قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل السابع

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة بكامل فصولها

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل السابع

توقف شهاب بسيارته أمام منزل أريج لتقول هى بابتسامة:
تصبح على خير ياشهاب
ابتسم شهاب قائلا:
وانتى من أهل الخير ياأريج
أمسكت أريج برأسها تتظاهر بالتعب والدوار قائلة:
آاااه.

قال شهاب بقلق:
مالك ياأريج، حاسة بحاجة؟
قالت بضعف مصطنع:
مش عارفة ياشهاب، دوخت مرة واحدة
قال شهاب:
تحبى آخدك لدكتور عشان نطمن
ابتسمت فى وهن قائلة:
لأ مفيش داعى، أنا هبقى كويسة، بس من فضلك تسندنى لغاية ما أطلع شقتى، لإنى مش قادرة
قال فى سرعة:
آه أكيد طبعا

ليخرج من سيارته ويستدير حولها ليفتح لها الباب وينزلها ثم يسندها ويضمها الى جانبه حتى صعدا الى شقتها، أخذ شهاب المفتاح من يدها وفتح باب الشقة، ثم أدخلها الى الردهة قائلا:
ها، يا أريج بقيتى احسن؟

أومأت برأسها قائلة:
آه، الحمد لله، أحسن بكتير
منحها المفتاح وهو يقول:
طيب همشى انا، مش عايزة حاجة أجيبهالك قبل ما امشى
أمسكت ذراعه قائلة برجاء:
عشان خاطرى ياشهاب.متمشيش قبل ما تشرب حاجة، دى اول مرة تدخل شقتى
ظهر على وجهه التردد لتقترب منه وتميل عليه بإغراء قائلة:
عشان خاطرى

ابتلع شهاب ريقه، يشعر بالحيرة، فهو ان وافق ربما ارتكب أكبر خطأ فى حياته، فى حق نفسه وفى حق ضحى، فهو فى منزل امرأة ليلا، ووحدهما، وكما يقولون، الشيطان شاطر، يعلم أنه يحب ضحى، بل يعشقها، ولكنه يعلم أيضا أنه فى حالة شديدة من الضعف عاطفيا، الى جانبه انهاكه النفسى والجسدى، وفى تلك الحالة، يمكنه أن يخطئ وبسهولة، ولكن مهلا ألم ترتكب هى أخطاء وأخطاء فى حقه، ألم تقصر فى حقه مرارا وتكرار، بل الأدهى من ذلك انها لا تشعر أبدا بأنها أخطأت بشئ، أخرس ذلك الصوت بداخله والذى يحثه على الخروج من هذا المكان وبسرعة، وهو يطمأن نفسه بعدم وجود اى ضرر فى أن يشرب مع أريج كوبا من العصير؟

ليبتسم وهو يومئ برأسه موافقا لتبتسم أريج بانتصار وهى تتجه بسرعة الى المطبخ تحضر له مشروبه، جلس ينتظرها تتنازعه الأفكار، لتعود اليه وقد بدلت ملابسها لقميص نوم حريرى يظهر كل مفاتنها ليصيبه التوتر وينهض قائلا فى قلق وقد أيقن انه أخطأ حين قرر المكوث فى هذا المنزل ولم يستمع الى قلبه:
أنا لازم أمشى..

اقتربت منه تقول بنعومة:
مش قبل ما تشرب العصير، ولو كان على لبسى اللى وترك، وخلاك مش على بعضك، فاستنى ياسيدى، هلبس روب وأجيلك، أنا يمكن بس متعودة أبقى براحتى، لحظة واحدة..

منحته كوب العصير ليأخذه منها بتوتر، قلقا من مشاعره الثائرة، يتساءل بحيرة عن سر تأثره بها وهو الذى لم تؤثر به فتاة مطلقا بعد أن أحب ضحى، ترى أيكون السبب مشاكله المستمرة معها فى الآونة الأخيرة؟ افاق من أفكاره على عودة أريج وقد ارتدت روبها لتجلس بجواره ترفع يده الممسكة بكأس العصير الى فمه قائلة:
اشرب ياشهاب، اشرب..

شرب شهاب العصير مرة واحدة يشعر بجفاف شديد بحلقه وتسارع نبضات قلبه، من لمستها ليده، لتأخذ منه الكأس بعد ان أفرغ محتوياته، ووضعته على الطاولة ثم التفتت اليه ترفع يدها وتمسح باصبعها بعض قطرات العصير المتعلقة بشفتيه بنعومة وهنا لم يعد هو قادرا على الاحتمال ليهبط بشفتيه مقبلا شفتيها بقبلة أثارتها من قوتها لترفع هى يديها الى رأسه تضمها اليها بقوة تتخلل شعره ليتعمق بقبلته اكثر لتنزل بيدها تنزع قميصه بعنف محطمة أزراره جميعها لتضم جسده العارى إليها تشعله بلمساتها ليغيب أكثر وأكثر فى غياهب الخيانة محطما كل وعود الوفاء والعشق.

أضاءت بدور نور الأباجورة بجانبها وهى تعتدل فى سريرها قائلة بحدة:
كنت فين يانزار؟
وضع نزار يده على عينيه قائلا بخفوت:
لو سمحتى يابدور وطى صوتك، واقفلى النور، أنا عندى صداع ودماغى هتموتنى

نزلت من السرير بلهفة وهى تلاحظ شحوب وجهه، واقتربت منه بسرعة قائلة:
أجيبلك مسكن يانزار؟
نظر اليها طويلا لتشعر هى بالحيرة، أمسكت بيده وقربته من السرير لتجلسه عليه قائلة:
ثوانى وهجيبلك المسكن وأدلكلك راسك وكله هيبقى تمام

ابتعدت يتابعها بعينيه، زفر بقوة، يلوم نفسه على أفعاله التى يستمر بفعلها بتلك المسكينة التى تعشقه، ولكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه، انها طبيعته وهو حاول كثيرا ان يغير من نفسه من أجلها، وربما من اجل طفلهما القادم، ولكن لا فائدة...
عادت بدور تمنحه المسكن والماء ليأخذهم بهدوء، ويشربهم .اخذت بدور منه الكأس ووضعته على الكومود بجوارها، ثم عادت وجلست امامه على ركبتيها قائلة:
بقيت احسن؟

تجنب النظر الى عينيها قائلا بخفوت:
أحسن.
قالت بحنان:
هدلكلك راسك عشان الصداع يروح خالص
التفت اليها صارخا بها:
خلاص يابدور، قلتلك بقيت كويس

نهضت بدور تشعر بالصدمة حين وصلت اليها رائحة انفاسه المثقلة بالخمر، لتضع يدها على فمها وقد امتلأت عينيها بالدموع، نظر نزار الى دموعها قائلا فى حدة:
كفاية دموع بقى، كفاية كل لحظة تحسسينى بالذنب، أنا عملت ايه يعنى، عملت ايه؟

قالت بانكسار:
خلفت وعدك لية، شربت يانزار، انت حلفت مش هتشرب تانى، حلفت بابننا، ابننا يانزار
تجنب النظر الى عينيها قائلا:
غصب عنى، عميل عرض علية اشرب معاه ومكنش ينفع أرفض

قالت فى سخرية مريرة:
لأ برافو، تصدق أقنعتنى، بجد طلعت راجل، لأ طلعت، ...
قاطعها وهو ينهض فجأة قائلا بغضب:
بدور أنا مستحيل هقبل مراتى تقولى أى كلمة اهانة، انا هسكت المرة دى عشان اللى فى بطنك، بس لو كررتيها مش هيهمنى

نظرت اليه بخيبة امل قائلة:
خلاص يانزار خلص الكلام، انا هروح انام فى الاوضة التانية لإنى حقيقى مش طايقة أكون معاك فى اوضة واحدة، مش قادرة اتنفس الهوا اللى بتتنفسه
التفتت مغادرة لتسمعه يقول فى صرامة:
استنى
توقفت بجمود دون ان تنظر اليه، ليستطرد هو قائلا:
خليكى انتى فى الاوضة دى وانا اللى هروح أنام فى الاوضة التانية

ثم اتجه الى خزانة الملابس يأخذ منها ملابسه ويغادر الحجرة بخطوات سريعة، لتعود هى الى السرير تترك دموعها التى حبستها لتتساقط بغزارة وهى تمسك بطنها تملس عليها بحزن قائلة:
متخافش ياحبيبى انا هحميك، هحميك من غلطة غلطها زمان وأنا لوحدى اللى لازم ادفع تمنها

كانت نوران تمسك بصينية الشاى بينما تحاول ان تفتح باب المطبخ باليد الأخرى لتنجح فى فتحه بصعوبة وهى تخرج من المطبخ وتغلق الباب بنفس الطريقة لتلتفت فاذا بها تصطدم بجدار صلب لتقع الصينية من يدها متحطمة وكادت هى ان تقع لولا تلك اليد التى أسندتها ومنعتها من السقوط لتتعرف على صاحبها على الفور من صوته القلق وهو يقول:

نور، انتى كويسة، حصلك حاجة؟

قرن قوله بتمرير يديه على جسدها ابتداء من كتفيها ومرورا بذراعيها العاريتين، ينتفض جسدها بشدة من لمسته القلقة والتى أثارت بها أعتى المشاعر، ليشعر برجفتها بين يديه ويفيق من مشاعره ليبتعد عنها عاقدا حاجبيه وهو يسمعها تقول بصوت متهدج النبرات من قوة مشاعرها:
انا كويسة متقلقش

ازداد انعقاد حاجبيه قائلا فى برود:
انا مش قلقان، وبعد كدة خدى بالك، .مش كل شوية توقعيلك صينية، ومش كل مرة هتيجى سليمة، ابقى فتحى عنيكى كويس، كان ممكن تإذينى يانور، ولا انتى اتعودتى على أذيتى؟

لم يترك لها فرصة للرد وهو يستدير مغادرا لتغمض نوران عينيها بألم، يصرخ قلبها
،، .لست أنا من آذتك، لست انا من جرحتك، هى من سببت لك الألم وانا لست هى، لست هى على الاطلاق، فأنا أحبك، أعشقك، أؤذى نفسى ولا أؤذيك

لتعود وتفتح عينيها، تفكر فى كل ما حدث منذ قليل، لتدرك مشاعره تجاهها، لقد خشى عليها، نعم، ظهر شعوره لا اراديا منه، ولكنه عاد فأغلق على قلبه مجددا كى يحميه، لتأخذ نفسا عميقا وقد لمعت عينيها و ظهر فيهما التصميم على الاقتراب منه، والاستمرار فى محاولاتها لكسب قلبه، فشعورها بنبراته القلقة عليها منحها بصيصا من الأمل، ان ذلك الشعور قادرا على منحها الشجاعة لتكمل ما بدأته حتى النهاية

استيقظ شهاب يشعر بالألم فى رأسه، فتح عينيه بصعوبة، وهو يتأمل محيطه الغريب، يشعر بجسد عارى يلتصق به، برائحة نسائية غريبة لا تشبه رائحة ضحاه، التفت بصدمة ليرى أريج تنام عارية بجواره، ليغمض عينيه بألم، بغضب من نفسه، كيف استطاع أن يفعل ذلك بضحى، كيف سمح لنفسه بالخيانة، انها ضحى من خانها، رفيقة الصبا وحبيبة الفؤاد وشريكة العمر، كيف استطاع أن يخل بكل وعود الوفاء، كيف استطاع اخماد صوت الضمير والقلب، كيف؟

امسك راسه يشعر بها تكاد تنفجر من الألم، آخر ما يتذكره قبلاته الثائرة لأريج، آخر ما يتذكره اخماد صوت قلبه الذى صرخ به ألا يخون، احس بالوجع فى قلبه يمتد لسائر جسده

شعر بأريج تتململ بجواره وهى على وشك الاستيقاظ، ليسرع بالخروج من السرير وأخذ ملابسه ليغادر الغرفة ويلبسها على عجالة، ثم يغادر المنزل بسرعة متجاهلا صوت اريج المنادى باسمه، ليسرع الى السيارة يقودها بأقصى سرعة، حتى وصل لشاطئ شبه معزول لينزل من السيارة ويسرع الى البحر ليخر راكعا وهو يصرخ بألم:
ليه ياشهاب .ليه؟

قالت سعاد بحيرة:
مش عارفة يانوران.
قاطعتها نوران قائلة:
نور يادادة، اسمى نور، متنسيش عشان لسانك ميتعودش عليها..
أومات سعاد براسها متفهمة وهى تقول:
عندك حق، بس اعمل ايه، مبطيقش اسم المخفية دى

نظرت اليها نوران بعتاب فاستطردت سعاد قائلة:
معلش يابنتى بس اللى عملته فى سليم مش قليل، ده ياحبيبى اللى عملته فيه خلاه واحد تانى خالص..
تنهدت نوران قائلة:
عارفة يادادة والله العظيم عارفة

ابتسمت سعاد قائلة:
بس انتى من يوم ما جيتى وانا حاساه بيرجع سليم، ابنى اللى ربيته، على الأقل بقى عنده شعور من تانى، ده انا كنت قلت خلاص سليم مش هيحس تانى

قالت نوران بحزن:
بس لسة مرجعش سليم اللى عرفته وحبيته، اللى كانت كل حياته ضحك وهزار، اللى كان بيحب الحياة، بقى قافل على نفسه اوى، وبعيد عن الناس اوى، وحزين اوى اوى

تنهدت سعاد وهى تربت على يد نوران قائلة بحنان:
واحدة واحدة هترجعيه سليم اللى عرفناه، احنا كنا فين يانورا، قصدى يانور، أنا حاسة ان الخير كله هييجى على ايديكى ياقمرة انتى وبكرة تقولى دادة سعاد قالت

نظرت اليها نوران بامل قائلة:
يارب يادادة سعاد يارب

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة