قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جميلتي الصهباء للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع

رواية جميلتي الصهباء للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع

رواية جميلتي الصهباء للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع

إزدادت الأمور تشابُكًا فلكل منهن قصيدة عشق إختلف شاعرها في لون الإلقاءٍ، شاعر يتغني بالوجدِ والأمل، وآخر يبكي علي الاطلال مُتأثرًا بها حتى سارت عُقدته أما الثالث فهي ليست بمُلهمته التي يتغنى من أجلها، رغم أنه في نظرها أصدق وأجمل الشعراء وصفًا...

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تختلس النظر إليه تري الصدمة تعتري قسمات وجهه، باغتها بتقطيبه من بين حاجبيه ليردف بنبرة ثابتة:
أول مرة أعرف، إن بنت القاضي في مصر بتتسجن؟ جديده عليا.

تساير العبوس عن وجهها علي الفور، ليفتر ثغرها عن إبتسامة عريضة لتقول بنبرة مرحة: دي حقيقة فعلًا. بنت القاضي في أي مكان تاني زيها زيّ بنت الفقير، أما في مصر ف لا، أما بخصوصي ف الكلام دا حصل من سنتين وبابا ما كانش لسه مسك الوظيفة دي. وطبعًا لأن عمو جمال صديق بابا، كان قاضي بالوظيفه قبله، توسط ليّ وأخدت سنه واحده.

مط آسر شفته السُفلي بإستعجاب وحيّرة، ليرفع أحد حاجبيه وبنبرة صارمة أردف: واشمعنى انتِ اللي هيلفق لك تهمة زيّ دي!

عادت فداء بظهرها للخلف قليلًا، شرد لوهلة للبعيد وبنبرة باردة تابعت: شُكري نجيب مش مُذيع بس!، دا دكتور في كُليتي بقسم الصحافة والاعلام، طبعًا زيّ أي دكتور عينه زايغه. حاول يضايقني كتير جدًا بالكلام. انا كُنت بتدرب في الجريدة اللي شغاله فيها وانا بدرس، وما كُنتش بسلم من عينيه او اسلوبه ناحيتي. وانا في سنه تالتة لقيت نفسي راسبه أعمال سنه في مادته ولما حاولت اهاجمه في مانشت ليا والدنيا كُلها ثارت عليه قرر ينتقم مني، وساعتها اتصل بيا وقالي انه قرر يديني درجاتي وفعلًا هو دا اللي حصل. انا أفتكرت ان الموضوع خلص لحد هنا. ولكن هو كان له رأي تاني، يوم ما لقيت نفسي مُتهمة بحاجه ما عملتهاش، واتسجنت سنه كاملة ودراستي إتأجلت. وبعد ما خرجت بإسبوع واحد اتصل بيا تاني وقالي إنه عرف معلومات عن الشخص اللي دخلني السجن و.

آسر مُقاطعًا إياها بحزم: وحاول يعتدي عليكِ!
فداء بإبتسامة بلهاء تخبيء داخلها ألمها بهذه الذكرى: أه ومش بس كدا، هو إعترف ليّ إنه اللي عمل كُل دا. ولما مالقاش مني استسلام حاول يخنقني بس انا ضربته علي راسه وفقد الوعي.

تنشق آسر الهواء داخله ثم أخرج زفيرًا مُلتهبًا وبنبرة ثائره تابع: وفين سيادة القاضي من كُل دا؟!

فداء بإبتسامة خفيفة تتذكر وجه والدها إذا أصاب إحداهن حمى خفيفة: بابا دا حتة سُكره. لو سخنت شوية يفضل قاعد جنبي بالأسابيع. شال همنا من وإحنا صغيرين، كمان مش هنريحه من مشاكلنا بعد هو ما كبر، أصلًا بابا مريض بالسكر ومش حِمل أحداث زيّ دي، حتى إخواتي البنات ما يعرفوش أي حاجه. هي (مُني) عمتو بس اللي بحكيلها كُل الحاجات دي وإلا كُنت مُت من الكتمان وانا واخده قاعدة في حياتي رسمتها ل نفسي واللي هي: إما أن أموت قهرًا بالكتمان، او أنتصر علي أوجاعي.

لانت ملامحه وهو ينظُر للدموع الحبيسة داخل مُقلتيها، فيما أردفت فداء وهي تصدر قهقه خفيفة: بس عارف، أنا مجنناه علي الآخر، أنا إتخرجت من سنه الحمدلله وطول فترة الدراسه من بعد خروجي من السجن كُنت بمسك عليه سيديهات علشان يديني درجاتي كاملة، شوية أصوره بالكالسون وشوية في أماكن مشبوهه زيه وانت عارف واحد زيّ دا تهمه سمعته أد أيه.

آسر بإبتسامة باهتة: بالكالسون مرة واحدة؟
مالت فداء بجذعها العلوي للأمام قليلًا حتى غمست لقيمة أُخري ومن ثم تناولتها وهي تُردد بسعادة طفولية: أيوة، الوليه أم شريف صاحبتي هي اللي قالت لي أعمل كدا. كُل بقى من المِش بتاعها وإلا هتزعل منك.

انصاع آسر لحديثها فهو يعلم تمامًا بأنها تُمثل القوة أمامه، بدأ يتناول لقيمة صغيرة في فمه وبنبرة مُتسائله تابع: بس دخولك السجن ما أثرش علي والدك وقت استلامه للوظيفة؟
فداء بنفي: لأ خالص، بابا كان مستشار سمعته نضيفه من زمان، زيّ ما بيقولوا ليس عليه غُبار. اما بخصوص موضوعي فأنتهي بأنه كان خطأ غير مقصود، رغم أني ما أعرفش هو أيه الخطأ بالظبط.

أنهت حديثها وهي ترفع كفها بإتجاه فمه وبنبرة حانية يعقبها إبتسامة خلابة منها: تدوق المِش؟
افتر ثغرهُ عن إبتسامة يشوبها الغرابة من بساطة تصرفاته معها، ليردف بنبرة حازمة: يادي مِش أم شريف اللي مجنناني بيه، هاتي يا ستي.
فداء وهي تمط شفتيها بإعتراض بعد أن أبعدت يدها قليلًا تمنعه من أخذ اللقيمة من بين كفها لتبادر بوضعها في فمه علي الفور:.

ما تتريقش عليها. انا بحبها اوي علشان، كانت بتمسح الكبانيهات عني.
أخذ آسر يلوك الطعام داخل فمه بشيء من الشدوه، ليقول وقد انتفخ فمه قليلًا: كبانيهات؟! سنة واحدة عملت فيكِ كدا؟، أما لو طولتي كان هيبقى شكلك إزاي!، هيطلعوا الموس من بوءك!

أخذت تُرأرأ بعينيها يمينًا ويسارًا، كاتمة ضحكتها ومن ثم أردفت بحزن مُصطنع: مش من الرجوله يا صديقي، إنك تتريق علي واحده جميلة زيى وعزباء وتبحث عن واحد آخر حرف من اسمه (راء).

قطب ما بين حاجبيه بعبث لم يستطع فهم ما قالتهُ في حين أخذت هي تُصفق بسعادة غامرة قائله: الله عليّا. دا انا أنفع شاعره بقي (عزباء ) و (راء). أيه رأيك فيا يا ماسوره؟

آسر بنبرة مازحة: الماسوره دي اللي هتعومي فيها، يوم ما أرميكِ في عين الكبانيه يا معفنة.
في تلك اللحظه جاءت نجوي بوجه عابس لتردف بحنقِ: آسر؟ انت كُنت واعدني إننا هنخرج النهاردا نسيت الوعد ولا أيه؟
إلتفت آسر إليها بثبات، هزّ رأسه موافقًا علي حديثها وبنبرة حانيه ازعجت (فداء)، أردف:
لا مش ناسي يا نوجا، أجهزي وانا هخلص موضوع مهم مع فداء ونخرج.

إحتقن وجه فداء غيظًا لا تعلم سببه او انها لا تعترف بخفقان قلبها الدامي عند حديثه مع هذه الفتاه، قامت فداء من مكانها علي عجله من أمرها لتشهق بفزع ومن ثم مالت تلتقط حذاءها لتطيح به للأمام حتى أصاب جبهة نجوي التي صرخت بتأوه: آآآه.
فداء بهلع مُصطنع: برص كبير خالص، كان ماشي وراكِ. هي جات فيكِ يا حبيبتي معلش.

ذأبت في سيرها للأمام وفي نفس الوقت هب هو من مكانه لتصطدم به ومن ثم يسقطان أرضًا، رفع آسر رأسه عن الأرض قليلًا فيما ضغطت هي علي جسده بثقل جسدها لتردف بنبرة مذهوله: إحنا وقعنا؟
آسر مُحاولًا النهوض: واخد بالي. انتِ إتحنطتي!
جالت فداء ببصرها بين قسمات وجهه وبنبرة سهتانة أردفت: إنت شبه الأتراك كدا ليه؟، لتكون عامل عمليات تجميل علشان تبقى زي القمر كدا؟
آسر بنبرة صارمة: ليه قالوا لك عني سوسن؟

فداء ومازالت تحملق به في إعجاب: قطع لسان اللي يقول عليك كدا، دا أنت أحلي من سنين عُمري كُلها أساسًا.
في تلك اللحظه صدح صوت نجوي تصرخ بهما عاليًا وقد تردد صدى صوتها في جنبات المكان: آسر؟!

جلس إلى المقعد بحجرة مكتبه ومن ثم رفع قدميه علي سطح المكتب أمامه، بعد أن عاد بظهره للخلف يضع ذراعيه المفتولتين خلف رقبته، تناولت الفتاه كاسين من الكحول، سارت بغنج ودلال يليقان بفتاة ليل مثلها، حتى جلست إلى سطح المكتب وبنبرة مائعه وهي تُعطيه الكاس أردفت: هو إحنا هنقضي الليلة هنا؟
رفع قُصي بصره إليها، وبنبرة جامدة أردف وهو يلتقط كاس الكحول منها: أه، في مانع؟!

الفتاة عاقدة حاجبيها بإستغراب: أه إزاي. دي الأوضه فاضيه؟!
وقبل ان يتسنى له الرد، وجد باب المكتب يُفتح من جديد ليطل صديقه (فايز) من خلفه وقفت الفتاة في مكانها علي الفور فيما جدحها فايز بنظرة مُشمئزة وأعقبها نبرة صارمة: يالا يا حلوة. خُدي شنطتك وأمشي من هنا.
إلتفتت الفتاة ببصرها إلى قُصي تستشف رده علي هذا الرجل، فيما أردف قُصي ببرود: أخرجي زيّ ما قالك.

انصاعت الفتاة امتثالًا لأوامره، حيث إلتقطت حقيبتها وذأبت في سيرها خارج الغرفه، صفق فايز الباب خلفها وبنبرة جامدة هتف:
انت أيه اللي عملته دا؟ انت إتجننت علي الآخر!
ضيق قُصي عينيه ومن ثم أردف بترقب: بتتكلم عن أيه بالظبط؟

فايز بإزدراء: بتكلم عن (عنود). يا حضرة الظابط يا مُحترم! البنت كلمت عمي جمال ومُنهارة من العياط بسبب اللي انت عملته معاها، انت خلاص ما بقيتش عارف تفرق وعُقدة الماضي إتمكنت منك علي الآخر.

أطلق قُصي قهقه عالية قليلًا، أثارت حنق فايز فيما أردف الأخر بنبرة ثملة: هو انا قولت حاجه غلط؟ لقيتها متضايقه من لمستي ليها، فسألتها لتكون عاملة شريفه عليا.

اشتعلت عيناي فايز إحمرارًا، ليتجه صوب المكتب ومن ثم يضرب علي سطحه بكلا قبضتيه هاتفًا: هو كُل الناس زبالة زيّ تفكيرك. صوابع إيدك مش زيّ بعضها يا باشا، ومش معني إنك بتلاقي بسهولة الرخيص اللي بتقضي معاها ليلة، يبقي كُل البنات علي نفس المنوال! لا فوق يا قُصي. الرخيص للرخيصة. واللي بتصون نفسها بتاخد راجل مش واحد قذر في تفكيرهُ زيك. فوق وإحترم الراجل اللي بتقوله يا عمي بدل ما تطعن في شرف بنته اللي عاش عُمره كُله يحميها هي وإخواتها من شر نفسهم وشر واحد هيطلع عُقده عليهم زيك!

ابتلع قُصي غصة في حلقه، أنزل قدميه أرضًا ومن ثم مال للأمام قليلًا وراح يضع رأسه بين كفيه في إختناقِ بينما استأنف فايز بثبات:
مش كُل ست او بنت. خاينة أو هتهرب مع واحد وتسيب جوزها وابنها!
نحا قُصي ببصره إلى صديقه وقد إحتدمت الدماء في عروقه ليهتف بنبرة صارمة: إطلع برا يا فايز. براااااا.
فايز بنبرة جامدة: أنا ماشي. من غير ما تقول يا صاحبي.

تمددت بيسان في فراشها بعدما دثرتها مني بالغطاء جيدًا ومن ثم طبعت قُبلة هادئة علي جبينها أردفت: طيب بلاش تنزلي تتعشي معانا. أجيب لك الأكل هنا يا بيسو؟
اومأت بيسان برأسها سلبًا وقد افتر ثغرها عن إبتسامة هادئة لتقول: شغلي التي ي (TV ) بس يا ماما مني، حاسه بصُداع وشوية إرهاق.

بادلتها مني ابتسامة حانية. اشعلت التلفاز بناءً علي رغبتها ومن ثم ترجلت خارج الحجرة لتجهيز العشاء وما هي إلا ثوانٍ حتى دلفت عنود إلى غرفة شقيقتها، سال كُحل عينيها علي وِجنتيها. ألقت حقيبتها أرضًا وقد خرجت منها شهقات مُتألمه فيما شهقت بيسان هلعًا وهي ترى شقيقتها علي هذه الحالة المُزرية لتهتف فزعًا: عنود! مالك يا حبيبتي؟

هرولت عنود إلى شقيقتها لتلقي بنفسها بين أحضانها تشكوها من ذاك الألم الذي يعتصر قلبها وراحت تصرخ بإختناق: لحد أمتي حلمي مش هيكون مِلكي لوحدي؟، مرة واحدة تاخد تصاميمي وتنسبها لنفسها علشان الشركة شركتها، وواحد فاكرني بنت ليل وهرضى بلمسته علشان أوصل لأحلامي. يعني يا أسلم نفسي لواحد زيّ دا وإلا مش هوصل. يا أقبل أن تصاميمي تتسرق ويتكتب عليها اسم واحدة تانية يا بردو مش هوصل! انا تعبت وقرفت يا بيسان. حاسه إني بغرق!

دفنت وجهها بين أحضان شقيقتها كاتمة شهقاتها التي تعلو رويدًا رويدًا فيما مسحت الأخري علي خصلات شعرها وأردفت بنبرة حزينة للغايه: إهدي علشان خاطري يا عنود، انتِ أقوي من كدا، فهميني أيه اللي حصل بالظبط؟، مش هقدر أشوف دموعك!

عنود بصرخات مُختنقه: والله لأخليه يندم علي كُل كلمة أذاني بيها، ما بقاش انا عنود العامري يا حقير!

علي الجانب الاخر ، دلفت من باب القصر وعلامات السعادة علي وجهها تظهر جليًا ومليًا. أخذت ترفرف بذراعيها في مرح وقد أغلقت عينيها اثناء سيرها في بهو القصر لتجد (مني) تهتف بنبرة ثابتة: أيه السعادة دي كُلها؟، أكيد الشخص الغالي عليكِ دا، عجبه البيض بقشره؟
قالت جملتها الأخيرة وهي تكتم ضحكاتها داخلها، فيما فتحت فداء عينيها بحركة هادئه وراحت تقترب من عمتها تُقبل جبينها بمرح:.

وحشتيني يا مُنمن! فرحانه علشان سكعت البت شبشب علي خلقتها خليتها فقدت حاسة السمع والبصر، والخروجة باظت لولولولوي.

قطبت مني حاجبيها باستغراب لتردف بتساؤل مُهتم: بنت مين؟ وإزاي ضربتيها بالشبشب علي وشها، فقدت السمع والبصر!

اندمجت فداء في الحديث لتبدأ في تمثيل ما حدث بحركات تمثيلية بذراعيها لتردف بفرحة عارمة: الأول قولت لها إن في برص علي الحيطة، وروحت راشقة الشبشب في عينيها علشان تحرم تقطع علينا خلوتنا تاني!

مني وهي تلطم صدرها بصدمة مُصطنعة: خلوة؟! يا مصيبتك السودا يا سالم!

فداء بغيظِ ونبرة جامدة: يا وليه ياللي اسمك عمتي إنتِ أصبري. دا انا خدت شوية مِش من أم شريف انتيمتي في السجن وروحت للواد المُز علشان أصالحه، البت دي عامله زيّ القنفد كُل شوية تقطع علينا الكلام ف انا خلصت منها المهم بقي، أنا أصريت أعملها كمادات علي عينيها علشان أنا السبب وروحت جنب صرصور ودنها بقي وقعدت أصوووت، أصوووت. لحد ما لقيتها بتقوله إلحقني يا آسر. مش سامعه. مش سامعه!، ف عرفت إنها إصنجت والحمد والشكر لله.

فغرت مني فاهها ببلاهة لا تفهم شيء مما قالتهُ فيما تابعت فداء بفرحة أكبر: وعزمته بكرا علي الغدا علشان أعرفه ب فايز، وبعدين هخلي فايز يمشي ونقعد لوحدنا.

رفعت (مني) كفها إلى جبين فداء تتحسس حرارتها وبنبرة مصدومة تابعت: إنتِ سخنة؟
فداء وهي ترمقها بنبرة هائمة: لأ، عندي تسلخات في قلبي. من كُتر الإشتعال.
قطع حديثهما صوت مراد الذي أردف بنبرة هادئه: ماما أنا جعان.
إلتفتت فداء بجسدها ناحيته ومن ثم فتحت ذراعيها لتردف بسعادة: مودي قلبي! يخربيت الثانوية العامة اللي واخداك مننا يا حبيبي، تعالي في حُضن أختك يا فواز. دا إنت وحشتني!

سار مراد ناحيتها وهمّ أن يحتضنها هاتفًا بمرح: طول عُمري بقول البت فداء دي الرُكن الحنين في اليلا دي.
تحركت فداء من مكانها إلى الجانب الأيمن قليلًا، ومن ثم استدارت لتقف خلفه وأعقب ذلك صفعة هوت علي رقبته من الخلف لتهتف هي بلذة انتصار: يااااه يا عبصمد! الواحد بقي بيعيش ويتعايش علي القفا بتاعك دهون. بفتقد قفاك أقسم بالله.

إتجهت صوب الدرج تسير في عنجهية وتفاخر وكأنها لم تفعل شيء، فيما استدار مراد ينظر إليها بعينين جاحظتين ليضرب الأرض بقدميه قائلًا: طيب وربنا لأجبسهولك يا بلاء وشوفي هتضربي فين تاني؟
فداء وهي تهتف دون أن تنظر إليه حيث اتجهت صوب غرفة بيسان: إنت عارف هضربك فين!، ومش هقول علشان منمن بتستحي.

وصلت إلى غرفة شقيقتها وما أن فتحت الباب حتى هتفت بسعادة: عم أعشق أنا، عم أكل مش وبيض، بالظبط علي وزن (عم أفرح من أول وجديد ). شاعرة خمسة وخميسة عليا.

وهنا صمتت عن الحديث فجأه وهي تنظُى إلى شقيقتها التي رمقتها بعينين ذابلتين من كثرة البكاء فيما ابتلعت بيسان ريقها بصعوبة وهي تجد فداء تهتف بنبرة فزعه: عنود! بتعيطي ليه؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة