
جلس مازن بجانبها وهو يملس على ظهرها
مازن، لسة جاي قوليلي مالك حد دايقك عملك حاجة قوليلي وانا هتصرف
ريم، ها لا لا بس بس بابا وحشني اوي يا مازن.

وبدات بالبكاء ضمها مازن إلى صدرة وهو يردف
مازن، إيه اللي فكرك بية دلوقتي
ريم بشهقات، عشان هو سندي وضهري عمري ما نسيتو يا مازن
مازن، اومال انا رحت فين يا عبيطة منا سندك وضهرك واخوكي وابوكي يا بت ده انتي تربيتي وانا واثق ان انتي عمرك ما هتعملي حاجة غلط
زاد من بكاء ريم ليردف هو بقلق زائد
مازن، يا حبيبتي قوليلي بس مالك
ريم بتوتر، اصل اصل اتخنقت مع بنت انهرده في الجامعة وقالتلي كده.

مازن، متزعليش خلاص وديني لاجبلك حقك يلا بس عشان ماما خايفة عليكي اوي
ريم، ماشي
نهض مازن وهو مازال محتضنها حتى اتجه إلى السيارة اركبها ثم ركب هو
كان اسلام ينظر لها وظل متبعهم حتى وصلو إلى المنزل ثم عاد إلى الصعيد مرة اخرى
دخلت وهي متمسكة في اخاها وجدت والدتها جالسه تبكي وعزة بجانبها تواسيها احتضنتها ريم مهدأه لها
زينب. حرام عليكي يا ريم قلقتيني عليكي يا بنتي افتكرت حد عملك حاجة ولا حصلك حاجة.

ارتبكت ريم ولكن اخفت ارتباكها وهي تقبل يد والدتها بحنو
ريم، لا لا يا ماما يعني يعني هيكون حصلي إيه انا بس زهقت شوية وقعدت على الكورنيش شوية
زينب، طب يا حبيبتي مش تردي علينا
ريم، معلش التلفون كان صامت
عزة، مالك وشك عامل كده ليه
تحسسته مسرعة وهي تردف، ليه فيه حاجة
عزة، لا بس شكلك تعبانه
زينب، روحي يا عزة جبلها حاجة تاكولها
ريم، لا انا بس عايزة اطلع انام شوية
زينب، ده انا كان عندي ليكي خبر بس خلاص خليه بكرة.

ريم، خبر إيه
زينب، خلاص بكرة هبقى اقولك
ريم، طب انا هطلع انام ومحدش يصحيني
انهت جملته وهي تصعد وكلمه امها تتردد في اذنها افتكرت حد عملك حاجة
دخلت غرفتها وشهقتها المكتومة لتردف
ريم، ااااااه يا رب يا رب.

دخلت إلى الحمام وهي ترمي ملابسها على الارض عبئت مغطس المياة بالماء الدافئ وضعت جسدها به تريحه شهقاتها تزداد ظلت هكذا فترة وخرجت وهي تلف جسدها بروب قطني خرجت وهي تمسك جهاز المكيف لتشغله على درجه عاليه وضعت جسدها اسفل غطائها لتذهب في نوم عميق.

اعتادت على الجلوس والحكي معها كانت تعتبرها اختها الكبرى احبتها من كل صميم قلبها
همس، طب قوليلي يا صفية اعمل إيه
صفية، الست العاجلة (العاقله ) تعمل إيه تروح تصحى قبل جوزها وتحضرلو الفطور وتعملو كوباية الشاي وتروح تحط شوية احمر خفيف وتصحيه وتفطرو وتجولو (تقولو) تيجي بالسلامة يا حبيبي هتوحشك ولو الست معملتش كده يبقى يجيب لها ضرة
همس، ضرة! يعني إيه.

صفية، يعني يتجوز عليها ويجيب واحده ثانيه وممكن تخليه يسيب مرته الثانيه وكدة
همس، اااه طب ليه
جائت صفية لترد ولكن المها منعها
همس، مالك في إيه
صفية، ااه بطني
همس، ضربك تاني
صفية، اه ده ضرب جوي اااااه
نظرت همس على الفراش لتردف بتساؤل
همس، إيه الماية دية
نظرت لها صفية بصدمة لتصرخ مستغيثة مددتها همس على الفراش وضعت راسها على رجليها وهي تصرخ
همس، بتصوتي ليه بس
صفية. بولد ااااااااااه.

فزع كل من في الاسفل على صرختها صعدو مسرعين فتح احمد الباب لتصرخ به
صفية، الحقني يا اااااحمد اااااااه
سناء، واه انتي بتولدي انزل بسرعة جيب الداية
احمد بفزع ولهوه، هجبها منين
همس. طب طب اهدي
دخلت ليلي وهي تساعد امراءة كبيرة من العمر في الدخول لتصرخ بهم سناء
سناء، يلا كلو يطلع برة الغرفة
امسكت صفية رجل همس ببكاء
المراءة، خلاص خليكي هنيه (هنا) والباقي يطلع برة.

خرج غيد وهو خائف على صغيرته لابد ان لاترى هذا المشهد ابدا جاء اسلام وهو يركض
اسلام، في إيه
غيد، انتا كنت فين طول اليوم
اسلام، هاه لا كان عندي شغل مهم صفية بتولد
احمد، ايوة
امسكه اسلام من يده مخففا عنه
اسلام، متقلقش ان شاء الله سليمه
سالم، متخافش بنتي جوية وتتحمل
ظلت صرخاتها مستمرة قرابة النصف الساعة حتى سمعو صوت مولودٍ جديد لهذا المنزل.

فرح الجميع بهذا الخبر خرجت سناء وهي تحمل المولود بين يديها وتطلق الزغاريد فرحه
سناء، الله اكبر الله اكبر خمسة وخميسة الله اكبر بدر منور بسم الله ماشاء امسك ولدك
اتجه غيد مسرع ينكز اخته
غيد، ادخلي جبيلي همس بسرعه
ليلي، اشمعنا
غيد وهو يدفها، يلاا
دفعها غيد إلى الغرفة دخلتها ليلي باستغراب كان الجميع ملتف حول الصغير ما ان خرجت همس اخذها اليه كانت ترتجف بشدة
غيد، انتي كويسة يا همس حصلك حاجة.

كانت همس صامته فقط معالم الصدمة تنير وجهها اشارت إلى القليل من الدماء التي وقعت على ثوبها تشبثت بملابسه خائفة تشهق بفزع سحبها غيد بعيدا عنهم واتجه إلى غرفته
غيد، انتي كويسة يا همس حبيبي عشان خاطري ردي
همس ببكاء وشهقات متقاطعة، ال ال الدم عشان خاطري ابعدو
استمر بكائها سحبها غيد إلى الحمام وبدا القليل من المياه على ثوبها كي تذهب
احتضنته همس خائفة بشدة لم يكن باليد حيلة اجلسها على احد الكراسي.

غيد، طب طب استنيني هنا دقيقة
ذهب غيد مسرع إلى حقيبته واخرج احد تيشرتاته وعاد إلى همس مرة اخرى
غيد، طب اهدي بس متعيطيش
سحب غيد بلوزتها مسرع والبسها تيشرت خاص به
غيد. بس بس خلاص مفيش دم
حملها واتجه إلى الفراش وهي مازالت متمسكه به وضعها على الفراش وضمها إلى صدرة
همس ببكاء، البيبي كلو دم في في دم انا انا مش بحب الدم عشان خاطري انا ان...
غيد مهدا من روعها، هشششششش بس يا حبيبي اهدي عشان خاطري مفيش حاجة حصلت.

ظل يهدا من روعها حتى نامت بين يديه خشى ان ينهض لربما تستيقظ مفزعه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة