قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية حب تحت مسمى العلاج للكاتبة رهف سيد الفصل الثالث والأربعون

رواية حب تحت مسمى العلاج للكاتبة رهف سيد الفصل الثالث والأربعون

رواية حب تحت مسمى العلاج للكاتبة رهف سيد الفصل الثالث والأربعون

تقدم وهو ينظر اليهم دموع الجميع تسير على وجناتهم خوفهم قلقهم تعبهم بين ايديهم في الداخل
اسلام، الدكتور لسة مطلعش
مازن، لا لسة ادعيلها يا اسلام
اسلام، يا رب
ساعات مرت وهي في الداخل هذا يدخل وهذا يخرج لا احد يعطي معلومه عن حال حبيبته
خرج الطبيب وهو يزيح الكمامات الممزوجه بالدماء ليردف
غيد، طمني يا دكتور.

الدكتور، مش هخبي عنكم بس حالتها حرجه جدا احنا هندخلها العناية المشددة الرصاصه كان بينها وبين القلب 5 سنتيمتر ودية حاجه صعبه ادعولها
وقف غيد وهو يستند على الحائط يناجي ربه بان ينقذ معشوقته
اسلام، انا هروح اشوف فلوس المستشفى
غادر اسلام بينما كان الجميع يدعوا إلى همس.

في اليوم الثاني...
الجميع مجتمع امام الغرفه منهم من يقرا القران ومنهم من يدعو ربه والخائف من فقدانها
اصدر صوت عالي خارج من غرفها تقدمت عائلتها مسرعه امام الزجاج الشفاف ينظرون اليها
الاطباء حولها مجتمعين ممسكين بجهاز الصدمات الكهربائية ويحاولون انعاش قلبها الذي بدا في الوقوف
الدكتور، زود الكهربا
الممرض، على اعلى حاجه يا دكتور.

فتح الطبيب عينه من الصدمه وهو ينظر إلى الشاشه التي تظهر انعدام خفقان قلبها
نظر إلى عائلتها التي تنظر لهم بصدمه اغمض عينه بالم ومد جهاز الصدمات مرة اخرى محاولة لانعاش قلبها ولكنها بائت بالفشل
وضع الطبيب الجهاز جانبه وسحب الغطاء الابيض على راس همس معلناً وفاتها نظر إلى عائلتها التي تنظر اليهم من خلف الزجاج.

زينب التي سقطت ارضا بصراخ احتضنتها ماجده محاولة تهداتها...
مازن الذي استند الجدار بصدمه اقتربت ليلي محتضنته بقوة مخففة عنه...
ريم التي سقطت بحضن اسلام باكيه شعرت بخنجر دس في قلبها...
كاذبون، مخادعون، يمزحون، لا لا حبيبته لم تمت اندفع كالثور الهائج إلى الغرفة وهو يصرخ بهم
غيد. انتا مجنون انا انا هقدم فيك شكوه ازاي ازاي تعمل كده همس عايشة مراتي عايشة.

تقدم مسرع وهو يزيح الغطاء عن وجهها سقط بجانب فراشها وامسك وجهها بين يديه ودموعه التي بدات بالهبوط.

غيد، لا يا همس انتي عايشة صح مهو انتي مينفعش تموتي وتسبيني صح طب جالك قلب تسبيني وتروحي لا طب طب ليه مخدتنيش معاكي ها انا بحبك اوي طب انتي قولتيلي ان انتي مش بتقدري تعيشي من غيري وانا انا ازاي مش هقدر اعيش من غيرك مستحيل طب بصي اصحى وانا والله مش هزعلك ولا اضربك تاني يا ريت ايدي تتقطع ومتجيش عليكي بس اصحى اصحى وانا هعملك اللي انتي عيزاه
ربت الطبيب على ظهره وهو يردف.

الدكتور، لو سمحت كده مش هينفع البقاء لله
غيد بصراخ، انتا ملكش دعوووة همس هتصحى همس مستحيل تسبني همس بتحبني هي قالت كده مش هينفع اكمل حياتي من غيرها
بدا بالصراخ بهم وهو يحركها كي تفيق اقترب الممرضين كي يبعدوه ليسقط منهم ارضاً صارخا على فراق حبيبته الذي اصبح كالعذاب المهلك لهم
تم نقله إلى احد الغرف المجاورة نغز الطبيب الابرة في يده ليبدا في اغماض عينه وهو يناديها باسمها ان تعود.

يومان اخران يومان وهو في فاقد الوعي مكذب لما حدث لم تمت هي حيه بداخله وحيه معه فتح عينه بتعب ليجدهم حوله مجتمعين مازن واسلام ليلي وريم بملابسهم السوداء
ليلي، حمد لله على سلامتك يا غيد
غيد بالم، همس! همس فين
تحدث مازن بعيون حمراء ونبرة مليئة ببكاء، همس ماتت يا غيد خلاص راحت للي ارحم من اي حد عليها
نزلت دموعه بانهيار، لا انا عايز اشوفها مش هينفع تموت وتسبني.

اسلام، خلاص يا غيد البقاء لله وحده احنا مستنينك تصحى عشان ندفنها كل حاجه جهزه
غيد، ادفنها! ادفنها بايدي يعني ادخلها تحت التراب ومش هبقى اشوفها تاني يعني مش هعرف اضحك واهزر معاها تاني طب جبوها تاني وانا مش هزعلها بس اني اشوفها جنبي ده عندي بالدنيا
اسلام وهو يمسك يد مازن، مازن يلا نطلع عشان لازم ندفن همس اكرام الميت دفنو.

خرج من المشفى بقميصه الاسود وهو متكئ على اخاه ليس به حال ان يسير حتى بعض سنتيمترات
اسلام، غيد انتا هتروح هتقعد في العربية وانا ومازن هنكمل الباقي كان في حاله يرثى له لم يجب فقط ينظر بصدمه ركب السيارة واسند راسه على الشباك بعينان من اللون الاحمر القاني على فراق حبيبته بدأت السيارة بالسير وتبعتها سيارة مازن وخلفهم سيارة سوداء بها همس مكفنه واتجهو إلى المقابر كي يبدؤ بالدفن.

كان غيد لا يسمع لشئ سوى صوت حبيبته في اذنه لا يرى امامه غير صورتها دمعه شاردة نزلت على وجنته اغمض عينه متنهد بتعب
كيف تضيع بعد كل هذا كيف تتركه انه على اتم استعداد ليحارب العالم من اجلها ولكنها غادرت فلتعد لدقيقه واحده احتضنها املئ رئتي من رائتحها الظلام الذي خيم على السيارة عند دخولهم إلى احد الانفاق المظلمه التي شبهه غيد بحياته.

بدات تقف ببطئ رهبه دخلت إلى قلبه من المكان الذي هم فيه ربت اسلام على كتفه قائلا
اسلام، مش هتنزل تدفنها معانا يا غيد
لم يعقب على اخيه لم يتكلم ولم يتحرك كان بعالمه الخاص عالم لا يحويه سواه هو و معشوقته
تنهد اسلام بيأس ونزل
تقدمو إلى السيارة السوداء تقدم العديد من الرجال مع مازن واسلام بدات اصوات البكاء بالارتفاع صوت الادعيه ادخلوها بالقبر ليردف مازن بدموع هابطه.

مازن، مكنتش اتوقع اني احطك بايدي في القبر يا همس
زينب، بنتي مماتتش انتو كدابين
احتضنها مازن وهو يهداها، خلاص يا ماما البقاء لله وحده
كانت ان تسقط ولكنه اسندها بذراعه ليردف
اسلام، اهدي يا ريم مش كده
ريم بانهيار، مش قادرة يا اسلام ليه ماتت وسبتني مينفعش كده انا بحبها رجعوهالي تاني
اسلام، ادعلها يا ريم واهدي عشان خاطري
ربتت على ذراعه وهي تردف، مازن انتا كويس.

اوما بتعب، ايوة يا ليلي متعيطيش انتي كمان لازم نبقى اقوي من كده
وقف مازن هو واسلام على الباب مستقبلين المعزين
الرجل، اومال فين الدكتور غيد عشان نعزيه
اسلام، معلش هو تعبان شوية
الرجل، الله يكون في عونو ويصبرو.

ادخلوه إلى شقته ليتذكر كل شئ شريط سينمائي يمر امام عينه وضعه مازن على الفراش وهو يردف
مازن، ارتاح يا غيد انتا تعبت اووي
قالها مازن وخرج من الغرفة لتهبط دموعه كالانهار وهو يردف
غيد، خدت راحتي معاها خدت حياتي معاها خدت عمري كلو معاها خدت كل حاجه مني مشيت ليه وسابتني ارتاحت كده وانا بتعذب ارتاحت وانا بموت بالبطئ
لا يا غيد انتا قوي
قالتها وهي تجلس على الفراش
غيد بفرح، همس!
لتردف وهي تمسح دموعه، قلبها.

امسكها غيد كانه يتاكد من وجودها ليردف
غيد، انتي معايا صح ايوة كلهم كدابين
ابتسمت بحزن، لا يا حبيبي خلاص انا رحت عند احن حد في الدنيا بس انا هفضل معاك روحي معاك
غيد برفض، لا لا انا عايزك ازاي مخدتنيش معاكي انتي مش بتحبيني يا همس
همس، بحبك اوي يا غيد
غيد، يبقى خديني معاكي عشان خاطري
همس. هشششش انتا لازم تفضل انتا قوي صح عشاني لازم تفضل عايش لو احتجتني هتلاقيني جنبك انا جواك يا غيد انا في قلبك وجنبك ومعاك.

غيد، وحشتيني اووي ارجعيلي
همس، انا لازم امشي دلوقتي يا غيد انا بحبك
غيد، لا لا متمشيش استني خديني معاكي همش لا لا
استيقط صارخاً رافضاً من حلمه الذي اصبح يعيشه منذ وفاتها
غيد، مشيت مشيت تاني مقدرتش اخليها تفضل مشيت انا انا وحشتها و وهي كمان و وحشتني انا هروحلها ايوة ايوة لازم اروحلها
نهض غيد مسرع إلى الحمام غسل وجهه لحيته التي طالت قليلا شعره المبعثر عينه الحمراء الهالات المجتمعه اسفل عينه كالمدنين.

نزل وركب سيارته متجاهلا نداء اسلام ومازن
اتجه إلى قبرها وقف امامه ورفع يديه ليقرا سورة الفاتحه بخشوع باكي ما ان انتهى جلس امام القبر وهو يردف
غيد، انتي قولتي ان انا وحشتك وانتي كمان وحشتيني ان شاء الله هفضل ادعي ان ربنا يجبني عندك عشان افضل في حضنك يا همس عشان افضل معاكي علطول ومحدش ياخدني منك.

جلس ساعات يتحدث يخبرها مدى اشتياقه مدى حبه لها مدى حنينه إلى حضنها نهض وهو ينفض ثيابه واتجه إلى السيارة يسوق وهو غير مدرك تماماً دمعه شاردة من عينه ليرفع يده ماسحا اياها.

صرخ قائلا بقسوة، ازاي قدر يهرب منكم
اسلام، اهدى يا مازن الدخليه مش ساكته وقالبين الدنيا عليه
رفع يده وهو يصفق بسخريه، الله الله احلى تحيه للداخليه اللي اختي ماتت قدام عينها واللي قتلها هرب احلى تحيه للداخليه اللي قالبه الدنيا لا تعبناها بجد
ليلي، اهدى يا مازن
اسلام، يا مازن والله الكل ما ساكت وانا رايح جاي واكتر واحد هناك بسعى ان اجيب حق اختك
دخل مازن إلى الغرفة صافكا الباب بقوة ليردف اسلام.

اسلام، والله انا تعبت من العيله ديه
ريم، تعالا يا اسلام عشان تستريح انتا برة من الصبح
اسلام مزمجراً، وياريت عاجب
دخل هو الاخر صافكا الغرفة خلفه لتنظر الفتاتان إلى بعضهما بحزن وتبعت كل منهم زوجها حتى تهدا روعه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة