قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة بكامل فصولها

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

ساد الصمت للحظات بعد ان أفضت ضحى بمكنون قلبها وحكايتها مع شهاب كاملة، .ثم قالت نوران بهدوء وهى توجه حديثها الى صديقتها:
بصى ياضحى، انتى مش بس صاحبتى وبس، انتى اختى اللى ربنا عوضنى بيها عن يتمى ووحدتى، وواجبك علية مش انى اطبطب عليكى واقولك ان كل اللى بتعمليه صح وأنا شايفاكى غلطانة، لأ، واجبك علية لو شفتك غلطانة أوجهك وأقولك فين الغلط، وانتى عملتى أكبر غلطة فى حياتك، غلطة مش سهلة ومينفعش نعديها..

نظرت اليها ضحى بدهشة وكادت ان تقول شيئا لتسرع نوران قائلة:
اسمعينى بس، انا مش بدافع عن شهاب على فكرة لأنه غلط غلطة كبيرة بس غلطته كنتى انتى السبب فيها، مش هعيد كلام سمعتيه منى قبل كدة وأكيد سمعتيه منه، وانا متأكدة انك عارفة غلطاتك كويس، بس فيه حقيقة كلنا عارفينها ومستحيل ننكرها، احنا كلنا متأكدين ان شهاب مش بس بيحبك ده بيموت فيكى ياضحى، واذا كان غلط فأكيد مكنش فى وعيه واكيد بيندم فى اليوم ألف مرة، كلنا بنغلط ياضحى ومحدش فينا معصوم من الغلط، غلطة شهاب كبيرة ومش سهلة بس محتاجة قلب كبير زى قلبك ياضحى، عشان يغفر ويسامح..

اغروقت عينا ضحى بالدموع قائلة:
نفسى أسامحه يانوران بس مش قادرة، مش قادرة انسى انه خانى، مش قادرة أتخيل ان ايده لمست واحدة غيرى، شفايفه لمست شفايف تانية غير شفايفى، حضنه ضمها وشاركتنى فيه بعد ما كان حضنه ملكى لوحدى، أنا بتحرق من جوايا يابنات، فاهمينى، بتحرق

أسرعت اليها الفتاتان تضمانها وهى تفرغ دموعها داخل احضانهما، تعلو شهقاتها ليتركانها تفرغ كل مشاعرها الحزينة، حتى هدأت تماما لتخرج من حضنهما تمسح دموعها لتقول لها بدور بحنان:
انتى كويسة؟ ؟

هزت رأسها بنفى قائلة بنبرات حزينة:
طول ما انا بعيدة عنه عمرى ما هبقى كويسة، أنا بحبه اوى يابنات، أنا من يوم ما اتولدت وانا اسمى انكتب على اسمه، وكبرت وكبرت معايا مشاعرى من ناحيته، ولما حسيت بحبه لية حسيت انى ملكت الدنيا وما فيها، واتجوزنا وعشنا مع بعض أجمل قصة حب..،

بس بعد ما خلفت تيم وحسيته بيبعد عنى، كنت عارفة ان انشغالى عنه هو السبب بس كنت غبية وعندى ثقة فى حبه لية، قلت هيشفعلى عنده، نسيت ان مهما الحب كان كبير بيحتاج الطرفين يهتموا بيه ويراعوه، زى الشجرة، هى كبيرة فعلا بس لو الجنانينى مهتمش بيها بيدبل ورقها وبتموت، وانا بايدى دبلت شجرة حبنا وموتها، انا اللى غلط فى الأول، وضيعته من ايدى وأنا بردو اللى مش قادرة انسى غلطته او اسامحه عليها

قالت بدور:
بس لازم تسامحيه ياضحى زى ما قالتلك نوران، اللى بيحب بيسامح
نظرت ضحى اليها بحزن قائلة:
طب انتى مش قادرة تسامحى ليه يابدور؟ مش بتقولى اللى بيحب بيسامح ؟

نظرت نوران الى بدور بدهشة قائلة:
هو نزار عمل حاجة جديدة يابدور؟
قالت بدور بألم:
خانى بردو يانوران بس مش مع واحدة تانية، نزار خان وعوده اللى وعدهالى، نسى حلفانه بحياة ابننا اللى جاى فى السكة ورجع يشرب من تانى

ثم التفتت الى ضحى قائلة فى مرارة:
تعرفى ليه مش قادرة اسامحه ياضحى؟، لأن فى حكايتى مع نزار كنت أنا دايما الضحية، انا بس اللى ضحيت بكل حاجة حلوة فى حياتى عشان اكون معاه، استحملت منه حاجات كتير مفيش واحدة تستحملها وكل ده باسم حبى ليه، استحملت شربه، اهانته لية، ومفتحتش بقى بكلمة، ولما حملت حسيت ان الوضع لازم يتغير عشان اللى فى بطنى، بس ملقتش غير خيانة للوعود..،

اقولكم حاجة اللى بيحب فعلا بيسامح وانا حاسة انى خلاص مبقتش أحب، أنا فقت من وهم كبير كنت عايشة فيه، ولولا اللى فى بطنى، كنت بعدت عنه، الحب حقيقى أعمى، محدش فينا لما بيحب بيشوف عيوب حبيبه ولو يوم فتح عيونه وشافها ومتقبلهاش يبقى خلاص بطل يحب

قالت نوران بحزن:
معاكى حق يابدور فعلا الحب اعمى وانتوا فتحتوا خلاص ومش فاضل غير انكوا تقرروا هتتقبلوا عيوب حبايبكم ولا لأ، حبكم بالقوة دى ولا لأ؟
لتصمت وهى تتنهد لتستطرد قائلة:
ياه ع الحزن اللى فى قلوبكم ووجع قلبى عليكوا يابنات، آل وانا كنت فاكرة انى جاية افرحكم وأفرح معاكم، لكن هفرح ازاى وانا اقرب الناس لقلبى موجوعين؟

نظرت اليها الفتاتين بدهشة لتقول بدور بأمل:
نوران، معقول سليم حس بيكى؟ عرف حكايتك؟ صدقها؟
قالت ضحى بسرعة:
قالك انه بيحبك؟ سامحك؟ ماتنطقى يانوران

قالت نوران:
حيلكم بس، هو مقلهاش صريحة، بس هو عرف الحقيقة، وقالى انى خدت مكان فى قلبه، وده بالنسبة لى أكتر م اللى حلمت بيه، وحددنا كمان ميعاد الفرح
لتصرخ الفتاتين بفرحة وتقول ضحى بسعادة:
وساكتة من الصبح، حرام عليكى يانوران، خلتينا نكدنا عليكى وبوظنا فرحتك

نظرت اليهما نوران وعيونها تترقرق بالدموع:
فرحتى ايه بس وانتوا كدة؟
قالت بدور باستنكار:
مالنا بس، متقلقيش يانوران، احنا مشاكلنا كلها هتتحل، توكلى على الله ياقلبى، خلينا نفرح بقى

قالت نوران بدهشة:
يعنى انتوا رايكم اعمل الفرح فى وسط كل ده؟
قالت ضحى:
ودى فيها كلام؟ طبعا ياحبى، ومتقلقيش علينا، هتظبط معانا، اذا كان سليم لوح التلج، حن ورق وظبطت معاه، مش هتظبط مع الباقيين ازاى طيب؟

وكزتها نوران فى ذراعها قائلة:
اتلمى يابت انتى، سليم مش لوح تلج، ده شعلة نار
صفقت بدور بيدها قائلة:
ياعينى ع الحب، أيوة بقى يانوران، شكل سليم ولع فى قلبك، وهنشوف أيام عنب

نقلت نوران نظرها بينهم قائلة:
آه بقى انتوا شكلكم هتشتغلونى وانا مش فايقالكم، مادام قررتم أعمل الفرح، يبقى انا ورايا حاجات كتير ولازم اروح اشتريها، رغم انه كتب كتاب ع الضيق، بس بردو فيه حاجات كتير لازم أعملها

قالت بدور متساءلة:
هو كتب الكتاب امتى يانوران؟
نقلت بصرها بينهما قبل ان تلقى مفاجأتها قائلة:
بكرة

لتتسع عينا ضحى وبدور فى صدمة، يتساءلان هل يستطيعوا أن يستعدوا لزفاف نوران ويشترون كل ما يلزمها فى يوم واحد، بل على الأرجح فى تلك الساعات القليلة القادمة؟ لتبرهن لهن مشترياتهن بعد ذلك، ان الحب يفعل المعجزات

كانت ضحى تسبح فى عالم الأحلام خاصتها، تلهو مع شهاب فى مياه البحر الرائعة يتراشقان بقطرات المياه ويضحكان سويا بسعادة، لتظهر تلك الفتاة فجأة من عمق المياه وتستدير حول شهاب تتلمس جسده بإغراء، عقدت ضحى حاجبيها وهى تراها تسحبه بعيدا عنها وشهاب مستسلما لها لتنادى عليه بأعلى صوتها منادية باسمه فى خوف، ليلتفت اليها وينظر إليها نظرة طويلة باردة أرعبتها ثم يلتفت مجددا يتبع تلك الفتاة، لتصرخ باسمه فى لوعة دون مجيب

كان شهاب فى ذلك الوقت، يقف فى احد اركان الحجرة، ينظر الى جميلته النائمة يتأمل ملامحها بشوق

لقد صعد الى حجرتها عن طريق الشرفة مجازفا بكل شئ فقط كى يراها، يرى تلك الملامح التى اشتاق الى رؤيتها، يود لو يلمسها ليطمئن قلبه بأنها أمامه ولكنه يخشى أن يوقظها خاصة وهو يرى تلك الابتسامة على وجهها الحبيب ليدرك انها تعيش احدى احلامها الجميلة، والذى يتمنى لو كان جزءا من ذلك الحلم، عقد حاجبيه وهو يراها فجأة تعقد حاجبيها وهى تنطق اسمه بألم، ليدق قلبه بعنف وهو يدرك أنها تعيش كابوسا هو جزء منه وليس حلما جميلا كما تخيل، تكرر ندائها باسمه ولكن تلك المرة مع انتفاضة قوية بجسدها ليسرع اليها وهو يميل عليها يربت على وجهها بحنان هامسا بقلق:
ضحى، فوقى ياحبيبتى، ده كابوس..

لتفتح عينيها بقوة وما ان رأته أمامها حتى اندفعت ترتمى فى حضنه، تضمه بقوة تتلمس ظهره وهى تقول بلهفة امتزجت بالدموع:
شهاب انت هنا جنبى، انت هنا بجد ولا انا بتهيألى؟
ضمها اليه وهو يربت على ظهرها مهدئا اياها بصوت دافئ حنون:
انا هنا ياضحى، جنبك ياحبيبتى، اطمنى

ابتعدت عن حضنه وهى ترفع يديها تحيط بوجهه قائلة فى لوعة:
خدتك منى ياشهاب، سيبتنى وروحت معاها، نسيت ضحى حبيبتك، نسيتنى ياشهاب.
ضم وجهها بين يديه بدوره قائلا فى عشق وبلهجة حاسمة:
مستحيل حد ياخدنى منك، مستحيل أنساكى ياضحى، ده كابوس ياحبيبتى، كابوس

عادت تضمه اليها بقوة وهى تقول بألم:
حسيت بروحى بتروح منى وانت بتبعد عنى، انا مقدرش أعيش من غيرك ياشهاب، انا من غيرك أموت، .والله العظيم اموت..
ضمها اكثر الى صدره قائلا بخوف:
بعد الشر عنك ياضحى، متجيبيش سيرة الموت ياحبيبتى

تشبثت به تستنشق رائحته التى تعشقها، لتخرج من حضنه وتنظر الى عينيه قائلة:
أنا آسفة يا شهاب، آسفة لو أهملتك، آسفة لو قصرت فى حقك، وآسفة لإنى بعدت عنك، سامحنى ياشهاب، سامحنى..
أمسك وجهها بيديه ليضع جبهته على جبهتها وهو يغمض عينيه بألم قائلا:
أنا اللى أسف ياحبيبتى، آسف انى ضعفت، آسف ان خنت عهدى معاكى، والله كان غصب عنى ومش عارف ولا فاكر ازاى ده حصل

ابتعدت عنه، ليفتح عينيه التى ترقرقت بها الدموع لتنزل من عينيه دمعة خائنة، مدت يدها برقة تمسحها، ثم مررت يدها على وجنته بحنان قائلة:
اللى فات مات ياشهاب، واللى بيحب بيسامح وانا خلاص سامحتك، يبقى ننسى ونبدأ من اول وجديد.
مال بوجهه يقبل يدها الساكنة على وجنته قائلا بعشق:
أنا قلبى لو كان ينفع يحبك أكتر، كنت حبيتك ياضحى، بس قلبى خلاص وصل فى حبك لأقصى درجات العشق، وبقى ولهان، مجنون بعشقك

ابتسمت بحنان تتأمل ملامحه الحبيبة قائلة:
مجنون ضحى.
اومأ برأسه مبتسما وهو يردد:
مجنون ضحى

طالت نظرتهما المشتاقة الى بعضهما، فلم تعد الكلمات تستطيع أن تعبر عن مشاعرهما، وحتى النظرات لم تعد كافية ليهبط بشفتيه لتلتقى بشفتيها فى قبلة مشتاقة أطاحت بعقلهما ليبتعد عنها فقط كى يسمح لهما بالتنفس، ثم ينظر الى شفتيها يرى آثار قبلته عليهما ممررا يده عليهما برقة، ليعود ويقبلها مرارا وتكرارا، وهو يزيح الغطاء لينضم الى جوارها، إنتبه فجأة إلى جسد ضحى العارى فى قميص مثير..،

أطاح بعقله، ليعقد حاجبيه وهو يتذكر امرا ما، لتتحول ملامحه بسرعة الى الغضب، وتدرك هى بسرعة سر تحوله وهى ترى نظراته الى جسدها العارى، انها الغيرة، ولكم تعشق غيرته، اقترب من وجهها قائلا بصوت كالفحيح:
انتى ازاى تنامى بالشكل ده فى بيت واحد غريب ياضحى؟

وضعت يدها على صدره تهمس أمام شفتيه بنظرة ناعسة يملؤها الاغراء:
اولا نزار مسافر ومش فى البيت ومشفتوش من ساعة ما جيت، ثانيا انا مبعرفش أنام غير كدة وانت عارف، .اطمن بقى وبطل غيرتك دى، ولا أقولك متبطلهاش عشان أنا، بعشقها

تأمل شهاب شفتيها الكرزيتين والتى تهمس بتلك الكلمات اما شفتيه بتمهل، خاصة عند وصولها لكلمتها الأخيرة، مما جعل دقات قلبه تتقافز ليقول بهمس:
غيرتى بس اللى بتعشقيها ياضحى؟
قبلته على شفتيه قبلة رقيقة كالفراشة وهى تقول هامسة:
بعشق كل حاجة فيك ياقلب ضحى، ياعمر.

ليبتلع باقى حروف كلماتها داخل فمه مقبلا اياها بعشق وهو يمرر يده على جسدها مثيرا اعتى المشاعر بداخلها، وآخذا اياها الى عالم آخر، عالم ملئ بالمشاعر، .بالعشق،، ذلك العشق الذى أسكرهما حتى الثمالة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة