رواية جمالك نوع ثاني للكاتبة سدرة أمونة الفصل الثالث
ايمن بتاكيد: اي انتي
منار باستغراب: وليش عم تدور عليها
ايمن بحزن: مشان نفذ العهد
جميلة: عهد؟
ايمن: اي عهد قتعتو ع نفسي قدام رب العالمين و خليل الله يرحمو
منار بترقب: ايه عهد؟
ايمن: تعرفت عليه بالجامعة وصرنا رفقة من روح للروح، بعد ما تخرجنا من كلية الرياضيات سافرت انا و نقطعت اخبارنا عن بعض، بعد عشر سنين، تزوجت و اجا يحيى و منار رجعت ع سوريا، بالصدفة التيقت معو بمطعم كان يتشغل محاسب قعدنا و صرنا نحكي لبعض شو صار ب عشر سنين يلي مضو عرفت تزوج و عندو بنت اسمها جميلة. ومن حديث لحديث
Flash baak
خليل بحزن: والله خايف ع هالبنت يا ايمن
ايمن بترقب: ليش شبها؟
خليل: من كم شهر مرضت و رحت لعند الدكتور طلب مني تحاليل و طلع بهالتحاليل معي سرطان بالعظم
ايمن بصدمة: شووو عم تقول
خليل: اي معي سرطان، وانا هلئ ع فراش الموت
ايمن: لك انت شو عم تحكي
خليل: اي والله يا ايمن، لك انا ما خايف من الموت هاد كاس بدي اشربو هلئ او بعدين بس يلي كاسر ظهري بنتي، بنتي يلي لسه عمرها ثلاثة سنين بس، بدها حدا يرعاها، امها وحيدة و انا متل ما بتعرف عندي بس اخ وما بعرف عنو شي.
ايمن بحزن: لا حول ولا قوة الا بالله
خليل: و بالي مشغول عليها و قلبي ما رح يطمن الا امن عليها قبل ما موت
ايمن وضع يدهُ ع يدهِ كدعم: خليل انت اخي و صديقي و عهد امام الله و امامك جيب بنتك و مرتك يعيشو عندي و مرتك اختي بعهد الله و بنتك بنتي و ما بينقص عليهن شي
خليل بصوت مهزوز: الله يعطيك ع قد نيتك
baak.
ايمن: اي و بعدها مات خليل و انا صارت مشكلة بشركات برا و سافرت ضليت برا شي سنتين و وقت رجعت و رحت ع البيت يلي كنتو قاعدين فيه، سئلت عنكن قالولي نقلتو ع غير بيت و ما حدا بيعرف وينكن و من وقتها ل هلئ وانا عم دور
منار: وانا بعرف جميلة من 4 سنين
ايمن بابتسامة: و اجا الوقت يلي نلتقى فيه و اوفي بعهدي
منار بفرحة: يعني رح تجي جميلة و تقعد هون معنا
ايمن نظر الى جميلة: اي
جميلة بتردد: بس انا مافيني.
ايمن بترقب: ليش؟
منار: ليش مافينك انتي و امك بتجو و بتقعدو
جميلة بتوتر: يا عمو انت طلبك ع عيني و راسي بس امي مارح توافق
ايمن: ليش؟
جميلة: امي ما بتحب نكون عال ع حدا
ايمن: بس انا بدي اوفي بعهدي ل ابوكي
جميلة: القرار عند امي انا مافيني قول ل اي و ل لأ
ايمن بابتسامة: وانا رح زوركن و احكي مع امك
منار: قومو نروح هلئ ونحكي معها
جميلة بمرح: عم تكعريني؟!
منار بسرعة: لا لا بس من فرحي مشان تجي و تبقي معي ع طول مو بس ساعات
ايمن بابتسامة: خلص منشرب القهوة و منروح
جميلة: تمام
سوزي: حبيبي
يحيى: نعم؟
سوزي بترقب: بدك تتزوج بعد حسناء الله يرحمها
نظر اليها ببرود: لسه ما صرلها الا مبارح ميتة و ما فكرة بالموضوع
سوزي: يعني بدك تضل هيك؟ ارمل
يحيى: شي اكيد لا، بدي اتزوج بس بعد فترة
سوزي بخبث: ورح تخلي ابوك يزوجك ع كيفو؟
يحيى: لأ انا بدي اتزوج ع كيفي.
سوزي عدلت جلستها بابتسامة
سوزي بقلبها: ورح حقق حلمي، و صير اول سيدة المجتمع، و احضر حفلات الطبقة المخملي، بس لازم تفكير و تخطيط
وصلت سيارة ايمن إلى حي شعبي مليئ بالياسمين و اشجار الليمون و الورود نزل من السيارة و اصبح ينظر إلى جدرانها القديمة حجارها الذي تتحدث عن تاريخها كانت رائحة الياسمين كفيلة ان ترد له الروح.
ايمن استنشق كمية كبيرة من الهواء المعطر: ياللله ما اطيب ريحة ياسمين الشام بتعرفو انا ربيت هون
منار: هون!
ايمن بتأكيد: اي هون بهيك حارات كان بيت جدي ربيت عندن
جميلة اقتربت من الباب و فتحتهُ: تفضلو
دلفو إلى داخل المنزل العربي الدمشقي
جميلة: ماما ماما جاي معي ضيوف
اتت والدتها و رحبت ب منار و ايمن
جميلة: عمو ايمن ابوها ل منار
ام جميلة بابتسامة: يا اهلا وسهلا تفضلو.
و دلفو إلى غرفة الجلوس الذي يوجد بهِ كنبايات تصميمها القديم
جلساه و اصبح ايمن يتئمل الغرفة بشوق لقد اشتاق إلى هذا الديكور البسيط الذي يدل ع بساططتهم
ام جميلة: اهلا وسهلا
ايمن بابتسامة: الله يسلمك، من ايمت انتو هون؟
ام جميلة: يعني من 17 سنة
منار بترقب: بالبيت؟
ام جميلة: اي
جميلة بابتسامة: ماما، طلع عمو رفيقو ل بابا الله يرحمو
ام جميلة بذهول: عنجد؟
ايمن بتاكيد: اي.
ام جميلة: اه ليكون انت ايمن يلي كان يحكيلي عليك
ايمن: شو كان يحكي؟
ام جميلة: والله كل خير كان يقلي فعلاً صديق بنكهة اخ و كان يعزك الله يرحمو
ايمن: الله يرحمو
جميلة نهضت: منار تعي معي
ذهبا إلى المطبخ ل احضار القهوة
ايمن بهدوء: انا شفت خليل قبل ما يموت ب شهرين
ام جميلة بحزن: الله يرحمو
ايمن: امين، حكالي عنك و عن جميلة، كان مشغول بالو كيف بدكن تعيشو بعد ما يموت.
ام جميلة: لك اخخخ الله بيعلم شو قضيت ل صارت صبية
ايمن: و انا جاي لحتى قلك ع وصيتو
ام جميلة باستغراب: و صيتو؟
ايمن: اي هي مو وصية هو عهد قتعتو ع نفسي قدامو و قدام رب العالمين
ام جميلة: عهد؟ عهد شو؟
ايمن سرد لها الحكاية كاملة: واليوم عثرت ع جميلة و عرفت بنتو، و بتمنى تجو معنا
ام جميلة: بصراحة يا اخي و ما رح للف و دور انا مافيني روح معك
ايمن: ليش؟
ام جميلة: انت مقامك ع عيني و راسي، بس ما بحب كون عال انا و بنتي ع حدا
ايمن: بس انا برضاية عم بقلكن
ام جميلة: بعرف، بس مع كل هالشي ما فيني، منروح و منجي عند بعض بس سكنة عذرني
ايمن بتفهم: خلص متل ما بدك
اتت جميلة و منار و بيدهم القهوة
في المساء
اتى يحيى إلى القصر شاهد و الدهُ جالس و يحتسئ العصير
يحيى: مسالخير
ايمن: مسالنور، وين كنت؟
يحيى ببرود: كنت عند رفيقي
ايمن بغضب مكتوم: رفيقك! ماشي
يحيى: تصبح ع خير.
صعد يحيى إلى غرفته
ايمن بقلبه: والله هالمراة رفضت تجي معنا مشان كرامتها، بس انا لازم جيبن (اتى إلى باله فكرة) والله مافي غير هيك لجيبن
جميلة جلست بجانبها: ماما
ام جميلة وهي تحيك القماش: شو؟
جميلة بهدوء: عمو ايمن قلك مشان نروح ع القصر نسكن هنيك؟
ام جميلة توقفت عن الحياكه نظرت اليها: اي، بس ما وافقت
جميلة بضيق: ليش؟ شو عاجبك عيشتنا هيك.
ام جميلة بهدوء: يا جميلة انتي بتعرفي كرامتي فوق كلشي انا ما فيني روح بحس بالاهانة، هني اكيد ما رح يهنونة بس بضل عندي شعور انو كرامتي صارت بالارض اذا رحنا، يعني الحكي بيني و بينك الرجل ما بيقربنا، كان صديق ابوكي، ما عندي شي اتشجع و روح و راسي مرفوع اما اذا رحنا هيك رح يضل راسنا بالاراضي حتى ولو هني ما عملو شي يدل ع الاهانة
جميلة: معك حق.
ام جميلة بابتسامة: خلص منروح زيارات و بيجو لعنا مافي مشكلة بس سكنة لأ
في يوم التالي
اتت سيارته و توقفت مقابل منزل ام جميلة بعد حسم امره، رفع يدهُ و رن الجرس..