قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية جلاب الهوى للكاتبة رضوى جاويش ف26 في هويد الليل

رواية جلاب الهوى للكاتبة رضوى جاويش كاملة

رواية جلاب الهوى للكاتبة رضوى جاويش الفصل السادس والعشرون

بعنوان ( في هويد الليل )

هتفت زينب وهى تضع الاطباق امام شريف:- اعمل حسابك هسافر معاك النعمانية عشان احضر فرح دلال ونديم ..
هتف شريف مازحا:- اكيد طبعا .. دول فرحين مش فرح واحد .. النعمانية هتهيص وتغرق ف اللحمة ..
قهقت هاتفة:- ربنا يزيد الأفراح يا سيدي حد يكره !؟..
اكد وهو يتناول طعامه في شهية:- يكره مين!؟..والنعمة انا لو بأيدي لاطلع قانون و اجوز كل اتنين بيحبوا بعض ..

هتفت تشاكسه:- ده الشرطة هاتبقى ف خدمة الحب ..
هتف جاذبا إياها يجلسها على فخذه:- وماله .. حد يطول .. دي هاتبقى اخر منجهة ..
مد كفه يطعمها فتناولت اللقيمة من كفه مبتسمة له وهى تشعر انها ليست على ما يرام..
همست محاولة النهوض:- هروح اجيب باقي الاطباق ..
ما ان همت بالحركة من موضعها حتى مادت الارض بها وهمست بوهن:- ألحقني يا شريف ..

ما ان استدار متطلعا اليها حتى وجدها ممددة ارضا اندفع مذعورا نحوها يحاول إفاقتها لكنه لم يفلح .. رفعها بين ذراعيه متجها لفراشهما مددها عليه واتجه نحو قنينة عطر افرغ بعضها على كفه واتجه نحو زينب في اضطراب هامسا باسمها من جديد ..
تململت وبدأت تستفيق .. فتحت عينيها في بطء ليملس على جبينها هامسا بالقرب منها:- انتِ كويسة يا زينب !؟..
همست بوهن:- هو ايه اللي حصل !؟..

همس يضمها اليه:- محصلش حاجة .. خير .. انا هروح اجيب دكتور ..
ونهض يبدل ملابسه .. حاولت اثناءه لكنها لم تفلح ..
هبط الدرج مسرعا يبلغ امها وأمه اللتان اندفعتا للاطمئنان عليها .. لم تمر الساعة وكان الطبيب بالداخل وشريف يقف بالخارج يتأكله القلق ..
انتفض عندما انفرج الباب عن محيا الطبيب وأم زينب بالداخل تطلق الزغاريد ..
هتف متعجبا:- هو فيه ايه !؟..

ابتسم الطبيب مؤكدا:- ما هما قالوا كل حاجة اهو .. ومد كفه بوصفة الدواء مؤكدا على تناولها إياها بانتظام ..
رحل الطبيب وشريف لايزل متسمرا امام الغرفة غير قادر على تصديق ما اشار اليه ..
خرجت امه من الغرفة تربت على كتفه في سعادة مباركة تنساب دموع الفرحة على خديها، ابتسم هو متطلعا اليها لايزل يعيش صدمة الخبر، اشارت شريفة لماجدة لتخرج من الغرفة تهلل مباركة واخيرا اندفعتا معا راحلتين ..

ما ان اغلق باب الشقة خلفهما حتى بدأ يستعيد صفاء ذهنه قليلا .. تقدم بخطى وئيدة باتجاه الحجرة وتوقف على أعتابها يتطلع الى تلك الرائعة التي تتمدد على الفراش في وداعة لا يصدق انها ستصبح اما لطفله القادم ..
جلس على طرف الفراش متطلعا اليها وهو يداعب خصلات شعرها وخدها:- انتِ كويسة!؟.. طب مش محتاجة حاجة او نفسك ف حاجة !؟..

ونهض متذكرًا:- اه .. انتِ بتحبي الفراولة .. مع ان ده مش أوانها بس هقلب الدنيا واجيبهالك .. ولا تحبي حاجة تاني !؟..
هتفت تستوقفه:- شريف !؟..
تنبه وجلس من جديد متطلعا اليها:- نعم ..
همست وهى تربت على خده في حنو تشعر بحالة التيه والاضطراب التي يعيشها:- انا كويسة والله ..

وأمسكت كفه تضعها على بطنها هامسة بابتسامة:- وابننا بخير ..
ظلت كفه على بطنها وتتابعت نظراته بينها وبين كفه تلك واخيرا تسلل في بطء دافعا رأسه الى أحضانها لتضمه في قوة ليطوق خصرها بذراعيه هامسا:- بحبك قووي ..
قبلت رأسه القابعة بأحضانها وضمته اليها اكثر ..

وقفت ورد متطلعة لمرعي وهو يجذب لواحظ من ذراعها دافعا إياها تجاه خيمة القابلة وهي تأبى ليظل يدفع بها حتى وصلا لباب الخيمة .. خرجت القابلة فهمس بأذنها للحظة فتطلعت للواحظ وهزت رأسها في إيجاب لتجذب لواحظ بدورها تدخلها الخيمة دون اعتراضها هذه المرة وكأنها استسلمت لقدرها ..

تحرك طايع باصابة ذراعه جراء طعنة مرعي التي تلقاها بديلا عن دلال والذي كان يتابع المشهد بدوره متعجبا من ظهور مرعي بعد اختفاءه من يوم هجوم الشرطة على خيامهم للقبض عليه وكذا استجواب ورد عن ما أخبرت به الدكتورة دلال لإظهار براءة عفيف النعماني .. اقترب من موضع وقوف ورد هامسا:- انتِ اللي جولتيله يا ورد!؟..

هتفت ورد متعجبة:- كنت مستني مني ايه يا طايع!؟..
همس بشجن:- بس دي صاحبة عمرك !؟..
هتفت بوجع:- واني مكنتش صاحبة عمرها واجرب ليها من اهلها !؟.. ليه عِملت فيا اللي عملته!؟ .. راح چوزي وولدي بسببها ولازما تدفع التمن ..

هتف طايع:- بس مرعي هايجتلها لو عرف انها حبلى من صفوت !؟..
هتفت بلامبالاة وهى تبتعد:- هى ونصيبها عاد.. هى اللي چابته لروحها ..
خرجت القابلة من خيمتها مطأطئة الرأس ولم يكن مرعي بحاجة لإجابة سؤاله ..

كانت تلك هى الليلة الاخيرة قبل زفافهما وقد انشغلت بتحضير حالها حتى عنه .. لم يرها منذ طلبها من اخيها تقريبا وكأنها تدخر موعد لقياهما لليلة اجتماعهما الأبدية .. كان يشعر بشوق هائل لمجرد مرأها .. هى قاب قوسين اوادني من موضعه ذاك خلف مكتبه لا يفصله عنها الا حائط خراساني اصم لا يستشعر ما به من لهفة ..
تنهد في قلة حيلة ومد كفه يدير مشغل الأغاني جواره لعله يشاركه بعض من انين قلبه لبعدها وحنين روحه للقياها ..

انسابت كلمات الاغنية بسلاسة تعبر بصدق عما يجيش بصدره:-
في هويد الليل .. وناديتك ..
ما عرفت منين چيت لي ولاه
چيتك
ما اعرف غير اني لجيت روحي ..
و نچيت من همي .. وناچيتك ..
تناهى لمسامعها صوت موسيقاه فتراقص قلبها طربا وأرهفت السمع حتى تبينت كلمات الاغنية التي انسابت بين حنايا روحها كخرير من عشق مصفى .. دمعت عيناها فرحا وابتسمت في سعادة وهمست .. ان غدا ناظره لقريب ..

ما ان ظهرت خيوط الصباح الاولى حتى دبت الحركة فى اركان البيت الكبير فاليوم هو الليلة الكبيرة وفرحة النعمانية كلها بزفاف سيدها ..
ابتدأ الجميع يهل على البوابة الحديدية يقدم الخدمات وينتظر نصيبه من خيرات الذبائح التي بدأت تُسحب من الزرائب وامتدت الطبالي على امتداد ساحة البيت الكبير وخارجها لإطعام كل ذاهب وأيب ..

انتصف النهار والعمل على اشده والنساء لا تتوقف عن اطلاق الزغاريد المنتشية وبدأ الطبل يعلو من جانب المندرة معلنا ان النساء قد قررن بدأ مظاهر الفرحة .. وبدأت حلقات الرقص بالتبادل وكل عروس بغرفتها تستعد وتتزين ..

كانت ماجدة وشريفة كل منهما تحتل جانب من جانبي فراش زينب تحاول إقناعها بنوع معين من الطعام لعله يفيد طفلها القادم وهى تأبى الاصغاء لهما رغبة منها في تناول ما تستطيبه نفسها فقط ..
دخل شريف الغرفة متطلعا لامه وامها وقد ارتدي بدلته الميري في سبيله للعودة للنعمانية
وهتف بمرح:- بقولكم ايه !؟.. الاب عايز يطمن على صحة الام والجونين .. خمسة كده وهسبهالكم ومسافر وابقوا ألعبوا بيها زي ما انتوا عايزين !؟..

قهقهت كلتاهما وخرجتا من الغرفة لتغلق احداهما خلفهما الباب .. تطلع الي زينب التي نكست رأسها حزنا لا تريد مطالعته راحلا ..
جلس على طرف الفراش هامسا:- زنوبة ..
رفعت نظراتها الدامعة له ليهمس مداعباً:- انا خايف اسيبك لوحدك والنعمة .. انا حاسس اني هرجع الاجازة الجاية من اللي انا شايف امك وامي بيعملوه ألاقى العيل اللي حيلتنا بقى عشرة ..

اتسعت ابتسامتها ليقترب مقبلا جبينها هامسا:- كان نفسي تيجي معايا ونستعيد الذي مضى .. فاكرة رحلة القطر !؟..
قهقهت للذكرى مؤكدة:- اكيد فاكرة .. دي كانت اجمل سفرية ف حياتي ..
تبسم بدوره وهمس:- خلي بالك من نفسك ومن جعيدي ..
هتفت بفزع:- مين !؟..

قهقه مؤكدا:- حبيبتي ده اسم ابننا باْذن الله ..الموضة اليومين دول ف الاسماء .. يا جعيدي .. يا جعران .. اختاري بقى على بال ما انزلك اجازة ..
هتفت ضاحكة:- اختار ايه !؟.. لا انا عايزة كريم بقى .. ولو بنت ..
هتف يقاطعها مقهقها:- هاتقوم الحرب … يا اما شريفة .. يا اما ماجدة ..
قهقهت زينب متنبهة وتضرعت:- يا رب ولد..
قهقه بدوره هاتفا متضرعا لله:- اه والنبي يا رب .. ولد حقنا للدماء ..

علت ضحكاتها لينهض مستعدا للرحيل فتوقفت عن الضحك هامسة في شجن:- خلاص ماشي ..
هتف مازحا يحاول تخفيف حزنها:- ماشي ولا بيدي .. على رأي عبدالحليم ..
هتفت تذكره:- متنساش تبارك للعرسان بالنيابة عني .. كان نفسي قوي ابقى جنب دلال فيوم زي ده ..
هتف يطمئنها:- متقلقيش هبلغ عفيف ونديم يبلغوا دلال وناهد باعتذارك عن حضور الفرح لظروف الحمل .. عقبالهم ..
ما ان هم بالتحرك صوب باب الحجرة حتى عاد مسرعا لثم جبينها سريعا واندفع راحلا تتبعه نظراتها الملتاعة لبعاده ..

هلت المغارب والفرحة على اشدها حتى أُعلن وصول المأذون لتنطلق موجات متتابعة من الزغاريد تكفي لإقامة ثلاثة افراح دفعة واحدة.. ادخله عفيف ومعه نديم القاعة الجانبية بعيدا عن صخب النساء واندفع الرجال خلفه ليشهدوا مراسم عقدا القران ..
وكلت كل عروس أخيها ليتبادل كل من عفيف ونديم الأدوار ما بين ضحكات وقهقهات الرجال ليهتف مناع ما ان تم عقدا القران ليصل صوته للنساء:- الكتاب انكتب ..

اطلقت النساء المزيد من الزغاريد واندفعن باتجاه غرفة كل عروس لتهبط بها الدرج في اتجاه صحن الدار ليجتمعن مهللات في فرحة ويبدأن الرقص داخل دائرة واسعة تتبادل فيها الإدوار فيما بينهن وكذا شدوهن:-
يا عريس يا غالي .. فرحة ومكتوبالي
لتنهض الخالة وسيلة هاتفة بحماسة وخلفها النساء:-
يا عفيف يا غالي .. فرحة ومكتبوبالي..

عديت علشاني معدية .. يا ولااااه..
ولجيت رچالة مية مية.. ياولاااه ..
ومادام راح اشيلك فعنايا .. راح اكيد عزالي
لتشاركها النساء من جديد وهى تهتف:-
يا نديم يا غالي .. فرحة ومكتبوالي ..
انا قلبي حبك واختارك .. ياولااه
وهشرفك لو بيه زارك .. ياولاه ..
ومن الليلة دي هكون دارك واكيد عزالي ..

يا عريس يا غالي .. فرحة ومكتوبالي ..
لتبادرها سعدية تشدو في فرحة طاغية:-
اهو چالك اهو .. ريح بالك اهو ..
اعمليله حلة محشي .. هي هي ..
يوجع فيها ما يطلعشي.. هي هي ..
لتهتف نجية من موضع اخر:-
اطبخيله الصبح بطة .. هي هي ..
واطبخيله العصر بطة .. هي هي ..
كتري يا بت الشطة .. وأهو چالك اهو ..

ولم يكن الرجال باقل منهن حماسة وفرحة فما ان رحل المأذون حتى خرج عفيف ونديم الذي اصر على ارتداء الجلباب والعمامة للجلوس بين الرجال .. اشتد قرع الطبول و صدح المزمار ليندفع عفيف في سعادة ملقيا عباءته عن كتفيه حاملا عصاه وتوقف في وسط الدائرة التي يحيطها الرجال وبدأ في التمايل بعصاه ليهلل الرجال في نشوة:-
والبت بيضا .. بيضا بيضا
والبت بيضا وانا اعمل ايه
يا ولدي يا ولدي .. انا حبيت ..
وبنار الهوى انكويت ..

ويرتفع قرع الطبول والتزمير ليدخل مناع جاذبا خلفه فرس عفيف والتي اعتلاها بقفزة ماهرة ارتفعت لها صيحات الاستحسان من حناجر الرجال وبدأ الفرس في التمايل مع عزف المزمار فى سعادة وانتشاء لا تقل عن سعادة صاحبه ..
وكلما ارتفعت صيحات الرجال في الخارج كلما علا طبل وتصفيق النساء بالداخل وكأنها منافسة حامية الوطيس لنيل اعلى قسط من الفرحة ..

بدأ الرجال في مجاملة العريس وجذب احدهم عفيف بعد وصلة الرقص بالفرس للتحطيب بالعصا .. كانت جولة على اشدها لكن عفيف استطاع ان يفقد الخصم عصاه في لحظات .. توالى الرجال في تحديه واحد تلو الاخر .. واخيرا اندفع نديم معلنا الرغبة في النزول ..
هلل الرجال واشتدت الحماسة .. وعلى الرغم من عدم معرفة نديم بأصول فن التحطيب واللعب بالعصا الا انه ابلى بلاءً حسنا حتى اسقط عفيف عصاه متنازلا عن استكمال النزال. جاذبا اياه رابتا على ظهره في محبة ليرتفع صوت الرجال مستحسنا من جديد ..

امتدت الموائد هنا وهناك وجلس الجميع لتناول طعامه .. لم يبق فردا بالنعمانية لم ينل حاجته من خيرات تلك الليلة الميمونة .. كانت السعادة والاكتفاء هو عنوان تلك الساعات التي نشرت فيها الفرحة غلالتها على اجواء النعمانية كما لم يحدث من قبل ..
تعالت الطبول والمزامير مرة اخرى لتتعالى الزغاريد بدورها معلنة دخول العريسان لصحن الدار ليلحق كل منهما بعروسه التى صعدت برفقة الخالة وسيلة لحجرتها في انتظار زوجها لبدء حياتهما الزوجية ..

لم يستطع ان يتوقف لالتقاط انفاسه قبل ان يندفع لداخل الغرفة فالنساء بالأسفل يتطلعن لموضع وقوفه في انتظار دخوله لتصم أذنيه أصوات زغاريدهن وهو يضع كفه على مقبض الباب .. دخل بالفعل مغلقا باب الحجرة خلفه في هدوء .. جال بناظريه بارجاء الغرفة الشاحبة الضوء لتقع عيناه على محياها الناصع البياض من رأسها حتى اخمص قدميها والوضاء كقطعة سكر على سطح ابنوسي ..

دق الارض بعصاه دلالة على توتره لترتفع نظراتها اليه من خلف غلالتها التلية لتزداد ضربات قلبها وجيبا ..
هتف بصوت متحشرج:- السلام عليكم ..
ردت بصوت لم يتجاوز حلقها اضطرابا ..ترك العصا جانبا وخلع عنه عباءته وعمامته وتوجه لمجلسها ومع كل خطوة تجاهها كانت تستشعر انها تكاد تموت رهبة و رغبة .. وكان هو لا يقل عنها اضطرابا رغم ثباته الظاهري ..تتملكه رهبة المقدم على امر جلل ورغبة في وصل طال انتظاره ..

رفعت نظراتها اليه عندما توقف قبالتها .. مد يديه اليها لترفع أكفها تضعهما باحضان كفيه اللذين أطبقا على كفيها لتنهض قبالته وبدأ حديث الأكف المشتاقة للوصل منذ امد .. حديث طال ليتعاهدا على الا يفترقا ابدا ..
تطلع اليها من خلف غلالتها كمن يرى البدر من خلف السحب .. رفع عن وجهها غلالته وقلبه يعلن العصيان بين جنبات صدره معربدا في عشق طال كتمانه .. تشرب محياها كأرض شراقي غاب عنها المطر لعصور وهمس بصوت أبح:- مبروك ..

أفقدتها كالعادة بحة صوته وتفاحة ادم بحلقه اتزانها ونظراتها معلقة عليها وهمست منكسة الرأس خجلا:- الله يبارك فيك ..
مد كفه رافعا رأسها لتعاود النظر اليه ليزداد اضطرابها فتحاول الهروب مندفعة تهمس متوترة:- انا هروح أغير هدومي ..
همس باسمها في عشق:- دلال ..

كانت المرة الاولى تماما التي تسمعه ينطقه .. ما عاد هناك منطق .. فلقد اختفى بلحظة لمجرد نطقه اسمها بتلك النبرة التي كادت تدفعها للبكاء فرحة وبدأت الارض في الدوران عكس محورها .. استدارت تتطلع اليه وهمست ودمع يترقرق بمقلتيها:- اول مرة اسمعك تنطق اسمي ..

اقترب لها من جديد هامسا:- مكنش ينفع انطجه ولو بيني وبين نفسي .. مكنش حجي .. والمرة الوحيدة اللي نطجته فيها لما وجعتي بين دراعاتي وعرفت يوميها اني..
تطلعت اليه بنظرات متأرجحة على محياه تحثه ان يكمل اعترافاته الرائعة ليستطرد مجيبا دعوتها:- عرفت اني عاشج ..وانك سكنتي روحي..

شهقت دلال برقة ولازالت نظراتها معلقة به لا تقو على إرسالها بعيدا عن من أسرها للأبد ليدنو منها لتضطر لرفع هامتها اكثر حتى تصبح قادرة على النظر لتلك العيون الفحمية التي لطالما استشعرت ان خلف قناعهما الصارم ذاك كم من حنان ودفء يكفي ويفيض ليغرق قلبها وروحها الجائعة لهما حد اللامعقول ..

انحنى مقبلا جبينها ليخبرها انه يقدرها وسيرعاها دوما .. ورفع أكفها ليضع هناك بكل باطن كف قبلة غالية ليخبرها انه وضع قلبه وروحه أمانة بين يديها .. واخيرا جذبها لأحضانه ليهمس في عشق وهو يطوقها بروحه قبل ذراعيه:- واااه .. يا شج الروح ويا خل الجلب ..
همست باسمه في برقة وودت لو يضمها اليه اكثر حتى يغيبها بين أضلعه الا انها شهقت في صدمة عندما رفعها في خفة بين ذراعيه.. لم يسعها الا التعلق برقبته حتى وضعها على طرف فراشهما وانحنى متكأ على احدى ركبتيه مخرجا شيئا ما من جيب جلبابه ..

همس طالبا:- مدي رچلك ..
مد قدمها من بين طيات فستانها ليضع لها خلجالا من فضة .. انهى مهمته ورفع ناظريه اليها ليجدها مبهوتة تنظر اليه نظرات مشدوهة لا تقو على النطق واخيرا همست:- انت لسه فاكر ان كان نفسي ف خلخال !؟..
اومأ برأسه ايجابا وهمس مبتسما:- من يوميها وصيت عليه وكان على طول معايا .. وجلت لو ليا نصيب فيكِ هلبسهولك ليلة فرحنا..
ابتسمت في سعادة ليستطرد محذرا:- بس بجولك ايه !؟..
همست:- نعم !؟..
اكد ينبها هامسا:- دِه تلبسيه هنا بس .. خروچ بِه بره الاوضة .. لاااه ..

اكدت ايجابا بايماءة من رأسها وابتسامة تزين محياها العاشق ليمد كفه دافعا بترحتها التل بعيدا وجلس جوارها على طرف الفراش وفك خصلات شعرها من محبسها ليتساقط شعرها الغجري الذي يعشق خلف ظهرها وينساب حول وجهها كسعف نخلة شماء قررت مغازلة القمر .. مد كفه عابثا بالخصلات التي كادت ان تورثه الجنون ليال طوال ومد الكف الاخر محتضنا خصرها يدنو منها في شوق وهمس مغازلا:- يا بت الحچ محمود …

همست مضطربة:- هااا ..
استطرد بشوق:- انا عاشج ورب الكعبة ..
تطلعت اليه هامسة:- عفيف ..
همس وهو يضمها الي احضانه في عشق فاض:- والله راح عفيف ..
ونال ثأره من ايّام بعاد ولت بلا رجعة ..

دفع نديم باب حجرتهما لتنتفض ناهد مندفعة بعيدا مولية ظهرها للباب ما ان انفرج عن محياه ألقى التحية:- السلام عليكم ..
اجابت بحروف مرتعشة و لم يكن لديها الشجاعة لتستدير متطلعة اليه:- وعليكم السلام ..
تطلع للحجرة بنظرة خاطفة وما ان طالع صينية الطعام حتى توجه اليها في هدوء .. أزاح عنها غطائها وبدأ في تناول طعامه بأريحية شديدة..
تململت في وقفتها معتقدة انه في سبيله اليها وما ان طال انتظارها له حتى استدارت في حذّر لتتفاجأ بجلوسه لتناول طعامه متناسيا إياها ..

زفرت في غيظ وقد استدارت بشكل كامل تتطلع اليه تود لو ذهبت اليه لتريه كيف يكون غضب عروس اذا ما أهملها زوجها ليلة عرسهما مفضلا عليها رفقة الطعام لكنها تمالكت أعصابها وتحلت بأقصى درجات ضبط النفس وهى تقف موضعها لا تحرك ساكنا تراه مستمتعا بكل قضمة بشكل عجيب .. تململت وهى ترفع عن وجهها تلك الغلالة من التل والتي كان من المفترض عليه هو ان يرفعها عن محياها ..

تطلع اليها اخيرا مشيرا اليها:- تعالي هنا ..
توجهت اليه وتوقفت متخصرة جوار موضعه هامسة:- نعم !؟..
سألها في هدوء وترها:- انتِ مين اللي قالك ترفعي الترحة عن وشك .. !؟..
همت بالتحدث ليهتف مدعيا الشدة:- نزليها..

أسرعت تعيد الغلالة التل على وجهها من جديد متعجبة من افعاله وهمت بالاستدارة مبتعدة الا انه جذبها لتعاود النظر اليه امرا:-تعالي فكيلي العمة من على راسي ..
مدت كفها وبدأت في فك ادوار العمامة وما ان انتهت حتى همت بالابتعاد مجددا ليجذبها لتسقط بين ذراعيه .. شهقت في صدمة متطلعة اليه من خلف غلالتها ليهمس معاتبا في مزاح:- مضايقة ليه اني باكل !؟.. هاا!؟.. انا مبعرفش احب على معدة فاضية ..
همست تتساءل في تيه:- ايه !؟..

اكد هامسا يمعن في مشاكستها:- مبعرفش احب .. خليني بقى اظبط المشهد زي ما كان ف بالي ..
همست تسأل متعجبة معتقدة انه فقد عقله:- مشهد ايه !؟..
مد كفيه ورفع غلالة التل من على وجهها ليطالعه محياها بكل تفاصيله التي يعشق هامسا بنبرة تحمل قدر من الشوق لا يستهان به:- مش عارفة مشهد ايه !؟.. يوم ما أبقى معاكِ تحت سقف اوضة واحدة وابقى عارف انك حلالي بجد .. حلالي برضاكِ ورضى اهلك كلهم ..

تطلعت اليه بنظرات زائغة وقلب واجف غير قادرة على النطق بحرف مما دفعه ليستطرد هامسا:- انتِ عارفة حلمت كام مرة باللحظة دي..!؟ .. كام مرة فضلت عيني متشعلقة ف السقف بحلم بس انك ف حضني !؟..
سال دمعها سخينا ليمد كفه يزيله من على صفحة خديها ليهمس من جديد:- بحبك يا ناهد ..
شهقت وما عادت قادرة على مداراة سعادتها لتسقط دموعها من جديد مختلطة بابتسامة سعادة لا توصف ليهمس مشاكسا إياها:- ايه!؟.. مفيش وانا كمان بحبك يا نديم !؟..

انتفضت مبتعدة لينتفض بدوره خلفها جاذبا إياها لتواجهه ليهمس:- والله ما انا سايبك الليلة دي الا لما اسمعها .. هااا .. قولي بحبك يا نديم ..
همست متلجلجة:- بحبك .. يا.. نديم ..
هتف معترضا:- لااا .. مش سامع ..
همست من جديد بصوت اعلى قليلا:- بحبك يا نديم ..
هتف متصنعا الضيق:- لااا .. الأداء مش عاجبني .. عايز اعلي بقى وطالعة م القلب ..

هتفت تجادله:- نديم .. هنلم علينا البيت ويجولوا اتچننت ومش مصدجة انها اتچوزته!؟..
قهقه يدنو منها وجذبها بين ذراعيه حاولت ان تتملص لكنه احكم ذراعيه حولها هامسا:- هو أنت مصدقة بصحيح !؟.. والنعمة انا اللي ما مصدق..
قهقهت لتتعلق نظراته بثغرها الباسم ليدنو من مسامعها هامسا في عشق:- جننتيني يا بت النعماني .. بحبك ..
ضمها الي صدره لتتعلق به في فرحة فها هي باحضانه اخيرا وما عادت بحاجة لسترته تستمد منها أمانا ودفءً زائفا فقد اضحى هو منذ اللحظة أمنها وسترها الحقيقي..

كانت قابعة بين ذراعيه تتلمس دفء احضانه عندما همست:- عفيف ..
همس بدوره:- هااا ..
سألت في فضول:- هو لو مكنش حصل موضوع التهمة بتاعتك دي ومكنتش رجعت النعمانية كنت هتعمل ايه !؟..
همس مجيبا ببساطة:- كنت هعمل ايه يعني!؟.. مكنتش هعمل حاچة !؟..
همست في خيبة امل:- صحيح !؟..

قهقه مبعدا إياها عن احضانه قليلا واخفض ناظريه متطلعا لها هامسا:- لااه طبعا مش صحيح .. دِه انا كنت ههد الدنيا واچيب مية حچة عشان ارچعك تاني ..
همست في عشق:- وبعد ما ارجع !؟..
همس مبتسما:- كنت هخدك مطرح ما طلبت يدك واطلبها وأجول لك ان عفيف محسش انه كامل الا لما وعيلك ..
دمعت عيناها ولم تعقب ليهمس مستطردا وابتسامة واسعة مرسومة على شفتيه:- تعرفي !؟.. اول مرة وعيت لك فيها مكنتش عارف ايه اللي بيچرى .. كني اول مرة اوعى لحريم ..

انتفضت جالسة تزم ما بين حاجبيها هاتفة:- لا استني بقى .. ايه سيرة الحريم اللي جت ف النص دي !؟..
قهقه ليعتدل جالسا قبالتها هامسا وهو يتطلع اليها يشاكسها:- دلال .. انا شامم ريحة شياط .. ايه اللي بيتحرج عِندك !؟..
ادعت الغضب لكنها لم تستطع الا ان تبتسم لمزحته ليهمس وهو يدنو منها:- والله دي الحجيجة .. يوم ما وعيت لك حسّيت ان حاچة اتخطفت مني .. وااااه لما كنتِ بتعانديني… كنت ببجى عايز اكسر راسك الواعرة دي ..

شهقت ممسكة برأسها بكلتا يديها ليقهقه هامسا:- ولما كنت بشوفك مع حد غيري كان بيجى هاين عليا افرغ فيه عيارين وأخلص وأجول لحالي ايه حتة الداكتورة اللي كد الكف دي اللي تعمل فيك كل دِه !؟.
قهقهت ليستطرد في عشق:- ولما كنّا بنتعارك مكنتش ببجى عارف اعمل فيكِ ايه وخصوصي لو بكيتي .. بيبجى حالي عچب .. نفسي افش غليلي ونفسي اخدك ف حضني ومسيبكيش ..

تطلعت اليه في عشق هامسة في عدم تصديق لذاك الكم من المشاعر:- معقول بتحبني كده !؟..
همس مؤكدا:- وااه يا بت الحچ محمود .. والله راس عفيف اندارت من تحت راسك .. مبجيش عارف اذا كان رايح ولا چاي ..انتِ متعرفيش كان ايه حالي وانت چنبي فالكارتة ولاه لما كنت بمد كفي لكفك ساعة ما كنتِ بتبجيي طالعة ولا نازلة منيها .. ولاه وعيتي لحالي يوم ما وجعتي بين درعاتي والله شجيتي روحي نصين ..
واستطرد هامسا بعشق وهو يقبل اطراف جدائلها المنسابة على كتفيها:- شجلبتي حالي يا كل حالي ..

همست بحروف متلجلجة:- انا مش مصدقة يا عفيف .. انا كل ده !؟.. انا حاسة اني بحلم.. انا مش مصدقة اني معاك ..
همس مشاكسا:- انا هخليكِ تصدجي ..
وجذبها بين ذراعيه ضاما إياها هامسا:- صدجتي دلوجت !؟..
همست وقد قررت تشاكسه بالمثل:- مش قوي..

ابعدها عن احضانه وغرس كفيه بشعرها الغجري وانحنى يقبل جبينها هامسا:- طب وكِده !؟..
همست بصوت متحشرج:- يعني !؟..
تطلع لعينيها بنظرات ولهى هامسا في مزاح:- شكل الحلم مطول معاكِ وباين نومك تجيل…
ارتفعت ضحكاتها بدلال أشعره ان الارض توقفت عن الدوران فأسكت قهقهاتها بطريقته لعلها تصدق اخيرا ان الحلم اضحى حقيقة وليغرقا معا في بحور عشق بعرض السماء..

همس نديم بوهن وهو مغمض العينين كمن كان بمجاعة:- جعااان .. جعااان ..
انتفضت ناهد من نومها على همسه واخيرا هتفت ما ان وعت مزحته:- چعان ايه !؟.. ده انت جومت بالصينية كلها لوحدك امبارح !؟.. انزل اچيب لك اكل منين دلوجت !؟.. و اه لو وعت لي خالة وسيلة الساعة دي بالمطبخ .. اجولها ايه !؟..

قهقه هاتفا:- مليش فيه .. شوفيلي حاجة أكلها تصبيرة لحد الفطار.. اقولك .. روحي خبطي على اخوكِ يمكن يكون عنده جوز حمام مركونين من امبارح مش محتاجهم .. الجيران لبعضيها برضو ..
قهقهت غير قادرة على التوقف حتى سال دمعها واخيرا هتفت من بين ضحكاتها:- انت عايزني اروح لعفيف اجوله جوز حمام سلف لحسن چوزي ياكلني مطرحهم .!؟..
هتف متطلعا اليها في عشق:- قوليها تاني.. تساءلت في تعجب:- ايه هى دي !؟..چوز الحمام !؟ .. انت مش طايل تاكلهم عايزني اصبرك ولا ايه !؟ ..

قهقه وهمس عابثا:- اه صبريني لحد ما الفطار يجي .. قولي كِده تاني .. جوزي ..
نكست رأسها في حياء:- چوزي ..
لينتفض هاتفا في تهليل:- والنعمة احلى جوز ف الدنيا .. بلاها جوز الحمام ..
انتفضت تخرسه واضعة كفها على فمه هامسة:- شكل فضيحتنا هتبجى على يدك ..

تطلع اليها مقبلا كفها الموضوع على فمه مادا كفه ليزيحه ليعيد تقبيله من جديد هامسا في مجون:- هى الفضايح حلوة كده !؟..
وما ان هم بتقبيل الكف الاخرى حتى تعالت الزغاريد القادمة من صحن الدار لينتفضا موضعهما .. لحظة مرت ليسمعا بعدها طرقا بالباب وهتاف الخالة وسيلة من خلفه:- الفَطور يا عرسان .. صبحية مباركة..

انتفض نديم مبتعدا تجاه الباب ليحضر الصينية لتزمجر هامسة في عتاب:- نديم ..
همس يذكرها عاتبا في مزاح:- وبعدين .. انا قلت ايه !؟..فين الدرس الاول !؟..
وربت على معدته الجوعى لتقهقه هاتفة:- مبتعرفش تحب على معدة فاضية ..

جلس ارضا هاتفا بها:-شاطرة مراتي حبيبتي.. اجرى بقى هاتي الصينية .. عشان نعرف نقول احلى كلام ..
قهقهت من جديد وهى تحضر صينية افطارهما لتضعها امام زوجها ليبدأ في تناولها بشهية كبيرة أورثتها ضحكات متتابعة تسربلها السعادة وهى تتطلع اليه في عشق …

طرقت الخالة وسيلة بابهما هاتفة:- الفَطور يا عرسان .. صباحية مباركة ..
استيقظت دلال على هتاف الخالة وسيلة فتطلعت حولها في تيه لتقع عيناها على محيا عفيف الناعس جوارها .. اخذت تتطلع اليه في عشق تجول بناظريها على تفاصيل وجهه المستكينة في وداعة والتي أورثته مظهرا بريئا يتنافي كليا مع طبيعته الصلبة .. لكن هذا هو عفيف كما عهدته وكما اعتادته وكما عشقته يحمل كم من متناقضات قلما اجتمعت بشخص واحد.. ابتسمت في سعادة وبدأت في مشاكسته تمسك بأطراف خصلاتها تملس بها على وجهه .. تململ قليلا لكنه لم يستيقظ لتعاود الكرة من جديد .. ليرفرف بأهدابه في تشوش لكن ما ان وقعت ناظريه عليها حتى ابتسم في وداعة وجذبها بين ذراعيه ..

همت بالهتاف باسمه الا انه اسكتها امرا:- هششش ..
ابتسمت مستسلمة ليضمها اليه اكثر هامسا:-خلينى اصدج اللي انا واعيله ده ..اشمعنى انت مكنتيش مصدجة عشية وانا عِملت الواچب ..
علت ضحكاتها لترفع رأسها مقبلة ذقنه هامسة:- انا قلبي عليك .. خالة وسيلة لسه جايبة الفطار واكيد انت جعان ..وانا كمان جعت ..
ابتعد عنها مرغما وهمس:- امري لله ..

فتح باب الغرفة وتناول الصينية وعاد بها للداخل من جديد .. وضعها ارضا وعاد اليها جاذبا إياها لتجلس جواره ومد كفه اليها بأول لقمة يضعها بفمها هامسا:- بالهنا والشفا ..
تطلعت اليه في محبة واستشعرت حنان ما كانت تعتقد انه موجود من الاساس ..

انهى تناوله طعامه وهى شاردة فيه لا قبل لها لترفع ناظريها بعيدا عن محياه غير قادرة على التعبير عما تستشعره تجاهه .. فلم تكن تتوقع يوما ان تعيش قصة عشق كما تمنت .. لكن هاهى تجلس قبالة ذاك الرجل الذي ظنت يوم ان هل عليها مهددا انها واهمة وان قصص العشق لا تروى الا في الحكايا والأشعار ..
انتفضت مستفيقة عندما مال عليها واضعا رأسه على فخذها رافعا ناظريه متطلعا اليها متسائلا:- مكلتيش ليه !؟..

همست بعشق:- شبعت لما بصيت لك ..
همس يشاكسها:- هو انا اسد النفس جوي كِده!؟..
اتسعت ابتسامتها معاتبة:- انت .. انت متعرفش انت ايه يا عفيف !؟..
تعلقت ناظريه بعينيها هامسا في فضول:- لااه معرفش .. عرفيني ..

همست بنبرة تفضح مكنونات قلبها المتيم:- انت احلى حاجة حصلت لي ف حياني ..يوم ما خلطت عليا بابي اول مرة قلت خلاص .. روحة بلا رجعة .. فدا اخويا .. مكنتش اعرف انها فعلا روحة بلا رجعة لقلبي .. انا مشيت من النعمانية وانا سايبة قلبي بين ايديك..
تألقت نظرات عينيه وهى تستطرد هامسة:- لما كتبت الجواب ده كنت خلاص قررت انى امشى .. كان كل كلمة فيه لو بتنطق لكانت قالت لك هى قصدها خليني ومتبعدنيش عنك..

حتى لما بعدت .. مكنتش بتفارقني ابدا ..
همس متسائلا بنبرة متأثرة:- كيف يعني !؟..
ابتسمت تداعب شعره بأناملها هامسة:- كنت دايما بحلم بيك .. مكنتش لسه اعرف موضوع الحادثة بس كنت بشوفك دايما ف زنقة وانا اقعد اصرخ انادي عليك .. وأول ما عرفت رجعت ..

همس في وله:- يومها بعتيلي المرسال يجول لى انك هنا ..
ابتسمت بدورها وأومأت برأسها ايجابا:- ايوه.. الجلاب اللي بعتهوله وسط الأكل .. عارفة انك بتحبه وبيفكرك بوالدتك ..فبعته ..
همس بهيام:- وبيفكرني بيكِ ..

همست منكسة رأسها تتشابك نظراتها العاشقة بنظراته المتيمة:- عفيف يا نعماني .. انا بعشقك ..
لم يهمس بحرف بل مد كفه لما خلف عنقها جاذبا رأسها لتسقط جدائل شعرها الليلية كستار تحجبهما عن الاعين وهو يفضي لها بمكنونات قلبه المسربل بعشقها .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة