قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

في سرايا جسور
شق صوته الغاضب قلوب الجالسات رعبا
جسور غاضبا: عمتتييي
نفضت صابرة يدها بغضب من يد صفاء الممسكة بها حتي تمنعها من ضرب زوجة ابنها
صابرة بمسكنة مصطنعة: أنت جيت يا واد اخوي تعالا شوف عمتك وهي بتتهزق من مرتك
اتسعت عيني جميلة بصدمة لتهتف داخل نفسها: يا بنت الكدابة
جسور غاضبا لجميلة: على فوق
جميلة سريعا: يا جسور اسمعني...
قاطعها جسور وهن يهتف بغضب من بين اسنانه: على فوق يا جميلة.

جميلة بعند وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: مش هطلع أنا مغلطتش ولازم تسمعني زي ما هتسمعها
جسور صائحا: سهررر
سهر بخوف: ايوة يا اخوي
جسور غاضبا: خديها من قدامي يا سهر
هزت سهر رأسها سريعا واتجهت ناحية جميلة
سهر: تعالي يا جميلة
جميلة: يا سهر...
سهر مقاطعة بهمس: أحب على يدك يا جميلة، جسور في غضبه ما بيشفوش قدامه، تعالي معايا الله يرضي عليكي
اخذت سهر جميلة وصعدت لأعلي
جسور بصوت عالي للجالسات: شرفتوا.

بدأت السيدات تنسحب واحدة تلو الأخرى
ذهب جسور ناحية عمته ووقف امامها مباشرة
جسور: أنا هعاقب مرتي عشان غلطت فيكي يا عمتي
صابرة بسعادة: هو دا ولد اخوي ايوة اكدة ما تخليهاش تتفرعن عليك
جسور مكملا: وهعاقبك عشان شتمتي الست الي مهما عملت هتفضل أمي
اتسعت عيني صفاء بفرحة هل استجاب الله دعائها اخيرا لقد ظلت تتضرع طوال الليل أن يحن قلب ولدها لها مرة أخري.

صابرة غاضبة: دلوقتي بقت أمك مش دي الي حطت رأس سليم في الطين لما هربت منيه، دي*******
جسور غاضبا: اخرسي طول ما انتي في بيتي مش هسمحلك تهيني أي حد فيه فاهمة يا عمتي، ثم صاااااح بصوت عالي عزززززام
جاء الغفير مسرعا: اوامرك يا بيه
جسور: وصلت ستك صابرة لحد دارها
صابرة غاضبة: بقي اكدة يا جسور بتطردني دي آخرة تربيتي فيك
جسور ساخرا: شوفتي بقي نتيجة تربيتك.

امتقع وجه صابرة بغيظ بعد سخرية جسور اللاذعة فخرجت من السرايا بغضب
بينما ظلت صفاء تنظر لولدها بشوق كعادتها
صفاء مبتسمة: أنا متشكرة أوي يا ابني
جسور مقاطعا: جسور، مش عايز ايمع كلمة ابني تاني قولتلك ابنك مات أنا عملت اكدة عشان شكلي مش عشانك
ثم تركها وصعد لأعلي غاضبا
في غرفة جسور
سهر: انتي غلطتي يا جميلة
جميلة بذهول: أنا غلطت
سهر: ايوة أنا ما قصديش على عمتي أنا قصدي انك وقفتي وعانتدي جسور قدام الكل.

جميلة بضيق: الي حصل بقي ما هو الي مش عايز يسمعني
جسور غاضبا وهو يدخل الغرفة: اديني هسمعك اهه، اخرجي يا سهر
هزت سهر رأسها إيجابا سريعا وخرجت تهرول من الغرفة بينما اغلق جسور الباب بالمفتاح.

في شقة مختار
كان جالسا في مكتبه يراجع بعض الاوراق، عندما دق رامي الباب باحترام شديد
مختار بدهشة: هو مين الي بيخبط مستحيل يكون رامي، ادخل
دخل رامي مبتسما بمرح: صباح الفل يا حج
مختار بحذر: صباح الخير، خير عايز ايه
رامي مبتسما: ابدا بشوفك عايز حاجة ولا محتاج حاجة
مختار: خش في الموضوع يا رامي اوعي تكون فاكر أن الشويتين الي جاي تعملهم دول هيدخلوا عليا، انجز وهات من الأخر.

رامي بعتاب: أنت ليه دايما يا بابا ظنك سئ بيا
مختار غاضبا: من أعمالك مع بنت عمك الغلبانة
تنهد رامي بتعب: خلاص يا بابا هي اتجوزت وعايشة مع جوزها وبعدت عننا
مختار ساخرا: يا سلام على البراءة دا أنت يوم فرحها روحت اتهمتها في شرفها قدام جوزها
رامي بحزن: عارف أنا عملت كدة ليه، عشان بحبها أنا بقعد اقول قدامكوا أن بكرهها بس الحقيقة أنا بحبها اوي اوي
مختار بحذر: وأنا اضمن منين أنك ما بتكذبش عليا.

هز رامي كتفيه بقلة حيلة: ما اعرفش بصراحة أنا كان نفسي جسور يصدقني عشان يطلقها مش عشان يغتصبها زي ما قولتلكوا ثم اكمل غاضبا دا أنا كنت أقتله لو عمل كدة
مختار: أنت عايز ايه دلوقتي يا رامي أنا بردوا مش فاهم
رامي: كنت عايز اطمن على ماما ليكون جسور دا زعلها ولا عملها حاجة
مختار: ما تقلقش امك لسه قافلة معايا والحمد لله كويسة وبخير.

رامي مبتسما: يا رب دايما وتيجي على طول أصلها وحشتني اوي، بقولك ايه يا بابا مش كفاية شغل بقي ما تيجي نتفرج أنا وأنت على التلفزيون شوية
مختار بدهشة: تلفزيون، أنت كويس يا رامي
رامي بحزن: خلاص يا بابا أنا آسف اني عطلتك
مختار في نفسه: في ايه أنا مش فاهم حاجة هو دا حاله اتقلب ليه كدة، يا رب اهديه يا رب
هم رامي بالذهاب فاوقفه صوت مختار: طب شوفلنا فيلم حلو كدة
رامي بسعادة: هووا وهروح اعملنا عصير وفشار.

خرج رامي من المكتب سريعا متجها ناحية المطبخ
تنهد مختار براحة: ربنا يهديك يا ابني.

في سرايا جسور داخل غرفته
ازدرقت ريقها بصعوبة وهي تراه بتلك الحالة المرعبة
خلع عبائته التي يضعها فوق كتفيه ورمي عمامته بعيدا بغضب
جميلة بخوف: اااننت بتقفل الباب ليه
جسور غاضبا: انا قولت ايه قبل كدة
جميلة بخوف: قولت ايه في ايه.

جسور غاضبا: كنت بكلم نفسي دا أنا لسه قايلك امبارح افكرك [ لو مش عيزاني الغي وعدي معاكي تتعاملي باحترام صوتك ما يعلاش عليا، تسمعي كلامي وما تعمليش مشاكل ] صح ولا انا غلطان، إنما بقي سيادتك واقفالي رأس برأس كلامي في الهوا اطلعي يا جميلة ما بطلعش، عايزاهم جسور بيه عمدة البلد مش عارف يمشي كلامه على مرته.

كان جسدها ينتفض بخوف من صوت زئيره الغاضب ومع ذلك حاولت التحلي ببعض الشجاعة امامه حتي لا يظنها ضعيفة أو خائفة
جميلة ببرود مصطنع: أنا ما عملتش حاجة غلط، عمتك هي الي غلطت فيا وأنت مش عايز فرصة اشرحلك وعمال تقولي اطلعي فوق اطلعي فوق
جسور بهدوء: يعني شايفة أنك مش غلطانة
هزت رأسها إيجابا بتأكيد.

جسور بهدوء: بس أنا غلطانة وهتعتذري احسنلك تعتذري سبحان ما بيخليني امسك أعصابي عنك يا جميلة لو سهر الي عملت كدة كان زماني دفنتها فاوانا هادي أهو اعتذري
جميلة بعند: مش هعتذر أنا ما غلطتش
جسور: يبقي انتي الي جنيتي على نفسك ما تزعليش بقي من الي هعمله.

في شقة مختار
كان مختار جالسا بجوار رامي على الأريكة يشاهدان فيلم كوميدي، يضحكان باستمتاع وهما يتناولان العصير، الي أن بدأ مختار يشعر بالدوار وثقل في عينيه ورأسه
مختار بخمول: أنا عايز انام يا رامي
رامي: ليه يا بابا الفيلم لسه في اوله
مختار بخمول: مش عارف يا ابني مصدع ودماغي تقيلة اوي
رامي: الف سلامة عليك يا بابا تحب اطلبك دكتور
مختار بخمول: لاء يا ابني مالوش لزوم دخلني اوضتي ارتاح.

أسند رامي والده الي غرفة نومه وساعده ليستلقي على الفراش ودثره بالغطاء جيدا
رامي بحنان: عايز مني حاجة تاني يا بابا
مختار وهو يقاوم النوم: لا يا ابني انت هن..
وقبل أن يكمل كلمته سقط في بئر النوم
ليخلع ذلك الحمل الوديع الوجه الزائف عن وجهه وتظهر ابتسامته الخبيثة
رامي مبتسما بخبث: تصبح على خير يا بابا.

خرج رامي من الغرفة واتجه الي مكتب والده وبدأ يفتش بين محتوياته عن تلك المعلومات التي اخبره عنها زعيم تلك الشبكة.

جميلة صارخة: ابعد عنيييي
لا تعرف ماذا حدث بعد أن اخبرته انها لن تعتذر منه وجدته يتقدم منها بهدوء كالاسد الذي يستعد للانقضاض على فريسته
هتف بجمله واحدة: بينا اتفاق وانتي كسرتيه
كانت آخر جملة سمعتها منه قبل أن يبدأ في تمازيق ملابسها محاولا الاعتداء عليها.

جميلة بصراخ وبكاء: لاء يا جسور عشان خاطري ابعد عني، يا بااااباااا ابعده عني، سبني والنبي عشان خاطر ربنا، خلاص والله أنا آسفة أنا آسفة ثم بدأت تهتف بضعف سُور، سُور الحقني
انتفض سريعا وتوقفت يديه عن تمزيق ملابسها عندما سمعها تهتف بذلك الاسم، نظر لها بندم لعن نفسه في سره يكره غضبه الاعمي هذا.

نظر بها بحزن وهي تحاول تخبئة جسدها بملابسها الممزقة يحمد الله أنه ابتعد عنها في الوقت المناسب قبل أن يفعل ما لا يحمد عقباه
جسور بحزن: جميلة أنا...
جميلة مقاطعة ببكاء: أنت حيوان حيووووووان أنا غلطانة اني صدقتكك
قام جسور من مكانه واتجه ناحية دولابه واخرج تلك القلادة القديمة، ووضعها امام عينيها
اتسعت عينيها بدهشة: سلسلتي، انت جبتها منين.

جسور بشرود: بعدين يا جميلة هقولك كل حاجة لما أتأكد من حاجة الأول، ثم اكمل بندم خلاص بقي أنا آسف
جميلة بطفولة وهي تمسح دموع عينيها بطرف كمها: مش هتعمل كدة تاني
هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة: ابدا يا حبيب، قصدي يا جميلة
ّ
بعد ساعات من البحث تهاوي رامي على كرسي مكتب ابيه يزفر بضيق
رامي بضيق: وبعدين بقي فين الزفت المعلومات دي
رن هاتفه بذلك الرقم
رامي: الو
الرجل: لقيت المعلومات
رامي بضيق: لاء.

الرجل غاضبا: انت هتستعبط يعني ايه لاء
رامي بضيق: بقولك ايه ما تزعقش أنا قلبت الدنيا عليها مش هنا، يمكن مع جميلة
الرجل: هنشوف، هكلمك قريب عسان ابلغك بمهمتك الجاية
رامي: ماشي.

خرجت من المرحاض بعدما بدلت ثيابها الممزقة، فذهب ووقف امامها
جسور بحنان: لسه زعلانة
هزت رأسها نفيا بخفوت: مش زعلانة
دني برأسه وقبل جبينها بحنان
جسور برفق: عارفة يا جميلة، بحس ان ربنا عوضني بيكي عن بنتي الله يرحمها، كان نفسي أوي اشوفها وهي بتكبر اسمعها أول مرة وهي بتقولي يا بابا، زمان ربنا عوضني بيها ودلوقتي ربنا عوضني بيكي عنها، كأني مكتبولي دايما تكون سعادتي ناقصة.

جميلة: مش فاهمة يعني ايه ربنا عوضك بيها عني
جسور: هتفهمي كل حاجة في وقتها
جميلة: طب ممكن اروح لسهر عايزة اشوف زين، على فكرة زين طفل منطوي أوي يا جسور
جسور: كدة احسن زين، العمدة من بعدي لازم يبقي راجل من صغره
جميلة: أنت كدة بتقتل طفولته
جسور: انا عارف أنا بعمل ايه
جميلة بغيظ من بروده: أنا رايحة لسهر
في غرفة سهر
تسللت صفاء الي غرفة ابنتها حتي تتحدث معها بعيدا عن عيني جسور
صفاء باستسلام: أنا همشي بكرة يا سهر.

سهر سريعا: بسرعة اكدة يا اما
صفاء: جسور شكله كدة مش هيسامحني
دقت جميلة على باب الغرفة فظنتها سهر جسور
سهر بفزع: جسور
صفاء: افتحي ما تخافيش
فتحت سهر الباب فوجدت وجه جميلة المبتسم
جميلة مبتسمة: مساء الخير يا سهر، أنا جاية أرخم عليكي ينفع
سهر سريعا: ادخلي بسرعة
جميلة بدهشة: ايه دا في ايه ماما صفاء انتي هنا
صفاء: ايوة يا بنتي أنا ماشية بكرة وكنت جاية اودع سهر
جميلة بحزن: بالسرعة دي
صفاء بحزن: جسور مش هيسامحني.

جميلة بحماس: اوعدك لو حكتيلي الي حصل هخليه يسامحك
صفاء بأمل: بجد يا بنتي
جميلة بمرح: وعد جميلة
ثم عبتث بهاتفها ووضعته بجانبها
جميلة: اديني عملت الموبايل صامت يلا بقي يا ماما احكي.

صفاء بحزن: اقولكوا ايه بس، أنا نفسي مش عايزة افتكر بس كله يهون عشان خاطر جسور يسامحني، من زمان يا بنتي كان في طار بين عيليتنا وعيلة السيوفي ساعتها كان سليم في عز قوته وجبروته وكان ابويا واخواتي خايفين منه، لحد ما جه اليوم الي لقينا فيه شيخ البلد بيقولنا أن سليم عايز دية عشان يوقف الطار بس مش عايز فلوس عايز عروسة، وللأسف كنت البنت الوحيدة كان عندي ساعتها 14 سنة.

لما دخلت البيت دا كنت حاضنة عروستي القماش مش فاهمة حاجة، عمري ما انسي الابتسامة الي كانت على وشه كأن ابليس هو الي كان مبتسم، سليم كان أبعد ما يكون عن الرحمة اغتصب عيلة عندها 14 سنة كان صوت صريخي مالي القصر وأنا عمالة اقوله ارحمني يا عمو
بدأت الدموع تنساب من عيني صفاء وهي تكمل لكن الغل الي كان جوا سليم كان اقوي من انه يسمع صوتي.

كان بيعاملني زي الخدامين، مشي كل الخدامين الي في السرايا وخلاني أنا بس الي اخدم على السرايا كلها لوحدي كان بيسبني أنام في المطبخ ما كنش بياخدني معاه اوضته الا علشان يدبحني وبعد كدة يرميني برة اوضته
ما عداش سنتين وخلفت جسور كان طاير بيه من الفرحة كان بيقولي انتي خدامته مش امه.

بس الي حصل أن جسور وهو صغير كان متعلق بيا أوي ما كنش بيرضي ينام بعيد عني فسليم اضطر انه يقعدني في أوضة في السرايا عشان خاطر جسور
لسه فاكرة الجملة الي قالهالي لما شاف حب جسور ليا ساعتها قالي
( قسما بربي يا صفاء لهخلي جسور يكرهك طول حياتك هخليه يقرف حتي يبص في وشك )
لكن الي حصل بعد كدة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة