قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث

رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث

جميلة بدهشة: شهيد
ماهر: ايوة يا جميلة باباكي ما متش في حادثة باباكي اتقتل
جميلة بصدمة: أنت بتقول ايه يا عمو بابا اتقتل ليه ومين الي قتله.

ماهر: أنا وباباكي كنا شغالين في قضية، شبكة كبيرة تبع المافيا بتاجر في كل حاجة مخدرات سلاح بودرة كل حاجة بالرغم من أن نشطها بدأ قريب من حوالي 3 سنين، باباكي كان معاه معلومات ما فيش حد غيره يعرفها حتي أنا، جتله رسايل تهديد كتير عشان يسيب القضية ولكنه رفض فكان لازم يخلصوا منه
جميلة باكية: ليه يا بابا، كنت سبت القضية كنت سبتهم في حالهم، أهم خدوك مني.

هشام بصدمة: انتي يا جميلة الي بتقولي كدة باباكي ضحي بنفسه عشان خاطر بلده
جميلة بسخرية من بين دموعها: ضحى بنفسه ومات وماتت معاه المعلومات والشبكة زي ما هي وأنا الوحيدة الي خسرت أبويا وأمي، وكنت هخسر شرفي بسبب رامي
ماهر: جميلة أوعدك أني مش هسيب حق والدك والشبكة دي هنقبض عليها، بس المشكلة المعلومات الي معاه لو بس الاقيها
جميلة: أنا عايزة أروح.

ماهر بحدة: عايزة ترجعي لرامي تاني المرة دي ربنا ستر مين عارف المرة الجاية ممكن يعمل فيكي ايه
جميلة بقلق: والعمل يا عمو
ماهر بعد تفكير: تسافري
جميلة: اسافر، فين، لالالا أنا مش عايزة اسافر
ماهر: فترة مؤقتة يا جميلة، لازم تبعدي عن الأنظار
جميلة: أنظار مين وليه.

ماهر بحذر: بصي يا جميلة، شبكة المافيا عارفة أن ابوكي الله يرحمه معاه جزء كبير من Data بتاعتهم، وبما أنه مات وهما مالقوش ال Data دي، فالعيون كلها هتبقي عليكي انتي، واحتمال وراد جدا انهم يخطفوكي عشان يوصلوا للمعلومات دي
جميلة سريعا: ايوة، بس أنا ما اعرفش المعلومات دي فين
ماهر: هما ما يعرفوش انك ما تعرفيش مكان المعلومات، عشان كدة لازم تبعدي عن الانظار.

مش لازم حد يعرف مكانك خالص ولا حتي عمك لأنهم اكيد مراقبين عمك
جميلة بخوف: بس أنا ما عرفش مكان استخبي فيه منهم
ماهر: ما تقلقيش أنا محضرلك مكان امان تروحي فيه
جميلة: فين يا عمو
ماهر: قرية، ، عمدة القرية دي تلميذ والدك
جميلة: مش فاهمة ازاي يعني
ماهر: العقيد جسور السيوفي، عقيد سابق استقال من 3 سنين بعد ما مراتوا وبنتوا ماتوا
كان تلميذ والدك، ووالدك كان بيعزه اوي
جميلة: طب أنا هروح عنده أعمل ايه، اقوله احمني.

ماهر بفخر: بصي يا جميلة طالما انتي دخلتي أرض جسور السيوفي انتي تلقائيا بقيتي في حمايته، جسور ممكن يضحي بحياته عشان خاطر اهل قريته هو شديد أوي، بس طيب، اما هتعملي ايه انتي هتروحي تشتغلي في الوحدة الصحية في القرية هناك
شردت عينيها بقلق من المستقبل المجهول
ماهر: مالك سرحتي في ايه.

جميلة بدموع: خايفة حياتي اتغيرت من بين يوم وليلة خسرت كل حاجة أمي وأبويا حتي ضحكتي خسرتها، احساسي بالأمان راح، حاسة إني عريانة وسط الناس
ماهر بحزن: ما تقوليش كدة يا بنتي، هو أنا روحت فين دا أنا وابوكي أصحاب من اكتر من عشرين سنة دي انتي كبرتي علي ايدي، انتي بنتي يا جميلة انتي عارفة أن مراتي الله يرحمها ما كنتش بتخلف، اكمل بحزم مصطنع وبعدين بقي هنفضل نعيط كتير علي فكرة هشام زعلان منك بجد.

جميلة باتنباه: بابا
ماهر بتأكيد: ايوة هو جالي امبارح في الحلم وقالي انه زعلان منك عشان اللي انتي عملاه في نفسك دا، وأنه هو وحشته ضحكتك ونفسه يوشوفها، ومامتك كمان زعلانة منك عشان ما بتاكليش كويس شايفة وشك اصفر ازاي
جميلة: هي ماما كمان جاتلك في الحلم
ماهر بمرح: لاء بلغت صفية مراتي ومراتي جت في الحلم قالتلي، انتي عيزاني احلم بامك عشان الاقي ابوكي بيولع فيا وفي الحلم
خرجت منها ضحكة صغيرة رغما عنها.

ماهر مبتسما: ايوة كدة يا جميلة الجميلات
جميلة بحزن: الله يرحمك يا بابا أنت وماما
ماهر: المهم بقي يا ستي، أنك تسافري في أسرع وقت، أنا كلمت جسور وشرحلته طل حاجة الراجل رحب جدا وهتبقي تحت حمايته ومجهزلك بيت هناك قريب من الوحدة الصحية
واهو بردوا تغيري جو عشان نفسيتك
جميلة: الي تشوفه يا عمو، بس أنا مش معايا هدوم ولا اي حاجة عشان اسافر بيها
ماهر: ما تشليش هم، أنا هجبلك كل حاجة.

المهم دلوقتي ان ابعدك عن هنا في أسرع وقت
لحد ما نلاقي المعلومات الي هشام مخبيها
هزت رأسها إيجابا، فقام ماهر وخرج من الغرفة
استووووووووب
( ماهر نور الدين صديق هشام المقرب لواء شرطة، في السادسة والخمسون من عمره، يحب جميلة كثيرا ويعتبرها كابنته )
أعد ماهر كل شئ احضر لها حقيبة بها بعض الملابس وبعض الطعام واعطاها بعض النقود
ماهر: جاهزة يا جميلة
جميلة: ايوة يا عمو، بس ممكن اطلب من حضرتك طلب
ماهر: طبعا يا بنتي.

جميلة: مش عايزة حد عمي مختار يعرف مكاني
ماهر: ما ينفعش اصلا يعرف مكانك مش عايزك تقلقي خالص
هز رأسه إيجابا ومدت يدها تحتضن القلادة التي اعطاها والدها لها لتشعرها ببعض الأمان
ماهر: يلا بينا الطريق طويل أوي من هنا للبلد
هزت رأسها إيجابا وخرجت في جوف الليل هي وماهر استقلا سيارة اجرة الي محطة القطار
ماهر: جميلة انتي هتركبي القطر دا وهتنزلي في...
جميلة: حاضر يا عمو.

ماهر: خلي بالك من نفسك يا بنتي، صحيح خدي الموبايل دا الخط بتاعه متشفر عشان كا حدش يعرف يحدد مكانك، لو احتجتيني في اي وقت اتصلي بيا مفهوم يا جميلة
جميلة: ، حاضر يا عمو
ماهر: في رعاية الله يا بنتي
ركبت جميلة القطار انطلق بها بعيدا.

بينما عاد ماهر الي بيته ما أن وصل حتي وجد باب المنزل يدق بلهفة، ذهب وفتح فوجد مختار عم جميلة
ماهر: مختار خير في ايه
مختار: جميلة، جميلة فين
ماهر: جميلة وايه الي هيجيب جميلة عندي
مختار غاضبا: ما تستعبطش يا ماهر أنا واثق أنها عندك جميلة يا جميلة
أزاح مختار ماهر من امام الباب ودخل يبحث عن ابنه اخيه في جميع انحاء المنزل وعندما لم يجدها ذهب الي ماهر وامسكه من تلابيب ملابسه.

مختار غاضبا: جميلة فين يا ماهر انطق
ماهر بحدة: قولتلك ما اعرفش، روح دور عليها في حتة تانية
مختار راجيا: أبوس ايدك يا ماهر، أنا من امبارح بدور طمني بس عليها مش عايز اعرف مكانها أنا عايز بس اطمن عليها
ماهر: جميلة بخير ما تقلقش
مختار بلهفة: طب هي فين
ماهر: ما ينفعش اقولك أنت ناسي انك متراقب
مختار سريعا: والله ما هقول لحد ولا حتي بيني وبين نفسي بس اعرف بس هي فين
ماهر: جميلة عند جسور السيوفي.

اتسعت عيني مختار بذعر ترك ملابسه ماهر وعاد بظهره للخلف يهز رأسه نفيا بفزع: لا لا لا مستحيل بعت جميلة لجسور، لا مش ممكن، ازاي تعمل كدة
ماهر: جسور الوحيد الي هيقدر يحميها
مختار غاضبا: جسور هيدمرها لما يعرف اني عمها
ماهر: دا الحل الوحيد يا مختار.

بعد ساعات بالقطار وصلت الي محطتها المطلوبة، وبالقليل من الاسئلة استطاعت الوصول الي المكان، اعجبت بشكل القرية ونظامها وطيبة اهلها البادية على وجوههم
جميلة لاحدي السيدات: لو سمحتي، هي الوحدة الصحية الي هنا فين
السيدة بود: انتي مين يا بتي
جميلة: أنا الدكتورة الجديدة
السيدة بترحاب: يا اهلا يا اهلا نورتي البلد يا بتي، محسوبتك عطيات تمرجية في الوحدة الصحية.

جميلة بابتسامة صغيرة: اهلا وسهلا حضرتك معلش حضرتك ممكن تعرفيني طريق الوحدة
عطيات؛ طبعا دا انا بنفسي هوديكي لحد هناك
سارت جميلة مع عطيات التي لم تكف عن الثرثرة حتي وصلوا الي مبني أبيض قديم مكونين من طابقين
عطيات: ديه بقي الوحدة الصحية
جميلة: ايه المكان دا، بقي هنا بيعالجوا المرضي دا المكان نفسه يجيب أمراض فين عمدة البلد دي، دا ايه الاهمال دا.

عطيات سريعا: سلام قولا من رب رحيم، اسكتي يا بتي الله يخليكي جسور بيه ما هيرحمناش
جميلة بضيق: جسور بتاعكوا دا علي نفسه مش عليا
دخلت جميلة الي الوحدة وانهت اجراءات استلام عملها وذهبت الي قسم الأطفال لتباشر عملها.

في سرايا جسور
كان جالسا في مكتبه عندما دق احد حراسه الباب
جسور: ادخل
دخل الحارس: جسور بيه الداكتوره الجديدة وصلت
جسور: وبعدين
الحارس: التمرجية عطيات وصلتها الوحدة الصحية ويعني يا بيه يعني
جسور بحدة: انُطق ايه الي حُصل
الحارس بخوف: قالت علي جنابك أنك مهمل لما شافت الوحدة الصحية
هز جسور رأسه إيجابا بتوعد: طيب روح أنت
خرج الحارس سريعا من الغرفة وترك خلفه عينيه اشتعلت من الغضب
في الأعلي.

زين باكيا: زوري بيوحعني قوي يا اما
سهر بفزع: جسمك مولع يا زين استني هروح اقول لخالك يبجبلك داكتور
نزلت سهر سريعا لأسفل واقتحمت مكتب جسور بقلق
جسور بحدة: انتي اتجيني اياك يا سهر كيف تدخلي مكتبي اكدة
سهر باكية: احب علي يدك يا اخوي، اطلبلي داكتور يجي زين تعبان جوي
جسور بقلق: تعبان، حاضر حاضر
امسك هاتفه ليتصل بالطبيب ولكنه ما كاد يطلب الرقم حتي التمعت في رأسه فكرة فاغلق الهاتف مرة اخري ونظر لاخته.

جسور: لبسي زين هناخده ونروح الوحدة الصحية بيقولوا في داكتورة جديدة شاطرة قوي
هزت سهر رأسها إيجابا وصعدت لاعلي سريعا تبدل ملابس صغيرها
بعد قليل كانوا يستقلون سيارة جسور منطلقين الي الوحدة
في الوحدة كانت جميلة تحاول اقناع احدي السيدات ب
جميلة بتعب: يا افندم قولتها لحضرتك للمرة العاشرة دا محلول معالجة الجفاف، مش بتاع البشرة الجافة والله
السيدة: يعني ما ينفعش احط منه علي وشي
جميلة: والله العظيم ما ينفع.

وبعد طول شرح اقتنعت السيدة اخيرا واخذت العلاج ورحلت
تهاوت جميلة علي كرسيها بتعب: يا نهار أبيض طلع عيني من كشف واحد، شكلي هتعب هنا أوي
دقات ثابتة منتظمة وكأن الفارق بين كل دقة مظبوط بالثانية
جميلة: ادخل
فتح الباب ليطل بقامته المهيبة، سمعت صوت طرقات حذائه المنتظمة علي ارضية الوحدة، ازدرقت ريقها بتوتر وقامت تقف وعلي شفتيها ابتسامة متوترة: ححضرتك دا قسم الاطفال.

رمقها بنظرات خاوية باردة بعثت فيها رجفة صقيع قوية، ثم تحرك خطوتين فقط لتظهر من خلفه تلك السيدة وهي تحمل ذلك الطفل الصغير
دخلت سهر سريعا ووضعت زين علي سرير الكشف
سهر بلهفة: الحقني يا داكتورة
هزت جميلة رأسها إيجابا وشرعت في اداء عملها
جميلة مبتسمة: افتح بؤك يا عسل
امسك جميلة خافض اللسان لتري به لوزيتين زين
جميلة بمرح: امممم، اللوز ملتهبة خالص شكلك شقي وبتاكل شيبسي وايس كريم كتير.

سهر بقلق: حالته ايه يا داكتورة طمنيني
جميلة مبتسمة: ما تقلقيش حضرتك اللوز عنده ملتهبة عشان كدة مسخناه أنا هديله إبرة خافضة للحرارة
حضرت جميلة الحقنة وذهبت ناحية زين
جميلة مبتسمة: يلا يا عسل شمر دراعك
زين بخوف: لع عتجوني
جميلة مبتسمة: لاء خالص خد كلامي ثقة شكة صغننة خالص
زين بخوف: بجد
صدح صوته القوي الذي جعل قلبها يتنفض خوفا
جسور: وبعدهالك يا زين من ميتا والرجالة بتخاف
زين بخوف: حاضر يا خال.

شمر الصغير ذراعه طاعة لكلام خاله ولكنه لم يستطع أن يمنع خوفه الذي تحول لدموع
جميلة مبتسمة: بس يا سيدي خلصنا، امسح دموعك دي بقي
جسور بحدة: واااه وكمان هتعيط
قامت جميلة تنظر له بتحدي: علي فكرة زين طفل من حقه يخاف ومن حقه يعيط
جسور: الرجالة عندينا لا بيبكوا زي الحريم ولا بيتوجعوا
ضيقت جميلة عينيها بغيظ وعلي حين غرة داست بكعب حذائها علي قدمه، فخرجت منه صرخة خفيفة متألمة.

جميلة ساخرة: الرجالة عندكوا ما بيتوجعوش صح
أسودت عينيه بغضب حارق...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة