قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل الثاني والعشرون

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي  الفصل الثاني والعشرون

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل الثاني والعشرون

- حازم ببرود: نامي كويس وارتاحي عشان تهدي كده ثم أولاها ظهره لينصرف لكنه عاد وكأنه تذكر شيئا ف قبل أن تدخل ل غرفتها جذبها مرة آخرها من يدها قائلا:
- صحيح أستني..
ثم أخرج من جيب بنطاله منديلا ورقيا وتوجه نحو شفتيها وهو يمسح طلاء شفاهها الذي ضايقه كثيرا منذ أن رآه على شفتيها لأن لونه مووف فاتح وهو يكره هذا اللون بشدة كانت هي تنظر له في ذهول ولم تنطق حتى انتهي من أزالته قائلا:.

- حازم: كده تمام مسحته وياريت مشوفش اللون ده تاني على شفايفك لأنه لون رخم أوووي وفاقع جدا وسخيف فاااهمة
- ليلة بغضب بعدما فاقت من صدمتها: أنتاااا واااحد ق...
وقبل أن تكمل حديثها تركها وانصرف نحو غرفته وهو يسأل نفسه عن حقيقة شعوره تجاهها؟ هل هي تجذبه بشخصيتها التي لم يقابل مثلها؟ لا يعلم كل ما يعرفه أنها تشده إليها كأنها مغناطيس كلما حاول الابتعاد اقترب أكثر....

أما ليلة ف ما إن دلفت إلى غرفتها حتى نظرت ل نفسها في المرآه قائلة بغيظ:
- ماشي يا حازم الزفت والله ل هضايقك ومش هحط غيره بس ها.

ثم وضعت يدها على شفتيها وابتسمت حينما تذكرت لمسته لها وهو يمسح طلاء الشفاه الخاص بها وما إن رأت انعكاس صورتها في المرآة ووجهها الباسم حتى تعجبت من نفسها وتسائلت لما لاتكرهه هي أخبرته بذلك لكن الحقيقة أنها لا تحمل له أية مشاعر كراهية لكنها لا تعلم حقيقة ما تشعر به تجاهه هي مجموعة مشاعر مختلطة غيظ، ضيق، غضب والغريب اعجاب لكن كيف تنجذب ل رجل آذاها بهذه الطريقة منذ أن تلاقت عيناهما للمرة الأولى حتى شعرت بانجذاب ل تلك العينين ل ذاك الرجل لكن ضربه إياها وظلمه لها وجعها بشدة لم تتوقع منه هذا تعلم أنها ايضا أستفزته كثيرا لكن لم يكن عليه أن يفعل ذلك بها إن كان يبادلها نفس الاعجاب لم تجد بد من الاستسلام للنوم في هي تحتاجه بشدة فأغمضت عيناها وغطت في سبات عميق بعد تلك الليلة الطويلة....

أما عند مريم وأدهم في المستشفى فقد كانت مريم تقص عليه كل ما حدث لهم في القسم وأيضا أخبرته بما دار بين جاسر وحازم وبين ليلة وجاسر وتدخل صديقه وضربه لهذا المتغطرس وغضب حازم من ليلة على تهورها، رد أدهم تعليقا على ما حدث قائلا:
- مش قولتلك ليلة ديه مجنونة والله هي بتتكلم ليه أصلا مع الزفت ده.

- مريم وهي تدافع عن ليلة: هو كان مستفز جدا وبعدين هي كده مبتعرفش تسكت وبعدين أصلا كانت متغاظة من صاحبك بعد اللي عمله فيها والبركة فيك طبعا
- أدهم: مقولتلك خلاص بقا هبقا اعتذرلها مش عشانها هي بس عشان حازم هو طلب مني أشرحلها موقفه وأخليها تسامحه
- مريم: تسامحه؟ معتقدتش أنا كمان حسيت من كلامه أنه ندمان أوي على اللي عمله معاها بس هي مش طايقاه وحقها بصراحة.

- أدهم بغضب: أه بقا وأنتي اتكلمتي معاه فين وعرفتي أنه ندمان؟
- مريم: فين أيه يا أدهم؟! هو مش كان موصلني من هنا للفندق؟
- أدهم بغيظ: أه صح نقعد نحكي بقا أمال هتفضلي ساكتة بعد الشر
- مريم: هو أنتا محسسني يعني أننا كنا بنحب في بعض
- أدهم بعصبية: أيه نحب في بعض ديه متنقي ألفاظك يا مريم
- مريم بنفاذ صبر: أوووف أنتا عايز تتخانق وخلاص أنا غلطانة أصلا إني بحكيلك حاجة.

- أدهم بغيظ: أحسن مش عايز أسمع حاجة ومتبقيش تتكلمي لا مع حازم ولا مع غيره متتكلميش مع أي راجل أصلا
- مريم بضيق: أممم طيب
سكت أدهم لدقائق ثم عاد وتحدث مرة آخرى قائلا:
- أنا حاسس أن حازم معجب ب ليلة معرفش احساسي صح ولا لأ أنتي أيه رأيك؟
- مريم: متهيألي صح لأن أنا كمان حسيت كده يمكن يكون مش عارف ده وحضرتك أصلا بدل ما تقول ف حقها كلمة حلوة نيلتها خالص
- أدهم بنرفزة: يوووه مقولت مكنتش أقصد.

- مريم: لأ كنت تقصد يا أدهم متستعبطتش أنتا أصلا مش بتطيقها
- أدهم: ماشي أسكتي بقا
- مريم: مش أنتا اللي اتكلمت
- أدهم: وسكت أهوه روحي الفندق عشان ترتاحي شويه وابقي تعالي بكره
- مريم: أروح فين وأزاي؟ وبعدين أصلا يمكن تخرج بكره لو جرحك تمام، غير كده بقا مين قالك أصلا إني هسيبك لوحدك وأمشي؟!أنا مش هخرج من غيرك
- أدهم غامزا: أموووت أناااا
- مريم: بعد الشر عليك متقولش كده ولا حتى بهزار.

- أدهم بمرح: ماشي يا ستي خلاااص أعييييش أناااا
ضحكا سويا وقضيا ليلتهما فالمستشفى وحينما جاء وقت النوم نظر لها قائلا:
- أنتي هتنامي فين؟
- هنام فين يعني على السرير اللي قدامك
- طب قربيه من سريري
- أشمعنا؟
- كده عشان أعرف أقرالك
- لأمش لازم متتعبش نفسك أنتا تعبان ومحتاج ترتاح
- وأنا مش هرتاح إلا لو قريتلك
- طيب هقرب السرير منك
- ماشي واقفلي الباب بالمفتاح
- أشمعنا؟.

- ومالك أتخضيتي كده ليه؟متخافيش مش هغتصبك يعني ده أحنا حتى في المستشفى وأنا تعبان ومش قادر ولو أن الحاجات ديه بتبقا حلوة أوي في غير أماكنها والواحد تعبان بتهون عليه تعبه هههههه
- مريم بدهشة ممزوجة بخجل: والله وأنتا عرفت منين أيه جربتها قبل كده مع جوليا؟
- أدهم وهو يتعمد أثارة غيرتها أكثر: يوووه كتييير مع جوليا و غيرها.

- مريم وقد علمت أنه يحاول استفزازها فقالت: ماشي يا أدهم نام بقا أحسنلك وخلي ليلتك تعدي
- أدهم وهو يكتم ضحكته: عادي يعني يا مريم هو أنا كنت أعرفك وبعدين جوليا صاحبتي من زمان بس بجد كانت وحشاني جدا
- مريم بغيظ: أه يا حبيبي مهو كان باين أنها وحشاك عشان كده سبتها تحضنك وتبوسك.

- أدهم بمكر: بس ده معناه أن أنا اللي وحشتها مش هي اللي وحشتني أنا محضنتهاش ولا بوستها ثم غمز لها قائلا أنا عملت كده مع ناس تانية
- مريم وقد احمرت وجنتاها بشدة من الخجل: أحممم تصبح على خير نام بقا
- أدهم بخبث: لما أنتي مش قد الكلام وبتتكسفي بتتكلمي ليه، قومي يلا اقفلي الباب بالمفتاح عشان لو حد جه من الممرضين ولا الدكاترة ميلاقيكيش نايمة كده
- مريم بإبتسامة رقيقة: حاضر.

قامت مريم وأغلقت الباب بالمفتاح وعادت لسريرها الذي أصبح ملاصقا ل سريره ونامت بعدما شدت عليها الغطاء وخلعت حجابها وارتدت ملابس خفيفة تصلح للنوم قرأ لها أدهم الورد اليومي الخاص بهما وغطت في ثبات عميق حينما تأكد أنها قد استغرقت ف النوم اقترب منها وظل يتأمل ملامحها الهادئة ويمرر يده بين خصلات شعرها وأخيرا طبع قبلة حانية على جبهتها ونام هو الآخر....

وبعد بضع ساعات من نومه سمع صوت طرقات عل الباب قامت مريم من نومها فزعة ف توجه نحوها ودثرها بالغطاء من رأسها حتى أخمص قدميها وذهب ليفتح الباب وكان أحد الممرضين يعطيه الدواء أخذه منه وطلب ألا يطرق أحد باب غرفته لأن زوجته متعبة وبحاجة ماسة للنوم وعاد من جديد حيث مريم اقترب منها ورفع عنها الغطاء وأمسك بيداها ليهدأها ثم وضع رأسها على صدره لتنام بهدوء حاولت أن تبتعد حتى لا تؤلمه بسبب جرحه لكنه أبى ذلك وضمها أكثر ونام وهي وجدت راحتها وأمانها على صدره وبين ذراعيه ونامت بعمق....

وفي الصباح داخل الفندق كانت ليلة قد استيقظت بنشاط ارتدت ملابسها في عجالة ووضعت القليل من زينتها وتوجهت حيث المطعم لتتناول الافطار ثم التمشية على شاطيء البحر وبينما كانت تتناول فطورها وجدت من يسحب الكرسي المقابل لها وقبل أن تتحدث أتاها صوت شاب يبدو أنه في الثلاثين من عمره وهو يقول:
- ممكن أقعد أفطر معاكي؟
- ليلة بضيق: والله أنتا كده بتستأذن يعني وأنتا أصلا قعدت طب مش ممكن.

- الشاب نظر لها بتفحص قائلا: ليه مش ممكن الدنيا زحمة وأنتي قاعده لوحدك ف يبقى ليه منفطرش سوا وأهوه نتسلى ونرغي شوية واحنا بنفطر
ليلة وقد نظرت حولها فإذا بالمطعم يكاد يكون فارغا إلا بعدد قليل من الأناس فقالت له بغضب:
- أنتا أهبل يا جدع أنتا ولا عبيط فين الزحمة دي وبعدين هو أنا أعرفك عشان أرغي معاك ولا شايفني تليفزيون عشان أسليك
- الشاب ببرود: وماله نتعرف.

- ليله لتتخلص من هذا الشاب اللزج: أصل أنا معايا حد وزمانه جاي ومش هينفع يجيي ويلاقيني قاعده معاك
- الشاب بدهشة: حد مين ده؟
وقبل أن تجيبه ليلة وجد صوت من خلفه يجيبه بدلا منها:
- أنا يا حبيبي
- ليلة بدهشة: أنتا! جاي ليه وعايز مني أيه؟مش قولتلك مش عايزة أشوفك
- حازم: خلي الكلام ده بيني وبينك لما نبقى لوحدينا مش قدام الناس
- الشاب: مهية قالتلك ملكش دعوة بيها وبعدين مش شايفني قاعد معاها يعني.

- حازم ببرود: ماله ده؟ قوم يا بابا ألعب بعيد، قوووووم من قدام مراتي حالا قال جملته الأخيرة بحدة وغضب
وما إن سمع الشاب كلمة مراتي حتى قام مسرعا من أمام ليلة خارجا من المطعم بأكمله بعدما اعتذر لهما ثم جلس حازم مكانه أمامها تحت نظراتها المندهشة من حديثه للشاب وقد فغرت فاها فقال لها:
- أيه هتفضلي فاتحة بؤك ومتنحة كده كتير
- ليلة: أنا بحاول أستوعب بجاحتك يا أخي مين ديه اللي مراتك أنتا أزاي تقول كده؟.

- حازم ببرود: أولا ليكي الشرف، ثانيا الواد ده كان لزج أوي وكان لازم أقوله كده عشان يقوم يجري زي الكتكوت المبلول من غير ما يعمل نمرة قدامك وبصراحة مليش نفس على الصبح أتخانق أو أضرب واحد زي ده
- ليلة: هو أنتا مفيش لغة تفاهم تعرفها غير الضرب والخناق
- حازم: اسمالله عليكي يا أختي وهو أنتي اللي نسمة يعني ده أنا من أول ما عرفتك وأنتي بتخانقي دبان وشك.

- ليلة: بس على الأقل مش بمد أيدي على حد بدون وجه حق ومش بظلم حد زي ناس
- حازم بجدية: خلاص بقا سامحيني ما أنا اعتذرتلك كتييير بصي لما تتكلمي مع أدهم هتعذريني
- ليلة: مش عايزة أعذرك ومش عايزة أتكلم معاك ولا معاه أنا أصلا لا بطيقك ولا بطيقه.

- حازم: عادي متطيقهوش هوه بس سامحيني أنا بقا خلي قلبك أبيض أنا مش عارف أنام والله من أمبارح بسببك سامحيني بقا خليني أعرف أغمض عيني من غير ما أشوفك وأنتي بتأنبيني
- ليلة بإصرار: لأ مش هسامحك
- حازم بغضب: ماشي بس عل فكرة بقا هتسامحيني وغصب عنك ها أنتي أصلا متجيش بالأدب
تركها وأنصرف قبل أن تجيبه بكلمة واحدة وهو يعلم أن هذا يغيظها بشدة ثم عاد من جديد ونظر لها بعدما استعاد هدوئه قائلا:.

- صحيح يوم الاتنين هعدي عليكي آخدك الساعه 10 الصبح عشان هنروح النيابة وهنعدي نجيب أدهم ومريم من المستشفى عشان هما كمان مطلوبين هناك
- ليلة: ومين قالك إني هروح معاك أنا هركب تاكسي
- حازم بحزم: مفيش ركوب تاكسي وهتيجي معايا يا ليلة فاهمة سلااام.

أغاظتها طريقته في الحديث معها بشدة لكنها خافت ألا تسمع كلامه وفي التاسعة صباحا من هذا اليوم استعدت وارتدت ملابسها وتعمدت وضع نفس لون طلاء الشفاه الموف الذي يكرهه حازم لتضايقه وارتدت ملابس تبدو رسمية أكثرف ارتدت قميص لونه موف غامق وجوب سوداء قصيرة تقف عند ركبتيها وما إن خرجت من غرفتها حتى وجدته يقف في انتظارها أمام باب الغرفة ف نظر لها وهو يتفحصها جيدا ثم توقف عند شفتيها قائلا:.

- أنا مش قولت بلاش أم الروج ده مبتسمعيش الكلام ليه
- ليلة وقد هتفت بإستنكار: روج! ده أنتا قديم أوي اسمه lipstick
- حازم مقلدا أياها: lipstickهتفرق يعني وبعدين طول عمره أسمه روج المهم الزفت ده متحطيهوش وخلاص أيا كان أسمه أيه
- ليلة لتثير غضبه أكثر: وأنتا مالك أنا بحبه.

- حازم بغضب: وأحنا مش هنتحرك من هنا إلا لما تمسحيه وكمان أدخلي البسي حاجة طويلة ومحترمة شوية أنتي رايحة النيابة مش ديسكو أيه الجيبة القصيرة ديه؟
- ليلة بعند: قولتلك ملكش دعوة بيا أنا حرة ألبس اللي يعجبني وأحط الميكب اللي على مزاجي
- حازم وقد اقترب منها للغاية وباتت أنفاسه تلفح وجهها: أدخلي حالا غيري هدومك وأمسحي الروج الزفت ده قصدي ال lip stick
قال كلمته الأخيرة ساخرا.

ليلة وقد ابتلعت ريقها وخافت من قربه الزيادة لها ولم تجد بد من الاستجابة له ففتحت غرفتها وقبل أن تغلق بابها دخل هو خلفها وأغلق الباب ف صاحت هي فزعة:
- أنتا أيه اللي مدخلك أوضتي وقفلت الباب كمان أنتا أتجننت أتفضل أطلع بره حالا
- حازم ببرود: لأ مش طالع إلا لما اختارلك حاجة تلبسيها
- ليلة: هو أنتا طبيعي يعني ولا أيه؟تختارلي حاجة ليه نفسي أفهم حاشر نفسك ف حياتي بصفة أيه؟.

- حازم ببرود: من غير صفة مزاجي أنا حر ويلا بقا وريني هدومك عشان متأخرين
- ليلة باستسلام: اتفضل جنابك نقي خلينا نخلص
حازم وقد اختار بنطلون جينز أسود لترتديه أسفل القميص الموف الذي ترتديه بالفعل ثم قال:
- البسي البنطلون ده بدل الجيبة القصيرة ديه ومش لازم تغيري القميص شكله حلو هو مش محترم أوي بس ماشي أهوه أرحم من بقية هدومك هو أنتي كل لبسك مكشوف كده؟.

- ليلة برود: أه واللي مش عاجبه ميبصش ويخليه ف حاله
- حازم: ما علينا متنسيش تمسحي ده وقد أشار على شفتيها
- ليلة بعند: لأ مش همسحه
- حازم بهمس وقد اقترب بوجهه منها: شكلك حابة إني أنا اللي أمسحولك بس المرادي بقا مش همسحه بالمنديل همسحه ب....

- قاطعته ليلة ب عنف: أنتا قليل الأدب والله اتفضل أطلع بره ثم وضعت يداها على صدره لتبعده عنها وكانت تحاول أن ترجع هي للخلف قليلا لكنها كادت أن تسقط حينما اصطدمت قدماها بإحدى الشنط الموجودة على الأرض لولا يد حازم التي حاوطتها وحالت دون سقوطها لكن زادت من قربه لها وباتت كأنها بين ذراعيه
- حازم بمكر: مش تحاسبي كنتي هتقعي وبعدين أنتي ليه فهمتيني غلط أنا كنت همسحه بأيدي كده.

قيد يداها بإحدى يديه وبيده الأخرى مد أحد أصابعه ليزيل عن شفتيها طلاء شفاها هذا ابعدته ليلة بغضب مرة آخرى وفتحت باب الغرفة وأخرجته منها وهو يضحك بشدة وهنا لمحت طابع الحسن الموجود أسفل ذقنه ف جعلته يبدو أكثر وسامة وما إن خرج من الغرفة حتى تنفست الصعداء ف لقد تسارعت دقات قلبها بشدة من أثر اقترابه منها ولمسه ل شفتيها هكذا وشعرت بالغضب الشديد منه ف كيف له أن يقترب منها هكذا ولم يكتفي بهذا القرب فقط ب لمس شفتيها وهو يزيل عنها طلاء شفاهها....

أبدلت ملابسها سريعا ومسحت طلاء الشفاه الذي ضايقه واختارت لون طلاء شفاه آخر لكنه أكثر وضوحا وجرأه وما إن خرجت من الغرفة حاولت أن ترسم الجدية على ملامحها حتى لايعترض على شيء مرة آخرى وحتى لايتطاول أو يقترب منها ثانية كما فعل قبل قليل ثم قالت له.

- على فكرة اللي حصل جوه ده مش مقبول نهائي مش من حقك تمسك أيدي ولا تحط ايدك على شفايفي لأي سبب متهيألي أن ده حرام وعيب ومتهيألي أنتا عارف مش مستنيني أنا أقولك
- حازم بسخرية: وهو يعني اللبس ده اللي حلال وشعرك المكشوف ومكياجك الجريء كل ده حلال؟.

- ليلة: أنتا مش ربنا وكل واحد فينا بيعمل ذنب بيتمنى يتوب عنه وأنا بعتبر ده ذنبي اللي بدعي ربنا أنه يخليني أتوب عنه بس مش معنى إني بعمل حاجة حرام أو غلط إني أعمل كل الحرام وإني مبخافش من ربنا أنا بحبه وبخاف منه جدا وهو قادر يغيرني للأحسن وحتى لو أنا معنديش أخلاق ولا دين ف متهيألي أنتا عندك ولا أيه؟ولم تنتظر منه رد فاستطردت قائلة ويلا بقا عشان منتأخرش.

علم حازم أنها لا تريد منه أي تعليق آخر وندم في قرارة نفسه على حديثه هذا معها لماذا كلما يحاول أن يصلح علاقته بها يفعل شيئا يفسدها أكثر، توجها معا نحو سيارته وركبا معا منطلقين نحو المستشفى لأخذ مريم وأدهم ثم ذهبوا جميعهم إلى النيابة لإستكمال التحقيق، وبعدما أنتهوا من ذلك نظر لهم حازم متسائلا:
- ها هتروحوا فين؟
- أدهم: هنرجع الفندق عشان نرتاح شوية
- حازم: تمام.

وما إن عادا للفندق اقترب أدهم من ليلة وطلب منها أن يتحدثا معا في المساء قبل المؤتمر الذي سيقام في الثامنة مساءا وافقت ليلة وعادت إلى غرفتها وعادت مريم معها أما حازم ف طلب من صديقه أن يأتي ليجلس معه في غرفته قليلا لأنه يريد أن يتحدث معه وما إن دخلا غرفته حتى قال:
- أدهم أنا مخنوق أوي يا صاحبي
- من أيه بس يا زوما؟
- حازم بضيق: من ليلة ديه.

- أدهم بمكر: وهي بقت ليلة خلاص من غير ألقاب شكلكوا بقيتوا أصحاب يا معلم
- حازم ضاحكا: ههههه أصحاب قول أعداء قول ديوووك قول قط وفار قول أي حاجة غير أصحاب ديه هي لا طايقاني ولا أنا طايقها
- أدهم بخبث: والله! ده بجد بقا أنتا مش طايقها! عليا أنا بردو يا زوما ده أحنا عشرة عمر يا راجل
- أنا بس عايزها تسامحني عشان غلطت في حقها وظلمتها وبعد كده مش عايز أشوف وشها تاني.

- طب إذا كان كده أنا هتكلم معاها بالليل وأقولها أنك ملكش دعوة وأن أنا السبب عشان قولتك عنها كلام مش صح وهخليها تسامحك مش هو ده اللي أنتا عايزه
- أه طبعا
- أدهم بخبث: بس؟
- يعني أيه بس
- أدهم غامزا: يعني مش عايز منها حاجة تانية
- حازم بإندفاع: حاجة أيه؟ وهي ديه حد يعوز منها حاجة
- أدهم: يعني أنتا مش معجب بيها ولا مشدودلها مثلا؟.

- حازم متصنعا الدهشة: أناااا؟ مستحيل أنتا مجنون يا أدهم أنا واحدة زي ديه تعجبني هي ولا استايلي ولا طبعي ولا حتى أعرف أتفاهم معاها ولبسها ومكياجها وكل حاجة فيها مينفعونيش أنتا عارف إني صعيدي وصعيدي أوي كمان صحيح أنا نقلت شغلي القاهرة بقالي فترة كبيرة وعايش هناك ويمكن مش بتكلم صعيدي كتير بس جذوري صعيدي واهلي صعايدة دول لو شافوها يقيموا عليها الحد تقولي معجب بيها ومشدودلها.

- طب أهدا على نفسك بس أنا كنت بطمن يعني وكويس أنك مش معجب بيها
- حازم بدهشة: أشمعنا يعني؟هو أنتا لسة شايفها مش محترمة؟
- أدهم بمكر: لأ خالص والله بالعكس أنا حاسس بتأنيب ضمير أوي من ناحيتها وعشان كده هعتذرلها قولا وفعلا
- مش فاهم حاجة متتكلم علطول يا أدهم.

- أدهم بجدية مصطنعة: سيف صاحبي دكتور آشعة في المستشفى اللي احنا شغالين فيها وكان كلمني عليها أنه معجب بيها وكده ولما عرف أنها مسافرة معايا المؤتمرطلب مني أفاتحها في الموضوع عشان هو عايز يتقدملها ف أنا كنت رفضت وقولتله مليش دعوة وحاولت أقنعه يبعد عنها لكن هو كان صمم وقالي أنه اتكلم معاها كتير وأنها طيبة ومحترمة وكويسة جدا بس أنا اللي معرفهاش وحكمت عليها من مظهرها وبس وأنه مصمم يتجوزها لو وافقت هي فأنا بقا كلمته أمبارح وقولتله إني هكلمهاله ك نوع من الاعتذار الفعلي ليها خصوصا أنها عارفة أن سيف صاحبي من زمان وأكيد لو أنا لسة شايفها بنت مش كويسة مكنتش هروح وأفاتحها بنفسي ف مسأله جوازه منها بس بصراحة لما أنتا جيت أمبارح واتكلمت معايا عنها حسيت أنك معجب بيها أو ميال ناحيتها فقولت أسألك الأول قبل ما أكلمها ف موضوع سيف صحيح هو صاحبي جدا بس أنتا كمان صاحبي وقولت بردو أديك فرصة محدش عارف النصيب فين بس طالما أنتا قولت أن مفيش حاجة يبقا تمام هكلمها بقا على سيف وربنا يوفقني واقدر اقنعها.

بهت حازم من الصدمة ولم يعلم ماذا عليه أن يجيب وبعد لحظات من الصمت أستأذن أدهم ليعود إلى غرفته ليرتاح قليلا لكنه قبل أن يغادر الغرفة نادى عليه حازم قائلا:
- أستني يا ابني أنتا مستعجل ليه أقعد بس شوية
- يا عم سيبني أروح أنام شوية أنا منمتش كويس بقالي كام يوم
- حازم بتردد: أستنى بس يا صاحبي هو أنتا هتكلم ليلة ف موضوع صاحبك ده النهارده؟
- أه طبعا خير البر عاجله
- لأ استنى متكلمهاش النهارده.

- أشمعنا يعني ليه؟
- تنهد حازم تنهيدة طويلة ثم قال: عشان أنا شكلي بحبها
- ضحك أدهم ضحكة عالية: يعني مش معجب بيها بس لأ بتحبها كمان وده أزاي يعني وأمتا؟هو أنتا لحقت تعرفها!.

- بتضحك أضحك يا أدهوم حقك أنا نفسي مش عارف ده حصل أزاي ولا ليه؟ده أحنا حتى علطول ناقر ونقير بس معرفش من أول مشوفتها جننتني هي نوع مقابلتهوش قبل كده شقاوتها وجنانها وطيبتها ورقتها اللي مخبياها جواها ميكس غريب بس حلو شدتني أوي استفزت رجولتي لدرجة إني مشيت وراها أول مرة شوفتها فيها وهي رايحة تدور على مراتك وبعدين حستني أهبل أوي فقعدت على البحر بس كنت بفكر فيها ومش عارف أبطل تفكير وحتى لما ضربتها في القسم يمكن عملت كده عشان أخليها تبعد عن دماغي أخليها تكرهني وأكرهها خصوصا لما افتكرت كلامك عنها ولما اتكلمت مع دكتورة مريم وعرفت انها كويسة ندمت أووي وكل أما حاول اعتذرلها تصدني وأنا كل أما أقول ابعد عنها ألاقي نفسي بقربلها أكتر.

عارف يا أدهم كل أما أشوفها لابسة كده أو حاطه ميكب أوفر أغير أووي وأتجنن وابقا عايز أخبيها جوايا من عين أي حد أبقا عايز أضرب أي راجل يفكر يبصلها، أبقى عايز اضربها هي نفسها عشان عاملة فيا كده جننتني بجد النهارده لما شوفتها خارجة ولابسة جيبة قصيرة كنت هكسر دماغها والله وزعقتلها وقولتلها تغيرها ولما قالتلي بتتكلم معايا كده بصفة أيه كان نفسي أصرخ وأقولها حبيبك بس أنا عارف أنها بتكرهني ولا يمكن تحبني وخصوصا بعد كل العك اللي عكيته معاها وأكيد صاحبك ده فرصته أكبر مني ويمكن تكون بتحبه هي كمان.

- أدهم: متخافش يا صاحبي أنا هقف جنبك وإن شاء الله كل حاجة تتصلح وهي هتسامحك وكله هيبقا تمام
- حازم متسائلا: يعني مش هتتكلم معاها عنه وتقولها أنه بيحبها وعايز يتجوزها؟
- أدهم ضاحكا: هههههه يتجوز مين يا عم ده لسه عريس جديد ده يدوب متجوز من كام شهر أنتا عايز دينا تموتنا ولا أيه؟
- حازم وقد عقد حاجبيه متسائلا: متجوز من كام شهر؟ ودينا مين؟ وأزاي عايز يتجوزها وهو لسه متجوز أنا مش فاهم حاجة خالص.

- أدهم بمرح: هههههه عشان عبيط أمال عاملي فيها رائد بقا وناصح وتفهمها وهي طايرة فين حسك الأمني يا سيادت الرائد
- حازم بصدمة: حسي الأمني؟ يا نهارك أسود يا أدهم أنتا كنت بتشتغلني صح؟
- أدهم محاولا كتم ضحكاته: بالظبط كده وانتا ماشاء الله عليك وقعت وأعترفت من أول قلم
نط حازم عليه ليضربه ف تأوه وهو مازال يضحك بشدة على صديقه الذي وقع بالحب ووقع ايضا بفخه فقال له وهو يبعده عنه:.

- أااااه حاسب يا عم صدري وجعني الجرح شد عليا الله يخربيت دماغك
- حازم بغيظ: ده أنا هولع فيك ماشي يا أدهم
- أدهم بضحك: خلاص بقا ياصاحبي أنا كان قصدي خير
- حازم بجدية: طب خلاص بس أوعى تقولها حاجة أنتا كمان ولا تقول ل مراتك عشان متقولهاش أنا عايز أعرف هي كمان معجبة بيا حتى ولا لأ أنا خايف تكون بتكرهني
- معتقدش
- حازم بلهفة: عرفت منين؟.

- أدهم بثقة: بيبان شكلها مشدودالك هي كمان بس يمكن متضايقة منك على العموم أنا هحاول أصلح كل حاجة لما أتكلم معاها بالليل ومتخافش مش هقولها على حاجة من اعترافاتك ديه
- هو أنتا هتتكلم معاها لوحدكوا؟ وهتقعدوا فين؟
- أدهم محاولا أستفزاز صديقه: وأنتا مالك يا جدع بتتحشر ليه واحد وزميلته أنتا أيه دخلك؟
- حازم بضيق: لأ بقولك أيه متستعبطتش خلي مراتك تقعد معاكوا وأنتو بتتكلموا مينفعش تقعدوا مع بعض لوحدكوا.

- أدهم بغمز: ليه غيرانة يا بيضه؟ ههههه وبعدين لوحدنا أيه هو أحنا هنقعد ف الأوضه يعني؟!
- حازم بحدة: أتلم يازفت وبعدين أه غيران خلاص ارتاحت
- أدهم بإبتسامة: أه ارتحت أوي يا زوما وبعدين متقلقش أكيد مريم هتكون معانا أنا محبش أقعد مع واحده لوحدنا حتى لو ف مكان عام
- طب يلا قووم بقا روح أوضتك خليني أنام أنا كمان
- لأ أنا بفكر أنام ف حضنك يا زوما يا حبيبي.

- تنام ف حضني ليه هو أنا مراتك روح يا أخويا نام ف حضن مراتك
- أدهم بضحك: ياريييت بس مراتي مع ليلة في الأوضة هنوديها فين
- حازم وهو يغمز له: هاتهالي أهوه تنام معايا في الأوضة وتونسني وأكسب فيها وفيكوا ثواب.

- ههههه ثواب بناقص ثوابك ده يا أخويا وبعدين تونسك بردو يا سافل وبعدين أحنا معندناش بنات تنام ف أوضه راجل غريب لما الشيخ مأذون يكتب الكتاب يبقا نجيبهالك لحد عندك لكن غير كده أنا أصلا مش هخليك تلمحها
- وأنتا مالك أصلا! وأنتا تطلع مين تكونش أخوها وأنا معرفش
- ههههه أنا عم حزومبل فااعل خير ودايما أحب أساعد الغير
- حازم وهو يضحك معه مكملا بقية الاغنية: طيب قولي يا عم حزومبل أنا راح أقولك سر خطييير.

- قولي يا بنتي السر في بيييير هههههههه
- حازم بمرح: بنتك يا جزمة لأ انا حازم أه بس راجل أوووي
- هههههه طبعا يا زوما راجل وسيد الرجالة كمان يلا عشان متزعلش أنا هروح الأوضة بقا أنااام وأشوفك بالليل
- ماشي يا دوك سلااام
خرج أدهم من غرفة حازم وتوجه ل غرفته ونااام حتى المساء.

أما في غرفة مريم وليلة فلم يتوقفا عن الحديث حتى بعد الظهيرة تحدثا عن أدهم وسيف ودينا وأيضا عن حازم كانت مريم تشعر بأنها معجبة به حتى إن لم تعترف لها أو حتى لنفسها بذلك لكن يبدو هذا واضحا جليا بالنسبة لها ف بمجرد أن تذكرأسمه ترتبك وتتوتر واحيانا آخرى تنفعل قرأت مريم في عيناها هذا الاعجاب لكنها تركت لها الفرصة لتكتشف هي بنفسها تلك الحقيقة....

وفي المساء ارتدت الفتاتان ملابسهما وحاولت ليلة ألا ترتدي ثياب مكشوفة فارتدت بنطالها الجينز الكحلي وفوقه بلوزه شيفون من اللون الأزرق وكانت ذو أكمام طويلة ووضعت القليل من مكياجها واختارت لون طلاء الشفاه الشفاف ف هي لا ترغب أن تتحدث إلى أدهم بمظهرها الذي يثير غضبه حتى يشعر أنه أخطأ في حقها حينما حكم عليها بمظهرها أما مريم فقد ارتدت بنطالها الأسود الواسع وفوقه شيميزطويل من اللون النبيتي الذي تعشقه وزينت رأسها بحجابها الكشمير المزركش بورود صغيرة باللون النبيتي ولم تضع أي من مستحضرات التجميل على وجهها كما أعتادت أن تفعل قبل أن تأتي إلى هنا نزلت الفتاتان وقابلا أدهم وأستأذنت منهما مريم ليتحدثا بمفردهما لكن أوقفها قائلا:.

- لأ خليكي بعد أذنك يا مريم أنا عايزك تسمعي الكلام اللي هقوله ل دكتورة ليلة
- ماشي.

- أدهم بجدية: بصي يا دكتورة أولا أنا عايز أعتذرلك عشان حاجات كتيير أولها على الموقف القديم اللي حصل بينا وآخرها على كلامي ل حازم واللي خلاه يتعامل معاكي وحش أنا بجد آسف أنا فعلا غلطت لما حكمت عليكي من لبسك ومكياجك ونسيت أن ربنا هو اللي بيحاسب مش أنا مين أكون أصلا عشان أحاسبك واتكلم عليكي كمان يمكن تكوني أنتي متدينة عني لأن مينفعش أقول أنا أفضل منك وأنا بتكلم عليكي وبقول عنك حاجات أنا مشوفتهاش ولا متأكد منها نا طالب منك تسامحيني وتسامحي حازم لأن غلطته ف حقك أنا سببها حتى لو مكنش ده بشكل مباشر صدقيني هو صاحبي من زمان انسان طيب جدا وجدع بس يمكن مندفع أو متهور شوية وعنيد جدا وبيكره أن حد يتحداه أو يقف قصاده ويمكن ده اللي نرفزه منك وخلاه أتهور معاكي.

- ليلة بهدوء: أنا سامحتك يا دكتور أدهم ومش زعلانة منك لكن بالنسبة ل صاحبك ده بقا أنا مسامحتهوش ومش هسامحه
وفي تلك اللحظة ظهر حازم من خلفها وقال لها بغضب:
- أشمعنا أنا يعني اللي مش هتسامحيني وسامحتيه هو بالرغم أنه غلط كتيير وأكتر من مرة وهو السبب أصلا.

- ليلة بغضب: هو يمكن عمل معايا مواقف وحشة أو قال كلام جارح بس كلها غلطات صغيرة ممكن أعديها لكن غلطة حضرتك كبيرة أوي ومش غلطة واحدة دول اتنين الأولى لما ضربتني والتانية لما حبستني وسط المشبوهين وبتوع الآداب ومش بس كده ده أنتا وصتهم عليا كمان اللي عملته أكبر من إني أسامحك وأنساه
- أدهم: بس هو مكنش يقصد وبعدين هو رجع ندم وحاول يصلح اللي....

- قاطعه حازم بغضب: يا عم أنتا بتدافع عني وتبررلها ليه ما خلاص أعتذرتلها 100 مرة هي حرة عايزة تسامحني وتقبل اعتذاري تمام مش عايزة أحسن بردو عنها ما قبلته طز مش هتفرق معايا أصلا أيه هي فاكرة نفسها مين عمالة تشتري وتبيع فيا أحسن أنا مش عايزك تسامحيني
- أدهم محاولا تهدئة صديقه: يا عم أهدى مش كده بالراحة.

- ليلة بعصبية: سيبه يا دكتور يقول اللي ف نفسه مش أنا طز وأنتا طزين بقا مالك منفوخ أوي كده ليه تكونش البلد بتاعتك وأحنا منعرفش ولا تكونش فاكر نفسك عمر الشريف مالك مستكبر أنك تعتذر مرة واتنين وتلاتة ومية حتى وماله مش غلطت يبقا تفضل تعتذر لحد ما اسامحك وبردو مش هسامحك.

وقفا أدهم ومريم حائلا بينهما هو يحاول تهدئة صديقه وهي تبعد ليلة عن طريق حازم الذي أنتابته نوبة غضب شديدة وأخيرا انصرف غاضبا نحو غرفته وهي ذهبت مع مريم إلى غرفتها وبعد حوالي ساعة نزل ثلاثتهم مريم وليلة وأدهم لحضور المؤتمر وبعد انتهاؤه توجه أدهم ل غرفة صديقه وما أن فتح له باب الغرفة حتى وجده قد بعثر كل ملابسه في أرجاء الحجرة وألقى بمفاتيحه وهاتفه على الأرض وجلس على السرير صامتا نظر له قائلا:.

- هو ده اللي أتفقنا عليه يا حازم؟وبعدين أيه البهدله اللي عاملها في الأوضة ديه!
- حازم بغضب: أهو الواحد يطلع غيظه ف أي حاجة والله لو كانت وقفت ثانيه كمان قصادي كنت ضربتها بأي حاجة ف وشها
- وده صح يعني يا حازم من أمتا وأنتا بتضرب واحده ست ده أحنا صعايده يعني متربناش على كده وبعدين بدل ما تهدي الموضوع تسخنه وتشعلل الدنيا كده
- ما هي اللي مستفزة أصلا خلاص تولع هي حرة بقا.

- طيب أنا هسيبك تهدى بس على فكره أحنا مسافرين بكره أنتا أجازتك هتخلص أمتا؟
- يعني كمان أسبوع كده
- طيب لما ترجع القاهرة أبقى كلمني أكون حتى جبت تليفون جديد بدل اللي اتكسر ونتقابل بقا ف أي مكان عشان عايزك ف موضوع مهم
- حازم بإندهاش: أيه موبايلك أتكسر أمتا وأزااي؟
- أدهم: اتكسر يوم الحادثة أنا خبطته ورميته في الأرض ف لحظة غضب زي اللي كنت فيها من شويه
- واتعصبت على مين متقولش مريم؟.

- أدهم وقد لوى شفتيه: مريم ده أنتا أخدت عليها أوي
- مش النظرية يا صديقي بس مبحبش الألقاب المهم أنتا بجد اتعصبت عليها أزاي وليه؟! ديه هادية أوي ورقيقة جدا لكن التانية ديه تستاهل الواحد يفجرها مش يتعصب عليها
- أدهم لكزه في كتفه قائلا: متلم نفسك يا حازم أيه رقيقة وهادية يا عم ديه مراتي هتعاكسها
- يا عم أعاكس أيه بس ديه مرات صاحبي اللي زي أخويا يعني مرات أخويا
- المهم قولي هتعمل أيه مع ليلة؟.

- مش هعمل حاجة خليها تسافر يمكن لما أرجع أكون هديت وفكرت أعمل أيه معاها
- ماشي براحتك يا صاحبي، سلام
- سلام يا معلم
أما عند ليلة ومريم كانت الأولى تشعر بالغيظ والغضب الشديد من حازم بسبب حديثه معها وكانت الثانية تحاول أن تلطف الأجواء فقالت:
- بصراحة يا لي لي أنتي كمان استفزتيه أوي
- ليلة بغضب: والله!أنتي بتدافعي عنه كمان مشوفتيهوش كان بيتكلم معايا أزاي يعني غلطان وبيتكلم كمان.

- مريم: مهو حاول يعتذرلك أكتر من مرة وأنتي اللي منشفة دماغك وبتعامليه وحش أوي
- ليلة: يا بنتي هو مغرور وشايف نفسه معرفش على أيه!
- مريم لتغيظ ليلة: لأ بصراحة بقا حقه هو وسيم ماشاء الله عليه وطويل وعيونه عسلية وعنده طابع حسن ده كفاية لوحده عشان يتغر من الآخر يعني مز أستغفر الله العظيم يعني وأي بنت تحب ترتبط بواحد زيه يا بختها اللي هتتجوزه
وفي تلك اللحظة سمعا صوت طرقات عنيفة على الباب....

ترى من الطارق في تلك اللحظة؟ شجار جديد يلوح في الأفق ترى من أطرافه وعلى ماذا؟
هل تنتهي لعبة القط والفار بين ليلة وحازم؟اعتراف جديد من مريم ل أدهم ف ما هو؟
صداقة جديدة بين دينا وليلة ف حينما يجتمع الثلاث ف افسحوا الطريق لمخططات أكثر للايقاع بأدهم ف هل بإمكانهم استخراج سره الخفي؟ مقلب جديد من مريم ل أدهم ف هل يحتمله هذه المرة أم يحطم رأسها ويتخلص من غباءها؟.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة