قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل السادس والعشرون

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي  الفصل السادس والعشرون

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل السادس والعشرون

صعد حازم حيث عيادة الأسنان وانتظر في الخارج حتى يأتي دوره ومن حسن حظه لم يكن هناك كشوفات كثيرة كشفان قبله وهو الثالث وما أن دخل عليها حتى ألجمته الصدمة لدرجة أنه في البداية ظن أنها ليست ليلة لكن ما إن رأته هي الآخرى حتى قالت بصدمة:
- أنتا؟
- حازم بصدمة مماثلة: أنتي؟
- ليلة بغضب: ممكن أفهم أيه اللي جابك هنا؟
- ممكن أنا اللي أفهم الأول التغيير ده حصل أمتا؟.

كان ينظر إليها وهو مشدوها بها لقد كانت ترتدي فستان واسع محتشم باللون الأزرق السماوي وقد غطت رأسها بحجاب أبيض مزركش ب خطوط تتدرج ألوانها بمزيج من الازرق الفاتح والازرق الغامق والكحلي، كانت ليلة تراه وهو يتطلع إلى هيئتها الجديدة بنظرات مصدومة فرحة وغير مصدقة فقاطعت تفحصه بها قائلة
- ممكن تبطل تبحلق فيا كده وترد على سؤالي أيه اللي جابك هنا؟.

- حازم بسخرية: تفتكري واحد جاي عيادة أسنان يعمل أيه؟أكيد سنانه وجعاه مش جاي أعاكس الدكتورة مثلا قال كلمته الأخيرة غامزا لها
- ليلة وهي غير مصدقة: وهو يعني من قلة الدكاترة ملقتش غيري ده على أساس أنك بتطيقني أصلا ولا أنا بطيقك
- حازم وقد حك ذقنه بيده وقال لنفسه بصوت هامس: بداية غيرمبشرة
- نعم! بتقول حاجة؟
- حازم بتراجع: أحممم لأ بقول مكنتش أعرف أنك هنا
- ليلة بعدم تصديق: لأ والله؟!.

- أنا كنت عند أدهم بطمن عليه يعني كنت ف مشوار قريب منه قولت أسلم وبعدين هو لقاني ضرسي وجعني قالي طب بما أنك في المستشفى أطلع أكشف بس مقاليش أنك أنتي اللي موجودة النهارده
- ما علينا ولو أني مش مصدقة وكلامك فيك أوووي بس مااشي هعديها عايز أيه بقا
- حازم بضيق مصطنع: الله ما أنا قولت ضرسي بيوجعني وبعدين خلاص لو مش طايقاني أوي كده همشي عشان مضايقكيش.

- ليلة بعملية: لأ وهتضايقني ليه أنتا مريض وأنا دكتورة ومهما كان اللي بينا في قسم أنا أقسمته ولازم أحافظ عليه أتفضل حضرتك تعالى أقعد هنا
- حازم وهو يمازحها: طب ابتسمي في وشي مش جوز أمك أنا عشان تكشري في وشي كده
- ليلة بغضب: هو أنتا لو احترمت نفسك شوية تعيا أيه جوز أمك ديه؟
- يعني الاحترام والأدب مقطعين بعضهم معاكي ما الحال من بعضه
- ليلة بنفاذ صبر: أتفضل اترزع وافتح بوقك وخلصني.

- حازم بصدمة: أترزع!يانهااار على الألفاظ وتقولك أدب واحترام طب هو ليه مغيرتيش لسانك مع لبسك بدل ما هو عامل زي المبرد كده
- مهو مش كده غير معاك أنتا بس
- أهااا أسبشيال أوردر ليا هههه لأ الواضح أن معزتي عندك كبيرة أوي
- نفس معزتي عندك بالظبط
- حازم بخبث: ياريييت هو أنتي تعرفي معزتك عندي قد أيه؟
- ليلة بتوتر: مش عايزة أعرف أفتح بوقك يلا ورايا شغل متعطلنيش.

أعاد حازم رأسه للوراء وفتح فمه لتفحص ليلة أسنانه وما أن فحصته حتى نظرت له وقد عقدت ذراعيها على صدرها قائلة بغيظ:
- والله أنا مش شايفة أي حاجة ف ضروسك ممكن تقولي بقا فين اللي وجعك
- حازم وقد امسك يدها وأشار ناحية أحد ضروسه قائلا: هنا بيوجعني أوووي شوفيلك حل مش قااادر بقا.

- ليلة وقد جذبت يدها من يده قائلة: ممكن تشاور من غير ما تمسك أيدي قولتلك قبل كده حرام تمسك ايدي وبعدين وريني كده ثم فحصت ضرسه الذي أشار إليه وعادت تقول: مفيهوش أي حاجة ضروسك وسنانك كلها زي الفل يبقا أنتا بتدلع قووووم بقا عشان أنا مش فاضية للدلع بتاعك ده
- لم يتحرك حازم من مكانه ونظر لعيناها نظرة أربكتها بشدة قائلا: بس أنا موجووع أوي والله
- ليلة بتوتر من نظرته لها: أيه اللي وجعك؟.

- تلك المرة أشار حازم ب سبابته إلى عقله وقلبه فقال: هنا وهنا
- ليلة وقد أربكتها كلماته فقالت بعملية مصطنعة: وأنا دكتورة أسنان بس ممكن تكشف قلب أو مخ وأعصاب
- حازم وهو مازال ينظر نحوها وقد تعمد أن يخترق عيناها بنظراته: بس أنتي السبب ف وجعهم وأنتي اللي تقدري تعالجيهم
- ليلة بارتباك واضح: أناااا السبب! وأنا عملت أيه وبعدين أنا مليش دعوةبيك.

- حازم بجدية: ليلة قلبي من وقت ما حس بيكي وهو بقا علطول بيدق دقة زيادة ودايما وحشااه حتى لو بس بتغلسي عليه المهم يحس بيكي موجودة حواليه ومن ساعت ما وجعك وهو بقا بيوجعني كل يوم كأنه بيعاقبني وعقلي بقا مش مبطل تفكير فيكي مهما حاولت أفكر ف أي حاجة مبشوفش غير صورتك قدامي شوفيلي حل مش أنتي دكتورة
- ليلة وقد أعتراها الخجل بشدة ولأول مرة تشعربحرارة وجنتيها لكنها قالت بحزم: حاازم، لو سمحت بلاش الكلام ده.

- حازم وقد طرب لسماع أسمه لأول مرة منها ف ردده خلفها قائلا: حاااازم، تصدقي مكنتش متخيل أن أسمي هيبقا حلو أوي كده لما تنطقيه ليه كنتي حرماني من إني أسمعه منك
- ليلة وقد ابتلعت ريقها بتوتربالغ: أنتا عايز مني أيه؟
- أنا معجب بيكي من أول لحظة شفتك فيها من أول كلمة نطقتيها حسيت بشقاوتك وروحك الحلوة المشاكسة اللي أه غاظتني بس كمان أسرتني معرفش ده حصل أزاي بس والله حصل.

- ليلة بحدة وقد تذكرت فعلته معها: وده بامارة أيه؟ بأمارة ما ضربتني ولا لما حبستني ولا لما وصيت ال....

- قاطعها حازم وقد وفع احدى يديه أمام وجهها كأشارة حتى لا تكمل حديثها قائلا: ششششش أرجوكي أنسي اللي حصل والله كان غصب عني أنا عمري ما عملت مع حد كده بس أنتي اللي نرفزتيني وبعدين كلام أدهم خلاني أكون عنك صورة غلط عكس الصورة اللي رسمتهالك من أول ما شفتك وده عملي لغبطة كنت بأذيكي عشان تكرهيني وأعرف أبعد عنك
- ليلة وقد ابتعدت عنه قائلة: مش مصدقاك ثم أعطته ظهرها.

- حازم وقد جذبها مرة أخرى ناحيته وعادت تواجهه ف نظر لها قائلا: عندك حق بصراحة أنا بكدب عليكي أنا فعلا مش معجب بيكي أنا بقول كده بس عشان خفت اقولك الحقيقة متصدقيش بس هقولهالك وخلاص
- ليلة وقد عقدت بين حاجبيها في دهشة متسائلة: حقيقة أيه؟
- أناا أحممم، أنااا ثم لف يده خلف رقبته وبعدها عبث بخصلات شعره الناعمة ثم قال ببطيء وهمس وقد صوب نظره تجاه عيناها: أناااا بحبك وعاااايز أتجوزك.

- ليلة بصدمة: نعم؟ أنتا بتحبني وكمان عايز تتجوزني
- لو مش مصدقاني بصي في عنيا وأنتي تتأكدي
- ليلة بجدية: حازم لو سمحت
- حازم بتفهم: أنا عارف إني فاجئتك خصوصا يعني العلاقة بينا مرت بحاجات مش اللي هية على العموم أنا هسيبك دلوقتي تفكري ف كلامي ونتقابل بكره نتكلم
- نتقابل فين لأ مش هينفع أقابلك
- حازم برجاء: عشان خاطري هي مرة واحدة بس
- مش هينفع بجد
- حازم بجدية: طب ممكن تديني تليفونك ثواني.

- أشمعنا؟
- حازم بإصرار: هاتيه بس وانتي تعرفي
- ليلة وهي تعطيه هاتفها: أتفضل
- ممكن تفتحيه
- ليه؟
- يا ستي خلصي بس
- فتحت الهاتف وأعطته له مرة آخرى: أهوه
كتب حازم رقمه وسجله لديها ثم رن على هاتفه من هاتفها وقال:
- سجلتلك رقمي عندك ورنيت على نفسي وبقا معايا رقمك هكلمك بكرة ونتفق على معاد نتقابل فيه، سلااام يا ليلتي أناا.

كانت ليلة مازلت مشدوهة مما فعله حازم ومما سمعته منه من أعترافه لها بحبه ورغبته في الزواج منها وما أن تركها حتى توجهت ل مريم بسرعة ل تقص عليها ما دار بينها وبينه ثم اتصلت بأدهم وطلبت منه هو ومريم طلب ووافقها على الفور ثم أتصلت ب دينا وحكت لها هي الآخرى ما حدث...

أما مريم وأدهم ف حينما عادا ل بيتهما وبدلا ملابسهما دخلا المطبخ سويا وأعدا الغداء وبعدما تناولا غدائهما توجه أدهم ل عيادته واتصلت مريم ب ليلة ودينا وظل ثلاثتهم يتحدثن أكثر من ساعة وقالت ليلة ل مريم أن تبدأ من اليوم ارتداء الملابس التي اشترينها سويا وأن تقترب من زوجها رويدا رويدا وبالفعل ما أن أغلقت الخط معهما حتى توجهت نحو غرفة نومها وارتدت البيجامة التي تشبه بيجامة دينا وكانت رائعة عليها حقا ولم تفرد شعرها أرادت تأجيل ذلك ل يوم آخر ووضعت لمسة خفيفة من الميكب وجلست تنتظرعودة زوجها الحبيب وما أن أدار مفتاحه بالباب تظاهرت هي بالاندماج بمشاهدة شيء ما في التلفاز وما أن أتى أدهم ورآها خفق قلبه بشدة ثم قال في دهشة:.

- مريم!
- أدهم أنتا جيت
- أه جيت أمال يعني خيالي، محستيش بيا ولا أيه؟
- مريم بلا مبالاة مصطنعة: لأ مخدتش بالي كنت مركزة مع البرنامج
- أهااا بس أيه البيجامة ديه مشوفتهاش قبل كده
- ديه البيجامة الجديدة اللي جبتها مع البنات
- أدهم وهو يسب في سره قائلا: أااااه البنات اممم بس ديه شبه بيجامة دينا أوي
- مريم بدهشة مصطنعة: بجد؟ مخدتش بالي مش عجباك ولا أيه؟.

- مش عجباني أزاااي يعني مين حمار يقدر يقول كده حلوة طبعا
- مريم بدلع: حلوة بس؟
- أدهم وقد جلس بجوارها ثم اقترب منها بشدة قائلا بهمس: لأ حلووة أووي أوووي للأسف
- اقتربت هي الآخرى أكثر ف باتت تلفحه أنفاسها الساخنه: وليه للأسف؟
- فابتعد هو بعدما أستنشق نفسا طويلا واخرج زفيره ببطء حتى يهدأ من نفسه و قال: لأ مقدرش أنا على كده يا بنت عمي
- مريم وقد شعرت بما يعانيه فقالت: تحب تتعشى.

- أدهم متظاهرا بالتعب والرغبة في النوم حتى يهرب منها: لأ شكرا أنا تعباان وهناام
- مريم بدلع: هتنام دلوقتي أنا مش جايلي نوم أقعد معايا شوية يا دومي
- بصراحة هو بعد دومي ده أنا مش هقدر أقعد مش هستحمل والله
- مريم وقد فهمت ما يقصده وقالت بسذاجة مصطنعة ورقة: تستحمل أيه؟ هي دومي وحشة مش عجباك؟
- أدهم وقد هب واقفا: لأ حلوة أووى بس قصدي مش هستحمل السهر
- طيب خلاص تعالى يلا أقرالي.

- أدهم محاولا الهروب: لازم يعني النهارده أنا تعبااان
- مريم بإصرار: أه لازم ومش هتسيبني لحد ما أنام
- أدهم بعدما ابتلع ريقه بصعوبة: كمااان ماشي أمري لله ربنا يستر بقا
وبعدما دخلا غرفتها هم أدهم بالجلوس على الفوتيه الذي أعتاد أن يجلس عليه وهو يقرأ لها الورد اليومي أصابته بنظرةاخترقت قلبه قائلة:
- أدهم ممكن أطلب منك طلب
- أكيد طبعا مش محتاجة تستأذني
- ممكن متقعدش على الفوتيه وأنتا بتقرالي النهارده.

- أدهم بخبث: أمال أقعد فين ولا أفضل واقف يعني؟
- مريم وقد أشارت بيدها إلى السرير: تقعد هنا جنبي
- أدهم وقد اراد أن يلعب على خجلها حتى تتركه يبتعد: ومش خايفة مني أغتصبك مثلا
- مريم بضحكة أنثوية أطاحت بصموده وقد خالفت توقعاته: لأ مش خايفة وبعدين أنتا جوزي مش شاقطني من الشارع يعني
حينما استمع لجملتها الأخيرة ضحك هو بشدة ف نظرت له بدهشة متسائلة:
- بتضحك على أيه؟.

- أدهم بمكر: أصلك بقيتي بتستخدمي كلامي كتير
- مريم وقد ادركت صدق حديثه: تصدق فعلا ههههه الظاهر أنك عدتني
- هم أدهم بالجلوس على الفراش بجوارها قائلا: طيب وسعي بقا يا ست مريم خليني أقعد جنبك عشان أقرالك
- مريم بسعادة وقد أفسحت له مكان جوارها: تعالى.

بدأت دقات قلب أدهم تتعالى تستنجد به أن يبتعد عنها لم يعد يحتمل مثل هذا القرب وأصبح من الصعب كبح جماح نفسه وبينما هو في شروده وجد مريم تقترب منه أكثر وهي تنظر داخل عينيه قائلة:
- ممكن تقرالي وأنتا بتمشي ايدك على شعري لحد ما أنام أنا بحب كده أوي
- أدهم محاولا التماسك: حاضر.

ظل يقرأ لها وهو يمرر يده بين خصلات شعرها التي فردته خلف ظهرها حتى تنام وما أن استسلمت ل سلطان النوم حتى قبلها من رأسها وفر هاربا حيث غرفته وحينما دخلها تنهد تنهيدة طويلة كان يشعر وأن قلبه كاد أن يتوقف من شدة ضرباته العنيفة من أثر قربه المهلك منها وهو يعلم أن طاقة أحتمالة قاربت على النفاذ إن لم تكن نفذت بالفعل لابد وأن ينفصلا في أقرب وقت قبل أن يحدث بينهما شيء ووقتها لن يستطيع أن يتركها لن يتحمل أن تكن بين ذراعيه مرة ثم يحرم منها للأبد هذا أصعب من حرمانه منها الآن فأما ألا ينالها أبدا وأما أن ينالها كل يوم حتى يموت ولا يتركها، يمكن للإنسان أن يحرم من شيء لم يتذوقه لكن المستحيل هو أن يتذوقه مرة واحدة ويحرم منه للأبد، كيف يدخل جنتها ثم يخرج منها مطرودا محسورا!.

وفي اليوم التالي كان حازم قد أتصل ب ليلة وحدد معها موعد ومكان للقاء وفي الميعاد والمكان المحدد جاء فوجدها بانتظاره لكن كانت هناك مفاجآة آخرى بانتظاره معها فقد كان أدهم جالسا مقابلا لها وما أن رآه حازم سأله بدهشة ممزوجة بغيرة حاول قدر الإمكان إخفائها:
- أدهم! أنتا أيه اللي جابك هنا وقاعد مع ليلة لوحدكوا ليه؟
- أدهم بثبات: أنا جاي عشان أقعد معاكوا محرم يعني معندناش بنات تقعد مع رجالة لوحدها.

- حازم بضيق: لأ والله ده بأمارة أيه أنك أبوها ولا أخوها؟
- أدهم ببرود: ف منزلة أخوها
- حازم بغضب: وأزاي أصلا تقعدوا لوحدكوا؟
- أدهم: طب ما أنتا كنت جاي تقعد معاها لوحدك يا سلاام
- حازم: أنا هتجوزها
- أدهم بمكر: وأنا هبقى أخو جوزها بس مش لو وافقت أصلا صح يا ليلة
- ليلة: صح يا أدهم أنا جيت بس عشان أسمعه وأشوف هيقول أيه
- حازم بغيظ: ماااشي يا ليلة.

- ادهم وهو ينظر لشخص ما خلف حازم قائلا: مريومتي أتأخرتي ليه في ناس هنا ساحت زي الايس كريم من الكسفة ههههه
- حازم وهو ينظر خلفه ليجد مريم وهي تحمل كوبين من الأيس كريم ف نظر لها قائلا: أهلا يا دكتورة
- ضحكت مريم قائلة: أهلا بحضرتك غلسوا عليك صح
- حازم وهو يجز على أسنانه: جداااا.

- مريم وهي تبتسم ابتسامة رقيقة له قد أغاظت أدهم كثيرا ثم قالت وهي موجهه حديثها لحازم: على فكرة ليلة طلبت مننا أننا نيجي نحضر المقابلة عشان متكونوش لوحدكوا بس أنا هاخد أدهم وهنقعد على الترابيزة اللي جنبكوا عشان تتكلموا براحتكوا ثم نظرت ل أدهم: يلا يا أدهم بلاش رخامة بقا سيبهم يتكلموا مع بعض
- حازم وهو يتعمد أن يضايق أدهم: مش عارف أقولك أيه بجد أنتي ملاك والله يعني بجد مفيش منك أتنين.

- أدهم وقد اغضبه حديث حازم: حااازم لم نفسك طب على العموم أنا مش هقوم وهفضل قاعد بس عشان تبقا تتكلم عدل الأول
- مريم: خلاص بقا يا أدهم معلش عشان خاطري سيبهم بقا
- أدهم بحزم: ماشي بس خلص بسرعة عشان ورايا عيادة وأياك تفكر تلمس أيدها ولا تقولها أي كلمة متعجبهاش ثم نظرل ليلة قائلا: تشاوريلي بس وأنا هاجي أضربهولك
- حازم: بقولك أيه متخليك ف مراتك، ديه بس اللي تخصك ملكش دعوة ب ليلة ديه ليلتي أنا.

- أدهم: ده أنا هخلي ليلتك سودا إن شاء الله متدلعهاش إلا لما تتجوزها فاهم
- حازم بنفاذ صبر: نفسي أفهم أنتا مالك؟
- ليلة بمقاطعة: لأ ماله أنا اللي قيلاله
- أدهم بضحك: يالهوووي عل الكسفة ههههه شكلك بقا وحش بقول تروح أحسن
- مريم وقد جذبت أدهم من ذراعه: يلا بقا يا أدهم كفاية عليه كده
وما أن انصرف أدهم حتى نظر حازم ل ليلة قائلا بغيظ:
- بقا كده ماشي يا ليلة جايبالي أدهم وقال أيه محرم مااااشي.

- ليلة بضحك: يعني عشان يكون فصل قوات لو اتهورت ولا حاجة
- حازم: على فكرة أنا حر وبراحتي وأدهم ميقدرش يعملي حاجة
- ليلة بتحدي: طب جرب وأنتا تشوف
- حازم: هو أنتي اللبس ده غيرك كده ليه؟.

- ليلة بجدية: من قبل اللبس وأنا كده يا حازم بس أنتامتعرفنيش حكمت بالظاهر وبس أنا عمري ما صاحبت شاب أو سمحت لحد يمسك ايدي حتى أه لبسي كان غلط بس مش معنى كده إنى كنت سهلة أو حتى متساهلة مع أي راجل مش لازم تكون كل تصرفاتي غلط
- حازم وقد اقترب من يدها قائلا: وأنا بحب اللي جوه واللي بره
وقبل أن يمسك يدها وجد أدهم أمامه قائلا:
- قولنا أيه متلمسش أيدها، لما تتجوزوا أبقا أمسكها براااحتك.

- حااازم بنفاذ صبر: هي شكلها خروجة بايظة من الاول طب ليلة أنا عايز آجي أقابل باباكي ونكتب الكتاب علطول والدخلة تبقى براحتنا
- ليلة: أشمعنا؟وبعدين أيه السربعة ديه
- حازم: عشان مش عايز الواد ده يخرج معانا تاااني
- أدهم محاولا استفزاز صديقه أكثر: كده يا حزومي يا حبيبي أخس عليك وأنا اللي بقول عليك صديقي الصدوق
- حازم بغيظ: بعد النهارده قول عدوي اللدود مش صديقي الصدوق.

- أدهم: هههههه نتكلم جد بقا ها يا ليلة بتحبي الواد حازم ده وعايزاه ولا نفكسله
- ليلة بخجل: ماااشي نديله فرصة
- أدهم بمرح: طب تعالى قابلني بكره واطلبها مني
- حازم: نعممم؟ اطلبها منك مهو ده اللي ناقص
- أدهم: يوووه قصدي من باباها ثم نظر ل ليلة قائلا: يلا يا ليلة عشان نروحك
- ليلة: حاضر
- حازم بدهشة: نعم يا أختي حاااضر وده من أمتا مسمعتهاش من يوم ما عرفتك وبعدين سيبها يا أدهم أنا هروحها.

- أدهم: لا يجوز يا حازم يا صديقي أنا معايا مريم لكن أنتا لوحدك مينفعش
- حازم بضيق: أوووف أفهم أنك تغير على مراتك ماااشي لكن مالك ومال مراتي أنا!
- أدهم: أنا كراجل مسلم لازم أغير على كل المسلمات وبعدين لما تبقا مراتك أبقى غير عليها
- حازم: يا سلام يعني أنتا راجل مسلم وأنا راجل ملحد
- أدهم: ههههههه لأ أنا راجل مسلم ومعايا مراتي ست زيها لكن حضرتك راجل مسلم بس ألون Alone يا زوما وده لا يجوز.

- حازم بغيظ: خدها وغووور يا أدهم الله يكون ف عونك يا مريم والله
- أدهم بحدة: أسمها مدام أدهم متنطقش أسمها اصلا
- مريم بإعتراض: نعم مدام أدهم أيه؟ لأ اسمي مريم عادي
- أدهم وقد جذب مريم من يدها: سلام يا حازم يلا يا ليلة
انصرف ثلاثتهم تاركين حازم يستشيط غضبا من صديقه ومحبوبته...
وما أن أوصلا ليلة لبيتها حتى نظر ادهم ل مريم بغضب قائلا:
- ممكن أفهم ليه تهزري مع حازم وليه أصلا توجهيله كلام؟.

- مريم: الله أنا كنت بتكلم معاه كلام عادي
- أدهم بغضب: لأ ولا كلام عادي ولا كلام مش عادي محبش أنا مراتي تتكلم مع رجالة وتهزر معاهم
- مريم: ده صاحبك وبعدين ما أنتا واقف معانا هو يعني أحنا كنا لوحدنا، ثم همست له بدلع قائلة وبعدين أنتا غيراان
- أدهم بضيق: طبعا غيراان مش مراتي لو مش هغير عليكي هغير على مين
- مريم بدلال: حاضر مش هكلم حد غيرك ومش هبص لحد غيرك ومش هضحك إلا ليك خلاص كده ارتحت يا دومي.

- أدهم: لأ بالله عليكي بلاش الدلع ده هتلاقيني لبست ف أي رصيف
- مريم ضاحكة: ههههه لأ وعلى أيه بلاش دلع أحسن
وما إن وصلا بيته حتى صعد معها ثم عاد بمفرده وانصرف متجها نحو عيادته..
أما مريم قررت أن تكن الليلة زوجة أدهم قولا وفعلا أما أن تكن زوجته بحق أو تكن طليقته، إلى هنا وكفى...

دخلت غرفتها وارتدت قميص نوم جديد لونه وردي مكشوف ومثير لأقصى درجة يبرز جسدها فيه وكان قصيرا يصل قبل ركبتيها بقليل وارتدت فوقه الروب الخاص به لكنها لم تحكمه ثم فردت شعرها الأسود الناعم ليسقط خلف ظهرها ووضعت بعض خصلاته على وجهها ثم تزينت ب مكياج جريء ووضعت طلاء الشفاه الوردي الذي أعطته لها ليلة وأعدت عشاءا مميزا على ضوء الشموع وجلست بانتظاره وما أن دخل من باب الشقة حتى رآها بهيئتها تلك ف خفق قلبه بشدة وشعر بالحرارة تسري في جسده على الرغم أنه كان يشعر ببعض البرودة قبل أن يدخل ويراها علم أن تلك الليلة لن تمر بسلام اقترب منها باسما ثم نظر لها بلهفة وشوق قائلا:.

- أيه الحلاوة ديه؟
- مريم بثقة: لأ عادي مجرد تغيير بسيط
- أدهم وقد رفع حاجبيه قائلا: أممممم كل ده تغيير بسيط!تغيراتك كترت
- مريم بدلع: وحشة؟
- أدهم: لأ طبعا حلوة جدا بس خطر
- مريم بتعجب: خطر؟ خطر ليه؟
- أدهم وقد شعر بخطأ ما تلفظ به وسمعته هي: مش عارف طب يلا نتعشى بقا شكل الأكل حلو أوي يفتح النفس تسلم أيدك
- مريم بابتسمة ساحرة: بالهنا والشفا.

شرعا في تناول العشاء ولم تكن مريم تأكل شيئا بل كانت تنظر له بحب وشوق أما هو فقد كان يشعر بنظراتها تخترقه وتشعل نيران الرغبة بداخله لكنه كان يتحاشى النظر إليها متظاهرا انشغاله بالطعام الذي لا يعلم كنهه من كثرة اضطرابه لا يستطيع أن يقاوم أكثر من ذلك لابد من الفرار الآن اعتذر منها وطلب أن يدخل ل ينام والغريب أنها لم تعافر معه بل تركته ينام بهدوووء وأخبرته أنها الآخرى تحتاج للنوم بشدة ظن وقتها أن ليلته قد انتهت وأنه نجح في الهروب من هذا الفخ لكن يبدو أن ل مريم رأي آخر ف بعد أكثر من ساعتين من دخول كلا منهما لغرفته وجد باب غرفته يفتح بهدووء شديد لم يكن نائما كان النوم قد جافى عينيه وصورتها لا تفارق مخيلته تحثه على الاقتراب على أن يلتهمها أن يجعلها زوجته وعقله يمنعه من ذلك ظل على صراعه وتمزقه بين عقله وقلبه وما إن رآها تدخل من باب غرفته أغمض عينيه وتظاهر بالنوم وحينما أقتربت منه هتفت بأسمه بهدوء وهي تربت على كتفيه:.

- أدهم، أدهم
- فتح أدهم عينيه متظاهرا بالفزع: مريم! في أيه مالك؟
- مريم ويبدو على وجهها الفزع الشديد وجسدها ينتفض وصوتها يرتعش: حلمت، حلمت حلم وحش وخايفة أوووي
- أدهم بحنية: طب استني هلبس هدومي وهاجي معاكي الأوضة عشان أقرالك
- مريم باعتراض: لأ مش عايزة أنام في الأوضة بتاعتي النهارده خايفة منها
- أدهم بخوف أكبر من الجملة التالية: أمال عايزة تنامي فين؟.

- مريم بطفولية وبراءة ورقة متناهية: أنام جنبك هنا
- أدهم باستفسار كأنه يريد أن يسمع كلام آخر: جنبي هنا فين؟
- مريم وقد أكدت ظنونه: جنبك هنا على السرير ف حضنك يا أدهم.

جنبك هنا على السرير ف حضنك يا أدهم جملة أطاحت بصموده وأفزعته أكثر من الكابوس الذي أفزعها جملة حطمت حصون قلبه وجعلته يكاد يقفز من بين ضلوعه كيف يحتمل ذلك؟ حبيبته وزوجته بملابسها تلك على سريره بين أحضانه؟كيف سيصمد عقله أمام كل هذا؟ أين عقله من الاساس منذ أن دخلت مريم من باب غرفته حتى اختفى عقله وأصبح لا وجود له تنهد تنهيدة طويلة وأفسح لها مكانا بجواره وهو يبتهل إلى الله أن يلهمه الصبر ويعطيه القوة ليتحمل كل هذا، كان قد وضع إحدى ذراعيه خلف رأسه والآخرى ممدة بجانبه لكن مريم حينما استلقت بجانبه جذبت ذراعه الممدة بجوارها وفردتها ثم نامت فوق صدره شعر لأول مره بجسدها يلمسه لم يلحظ في البداية أنها لا ترتدي الروب الخاص بهذا القميص حتى وإن كان لا يخفي الكثير لكن أفضل من عدمه أنتابت جسده قشعريرة شعرت بها مريم من أثر ملامسه جسدها له حاول التملص منها لاحضار الروب قائلا:.

- أدهم: مريم أستني هقوم أجبلك الروب عشان متبرديش
- مريم برقة: مش بردانه وأنا ف حضنك يا أدهم ثم جذبته نحوها مرة آخرى ثم استطردت قائلة بهمس: ممكن متقومش وتسيبني
- أدهم باستسلام: حاضر مش هقوم، طب أغطيكي؟
- مريم: لأ مش عايزة غطا قولتلك مش بردانة
- أدهم وهو يربت على شعرها برقة: طب غمضي عينك ونامي متخافيش أنا جنبك وهقرالك لحد ما تروحي في النوم
- مريم: مااشي.

ظل أدهم يقرأ لها القرآن وهو يمرر يده بين خصلات شعرها حتى نامت أو حتى ظن هو أنها نامت.

نظر لها بكل الحب الذي يشعر به تجاهها كانت نائمة بين أحضانه واضعه يدها اليمنى على صدره لتسري رجفة لجسده حينما تفحصها بعيناه التي لم تقف عند النظر لوجهها فحسب بل انتقلت إلى جسدها الذي كان رائعا حقا شعر وكأن رغبته فيها وشوقه إليها كاد أن يحرقه ف هي زوجته حلاله فضمها إليه أكثر ف أكثر ثم وجد نفسه يقترب من شفتيها ليقبلها برقة واذا بها تفتح عيناها فجأة ف يبتعد عنها ويقول والكلام بالكاد يخرج من بين شفتيه وأنفاسه كأنها حبست بين ضلوعه وقلبه ضرباته المتسارعة يقسم أنها تسمعها بوضوح:.

- مريم!أنتي لسه صاحية؟
- مريم بهدوء: أه مش عارفة أنام لسه خايفة
- أدهم محاولا طمأنتها: خايفة من أيه ما أنتي نايمة جنبي أهوه؟
- مريم بحزن: خايفة تسيبني وتبعد عني
- أدهم بحنية: هسيبك وأروح فين بس
- مريم بخوف حقيقي: تسيبني ل راجل تاني أنا مقدرش أكون ف حضن راجل غيرك يا أدهم مقدرش أكون مرات راجل تاني ويكونله حقوق عليا أنتا وبس اللي أنا عايزاه يا أدهم فاهمني.

كانت مريم تتحدث بسرعة وجسدها يرتعش وكان هو يسمعها وكل ذرة فيه تنتفض وما أن قالت جملتها الأخيرة وتخيلها للحظة واحدة بين يدي رجل آخر وجد نفسه يقول بكل جنون الحب وانانيته بكل شرقيته وغيرته.

- مفيش حد هيلمسك غيري يا مريم مش هتكوني لحد تاني أبدا أبدا شدها لحضنه أكثر حتى خشى أن تنكسر ضلوعها من شدة ضمته لها ثم بدأ يقبلها حتى يبث لها شوقه إليها لعل قبلاته تشعرها أنه يعشقها ويرغب بها ولا يرغب ف إمراة سواها أنه يتحرق شوقا إليها ويعود ف يضمها ثانية وهو يعترف للمرة الاولى أمامها:.

- أنا بحبك بحبك أوي أوووي يا مريم لأ أنا بعشقك أنتي حبيبتي أنتي كل حاجة حلوة في الدنيا أنتي أكبر من كلمة بحبك وكلمة بعشقك أنا مش عارف أوصفلك مشاعري مش لاقي كلام يعبر عن اللي حاسه جوايا عشان اللي جوايا كبيير أوووي أكبر من أي كلمة حب
ثم بدأت يده تتسلل إلى جسدها تلمسه في تعطش شديد كأنه يريد أن يخبرها بلمساته ما عجزت عنه كلماته....

هل أخيرا سينتهي زواج أدهم ومريم الصوري؟ أم أنه قد يحدث شيئا يوقف سيل المشاعر الجارفة بينهما في تلك اللحظة؟ هل حان الوقت ل كشف سر أدهم؟ ماذا يكون رد فعله حينما تشعل مريم نيران غيرته؟ وهل تكن هي أول من يحترق بها؟ وهل يمكنها أن تغفر له فعلته أم أن النهاية قد حانت؟ زيارة للصعيد هل بإمكانها تغيير الأحداث وكشف المستوور؟.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة