قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل السادس

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة بكامل فصولها

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل السادس

وقفت نوران متجمدة كالتمثال تتبادل النظرات مع زين لتفيق على صوت سليم القلق وهو يقول:
طمنونى، مالكم ساكتين كدة ليه، حصلك حاجة يانور؟
كاد زين أن يتكلم لولا ان اسرعت نوران قائلة:
أنا بخير يا سليم بيه، الصينية وقعت بعيد عنى، معلش اتكعبلت، هشيلها حالا وأجيبلكم قهوة بدل اللى وقعت

فتح زين فمه لينفى كلامها لتنظر اليه متوسلة وهى تضم يديها سويا برجاء أن لا يكشف سرها حتى يستمع اليها، لتظهر الحيرة على ملامحه وهو يغلق فمه مجددا، يتعجب من شعوره بالراحة تجاه تلك الفتاة، لينتبها على صوت سليم الذى قال بحزم:
متشيليش حاجة يانور من اللى وقعت، سيبى اى حد من الشغالين اللى برة يلمها، وروحى انتى اعملى قهوة تانى وهاتيها بسرعة

قالت بقلق:
تحت امرك
لتذهب بخطوات مسرعة ولكنها قبل ان تذهب أرسلت لزين نظرة متوسلة أخرى ليحفظ سرها ويمنحها الفرصة لتشرح له قبل أن يتخذ قراره بفضح أمرها، أم كتمانه

بعد انصرافها جلس كل من سليم وزين ليظل زين صامتا تتنازعه الافكار، لايدرى أيخبر سليم بالحقيقة، أم ينتظر حتى سماع تلك الفتاة، ثم يقرر ما يجب عليه فعله، ليقول سليم بارتياب:
مالك يازين ساكت ليه؟
قال زين بشرود:
ها، مفيش ياسليم، انت عارف بس انى لسة راجع م السفر، والظاهر ان التعب بدأ يظهر علية، أنا هقوم أمشى عشان أرتاح شوية وأبقى اجيلك بالليل

عقد سليم حاجبيه، ليقول بهدوء:
خلاص يازين على راحتك، أشوفك بالليل
نهض زين قائلا:
سلام
تابع سليم صوت خطوات زين المبتعدة ليزداد انعقاد حاجبيه وهو يقول بقلق:
ياترى مخبى عنى ايه يازين، وايه اللى لخبط حالك من ساعة ما شفت نور، ياترى جمالها أثر عليك؟

هز رأسه بعنف نابذا تلك الفكرة بقوة وهو يقول بغضب من نفسه:
انت اكيد اتجننت ياسليم، مش معقول كمان هتشك فى زين؟
ليمرر يده فى شعره بعصبية وهو يقول لنفسه بضيق:
ياترى هتعملى فية ايه كمان يانور؟

كانت نوران تمشى امام المنزل بعصبية ذهابا وايابا، تنتظر خروج زين بفارغ الصبر بعد ان سمعته يستأذن بالرحيل، رأته آتيا فأسرعت اليه و هى تمسك ذراعه قائلة بامتنان:
انا متشكرة أوى عشان مقلتش لسليم أى حاجة

نفض ذراعها بقسوة وهو يقول بغضب:
متفرحيش اوى كدة، أنا مستنى أسمع منك كل حاجة الأول وبعدين هشوف هعمل ايه، ومتفتكريش ملامحك البريئة دى هتخدعنى، لو كذبتى علية هعرف وساعتها هقول لسليم على كل حاجة

قالت فى حزن:
أكيد معاك حق تخاف منى، .بس أنا هقولك كل حاجة بصراحة ومش هخبى عليك، كل اللى أنا طالباه منك فرصة تسمعنى فيها للآخر ومتقاطعنيش
عقد حاجبيه قائلا:
اتفضلى انا سامعك
تلفتت حولها بتوتر قائلة:
أكيد مش هينفع اتكلم هنا، بس انا استأذنت من دادة سعاد، فلو ممكن نخرج نقعد فى أى مكان وأنا هشرحلك كل حاجة

اوما براسه وهو يشير اليها لتركب السيارة، ليلتف هو حولها ويجلس خلف المقود، لتجلس هى بجواره بهدوء، وينطلق بها، أغمضت نوران عينيها تبتهل الى الله أن يصدقها زين فلو لم يصدقها، ستنهار كل أحلامها وسيفشل كل ما سعت اليه، وستبتعد تلك المرة عن حياة سليم للأبد

كان نزار يقف الى جانب صديقه ممدوح، يبتسم الى تلك الفتاة التى ظلت ترمقه طوال الحفل بنظرات مثيرة بتلك العينان السوداوتان وتلك الرموش الطويلة المسبلة بإغراء، لتقرر الفتاة التحرك باتجاهه، تقترب منه بجرأة، لتقف امام نزار وسط دهشة ممدوح قائلة بصوت مثير:
انت بتشبه علية، صح؟

اتسعت ابتسامته وهو يتأمل ملامحها برغبة قائلا:
تصدقى صح؟
نقل ممدوح نظراته بين الاثنين ليرى تلك الفتاة تميل تجاه نزار ليظهر فستانها مقدمة صدرها بحركة مدروسة وهى تقول:
وياترى، أنا أبقى شبه بنت خالتك ولا بنت عمتك؟

رفع حاجبه الأيسر قائلا بصوت أجش:
الاتنين، اختارى انتى بقى
أطلقت ضحكة مجلجلة أطاحت بعقول الرجلين، لتعود بنظراتها الى نزار وهى تمد يدها اليه قائلة:
صافيناز علوى

امسك نزار يدها بنعومة قائلا وهو يضغط عليها:
نزار العدوى
ليقول ممدوح بسخرية:
وأنا ممدوح بس، شكلى كدة مليش لزوم فى القعدة دى، أستأذن بقى، سلام ياصاحبى

أومأ له نزار برأسه ليبتعد ممدوح تشتعل عيناه بالحقد على نزار الذى يجتذب اليه الفتيات بسهولة ودون أى مجهود، بينما هو يفعل المستحيل للفت انتباههم ولا يعيروه أى انتباه
قالت صافيناز بابتسامة:
ماله صاحبك ده؟

ابتسم وهو يميل هامسا فى أذنيها:
واحنا مالنا ومال صاحبى دلوقتى، ايه رأيك نكمل السهرة فى الشقة بتاعتى؟
ابتسمت وهى تسبل رموشها على عينيها باغراء قائلة:
فكرة هايلة

اتسعت ابتسامته وهو يمسك يدها ساحبا اياها خلفه حتى خرجا من الحفلة ليتجه بها نحو سيارته وينطلقا سويا الى حيث شقته التى يمتلكها ويجعلها مكانه المفضل لممارسة كل ما حرمه الله، وبينما هو يقود السيارة ظهرت أمامه صورة لبدور، لينفض رأسه وهو يمحى صورتها من خياله، مبررا خيانته لها بأنه رجل وله احتياجاته وقد منعها الطبيب من تلبية احتياجه اليها كرجل، ليسأله بقايا ضميره عن خياناته السابقة لها، ما مبررها؟ليكتم ذلك الصوت قائلا لنفسه بصمت:
عادى يعنى، ليالى وبقضيها، مفيهاش مشاعر، المهم ان قلبى مفيهوش غيرها، وهى الوحيدة اللى شايلة اسمى..

كاد ضميره أن يدحض مبرراته مرة اخرى، ليسرع نزار ويمد يده يرفع صوت مسجل السيارة، ليعلو صوت الأغانى كاتما صوت ضميره، أمسك يد صافيناز وجذبها الى جواره ضاما اياها، رافضا سماع اى كلمة من ضميره الذى يحاول بكل جهده أن يظل مستيقظا، ولكن نزار قرر الاستمتاع بكل لحظة من حياته، غافلا عن أن كل خائن لابد له من نهاية، يكون الندم فيها حليفه، وفى تلك الحالة الخائن هو نزار والندم سيكون من نصيبه هو ولا أحد غيره

مالت أريج على شهاب قائلة فى همس:
مالك بس ياشهاب، فيك ايه، طول السهرة وانت سرحان ومضايق، حصل حاجة؟
قال شهاب بضيق:
مش وقته ياأريج، هقولك بعدين، خلينا دلوقتى نخلص من موضوع العشا ده، لإنى على آخرى

أومأت براسها متفهمة، وهى تعتدل ليقول شهاب موجها حديثه الى ذلك الوفد المبعوث من تلك الشركة والذين يودون عقد الصفقة معه:
احنا كدة اتفقنا على البنود الأساسية، ومش فاضل غير التوقيعات، بكرة باذن الله هستنى صادق بيه فى مكتبى عشان نمضى العقود، عن اذنكم..
وقفوا جميعا لتقول تلك المرأة من ذلك الوفد:
ياريت تبلغ المدام اسفنا لأنها مقدرتش تكون معانا بسبب تعبها وتمنياتنا ليها بالشفاء العاجل باذن الله

اومأ شهاب برأسه فى هدوء، شاكرا اياها فى حين ارتسمت على شفتى أريج ابتسامة ساخرة أخفتها بسرعة، وهى توقن من ان شهاب قد تشاجر مع غريمتها، والتى بغبائها الشديد، تركته فريسة سهلة لها، وهى لن تفوت تلك الفرصة أبدا، ستكون تلك الليلة هى ليلتلها الكبرى والتى ستقضى فيها على حب ضحى لشهاب والى الأبد

نادى سليم على نور بحدة، لتهرول دادة سعاد اليه قائلة فى قلق:
خير ياسليم ياابنى، بتنادى على نور ليه؟
عقد سليم حاجبيه قائلا:
وهى نور فين يادادة؟
قالت دادة سعاد فى ارتباك:
أنا، هى، يعنى، استأذنت منى عشان تروح مشوار

ازداد انعقاد حاجبيه قائلا:
مشوار ايه ده؟
قالت دادة سعاد فى ارتباك:
مش عارفة ياابنى، لما ترجع هسألها، كنت عايز حاجة ياحبيبى؟
هز رأسه قائلا:
لأ، خلاص يادادة، روحى انتى

كادت دادة سعاد أن تغادر ليستوقفها صوت سليم وهو يقول بحزم:
بعد كدة يادادة لو نور عايزة تروح أى مشوار، لازم تستأذن منى الأول، مفهوم..
اومأت برأسها قائلة:
مفهوم ياابنى..
ثم غادرت، تاركة سليم غارق فى أفكاره، يتساءل الى أين ذهبت نور؟، تنتابه الظنون والشكوك، لينفضها فى حزم وهو يستغفر الله

كانت نوران تنظر الى زين الصامت والذى يبدو عليه علامات التفكير، بعد ان اخبرته بقصتها كاملة، ولم تخفى عنه شيئا، ابتداء من رسائلها وصداقتها مع سليم مستخدمة اسم وصورة ابنة عمتها لخجلها وقلة ثقتها بنفسها، حتى قرار سليم بمقابلتها وارسالها نور لتوضيح سوء التفاهم، مرورا باستغلال ابنة عمتها للوضع، لتبتعد هى، وهى تدرك أن سليم وقع بحب نور لجمالها وجرأتها، حتى سمعت بالحادث الذى اصابه لتعود اليه تراقبه من بعيد..،

حتى قرارها بالوقوف بجواره بمحنته واعتراض صديقاتها، لتدخل حياته مجددا باسم نور تخشى ان تخبره بالحقيقة، فيظنها كانت تخدعه منذ البداية او تتشارك مع ابنة عمتها باتخاذه لعبة او وسيلة للتسلية، لتقرر ان تجعله يعرفها من الداخل قبل ان تخبره بالحقيقة كاملة..،

ربما تبدو خطتها الآن سخيفة بنظرها وغير مضمونة ولكنها كانت خطة جيدة فى حينها، طال الصمت، لتقول نوران بحزن:
أنا عارفة انى غلط، وبصراحة انا شايفة دلوقتى وانا بحكيلك أد ايه الفكرة سخيفة و...
قاطعها قائلا:
بالعكس انا شايفها فكرة كويسة أوى..

فغرت فاهها فى دهشة ليستطرد قائلا فى هدوء:
سليم فعلا محتاج حد زيك جنبه، وانتى اتصرفتى صح، لو كنتى قلتيله الحقيقة مكنش هيصدقك لأنه بطبعه شكاك، بس فيه حاجة لازم تفهميها، سليم محبش نور زى ما انتى فاهمة، سليم حبك انتى

اتسعت عينيها بصدمة، ليستطرد زين قائلا:
سليم اعجب بالبنت اللى كان بيكلمها ع النت، وعلى فكرة لما خطب نور حس بالفرق بس يمكن هى بهرته بأساليب الاغراء بتاعتها واللى ممكن تخدع أى راجل وخصوصا لو زى سليم ملوش تجارب، وعلى فكرة هو دلوقتى محتار، حاسس بنور اللى كان معجب بيها رجعتله بس خوفه من غدرها موقفه عن الاستسلام لمشاعره، واحدة واحدة واول مانطمن انه وقع من تانى فى حبك هنقوله على الحقيقة، أهم حاجة دلوقتى تفضلى جنبه عشان يعرف الفرق بينكم ويرجع يحبك من جديد..

اغروقت عينيها بالدموع وهى تقول بأمل:
تفتكر ده ممكن؟
ابتسم قائلا:
أكيد ممكن.
مسحت دموعها وهى تقول بابتسامة:
انت انسان نبيل اوى يازين وبجد انا مبسوطة ان سليم عنده صاحب زيك

اتسعت ابتسامته وهو يقول:
انتى كمان انسانة جميلة اوى يانوران، وسليم محظوظ بحبك، فى الزمن ده نادر لما تلاقى حد ممكن يحب بالشكل ده.
ابتسمت قائلة:
تعرف، سليم حكالى كتير عنك، كنت دايما بتفكرنى بواحدة صاحبتى، تقريبا أطباعكم زى بعض

ابتسم قائلا:
هاتيلى صاحبتك دى، .وأنا اتجوزها فورا
اتسعت ابتسامتها قائلة:
للأسف متجوزة، وحامل كمان
رفع عينيه الى السماء قائلا:
حظى كدة بقى هعمل ايه، حكمتك يارب

ابتسمت نوران قائلة:
ربنا يرزقك بواحدة تستاهلك يازين
بادلها ابتسامتها قائلا:
يارب يانوران، يارب

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة