قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جميلتي الصهباء للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس عشر

رواية جميلتي الصهباء للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس عشر

رواية جميلتي الصهباء للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس عشر

أحيانًا تفقد السيطرة على زمام أمورك فتنجرف عكس التيار. وكثيرًا ما يرأف الله بحال قلبك فلم يعُد يصبح يبابًا. عامر هو بالكثير من الآمال. أنت بالتأكيد في طريقك لتحقيقها.

سقط المظروف والصور من بين يديها أرضًا، توقف عقلها عن التفكير ل لحظة. أخذ صدرها يعلو ويهبط هلعًا من مجهودها الضائع وبالأخص ما أن رأت توقيع هذه الحرباء في نهاية السطور لترفع بصرها إليه وقد سبقتها دمعة إنهمرت على وجنتها وبنبرة تجتاحها بوادر بُكاء رددت: تصاميمي إتسرقت يا قُصي! كُل حاجه إنتهت، مجهودي وأحلامي. هانيا القذرة.

رفعت كفها إلى مُقدمة رأسها تفرك جبينها بوهن، صُدم من رؤيتها على هذه الحالة ليمد ذراعه مُحاوطًا خصرها بثبات وبنبرة هادئة تابع وهو يحثها بالجلوس على المقعد: ممكن تقعدي هنا وتهدي علشان أفهم اللي بيحصل؟!
أسندها لتجلس إلى المقعد، فيما مال هو بجذعه العلوي قليلًا يلتقط هذه الصور ويُمعن النظر بها وبنبرة حادة أردف: آه يا بنت ال.!

توقف عن تكملة جُملته ل ينظُر إليها مُجددًا وهي تتابع بنبرة مُجهدة: عاوزة أشرب؟
ألقى الأوراق بغير إهتمام على سطح المكتب، ليقرر الذهاب بنفسهِ لإحضار قارورة مياة لها، أجهشت عنود في البكاء. أخذت شهقاتها تعلو بحُرقة وهي تضع رأسها المُنهك بين كفيها...

سكنت لوهلة دون حراك وفجأة استقامت واقفة بغير إتزان ل تضع كفها على طرف سطح المكتب تتحامل عليه وقد حسمت نيتها على المواجهة لتتجه خارج المكتب بل حدود الشركة بأكملها. حيث استقلت سيارتها بسرعة جنونية وقد كبا الغبار عاليًا وصدح معه صوت زمجرة إطارات السيارة في جنبات المكان...

ألقى قارورة المياة جانبًا وهو يجوب ببصره المكتب ف وجده شاغرًا حتى من حقيبة كتفها، فعلم في هذه اللحظه بأن عصبيتها التي تشبُه الحمم البُركانية في طريقها لتصب جام غضبها على أحدهم. تحسس جيبيه ليتأكد من وجود هاتفه النقال ومفاتيح سيارته. أسرع بإخراج الهاتف وقد تجذف على الأثر سيرًا للخارج، شاظ به الغضب لما فعلتهُ وقد ضاق صدره بالهمومِ وقد وصل إلى المرآب الخاص بالشركة ضغط على الريموت كنترول من على بُعد ل تُفتح أبواب السيارة تلقائيًا ومن ثم دلف داخلها لينطلق بها فور الركوب. رفع الهاتف على أذنه وما أن أجابتهُ حتى هتف بلهجة آمره: فداء؟! قولي ليّ عنوان شركة (هانيا الرفاعي )، بسرعة!

فداء وقد جحظت عينيها تردف بتوجس: هانيا؟ ليه! في حاجه حصلت ل عنود!
قُصي وهو يضغط على عينيه بنفاذ صبر: هفهمك بعدين. أخلصي بقى.
أسرعت فداء تُملى على مسامعه العنوان بنبرة فزعة وما أن إنتهت حتى أغلق الهاتف مُنطلقًا حيث العُنوان...

على الجانب الآخر.

بدأت تجهيزات الصالة الخلفية من قصر الدمنهوري ل إفتتاع روضة للأطفال ترأسها بيسان والتي أحست برتابة شديدة وخاصة وأنها لم تعتد البقاء في مكان خارج القصر طويلًا ولذلك قررت إشغال وقتها بمُلازمة الأطفال وتدريبهم، أخذت فداء تجوب في الصالة ذهابًا وإيابًا ولشد ما أثار حنقها، أنه لم يُخبرها شيئًا لتزفر زفرة مُطولة وهي تنظُر إلى شاشة الهاتف بين الحين والآخر. لاحظ (يامن) تطورها. ألقى الفُرشاه الخاصة بالدهين جانبًا فقد تطوع الثلاثة ومعهم مُصطفي ل طلاء الصالة. إتجه حثيث الخُطى إليها وبنبرة مُتسائلة أردف:.

فداء؟ في حاجه حصلت. شايفك مش على بعضك!
فداء وهي تتنهد بهمّ: قُصي كلمني من دقايق وطلب عنوان صاحبة الشركة اللي كانت بتشتغل فيها عنود وسابتها بعد ما إتخانقوا.
يامن بتقطيبة تجهل سبب توترها: طيب وأيه اللي مخوفك؟ مش يمكن حبت ترجع العلاقات بينهم تاني؟
فداء وهي تقضم أظافرها بإنفعال خافت: لا، قُصي كان بيتكلم وهو متنرفز، أنا قلقانة ولازم أروح لها وإلا هتجنن.

إلتفتت بيسان إليهما وقد لاحظت حدة شقيقتها والتي بدت في نبرة صوتها لتتجه إليهما بُخطوات وئيدة. ف مازالت غير قادرة على الجري أو الوثب. فقط تستطع المشي بطريقة هادئة وهنا أردفت بقلقِ وهي تجد شقيقتها تتحرك ناحيتها: فيدو! مين مزعلك؟

ما أن وقفت فداء أمامها حتى جاهدت في رسم البسمة على وجهها وراحت تضع كفيها على عاتق شقيقتها تُخاطبها بنبرة حنونة: مافيش يا روحي. مُشكلة بسيطة في شركة (عنود). هنحلها مع بعض وهجيبها ونرجع على طول.
بيسان بإبتسامة صافية: يعني بجد، عنود كويسة؟
قربت فداء وجهها من وجه شقيقتها وأسرعت بلثم جبينها ومن ثم تراجعت للوراء قليلًا لتردف بهدوء: بجد جدًا.

استدارت بوجهها إليه وبنبرة ثابتة تابعت: بيسان، أمانتي معاك لحد ما أجيب عنود ونرجع.
يامن وهو يقترب منهما بهدوء: ما تقفليش فونك طيب.
أومأت فداء برأسها في تفهُمٍ، ومن ثم إتجهت صوب باب القاعة بعد ان تممت على هاتفها وحقيبة نقودها إستعدادًا ل رؤية شقيقتها.

هانيا؟
هتفت اسمها في حدة لتترجل خارج سيارتها وأعقب هذا قيامها بصفق الباب في قوة، ذأبت عنود في سيرها تعبر الطريق الذي يفصل بينها وبين (هانيا) التي توقفت عن الدلوف إلى داخل الشركة ما أن سمعت صوتها. إلتفتت لها هانيا ترمقها بتشفِ وظفر وما أن إقتربت منها عنود حتى داهمتها بصفعة على وجهها وبنبرة صارخة أردفت: إنتِ واحدة حرامية ورخيصة، ليه بتدفني جواسيسك في شركتي. كفاية رُخص بقى، عاوزة أيه مني؟

إمتعق وجه هانيا حنقًا، لتتراجع للوراء قليلًا وبنظرة يتطاير منها الشرر وجهتها صوب هذين الإثنين اللذان يقفا على جانبيها قائلة: إنتوا واقفين تتفرجوا عليها. شوفوا شغلكم معاها.
لم تردعها كلمات (هانيا) عن الصراخ بها، لتهتف بنبرة يظهر البعض بين خلجاتها: أوعي تكوني فاكرة إني هخاف من شوية الخرفان دول!، مافيش قوة في الدُنيا هتمنع إنتقامي منك.

إشتدت حدة عيني أحدهما ليذأب في سيره إليها ومن ثم يقبض على ساعد (عنود) وهو يهتف متوجهة بحديثه إلى مديرتهِ: بما إننا خرفان يا هانيا هانم. ف حابب أعلم الحلوة تخاف مننا. لتكون فاكرة إن الخرفان طبعهم أليف!
هانيا وهي تُشاور بكفها الأيمن في لا مُبالاة ثم تابعت ببرود: كُل تصاميمك بقيت تحت إيدي، فاضل أسبوعين على العرض يا إما تنسحبي بذوق يا إما هتنسحبي غصب عنك لأنك طبيعي مش هتلحقي تعملي جديد.

أنهت حديثها تُذيله بضحكة ملأت شدقيها، ومن ثم استأنفت حديثها وهي تواليهم ظهرها: ليلة سعيدة يا جاك.

أسرع جاك بالضغط على قبضتيها في قسوة يعجز حركتها، أخذت تمطرهما بوابل من الشتائم. تارة تُركله بقدمها وأُخرى تبصق على وجهه. لم تلتفت هانيا لها قط، بل تغنجت في مشيتها سيرًا ل داخل شركتها، أوقف سيارتهُ على الأثر، دقق النظر إلى هذه التي تُقاوم إحدههم. فيما حملها على كتفه حتى سيارة تقبع بالقرب منهُ. تأكدت شكوكه بأنها هي ليصرُخ بها في قوة: عنود!

أسرع عابرًا الطريق بحركة جنونية، وما أن وصل إليهما كان الآخر قد داهمها بقوته الجُسمانية حتى دلفت داخل السيارة ثم قادها مُبتعدًا.
كور قُصي قبضة يدهُ بحنق، وقد صر بأسنانه هاتفًا بحدة وهو يهرع إلى سيارته من جديد: واخدها ورايح فين دا؟

استقل سيارته مرة أُخرى، ليقرر مُداهمة هذا الوغد وانتزاعها منهُ. استدار بسيارته في حركة دائرية ثم إنعطف يمينًا حتى تمكن من السير على نفس خط مُنافسه، أخذ يضغط على بوق السيارة ضغطات مُتتالية حتى يُشتت تركيزه. لاحظ جاك هذا الضجيج الحاد الذي يصدح عاليًا وبزمجرة من السيارة التي تسير خلفهُ. قطب ما بين حاجبيه بحنقِ لا يفهم ما سبب هذا الإنفعال. إلتفت بوجهه إليها ليجدها. تسند رأسها إلى المقعد وقد غابت تمامًا عن الوعي وهنا أوقف سيارته في مُحاولة ل فهم ما يجري. ترجل من سيارته حتى وقف يرمق قُصي بحنق فيما هرع الأخر إليه ولم يتسنى للآخر السؤال عن سبب مُلاحقته له. ليباعته قُصي بلكمة مُفاجئه على وجهه. تقهقر جاك للخلف قليلًا بغير إتزان ولم يفتيء يقف مُستقيمًا مُجددًا حتى داهمته قبضة قُصي بضربة اُخرى على أنفه الذي بدأ ينزف بوفرة ليصرخ قُصي به: واخدها ورايح فين؟

فهم الرجل الآن سبب تتبع قُصي له وعلى الفور بدأ يبادله اللكمات. طرح بقُصي أرضًا ليرتطم ظهره بسيارته. تأججت النيران داخله وقد غاب عن صوابه في تلك اللحظة ليسرع إليه ثم أمسك عُنقة من الخلف وراح يضربه ب زُجاج النافذة حتى تشظى وبدأت الدماء تسيل من رأس الرجل ك خيوط دقيقة وعلى أثر ذلك فقد الوعي كُليًا وتهاوى جسده أرضًا.

عاد قُصي بخطواته للوراء، وأخذ صدره يعلو ويهبط وكأن صدره قد أُثلج هدوئًا إبان إنتقامه من هذا الصفيق وخاصةً بعدما ربط الاحدتث ببعضها، ليتأكد بأن هذا العملاق أحد اطراف المدعوة (هانيا الرفاعي )، ليهزّ رأسه بثبات وغموض قائلًا بنبرة خافتة: ماشي يا حلوة. الأيام هتجمعنا!

حانت منه إلتفاتة إلى وجهها الساكن في وهن، التاع قلبهُ قلقًا عليها. أخذ يتلفت حوله وقد تأكد من أن هذا المكان شاغرًا تمامًا. افتر ثغرهُ عن إبتسامة ساخرة. فقد قصد هذا الحقير سلك أحد المسارات المُقفرة والتي يقل استخدام الناس لها، نزل ببصره إليه ثم ركله بقوة وهو يردف بظفر: دور على حد ينقذك بقى.

هرع إلى السيارة وقد دلف إليها من باب القيادة المفتوح، ثم مال ناحية المقعد الخلفي يفتحه من الداخل، استدار حتى الباب المُجاور ل مقعدها ثم أسرع بحملها بين ذراعيه مُتجهًا بها إلى سيارته، وضعها بهدوء شديد حيث المقعد المُجاور ل مقعد القيادة وأحكم ربط حزام الأمان حول خصرها، ومن ثم استقل سيارته مُنطلقًا بها وبين الحين والآخر يُطالعها بنظرة مرتاعة، أطالت غفوتها قليلًا وقد استبد به الهجس والقلق ليرفع كفه إليها ثم وضعه على قلبها خشيةً من أن يكون قد أصابها مكروه. شعر بنبضات قلبها تدق بشكلِ مُنتظمٍ ليتنفس الصعداء أخيرًا. ف داخله ألف صوت يهتفون جميعًا اسمها، أما أنه قد أحبها؟ بل هي الجانية تجاهه. والآن يقولها. فقد شغفته بحُبها. أما هي؟ فلا تحسه نبضاتها.

أفاق من شروده بها، صوت هاتفه الذي يصدح عاليًا وقد عرف هاوية المُتصل دون النظر إلى شاشة الهاتف ليرفعه إليه مُجيبًا بهدوء: أيوة يا فداء!
فداء بنبرة واجفة: أختي مالها يا قُصي؟، هانيا عملت لها أيه؟ وهي فين أنا عاوزه أسمع صوتها.
تنهد قُصي تنهيدة عميقة، ليردف بثبات: أهدي يا فداء. عنود معايا وكويسة، هي بس مُرهقة شوية ف نامت. وانا واخدها وجاي لكم.
فداء بتساؤل: جاي لنا فين؟ البلد؟
قُصي بثبات: أيوة.

فداء وهي تضرب مقود السيارة بحنقِ: دا أنا كُنت قربت على الشركة؟ تمام خلي بالك منها لو سمحت. وانا هعدي على عمتو ومراد وهرجع البلد تاني. بس بجد هي كويسة!
قُصي بنبرة هادئة: كويسة ومش عايزك تقلقي عليها طول ما هي معايا.
تنشقت الهواء داخلها ومن ثم زفرت بأريحية شديدة قائلة: بشكرك أوي يا قُصي. مش هنسى وقفتك جنبي وسط خوفي عليها.

يا بيه بقولك، أنسه فداء مش هنا؟
أردف حارس البوابة بتلك الكلمات في حنقِ، ليردف آسر بصوتِ أجشٍ ولهجة آمرة وهو يجابهه أمام البوابة: تمام. عاوز أقابل أي حد موجود؟!
الحارس بإعتراض: يا بيه. القصر فاضي، كُل اللي فيه سافروا.
آسر وقد ضاق صدرهُ بالهمومِ ليهتف بنبرة مُتسائلة: سافروا فين؟

في تلك اللحظه جاءت (مُنى) على أثر هذا الجدال الحاد بعدما أعلمها أحد الخدم، بمجيء أحدهم الذي يرغب وبشدة في مُقابلة فداء، تنحنحت منى في باديء الأمر قبل ان تردف بتساؤل: خير، حضرتك؟
إنتبه آسر لها ليردف بنبرة ثابتة: حضرتك عمة فداء مش كدا؟
هزّت منى رأسها إيجابًا وبدأت كثير من الشكوك تدور في رأسها بشأن ماهية هذا الشاب فيما تابع هو بنبرة ترجِ: أنا محتاج بجد أقابل فداء! ممكن تبلغيها بوجودي؟

مُنى بنبرة حانية: بس هي فعلًا سافرت يابني.
جاشت عينهُ حُزنًا ولكنه حاول جاهدًا ان يستجمع قواهُ أثر غيابها ليردف بهدوء: ممكن أعرف سافرت فين؟ او العنوان!
مُنى بنبرة آسفة: للأسف. مش هقدر أفيدك بحاجه زيّ دي.
رأي في موقفها تشددًا تجاه معرفته بمكانها، ليبدي استسلامه قائلًا بهدوء: تمام. استأذنك.

والاها ظهرهُ يسير صوب باب القصرِ، يشعر بالاختناق في غيابها. لم يكُن على علم بهذا الشعور الذي يجتاحه الآن، هناك فجوات احتلت حياته وكأن بقائها بجواره يكمل الفجوات بغير نقص. فقد الأمل بها وخاصةً بعدما تأكد بأن رقمها المُدون على هاتفه أصبح في سلة المُهملات الآن، ما أن دلفت مُنى داخل القصرِ حتى إلتقطت هاتفها وأجرت اتصالًا بها وقبل ان تُجيبها فداء بأنها خارج القصر وأتت ل رؤيتها باغتتها مُنى مُردفة بتوجس: فداء. آسر جه لحد القصر وكان مُصر يشوفك وو.

وقبل أن تُكمل جُملتها وجدت فداء تردف بنبرة خفيضة وقامت بإسقاط هاتفها على جانبها: آسر؟
حدق إليها آسر في ثبات وسعادة خفية وهو يجدها تنظُر له بعينين جاحظتين بعدما ترجلت خارج السيارة، إبتلعت فداء ريقها بصعوبة وهو ينظُر إليها وقد تلاقت أعينهما لوهلة في حالة صمت. ثبت نظرهُ في مقلتيها مُباشرةً ومن ثم أردف بإشتياق واضح لها: فداء؟

أسرعت بخفض بصرها عنه وقد قررت ألا تحتك به نهائيًا لتتعمد تجاهلهُ مُتجهةً صوب باب القصرِ دون أن تنبس ببنت شفةٍ، اعاق آسر طريقها على الفور وبنبرة ثابتة تابع: كُنتِ فين! انتِ بتهربي مني؟، خلينا نتكلم.

طالعته نافية بوجه قاتمٍ: ما تحاولش تعرف مكاني يا آسر، أصل اللي بيزرع نبضه في أرض مش أرضه. بيموت بالإهمال. لا رعاية ولا حتى شوية أمل في أنه بكرا المزارع هيفتكره ويرويه ف يرد فيه روحه. من كُتر ما فقد الأمل وداق وجع الإهمال. مات. مات بعد ما خاب ظنهُ. وانا مش بقدم لنفس الشخص فرصتين.

همّت بالذهاب ليقبض علي ذراعها في قوة وراح يقول بغضب دفين: يعني أيه؟
فداء وهي تُجابهه بنظرة تحدِ: يعني فرصتك اللي عندي خلصت، ومشاعري اللي اتحركت ليك. إنطفت. وما عنديش وقت أسمعك.

ذأبت في سيرها ل داخل القصر وقد سالت الدموع على وِجنتيها. فقد إشتاقت له رغم ما تُظهره له من إنعدام رغبة بوجوده. فيما هتف هو بنبرة رقت ل امتلاكها: فداء خليكِ جنبي!
توقفت فجأه دون ان تلتف له وبنبرة مُختنقة أردفت برغم صمود قوتها معه ولكنها لا تحتمل رؤيته على هذه الحالة: آسر، إنت عايز أيه تاني مني؟

سار آسر بخُطواته إليها ومن ثم استدار ليقف أمامها، رفع كفه نصب أعينها لتلاحظ هي غياب الدبلة عن أصبعه وبنبرة حانية أردف: عايزك، زيّ أي واحد بيحتاج اللي بيحبها جنبه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة