قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة بكامل فصولها

رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

كان زين يسترق النظرات الى تلك الفتاة الجميلة ذات العينين العسليتين والشعر القصير الناعم، والتى كانت تقف مع فتاة أخرى، تبتسم لها برقة خلبت لبه، لفت انتباهه عينيها الخجولتين والحزينتين فى نفس الوقت، رغم تلك الابتسامة الجميلة المرتسمة على شفتيها، فإن ذلك الحزن يظهر جليا فى بعض الأوقات ليمحى تلك الابتسامة فتسرع هى بنفضه وترسم البسمة على شفتيها مجددا ليتساءل بفضول عن سر ذلك الحزن الرابض بعينيها..

تعجب من اهتمامه بها على ذلك النحو وهو الرجل الذى اقسم أن لا يهتم بفتاة أخرى مجددا بعد وفاة زوجته الراحلة علياء، والتى جعلت كل النساء فى عينيه بعد رحيلها سواء، يكتفى بذكرياته معها لتغنيه عن كل النساء بعدها، أرجع اهتمامه الغريب بتلك الفتاة الى حسه المهنى كمحامى وشعوره بأنها تواجه مشكلة ما..

لترفع يدها فى تلك اللحظة ترجع خصلة من شعرها الى الوراء خلف اذنها ليرى ذلك المحبس الذهبى بيدها ويدرك من تلك الغصة فى قلبه ان اهتمامه بها ليس مهنيا على الاطلاق، بل اهتمام رجل بامرأة، ليقتل ذلك الاهتمام على الفور وهو يدرك انها امرأة متزوجة، أشاح بوجهه عنها ليتجه الى سليم ويقف بجواره فى هدوء، ولكن رغما عنه وجد عينيه تتمرد عليه لتسترق النظرات اليها، ليستغفر ربه ويشيح بعينيه بعيدا عنها زاجرا نفسه بقوة ومذكرا اياها أن تلك المرأة ملكا لرجل آخر ولا يحق له حتى النظر اليها، ليمسك ذلك المحبس بإصبعه يديره وكانه يذكر نفسه بعلياء زوجته وحبيبته الراحلة و التى توفاها الله..

،، تهادى الى سليم عبير نوران الهادئ ليسمع المباركات ويدرك أن نوران قد طلت فى ذلك الثوب الأبيض والذى وصفته له بدقة حتى انه يشعر بأنه يراه أمامه، كل ما ينقصه فقط هو صورتها بداخله ليلعن عماه الذى أعجزه عن رؤيتها، وجعل كل شخص آخر يراها بدلا منه، شعر بها تتوقف مع توقف حفيف فستانها، يدرك ترددها وخجلها، ليقترب بخطوات بطيئة متمهلة حتى وقف امامها تماما لتنظر اليه بدهشة تتعجب من قدرته الدائمة على تحديد مكانها بدقة، مد يده وأمسك يدها بحنان قائلا:
مبروك يانوران..

تنحنحت لتجلى صوتها حيث واجهتها صعوبة فى اخراج الكلمات أمام لمسته الرقيقة وكلماته الحانية لتقول بهمس:
الله يبارك فيك ياسليم
مال قليلا هامسا بأذنها قائلا بسخرية موجهة الى نفسه:
كان نفسى أقولك أد ايه طالعة جميلة بس مع الأسف عيونى مش شايفاكى

اعتدل لكنها تمسكت بيده لتقربه منها مجددا هامسة بأذنه:
مش مهم عنيك تشوفنى
لتعتدل واضعة يدها على قلبه فى حركة جريئة منها ولكنها ضرورية من أجله هو فقط، قائلة بصوت يملئ العشق نبراته:
المهم قلبك هو اللى يشوفنى

شعرت بملامحه ترق وشبح ابتسامة تعلو شفتيه وهو يربت على يدها الساكنة على قلبه قائلا بحنان:
اتأخرنا على المأذون، يلا بينا
ليمسك يدها ويتجه الى حيث المأذون ليعقدوا القران ويكون كل من زين وشهاب شاهدين على العقد، وما ان عقد القران، حتى تعالت الزغاريد وتوالت التهانى

اقترب سليم مجددا من نوران لتأخذ ضحى بيدها وهى تقربها من سليم قائلة بابتسامة:
عروستك اهى ياسليم، خد بالك منها وحطها فى عنيك، انت اخدت نوارتنا
ابتسم سليم قائلا:
متقلقيش ياضحى نوران فى قلبى وعينية

احمر وجه نوران خجلا بينما رمق شهاب ضحى بحدة، لينتابها الارتباك وهى تدرك غيرته وغضبه من تباسطها مع سليم، لتلاحظ بدور تلك الشرارات المشتعلة بينهما وتتدخل قائلة:
ربنا يخليكم لبعض ياسليم ويسعد قلوبكم يارب
احس زين بقلبه يفقد احدى دقاته وهو يستمع الى ذلك الصوت الرقيق الناعم والذى يكمل صورتها الجميلة، يبدو كسيمفونية رقيقة من الألحان تجعل قلبه يرقص طربا..
أفاق على صوت سليم يقول بابتسامة:
شكرا يابدور، كلك ذوق

اغمض زين عينيه يتلذذ بكل حرف من حروف اسمها، ليتساءل بضيق، أيجب ان يكون كل ما يخصها بهذا الكمال؟ فتح عينيه يتأملها لآخر مرة فربما لايراها مجددا، لترفع عينيها فى تلك اللحظة وتتقابل مع عينيه لينتفض قلبه انتفاضة قوية وهو يشيح بنظراته عنها..

لتعقد هى حاجبيها بحيرة متساءلة عن سبب تأمل صديق سليم لها، هل يشبه عليها؟ أم ربما يعرف زوجها نزار؟ غافلة عن جمالها الرقيق والذى يجذب اليها أنظار الرجال، شعر زين بأنه يجب ان يرحل بعيدا عن تلك الفتاة التى تجذبه اليها بجنون، الآن، وقبل أن ينتهك كل مبادئه التى آمن بها طوال حياته ليقترب من سليم قائلا:
ألف مبروك ياسليم

ابتسم سليم قائلا:
الله يبارك فيك يازين
قال زين:
انا مضطر أمشى، عميل اتصل بية والموضوع مينفعش أأجله
اومأ سليم برأسه متفهما وهو يقول:
ماشى يازين، سوق على مهلك

أومأ زين برأسه قائلا:
تمام هكلمك بعدين، سلام
ليبتعد مغادرا في حين بدأ الجميع بالانصراف، وما ان غادر آخر الضيوف حتي التفت سليم الي نوارن قائلا:
مبروك ياعروستي

ابتسمت في خجل قائله:
الله يبارك فيك ياعريسي
لتشهق فجأه حين وجدت نفسها محموله بين ذراعيه لتقول بخوف:
سليم، نزلني ياسليم، نزلنى عشان خاطرى
أحست بسخريه مريرة بصوته وهو يقول:
خايفه اوقعك ؟

التفتت الي وجهه تري الالم علي ملامحه التي تعشقها، .تدرك هواجسه التي تملأ قلبه، إحساسه بالعجز، لتقول بكل ثقه:
انا معنديش ذره شك فيك ياسليم، أنا عمري ماحسيت بالامان غير وأنا معاك، انا لو خايفة هبقى خايفة عليك، الموضوع كله ان الدكتور منبه متشيلش حاجة تقيلة عشان ضهرك اللي لسه ماتعالجش بالكامل من الحادثة

أحست بملامحه ترق لها وهو يقترب من اذنها قائلا في همس:
متخافيش يانوران، انتي في وزن الريشة بالظبط، ومتخليش خوفك علية يحرمني من اي حاجه حلمت اعملها معاكي، انا مش عايز خوفك وقلقك علية، انا عايزك تحبيني وبس..
بادلته همسه قائلة بعشق:
انا مش بس بحبك، انا بعشقك ياسليم

ليتأكد سليم أن وقت الكلام انتهى مع كلماتها التى أثارت كل مشاعره ليتجه بها الى حجرتهم فى خطوات سريعة وهو يميل ليفتح الباب ثم يدلف الى الحجرة مغلقا بابها بقدمه، اقترب من سريرهما لينزلها ببطئ ويمددها عليه، أحست بدماء الخجل تتصاعد الى وجهها عندما مال عليها لتبتعد بوجهها عنه ويشعر هو بابتعادها ليقول بتردد قلق:
تسمحيلى

عقدت حاجبيها بحيرة ليدرك حيرتها وينزع نظارته السوداء وهو يضعها على الكومود بجواره ثم يجلس بجوارها ناظرا اليها بتلك العينين التى لا تصدق نوران أنهم لايروها، قائلا فى حزن:
الأعمى ايديه بتبقى وسيلته لما بيحب يتعرف على محيطه، وانا من يوم ما عرفت انك نوران مش نور، وانا نفسى أعرف ملامحك، شكلك، تفاصيلك، وكنت آخد عهد على نفسى انى ملمسكيش غير وانتى حلالى، لإنى عارف انى لو لمستك مش هقدر ابعد ايدى عنك تانى

أغمضت عينيها فى سعادة تشعر بكل كلمة يقولها وكأنها لحن حب جميل يطفو بها ويحملها الى الجنة، لتفتحهما مجددا وهى تدرك أن تلك الكلمات ربما لا تكون تصريح مباشر بحبها ولكنها اكثر من كافية لها لتملأ قلبها عشقا، طال الصمت بينهما ليخفض هو عينيه ألما، قائلا:
خلاص، لو هيضايقك لمستى، .

قاطعته بسرعة قائلة وهى تمسك يديه:
لحد امتى هفضل اقولك انى بحبك، وان أى حاجة تانية متهمنيش، لحد امتى هفضل اقولك ان مجرد وجودك جنبى وارتباط اسمك باسمى، دى أمنية عشت أحلم بيها من يوم ما عرفتك

ترقرقت عينيها بالدموع وهى تستطرد قائلة:
أنا سكت خجل منى، خوف من مشاعر بتثيرها ايدك فية لو لمستنى بالغلط، مابالك لو قاصدها، مشاعر بتتمناها كل بنت بس بردو بتخوفها، عشان خاطرى ياسليم بلاش تظلمنى أنا بس محتاجالك تطمنى

أغمض سليم عينيه يدرك انه يقع وبقوة فى عشق تلك الفتاة التى تثير فيه أعتى المشاعر ليترك يدها ويرفع يده الى وجهها يمسح برقة تلك الدموع التى شعر بها فى صوتها، لتتحول لمساته الرقيقة على وجنتيها الى لمسات مستكشفة، أحست بها، ترتفع يداه تتحسس وجنتيها البارزتين صاعدتين الى عينيها تتلمسها أصابعه، مرورا بجبهتها ليمرر يده على شعرها الناعم الطويل لترتفع يده مجددا الى وجنتيها يقترب من شفتيها..،

يتلمسهما برقة، أنفاسه تعلو مع كل لمسة لتصبح أنفاسه ثقيلة وهو ينزل بيده الى ذقنها الصغيرة ليمرر يده على عنقها ببطئ وهو يشعر بارتعاشتها تحت يده وذلك العرق الذى ينتفض بقوة فى رقبتها، استكانت يده عليه لثوان قبل ان يميل على شفتيها هامسا بشغف وبصوت متهدج المشاعر:
جميلة أوى يانوران زى ما اتخيلتك

ابتلعت ريقها بصعوبة تفتح فمها لتشكره بكلمات مبهمة لتضيع كلماتها داخل فمه الذى التقط فمها بقبلة رقيقة تحولت لقبلة شغوفة مليئة بالمشاعر بادلته اياها على استحياء، ليبتعد عنها فجأة وهو يضع جبهته على جبهتها.يغمض عينيه وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه .يشعر بدقات قلبها المتسارعة تحت يده ليعود الى شفتيها يقبلها ويقبلها حتى تاهت فى عالم وردى، أفاقت منه على لمسة سليم لسحاب فستانها لتقول بصوت ضعيف متهدج النبرات:
سليم

قبل رقبتها بنعومة قبلات رقيقة بطيئة ومتفرقة وهو يقول ما بين القبلة والقبلة:
قلب سليم، عقل سليم، وعمره كله..
لتستسلم الى قبلاته ضاربة بخوفها وقلقها العذرى عرض الحائط وهى تشعر بنفسها تغوص فى عالم لذيذ من الأحلام، أحلام لطالما راودتها لتكتشف ان الواقع أجمل بكثير من تلك الأحلام

كانت بدور تجلس بحجرتها تتصفح الانترنت، كعادتها كل يوم قبل النوم، كان موضوع بحثها اليوم، عن كيفية الاهتمام بطفلها أثناء الحمل، تدرك أنها بسبب أحزانها الفترة الماضية، أهملت نفسها وبالتالى اهملت طفلها، وتغذيته، وحتى الكلام معه كعادتها منذ اول يوم حمل لها، تملس على بطنها برقة قائلة بحنان:
عارفة انى مقصرة معاك بس خلاص من هنا ورايح هاخد بالى منك، انت عارف المشاكل اللى مامى كانت فيها الفترة اللى فاتت، طنط ضحى ومشكلتها مع آنكل شهاب، وطنط نوران وحبها المستحيل لآنكل سليم، الحمد لله كل مشاكلهم كلها اتحلت ومفاضلش غير مشكلتى انا مع بابى

لتشرد وهى تقول:
نزار

عادت تملس على بطنها قائلة بحزن:
تعرف انه من يوم ما سافر مكلمنيش ولا مرة، زى ما اكون مش مراته وحامل فى ابنه، تفتكر بابى بطل يحب مامى؟ ياترى بيعمل ايه دلوقتى؟ تفتكر لسة بيشرب؟ غصب عنى ياحبيبى بعدته عننا، لو علية أنا خلاص اتعودت عليه، اتعودت على شربه واهانته لية، كنت بصبر نفسى واقول تصرفات واحد مش فى وعيه، بس يوم ما عرفت انى حامل فيك، خفت عليك، خفت تطلع معقد وانت بتشوف المناظر دى كل يوم، خفت يعمل معاك زى ما بيعمل معايا، أنا بخاف عليك أكتر من نفسى ياحبيبى، أنا عايشة بس عشانك

لتبتسم قائلة:
تصدق مش عارفة انت ولد ولا بنت، ميهمنيش، كل اللى يهمنى انك طفلى انا، حتة من روحى، نفسى الأيام تعدى وأشوفك وأشيلك فى حضنى وأشم ريحتك، أد ايه بحبك ومشتاقالك ياحبيبى

وصل اليها صوت رسالة عبر تطبيق الواتس آب، لتفتح هاتفها فى لهفة، ظنا منها أنها رسالة من نزار، فلا أحد من الممكن أن يبعث لها رسالة فى ذلك التوقيت غيره، لتجدها رسالة من رقم غريب، عقدت حاجبيها بحيرة وقامت بفتح تلك الرسالة لتجدها مقطعا من الفيديو، شهقت وهى تضع يدها على فمها تمنع صرخة انطلقت منها، اتسعت عينيها بصدمة وهى ترى محتوى ذلك الفيديو، حبيب الصبا..،

ذلك الرجل الذى ضحت من أجله بكل شئ، زوجها نزار يمارس الرزيلة مع فتاة ما، أغمضت عينيها بألم، ترفض رؤية المزيد، لتستمع الى صوت تأوهاتهما والتى مزقت قلبها لتترك هاتفها وكأنه عقرب سام، تضع يديها على أذنيها تسدهما وهى تهتز بشدة ودموعها تتساقط بلوعة، تود الاستيقاظ من ذلك الكابوس الذى تعيش فيه، زوجها، حبيبها،،، خااااائن

جلس زين على سريره يمسك صورة زوجته الجميلة فى يده يملس على ملامحها بحنان، قائلا بحزن:
سامحينى ياعلياء، مش بإيدى والله، غصب عنى لقيتنى بتشدلها، يمكن لإنها بتشبهك، نفس الرقة، نفس العيون العسلية ونفس الحزن فى العيون..
أغمض عينيه يستحضر صورة بدور فى رأسه، ابتسم برقة وهى تتمثل أمامه ليقول هامسا:
أد ايه رقيقة، تحسيها بريئة أوى، وحزينة أوى، يابخت جوزها بيها

ليفتح عينيه قائلا بمرارة:
ما أنا مقلتلكيش ياعلياء، أصلها متجوزة..
ليشيح بعينيه عن صورتها فى خزى قائلا:
حبيبك اتغير اوى ياعلياء، وبقى بيخالف مبادئه وبيبص لواحدة ملك غيره

ليقف قائلا فى تصميم:
بس انا مش لازم أفكر فيها تانى ياعلياء، لازم أنساها..
ليمرر يده فى رأسه بعصبية قائلا:
بس أنساها ازاى وصورتها مبتفارقش خيالى، زى ماتكون سحرتنى، تفتكرى حبيتها من النظرة الأولى؟

زفر بقوة قائلا:
أنا جرالى ايه بس؟، .شكلى اتجننت..
ترك صورة زوجته على الطاولة بجواره، ليتجه الى الحمام ويتوضأ كى يصلى ويستغفر الله ويطلب منه أن يريح قلبه ويلهمه نسيانها، فلابد وأن ينساها ويمحيها من قلبه وعقله وحياته،،، للأبد..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة