قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة بكامل فصولها

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر

استيقظت نوران تشعر بالدفء يحيطها، فتحت عينيها ببطئ، لترى سليم يحيط بها باحدى ذراعيه بينما يده الأخرى تستكين على بطنها تلفها بحماية، بينما تضع هى يدها على صدره تشعر بدقات قلبه المنتظمة، تأملت ملامحه الساكنة بحب، رفعت نفسها قليلا لتحظى برؤية أوضح لملامحه التى تحفظها عن ظهر قلب، ثم رفعت يدها تتلمس وجنته برقة..،

تشعر بخشونتها تحت أصابعها، لتميل وتطبع قبلة رقيقة على وجنته ثم تعتدل لتنظر الى وجهه لتجده مستيقظا ينظر اليها وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامة عذبة، قال فى رقة:
صباح الجمال، تعرفى لو كنت قمت وملقتكيش فى حضنى كنت زعلت أوى.

لم تنطق نوران بحرف وهى مازالت تحت تأثير صدمة استيقاظه، تتساءل بخجل، ترى هل استيقظ الآن فقط ؟ أم انه كان مستيقظا وهى تقبله، لتأتيها اجابته وهو يبتسم بخبث متحسسا وجنته التى قبلتها قائلا:
لو وشك احمر، والقطة أكلت لسانك عشان دى، فاعتبرينى محستش بيها..
قالت فى خجل:
سليم
اعتدا وهو يقترب منها يحيط وجهها بحنان قائلا:
قلب سليم

تأملت ملامحه الوسيمة وهو يقترب منها راغبا بتقبيلها، تقاوم بشدة رغبتها فى نسيان كل شئ وفقط الاستسلام له مجددا ليأخذها الى ذلك العالم الوردى، ولكن عليها أن تقاوم الآن، فلابد وان تخبره بما لديها، لذا تراجعت بوجهها الى الوراء ليترك سليم وجهها رغما عنه، وهو يعقد حاجبيه بشدة، لتقترب هى منه مجددا بسرعة قائلة:
انا مش قصدى على فكرة أبعد عنك، نفسى ياسليم تتاكد من حبى ليك وتخرج موضوع عنيك من كل حاجة بتجمعنا..

لتزفر مستطردة:
أنا بس كنت عايزة أكلمك فى موضوع مهم وخفت تلهينى عنه بب، .قصدى يعنى ب،
لتصمت بخجل لا تدرى كيف تعبر عما تود أن تقوله، ليرفع سليم احدى حاجبيه بتسلية قائلا:
بإيه يانوران؟
قالت نوران بخجل:
خلاص بقى ياسليم متكسفنيش

ابتسم وهو يرفع يده يتلمس وجنتها نزولا الى عنقها ببطئ شديد أثار مشاعرها وهو يقول:
خلاص ياستى، قولى بس اختصرى، عشان ده مش وقت كلام على فكرة..
تصاعدت دماء الخجل الى وجنتيها وهى تمسك بيده التى تجول على بشرتها العارية، تثير المشاعر فى كيانها كله قائلة:
على فكرة أنا اللى كدة مش هركز

ابتسم ثم قال فى جدية:
طب خلاص قولى وأنا مش هلمسك، بس سيبى ايدى انتى كمان ومتلمسنيش دلوقتى والا متلوميش غير نفسك
تركت يده قائلة:
وآدى ايدك أهى، اسمعنى بقى

أومأ برأسه قائلا:
سامعك ياستى، قولى
ابتلعت ريقها قائلة:
أنا جالى رسالة انبارح
صمتت ليعقد حاجبيه بتوجس قائلا:
من مين يانوران؟
قالت بتردد:
من، من نور
انتفض سليم يقول بحدة:
وفيها ايه الرسالة دى، ومقلتليش ليه يانوران؟

ترقرقت الدموع بعينيها قائلة:
والله العظيم خفت تضايق، هى صحيح الرسالة من كلمة واحدة، بتقولى فيها مبروك، بس ضايقتنى وخفت أضايقك بيها فى يوم زى ده
زفر بقوة يحاول ان يتمالك نفسه وهو يشعر بدموعها وضيقها وخوفها من غضبه ليبحث عن يدها حتى أصبحت بين يديه ليضمها الى صدره، يربت على ظهرها بهدوء قائلا بهمس:
هش، خلاص، بطلى عييط، الموضوع مش مستاهل الدموع، بس عشان خاطرى أى حاجة تخص نور تقوليهالى علطول

أومأت برأسها داخل حضنه ليشعر بايمائتها الطفولية، ابتسم بحنان ليهمس بجوار أذنها قائلا:
على فكرة انتى شكلك حبيتى عقابى أوى وعايزانى أفكرك بيه

شعر بها تبتسم داخل حضنه لتتسع ابتسامته وهو يخرجها من حضنه دون أن يخرجها من محيط ذراعيه، ليمرر يده على ذراعيها العاريتين، مرورا بعنقها، و صاعدا الى وجهها ليضمه اليه بيديه يأخذ شفتيها بقبلة شغوفة، لترفع نوران يديها وتضم رأسه اليها، ليعمق قبلته ويأخذها معه الى عالمه الذى يسحرها ويجعلها تنسى الكون بكل ما فيه

هرولت ضحى داخل أروقة المستشفى يتبعها شهاب، حتى وصلت الى غرفة العمليات، لتجد نزار يقف منهارا أمامها، لتقترب منه بغضب قائلة:
بدور مالها يانزار، عملت فيها ايه ؟

تجاهلها نزار تماما فى حين أمسكها شهاب يمنعها من أن تطبق بيديها فى عنق نزار ولا تتركه قبل ان تنشب مخالبها فيه، التفتت ضحى إليه قائلة بدموع مريرة:
سيبنى ياشهاب، سيبنى أطبق فى زمارة رقبته، هو أكيد السبب، هو ياشهاب، ياريتنا ما سمحنالها تكمل معاه، ياريتنا منعناها، ياريتنا

أخذها شهاب فى حضنه يربت على ظهرها بحنان قائلا:
اهدى ياحبيبتى، اهدى، بدور هتبقى كويسة، وصدقينى لو البنى آدم ده ليه دخل فى اللى حصلها، أنا بنفسى اللى هخلصها منه
خرجت من حضنه قائلة من وسط دموعها:
مش عارفة لو جرالها حاجة انا ممكن يجرالى ايه، ربنا يقومها بالسلامة ويرجعهالنا يارب

أمسك يديها قائلا:
متخافيش ياضحى، بدور هتبقى كويسة وكل حاجة هتتصلح، افضلى بس ادعيلها
قالت ضحى ناظرة الى السماء برجاء:
ملناش غيرك يارب، قومهالنا بالسلامة هى والبيبى يارب

ثم أجهشت بالبكاء ليضمها شهاب مجددا الى صدره يغمض عينيه بألم، يود لو ينزع حزنها ويلقى به بعيدا عنها، تركها تفرغ كل دموعها على صدره، حتى هدأت شهقاتها ونضبت دموعها، لتبتعد عنه قليلا تمسح بمنديله الذى منحها اياه بقايا دموعها ليميل عليها قائلا بحنان:
أحسن؟

أومأت برأسها ايجابا بضعف لتلمح نزار الجالس على كرسى أمام غرفة العمليات يميل واضعا يديه على رأسه، لتتغير ملامحها مجددا وتلتفت تود الذهاب اليه ليمسكها شهاب من ذراعها، التفتت اليه ليقول متوسلا:
سيبيه دلوقتى ياضحى، كفاية اللى هو فيه، مراته وابنه فى اوضة العمليات، نطمن بس على بدور ووعد منى اللى اتسبب فى اللى حصلها هياخد جزاؤه ياحبيبتى

نظرت اليه ضحى قائلة بامتنان:
ربنا يخليك لية ياشهاب
ابتسم بحنان وهو يلمس خدها بنعومة قائلا:
ويخليكى لية ياضحى

فتح باب غرفة العمليات فى تلك اللحظة ليخرج الطبيب ومعه ممرضتان، ليندفع اليه الجميع، قال نزار فى لهفة وقلق:
بدور أخبارها ايه يادكتور؟
نظر اليه الطبيب قائلا:
الوقعة مكنتش سهلة، احنا قدرنا ننقذ المريضة بس مع الأسف مقدرناش ننقذ الجنين.

لتشهق ضحى وهى تضع يدها على فمها، بينما ملأت الصدمة ملامح نزار، ليستطرد الطبيب قائلا بعملية:
مع الأسف كمان، الرحم اتضرر ومش هيقدر يشيل أطفال فى الفترة الجاية، وفيه احتمال ميقدرش يشيل أطفال تانى

تعالت شهقات ضحى ليضمها شهاب الى جواره بينما أغمض نزار عينيه بألم ليقول الطبيب:
ياريت نهدى ونحاول نخفف عن المريضة لأن حالتها النفسية اكيد هتبقى سيئة، وياريت تتابع مع دكتورة نسا، عشان تحاول تمنع الحمل فى الفترة الجاية لغاية ما الرحم يرجع لحالته الطبيعية، أهم حاجة ياجماعة انكوا تبعدوها عن أى شئ ممكن يأثر بالسلب على حالتها النفسية، عن اذنكم

ليغادر الطبيب، تتعالى شهقات ضحى وشهاب يربت على ظهرها بحنان ليس بيده شئ يواسيها به سوى دفء حضنه، بينما جلس نزار على الكرسى لا تستطيع قدماه أن تحمله، لقد فقد طفله وكان من الممكن أن يفقد بدور، وربما لن يكون له طفل مجددا، فان لم يكن طفله من بدور فهو لايريده، كل ما يحدث من أشياء سيئة بحياته، هو السبب بها، لقد اقترفت يداه جريمة شنعاء، استسلم للشراب، للخيانة، لكل ما هو سئ، ولكنه لم يستسلم للحب، لقد قتل طفله بيديه، ليدرك أنه لا يستحق بدور، التى لن تغفر له أبدا ما فعله، شعر أنها النهاية ولكنه لن يستسلم سيرجعها الى حياته مجددا أو يموت فى سبيل ذلك

كان سليم يجلس مع نوران فى حديقة منزلهم يمسك بيدها بحنان قائلا:
مش كفاية كدة يانوران ونقوم نطلع أوضتنا.
ابتسمت قائلة:
استنى شوية ياسليم، ده وقت الغروب، والمنظر حلو أوى من هنا.
لتعض شفتيها بقسوة تدرك أنها أخطأت التعبير، تتأمل ملامحه بسرعة تبحث عن ملامح الألم فى وجهه فلم تجدها لتزفر بارتياح، سمعته يقول بهدوء:
اوصيفهولى يانوران

نظرت إليه لثانية ثم مالبثت أن عادت ونظرت الى غروب الشمس قائلة بحالمية:
الشمس ساعة الغروب بتفكرنى ببنت جميلة أوى لابسة أحمر، كل يوم فى نفس الميعاد بتودع حبايبها وكل معجبينها بحزن، لدرجة ان حزنهم بيملا حياتهم سواد، وللأسف محدش منهم بيقدر يجبرها تستنى، بس بردو محدش بيقدر يجبرها ترجع، هى اللى بترجع من نفسها عشان تنور حياتهم من تانى وتديهم أمل جديد

ابتسم سليم قائلا:
وتفتكرى ايه اللى بيرجعها يانوران؟
نظرت الى وجهه تتأمل ملامحه الوسيمة وهى تقول:
حنينها ليهم ياسليم
اتسعت ابتسامته وهو يمسك يديها قائلا:
أد ايه بحب أسمعك لما بتوصفيلى حاجة، بحس انى شايف الدنيا بعنيكى، بحسها دنيا حلوة أوى، وانتى اللى حليتيها فى عينى يانوران

ابتسمت فى حنان وكادت أن تقول شيئا لولا أن قاطعها صوت حمحمة رجولية لتلتفت الى مصدر ذلك الصوت وتجده زين، لتبعد يد سليم بخجل فى حين قال سليم بابتسامة:
تعالى يازين، .اذيك..
قال زين بابتسامة:
الظاهر انى جيت فى وقت مش مناسب
تخضب وجه نوران بحمرة الخجل، فى حين اتسعت ابتسامة سليم وهو يقول:
عادتك يعنى ولا هتشتريها، تعالى ياعم اقعد، وحشتنى والله.

ابتسم زين وهو يقترب ليجلس بجوار سليم قائلا:
ياشيخ، يعني مفيش كدة انت جيت ليه وارجع ماكان ما جيت، وتشتم اليوم اللي عرفتني فيه وحاجات بالشكل ده؟
ابتسم كل من نوران وسليم ليقول سليم:
لأ، مفيش، ويلا تعالى اقعد من سكات بقى

ثم نظر باتجاه نوران قائلا:
من فضلك خلي دادة سعاد تعملنا اتنين قهوة مظبوط يانوران
اومأت نوران برأسها قائله:
حاضر، حالا ياسليم
ثم التفتت الي زين الذى جلس بجوار سليم قائله:
نورتنا يازين

ابتسم زين قائلا:
تسلمى يارب يانوران، بس قولي لدادة سعاد تعمل حسابي ع الغدا.
ليوكزه سليم في ذراعه ليقول زين متأوها:
آه بهزر ياأخي، ايه ده، إنت إيدك تقيلة أوى..
لتطلق نوران ضحكة رقيقة وهي تبتعد تتبعها ابتسامة سليم الحانية لسماعه نبرة السعادة في ضحكتها

ليميل زين علي سليم قائلا:
والله وعرفنا نضحك ونبيع صحابنا كمان، الموضوع كبير علي فكرة.
وكزه سليم مجددا وهو يقول:
خليك في حالك
هز زين كتفيه قائلا:
خلتني ياسيدي، ربنا يهني سعيد بسعيدة، هو انا اكره يعنى؟ ؟، ده انا فرحانلك من قلبي والله

كاد سليم ان ينطق بكلمه عندما استمع إلي خطوات نوران الراكضه ووقوفها تلهث أمامه قائلة في لوعة:
سليم !
ليعتدل زين منتصبا من ملامحها المتألمة، ويقول سليم بقلق من صوتها الملتاع:
خير يانوران فيه إيه ؟
لتقول وقد بدأت دموعها في النزول:
بدور ياسليم، بدور

ليقع قلب زين عند قدميه وهو وهو يستمع إلي إسمها يدرك من لهجه نوران أنها ليست بخير وأن ماستقوله لن يعجبه يود لو يسألها عما أصاب بدور ليسبقه سليم قائلا في قلق:
مالها بدور يانوران؟
قالت في ألم:
فى المستشفي ياسليم، وحالتها خطيرة

ليشعر زين بالخوف، بالرعب عليها، بالألم في قلبه، لينهض قائلا بحزم:
يلا بينا ع المستشفي
عقد سليم حاجبيه بينما نظرت إليه نوران بدهشه ليقول بإرتباك:
أكيد هتروحو المستشفى، و محتاجين حد يوصلكم
قال سليم بعد لحظة:
معاك حق، يلا يانوران جهزي نفسك وحصلينا ع العربيه

لتسرع نوران إلي داخل المنزل لتبدل ملابسها بسرعة، في حين جلس زين خلف مقود السيارة يضربه بقلق، غافلا عن ذلك الذي جلس بجواره يشعر بالقلق، ربما لا يري ولكنه أحس بمشاعر زين وقلبه الذي لن يتحمل انكسارا أخر، سيطوله بالتأكيد ان أحب تلك الفتاة التي ترقد الآن في المستشفي في حالة خطرة تماما كحالة صديقه .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة