قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة بكامل فصولها

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

كانت نوران تجلس بحجرتها، ينتابها القلق الشديد على سليم، تتساءل عن وضعه الآن؟ وماذا فعل مع ذلك الرجل،، ترى هل آذاه؟ لتنفض تلك الأفكار السوداء من رأسها بقوة، وجدت الباب يفتح لتجد محور تفكيرها امامها، سليم يقف بهدوء تبدو على ملامحه البرود والذى لم تلاحظه نوران بسبب دهشتها من وجوده امام حجرتها وقلقها ايضا عليه ليدلف الى حجرتها يتحسس طريقه بتلك العصا التى لا يستخدمها سوى فى الأماكن التى لا يرتادها كثيرا بالمنزل كما لاحظت نوران..،

أسرعت اليه تمسك بذراعه تتفحص جسده بعينيها بنظرة سريعة شاملة تطمأن عليه، لتعود بنظراتها اليه تقول فى قلق:
انت كويس ياسليم، الراجل ده عملك حاجة؟
ظهرت اختلاجة بسيطة فى فكه لتعود ملامحه باردة مرة اخرى وتلاحظها نوران للمرة الأولى، ينتابها القلق والتوجس، خاصة وهو يزيل يدها من على ذراعه وهو يقول بنبرات صارمة اثارت القشعريرة بجسدها:
انتى مين؟

تراجعت خطوة الى الوراء من الصدمة وعينيها تتسعان لتقول متلعثمة:
انا، انا نور ياسليم
قال فى شراسة وهو يمسك ذراعها بقسوة:
كدابة، انتى مستحيل تكونى نور، مستحيل

ترقرقت الدموع بعينيها لتقول بصوت متحشرج النبرات:
سيب ايدى ياسليم، انت واجعنى
هزها بعنف قائلا:
وانتى عملتى فية ايه، ها، موجعتنيش؟ ما استغلتيش عمايا وانى مش شايفك، ممثلتيش علية تمثيلية حقيرة، بس اللى نفسى أعرفه، عملتى كل ده ليه، قوليلى ليه؟

نزلت دموعها وهى تقول بصوتها الأصلى متهدج النبرات:
غصب عنى والله العظيم غصب عنى
ترك ذراعها وهو يقول بمرارة:
حتى صوتك ازاى عدى علية ومشككنيش فيكى مع انى لاحظت انه ساعات بيتغير ويبان على طبيعته زى دلوقتى، ازاى قدرتى تخدعينى بالشكل ده، وليه؟

ليغمض عينيه بألم وهو يضع اصبعيه على جسر أنفه، ليتصاعد قلق نوران عليه، فتح عينيه وهو يستطرد بمرارة:
طب اللى حوالية ازاى ماأخدوش بالهم، دادة سعاد، زين ولا الكل غدار وخاين زيك انتى ونور...بس ازاى يعملوا فية كدة؟، دول عشرة عمرى، ازاى مقالوليش وسابونى على عمايا، ازاى، ازاى؟

قرن كلماته بضرب الحائط القريب منه بقوة، لتسرع اليه نوران وتمسك يده المضرجة بالدماء قائلة بجزع:
ايدك ياسليم، حرام عليك..
نفض يده من يدها بعنف قائلا:
انتى لسة هتمثلى حبك وخوفك وقلقك علية، لسة هتعيشى دور مش دورك

ليمسك ذراعها بقوة قائلا بصرامة ونبرة تحذيرية شديدة اللهجة:
قولى انتى مين وإلا قسما بالله لهسلمك بإيدى للبوليس..
انهارت قائلة:
هقولك ياسليم، هقولك كل حاجة..
لتسرع بسرد حكايتها معه وعينا سليم تتسع بصدمة كلما استطردت فى سرد حكايتهما سويا

قال ممدوح بحدة:
ايه يانزار هتفضل قاعد مبوز كدة، انا من بدرى بكلمك وانت ولا انت هنا، دى مش سهرة دى، انا بقول نقوم نخرج نسهر برة يمكن الصنارة تغمز ونظبطلنا بنتين يطروا السهرة الناشفة دى..
رمقه نزار بضيق قائلا:
قلتلك مليش نفس عايز تخرج قوم اخرج انت..
قال ممدوح فى نفسه:
ومين اللى هيصرف ع السهرة ياغبى، ما انت اللى بتشيل الليلة يانزار وهو انا حيلتى حاجة

تظاهر ممدوح بالاهتمام وهو يقول:
وانا اقدر بردو اسيبك وأسهر لوحدى، قولى بس مالك، من ساعة ماجينا القاهرة وانت حابس نفسك فى الشقة ومبتخرجش، طب بذمتك لو مخرجناش ورحنا كباريهات الهرم، كنا بنيجى ليه، طب حتى كدة اسكندرية كانت احسن، ده كفاية هواها اللى يرد الروح ولا مززها

تنهد نزار قائلا:
انا خلاص ياممدوح قرفت من حياتنا دى، خمرة وخيانة وأرف، مراتى ومراتك ميستاهلوش مننا كدة..
قال ممدوح وهو يهمس بغل:
اتكلم عن مراتك بس يااخويا، حتة البونبوناية دى، لكن انا مراتى تستاهل اكتر من كدة

نظر اليه نزار بحدة ليقول ممدوح بارتباك:
قصدى يعنى مراتك بنت عمك ومن دمك ولحمك وكمان بتحبك، لكن انا مراتى حيزبونة، اتجوزتها عشان فلوسها رغم فرق السن ما بينا وأهى طلعت بخيلة، ومضيقاها علية ع الآخر، ولولا مؤخر الصداق اللى كاتبهولها، كنت طلقتها بالخمسين

زفر نزار بقوة قائلا:
ما هو ده اللى دابحنى، بدور متستهلش منى كدة، وانا حاولت أبطل، والله حاولت بس مش قادر، وهى مش قادرة تتقبل ان ده طبع فية، عايزانى واحد تانى مش قادر اكونه، انا مقدرش اعيش من غير شرب، مقدرش اعيش من غير ستات، تعرف ياممدوح، انا بموت م الرعب كل يوم، بخاف بدور تعرف انى بخونها، بدور ممكن تغفر لى انى بشرب، بتزعل آه بس فى الاخر بتغفر، لكن لو اكتشفت خيانتى عمرها ما هتغفرلى وابقى انا انتهيت

لمعت عينا ممدوح ليقول فى نفسه:
سيب المهمة دى علية أنا، خلينا نخلص من بدور، أصلها بصراحة خسارة فيك، ما هو ما ينفعش يبقى عندك كل حاجة، شكلك وفلوسك وكمان ست حلوة بتحبك زى بدور، مش قادر أستحمل أعيش وانا شايفك عايش تتمتع بكل ده وأنا عايش مع ست أد أمى، لأ وكمان قرفانى فى عيشتى

قطع أفكاره صوت جرس الباب ليقول نزار بدهشة:
مين اللى جاى دلوقتى؟
قال ممدوح بخبث:
لأ دى مفاجأة كدة كنت محضرهالك بس مكنتش متأكد انها هتيجى

قال نزار فى حيرة:
هى مين دى؟
اتسعت ابتسامة ممدوح وهو يتجه الى الباب يفتحه وهو يقول:
قلتلك مفاجأة

ليدلف الى المنزل فتاتين تلبسان ملابس تكشف اكثر مما تستر، وتضحكان بمياعة، لينهض نزار على الفور وينسى كل ما تفوه به منذ قليل، وهو يتأمل احداهما بعينين امتلأتا بالرغبة، ليبتسم ممدوح بخبث، وهو يدرك ان خطته ستنجح، وانه قريبا سيرى نزار وحيدا دون بدر البدور خاصته، زوجته الجميلة التى لو كانت لدى ممدوح لعاملها كملكة متوجة، ولم يكن ليخونها قط، ليتأكد من المثل القائل، يعطى الحلقان لأناس بلا آذان..

دلفت أريج الى الشركة بخطوات سريعة غاضبة، فها هى تتصل بشهاب مرارا وتكرارا دون اجابة منه، لتلعن غبائها الذى جعلها تسافر بعد تلك الليلة بينهما، وكل ذلك بسبب ذلك الاتصال والذى جاءها من والدتها بعد مغادرة شهاب منزلها، تخبرها ان والدها على فراش الموت وأنها يجب أن تحضر على الفور لأنه اتصل بالمحامى ليكتب وصيته، تخشى عليها أن يحرمها من الميراث لأنها لم تسأل عنه، لتسافر على الفور وتظل الى جواره تصطنع الحزن والاهتمام..،

حتى وافته المنية لتكتشف هى المصيبة الكبرى، لا ميراث، ولا أموال، فقد خسر جميع أمواله فى مشروع وهمى، وقد كان ذلك السبب فى اصابته بتلك الأزمة القلبية، والتى لم تدرى أمها أسبابها، لترجع هى كما ذهبت، خالية الوفاض، لعنت غبائها مجددا لأنها لم تتصل طوال الفترة الماضية بشهاب، ظنا منها انها لم تعد تحتاج اليه او الى أمواله، دلفت الى مكتب شهاب لتسال السكرتيرة عما اذا كان بالداخل لتومئ السكرتيرة برأسها ايجابا..،

دلفت أريج الى الحجرة دون استئذان ليرفع شهاب رأسه ويرى ذلك المتطفل الذى جرؤ على الدلوف الى مكتبه دون استئذان، ليفاجأ بأريج التى وقفت تنظر اليه بعتاب لينظر هو اليها بضيق يتساءل عن سر رجوعها الى حياته تذكره بما لا يود أبدا ان يتذكره، تذكره بخيانته لحبيبته، بغدره لكل وعود الوفاء، تذكره بضحى وهروبها منه وذلك البعد الذى أضنى قلبه، وكأن روحه التى فارقته وليست فقط حبيبته وزوجته، اقتربت أريج منه بخطوات بطيئة ومدروسة، يسبقها عبيرها القوى..،

ترتدى قناع الضعف وتترقرق بعينيها الدموع لتكتمل الصورة حتى وقفت أمامه لتقول بانكسار مصطنع:
كدة ياشهاب، متسألش علية ولو حتى بتليفون صغير، ايه موحشتكش؟
نهض شهاب ليلتف حول مكتبه يقف أمامها مباشرة قائلا بهدوء:
ياترى بتسألى وحشتينى كصديقة ولا كمديرة للعلاقات العامة فى شركتى ولا كعشيقة؟ من فضلك حددى عشان أعرف أجاوبك

نظرت اليه بارتباك فلم تكن تتوقع كلماته تلك مطلقا لتقول متلعثمة:
انت، انت تقصد ايه بكلامك ده؟
جلس على طرف مكتبه يهز كتفيه قائلا بهدوء:
قصدى واضح ياأريج، حددى نوع العلاقة اللى حابة تسألى عنها

قالت أريج متوجسة:
وهتفرق فى ايه ياشهاب؟
أطلق شهاب ضحكة ساخرة وهو يقول وقد قست عيناه:
لأ، تفرق كتير، ما هو انتى لو بتسألى وحشتينى كصديقة فالاجابة لأ، لإنى اكتشفت ان احنا مستحيل نكون أصدقاء بعد لعبتك ياأريج

كادت أن تنفى اتهامه لها ليقول بقسوة:
متحاوليش تنكرى لإنى شهاب ياأريج ومش بالساهل تعدى علية لعبة حقيرة زى لعبتك، حتى لو كنتى لعبتيها صح وانا كنت أعمى ساعتها وسمحتلك تلعبى بية، أما بقى لو بتسألى وحشتينى كموظفة عندى فبتهيألى مفتقدتكيش، الشغل ماشى زى الفل بيكى او من غيرك، لكن لو بتسألى وحشتينى كعشيقة فآسف مش فاكرك أصلا عشان أقيم أدائك، وحتى لو فاكر فأكيد مستحيل أقارن واحدة زيك بحب عمرى، مراتى وحبيبتى واللى ضفرها برقبة عشرة زيك

قالت اريج بدموع التماسيح:
انت كدة بتظلمنى ياشهاب أنا، ...
أشار بيده اشارة قاطعة بالصمت وهو يقول ببرود جليدى:
متعودتش اظلم حد، أنا متأكد من كل كلمة قلتها، ولولا انك ست كنت عرفتك أزاى يكون عقاب اللى يلعب مع شهاب الحديدى، بس ده ميمنعش انك لو زودتيها ولا حاولتى تعملى حاجة من ورايا انى أنسى نهائى انك واحدة ست وأوريكى شهاب الحديدى بوشه التانى، أريج، انتى مرفودة من شركتى ومتعلقاتك موجودة فى السكرتارية، خديها فى ايدك وانتى ماشية ومشوفش وشك هنا تانى، مفهوم؟

كادت ان تتفوه بكلمة ليصرخ هو قائلا:
مفهوم؟ ؟ ؟
مسحت دموعها فى غل قائلة:
مفهوم ياشهاب بيه، بس حكايتنا لسة مخلصتش وبكرة هتترجانى أرجعلك وهتشوف

ابتسم بسخرية لتجز على أسنانها بغيظ وهى تترك المكان بخطوات غاضبة تتبعها عين شهاب الذى زفر بقوة ما ان أغلقت الباب، قائلا:
فى ستين داهية
فرك وجهه بيديه ليمسك هاتفه ويتصل برقم وما ان رد عليه محدثه حتى قال شهاب بصرامة:
عملت ايه؟

ليستمع الى محدثه ثم يقول فى حدة:
يعنى ايه الكلام ده، الأرض انشقت وبلعتها، أدامك ٤٨ ساعة ويكون عنوانها ادامى، مفهووم
ليغلق الهاتف بغضب وهو ينظر الى تلك الصورة على مكتبه و التى تحمل وجه ضحى مع ولدهما تيم لتلين ملامحه الغاضبة وتتحول نظرات عينيه الى الحنين وهو يقول بهمس:
ياترى انتوا فين دلوقتى؟، وحشتونى أوى

مد يده وأمسك الصورة يتلمس ملامح ولده بحنان قائلا:
وحشتنى كلمة بابا منك ياتيمو
ليمر بأصابعه على وجه ضحى قائلا بعشق:
ووحشنى حضنك ياضحى، مبقتش بعرف آكل ولا أنام وانتى مش جنبى، هان عليكى شهاب ياضحى، هان عليكى قلبى تعذبيه بالشكل ده، نسيتى حبى ليكى، موحشكيش حضنى؟

ليظهر التصميم فى عينيه وهو يستطرد قائلا:
بس وحياة غلاوتكم عندى، لهرجعكم لحضنى من تانى وساعتها مش هسمح تبعدوا عنى ولو لثانية واحدة، وده وعد منى ليكم
ليلمس وجه ضحى مجددا قائلا بعشق:
وعد شهاب لضحاه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة