قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث عشر

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث عشر

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث عشر

فاكرين طنط صفاء كانت بتقول ايه نرجع ورا شوية عشان الناس الي بتنسي.

صفاء بحزن: اقولكوا ايه بس، أنا نفسي مش عايزة افتكر بس كله يهون عشان خاطر جسور يسامحني، من زمان يا بنتي كان في طار بين عيليتنا وعيلة السيوفي ساعتها كان سليم في عز قوته وجبروته وكان ابويا واخواتي خايفين منه، لحد ما جه اليوم الي لقينا فيه شيخ البلد بيقولنا أن سليم عايز دية عشان يوقف الطار بس مش عايز فلوس عايز عروسة، وللأسف كنت البنت الوحيدة كان عندي ساعتها 14 سنة.

لما دخلت البيت دا كنت حاضنة عروستي القماش مش فاهمة حاجة، عمري ما انسي الابتسامة الي كانت على وشه كأن ابليس هو الي كان مبتسم، سليم كان أبعد ما يكون عن الرحمة اغتصب عيلة عندها 14 سنة كان صوت صريخي مالي القصر وأنا عمالة اقوله ارحمني يا عمو
بدأت الدموع تنساب من عيني صفاء وهي تكمل لكن الغل الي كان جوا سليم كان اقوي من انه يسمع صوتي.

كان بيعاملني زي الخدامين، مشي كل الخدامين الي في السرايا وخلاني أنا بس الي اخدم على السرايا كلها لوحدي كان بيسبني أنام في المطبخ ما كنش بياخدني معاه اوضته الا علشان يدبحني وبعد كدة يرميني برة اوضته
ما عداش سنتين وخلفت جسور كان طاير بيه من الفرحة كان بيقولي انتي خدامته مش امه.

بس الي حصل أن جسور وهو صغير كان متعلق بيا أوي ما كنش بيرضي ينام بعيد عني فسليم اضطر انه يقعدني في أوضة في السرايا عشان خاطر جسور
لسه فاكرة الجملة الي قالهالي لما شاف حب جسور ليا ساعتها قالي
( قسما بربي يا صفاء لهخلي جسور يكرهك طول حياتك هخليه يقرف حتي يبص في وشك ).

اكملت صفاء بحزن عميق، حاول سليم يكره جسور فيا بشتي الطرق بس جسور وهو صغير كان حنين أوي لما كان بيلاقي سليم بيضربني كعادته كان بيجري عليا ويترمي في حضني ويفضل يعيط وعشان سليم كان بيحبه اوي كان بيسبني لما يبلاقيه بيعيط، وعدي بعدها 8 سنين وخلفتك يا سهر، وعلي عكس ما توقعت أن سليم هيغضب بس الحقيقة سليم كان فرحان بيكي يمكن أكتر من جسور.

تنهدت بألم وهي تكمل لحد ما جه اليوم إياه وجه عمك يا جميلة، عمك مهندس زراعي كان يشتغل مع سليم، طبعا لما جه المهندس سليم استقبله عندنا في السرايا ولأن ما فيش خدامين في البيت غيري عملت الشاي يا بنتي وروحت وديته
¤مختار مبتسما بود وهو يأخذ منها الشاي: متشكر يا آنسة
ردت عليه صفاء بابتسامة متوترة ثم فرت هاربة الي السرايا
مختار لسليم بود: بنتك امورة أوي ربنا يخليلهالك.

اشتعلت عيني سليم بغضب من حديثه: مالكش صالح بيها وما تتحدثش معاها واصل انت فاهم
هز مختار رأسه إيجابا بلامبلاة وانشغل بعدها في عمله ¤
صفاء مكملة بألم: لما جه الليل وسليم رجع نزل فيا ضرب، ضرب وفي الآخر طلقني وطردني طردني في الشارع
¤صفاء بابتسامة خائفة: احضرلك الوكل
سليم غاضبا: انتي ايه بينك وبين المهندس
صفاء بصدمة: مهندس مين.

سليم غاضبا وهو يجذبها من شعرها: هتكذبي عليا يا**** أنا شوفته وهو بيضحكلك عايزة تخونيني معاه فكراني كبرت وخرفت مش هسمحلك تعملي زيها مش هسمحلك
ثم بدأ يكيل لها باللكمات والركلات والصفعات وفي النهاية جذبها من شعرها الي أن وصلا الي بوابة السرايا فالقاها سليم خارجا
سليم غاضبا: انتي طالق طالق، واوعاكي اشوف وشك اهنه تاني هقتلك
جميلة مقاطعة: هي مين دي الي كان بيقولك مش هسمحلك تعملي زيها.

صفاء بحسرة: امه، الي عرفته بالصدفة أن امه هربت من ابوه بعد ما خلفت سليم وسليم كان ليه أخ تؤام كان اسمه سالم
جميلة: وسالم دا فين
صفاء: مات، قتله أخويا في حرب الدم ما بين العيلتين
سهر باكية: وبعدين يا اما
صفاء بألم: لقيت نفسي في الشارع بعد نص الليل مش عارفة أعمل ايه ولا اروح فين لو رجعت لاهلي هيرجعوني لسليم بالعافية كنت ماشية دايخة من كتر الضرب لحد ما وقعت من طولي وما حستش بنفسي غير وأنا في المستشفى.

صفاء بألم وهي تحاول فتح عينيها: آه اني فين جسور، سهر انتوا فين يا ولاد
مختار بابتسامة صغيرة: حمد لله على السلامة
انتبهت صفاء على صوته ففتحت عينيها تنظر له بتوتر: إني فين
مختار: في المستشفى
صفاء بصدمة: مستشفي وكيف جيت اهنه
مختار: أنا لقيتك بالصدفة واقعة في الطريق مضروبة فجبتك هنا
صفاء بخوف: سليم اهنه.

مختار: لاء أنا كنت مستنيكي تفوقي وهروح اقوله أنك هنا عشان ما يقلقش عليكي اكيد دلوقتي هيتجنن عليكي قلبه محروق على بنته
صفاء باكية: لالا أبوس يدك ما تخبروش اني اهنه، إني مش بنته اني مرته وهو الي عمل فيا اكدة لو شافني هيقتلني
مختار: أنا مش فاهم حاجة مراته ازاي وهيقتلك ليه، وليه اصلا عمل فيكي كدة.

كانت بحاجة لأن تخرج ذلك العبئ من على قلبها منذ أن تزوجت سليم، فبدأت تحكي وتحكي وملامح مختار تتغير ما بين ضيق وشفقة وحزن وغضب
مختار: يعني أنتي هنا بسببي، أنا بجد آسف بس انتي ازاي تستحملي الذل دا كل السنين دي
نظرت صفاء له بانكسار ولم تجب
مختار: طب تحبي ارجعك لاهلك
صفاء سريعا: لالالا أحب على يدك اهلي هيرجعوني ليه بالغصب.

تنهد مختار بقلة حيلة: وطب والعمل ما هو أنا مش هسيبك هنا كفاية أن أنا السبب في الي حصلك
مختار بعد تفكير: بقولك ايه تيجي معايا مصر
صفاء بدهشة: مصر
مختار: آه، أنا اخويا ظابط واكيد هيلاقينا حل للمشكلة وممكن تقعدي مع مراته لحد ما نشوف هنعمل ايه
صفاء بخوف: ما عرفاش.

مختار: ارجوكي افهميني انتي قدامك دلوقتي 3 حلول لاما ترجعي لسيلم تاني ويقتلك ولاما ترجعي لأهلك ويرجعوكي لسليم ويكمل ذل فيكي، لتثقي فيا وتيجي معايا
صفاء باكية: بس ولادي
مختار: هشام أخويا هيساعدك ها، هتيجي معايا ¤
خرجت صفاء من بحر ذكرياتها على يد جميلة تربت على يدها.

صفاء بابتسامة شاحبة: وعمك كان قد الثقة سا جميلة، خدني معاه ووداني عند والدك ووالدتك الله يرحمهم، ربنا يرحم مامتك لولاها ساعتها كان زماني انتحرت كان دمها خفيف وطيبة أوي انتي نسخة منها، ووالدك وقف معايا وقفة اخواتي ما وقفوهاش معايا، حاول يقنع سليم بشتي الطرق، انتي مش فكره يا جميلة انتي شبطي في باباكي واحنا رايحين لسليم واختفيتي والي لقاكي جسور وفضلتي تعيطي وتقولي عايزة سلسلتي.

قطبت جميلة حاجبيها بدهشة وبعض الصور المشوشة تضئ في عقلها ( بعدي يا بت عن حصاني )، ( اسمي جسور مش سور، لاء اسمك سور عثان انت طويل أوي )
جميلة بذهول: سُور
سهر: وبعدين يا إما عملتوا ايه
صفاء بحزن: سليم ساعتها خيارني لأول مرة في حياته أما اني افضل جنبكوا جارية هو قالها بالحرف جارية انفذ طلباتكوا وطالباتوا من غير جواز حتي، أما امشي ويعتبروني ميته.

أنا والله كنت مستعدة افضل جارية بس ابقي معاكوا بس مختار وهشام رفضوا رفض قاطع
ومن ساعتها وأنا ما اعرفش حاجة عنكوا
جميلة بصوت عالي: اظن ان انت عرفت كل حاجة دلوقتي مين الظالم ومين المظلوم
نظرا صفاء وسهر لها باستفهام تحول لصدمة عندما فتح جسور الباب، كان يقف من البداية وقد سمع كل شئ عندما تلقي تلك الرسالة من جميلة
( لو عايز تعرف الحقيقة كلها تعالي دلوقتي عند أوضة سهر من غير ما تعمل صوت ).

ظل ينظر لهم للحظات بصمت، وكما جاء غادر بمنتهي الهدوء تركهم وذهب الي غرفته
جميلة في نفسها بدهشة: هو راح فين دا بوظلي النهاية أنا قولت هيحضنها ونقعد نعيط وننف، ماشي يا جسور كدة تبوظلي النهاية
أصاب صفاء خيبة أمل من رد فعل ابنها، بينما ذهبت جميلة بخطوات غاضبة ناحية غرفته
فتحت فمها لتصرخ فيه بغضب ولكنها توقفت عندما وجدته جالس يضع وجهه بين كفيه
جميلة بخفوت: جسور
جسور بصوت معذب: اخرجي يا جميلة.

هزت رأسها نفيا جثت على ركبتيها بجانبه، توكزه في كتفه باصبعها: جسور، جسور، جسور بصلي
رفع وجهه من بين كفيه لتري تلك الدموع الحبيسة في عينيه، لتتسع عينيها بدهشة
جميلة بدهشة: جسور أنت بتبكي.

جسور بعذاب: ليه ليه عمل فيها كدة وليه عمل فيا كدة أنا ما اقدرش اكسر وصيته ما اقدرش هو وصاني قبل ما يموت إني ما اسمحهاش، انتي عارفة انا ليه قاسي اوي على سهر بسبب وصيته خايف لتغلط فاضطر أنفذ وصيته واقتلها أنا ماليش غيرها في الدنيا.

جميلة بعقلانية: بس كدة مش صح، وصية والدك دي ظالمة ليك ولوالدتك، جسور وصية الميت واجبة التنفيذ بس مش بالظلم دا أنت كدة بتعذب نفسك وبتعذب أمك الي اتحرمت منك السنين دي كلها بسبب والدك الله يرحمه ويغفرله، كفاية الي كان هو بيعمله فيها وكانت مستحملة عشانك أنت وسهر، والدك اغتصب طفلة عندها 14 سنة، عاملها زي الخدامين كان بينمها على الارض وجو الصعيد على رأيك بيسفح هوا، واستحملت عشانكوا كفاية كدة يا جسور أنت محتجلها أكتر ما هي محتجالك، روحلها يلا بقي روح ما تبقاش رخم وشبه الجبنة الليستون كدا.

ضحك ضحكة صغيرة ثم جذب رأسها يضمها لصدره
جسور بامتنان: ربنا يخليكي ليا
ثم قبل جبينها وخرج من الغرفة
جميلة: ايه في ايه، قلبي بيدق جامد ليه كدة مستحيل اكون لالالا مستحيل طبعا، أنا بحب المشاهد دي أوي هروح اعيط وانف معاهم
رن هاتفها برقم عمها يطمئن عليها فبدأت بالحديث معه ثم ستذهب إليهم
في غرفة سهر
صفاء باكية: أنا همشي يا بتي خلي بالك من نفسك
عايزة تسيبي ولدك يا ام جسور
اتسعت عيني صفاء بفرحة عندما سمعت صوته.

صفاء باكية: جسور
فتحت ذراعيها فالقي بنفسه بين ذراعيه يبكي كأنه عاد طفل مرة أخري
جسور باكيا وهو يقبل يديها: اتوحشتك قوي يا اما، اتوحشتك قوي قوي
صفاء باكية: وانت كمان يا حتة من قلبي اتوحشتك قوي كنت بموت من غيركوا
جسور: بعد الشر عنيكي يا اما
احتضنت صفاء جسور وسهر وهي تردد ببكاء: اللهم لك الحمد
جسور: انتي مش هتمشي من اهنه تاني واصل انتي ست السرايا دي ما هتبعديش عنا تاني
صفاء بابتسامة واسعة: حاضر يا والدي.

خرجت من الحمام تنظر الي العصا البلاستيكية التي في يدها بصدمة
امسكت هاتفها تصرخ فيه بغضب ؛ تعالالي دلوقتي حالا
مضي بعض الوقت قبل أن يفتح باب الغرفة بضيق
رامز غاضبا: في ايه يا نهي جيباني على ملا وشي ليه
نهي بصدمة: أنا حامل.

في غرفة جسور
جميلة مبتسمة: حاضر يا عمو هقولها أن حضرتك بتسلم عليها، حاضر هخلي بالي من نفسي مع الف سلامة
اغلقت الهاتف تنظر له بابتسامة حانية
جميلة بمرح: اما اروح الحق آخر حتة في المشهد
في غرفة سهر
سهر بخبث: والله فيها الخير جميلة هي السبب في الضحكة دي
صفاء بحنان: جسور يا ابني ممكن اسألك سؤال وترد عليا بصراحة
جسور مبتسما: طبعا يا أمي
صفاء: أنت اتجوزت جميلة ليه
جسور بارتباك: هااا.

ماذا سيقول يحبها لالا لن تسمح له كرامته بقولها وهو يعرف أنها لا تحبه، يحاول التعايش مع انها ضيفة فقط بضعة أيام ويتركها
صفاء: جسور اوعي تكون اتجوزتها عشان تنتقمي مني أنا وعمها
ويالها من إجابة نموذجية جاهزة
جسور بتأكيد: ايوة أنا اتجوزتها عشان انتقم من عمها فيها
وضعت يدها على فمها تمنع تلك الشهقة الفزعة من الخروج كادت أن تدخل الغرفة عندما سمعته يهتف بتلك الكلمات السامة
عادت ادارجها الي غرفتها مرة أخري.

صفاء بخبث وهي تمسكه من اذنه كالطفل: بتضحك عليا يا ابن بطني دا أنا امك وأكتر واحدة عرفاك
جسور بالم: يا حجة ودني
صفاء: اعترف
جسور مبتسما: بحبها والله العظيم بحبها
صفاء مبتسمة: ايوة كدة ناس ما تجيش غير بالعين الحمرا، يلا روح هات مراتك عشان ننزل نتعشي كلنا سوا
جسور مبتسما: حاضر يا ست الكل
تركهم وذهب الي غرفته فوجدها واقفة تنظر من نافذة غرفتهم
اقترب منها الي أن أصبح خلفها مباشرة
جسور بهدوء: جميلة.

التفت له وبدون سابق إنذار صفعته بقوة على وجهه
( الله يرحمك يا جميلة ).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة