قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جميلتي الصهباء للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والعشرون

رواية جميلتي الصهباء للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والعشرون

رواية جميلتي الصهباء للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والعشرون

الحُب هو شيء من الروتينِ اليومي ولكن جنونه هو مُنتهى التجديد والإثارة. والعناد في الحُب يقضي على الحواجز بين الطرفين ولا يوجد ما يُسمى بالكرامة طالما الوجدُ باق...

أحكم غلق قبضتة القوية على ياقة ثوبها رفعت كلا كتفيها تتنفس الصعداء وهي ترمقهُ بجانب عينيها لتجد ملامحه تحمل لها كُل الوعيد والتهديدات. إبتلعت ريقها بصعوبة وبنبرة مُتحشرجة هتفت: بااااابا!
افتر جانب ثغرهُ عن إبتسامة ثابتة ليرفع أحد حاجبيه مردفًا بصوتٍ أجشٍ: دا أنا مافيش حد فكر يتحداني؟، إنتِ تعملي فيا مقالب؟
فداء وقد انكمشت أسارير وجهها هلعًا: ما إنت كُنت هتموتني!

أومأ آسر برأسه في ثقلٍ يجدحها بنظرة صارمة، مال بجذعه العُلوي حتى أقترب من رُكبتيها ومن ثم أسرع بحمل جسدها على كتفه فيما تابعت هي بنبرة اوشكت على البكاء: إنت ساكت ليه؟ وواخدني على فين!

لم ينبس هو ببنت شفةٍ مما أثار المخاوف لديها، استقام في وقفته من جديد ومن ثم إتجه بها صوب الباب الخلفي للقصرِ لتردف وهي مُحدقة العينين بالطريق: واخدني ل الباب الخلفي ليه؟، نزلني يا آسر. والله العظيم هعيط وهنِف عليك وأرجع كمان. قلبت ليّ معدتي وإنت شايلني كدا.

تجرع آسر غيظه مما فعلته به داخله ولم يُخبرها بما ينوي عليه ولكن هذا السر داخل خلجات نفسه سيُفضح في الحال وبعد خُطوات ليست بالقليلة، وصل بها إلى جوار البناء الصغير المصنوع من الطوب اللبن ل تربية الطير. أنزلها أرضًا على الأثر لتقطب ما بين حاجبيها مردفةً بنبرة مُتلعثمة: إنت جايبني هنا ليه؟، اوعى تقولها.

وفي تلك اللحظة رفعت كفها إلى فمها تكتم شهقاتها داخلها وبنبرة مرتعبة تابعت: إنت جايبني هنا علشان تغرغر بيّا وتغتصبني! إلحقووووني.
أسرع آسر بوضع راحته على فمها يمنع صرخاتها المُستغيثة دون داعٍ. إقترب من أذنها ثم هتف بنبرة صارمة ليستبد بها القلق: أغتصب مين؟، دا إنتِ شبه واحد صاحبي.

تقلصت أسارير وجهها غيظًا لترمقهُ بنظرة ماقتة على ما قاله لها. وفي هذه الثانية أسرعت بغرس أسنانها في لحم راحته ليبعد ذراعه بتأوه قائلًا: إنتِ بتتمادي كمان؟، ليلتك سودا.

فداء وهي تتخصر أمامه بثبات بعكس ما يضمر في نفسها من خوف جمٍّ لتهتف بغيظٍ: انا شبه صاحبك؟، كدا تحرق قلبي؟، دا إنت لو إغتصبتني أهون من الكلمة دي، الست نفسيتها ما تتعبش إلا من جُملتين (إنتِ تخنتي وانتِ شبه واحد صاحبي ). وعلى فكرة بقى أنا واثقة في نفسي وعودي فرنساوي حتى جمالي أيرلندي، إنتوا كدا الرجالة ما يملاش عينيكم غير التراب. جاتكم بالأرف.

أنصت آسر لها في شيء من الثبات اظهره بدقة. وما أن أنهت حديثها حتى تابع بنبرة مُتسائلة: إنتِ عارفه أنا جايبك هنا ليه؟
فداء وقد جلى على ملامحها علامات الحُزن والضيق لتُردد بنبرة تلقائية بلهاء: ما إنت للأسف قولت مش هتغرغر بيّا.
آسر بإبتسامة صادقة: للأسف؟، أه انا جايبك علشان نلعب مع الديك!
ثبتت نظرها في مُقلتيه مُباشرة وهي ترمقهُ بعينين جاحظتين لتردف بنبرة مُتلعثمة: نا دي اللي هم مين!

آسر بإبتسامة عابثة: نا الفاعلين يا أُم ملاك، يعني انا وإنتِ هنلعب مع الديك.

فركت فداء كفيها في خوف وتوجس لتقترب منه وكأنها تستعطفه ألا يفعل بعدما علمت بخطته القادمة لتردف وهي تمط شفتيها قهرًا كالأطفال: آسر، أنا بخاف منه. علشان خاطري لأ.

هزّ آسر رأسه عدة هزّات تُجيبها بالسلب، حيث قبض على خصرها بأحد ذراعيه وبالآخر قادها إلى العِش الصغير والذي هو بطول قامتها إذا أحنت ظهرها، إرتجفت أطرافها عندما قام هو بفتح الباب الصغير وبنبرة ثابتة أردف: يالا أدخلي هاتي الديك، علشان نلعب معاه في الجنينة.
رفعت فداء كفها تحك جبهتها وبنبرة واهنة تابعت وهي تُلقى بثُقل جسدها عليه: إلحقني يا آسر، صُداع وهيغم عليا.

آسر بإبتسامة ساخرة وصوت أجشٍ: مبروك المدام حامل، وكفاية إستهبال وإلا هشيلك وأدخلك جوا.
استقامت فداء من جديد، أزاحت خُصلة عن وجهها وهي تتلعثم في حديثها مردفة: أنا أسفة لو حطيتك في موقف مُحرج خليني أدخل جوا بقى.
في تلك اللحظة أسرع بإحناء ظهرها بذراعه القوي ومن ثم قادها بقوة إلى باب العِش وما أن رأت الطائر حتى صرخت بفزعٍ: لا لأ لأ، بيبرق ليّ يا آسر بعينتينه. أسفه والله أسفه.

وما أن رأها الطائر حتى همّ بالإقتراب ناحيتها لتصرخ هلعًا وهي تغطي وجهها بذراعها ليسرع آسر بجذبها خارج العِش ويغلق الباب على الفور. جلست فداء أرضًا ما أن رأته يغلق الباب لتتنفس الصعداء قليلًا فيما أردف هو بخُبث: أنا ممكن أسامحك وأسيبك لكن بشرط!
فداء وهي تلوي شدقها وتبتلع ريقها حنقًا عليه: عاوز أيه يعني؟!

آسر وهو يُقرب وجهه منها وقد تلاقت أعينهما وبنبرة ثابتة غمز لها قائلًا: 3 بوسات مُقابل 3 غلطات وهسيبك تمشي.
أنهى حديثه ألحقه بترقب: ها!، فين؟
ضيقت فداء عينيها بحنقٍ، ومن ثم راحت توميء برأسها يمينًا ويسارًا بالسلب وتقول: لأ مش هبوسك لأ.
آسر رافعًا أحد حاجبيه: والله دا الحل اللي عندي.
فداء وهي ترمقهُ بحُزن ونبرة مُنفعلة: بابا قالي الراجل اللي يبوسك يبقى مش هيتجوزك وبيضحك عليكِ.

آسر بنبرة مرنة: خلاص بوسيني أنتِ!
فداء وهي تنفي حديثه بسبابتها أمام مرأى عينية قائلة: لا ما هو قالي الراجل اللي إنتِ تبوسيه يبقى (سوسن) وإنتِ هتبقى مُنحرفة ورخيصة.
حك آسر ذقنه بأطراف أنامله وهو مُضيقًا عينيه وبنبرة هادئة أردف: لا إنتِ ولا أنا، أمال مين هيبوس.
فداء بإبتسامة عريضة: ماحدش، بابا قالي إن البنت المُحترمة مش بتتباس ولا بتبوس.

آسر وهو يجلس القرفصاء كما فعلت هي مرددًا بتساؤل: أمال بتعمل أيه؟
في هذه اللحظة إقتربت فداء من وجهه بعد ان ثنت ساقيها إستعدادًا للإنطلاق ومن ثم إقتربت من خده وراحت تغرس اسنانها به وما هي إلا ثوانٍ حتى هرولت مُبتعدة عنه فيما صرخ هو بتأوة جمٍّ: الله يخربيت معرفتك يا فداء، هي دي أشكال تتحب وحياة أمك ما انا سايبك.
هرولت فداء صوب باب القصر وبنبرة ضاحكة هتفت: أنا كدا اللي يحبني يستحمل عضتي.

هرعت إلى داخل القصرِ ومن ثم إلى غرفة الطعام ثم إلتحقت إليهم أثناء تناول العشاء، جلست إلى مقعدها في شيء من الثبات بينما أردف سالم بحنو: يا بنتي كفاية شُغل وتليفونات وإتعشي بقى.
فداء وهي تُلقى قُبلة له بالهواء: حاضر يا سُلم. والله إنت أحلى أب يا سن أب.
سالم وهو يرمقها بنصف عين: عايزة أيه يالمضة من الأخر؟

فداء وهي تشرع في تناول وجبتها: في أيه يا سُلم. هو انا لازم علشان ادلعك أبقى عاوزة حاجة. ياسطى عادي أصلي فرحانة حبتين.

قُصي بنبرة ساخرة: ياسطى!، هو إنتِ قاعدة في ورشة ميكانيكا!، الحمد لله على نعمة الرقة.
فداء وهي ترمقهُ بنظرة ذات مغزى: نعمة الرقة، اللي هي مين يعني؟
صر قُصي على أسنانه وهنا قطع حديثهما مجيء آسر الذي ألقى السلام بينما دعاهُ جمال لتناول وجبة العشاء مردفًا بحنو: يابني مش كُله ورا بعضه كدا. لازم ترتاح من الشغل على الأقل ساعتين.

بيسان بإبتسامة هادئة: فعلًا يا عمو جمال دا تعب معانا من وقت ما عنود وصلت القرية.
عنود وهي ترمقهُ بإمتنان وبإبتسامة رقيقة أردفت: شكرًا حقيقي يا مستر (آسر) وجودك فرق معانا فعلًا.
آسر بثبات: أي حد مكاني، طبيعي هيساعد.

إلتفت قُصي بنظراته الحانقة إلى عنود التي ما أن لاحظت تشنجات وجهه حتى تنحنحت وراحت تتجنب النظر له في شيء من الثبات وفي هذه اللحظة جمال متوجهًا بحديثه إلى آسر: لا مؤاخذة يابني، بس خدك كأن حد عضك منه، إنت قربت ناحية خلية نحل ولا حاجة.

تنحنح آسر قليلًا ليرفع أنامله يتحسس موضع العضة وقد إنتقل بنظرهُ إليها إختلاسًا ليجدها ترمقهُ بإبتسامة ظفر ليتابع: حاجة زيّ كدا يا عمي. هي نحلة كبيرة شوية، ولونها مدي على أحمر كدا ولكن هتروح مني فين؟ انا عارفها وهجيبها.

قطب جمال ما بين حاجبيه في إستغراب قائلًا: تجيب مين يابني؟، النحلة؟
افتر ثغر آسر بإبتسامة عريضة وبعدها فتح فمه يقهقه بخفة. فيما تابع سالم متجهًا بالحديث إلى صديقه: ما عرفتناش بضيوفك؟
جمال بنبرة عالية بعض الشيء: صحيح، دا آسر يبقى صديق يامن والست مُنى طلبت مني استضيفه عندي في القصر لأن جاي يتمم مشروع له عن القرية، وهو بصراحة منورنا والله وفي مقام قُصي بالظبط.

سالم بإبتسامة هادئة: أهلًا بيك يابني، ومن ثم استأنف حديثه بنبرة مُتسائلة وهو يتحدث إلى يامن: صاحبك وعُمرك ما عرفتنا عليه يا دكتور يامن؟ ولا جه القصر عندنا حتى.
يامن بإبتسامة مُتوترة قليلًا: ما جاش فُرصة بس يا خالي.
جمال بنبرة هادئة: ودا بقى يا سيدي صديق طفولتي، ويكون أبو البنات.
آسر وهو يبادله إبتسامة صادقة: معرفتك شرف ليّا يا عمي سالم.

رمقة سالم بنظرة حانية ربما يفتقدها مُنذ أن كان صغيرًا وللحق لأول مرة مُنذ سنوات يعيش جوًا عائيلًا هكذا. يشعر بالكثيرِ من الدفء والأُلفة، وهنا إنتفض جسد فداء فزعًا وهي ترى رأس هذا الصبي يظهر من أسفل طاولة السُفرة، يمدهُ حتى يستطع التعبير عن غضبه منها: أكيد أحمريكا هي اللي عضتك يا آسر بيه، ما هي مُفترية ما يجدرش عليها إلا ربنا.

فداء وهي تميل على جانبها الأيمن تنظُر له بغيظ: إنت قاعد تحت السُفرة بتعمل أيه؟
تبادل الجميع نبرات تساؤليه وسرعان ما تبدلت إلى قهقهات عالية ليردف جمال بصرامة وهو يحثه على الخروج: إطلع يا مصطفى، كفياك جنان.
مُصطفى وهو يحبو بين المقاعد حتى استند على ذراعيه ليقف مردفًا بحنقٍ خفيف: هو اللي يحمي جفاه يبجى مچنون، كُنت إنت چربت الجفا بتاعها علشان تظلمني يابا العُمدة!

في تلك اللحظة أسرع بالإقتراب من الطاولة وإلتقاط طبق من الطعام وراح يتجه خارج الغرفة مُرددًا بسخط:
دي ما يجدرش عليها إلا ربنا، سرجت هدومنا وإحنا بنسبح في التِرعة. ابجى خُدها معاك يابا الحچ سالم، ما عُدتش هصاحبها تاني.
عَلت أصوات قهقهاتهم جراء ضيقه الشديد منها وحديثه المازح ليلتفت سالم إلى ابنته مردفًا بضحكة خفيفة: إنتِ يا بنتي عندك. مُتلازمة القفا؟

مرّ ما يقرُب على الأسبوعين، دار العمل داخل صالة الروضة ك خلية النحلِ بإنتظام وافر. توزعت الأدوار عليهم بالتساوٍ وقد تولى جميعهم مسؤلية العمل على أكثر شيء قد إحترفهُ، ف سيدات البلدة يشغلن أمور الحياكة بعدما يتم قصها من قِبل عُمال الشركة الذي أتى بهم قُصي، على شكل النموذج الذي يتم استلامه ما ان تنتهي عنود من تصميمه. استلم آسر امور (كَيّ) الملابس التي يتم الإنتهاء منها كُليًا بعد أن تقوم حُسنية بنقعهم في مجموعة خلطات أوصت بها عنود، كان دور قُصي هو الإعتناء بها بشكلٍ دائم أما فداء ف تولت أمور التطريز بصُحبة بعض سيدات البلدة. وكذلك بيسان التي تولت مسؤلية البقاء مع الاطفال والاعتناء بهم في حين أن يامن يقوم ببعض المشاوير الهامة لجمع بعض الحاجيات التي تنقصهم، إنتهى العمل على أكمل وجه وكما رغبت عنود وكانت السعادة هي ركيزة الأساس في قصر الدمنهوري. ل يفي قُصي بوعدهِ لهم مُقيمًا حفلة شواء كبيرة في اليوم نفسه الذي تبدأ فيه عنود بروتها النهائية.

أمسك مُصطفى طرف جلبيته الذي إمتلأ بمادة الجِير وبدأ في عمل خطين متوازيين بينهما مسافة لا بأس بها بتعاليم من قُصي حيث تقوم عنود بعرض تصاميمها من خلال السير داخل هذه المسافة وفي تلك اللحظة دلف آسر داخل الباب الرئيسي للقصرِ فقد إعتاد أن يذهب خارجه يوميًا حتى لا يُثير الشكوك نحوه بشأن مشروعه الكاذب. توطدت العلاقة بينه وبين باقي الشباب وصارت تجمعهم صداقة حقيقية ولم تعد صداقة يامن وآسر مُجرد أكذوبة بل تحولت إلى حقيقة وإنضم قُصي لهما الذي عرف بسر وجوده داخل قصر والده، ولكنه لم يستطع كسب رضا حبيبته المُشاكسة مرة أُخرى فهي تتفنن في إظهار غيرته وإثارة حنقه فحسب.

وهنا هتف قُصي مُناديًا عليه: إنجز يا عم آسر. الشواية بتناديك.
أخذ آسر في الإقتراب منه وبضحكة خفيفة تابع: الحلو مش عارف يشوي ولا أيه!
قُصي بإبتسامة ثقة: يابني دا أنا موسوعة، انا بس عاوزك تساعدني علشان مشغول بحاجات تانية.

مُصطفي مُقاطعًا إياهما: أنا عاوز وِرك البجرة كُله لوحدي!
قُصي بنبرة ساخرة: هو وِرك فرخة يا حبيبي، إشتغل وانت ساكت. الله يرضى عنك.
في تلك اللحظة قطع قهقهاتهما مجيء السيد جمال بصُحبة شخص ما وما أن إقتربا منهما حتى تابع جمال بسعادة: أقدم لكم يا ولاد (سمير). دا ابن صاحبي العُمدة اللي في البلد اللي جنبنا وكتر خيره جاي يسلم عليّا، أصيل زيّ أبوه. وكمان يبقى مُعيد في جامعة القاهرة يعني مش عايش هنا.

تبادل الجميع السلامات مرحبين به وسط حفلتهم العائلية، ليقوده جمال ليجلس إلى أحد المقاعد المرصوصة في حديقة القصر ليتجاذبا أطراف الحديث بشأن أخبار والدهُ، هروح أخذ شاور وأرجع لك يا قُصي.
أردف آسر بهذه الكلمات في هدوء ليتجه صوب باب القصر على الفور وهو يتلفت حوله باحثًا عن هذه المجنونة حلوة الوجهِ، على الجانب الآخر.

إنهى سالم اتصاله القادم من مقر عمله ومن ثم إلتفت يستجيب لهتافها به: أسُلمم!، أيه رأيك يا حُبعمري في فستاني؟
سالم وهو يتفحص الفستان مردفًا بنبرة هادئة: هو حلو جدًا ولايق عليكِ، بس قُصير شوية ولكن هنتغاضى عن القُصر طالما عاجبك مش هفرض رأيّ عليكِ طول ما إنتِ قدام عيني وواثق فيكِ.

طيب وكدا؟

قالتها فداء وهي تدور بجسدها حتى والته ظهرها المكشوف حيث أن الفستان عاري الظهرِ وهنا جاء آسر على هذا المشهد الذي صدمه ليحدق بعينيه بظهرها المكشوف والصدمة ألجمته عن الحديث. ساد الصمت ل ثوانٍ لتلتفت فداء بوجهها إلى والدها الصامت وعلامات الغضب تُسيطر على وجهه. باتت الصدمة، إثنين عندما وجدت أربعة أعين يحدقون بها في صرامة وغضب ل تحدق بعينيها هي الأُخرى وتجوب بينهما، مال سالم بجذعه العُلوي قليلًا يقترب بكفيه من فردة حذائه وبنبرة مُغتاظة تابع: كدا بقى، مالكيش إلا الجزمة.

إلتقط سالم حذائه بين كفيه وراح يرميها به، ليفعل آسر نفس الشيء في عصبية مُفرطة وبنبرة حادة لم يستطع كبحها امام والدها رمى الحذاء بها وقد جاشت مراجله وهو يهتف بلهجة ثائرة، يتطاير الشرر بين كلماتها: وأدي جزمة كمان!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة