قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جميلة الجزء الثاني بقلم الشيماء محمد الفصل السادس

رواية جميلة الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد

رواية جميلة الجزء الثاني للكاتبة الشيماء محمد الفصل السادس

في باريس
في سجنه الظلمه وتمارينه المستمره بيحاول يطمن نفسه انه هيجيله يوم ويرجع لحبيبته ويرجع بيته .. يرجع لكل اللي ضاع منه
الباب اتفتح واتخض واتحطت صينيه اكل واتقفل الباب تاني .. كل فتحه باب بيتخض ورجع لذكرياته لعشرين سنه وري .. افتكر ازاي جه هنا.

فلاش باك
فاق في مكان غريب اكيد مش مستشفي ابدا لانه مربوط ومش بيشوف حد .. استجوبوه كتير ومش فاهم هما بيستجوبوه ليه وعايزين منه ايه لحد ما اتحسن وكل يوم بيتعذب ويستجوبوه مره وري مره ...
واحد بالفرنساوي:: قوم معايا
قام بهدوء معاه واخدو طريق طويل ودخله اوضه مفيهاش غير كرسي وبس
دخل واللي معاه قعدوا علي الكرسي وخرج.

صوت حواليه: مش هتقولنا انت بتشتغل لحساب مين ؟ مين اللي عايز الاسرار دي وازاي وصلتلها
رد: قلتلك مليون مره انا معرفش حاجه عن الفلاشه دي .. معرفش ايه اللي فيها
الصوت: دي كانت في ايدك.

رد: ايوه كانت في ايدي بس اللي ضربني هو اللي حطهالي في جيبي وانا طلعتها بشوف ايه دي وبعدها اغمي عليا ومعرفش اصلا فيها ايه لحد دلوقتي
الصوت: فيها اسرار بلدنا العسكريه .. فيها صور لاماكن حيويه وسريه .. فيها حاجات كفيله انها تقلب موازين البلد كلها
رد: كل ده انا معرفوش انا مجرد رجل اعمال عادي اتضحك عليا .. عيلتي خططت لكل ده علشان يخلصوا مني ..
انا وليد نصّار .. ماليش علاقه باي اسرار عسكريه .. قسما بالله انا وليد نصّار

جميله برعب: خايفه من ابنك .. لو لسه عايش ( بصت لعمتها برعب ) انا ممكن اكون قتلت فهد !
عمتها جميله شهقت وتنحت وشويه مقدرتش تنطق: قتليته ! قتلتي ابني ! انتي تقصدي فهد ابني انا يا جميله !
جميله عيطت: مش عارفه يا عمتو انا خبطته علي دماغه وجريت مش عارفه هو جراله ايه ! بس ممكن يكون مجرالوش حاجه ! ولا جراله ؟ عمتو مش عارفه
وفضلت تعيط وعمتها ضماها وهيا قلبها من جوه في نار بتولع فيه: اكيد كويس يا حبيبتي .. طيب انتي خبطتيه بايه !

جميله اتعدلت: بفاظه صغيره
عمتها بلعت ريقها: خبطتيه فين ؟
جميله: مش عارفه بالظبط فين بس علي دماغه
عمتها: طيب ليه ! هو عملك ايه ! اوعي يكون حاول...
جميله بسرعه: لا لا مش ده اللي حصل
عمتها زعقت: امال عمل ايه طيب علشان تعمليله كده !

جميله عيطت: انا اسفه يا عمتو حقك عليا .. والله مكنت اقصد
عمتها هديت وطبطبت عليها: عارفه انه اكيد غصب عنك بس احكيلي عمل ايه ! المره اللي فاتت مرضيتيش تحكيلي وانا سكتت بس المره دي وصلت لانك تضربيه انتي لازم تحكي
وليد كان داخل: تضرب مين ؟ مالك يا جميله وايه اللي بيحصل هنا ؟ عمتو في ايه !

عمته: مفيش حاجه روح انت شوف وراك ايه !
وليد دخل: البت دي مالها ! وضربتي مين ! جميله انتي مخبيه ايه ! من كام يوم رجعتي تعيطي وسكتنا لكن المره دي مش هسكت قسما بالله اروحله الشركه واطربقها عليه
عمته: تطربقها علي مين يا وليد ! علي ابني !
وليد اتحرج: عمتو انا مش قصدي بس فهد اللي هناك ده مش ابنك .. ده.

قاطعته عمته: ده ايه ؟ ابن ميس ؟ علشان هيا ربته بقي ابنها خلاص ! علشان علمته الانانيه والوحاشه والكره يبقي ابنها ! بدال ما تقول هصاحبه واكون اخ ليه تقول هتروح وتطربقها عليه ! والله متشكره يا وليد .. وانتي يا جميله انا مطلبتش منك ابدا تروحي تشتغلي هناك .. انا مطلبتش منكم انتو الاتنين اي حاجه وبدال ما تروح تطربقها عليه وانتي تقتليه سيبوه في حاله .. سيبوه يعيش زي ما يحب .. وانا اسفه ان ابني ضايق حضراتكم .. امسحوها فيا انا ده لو ليا خاطر عندكم ... بعد اذنكم
سابتهم وخرجت تعيط وراحت اوضتها قفلت عليها والاتنين جريوا وراها وخبطوا علي بابها بس رفضت تفتح لحد فيهم.

جميله: عمتو انا اسفه والله ما كنت اقصد انا بس خفت منه
وليد: عمتو حقك عليا انا بوق علي الفاضي زي ما انتي عارفه افتحي بقي ما تزعليش مننا
جميله: وبعدين حتي الاخوات بيتخانقوا ما احنا بنتخانق انا و وليد وانتي تصالحينا علي بعض افتحي بقي ما تزعليش مننا
رفضت تفتح الباب مهما يحاولوا وابوهم رجع لقاهم قاعدين الاتنين قدام اوضه اخته
عماد: في ايه وقاعدين كده ليه ؟ عمتكم مالها ؟

حكوا اللي حصل لابوهم
عماد: روحوا دلوقتي من هنا
خبط علي اخته وفتحتله
عماد: خوفتي العيال عليكي يا جميله
جميله: هبقي اصالحهم بعدين.

عماد بحب: ده انت تديهم بالجزمه مش تصالحيهم .. حبيبتي هما غلطوا بس اعذريهم انتي عارفه انهم بيحبوكي انتي امهم يا جميله .. وبعدين لسه مش مستوعبين وجود فهد وما يعرفوش مين هيا ميس وممكن تعمل ايه ! اعذريهم يا جميله
جميله: انا مش زعلانه منهم يا عماد
عماد: امال ايه طيب ؟
جميله دمعه نزلت: انا زعلانه علي ابني وحاله واللي وصله
عماد ضمها: معلش .. بكره بإذن الله كل الامور هتتعدل .. قومي كده صلي ركعتين لله واطلبي منه يهدي ابنك وانه يرجع لحضنك .. قومي يا حبيبتي

في باريس
رد: كل ده انا معرفوش انا مجرد رجل اعمال عادي اتضحك عليا .. عيلتي خططت لكل ده علشان يخلصوا مني ..
انا وليد نصّار .. ماليش علاقه باي اسرار عسكريه .. قسما بالله انا وليد نصّار
الصوت: رجعه مكانه تاني
وليد فضل يزعق بس محدش سامعه ورجع زنزانته واتقفل عليه من تاني.

وليد فاق من ذكرياته لقي نفسه في مكانه في زنزانته الصغيره ... سنين كتيره معدش عارف قد ايه وهو مرمي هنا زي ما يكون اتنسي من العالم كله .. حبسوه وخلاص بدون حتي محاكمه .. مخفي عن الكون كله بس ربنا مطلع علي حاله وعارف انه مظلوم وتوجه بدعاؤه لربنا يفرجها عليه
وليد: يارب افرجها من عندك انت يا رب انت عارف بحالي وعارف اني مظلوم فالنصر من عندك انت يارب .. اللهم اني مغلوب فانتصر .. اني مغلوب فانتصر .. اني مغلوب فانتصر.

جميله نامت وهيا قاعده ماسكه مصحفها وفجأه صحيت مفزوعه وحطت ايدها علي قلبها وعيطت ... عيطت كتير جدا لدرجه جميله الصغيره سمعتها وخبطت براحه عليها ودخلت
جميله: عمتو انتي لسه زعلانه ! حبيبتي والله ما اقصد ازعلك ابدا
عمتها مسحت دموعها: لا يا حبيبتي بس كابوس
جميله قعدت جنبها: خير.

عمتها: مفيش بس حلمت بوليد .. حلمت انه بيتعذب ... بيتعذب وبيتوجع
جميله بحب: عمتو .. هو زمانه دلوقتي في الجنه ونعيمها ده كان انسان كويس .. كان طيب جدا يا عمتو .. عمره ما هيكون بيتعذب ابدا
عمتها بتردد: حسيته عايش يا جميله .. عايش وبيتوجع
جميله: وايه اللي هيبعده عنك السنين دي كلها ! لا يا عمتو بلاش تعيشي في وهم وامل كداب يوجعك
عمتها غيرت الموضوع: المهم ضربتي ابن عمتك ليه !

حكتلها جميله كل حاجه حصلت
جميله: بس يا عمتو ده كل اللي حصل
عمتها: اعذريه معلش .. ميس ربته ما يراعيش حد ولا يهتم بمشاعر حد .. علمته ياخد ما يديش .. علمته ان اهم شيء في الكون ده هو الفلوس وبس فمتوقعه منه ايه !
جميله: يعني انتي مش زعلانه ؟
عمتها ضمتها: لا يا قلبي مش زعلانه منك وبكره ان شاء الله تطمنيني عليه.

بالليل فهد روح بيته واول ما ميس شافته: ايه ده ؟ انت متعور ؟
فهد: ايوه بعد اذنك
ميس: اتعورت ازاي ؟
فهد افتكر جميله وهيا بتخبطه واتضايق
فهد: اتخبطت هيكون ازاي يعني
ميس: طيب روحت لدكتور !
فهد: ايوه وزي ما حضرتك شايفه اخدت غرزتين فيه.

ميس ابتسمت: ما تخافش شكلك امور زي ما انت.. الخبطه في الحاجب بتكون ظريفه والشباب بقم بيعملوها موضه.. تلاقي الشاب من دول حتي لو مش مخبوط يعمل خط في حاجبه
فهد بغيظ: يعني احمد ربنا واسكت صح
ميس: يعني ما تعملش قصه
فهد: انا معملتش قصه ..انا طالع انام
ميس: صح عملت ايه في حكايه جميله و وليد وعرفت ايه عنهم ؟

فهد بصلها: كلمت شركه تحقيقات خاصه والاسمين مجرد تشابه .. دول اقل من اننا نضيع وقت في التفكير فيهم
ميس: كويس انك عملت كده .. كنت هكلم انا حد بس خلاص طالما اتأكدت
فهد: مفيش في عيلتها كلها حد باسم جميله نهائي. واخوها على اسم جده ودي نهايه القصه.

سابها وطلع بس صوره جميله الكبيره في دماغه .. ليه ملامحها محفوره قدامه ! ليه قلبه بيدق لما يفكر فيها ! ليه حاسس انه شافها قبل كده ؟ وهنا افتكر جميله الصغيره اللي متغاظ منها وافتكر اللي عملته فيه .. رقد علي سريره وتخيلها قدامه ونام وراح في النوم وتخيل نفسه بيمسكها من رقبتها يخنقها بس فجأه شدها عليه وبدال ما يخنقها فعلا باسها .. وبيحاول يوقف نفسه هو عايز يضربها، عايز يخنقها، عايز يوجعها فليه بيبوسها ؟ البوس مش هيوجعها ! ابعد يا فهد عن شفايفها .. ابعد عنها.

ايديها اتلفت حوالين رقبته وشدته اكتر لها وهو استسلم اكتر واكتر .. وغرق معاها وعقله رافض ده .. اكيد انت بتحلم .. اصحي يا فهد .. فوق
فتح عنيه فجأه واتعدل بسرعه لقي داده علية قدامه بتصحيه
علية: اصحي يا فهد .. فوق
فهد مسك دماغه من الصداع ورقد تاني: في ايه يا داده !
علية: اصحي حبيبي
فهد: عندي صداع وعايز انام
علية: سلامتك يا حبيبي بس ميس هانم عايزاك وطلبت مني اصحيك وكمان سالي بنت عمك تحت.

فهد: اووووف .. مصدع
علية: معلش قوم والبس وانا هجيبلك مسكن للصداع
لبس ونزل بالعافيه من الصداع وقعد معاهم علي السفره
سالي: ايه مفيش صباح الخير !
فهد: مفيش دماغي هتنفجر من الصداع
سالي: سلامتك يا قلبي .. طنط كانت لسه بتقولي انك اتخبطت معلش بقي
فهد بتجاهل: داده فين المسكن !

جت علية بالاقراص وهو اخدها
ميس: في اجتماع النهارده وجدك محي هيكون موجود وحتي جدك محسن هيكون اون لاين معانا من فرنسا واعمامك كمان
فهد: ما ينفعش يتأجل ؟
ميس وقفت وماشيه: لا ما ينفعش .. سالي هاتيه معاكي وما تتأخروش
سالي: اوكي اطمني
خرجت وسابتهم وهو شرب قهوته وقام رمي نفسه علي اقرب كنبه وهيا قعدت جنبه وقريبه منه
مدت ايدها علي خده وهو مغمض عنيه.

سالي: مش حالق دقنك ليه ! مش بحبها طويله
فهد بدون اهتمام: ماليش مزاج ومصدع ولا مش واخده بالك
سالي قربت قوي منه لدرجه انه حس بانفاسها علي وشه: دلوقتي المسكن يشتغل وتفوق
فتح عنيه وبصلها وبعد دماغه عنها شويه وبص لشفايفها اللي بتقدمهم له
افتكر جميله وشفايفها اللي حلم بيهم..
افتكر حلمه بكل تفاصيله .. قام وقف
فهد: يالا علشان ما نتأخرش.

اتضايقت سالي وقامت وراه وراحوا علي الشركه ..
الصبح جميله متردده تروح شغلها ولا تفضل بقي في البيت
عمتها: روحي شغلك وما تخافيش
جميله: ولو عمل حاجه ولا قال لحد ولا
قاطعتها: ولا هيعمل اي حاجه .. فهد كبرياؤه هيمنعه يتكلم .. هيقول ايه .. موظفه عنده ضربته ! ما تخافيش هو مش هيعمل حاجه ظاهريا لكن دماغه بقي هيكون فيها ايه ! الله اعلم
وليد: تحبي اروح معاكي النهارده!

جميله: مش عارفه
عماد: مش فهد كان قالك يا جميله ( اخته ) انه ممكن يوظف وليد عنده ؟
وليد: قصدك ايه ؟
جميله اخته: فعلا قالي كده
عماد: يبقي انت يا وليد تروح مع اختك وتقابله وتطلب منه شغل وبكده تكون عينك علي اختك
وليد بغيظ: انا اشتغل عنده ! بعدين انا دكتور علاج طبيعي هشتغل ايه عنده ؟
عماد: قوله عايز شغل في مستشفي كبيره وخلاص
جميله: والله فكره تحفه يا وليد ارجوك وافق.

وليد: يا بنتي لأ وبعدين انا اصلا شغال في مستشفي كبيره وغير كده ده معناه احنا بنتلزق فيه
جميله بترجي لاخوها: ارجوك يا وليد
وليد: مرواحي معناه انك خايفه وهو هيفهم ده انا ممكن اوصلك وبس
نزلوا الاتنين مع بعض ودخلوا الشركه وراحوا علي مكتبها وقعد اخوها معاها
ميس طلبت ملف من جميله فجابته و راحت علي مكتبه وشافت عبير
عبير: عايزه تدخليله ! ابلغه !

جميله: اه
عبير بالجهاز علي مكتبها: فهد بيه ! باشمهندسه جميله عايزه تدخل لحضرتك
جوه عند فهد
ميس: دخلها تلاقيها جابت الملف
فهد اتكلم في الجهاز: دخليها
جميله خبطت ودخلت بتردد.

جميله بصت لفهد قوي وشافت الجرح في حاجبه وندمت للحظه بس بعدها افتكرت رعبها فقالت يستاهل...
فهد شافها ومش عارف ليه حلمه مش رايح عن باله .. اتمني يقوم يخنقها زي ما كان المفروض يعمل في الحلم .. بتلقائيه حط ايده علي شفايفه وبدال ما يكشر ابتسم للذكري .. استغبي نفسه وفاق علي صوت ميس: هاتي الملف
جميله عطتها الملف: حضرتك عايزه حاجه تاني !

ميس: لا شكرا روحي انتي
اسر وصل الشركه ودخل عند سالي واول ما شافها اتضايق
سالي: في ايه مالك !
آسر: انتي بتتريقي علي امل علي هدومها وانتي !
سالي باستغراب: انا ايه ! لبسي ماله
آسر: غبي يا سالي مجرد انه غبي
سالي وقفت: غبي ! ازاي بقي ان شاء الله.

آسر: ضيق بطريقه مستفزه .. يعني تستفادي ايه لما بتلبسي بنطلون ضيق بالشكل ده ! يعني مش بيضايقك ولا البلوزه اللي ملهاش لازمه دي معناها ايه!
سالي: وانت مالك يا آسر اصلا .. مالكش انك تتكلم عن طريقه لبسي انا حره فاهم ولا لأ !
آسر سابها ومشي بغيظ
وميس راحت لجميله: جهزتي كل اللي طلبته منك علشان الاجتماع !
جميله: كل حاجه جاهزه
ميس: تمام يالا بينا ( لمحت وليد اخوها ) مين ده !
جميله: ده وليد اخويا.

ميس بصتله كتير هو مفيهوش شبه من وليد خالص وبتجاهل: طيب الاجتماع ولا ايه !
جميله: اه يالا ..( مشيت ميس وبتفكر في طريقه تشغله عندها وجميله بصت لاخوها ) وليد روح انت بقي علي شغلك ونتقابل في البيت
وليد: مش محتاجه مني حاجه خلاص يعني
جميله: لا خلاص روح انت انا بس كنت محتاجه دعم نفسي مش اكتر
راحت وراها علي الاجتماع وحست بالخوف اول ما دخلت وشافت محي وعلاء وخالد واسر وسالي وعلى شاشه اللاب في حد اكيد ده محسن بس فهد مش موجود يا تري اتأخر ليه !

محي: فهد فين يا ميس ؟
ميس: مش عارفه المفروض انه جاي
علاء: وهو فهد من امتي بيجي اجتماعاته في معاده !
سالي: بابي فهد علي طول منتظم
محي زعق: ميس شوفيه فين ؟
ميس بصت لجميله: روحي شوفيه في مكتبه وهاتيه بسرعه ..
جميله قامت وراحت لمكتبه تشوفه
محي: البنت دي وراكي في كل مكان ليه يا ميس ؟

ميس: انا محتاجاها
محي: مشكتيش في اسمها !
ميس: عملت سيرش كامل عنها وطلعت نظيفه اطمن من ناحيتها
محي: ابوكي مختفي ليه ! هو لسه تعبان !
ميس: فعلا تعبان ومش فايق للشغل
محي: ابقي سلميلي عليه
محسن: وبعدين هنفضل ملطوعين كده كتير لحد ما فهد باشا يشرف
خالد: زمانه علي وصول ما تقلقوش بس قبل ما يجي ناوين علي ايه معاه !
سالي: قصدكم ايه !

آسر: ايوه يا بابا تقصد ايه ؟
محي بص لخالد بعتب: قصده الشغل هيكون قصده ايه يعني ! قرارته الغلط في الشغل
آسر: حسيت ان حضرتك يا بابا بتتكلم بطريقه غريبه
خالد: لا عادي بس بسأل هنعمل ايه لو هو اصر علي اللي في دماغه
محسن: ما نسبقش الاحداث يا خالد.

جميله راحت لمكتب فهد وخبطت خبطه واحده ودخلت مكنش علي مكتبه فتحت الباب اكتر وبصت واتفاجئت بيه نايم علي الكنبه وايده علي دماغه .. دخلت وبصتله كتير ولاحظت ان تحت عينه بدأ يزرق من الخبطه واستغبت نفسها بس قالت برضه يستاهل هو اللي غبي
مدت ايدها بفضول لمست جرحه واخدت بالها انه واخد غرزتين تقريبا فابتسمت مشت ايدها علي خده وعجبها اكتر بدقنه
هزت ايده علشان تصحيه وصحي فعلا بصلها: عايزه ايه !

جميله: الاجتماع
فهد اتعدل بسرعه ووقف وده كان غلط جدا ويدوب هيتحرك الدنيا كلها اسودت قدامه وكان هيقع في الارض بس جميله مسكته وهو اتعلق فيها وطي جامد وقعد مكانه تاني وهيا قعدت جنبه ماسكه ايديه اللي متعلقه فيها
جميله: انت اكيد دايخ ما ينفعش تقوم مره واحده كده
فهد ما ردش عليها وفضل شويه موطي دماغه لحد ما اخيرا قدر يرفعها: وده بسبب مين هاه !
جميله بصتله: بسبب غباء حضرتك طبعا .. لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد في الاتجاه اول قوانين نيوتن ولا نسيتها !
فهد: بت انتي .. انا مش ناقصك.

حاول يقوم بس الدنيا فعلا بتلف بيه مدت ايدها تساعده وهو اتردد شويه بس مسك ايدها ووقف معاها وفضل ماسك ايدها لحظات
فهد: ايوه الدنيا وقفت اهو .. يالا
جميله: انت تعبان الغي الاجتماع
فهد: الناس دي ما بتقتنعش بالتعب والكلام الفاضي ده
جميله: بس انت فعلا تعبان
فهد: البركه فيكي
جميله: محدش قالك تعمل اللي عملته
فهد: والله لولا اني فعلا مش فايقلك كنت هتصرف معاكي تصرف تاني خالص بس حظك اني فعلا تعبان.

خرج وهيا وراه ونوعا ما خايفه عليه يقع وهو ماشي لانه مش مظبوط ابدا
جه يدخل الاجتماع بس وقف قدام الباب وشيء خلاه يبص لجميله وراه
جميله: ادخل بس لعلمك اللي ميس هانم طلباه مني مش في صالح مشروعك ابدا
فهد ابتسم: عارف .. اعملي المطلوب منك.

جميله دخلت وراه وحست انه زي ابوه بيحارب في صف لوحده ومحدش معاه وحتي اللي المفروض انها امه ضده
محي بصله: سيادتك متخانق مع مين فتح دماغك كده ؟
فهد خطف نظره لجميله اللي باصه للارض وندمت انها خبطته لانه المفروض يكون في الاجتماع ده قوي علشان يعرف يقف في وشهم
فهد: انا ما بتخانقش مع حد
علاء ضحك: اوعي تكون واحده فتحت دماغك !

ميس: اعتقد ده انت مش فهد يا علاء
علاء سكت: خلاص سكت المهم خلونا في المهم
محسن: انا اتفقت مع كذا بلد اننا نكون المورد الوحيد للاجهزه في الشرق الاوسط
محي: تمام وايه المطلوب ؟
محسن: راس مال كبير جدا لخطوه زي دي هنحتاج اي سيوله ممكنه
محي: يعني احنا حاليا نتحمل خساره عشرين مليون والله اعلم قد ايه كمان !

محسن: ولا حتي مليون واحد ده احنا كمان هنقترض من البنك
محي بص لميس: عندك ايه يا ميس !
ميس بصت لجميله: جميله الملف فين !
جميله عطتها الملف
جميله: اتفضلي حضرتك
ميس: قدمي للكل ملخص سريع عن اللي فيه.

جميله بصت لفهد اللي حاطط دماغه بين ايديه وباين عليه التعب ووبدئت تتكلم: الاول اتبعتت طلبيه من الاجهزه يوصل تمنها في حدود العشره مليون للشركه الجديده والشركه استلمتها وبدأت توزيعها وعلشان تقدر تمشي الشغل استلمت سلفه ب عشره مليون تانين علشان تقدر تدفع الديون المتراكمه عليها وتدفع رواتب الموظفين وياريت ده كله للاسف هتحتاج ما يقارب الخمسه مليون كمان علشان تقدر تبدأ تقف علي رجليها.

سالي: كل الملايين دي يا فهد .. ولسه عايزه تاني .. امال هتكسب امتي
آسر: مش قبل ٦ اشهر لسنه علشان تقدر تاخد من وراها مكسب قبل كده مستحيل انت تعتبر بتأسس شركه جديده .. هتكسب اه لكن محتاجه وقت
محسن: وقت احنا ما نملكوش اصلا
محي: سيادتك ساكت ليه يا فهد بيه؟

فهد رفع دماغه وشكله يغني عن اي سؤال وجميله استغربت ازاي مش شايفينه تعبان كده
فهد: انا عارف كل الكلام ده ! عارف دفعت فيها ايه وعارف محتاجه قد ايه تاني وعارف امتي المفروض اتوقع دخل منها ..
محي: وبعدين عملت ايه بمعرفتك دي !
فهد:انا مش فاهم حضرتك معترض علي ايه !
محي هيتكلم: احنا محتاجين.

قاطعه فهد واتكلم بصرامه: ما تقوليش سيوله وما تقنعنيش ان العشرين مليون دول هيأثروا في مشروع بالضخامه دي .. احنا هنعمل شراكه مع معظم دول الشرق الاوسط وبتتكلم عن مشروع تكلفته لا تقل عن عشرين مليار فمش هيفرق معاك شويه الفكه اللي بتتلكم فيها الا اذا كان كل اللي مضايقك ان صاحب الشركه كان صديق مقرب لابويا وليد نصّار ! ولا هو ده فعلا اللي مضايقكم !

محي وقف: وليد غرق الشركه دي في يوم من الايام واستغلها في التهريب وخلي سمعتنا في الارض واحنا بنعالج اللي حصل بقالنا عشرين سنه فما تجيش سيادتك تاخدك العاطفه وتخرب اللي عملناه والا
وقف فهد قصاده وكان هيقع وجميله لاحظت ده بس سند علي الترابيزه وداري تعبه عن الكل الا هي
فهد: الا ايه ! عايز اعرف حضرتك بتهددني بايه !

خالد تدخل: اقعد يا فهد .. مش كده الكلام
علاء: بابا اقعد واهدي احنا بنتفاهم
ميس: مش عايزين ننسي كلنا اننا هنا مصلحتنا واحده ..
محسن: واحده ازاي يا ميس وابنك واقف ضد الكل وبيصمم رأيه علي حاجات غريبه
آسر: يا جماعه المشروع ده مش وحش هو بس توقيته غلط
سالي: يبقي نأجله.

جميله: لو اتأجل الشركه هتعلن افلاسها وهتنتهي لو فهد بيه مكنش اتدخل كانت الشركه انتهت
سالي: ما تنتهي وهيا تفرق معانا في ايه !
علاء: تفرق مع فهد وهو رافض يقول اسبابه
ميس: الكلام الكتير ده مالوش لازمه عايزين نقرر هنعمل ايه !

محي: المشروع ده هيقف وحالا وآسر تروح تسحب اي فلوس تقدر تسحبها وتنقذ ما يمكن انقاذه ونقفل بقي القصه دي وحضرتك يا فهد باشا قبل ما توعد حد تاخد ارآءنا كلنا وبلاش القرارت الفرديه او العاطفيه
فهد بص لمحي كتير واتكلم بمنتهي الهدوء: المشروع هيكمل زي ما انا قلت وانت يا آسر مش هتسحب اي شيء من الشركه وده اخر الكلام ومش هنتكلم تاني عن الموضوع ده .. اما بقي بالنسبه للشركه العالميه لو فعلا هتتأثر بالعشرين مليون دول يبقي نوقف كل الفلوس اللي بتخرج ملهاش لازمه.

محي: فلوس ايه اللي ملهاش لازمه
فهد: كلكم عارفين فلوس ايه فبلاش نفتح في مواضيع زي دي
محسن: لا نفتح طبعا تقصد ايه !

فهد: اقصد الملايين اللي بيسحبها عمي المبجل علاء بيه ارضاءا لفتياته ولهداياه ولنزواته ولا الفلوس اللي حضرتك يا عمي محسن بتشتري بها اسهم في شركات عندك بره او الاراضي اللي عمي خالد بيشتريها هنا .. كل واحد هنا بيسحب ملايين من الشركه وبيصرفها علي حياته الخاصه ومحدش بيحاسبه فمش من حق حد فيكم يقولي في شركتي اعمل فيها ايه وما اعملش فيها ايه !
محي: شركتك !

فهد وقف: الشركه كانت لجدي محمود نصّار اللي استلمها غرقانه في الديون ووقفها علي رجليها في الوقت اللي انتو هربتوا فيه وبعد كده ورثها لابنه وليد اللي ورثها ليا وعلشان كده معظم الاسهم في الشركه باسمي ومش علشان ميس هانم قبلت انها توزع الباقي بالتساوي بينكم ده ينسيكم انها اصلا بتاعتي واحمدوا ربنا اني سايبكم فيها بمزاجي ودلوقتي خلص الاجتماع بعد اذنكم.

خرج فهد وسابهم كلهم في حاله صدمه من كلامه اللي سبق وسمعوه من ابوه قبل ما يقرروا يخلصوا منه ... حسوه انهم قدام وليد مش ابنه ابدا لان الاسد اللي كان واقف في وشهم دلوقتي اسد وليد نصّار مش مجرد فهد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة