قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب افتراضي بقلم دعاء الفيومي الفصل الثالث

رواية حب افتراضي بقلم دعاء الفيومي بجميع فصولها

رواية حب افتراضي بقلم دعاء الفيومي الفصل الثالث

مدت حسناء يدها برعشه، وتردد؛ لكن حسمت أمرها وقبلته، مقنعة نفسها أنه كتعويض أو صداقه كما قال لها حازم فلما لا؟
فالمنتمون للطبقات الثريه الصداقه بين الفتيات، والشباب ليس به خطأ،ويتهادون فيما بينهم بالتالي حازم لن يفسر قبولها للهاتف بالخطأ.
ابتسم حازم بسعاده لأنه تأكد أن ما يسعى إليه سهل المنال.
حازم: متشكر انك قبلتي هديتي المتواضعه، ممكن أوصلك المكان اللي تحبيه؟

حسناء بسرعة: لا طبعا ده مينفعش كمان خطيبي ممكن يشوفني، أو بابا.
حازم يصطنع الحزن: انتي مخطوبه، معقول؟! طب فين دبلتك؟
حسناء: اتكسرت مني وعمر خدها يصلحها.
حازم باستهزاء حاول أن يخفيه: وحبيبك بيشتغل إيه، ومن عيلة مين؟ ده لو ميضايقيش يعني، بتكلم معاكي كصديق.

حسناء بهدوء: لا عادي مفيش مضايقه ولا حاجه عمر محامي بس بيشتغل في مكتب محامي مشهور، هو كان يقدر يفتح مكتب خاص بمساعدة والده لأنه مسافر من وهو صغير عايش في دبي وغني جداً بس عمر مش بيوافق انه ياخد مساعده منه أبداً، ووالدته متوفيه من وهو لسه في الكليه.
حازم بدهشه مصطنعه: مش ممكن جمالك ده، ورقتك ترتبط بواحد يبهدلها معاه، في شقه صغيره، ومسؤليات، انتي اللي زيك مكانه القصور، واحدث عربيات، مراكز التجميل، والسفر كل البلاد.

حسناء بتردد: انت بتقولي كده ليه؟! كل واحد بياخد نصيبه وكفايه انه بيحبني
حازم بخبث: اه طبعاً الحب مهم جداً بس من وجهة نظري الحب مع الفقر، اكيد هيروح مع ضغوط الحياه، أنا بنصحك لأننا بقينا أصدقاء لكن فى النهايه دي حياتك.
حسناء بشرود، وضيق: بعد إذنك أنا لازم امشي.
حازم بابتسامه: أه طبعا اتفضلي كنت اتمنى اوصلك بدل بهدلة المواصلات بس مش هقدر اسببلك مشكلة.

رحلت حسناء من أمامه وابتسم هو باقتراب هدفه، وأخرج هاتفه، وهاتف والده.

حازم: أيوه يا بابا، قريب هحققلك اللي تتمناه، اهم حاجه عندي رضاك، قريب هيكون عندك حفيد.
والد حازم بهدوء: بجد قررت خلاص تتجوز زي ما قولتلك بس خد بالك أهم حاجه تكون بنت ناس محترمين، مش من الشله التعبانه بتاعتك، عايز احفاد يتربوا صح.
حازم: اطمن يابابي اطمن.

اغلق الهاتف واقترب منه علي وقال: يا بني فكك منها فيه مية واحده غيرها، ملقتش غير دي، سونيا هتموت عليك لبسها لبس حشمة شويه علشان ابوك واهي توفي الغرض.
حازم باصرار: لا طبعا سهل جداً بابا يعرف هي مين ده غير تصرفاتها كمان حسناء دي عجباني، وانا متعود اخد اللي يعجبني، مهما كان صعب، ودي أظنها مش صعبه اوي..

هى أه اكيد مش زي اللي بعرفهم اخرهم سهرة في ديسكو، بس أهي تيجي بالجواز وأهي لما تخلف وازهق منها تبقى خدامه للي هتخلفه وخلاص، وابقى رضيت الوالد،وفلوس الوالد.
أنهى جملته بضحكه خبيثه.
علي بنبرةخبيثة وغمزة بعينه: طيب بمناسبة البنات اللي تعرفهم مش هنسهر النهارده ولا إيه؟
حازم بضحك: هنسهر طبعاً وهو انا اقدر؟!

وقفت عبير، أمام سالم زوجها في غرفتهم الخاصة بهم في منزل والده الراحل، يعيشون فيه مع والدته، وكانت أخته ملك معهم قبل أنت تتزوج وتنتقل لبيت زوجها.
استجمعت شجاعتها. وقررت التحدث إليه فيما يؤرقها، ويجرح قلبها لعله يشعر بها، ويعود لها كما كان من قبل، فهم متزوجان منذ أربع سنوات ومن بعد إتمام الزفاف بفترة لم تتعدى الشهرين بدأ يتغير معها ويتعامل معهابجمود، وقسوه، على غير ما توقعت منه فهو حبيبها منذ أن علمت معنى الحب، هو ابن خالها، وقوتها، لم تكمل تعليمها بعد وفاة والديها، كي تتزوج منه ولا تضطر للذهاب مع عمها، وأخذتها عليا للإسكندريه وتبتعد عنه، فقد ضحت من أجل حبها لكن ها هو الأن يخذل قلبها،
حاولت جاهدة أن تخفي ألمها، ولا تشتكي على أمل أن يشعر بها لكن قلبها لم يعد يحتمل فقررت البوح بما في داخلها.

اقتربت عبير من سالم وبيدها سترته تساعده في ارتدائها ثم نظفت حلقها وقالت بتردد: سالم أني مخنوقه وقلبي بيوجعني.
نظر لها سالم بلهفه أسعدها للحظات وقال مسرعاً: فيكي إيه أجيب دكتور؟
عبير بهدوء: لا أنا قصدي هو فين حبك ليا، وحنيتك إيه غيرك كده، فاكر قبل جوازنا، وقبل موت أمي وأبوي كنت بتاجي عندينا بأي حجه، بس علشان تشوفني، وتتحدت معاي، كنت بحس حبك في كل كلمة تقولها.

أعطاها سالم ظهره كي يهرب من عيونها وقال بجمود بعض الشئ: إيه الكلام المايص ده، هو أنتي ناقصك حاجه؟! وبعدين انا بعمل فيكي إيه يعني عمري ضربتك، أو حتى هنتك.
عبير بدموع: الضرب، والاهانه مهماش بس الوجع ياسالم، انت كل شويه أوامر متعقده متخرجيش، متمشيش في الجنينه بتاعت البيت حتى، ولازم انفذ من غير حتى ما تعرف ان كنت زعلانه ولا لأ، مبتفكرش في الحاجه اللي أني عاوزاها، مبتفكرش حتى نقعد مع بعض نتكلم، زي أي اتنين بيعشقوا بعض.

سالم بضيق: انتي دماغك فاضيه الظاهر اكده، وانا راجل مش فاضي وعندي قواضي لازم اشوف فيها حلول، بلا دلع ماسخ.
عبير بألم وحزن: اللي تشوفه ياسالم، بس انا حبيت اعرفك قلبي محروق قد ايه، يمكن ترجع سالم حبيبي.
سالم بصرامه يجاهد بها نفسه: اجهزي علشان تنزلي لأمي، اكيد هتحتاجك، وأنتم رايحين بيت ملك اختي.
عبير بيأس، ودموع متحجرة: حاضر ياسالم،أي أوامر تانيه ياواد خالي؟

هز رأسه بالنفس دون كلام ثم خرج سالم مسرعآ قبل أن تضعف قواه امامها، واتجه لعمله مسرعآ.
فهو يعمل ظابط في فريق مكافحة المخدرات، يعشق عبير منذ نعومة أظافره، لكن هناك أشياء كثيره تمنعه من إظهار هذا الحب.
ظنآ منه أن المعاملة القاسيه هى الحل الأمثل.

تجلس عليا في غرفتها أمام المكتب المخصص لمذاكرتها، أمسكت دفتر الرسم الخاص بها، وبدأت تشاهد رسماتها بابتسامه تزين شفتيها، ثم أمسكت بقلمها وشرعت برسم صوره جديده لوجه كريم، وبعد أن أنهتها خطت بعض الكلمات أسفلها كعادتها في كل رسمه تخص كريم، وكانت تلك الكلمات هى

( اول يوم تكلمني فيه النهارده حبيبي، قلبي قالي إنك ليا ياعشق سنيني، النهارده كمان بدر قالي انه هيفضل جنبي كأخ ومش هيسمع كلام حد علشان كده أنا فرحانه أوي)

كانت تلك هي عادة عليا منذ أن رأت كريم في الجامعه منذ ثلاث سنوات، تعلق قلبها به رأت فيه فارس أحلامها الذي تخيلته دائماً، حكمت عليه من بعض المواقف البسيطه التي رأتها بعينها لكن ليس كل ما تراه العين يكون حقيقه، فهي لم تتعرف على جوهره وكان المظهر هو سيد حكمها عليه.

يوم الحب أو (Valentine day) في الجامعه كان أغلب الطلاب يرتدون ملابس باللون الأحمر، وفي أيديهم ورود وهدايا أيضاً باللون الأحمر، كتعبير عن الحب.
أغلبهم لا يعلم أن الحب ليس له يوم محدد فقط كي نعبر فيه عن مشاعرنا، الحب يظهر في كل همسات حروفنا، ونؤكد عليه بأفعالنا.

الحب بالإهتمام والتقدير، الحب أفعال قبل الكلام.

وصلت عليا جامعتها، وفي قلبها أمنيه في هذا اليوم؛ تلك الأمنيه هى اعتراف كريم بمشاعره تجاهها.
رأت حسناء تجلس لكن شاردة الذهن فذهبت.

عليا ملوحه بيدها: هاااي يابنتي رحتي فين كده، اكيد بتفكري في المفاجأة اللي هيعملها عمر زي السنه اللي فاتت.
حسناء باستهزاء: هه مفاجأه هتكون إيه يعني، آخره يجبلي حرفي ولا حرفه في سلسله فضه، وورده حمرة.
عليا بدهشه: وايه المشكله، على قد ظروفه هيعبر عن مشاعره، وبعدين الهديه مش بتمانها، دي بمعناها،
وأه بمناسبة الهدايا انتي ازاي يا أنسه تسمحي لنفسك تاخدي الفون من حازم، زي ما قولتي امبارح لما اتصلتي بيا ها؟!

تعرفيه منين حازم ده، وغرضه إيه من هدية غالية كده؟!
وقفت حسناء بضيق: بقولك إيه ياعليا انا دماغي مش فاضيه النهارده، ادخلي انتي للوهم اللي انتي عايشه فيه، كريم بيه عامل ندوة عن الحب النهارده قبل ما يشرح المحاضرة، روحي يمكن يعبرك، أنا رايحه اشتري حاجه وهبقي احصلك على المدرج

صدمت عليا من طريقة كلام حسناء، وظلت تتابعها بعين مصدومه إلى أن اختفت، فجأه سمعت صوت عمر من خلفها.
عمر: عليا صباح الخير، مشوفتيش حسناء النهارده.
عليا بحزن تحاول تداريه: أه كانت هنا، وقالت اسبقها انا على المدرج علشان راحت تجيب حاجه.

يتنهد عمر بحزن: بكلمها من امبارح مش بترد، أنا ممكن اكون زعلتها بموضوع أوضة النوم، بس خلاص هصالحها.
عليا بهدوء: مش حل ياعمر إنك تنفذ كل طلبتها، حتى لو على حساب نفسك، حاول ترفض اللي مش ضروري، خاصة لو مش مقدرتك، وأكيد حبها ليك مش هيخليها تبعد على حاجات بسيطه.
عمر بدهشه: نفس تفكير بدر، هو قالي كده برده بس انا مش قادر على زعلها.
عليا بابتسامه: بدر قال كده برده، كويس، على العموم انا مش بقسيك عليها، هى اختي، وصديقتي، وده في مصلحتها لازم تفوق، و ربنا يهديكم لبعض.

تركها عمر وذهب يبحث عن حبيبته قبل رحيلها، وبيده شئ اعتقد هو انه سيسعدها، قرر أن ينتظرها بالخارج حتى تنهي محاضرتها.

ذهبت عليا لحضور الندوة التي أقامها حبيبها السري، على أمل أن يصبح علنيآ اليوم.
جلست في المقدمة، وجاءت حسناء وجلست جوارها دون أي كلام وعيونهما كحال اغلب الفتيات معهم مثبتة عليه وهو يتحدث عن معنى الحب، وأن الحب ليس مقتصر على علاقة الخطوبه، والزواج، بل من الممكن حب الاخوه نعبر عنه في هذا اليوم، حب الاصدقاء، وما إلى ذلك، كما أوضح في كلامه أن الحبيب يجب أن يعبر عن مشاعره في كل وقت، مما زاد إعجاب عليا به.

كريم: دلوقتي هنوزع ورود مني لكل الموجودين تعبير عن حبي للجميع، وكمان عايز اقولكم حاجه بما اني يعتبر نفسي أخ ليكم، وهتفرحولي، قريب أوي هرتبط بإنسانه خطفت قلبي من اول ما شوفتها، وهى موجوده معانا هنا، بس مش هعلن هيا مين غير بعد الارتباط الرسمي حفاظاً عليها. بس هى بس اللي تعرف أكيد.
شعرت عليا بسعادة لاقتراب ما انتظرته طويلا، كادت تطير سعادة ونظرت للوردة بحب ثم رأت هاتفها ينير باسم بدر فقررت أن تستأذن بالخروج كي تستطيع الرد عليه، فأذن لها كريم دون تردد، ثم تبعتها حسناء لأنها شعرت باختناق.

حسناء بصوت كئيب: لو سمحت يا دكتور ممكن استأذن أن كمان.
كريم بتعجب: ليه يا أنسه هو علشان صديقتك خرجت لازم انتي كمان تخرجي؟!
حسناء بهدوء: لا يادكتور بس انا فعلا تعبانه وكنت هستأذن بس هى سبقت.
كريم بقلة حيله: طيب اتفضلي النهارده مش هزعل حد النهارده وألف سلامه عليكي.

خارج المدرج خرجت عليا ممسكه بالورده، يكاد قلبها أن يطير من فرط سعادته،ورددت بسعاده وصوت خفيض سمعته حسناء من خلفها: اخيرآ، ابو الهول قرر ينطق.
حسناء بتعجب: وانتي مين قالك انه يقصدك، وبعدين الورده اللي فرحانه بيها دي الكل واخد منها.
التفتت لها عليا بتعجب: انتي خرجتي من المحاضرة، وبعدين ايه الهجوم ده امال لو مش صاحبتي.
حسناء بهدوء: مش هجوم ياعليا بس خايفه عليكي.
عليا: لا متخافيش عقلي لا يمكن يخذلني.

حسناء بهدوء: تمام براحتك خرجتي ليه بقى من المحاضرة؟
عليا: علشان بدر بيتصل بس ملحقتش ارد عليه وهو اكيد فهم اني في محاضرة هتصل انا بيه
حسناء بتعجب: تسيبي محاضرة كريم علشان تردي على بدر طب ليه؟!
عليا: لان بدر بيقلق لما ما اردش عليه هو اه اكيد هيفهم اني في محاضرة بس انا حابه ارد ومش عايزه اكمل المحاضرة كفايه اللي سمعته عندي وبس.

حسناء: طب هسيبك انا بقى علشان تكلميه لاني حابه اروح سلام
عليا بابتسامه: سلام

أثناء خروج حسناء من الجامعه سمعت صوت ينادي عليها التفتت وجدته حازم.
حازم: صباح الجمال، والحب على احسن صديقه.
حسناء بدهشه: أحسن صديقه! احنا عارفين بعض من كام يوم بس، وانا عمري ما كان عندي اصدقاء غير عليا وبس، بس مش عارفه ايه بيخليني أقف واتكلم معاك بجد مش عارفه.
حازم بابتسامه: لأنك حاسه بيا، واكيد وصلك اللي حابب اعترف بيه، حسناء أنا بحبك.

حسناء بصدمة: انت اتجننت! انا مكتوب كتابي، وبحب خطيبي.
حازم: لا متجننتش انتي مخطوبه يعني مش متجوزه إيه المشكلة لو غيرتي رأيك وارتبطي ب اللي هيحبك ويسعدك، صدقيني حتى لو بتحبيه هو مش هيسعدك، أنا هسعدك و هحقق كل احلامك، وأكيد مع جوازنا، والعشرة هتحبيني .

ثم أخرج من سترته عليه قطيفه، على شكل ورده وفتحها امامها، اتسعت عيناها عندما رأت خاتم من السلوتير يقدمه لها وقال: ده اقل من قيمتك، ممكن تقبليه، وتقبلي حبي؟
حسناء بدموع: أبعد عني لو سمحت، وكادت أن ترحل فقال لها: هستنى ردك، ومش هيأس.
أغلق العلبه وأعاده لسترته وهو موقن بقرب هدفه،فهو لن يتراجع.

خرجت حسناء من الجامعه بدموع، وحيرة وسمعت صوت عمر.
عمر بحب: حسناء استني، أنا دورت عليكي كتير، وحشتيني.
حسناء تمسح دموعها وقالت: ازيك ياعمر، إيه جابك.

عمر بتعجب: مالك حبيبتي انتي لسه زعلانه مني، أنا أسف، خلاص اتصرفت وهغير الأوضه اللي تحبيه هعمله، ثم مد يده بعلبه مصممه بيده غايه في الجمال، كبيرة الحجم، على شكل قلب احمر، مطرز عليها حرفي ال H&O
وقال: عيد حب سعيد عليكي ياكل عمري، بس ممكن تيجي معايا انا مستأذن من عمي نخرج سوا النهارده.

هزت حسناء رأسها دون كلام، وركبت معه السياره وانطلق إلى مطعمهم المفضل، والذي أطلق عليه عمر مطعم العشاق، لأنه المكان الذي يجتمع فيه غالبا مع حسناء.

جلسا سويآ ينظر لها عمر بحب: ممكن تفتحي الهديه حبيبتي.
حسناء: هى العلبه كبيره كده ليه، بس شكلها حلو، دي مصممها بايدك طبعا.
عمر: لا بقلبي مش بايدي.
ابتسمت حسناء نصف ابتسامه وفتحت العلبه، وجدت بداخلها، علبه صغيره بها خاتم ذهب قلبان متداخلان بهما حروفهم، ونظرت للعلبه مرة أخرى، وجدت بها فستان سهرة باللون الأحمر معه الحجاب الخاص به، وكارت أمسكت به.
وقرأت محتواه.

حبيبتي ملكتي قلبي وعقلي بهواك
حبيبتي إقبلي روحي لكي فداء
إمضاء: أسير حبك عمر.
دمعت عينا حسناء بحزن كبير رأه عمر على ملامحها فتحدث بتعجب: مالك حبيبتي، الهديه معجبتكبش، أنا عارف إنها مش هتعبر عن قيمتك عندي، لأنك عندي أغلى من كنوز الدنيا.
حسناء بهدوء: لا حلوه، ربنا يخليك.

عمر محاولا تلطيف الجو: وحشتيني اوي، مسمعتكش صوتك امبارح كنت هتجنن، كده تقفلي الفون؟
حسناء بارتباك: هو اتكسر مقفلتوش.
عمر: معقول ده كان اول هديه اجيبها ليكي.
حسناء بانفعال: يعني اعمل ايه كنت هقع، بفادي نفسي وقع اتكسر، ولا كنت أقع أنا علشان الموبايل ميتكسرش.

عمر بتعجب من أسلوبها: لا ياحبيبتي فداكي موبيلات الدنيا كلها، أنا مقصدش كده طبعا، وعلى العموم ولا تزعلي، اتفضلي موبايلي ياستي تحت امرك.
حسناء باستهزاء: همم موبايلك! لا معلش خليه اكيد مش هتقدر تجيب غيره.
عمر بحزن من اسلوبها: مالك حسناء، بتتكلمي كده ليه، مش معنى اني بخاف على زعلك اني ضعيف، لا انا بحبك، وأهم حاجه عندي راحتك، أنا هتصرف في موبايل تاني.
حسناء: أنا معايا فون، واخرجته من حقيبتها.

عمر بدهشه: منين ده شكله غالي اوي، وانا عارف ظروفكم يعني.
حسناء بارتباك: لا لا أصل ده هديه، من صحبتي اللي كانت سبب في كسر الفون، تعويض يعني.
عمر بعدم اقتناع: هديه غاليه كده، ومين صاحبتك، انتي ملكيش غير عليا.
حسناء بعصبيه: هو تحقيق ولا إيه، مش كفايه وفرت علينا حق الفون، أو كنت همسك فون أي كلام زي بتاعك ده.

ثم وقفت وقالت: ياله انا تعبانه جدا، ومحتاجه أروح، هتوصلني؟
عمر بخيبة امل: حاضر يا حسناء هوصلك، وياريت لما تهدي كده تكلمني، علشان لازم افهم انتي متغيره ليه.
حسناء وهى تتجه للسياره: إن شاء الله.
نظر عمر للهدايا، وجدها نسيتها، أو ربما تركتها عمدا، اخذها وذهب خلفها .

وعندما اوصلها للمنزل، وكان الصمت سيد الموقف طوال طريقهم، نزلت مسرعه نحو منزلهم دون أن توجه له دعوه للدخول معها حتى، فنادى عليها.
عمر: حسناء، استني.
التفتت له دون أن تنطق.
عمر: نسيتي الهديه، ولا إنتي اللي مش عايزاها اساسآ؟
عادت حسناء إليه واخذتها منه، قائله باقتضاب: متشكرة، ثم اكملت طريقها للمنزل مرة أخرى.
شعر عمر بغصه، كادت أن تخنقه، فرحل مسرعا، وقلبه يضع لها الأعذار، رغم محاولة عقله لافاقته دون جدوى.

بعد محاولات عليا الاتصال ببدر التي بائت بالفشل لأن هاتفه أصبح مغلق ذهبت لكافتيريا الجامعه، وطلبت مشروبها المفضل النسكافيه،
فجأه سمعت صوت بدر من خلفها، استدارت له بسعاده: بدر ازيك إيه جابك، معقول قلقت انا معرفتش أرد عليك كنت في المحاضرة ولما خرجت حاولت اكلمك فونك مقفول.

بدر بحب: مش حكاية قلقت أنا عارف انك في محاضرة بس وحشتيني، قولت أجي اطمن عليكي، انتي عارفه مش باجي البيت كتير، علشان الشغل، ومشغول مع عمر بيجهز شقته.
عليا بصدق: انت كمان وحشتني، لدرجة اني استأذنت من المحاضرة علشان أرد عليك.
دق قلب بدر بعنف هو يعلم انها تقولها بعفويه، لكن تسعده عفويتها.
بدر: بقولك، تحبي تروحي على البحر شويه؟
عليا بسعاده: أه انا فرحانه اوي النهارده، وحابه اروح.

وصلوا عند شاطئ البحر وجلست عليا على الرمل تنظر للبحر بسعاده، وجاورها بدر فقالت: يااااااه يابدر، حلمي قرب يتحقق خلاص.
فهم بدر حديثها أنها تشتاق التخرج بتفوق فقال: اكيد، وانا هشاركك فرحتك دي وعندي ليكي هديه كبييره اول ما يتحقق الحلم ده.
نظرت له عليا بامتنان: تعرف انت دايما بتحس بيا، وبتكون اول حد يشاركني فرحي وحزني متشكره ليك أوي.

ابتسم بدر وأخرج علبه من جيب سترته وقدمها لعليا: ممكن تقبلي دي مني.
امسكتها عليا وفتحتها وجدت بها سلسله من الذهب بها قلب مكتوب عليه حروف هيروغريفي لم تفهمها عليا، ومرصعه ببعض فصوص الألماظ الصغيرة.

عليا بابتسامه: الله يابدر دي تحفه، بس ايه المناسبه.
ارتبك بدر ثم قال: عادي من غير مناسبه، أو اعتبريها علشان حلمك قرب يتحقق.
عليا بامتنان: متشكره اوي يابدر بس مكنتش جبتها غاليه اوي كده.
بدر: مفيش حاجه غاليه عليكي ابدا.
ابتسمت عليا: إيه اللي مكتوب عليها ده؟!

بدر وهو يحيد بنظره عنها: مش عارف هى عجبتني جبتها وبس.
عليا: على العموم انت ذوقك رقيق جدا، متشكرة جدآ، ووعد مش هقلعها خالص.
بدر بسعاده: بجد ياعليا.
عليا: طبعا، دي هديه منك، وانت غالي عندي جدا مش هقلعها.
دب الأمل داخل قلب بدر، رغم أن عليا كانت تتحدث من منطلق الأخوة.

مرت عدة أيام على أبطالنا.
حازم يحاول أن يتقرب لحسناء، بشتى الطرق، ويظهر لها ثرائه، وهى تقارن دائما، بينه وبين عمر.
حتى أنها لم تعد تتحدث كثيرآ إلى عمر، دائمآ تضع أعذار كي لا تقابله، مما سبب الحزن لعمر.

اما عن عليا، ما زالت تنتظر كريم أن يتحدث.

قررت حسناء أن تحدث عمر ليذهب معها حفل زفاف جارتها، فهى متزوجه من أحد الأثرياء. كي تجعله يشاهد مكان الزفاف، وما سمعت عنه من فخامة.

حضر عمر أسفل المنزل، وقام بمهاتفة حسناء.
عمر: ها ياحبيبتي جاهزه.
حسناء: ربع ساعة بس، اطلع فوق.
عمر: اوكيه.
قبل أن يصعد عمر أتاه إتصال.
عمر: السلام عليكم، أزيك ياعليا.
عليا: الحمد لله، ازيك انت ياعمر، كنت بكلم بدر، وحسيت إنه مضايق، ولما سألته قالي إن حسناء مزعلاك.
عمر بهدوء: ولا زعل ولا حاجه.

عليا: أنا عارفه إن اللي عملته يزعل بجد، بس اكيد هى متقصدش، وحازم برر ليها أن الفون ده لأنه كان سبب كسر تليفونها.
عمر بصدمة: واحد اسمه حازم، هو اللي جاب لها الفون؟!
عليا بصدمة اكبر: طب لو ده مش سبب الزعل، إيه السبب انا...انا اسفه عمر أرجوك بلاش مشاكل، حسناء بتحبك، هى بس اتصرفت بحسن نيه.
عمر بتوهان: أه أه حسن نيه، معلش ياعليا اقفلي دلوقتي.
أغلقت عليا الهاتف بحزن ولوم لنفسها وحاولت الإتصال بحسناء، لكن حسناء لم تسمع الهاتف.

التفت عمر على صوت حسناء: عمر إيه سرحان ليه، مش قولت هتطلع.
عمر: معلش اركبي كنت مخنوق وحابب أشم هوا.
بعد أن ابتعد عن المنزل أوقف السيارة، ونظر لحسناء نظرات حارقه .
عمر: قولتيلي الفون ده مين جابه ليكي ياحسناء؟
حسناء بارتباك وخوف من نظراته: أااا ما قولتلك واحدة صاحبتي.
عمر باستهزاء: صاحبتك دي اسمها حازم ؟

حسناء بصدمة وخوف: هو أصل والله ياعمر هو اللي حاول يتكلم معانا، أنا ولا عبرته وصديته في الكلام ولما جيت امشي اتكعبلت وكنت هقع، وتلفوني اتكسر فهو اعتبر نفسه مسؤل، فحب يصلح خطأه.
عمر باستهزاء: وانتي قبلتي اعتذاره، مفكرتيش ليه عمل كده، لا وكمان كذبتي عليا، لأنك عارفه إن ده غلط.
لم تجد حسناء رد فصمتت، ونظرت للأسفل.
حاول عمر تهدأت نفسه، رغم أن الشك تزايد في قلبه.

عمر: الموبايل ده يرجع لصاحبه.
حسناء مسرعه: ليه بس، ده تعويض.
عمر: واحنا مش بنقبل عوض، فاهمة؟
حسناء بضيق: فاهمه، ممكن بقى نروح الفرح، خلينا نشوف الناس اللي عايشه.

وصل عمر أمام القاعه وترجل من سيارته، ودار حولها وفتح الباب لحسناء وأمسك يدها فترجلت هي الأخرى ودلفا سوياً وما أن رأت حسناء القاعه من الداخل حتى فرجت فمها من الأنهار الذي لازمها طوال فترة حفل الزفاف من كل شئ مما جعل الضيق يتمكن من قلب عمر.
انتهى حفل الزفاف، وودعت حسناء العروس ثم رحلوا.

حسناء وهم في طريق العودة: عمر انت لازم تعملي فرحي في القاعة دي.
عمر بهدوء: لو اقدر متأخرش صدقيني، بس دي غاليه اوي اوي.
حسناء بتأفف: كل حاجه متقدرش، متقدرش، هتقدر امتى بقى، لما نتجوز ونعيش في ضنك، والمسؤليه تموت شوية الحب اللي في قلوبنا.
الفون ورافض إني اخده، والقاعه متقدرش، أنا زهقت.

عمر بصدمة كبيرة: مش ممكن تكوني الإنسانة اللي حبيتها، مش ده رأيك، انا مضحكتش عليكي، وعرفتك ان ظروفي لسه في البدايه، وكان ممكن اركز اكتر وانجح علشان يكون معايا فلوس اكتر، بس كان هيبقى على حساب علاقتنا، كنتي هتكوني مبسوطه لو ربطك معايا كام سنه، من غير جواز علشان اقدر احقق كل احلامك، وبعدين أنا لما نستقر هشتغل اكتر ومع الوقت هنكون افضل.

حسناء باستهزاء: هه حلني بقى، وبعدين فيها ايه لما تقبل مساعدة والدك انا قولت شوية وقت وأكيد هتقبلها .
عمر بنفاذ صبر وحزن: انا تعبت يا حسناء ومش عارف ارضيكي ازاي.
حسناء بهدوء: شوف ياعمر انا منكرش إني حبيتك، بس حياتي معاك مش هيستمر فيها الحب صدقني، ثم صمتت قليلا وقالت: لو سمحت احنا لازم ننفصل بهدوء.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة