قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جرح غائر للكاتبة ميرا كريم الفصل الثاني

رواية جرح غائر للكاتبة ميرا كريم الفصل الثاني

رواية جرح غائر للكاتبة ميرا كريم الفصل الثاني

لمحت سيارة قادمة نحوها ببطئ شعرت بلخوف من اقترابها وضربات قلبها ظلت ترتفع وانفاسها متلاحقة من الخوف ظلت تسرع في خطواتها احست بلسيارة توقفت وشخص يخطو خطا سريعة نحوها
هو انا هفضل اجرى وراكي كدة كتير اتقطي نفسي انتي ايه مركبة عجل
تنفست الصعداء ما ان تعرفت علي صوته
هنابرعشة: حرام عليك قلبي كان هيوقف
عامر: انا اسف والله مش قصدى اخضك تعالي اوصلك الدنيا بتمطر وشكلك سقعانة.

زاغت نظراتهاوظلت صامتة لاتبدى قبولا
عامر وقد احس بترددها: يا ستي تعالي متخفيش مش هخطفك
امأت له بلموافقة شرعو في ركوب السيارة وظلت هي صامتة تحتضن نفسها فهي تشعر بلبرد نظر اليها نظرة خاطفة ونزع عنه سترته وحاوطها بها لتنظر له نظرة امتنان
هنا: شكرا
عامر: انت تأمر يا جميل
ابتسمت ببسمة عابرةودلته علي الطريق وظلت صامتة إلى ان اوصلها
عامر: يا خسارة، مش قادرة تسكني بعيد شوية.

هنا: شكرا يا عامر تعبتك معايا عن اذنك وان همت بفتح الباب امسك يدها ونظر لها بشقاوته المعتادة مش تقوليلي اتفضل اشرب قهوة، شي اى حاجة انتو بخلاولا ايه
هنا: لا يا سيدى مش بخلا بس اصل الوقت اتأخر
تنهدعامر: بهزر علي فكرة خلي الجاكت معاكي علشان متبرديش
هنا: انت جدع اوى تصبح علي خير
ترجلت من السيارة ونظرت له نظرة امتنان ودخلت بنايتها غافلة عن زوج العيون التي تراقبها.

علي بغضب: ايه اللي اخرك كدةومين اللي موصلك دة
هنا: دة عامر السمرى صاحب المصنع
علي: وليه يوصلك يا هانم
هنا: عربيتي باظت الصبح ولما جيت اروح الدنيا مطرت والطريق مكنش في حد وهو عرض عليا يوصلني ايه المشكلة...
امسكها من منكبيها وتحدث من بين اسنانه مفيش مشكلة خالص ناوية علي ايه تفضحينا هنا كمان عايزة نسيب البلد دى كمان ردى عليااحست بجفاف حلقها فهو يقصد ان يذكرها بذلك الجرح الغائر بين ثناياه.

كفاية بقي ارحمني كل شوية تلومني وتفكرني حرام عليك انا بشر، بشر مش هتتكرر تاني متقلقش بس لو مكنش وصلني الله اعلم كان حصلي ايه في حتة مقطوعة زى دى كانت تتحدث بإنفعال وغضب نفضت يده عنها ودلفت لغرفة صغيرهاوهي تبكي
تمددت بجانب صغيرها و احتضنته وظلت تتذكر ما مرت به...
فلاش باك
هنا: قوم يا ابيه الفطار جاهز حرام عليك يا ابيه بصحيك من بدرى انت ازى نومك تقيل كدة الله يكون في عون اللي تتجوزك.

علي: سمعتك ي جزمة والله مهسيبك بس افوقلك
هنا: ههههههه انت بتسمع وانت نايم، يا ابيه
زينب: بطلي تنكفي في اخوكي يا هنا
هنا: هو انا كلمته يا ماما خليكي كدة علطول نصفاه عليا ما انا بت البطة السودة.
زينب: بقي كدة يا هنا
هنا: بضحك معاكي يا ماما
علي: سبيها يا ماما تتدلع براحتهابكرة تتجوز واحد يشكومها
هنا: ومين قالك اني هتجوز انا هفضل قاعدة في ارابيزكم لو كان عجبكم.

علي: طول عمرك لمضة خلصي علشان اوصلك المدرسة هتتاخرى
هنا ثواني وهبقي جاهزة.

تجهزت هنا وذهبت مع اخيها إلى مدرستها ككل يوم وفي طريقها إلى العودة كانت تصعد الدرج بسرعةسمعت بعض الضوضاء في الطابق الذي يعلوهم فرتبكت بشدة من يا ترى لا احد يقطن، بهذه البناية سواهم تشجعت وصعدت السلم لتجد باب الشقة مفتوح علي مصراعيه دلفت إلى الشقة لم تجد احد وان همت بلإنصراف فوجأت بشخص ينزل من سطح البناية محمل بعض اشياء ارتعبت من مظهره واخذت تصرخ
هنا: حررررررررامي حرامي.

عاصم: اندهش من ردة فعلها ووضع يده علي فمها واخذ يطمأنها اهدى ابوس ايدك انتي مجنونة دة شكل حرامي برضوأخذت تصرخ به وتتململ بين يديه ليتركها
عاصم: هسيبك بس متصوتيش فاهمة. اماءت له براسها دليل علي موافقتها فتركها اخذت تتنفس الصعداء حتى انتظمت انفاسها
هنا انت مين وبتعمل ايه هنا؟..
عاصم اولا انا مش حرامي انا أجرت الشقة دى النهاردة من الحاجة ام احمد انتي مين بقي؟

هنا: انا هنا جارتك اللي تحت اهلا بيك اسفة اصلي اتفاجائت
حصل خير انا عاصم اتشرفت بيكي يا هنا
هنا: شكرا عن اذنك اصل اتأخرت علي ماما
خرجت هنا وهي تنهر نفسها علي تسرعها فهي داءما علي هذا النحو متسرعة ومندفعة افاقت من ذكرياتها علي ململت صغيرها دثرته بلغطاء وغفت بجانبه حتى صباح اليوم التالي
علي: صباح الخيرانا اسف كنت متعصب
هنا: ...
ظلت تستمع له وهو يعتذر منها ليست اول مرة يذكرها بذلك الجرح الغائر بين ضلوعها.

مهلا هي لم تنسي هي تتناساه فقط
هناوهي تستعد للخروج: انا هتأخر النهاردة تعالي خدني العربية لسة مخلصتش
علي: حاضر بس متزعليش يا هنون انا مليش غيرك انا اسف
هنا بمضض: انا مش زعلانة خلاص ترجلت من سيارة الاجرة امام المصنع وجدته بهالته البشوشة يستند
علي سيارته وينظر لها بشغب
عامر: يا صباح الهنا هو في كدة
هنا: انت شارب ايه علي الصبح
عامر: شارب المرار والله انا منمتش طول الليل بسببك
هنابدهشة: بسببي انا ليه؟

عامر بضحك: قلقان علي الجاكت بتاعي اوعي تكوني طمعتي فيه؟
تبسمت بسخرية: والله انت فايق ورايق علي الصبح
عامر: حد يشوف القمر دة وميروقش
هنا: هو انت مش بتتكلم جد ابدا عملت ايه في موضوع المعدات
عامر: كله تمام إنشاء الله يوصلو في معادهم
هنا: كويس علي فكرة كلموني من المينا البضاعة في طريقها لينا
عامر: هايل بلمناسبة السعيدة دى لازم اعزمك علي حاجة اصل بصراحة معايا عشرة جنية ونفسي افرتكها.

هنا: لا وعلي ايه شكرا دة ايه الكرم دة
عامر بضحك: انا هصرفها للأعز منك يلا انشاللة محد حوش
هنا: انا مش هخلص منك انا عندى شغل يلا سلام ظل يتابعها با أعجاب حتى انصرفت.

انقضي ايام وهو شارد بها كل شئ بها مميز و يروقه بشدة رغم حزن عينيها وشرودها الدائم فهي تفتنه هل وقع في حبها ام هو مجرد اعجاب لايعلم حقيقة مشاعره بعد ولاكن يريد ان يتملكلها فاق من شروده علي رنين هاتفه
عامر: الو ايوة يا بابا
ابراهيم: عملت ايه مكلمتنيش من ساعتها لدرجة دى مشغول
عامر: كله تمام والمشكلة اتحلت
ابراهيم: كويس انت لازم تيجي بكرة ضرورى في اجتماع لازم تحضره.

عامر: مينفعش يتأجل شوية اصل الجو هنا حلو اوى وبصراحة، انا مرتاح
ابراهيم بحدة: انت بتتدلع ولا ايه بكرة الصبح تكون عندى واغلق المكالمة ظل يزفر في ضيق لايريد العودة الان ذهب إلى مكتبها وهو مهموم
عامر بحزن: ممكن اتكلم معاكي
هنا باستفهام: اتفضل ياعامر مالك اول مرة اشوفك كدة حاجة مديقاك
عامر: لازم اكون في اسكندرية بكرة
هنا: توصل بلسلامة
عامر: مالك ما صدقتي كدة لدرجادى مش طيقاني.

هنا بإندهاش: متقولش كدة دانا هفتقدك جدا محدش هيضحكني زيك
عامر: بجد هوحشك احست بمراوغته ومن مجرى حديثه فهي ليست مستعدة لاى شئ
هنا بتوتر: انا اتأخرت لازم امشي اشوفك علي خير
همت بلانصراف وهو مصدوم من رد فعلها
عامر لنفسه: هرجع تاني علشانك وهحل كل الغازك
تسارعت خطواتها هاربة منه لتجد اخيها ينتظرها هو وصغيرها لتذهب معهم.

مرت بضع اسابيع علي عودته لمدينته لقد اشتاق لها كثيرا هذه الشرسة المتمردة لم يعد يستطيع دونها متي احبها ومتي تعلق إلى هذا الحد فهي احتلت تفكيره منذ عودته
تنهد بإشتياق وسحب هاتفه ليتحدث لاحدهم بكلمات مقتضبة: اجل كل حاجة دلوقتي هبقي اكلمك اديك الأوامر الجديدة اغلق المكالمة دون اجابة الطرف الاخر وفهو قد عزم الامر ذهب إلى والده ليخبره بقراره
ابراهيم: اخيرا افتكرت ان ليك اب عايش معاك.

عامر: مالك مش طيقني كدة يا هيما دا انا ابنك برضو
ردد الاسم بسخرية: انا هيمااا بعد العمر دة كله
عامر: فيها ايه لما ادلعك ايه رايك بقي انك هيما وستين هيما
ابراهيم: احترم نفسك يا ولد وقول عايز ايه
عامر بإندفاع: عايز اتجوز
ابراهيم: حاطت عنيك علي حد اكيد
عامر: بصراحة اه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة