قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل الثالث والعشرون

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي  الفصل الثالث والعشرون

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل الثالث والعشرون

وفي تلك اللحظة سمعا صوت طرقات عنيفة على الباب قالت ليلة:
- أوعي تفتحي ليكون المجنون اللي أسمه حازم ويكون عايز يضربني
- مريم: معتقدش أستني بس أنا هسأل وأشوف مين، ف تسائلت: ميين؟
- أجابها الطارق: أنا أدهم أفتحي يا مريم
- مريم: شوفتي أهوه طلع أدهم ظلمتي الراجل
قامت وفتحت الباب ف جذبها من يدها بقوة خارج الغرفة نظرت له بدهشة على فعلته تلك قائلة:
- في أيه يا أدهم بتشدني كده ليه؟.

- أدهم بحدة: مين ده اللي مز يا مريم ها؟ وأي واحدة تتمني أنه يرتبط بيها؟ وعمالة حضرتك تتغزلي في جماله كأنك متجوزه أباجورة مثلا
- هو أنتا بتتصنت علينا يا أدهم؟
- لأ يا هانم انا كنت جايلك عشان أشوفك عملتي أيه مع ليلة سمعت حضرتك بتتكلمي عن حازم وبتتغزلي ف محاسنه.

- أكيد مكنتش أقصد حاجة وحشه يعني أنا كنت بنرفزها عشان أشوف هتقول أيه أنا حاسة أنها معجبة بيه وبتداري أو بتعاقبه عشان اللي عمله ف بأستفزها عشان أطلع اللي جواها بس
كان أدهم مازال ممسكا معصمها بعنف وحينما قالت هذا الكلام هدأت غيرته ف شعر أنها تتألم من مسكته لها هكذا ف ترك يدها تفلت من يده ثم قال بحزم:
- مينفعش تتكلمي عن أي راجل كده مهما كانت أسبابك
- مريم وقد ترقرق الدمع في عينيها: حاضر أنا آسفة.

- أدهم الذي لان حينما رأي ضعفها وقد لانت نبرة صوته بعد أن كانت حادة جدا: أنا كمان آسف إني شديتك كده مكنتش أقصد أوجعك
- مريم دون أن تنظرفي عينيه: عادي ولا يهمك لكنها كانت مازلت ممسكة برسغها وتدلكه ويبدو أنه يؤلمها من أثر مسكته العنيفة له
وقد همت للعودة إلى غرفتها مرة آخرى فوجدت يده تجذبها نحوه من جديد وما أن أصبح مقابلا لها رفع ذقنها لأعلى ونظر في عينيها مباشرة
- أنا آسف متزعلييش بقاا.

هزت مريم رأسها بالايجاب نظر لها أدهم باسما وقال:
- مش حاسس ثم مد يده ل كفيها ورفعهما نحو شفتيه وطبع قبله رقيقة عليهما واستطرد حديثه وهو مازال ينظر داخل عيناها خلاص بقا يا مريومة
- خلاص يا أدهم قولتلك مش زعلانة أنا بس عايزة أناام
- أدهم بمكر: هتنامي قبل ما تغيريلي على الجرح ده وجعني أوي
- مريم بقلق: ليه ماله مش احنا غيرنا عليه قبل ما ننزل المؤتمر.

- أدهم: أه بس وجعني معرفش من أيه ممكن من الحيوان اللي اسمه حازم أصله خبطني عليه من شوية تعالي أفحصيه وغيرلي عليه قبل ما أنام هتيجي معايا أوضتي دكتور حسين مش موجود نزل ومش هيرجع دلوقتي
- مريم: حااضر ثواني بس هقول ليلة عشان متقلقش عليا واجيلك علطول
- أدهم: طيب هستناكي هنا.

دخلت مريم غرفتها واخبرت ليلة أنها ستذهب مع أدهم ل تغير له على جرحه ثم تعود إليها وخرجت مرة آخرى وجدت أدهم بانتظارها أخذها نحو غرفته وحينما دخلا سويا أغلق الباب جيدا وأوصده ب اللوك الخاص به حتى لا يدخل أحد
- مريم باستغراب: بتقفل اللوك بتاع الباب ليه؟
-أدهم بمرح: بقفل ليه يعني يا مريم أكيد مش هتغرغر بيكي هنا بس عشان حسين لو جه ونسي ميفتحش الباب ويشوفنا كده ويفهم غلط.

قال كلمته الأخيرة مصحوبة بغمزة ماكرة من إحدى عينيه
- مريم: تتغرغر بيا! ليه هو أنا مضمضة
- أدهم متصنعا الألم: يلا بقا شوفيلي الجرح عشان وجعني أووي
- مريم: طب أقلع القميص
- أدهم بخبث: لأ مش قادر أرفع ايدي قلعيني أنتي
- مريم بعدم تصديق: والله أمال لبسته أزااي لوحدك
- أدهم: لأ ما أنا ملبستهوش لوحدي حسين ساعدني خلصي بقا يا دكتورة
- مريم وقد تنهدت تنهيدة طويلة قائلة: حااضر أمري لله.

ثم أقتربت منه بعدما بللت شفتيها بلسانها من شدة خجلها وتوترها من هذا القرب الذي يربكها
وأخيرا بدأت في فك أول أزرار القميص ولكنها توقفت فجأة على صرخة أدهم بها وابعاده ل يدها وتمسكه بقميصه بشدة ثم قال لها بغضب:
- أنتي بتعملي أييييه؟
- مريم بدهشة: بعمل أيه بفك زراير القميص عشان أقلعهولك.

- أدهم وهو مازال ممسكا بقميصه وقد شدد قبضته عليه قائلا بدراما مصطنعة: أنتي مبتخافيش من ربنا، حرااام عليكي أنتي معندكيش أخوات رجالة عشان تعملي كده ف ولاد الناس
- مريم وقد فغرت فاهه بدهشة على حديثه لتحاول استيعابه وأخيرا أدركت مزحته: أنتا بتهزر يا أدهم صح؟
- أدهم بضحكته الرجولية الجذابة: هههههههه عليكي واااحد
- مريم: يعني الجرح مش بيوجعك وكنت بتضحك عليا؟.

- أدهم وقد أصاب عينيها بسهام نظراته: لأ مش بيوجعني، بس كمان مكنتش بضحك عليكي في جرح تاني بيوجعني فعلا جرح في قلبي يا مريم لما بزعلك أنا بجد مبعرفش أتحكم ف غضبي ودايما بتعصب عليكي من غير ما افكر وأنتي حساسة أووي ولما بشوف رقتك بحس قد أيه أنا غبي عشان مش بعرف أتعامل معاكي عايزك تعرفي أنك غالية عندي أووي وأن أهون عندي أموووت ولا....

- قاطعته مريم وقد وضعت أصابعها على فمه حتى لا يكمل جملته وقالت برقة: بعد الشر عليك متقولش كده تاني أنا مش زعلانة خلاص والله
- أدهم بابتسامة: خلاص يلا تعالي أرجعك أوضتك عشان تنامي وترتاحي
- مريم وقد ابتسمت بمكر: تؤ تؤ مش هيحصل يا أدهم غير لما أغيرلك على الجرح أنتا مش ضحكت عليا وقولتلي أنه وجعك خلاص يبقا تستحمل
- أدهم محاولا التملص منها: مريم لأ مش واجعني بجد مش عاايز أغير هو كويس.

- مريم بحزم: انتهى الكلام يا دكتور خلاااص اتفضل أقلع قميصك
- أدهم بتذمر: أوووف مريم حراام عليكي بقا خلاص أنا آسف مش ههزر معاكي تاني
- مريم آمرة: خلص يا أدهم يلا أقلع القميص.

خلع أدهم قميصه وهو يتأفف بشدة ويستعد لوصلة العذاب القادمة لا من ألم جرحه لكن أثر قربها المهلك له، بعدما أنهى فك أزرار قميصه وخلعه بدأت مريم في فك الضماد الملفوف على جرحه وبدأت في تطهيره وأدهم لا يستطيع أن يحيد بصره عنها تتعالى ضربات قلبه بشدة كلما شعر بلمسة يدها على صدره وهي تشعر ب عضلات صدره المنقبضة أسفل يدها ظنت أنها آلمته فسألته بوجه قلق:
- أدهم هو الجرح وجعك؟ أنتا تعبان؟.

- قال بصوت أجش دون أن يشعر: أأأه تعبااان تعبااان أووي
وضعت مريم يدها على جرحه لتتفحصه مرة آخرى لكنه لم يستطع التحمل أكثر ف ابعد يدها قائلا بعصبية مفرطة:
- خلاااص يا مريم كفاااية بقااا
أدمعت عيناها بسبب غضبه عليها دون سبب واضح وأخيرا انتهت من تطهير الجرح وتضميده وتنفس أدهم الصعداء وهمت مريم بالابتعاد عنه لكنه جذبها إليه مرة آخرى وقد ضمها لصدره بشدة وقال بهمس:.

- متزعليش مني أنا آسف بس الجرح كان وجعني وغصب عني اتعصبت عليكي ثم وضع قبلة رقيقة على جبينها وأردف قائلا قبل أن يتهور: يلا يا مريومة روحي نامي تصبحي على خير
- مريم وقد أماءت برأسها برقة وقد ابتعدت عن أحضانه وقالت بابتسامة: حااضروأنتا من أهله
خرجت مريم من غرفة أدهم الذي ما إن خرجت حتى تنهد تنهيدة طويلة لعلها تهدأ من النيران التي أشعلتها مريم بقربها منه أراد أن يمزح معها فأتت مزحته فوق رأسه....

أما مريم فقد ذهبت إلى غرفتها لتنام بجوار ليلة لكن بعد أقل من نصف ساعة وجدوا طرقات خفيفة على الباب وما أن فتحت حتى وجدت أحد العاملين بالفندق يعطيها باقة زهور جميعها من زهرة البنفسج طلب منه أحد النزلاء أعطائه للدكتورة ليلة وما أن أخذتها منه أعطته ل ليلة التي نظرت لها في دهشة وأخذت تقرأ الكارت المكتوب عليها.

جبتلك ورد لونه موووف رخم زيك كده، سامحيني بقا بدل ما أموتك وأطلع عليكي القرافة وأنا معايا الورد بتاع الترب ده
إمضاء: زومااا
نظرت للكارت في غيظ وأعطته لمريم ل تقرأ ما كتبه حازم وما أن قرأت كلماته حتى أصابتها نوبة ضحك وظلت تضحك وهي تقول:
- والله مسخرة جداااا ودمه زي العسل خلاص بقا يا ليلة سامحيه ده كفاية البنفسج ده.

- ليلة بغضب: ده دمه خفيف ده دمه سم ورخم طب مش هسامحه وخليه يموتني أهوه أخلص منه ومشفهوش تاني أحسن بردو ولا ليه أنا اللي هخليه يموت نفسه من الغيظ وأطلع عليه الترب واحطله البنفسج بتاعه عشان هو مبيحبش اللون ده ف أنرفزه حي وميت
- مريم: يا شيخة حرام عليك أنتي مفترية والله
- ليلة: طب نامي يا مريم وأسكتي أصلك طيبة زياده عن اللزوم والله لأوريك يا حازم الزفت انتا
- تصبحي عل خير يا مجنونة
- وأنتي من أهله.

وفي الصباح عاد ثلاثتهم ركبا الطيارة وعادوا للقاهرة ولم يحاول حازم رؤية ليلة هو فقط أراد أن يستفزها ويثير حنقها فهو يستمتع بذلك جدا..







أما مريم وأدهم فما إن وصلا لبيتهما وبعدما ارتاحا قليلا طلبت منه أن يتحدثا سويا:
- مريم بتردد: أدهم، ممكن نتكلم شوية؟
- أكيد، خير؟
- أنا عارفة أنك بتحاول تتجاهل الموضوع ومتتكلمش فيه بس كمان عارفة أنك منستهوش
- أدهم متصنعا عدم المعرفة: موضوع أيه؟.

- يعني اليوم اللي خلعت فيه الحجاب ولبست...
- قاطعها أدهم قائلا: ملوش لازمة الكلام في الموضوع ده غلطة وعرفتيها وصلحتيها من نفسك يبقا هنتكلم فيها ليه؟!
- بس أنتا منستهاش زي ما أنتا منسيتش مروان واليوم اللي كنا فيه في شقه بابا وزي كمان ما منسيتش الست اللي أنتا تعرفها زي حاجات كتيير يا أدهم بتعمل أنك عدتها وبتتجاهلها بس مبتنسهاش.

- أدهم برجاء: مريم بلاش تفتحي ف مواضيع الأفضل أننا نعمل نفسنا نسيناها حتى لو كنا لسه فاكرينها سيبي الزمن يتكفل بيها.

- مريم بسخرية: أنهي زمن وأحنا متفقين نتطلق بعد كام شهر على فكرة يا أدهم المرادي أنا مش هتحامل عليك المرادي أنا هعتذرلك بس الاعتذار ده مش عشان الغلطة ديه لأ الاعتذار ده عن كل حاجة حصلت مني قبل كده وأنا اتهمتك أنك ظالمني وأنك بتعاملني وحش ومش بتثق فيا أنتا مكنتش غلطان أنا اللي كنت غلطانة لأن لولا سذاجتي وهبلي مكنتش اتعرضت لمواقف كتيير سخيفة بسببي لو كنت بفكر شوية قبل ما أعمل أي حاجة مكنتش شكيت فيا أوعاملتني وحش، أدهم أنا كنت طول الوقت اللي فات شايفه نفسي ضحية وشايفة أنك بتعذبني وبتوجعني شايفاني مظلومة وأنتا الظالم لكن الحقيقة هي العكس أنا اللي من يوم متجوزتك وأنا ف حمايتك بغلط وبعك الدنيا وبرجع ألاقي حضنك مفتوحلي حتى لو بعد شوية ومش علطول، أنتا أتجوزتني غصب عنك عشان تصون اسم عمك وردتلي كرامتي في البلد ودافعت عني قدام خالي وحميتني من مروان وشغلتني معاك وجبتلي عربية والشقه كتبتها باسمي أنتا عملت عشاني حاجات كتيير أووي وأنا كل اللي عملته قلبتلك حياتك عرفت أن قلبك في جرح بدل ما كنت أتعامل معاك بحذر عشان أطيب الجرح ده كنت بغبائي وسذاجتي بعمل اللي يدوس عليه ويوجعه أكتر وارجع ألومك أحنا فعلا لازم نتطلق المرادي أنا اللي بقولها عشان أنا مستهلكش أنتا تستاهل واحدة أحسن مني بكتيير وعلى فكرة كلامي ده مش نابع من وقت عصبية لأ ده بعد تفكير طوييل أحنا هنتطلق في المعاد اللي أنتا حددته وهعمل أي حاجة تطلبها مني.

- أدهم بحنان: ششششش أيه اللي بتقوليه ده؟بعيدا عن نتطلق أو لأ وبعيدا عن الأسباب أنتي أدتيني كتيير أووي يا مريم مش صحيح أنك أخدتني مني وبس لأ بالعكس اللي اديتهولي أكبر بكتييير من اللي خدتيه مني مين قال أصلا إني قبلك كنت عايش؟ أنتي اللي خلتيني أعيش أنتي غيرتيني أووي يا مريم صدقيني أحنا هنتطلق بس مش عشان أنتي متستاهلنيش لأ هنتطلق لأنك أنتي اللي تستاهلي حد أحسن مني مليون مرة ثم جذبها لحضنه وضمها بشدة وكأنه أراد أن تستقر بين ضلوعه لأول مرة يخاف ويشعر أنها قد ترحل وتتركه....

وبعد لحظات مكثت فيها بحضنه أخذها ل غرفتها وجلسا معا على حافة سريرها وكان قد أسند رأسها على صدره وحاوطها بذراعه ثم قال:.

- ممكن تنامي ومتفكريش ف أي حاجة ومش عايز أسمع منك الكلام اللي قولتيه ده تاني وعايزك تعرفي يا مريم إني مديونلك أنك رجعتي أدهم القديم تاني أنسي أي حاجة وحشة حصلت أنتي مش ساذجة أنتي طيبة وقلبك سليم وده مش عيب بس الزمن هو اللي اتغير والناس كمان أتغيروا وحتى أنا كمان اتغيرت بس طول ما في ناس زيك هتفضل الدنيا بخير فهماني؟
- مريم بإبتسامة: فهماك وشكرا على كلامك ده.

- كلامي ده حقيقة مش مجاملة والله يلا بقا نامي وأنا هقعد جنبك وأقرالك
- ماشي.

نامت مريم ودثرها أدهم بالغطاء وجلس بجوارها ليقرأ بعض آيات من القرآن الكريم وما أن انتهى حتى غطت هي في ثبات عميق ثم خرج بهدوء من غرفتها متوجها لغرفته لينام كم كان يود أن يظل معها ألا يتركها من حضنه أن يقضي ليلته معها كزوجة حتى يثبت لها أنه يعشقها لكنه لم يستطع ابتعد عنها وهو أكثر من يحتاج لقربها حاول طمأنتها وهو يحتاج من يطمئنه، متى سينتهي هذا العذاب وكيف؟.

نام من كثره الاجهاد والتفكير الذي لا جدوي به...
وفي الصباح ذهبا معا للمستشفى توجه كلا منهما للقسم الذي يعمل به.

كانت هناك حالة يتشاور خالد مع مريم في أمرها وظلا يتحدثا أكثر من نصف ساعة وفي تلك الأثناء كانت هناك عيون ترقبهما في صمت و غيرة لم تكن هذه العينان سوى عيني نور التي ما إن رأتهما يتحدثان حتى شعرت بالغيرة تشتعل في قلبها فلقد كانت تعلم بحبه ل مريم لكنه أخبرها بأنه يحبها هي وطيلة الأسبوع الماضي هي تتهرب منه وهو لم يفرض نفسه عليها ولم يحدثها بهذا الأمر مجددا منذ أغشي عليها حينما صرح بحبه لها ورغبته في الزواج منها انتظرت أن ينهي حديثه مع صديقتها وبعدما خرجت من الغرفة دخلت هي ونظرت له في غضب قائلة:.

- نور: خير يعني بتتكلموا في أيه كل ده؟
لاحظ خالد غيرتها من نبرة صوتها وحدتها في الكلام معه فقال ليستفز غيرتها أكثر:
- مفيش موضوع كده خاص بيني وبينها
- نور بغضب: والله! موضوع خاص يعني قصدك مليش دعوة على العموم عندك حق أنا مالي بس كنت فاكرة إن في حاجه مهمة
همت أن تخرج من الغرفة وتتركه لكنه هتف بإسمها قائلا:
- خالد: نور استني بعد أذنك
- نور: نعم يا دكتور في حاجة.

- خالد وهو يضحك: دكتور! ههههه وده من أمتا يعني على فكرة أنا كنت بتكلم مع مريم عن حالة مريض هنا وكنت بآخد رأيها بس مش أكتر
- نور: وأنا مالي حاجة متخصنيش مش عايزة أعرف أصلا.

- خالد: لأ لازم تعرفي أنا كنت بغلس عليكي وحقك تسألي وتعرفي كنا بنتكلم في أيه بس أنتي اتجاهلتيني أوي وبتتهربي مني من وقت مقولتلك حقيقة مشاعري تجاهك ومكنتش عايز أضغط عليكي ف لما لقيتك داخلة متعصبة وغيرانة قولت أعصبك وأشوف هتعملي أيه
- مش متعصبة ولا غيرانة وهغير ليه أصلا؟هو في بينا حاجة
- طب ممكن تقعدي
- أديني قعدت أهوه عايز أيه؟
- عايز أتجوزك.

- نور بحدة: هي مريم مرضيتش تتجوزك واتجوزت أدهم ف أنتا قولت بقا أي واحدة والسلام ولا تكونش عايز تغيظها بيا مثلا
- خالد بهدوء: أنا مكنتش بحب مريم أن اتشدتلها أنا كنت فاكر إني بحبها بس لما حبيتك عرفت أن احساسي بيها مكنش حب لكن أنا متأكد إني بحبك أنتي يا نور وبعدين أنتي تفتكري أني هتجوزك مثلا عشان أغيظها ليه عيل
- آسفة مش قصدي بس أنتا عارف أنا لما بتوتر بحدف دبش.

- مش زعلان وعايزك تعرفي يا نور إني مقولتلكيش إني بحبك إلا لما أتأكدت من ده وعايز أعرف ردك على كلامي دلوقتي
- نور بتوتر: خالد أنا مش عارفة ولا فاهمة حاجة أحنا نعرف بعض من زمان ليه دلوقتي؟.

- ربك لما يريد يمكن الظروف قبل كده مكنتش سامحة أننا نحب بعض كل واحد انشغل بشخص تاني وممكن تكون البذرة كانت موجودة بس مكناش واخدين بالنا منها ويمكن ربنا بعتني ليكي ف أكتر وقت أنتي محتاجاني فيه عشان أقويكي أنا بصراحة معرفش ليه دلوقتي وليه ده محصلش زمان بس اللي أعرفه أنه حصل.

- أنا متلغبطة أوووي يا خالد وعايزاك تصبر عليا أنا لسه خارجة من تجربة مؤلمة جداا وياريتني خارجة منها بهدوء ولا سليمة خارجة بمشاكل ووجع دماغ مع طليقي وأنا مش عايزة أظلمك أنتا ملكش ذنب ف ده وكمان قبل كل ده أنا أم وأكيد مش هضحي بابني عشان أي حد ولا حتى عشان نفسي.

- ومين قالك إني عايزك تضحي بابنك هنربيه سوا وهعتبره ابني ومشاكلك مع طليقك أنا هكون جنبك ومعاكي وأنا راضي ومبسوط مش هتظلميني ولا حاجة أنا عايز أكون سندك يا نور
- وأنتا ذنبك أيه بس يا خالد؟ أنتا واحد متجوزتش قبل كده ليه تتجوز واحده بمشاكلي وكمان معايا طفل وبعدين أنا خايفة أكيد محمد مش هيسكت وهيحاول ياخد أبني مني عشان يوجعني انا ممكن أموت لو أبني حد خده من حضني.

- خالد بلهفة: بعد الشر عليكي، أولا ذنبي أيه؟ اللي أنتي بتقوليه ده مش ذنب أنا بحبك بحبك بكل ظروفك بحبك بابنك وبمشاكلك وموضوع ابنك ده اللي أعرفه أنك لو اتجوزتي الحضانه بتتنقل ل جدته من الأم اللي هية والدتك يعني بردو معاكي وممكن نبقا نسأل محامي ونطمن أكتر أنا هكون معاكي ف كل حاجة مش هسيبك
- نور بابتسامة: قد كده أنتاا بت، ثم صمتت.

- كملي كلامك سكتي ليه أه قد كده أنا بحبك بحبك أوووي ومكنتش أعرف ده ونفسي أعرف أنتي كمان بت، ولا لأ
- نور بابتسامة خجلة وقد توارت عن أنظاره ونظرت في مكان آخر: أه أنا كمان ب...
- لأ عشان خاطري قوليها مرة واحدة
- نوربتوتر: بعدين بقا يا خالد أنا هروح أكمل مرور على المرضى سلام.

انصرفت نور وبداخلها سعادة تملؤها وتتسائل في نفسها هل خالد هو عوض الله لها عما قاسته في زواجها من محمد؟ هل حبه لها سيمحو مرارة السنوات العجاف التي عاشتها في كنف طليقها ثم اطلقت من صدرها زفرة حارة وذهبت لتكمل مرور على المرضى....

وبعد انتهاء يوم العمل عادت مريم مع أدهم لبيتهما وقد عادت علاقتهما لودها القديم وهدؤها كانت قد اتفقت مع دينا وليلة للخروج معا في المساء وسيف سيقابل أدهم ليلعبا البلايستشين سويا في بيت سيف..
وبالفعل تقابلت الفتيات سويا وتعرفت ليلة على دينا وقد أندمجا سريعا لأن شخصياتهم متقاربة إلى حد كبير وحكت مريم ل دينا ما حدث خلال سفرهما في المؤتمر الطبي وكان تعليق دينا على ماحدث ما يلي:.

- يا نهاري عليكي يا مريم يومين شرم يغيروكي كده أمال لو كنتي قعدتي شهر كنتي هتنزلي البحر بالبكيني
- مريم: أسكتي والنبي يا دينا ده أنا عكيت الدنيا على الآخر معرفش أيه اللي جنني كده يخربيت الغيرة وسنينها
- دينا: هههههه الحب بهدلة يا أختي
- ليلة: هههههه خلاها قندله خااالص والله يا دينا
- دينا: بس كويس أن أدهم مطلقهاش.

- ليلة: أنا كنت متوقعة أنه يعمل كده والله وقولتلها بس الجنان كان راكبها ومكنتش عارفة أتفاهم معاها
- مريم: أنا كنت خايفة ل يضربني والله أصل ايده تقييلة أوي بس الحمد لله ربنا ستر
- ليلة: أنتي مشوفتيش شكله والله يا دينا يالهوووي كان زي المجنون شدها وجري بيها على الأوضة أنا قولت اختفي عنه بدل ما يضربني
- دينا: مش تروحي تحوشي عنها طيب.

- ليلة: ما هو لو كان شافني كان أتعصب أكتر وبعدين هو أصلا مكنش طايقني
- دينا: ولا حوار جاسر ده كمان أحمدوا ربنا ان أدهم عرف مكانكوا وأن الظابط ده كان موجود قريب منكوا
- ليلة: حازم! ليه هو عمل أيه أصلا ملوش لازمة
- مريم: والله أنتي ظالمة بجد هو حد أنقذنا غيره أنتي بس عشان متضايقة منه بتقولي كده
- دينا بإستفهام: ومتضايقة منه ليه؟
- مريم: لأ لي لي تقولك بقا ديه حاجة تخصها.

- دينا: أيه يا لي لي متضايقة منه ليه؟
- ليلة: أحكيلها أنتي يا مريم عشان كل أما افتكر الحوار الزفت ده ببقا عايز أطبق ف زمارة رقبته
- مريم: بصي يا ستي، وقصت عل دينا ماحدث بين ليلة وحازم من البداية وحتى ذهبا القسم وماحدث بينهما بعد ذلك من مشاجرات
- دينا ضاحكة: كل ده حصل بس باين عليه دمه خفيف أوي يا لي لي وعايز يصالحك بجد.

- ليلة: والنبي متنرفزنيش وتقولي دمه خفيف وعايز يصالحني قولي بيضايقني بيستفزني بيغلس عليا بيسخف كده وبعدين بالنسبة للي عمله معايا عادي أنساه يعني كأنه محصلش
- دينا: لأ مش كده بس بصراحة بردو أنتي استفزتيه وكلام أدهم عنك خلاه مكون صورة مش كويسة مع موقفك معاه بتاع الفندق وردودك المستفزة كل ده خلاه عنيف معاكي كده وبعدين ما أنتي سامحتي أدهم وهو السبب أصلا أشمعنا؟.

- ليلة: أنتي هتعملي زيه أنا حره أسامح أدهم براحتي لكن هو لأ عشان هو رخم ومستفز وواثق ف نفسه بزيادة أوي وأنا مبحبش كده
- دينا: تصدقي بقا أقطع دراعي أما كنتي معجبة بيه يا لي لي وعشان كده بتنكشيه صح؟
- ليلة باندفاع: أنا معجبة ب ده! ليه يعني بأمارة أيه؟ أيده اللي ضربني بيها ولا بأمارة التخشيبة والستات اللي وصاهم عليا وبعدين مين ده اصلا عشان يعجبني؟
- دينا: طب بذمتك يا مريم أنتي مش حاسة كده؟.

- مريم بضحك: ههههه بصراحة مش حاسة
- ليلة: شوفتي العاقلة
- مريم مستطردة حديثها: أنا متأكده أنها معجبة بيه ده لو مكنتش حبته
- دينا: ههههههه عاقلة أوي
- ليلة بغيظ: أحب مين حبه برص
- مريم: بس على فكرة يا دينا شكله هو كمان معجب
- دينا: أشمعنا؟
- مريم بخبث: هبقى أقولك بيني وبينك
- ليلة: يا سلام لأ قولي دلوقتي
- مريم: ههههه وأنتي مالك مش هو رخم ومش عاجبك.

- ليلة: أه بس عايزة أعرف أيه اللي خلاكي تقولي كده
- مريم: أحساسي
- ليلة: ياسلام على أحساسك لأ بجد أيه اللي خلاكي تقولي كده؟
- مريم: أصلك مشوفتيهوش وهو بيكلمني عنك وبيطلب مني أخليكي تسامحيه وأصراره على ده لو كان مش مهتم كان مع طريقتك الزفت كان كبر دماغه وخلاص
- ليلة: أهو كبرها يا أختي أسكتي بقا
- مريم: بعد أيه ما أنتي مش مدياله فرصة حتى يتكلم وبعدين مهو صالحك وجابلك ورد.

- ليلة: ورد!بأمارة الكارت اللي كان مكتوب عليه
- دينا: هههههه أهو الكلام اللي على الكارت ده أكبر دليل أنه معجب بيكي
- ليلة: أشمعنا؟
- دينا: الراجل مبيحبش اللون ده ومع ذلك جابلك اللون اللي بتحبيه والكلام ده عشان ينكشك بيه يا هبلة
- مريم: أستنوا عشان أدهم بيتصل هرد عليه
وقفت ليلة ودينا يتضاحكان ومريم تحادث أدهم وما أن أنهت المكالمة حتى قالت لهما:
- منكم لله جبتولي الكلام يلا عشان نروح.

- ليلة: أيه أدهم رفع الشبشب ولا أيه
- دينا: ايه اللي حصل؟
- مريم: سمع صوت حضراتكوا وأنتو بتضحكوا بصوت عالي قالي هو أنتو بتضحكوا بصوت عالي والرجالة تتفرج عليكوا وعيب كده هو أنتو متعرفوش أن ده حرام ويلا عشان هنروح وأتعصب عليا
- ليلة: حمش أدهم أويي
- دينا: أوووي أدهم ده فظيييع غيووور موت يا بنتي بس عسل والله
- مريم: يالهووي يا دينا بتعاكسي جوزي قدامي كمان تحبي أقول ل سيف؟.

- دينا: لأ وعلى أيه أدهم ده زفت خلاص كده
- مريم: لأ متشتميهوش بردو متتكلميش عنه أصلا أسكتي أحسن
- ليلة: هههههه ربنا يحفظكوا ل بعض وتتهنوا العمر كله وعقبال ما نفرح بعيالكوا قريب بإذن الله
- مريم بحزن: يحفظنا ل بعض ونتهنى العمر كله، لأ وعيالنا كمان هههههه ياريييت ممكن يخلينا لبعض شهر ولا شهرين كده بالكتيرلكن موضوع العيال ده أنسيه
- ليلة: حرام عليكي بعد الشر ولا خايفة من الحسد.

- مريم: لأ والله أبدا بس أحنا متفقين أننا هنتطلق قريب
- ليلة بصدمة: تتطلقوا؟!بتهزري ليه؟
- دينا: هو أنتو لسة زي ما أنتو؟
- مريم محاولة تغيير الموضوع: يلا بقا عشان منتأخرش عليهم وبعدين هيولع فيا.

- ليلة: لأ استني الأول فهميني أنتو هتطلقوا ليه؟ وبعدين دينا قصدها أيه ب أنتو لسة زي ما أنتو؟ أنا كنت حاسة بالرغم من حبكوا لبعض اللي باين زي الشمس بس في حاجة مش طبيعية فهميني يا مريم في أيه بس لو مش عايزة تحكي بلاش وأنا مش هزعل والله.

- مريم: مش الفكرة والله يا لي لي ربنا يعلم معزتك عندي يمكن عمر علاقتنا صغير جدا بس أنا حبيتك أنتي ودينا أوي ربنا بعتكوا ليا بعد سنييين طويلة مليش فيها أصحاب ولا أخوات وربنا رزقني مرة واحدة بصاحبتين وأختين
- ليلة: طب فهميني بقا
- مريم وقد أطلقت من صدرها تنهيدة طويلة ثم قالت: باختصار يا ستي أنا وأدهم مش متجوزين
- ليلة وقد فغرت فاها من الدهشة: نعممممم يا أختييي مش متجوزين؟ أمال أيه متصاحبين؟.

- مريم: لأ لأ متصاحبين أيه؟استغفر الله العظيم هو أحنا خواجات يا بنتي لأ قصدي مش متجوزين جواز فعلي
- ليلة: مش فاهمة
- مريم: يعني ببساطة يا ليلة أحنا أتكتب كتابنا وبس مجرد جواز على ورق جواز مع وقف التنفيذ فهمتي
- ليلة: جواز على ورق ليه يعني؟، يعني أنتي وأدهم محصلش بينكوا علاقة زي أي اتنين متجوزين
- مريم: تؤ ولا قربلي ولا حتى فكر
- ليلة: لأ أنا مش فاهمة حاجة خااالص فهميني بقا.

- مريم: الحكاية يا ستي...
قصت عليها مريم باختصار وسريعا قصتها مع أدهم وما إن انتهت حتى قالت ليلة:.

- أنا ليه حاسة إني بقرا رواية بايخة زي الروايات الرومانسية الأوفراللي بنت عمي بتحبها وبتتحايل عليا أقراها وأنا بقولها أيه العبط ده هو في واحد وواحدة يتقفل عليهم باب وميحصلش بينهم حاجة وعمري ما صدقت الروايات ديه اصلا وبعدين كلامه عبيط جدا ومش مقنع أيه اللي بيحب واحدة تانية وسابته وبعدين رجعتله وهو حن ليها وعايز يرجعلها باين شفت الكلام ده ف فيلم عربي قديم الشموع السوداء تقريبا، أنتو بتستهبلوا.

- مريم: والله أبدا ده اللي حصل وده اللي قالهولي وقاله ل سيف
- ليلة: وأنتي صدقتي؟
- مريم: وهتفرق أيه بقا
- ليلة: أنتي عبيطة ده جوزك جوزك يا متخلفة هتسبيه؟
- دينا: والله يا لي لي قولت كده
- ليلة: وبعدين أنا متأكدة أنه بيموووت فيكي يبقا في حاجة تانية هي اللي مخلياه بعيد عنك.

- مريم: في سر هو اللي باعده عني بس أنا مش عارفة هوه أيه وخلاص بقا تعبت ومش عايزة أعرف هو مش كل شوية يقولي نتطلق أنا لما رجعنا من السفرأنا اللي قولتله إني عايزة أطلق خلاص هو لو مش عايزني مش هفرض نفسي عليه أكتر من كده.

- ليلة: أنتي مجنونة يا بنتي بقولك أقسم بالله بيحبك مش بيحبك بس ده بيعشقك أي عيل صغيرهيبص لأدهم وأنتو مع بعض هيشوف ده وبعدين هو جوزك مش راجل غريب أيه مش عارفة تغريه وتشديه ليكي وأنتي يا دينا مش تفهميها سايبها كده وتقولك تعبت وقولتله نتطلق
- دينا: والله يا أختي أتكلمت كتير كلميها أنتي بقا
- مريم: أنتو عايزني أعمل أيه يعني هو مصمم يبعد هقوله أتجوزني بالعافية يعني.

- ليلة: لأ بقولك أيه أحنا لينا قاعدة تانية مع بعض نتكلم فيها وأقولك تعملي أيه بس من هنا لحد ما نتقابل ونتكلم مش عايزة كلمة نتطلق ديه تقوليهاله تاني فاهمة؟
وفي تلك الأثناء رن هاتف دينا هذه المرة وكان المتصل سيف فأستأذنت من مريم وليلة وردت عليه وبعد لحظات عادت لهن قائلة:
- دينا: بقولكوا أيه يلا نروح عشان سيف كمان متعصب معرفش ليه؟وبيقولي أنتو لسة متحركتوش ليه ويلا عشان أتأخرتوا معرفش مالهم دول....

ترى ما هو سبب عصبية أدهم وسيف المفرطة؟ هل حينما يغضب أدهم من مريم سيقذفها بكلامته الجارحة أم أنه سيستطيع التحكم في انفعالاته معها؟ هل ستصمت مريم تلك المرة أم ان رد فعلها سيكن غير متوقع؟ مقلب من مريم ل أدهم ف هل يتحمل تهورها تلك المرة أيضا أم ماذا؟.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة