قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل السادس عشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل السادس عشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل السادس عشر

وصلت أمال وأماني إلى منزل قاسم الدمنهوري وجلستا معا وتحدثت أمال بنبرة قلقه أنا قلقانة أوي للبنت تتصل بسليم وتقول له على إللي حصل
زفرت أماني بضيق وأردفت بتعقل وأيه المشكله لو حصل وقالت له، هيزعل له يومين وياخد موقف وبعدها يرجع يصفي لك من جديد زي عادته، مش أحسن ماكنا نقعد نتفرج لحد متلعب علية وتشوفي خيبة أملك في إبنك وهو مدخل عليكي بنت الحواري دي وفارضها عليكي زوجة إبن.

وأكملت بوجه مشمئز تقدي تقولي لي وقتها كنتي هتعملي أيه وتقدميها للناس هي وأهلها إزاي؟
تنهدت أمال براحة وأردفت بتأكيد عندك حق يا أماني، كدة أحسن، وعلى رأيك لو عرف هينسي ويسامحني زي كل مرة، سليم طيب ومحترم ومبيحبش يزعلني، وأكيد مش هيخسرني علشان واحدة زي دي.

أردفت أماني بحماس المهم دالوقت إننا إتأكدنا إن البنت مش هتسمح لسليم يقرب منها تاني بعد اللي عملناه فيها قدام مامتها، وكدة قفلنا الموضوع وصعبناه عليها خالص
وأكملت بتعقل المفروض بقا تحاولي تضغطي على سليم إنت وقاسم علشان يخطب قبل ميسافر، لازم سليم يخطب يا أمال علشان ينشغل بخطيبته وينسي البنت دي خالص!

أجابتها أمال ده إللي بحاول أعمله فعلا يا أماني!
في ذلك التوقيت إستمعا لصوت جرس الباب فتحت العاملة ودلف سليم ووالده حيث كانا يؤديان صلاة الجمعة داخل المسجد المتواجد في تلك المنطقة الراقية التي يقطنون بها.

ألقيا عليهما السلام وردوه
ثم إقترب سليم من خالته ومال عليها مقبلا وجنتيها بحنان وأردف قائلا بإحترام إزيك يا حبيبتي، عاملة أيه وعمو عاطف ورامي أخبارهم أيه؟

أجابته بحب بخير يا حبيبي الحمدلله، طمني عنك إنت؟
وأردفت وهي تغمز له بعينيها مفيش خبر سعيد كدة يفرحنا قريب؟

أجابها وهو يقبل جبين والدته بإحترام وأكمل إن شاء الله قريب جدا يا خالتو
أردف قاسم وهو ينظر إلى أماني الكلمة دي ليا سنين بسمعها، لما خلاص حاسس إنها بقت حلم بعيد المدي.

تحدثت أماني بإستماته لا، بعيد المدي أيه، إحنا عاوزين نفرح بالباشمهندس قبل ميرجع لألمانيا
وأكملت بتفاخر ليك عندي حتة عروسه، لما تشوفها هتقضي باقي عمرك كله تشكرني إني كنت السبب في جوازك منها.

سألتها أمال بكبرياء بنت مين دي يا أماني؟
كادت أن تتحدث ولكن قاطعها سليم منهيا الحديث يا حبيبتي أنا مش حابب أتعبكم معايا، على العموم قريب جدا هفرحكم زي ما أنتوا عاوزين.

تحدثت أمال بتخابث وعد يا سليم؟
أجابها بثقه وعد إن شاء الله يا أمي!

تحدث قاسم لإنهاء تلك المحادثه التي دائما ما تنتهي بالخلافات الحادة متتصلي بعاطف ورامي ييجوا وتقضوا اليوم معانا هنا يا أماني
أجابته متشكرة يا قاسم، بس الحقيقه مش هينفع خالص لإن عاطف عازمنا على العشا برة.

داخل النيل الساحر وبالتحديد فوق يخت صغير،
كانت تقف بجانبة يستندان على سور اليخت ويتطلعان بسحر إلى مياة النيل الساحرة وأمواجه العاليه المرتفعه للأعلي، وذلك من تأثير مداعبة هواء شهر أكتوبر لأمواجه، حيث كان الهواء يرتطم بالمياه بعنف ويرتفعان سويا ويتناثران في مظهر رائع يشد البصر والبصيرة.

أغمضت عيناها ورفعت وجهها للأعلي، وأخذت نفس عميق وأخرجته بهدوء، وكررت تلك العملية عدة مرات حتى حصلت على بعض الإستجمام، ثم أبتسمت بهدوء وهي مازالت مغمضة العينان!
كان كل هذا يحدث تحت أعين ذلك العاشق الذي ينظر عليها بعيون هائمة في سحر وجهها ومظهرها البديع.

أفتحت عيناها بهدوء وحولت بصرها إليه براحه وجدته ينظر إليها بعيون تشع سعادة وعلى ثغرة إبتسامة خفيفه
إبتسمت له خجلا وأردفت بنبرة صوت رقيقة بتبص لي كدة ليه؟

إبتسم لها وأردف قائلا بسعادة مبسوط وأنا شايفك مستجمه وأد أيه سعيدة
إنفرجت أساريرها وأجابته بإبتسامة سعيدة تعرف يا هشام، النيل ده ساحر، ليه تأثير السحر في إنه يغير مودي في لحظات!

نظر لها وتسائل بإهتمام بقيتي أحسن؟
أجابته بإبتسامة الحمدلله يا هشام، بقيت أحسن كتير.

أتي إليهم العامل وأردف بإحترام الأكل جاهز يا أفندم
أجابه هشام بوجة بشوش تمام، متشكر جدا
ونظر إلى فريدة وأشار لها بالتقدم وبالفعل تحركا إلى منتصف اليخت حيث المنضدة الموضوع عليها الطعام بعناية.

تقدم هشام وسحب لها المقعد نظرت له بإبتسامة وجلست وأردفت ميرسي!
إبتسم لها وتحرك وجلس بمقابلها وبدأ بتناول طعامهما المحبب الذي إختارة هشام بعناية من إحدي المحلات المشهورة.

نظرت له وهي تمضغ قطعة الأستيك الغارقة في صوص الدمجلاس المحبب لديها وأبتلعتها ثم أردفت بإعجاب الأستيك تحفة يا هشام، هما عاملينه هنا؟

أجابها وهو ينظر إليها بسعادة بألف هنا يا حبيبي، لا يا قلبي هنا مبيعملوش أكل، هما بس بيتعاملوا مع مطاعم معينه وبيطلبوا منهم اللي الزبون بيطلبه، وأنا إللي أختارت لك المنيو علشان عارفك بتحبي الأستيك وورق العنب.

إبتسمت له وأردفت بإمتنان متشكرة يا هشام، بجد متشكرة على كل حاجه عملتها علشاني إنهاردة!

أردف بدعابة إنت تؤمري يا قلبي، أول متحسي إنك متضايقة إديني رنة وأنا أظبط لك مودك في دقايق،
وأكمل بوقاحة وجرأة بس بعد الجواز بقا مش هنحتاج نخرج لو المود أتغير، هنظبطة بعون الله من غير منخرج من أوضتنا.

سعلت من شدة خجلها وتوقف الطعام داخل حلقها مما أستدعي هشام الإسراع في إعطائها لكوب الماء الموضوع أمامها وتناولت هي القليل منه حتى هدأت، تحت ضحكات هشام الساخرة من هيئتها التي أصبحت عليها من مجرد بضعة كلمات.

وأردف خلاص خلاص إهدي يا فيري، كل ده من كلمتين، أومال يوم الدخلة هتعملي فيا أيه، ولا.

أسكتته بحديثها التحذيري هشاااام، لو مبطلتش كلامك ده هخلي القبطان يلف ويرجعنا تاني للمرسا.

ضحك برجولة وأردف بمداعبه إنت تؤمر يا مالك القلب، الصبر يا إتش، هانت، كلها أربع شهور وتنوري لي حياتي، وساعتها هنقول أحلا كلام وبدون رقابه.

إبتسمت له بقلب مهموم من مجرد ذكره لموعد زفافهما
وأكملت طعامها ثم أردفت لتغيير مجري الحديث دعاء والبيبي عاملين أيه؟

علم أنها تريد تغيير الحديث فتفهم ذلك جيدا وأجابها كويسين الحمدلله، تعرفي إن هادي سمي البيبي هشام؟

إبتسمت بسعادة لسعادته قائلة ماما سميحة قالت لي لما كلمتها من يومين علشان أطمن عليهم.

نظر لها وأردف بتأكيد إنت جاية السبوع طبعا!

أجابته بتأكيد إن شاء الله يا هشام، هاجي علشان دعاء
وأكملت بدعابه وكمان علشان أشوف الأستاذ هشام الصغير.

أجابها بسعادة وتمني عقبالنا يا فريدة.

إبتسمت خجلا وأحالت بصرها عنه، وإبتسم هو لخجلها الذي يعشقه.

ثم أردف قائلا بجديه إن شاء الله هنعدي على أي جواهرجي وإحنا مروحين علشان ننقي الهدية بتاعة البيبي مع بعض.

ردت عليه بتأكيد بس بشرط، أنا اللي هحاسب على الهدية بتاعتي، وأرجوك متنشفش دماغك وتحجرها زي كل مرة!

نظر لها وتحدث بدعابة لا أصحي لي كدة وفوقي، هديتك أيه وهديتي أية، إنت عيزاهم يطمعوا فينا كدة من أولها، هي هدية واحدة بإسمنا إحنا الإتنين وإنت اللي هتقدميها، إحنا داخلين على جواز ومحتاجين مصاريف كتير يا ماما.

إبتسمت له وأكملا تناول طعامهما مع حديثهما الشيق معا.

أخر الليل كان يجلس فوق تخته ساندا برأسه بإهمال مغمض العينان، يتنفس بغضب ويحادث حاله
وماذا بعد فريدة؟

ألن تكتفي من العناد والغباء بعد، ألم يكفيك بعد ماتذوقناه من الألام والحرمان، ماذا تظنين نفسك فاعله أيتها الغبية؟

وأكمل بغل، أبكل جرأة ووقاحه تطلبين وده وقربه؟

ماذا دهاك يا فتاة، وإلي أين تظنين حالك ذاهبة؟

وأكمل بحنان، لو أنك تيقنتي أنك ملكيتي الخاصة لأرحتي حالك وأرحتني من ذلك العناء!

هل صور لك غبائك أنني سأتركك ترحلين لأحضان رجل غيري؟
إذا فحينها قد تثبتين لي أنه ليس لديك عقل من الأساس.

وأكمل بقلب يشتعل نارا، أنت لي بكل ما لديك فريدتي، قلبك، عقلك، روحك، وحتى جسدك لم يمتلكه غيري من البشر، وإن حكمت سأقتلك قبل أن يمتلكك غيري من الرجال،
نعم فريدة سأقتلك قبل أن أنهي حياتي معك،
فليس من العدل تحيي أنت وأزول أنا.

وأكمل بعشق، سأمتلكك فريدتي وقريبا جدا ستغفي داخل أحضاني الدافئة،
وهذا وعدي لكي غاليتي، فترقبيه في القريب العاجل،
ترقبي اللقاء بعد الفراق
الوصل بعد الهجران
السلام بعد الحرب
التسلم والتراخي بعد العصيان
نعم غاليتي ستوهبيني جسدك بكامل الرضا مثلما وهبتيني روحك وقلبك وكيانك
ستوهبيني أياه لنتنعم معا ولنلتقي في دروب العشق ولنقم بجولاتنا الممتعه سويا
أنتظرك حبيبتي حين تفوقين من غفلتك تلك.

سأنتظرك تأتين إلى وتعلنين عن رفع راية الإستسلام بعد العصيان الذي أدمي قلوبنا.

سأنتظرك حبيبتي بقلب صبور هادئ، حتى ثورة اللقاء.

داخل منزل فريدة مساء.

كان الجميع يجلسون بصحبة عائلة عامر التي أتت لخطبة نهلة لولدهم عبدالله، وأيضا هشام الذي دعته فريدة إلى جلسة الإتفاق.

حيث بدأت بتقريبه إليها حتى تحتمي به من تفكيرها الدائم بسليم.

تحدث الأستاذ عامر بإحترام طبعا يا فؤاد إحنا جيران وأخوات وأصحاب من زمان، وإنت عارفنا وعارف عبداللة كويس، وعلشان كده أنا يشرفني إني أطلب إيد نهلة لعبداللة إبني.

وأحنا تحت أمركم في أي طلبات تطلبوها!

إبتسم فؤاد وأردف قائلا طلبات أيه بس يا عامر إللي بتتكلم عنها، ده أنا أجهز بنتي وأجيبها لحد باب بيتك علشان خاطرك وخاطر عبدالله إللي يشرف أي بيت يدخلة!

أجابه عبدالله بإحترام ربنا يبارك في حضرتك يا عمي، وأوعدك إني إن شاء الله هحافظ على نهلة وأشيلها جوة عنيا!

إبتسمت فريدة وأمسكت كف شقيقتها التي نظرت إليها بحنان وأبتسمت بعيون سعيدة.

وأردف عامر قائلا ده من أصلك يا فؤاد، نتكلم بقا في تفاصيل الشبكة والمهر!

أجابه فؤاد بإبتسامة وتأكيد ما أنا قولت لك يا عامر مليش طلبات، الشبكة دي هدية عبداللة لنهلة وأي حاجه منه أكيد هتفرحها وتسعدها، أما بقا الشقه وفرشها هما إللي هيعيشوا فيها، وإللي يريحهم فيها يعملوة.

نظر هشام إلى فؤاد وأردف قائلا بإحترام ماشاء الله على بساطة حضرتك ومرونة تفكيرك يا عمي، لو كل أب فكر بطريقة حضرتك صدقني مش هيبقا فيه أزمة جواز في البلد أبدا!

إبتسم له فؤاد وأردف قائلا بتقدير يا أبني أنا لما وافقت عليكم لبناتي، وافقت وأنا متأكد إني هسلمهم لأولاد أصول ورجالة متربيين على طبلية أبوهم، إنت وعبدالله رجالة بجد ويعتمد عليكم، وكفاية إني هكون مطمن على بناتي وهما في بيوتكم،
وأكمل بتساؤل تفتكر يا هشام بعد كل ده، ممكن يكون فيه حاجة تستاهل إننا نتكلم فيها ولا نختلف عليها؟

أجابه هشام وعبدالله معا ربنا يكرم أصل حضرتك يا عمي!

تحدثت إعتماد وهي تنظر إلى نهلة بإبتسامة نهلة ست البنات وتستاهل أحلا حاجة في الدنيا كلها، وعبدالله هيجيب لها شبكة تليق بأدبها وتربيتها إللي تشرف!

ردت عليها عايدة بوجة سعيد ربنا يجبر بخاطرك يا أم عبداللة.

وضلوا يتسامرون ويتبادلون الأحاديث الممتعة لهم جميعا!

وبعد ذهاب الجميع كانت نهلة تجلس فوق تختها بسعادة مذهله،
أما فريدة كانت تقبع فوق سجادة الصلاة تقيم صلاة قيام الليل وتتضرع إلى الله داعيه بإصلاح أحوال جميع أحبائها.

أما داخل منزل كمال وبالتحديد داخل غرفة لبني.

كانت تجلس حزينة بجانب شقيقها الذي دلف إليها ليطمئن عليها بعدما رفضت خروجها من غرفتها لتناول عشائها.

تحدث ماجد متأثرا من حالة شقيقته أنا مش فاهم إنتي بتعملي في نفسك كدة ليه؟

إنسي هشام وحاولي تكملي حياتك مع حد تاني يا لبني، هشام بيعشق خطيبتة مش بس بيحبها، وده أنا شفته بنفسي اليوم اللي رحت له فيه الشغل علشان أقابلة، أخدني وعرفني عليها، وساعتها شفت في عيونه حب ولهفة عمري مشفته عليها قبل كدة!

وأكمل بتذكير وبعدين إنت إللي سبتيه زمان بمزاجك ومحدش أجبرك، كان فيكي تحكي له الحقيقه، راجعة تاني تبكي على اللبن المسكوب ليه؟

تمللت بجلستها وأكشعرت ملامح وجهها وأردفت قائلة بنبرة معاتبة إنت جاي تحاسبني وتلوم عليا يا ماجد؟

وأكملت بنبرة حزينة مستسلمة علي العموم وفر كلامك لأني فعلا خلاص، نويت أكمل حياتي بس لوحدي، من غير أي حد يا ماجد، لأني بجد مش هقدر أعيش وأكمل حياتي مع حد غير هشام!

نظر ماجد إلى شقيقته بحزن وكاد أن يتحدث، أسكته رنين هاتف شقيقته التي إرتبكت حين نظرت بشاشته ونظرت سريعا إلى شقيقها وأردفت ماجد من فضلك سيبني لوحدي علشان أكلم صاحبتي.

خرج ماجد وضغطت هي زر الإجابة على الفور وأردفت قائلة بإقتضاب أفندم!

رد المتصل المجهول الهوية بتساؤل فيه أيه، بتكلميني كدة ليه؟

أجابتها بنبرة ثائرة ولا تكلميني ولا أكلمك، أنا الحق عليا إللي صدقتك ومشيت ورا كلامك وأقتنعت إن هشام هيسيب خطيبته ويرجع لي من جديد، بس يظهر إني كنت مغفلة!

ضحك المتصل وأردفت بنبرة ساخرة مكنتش أعرف إنك شخصية إنهزامية وضعيفة أوي كدة، أيه، تعبتي وسلمتي كدة من أول جولة؟

صاحت به لبني وأردفت بنبرة غاضبة طبعا ما أنت مش خسرانة حاجه، أنا إللي حسيت بمنتهي الإهانة اليومين إللي فاتوا في كل مرة إتصلت علية وكنسل عليا ورفص المكالمة، أنا إللي كرامتي أتبعترت في الارض مش إنت!

أجابها المتصل بقوة في قانون الحب مفيش حاجة إسمها كرامة، فيه حاجة إسمها أحارب بكل السبل والطرق علشان أوصل لقلب حبيبي وأرجعة لحضني من تاني.

وأكمل بنبرة حادة شبه أمرة فوقي لي كدة علشان الموضوع دخل في الجد، هشام لو مش حاسس إن قلبه إبتدي يلين ويحن لك من تاني مكنش هرب من مكالماتك، هشام خايف يسمع صوتك لينهار ويسلم يا لبني!

إنفرجت أساريرها ودلف شعاع الأمل إلى قلبها من جديد وأردفت قائلة بنبرة متلهفة تفتكري يكون ده تفكير هشام فعلا، يعني ممكن فعلا يكون هشام إبتدي يرجع في حبي زي زمان؟

أجابها المتصل المجهول على عجل ده أكيد، هشام غضبان منك بسبب كرامته اللي فرمتيها تحت جزمتك زمان، علشان كده قافل على قلبه بميت مفتاح وواهم نفسه وبيحاول يوهم كل اللي حواليه بعشقه لفريدة، هشام كذب الكذبه وصدقها يا لبني.

وأكمل بإصرار وإحنا بقا لازم نفوقه ونرجعه لصوابه!

وأكمل بعملية خلينا في المهم، هشام رجع زي الأول مع فريدة وبدأ يرتاح من جديد، هو حاليا متطمن وضامن حب فريدة ليه وحاسس معاها بإستقرار، وهنا يبدأ دورك بمحاصرتة وبإحياء مشاعرة ورجوعها ليكي من جديد، خلية يحس إنه شهريار زمانة اللي الستات كلها هتموت علية،
ومن هنا هيبدأ غرورة يصورله ونفسة تحدثة إنه ليه لاء، ليه ميرجعش يعيش إحساس الحب إللي كان معاكي من جديد، وفي نفس الوقت هو مع فريدة وهيتجوزها!

ردت لبني بإعتراض بس هشام مش من النوع ده من الرجالة؟

أجابها المتصل المجهول بقوة وثقه صدقيني كل الرجالة كدة، الواحد منهم أول ميشوف نظرة الرغبه ليه في عيون الأنثي بيتغر وينساق ورا رغبتة الرجوليه ويرضي غرورة، ويحاول يثبت لنفسه إنه الدكر الوحيد اللي ملوش مثيل في الكون ده كلة!

تخيلي بقا لو النظرة دي كانت من أول حب في حياته، بل والوحيد، وده اللي هشام بيحاول ينكرة.

أردفت لبني بنبرة متحمسه وأنسياق تام تمام، قولي لي أيه المطلوب مني وانا هنفذة بالحرف الواحد!

داخل منزل حسن نور الدين.

كانت تصعد لسلم الطابق الرابع وجدت رانيا تفترش درجات السلم وتتحدث في هاتفها، أغلقت سريع حين وجدت سميحة بوجهها.

نظرت لها سميحة بريبة وأردفت متسائلة رانيا، أيه يا بنتي اللي مقعدك هنا، وبتكلمي مين في الوقت المتأخر ده؟

إرتبكت وأردفت قائلة كنت عاوزة أكلم ماما والشبكة ضعيفه تحت فقولت أطلع أكلمها هنا، منه الشبكة قوية ومنه كمان أكون بعيدة عن الدوشه إللي تحت دي كلها.

وأكملت بضيق بصراحة يا طنط أهل دعاء مزودينها أوي، كل يوم مامتها وأخواتها وولادهم هنا، لدرجة إني بقيت حاسه إننا قاعدين في شارع مش في بيت!

أجابتها سميحة وهي تضع مفتاح داخل باب الشقة الخالية وتدلف للداخل مش أهلها يا بنتي وبييجوا يطمنوا عليها.

أجابتها رانيا وهي تدلف خلفها داخل الشقة وتتطلع حولها بإستطلاع وفضول أنا مقولتش ميجوش يا طنط، بس يعني مش كل يوم ييجوا من بعد أذان الظهر وميمشوش غير أخر الليل، المفروض يراعوا إن البيت فيه ناس ومحتاجه ترتاح.

تنهدت سميحة وصمتت لصحة حديث رانيا.

فأردفت رانيا قائلة بتساؤل ساكته ليه يا طنط؟

تحدثت سميحة بهدوء هتكلم أقول أية بس يا رانيا، أدينا متحملين لحد السبوع ميعدي ودعاء تبقا أحسن، وأكيد بعد كدة مامتها بس هي اللي هتيجي تطمن عليها!

وأكملت تعالي شيلي معايا طقم الصيني ده ننزله علشان نستخدمة يوم السبوع.

أردفت رانيا قائلة بنبرة متسائلة هي فريدة جاية مع أهلها تحضر السبوع يا طنط؟

اجابتها بتأكيد إن شاء الله جاية.

أردفت بنبرة لئيمة مظنش إنها هتتنازل وتوافق تيجي عندنا هنا.

زفرت سميحة بضيق وأغمضت عيناها بإستسلام وأردفت قائلة أنا مش فاهمه إنت حاطة فريدة في دماغك ليه يا رانيا، ياريت تشيليها هي وهشام من دماغك وتعالي ننزل الحجات دي علشان نغسلها ونجهزها ليوم السبوع.

إغتاظت من دفاع والدة زوجها المستديم لتلك التي تدعي فريدة وحملت معها الاشياء وقامت بتنزيلها
للطابق الأرضي.

ثم صعدت من جديد ودلفت لداخل مسكنها الخاص وجدت الشقة هادئة، دلفت غرفة طفليها وجدتهما غافيين بسلام فوق تختهما مندثران تحت غطائهما، حيث إهتم بهما حازم.

قبلتهما وخرجت متجهه إلى غرفة نومها دلفت وجدت زوجها يقبع فوق التخت ساندا ظهرة براحه على ظهرة، واضعا جهاز اللاب توب فوق ساقيه وينظر به حيث يستمع إلى فيلم سينمائيا وهو مبتسم.

نظرت له بضيق وأردفت قائلة بتهكم خليك إنت قاعدلي كدة طول الوقت قدام اللاب توب وسايب الدنيا تضرب تقلب.

نفخ بضيق ونظر إليها بإشمئزاز وأردف ساخرا أهلا بخميرة عكننة حياتي.

نظرت إليه بوجة غاضب وأردفت قائلة بصياح حااازم، أتمسي ولم نفسك، وبدل متقعد تتمسخر عليا روح شوف إخواتك واللي بيعملوة.

نظر لها بضيق وأردف وعملو لك أيه بقا إخواتي هما كمان إن شاء الله؟

تحركت بعد أن أبدلت ثيابها، جلست بجانبة وتحدثت قصدي على هشام إللي بباك قرر يدي له الفلوس إللي كان شايلها في البنك، علشان البيه يجيب فرش يليق بالليدي فريدة فؤاد!

أجابها بهدوء طب وإنت أيه مشكلتك مش فاهم، واحد وهيساعد إبنه في جوازة وده الطبيعي، أيه بقا اللي مزعل جنابك؟

ردت عليه بإقتضاب ونبرة غاضبة يساعدة على حسابكم؟
هي الفلوس دي مش المفروض بتاعت شقة فيصل اللي عمي باعها السنه إللي فاتت، يعني المفروض كلكم ليكم نصيب فيها، إزاي بقا يديها كلها لهشام؟

أجابها بضيق أولا محدش ليه حاجه طول ما بابا موجود وعلى وش الدنيا، ثانيا بقا هو حر يدي فلوسه للي هو عاوزة، وبعدين ده حق هشام عليه، بابا ساعدنا كلنا في جوازنا وكل واحد فينا ليه شقه هنا حتى مصطفي إللي لسه بيدرس،
هشام الوحيد إللي إشتري شقه لنفسه، يبقا من الطبيعي إن بابا يساعدة في الفرش اللي هيفرش بيه شقته!

إغتاظت واجابته بغيرة واضحة كان ممكن يدي له جزء يساعدة بيه ويجيب أي فرش وخلاص، لكن إزاي، البيه أخوك عاوز يفرش شقته من أفخم محلات الموبيليا، على أساس إن فريدة هانم عايشه في جاردن سيتي مش في العمرانية!

زفر بضيق وأردف وهو يتحرك بغضب واضعا اللاب توب فوق الكومود خليكي إنت إهري كده مع نفسك وأنا نازل وسايب لك الشقه كلها تشبعي بيها.

وأرتدي ثيابه ونزل للأسفل يجلس بجانب والده ووالدته المتواجدان داخل حديقة المنزل.

بعد يومان كانت فريدة تعمل داخل مكتبها.

دلفت إليها نجوي تتحرك بدلال قائلة أنا قلت طالما أنت ما بتسأليش أسأل أنا وأجي أشرب معاكي مج نسكافية.

وأكملت بدلال هو أحنا مش أصحاب ولا أيه يا فريدة؟

تفاجأت فريدة بزيارتها الغير مرحب بها بالمرة
نظرت إليها وأردفت بهدوء وهي تشير بيدها أهلا يا باشمهندسه، أتفضلي.

ورفعت سماعة هاتف المكتب وطلبت من عامل البوفيه كوب من النسكافيه.

فأردفت نجوي بدلال مطلبتيش لنفسك نسكافية ليه؟

وأكملت بدعابه ولا مش حابه تشربي حاجه معايا؟

أجابتها فريدة بنبرة جادة مش قادرة أشرب حاجه يا باشمهندسه، وياريت تدخلي في الموضوع على طول علشان عندي شغل مهم لازم يخلص إنهاردة!

إشتعل داخلها من معاملة تلك الفريدة التي لا تتقبلها كصديقة أبدا.

وأردفت قائلة بإبتسامة سمجة تمام، أنا فعلا ليا عندك طلب وكنت حباكي تخدميني فيه!

نظرت لها فريدة وأردفت قائلة بترقب أتفضلي أنا سمعاكي، ولو في إيدي أساعدك أكيد مش هتأخر!

إنفرجت أسارير نجوي وتشجعت قائلة بصي يا فريدة، أنا شايفه إن علاقتك بالباشمهندس سليم بخصوص الشغل هايلة، فدة شجعني إني أجي وأطلب منك تتوسطي لي عنده بإنه يعيني معاه في الفرع الرئيسي لشركتهم في ألمانيا، نفسي أسافر أشتغل هناك أوي.

إبتسمت فريدة بجانب فمها بطريقة ساخرة وأردفت أولا أنا علاقتي بالباشمهندس سليم علاقة جافة جدا، ومش معني إنه رشحني للمنصب اللي أتعينت فيه إن جاملني، أو إني طلبت ده منه،
وأكملت نافية خالص يا نجوي.

صدقيني، الباشمهندس سليم عمرة ما دخل العلاقات الإنسانية في الشغل، هو مرشحنيش للمنصب ده غير لما أتأكد إني هفيد شركتة في الجزئية دي، ده غير إن علاقتي بيه متسمحليش إني أطلب منه طلب زي ده، لا ليكي ولا حتى ليا أنا شخصيا.

وأكملت بأسف أنا أسفه بجد لكن مش هقدر أفيدك،
وأكملت بلؤم طب متروحي له المكتب وتطلبي ده منه بنفسك!

زفرت نجوي بضيق وأردفت مكذبش عليك يا فريدة، أنا فعلا حاولت أعمل كدة بعد ما رجع لمكتبة بعد دمج الشركتين، بس مسمحليش بالدخول أساسا، الرخمة مديرة مكتبة إللي إسمها جينا كل ما أروح له تقولي الباشمهندس عنده شغل مهم، وحتى لما بيكون في ال Break بلاقية بيصدني، مش فاهمة أتغير كدة ليه معايا مرة واحدة، من أخر مرة روحت له المكتب لما كنت موجودة معانا وهو أتغير ومبقاش بيسمح لي حتى أحاول أقرب من مكان وجوده!

إنتفض داخل فريدة فرحا وشعرت بسعادة لا متناهية، وتنهدت بإرتياح وأردفت قائلة بإخلاص عاوزة نصيحتي يا نجوي، سليم الدمنهوري مش سكتك، هتضيعي وقتك معاه على الفاضي، سليم الدمنهوري راجل جد وملتزم جدا في شغله وعمرة ما بيقبل بالتهاون فيه!

ردت نجوي بوقاحة يا خسارة، كنا هنعمل أنا وهو أحلا دويتو.

ضحكت فريدة بنبرة ساخرة وأردفت قائلة بإستفهام إلا قولي لي يا نجوي، إنت إطلقتي من جوزك التاني ليه؟
رغم إني سمعت إنه كان بيحبك جدا، وكمان كان راجل غني وهيحقق لك كل أحلامك؟

ضحكت نجوي وأردفت قائلة هو فعلا حقق لي كتير من أحلامي وكنت عايشه معاه ملكة، وحتى بعد الطلاق أخدت لي منه شقة وعربية وقرشين حلوين في البنك، بس بيني وبينك كدة يا فيري أنا مش بتاعت جواز، جواز يعني خنقة وتحكمات وأنا مليش في الجو ده، أنا واحده عاملة زي الفراشه، عاوزة أطير وأفرح وأعيش حياتي زي ما أنا عاوزة وبالطريقه اللي تريحني!

تنهدت فريدة بأسي على تفكير تلك النجوي وأردفت بس الكلام إللي بتقوليه ده ضد الشرع والعرف وكمان الطبيعه يا نجوي، إنت محتاجه تقربي من ربنا أكتر من كدة وكمان محتاجه تفهمي دينك كويس، ومع فهمه هتعرفي وتفهمي طبيعة الحياة اللي بجد، الحياة إللي تستحق تعيشيها،
فكري في الإستقرار وإن يبقي عندك أطفال وتهتمي بيهم وبحياتهم، أكيد هتحسي بالفرق.

نظرت لها نجوي وأردفت بنبرة ساخرة أجيب ولاد وأربيهم، طب ما أنا كنت طفلة يا فريدة لما بابا وماما إتطلقوا وكل واحد راح عاش حياته وأتجوز ورموني عند جدتي أم بابا أواجه مصيري بنفسي.

ثم وقفت متهربة وأردفت قائلة أخدت من وقتك كتير يا فيري، وأسفه لو عطلتك عن شغلك.

وقفت فريدة ونظرت لها بوجه بشوش وأردفت قائلة بصدق بعدما تعاطفت معها وتفهمت ان أفعالها ماهي إلا نتيجة ظروف نشأتها ولا يهمك يا نجوي، لو حبيتي تيجي وتقعدي معايا، مكتبي مفتوح لك في أي وقت، نورتي يا نجوي!

نظرت لها نجوي بإستغراب من تحولها السريع وأردفت قائلة بوجة سعيد متشكرة أوي يا فريدة، أكيد هاجي لك تاني!

وتحركت للخارج في حين ضلت فريدة ناظره بشرود على أثرها بأسي وحزن على حال تلك الفتاة التي كانت ضحية أنانية أب وأم غير ناضجين فكريا، دمروا إبنتهم وشوهوها نفسيا إلى هذه الدرجه!

بعد خروج نجوي مباشرة إستمعت فريدة إلى رنين هاتفها.

أمسكته لتري من المتصل إبتسمت حين وجدت نقش إسم أسما زوجة علي.

ضغطت فوق زر الإجابة وأردفت قائلة بنبرة سعيدة الناس الرايقه إللي قاعدة تستجم في شرم الشيخ!

ضحكت أسما بسعادة وأردفت قائلة بتمني ياريتك كنتي معانا يا فريدة، بجد الجو هنا يجنن!

إبتسمت فريدة وأردفت قائلة أهم حاجه إنبسطي إنت والباشمهندس وسولي ومتفكريش في أي حاجه تانية!

أجابتها أسما فيري، أحنا نازلين القاهرة بكرة علشان عيد ميلاد سولي، وكنت حباكي تكوني معايا في اليوم ده علشان أفرحه، إنت عارفة في ألمانيا مفيش حد معانا غير سليم، والسنة دي أول سنه يحضر عيد ميلادة في مصر، فحابه أعملة عيد ميلاد كبير وأجمع فيه كل أهلنا وأصحابنا وحبايبنا.

إرتبكت فريدة من دعوة أسما لعلمها لوجود سليم المؤكد فأردفت بهدوء هو أنا لو أعتذرت ممكن تتفهمي موقفي وتعذريني يا أسما؟

أجابتها أسما بنبرة محب أكيد هزعل طبعا، وخصوصا إن رفضك غير مبرر بالنسبة لي، علشان سليم إللي مش حابة تحضري علشانه إنت كدة كدة بتشوفيه كل يوم في الشغل!

أردفت فريدة قائلة بنبرة مستسلمة أوك يا أسما، بس بعد إذنك أنا هاجي مع هشام.

أردفت أسما بالموافقة بترحاب رغم إرتباكها لإنتوائها من البداية عدم رغبتها بحضور هشام كي لا تزعج صديقها وصديق زوجها سليم، ولكنها وافقت مرغمة لأجل حضور فريدة التي إحتلت مكان ومعزة داخل قلبها بدون أستئذان!

جائت الساعة الثانية عشر لتعلن عن بدء موعد ال Break المخصص لموظفي الشركة، تحركت فريدة متجهه إلى المصعد للهبوط إلى الكافيتريا بعد أن هاتفها هشام وأخبرها أنه بإنتظارها داخل الكافيتريا.

وصلت للمصعد وضغطت فوق زر إستدعائه، إستمعت لصوت أقدام أحدهما خلفها، إلتفت لتستعلم عن صاحب تلك الأقدام وجدته سليم يقترب عليها هو ومساعدته الخاصة جينا التي ما وأن رأت فريدة حتى إنفرجت أساريرها.

وأردفت بإبتسامة بشوشه إزيك يا باشمهندسه.

ردت فريدة بنفس تلك الإبتسامة أهلا أستاذة جينا، أخبارك أيه؟

ردت ببشاشة وجه.

حين نظر سليم إلى فريدة نظرة باردة وأكتفي بإيماءة رأسه لها كتحية منه.

ردتها فريدة بنفس إيمائة الرأس الباردة مع تجاهل كلي للنظر إليه وضيق ظهر بملامحها مما أستدعي إستغراب سليم!

أتي المصعد ودلف إليه ثلاثتهم مع تحفظ فريدة النظر أو الحديث إلى سليم حتى توقف المصعد خرجت هي سريعا وأتجهت أمامهما ناحية الكافيتريا.

دلفت وتحركت بإتجاة هشام الذي وما أن رأها حتى إنفرجت أساريرة ووقف إحتراما لها ليستقبلها تحت نظرات سليم المستشاطة حين وجدها تبتسم ببشاشة وراحة وهي تتحرك إليه!

جلست مع هشام بطاولتة، كان قد طلب الطعام ووضعه فوقها وأنتظر حضور فريدة التي ما وإن حضرت حتى أشرعوا بتناول طعامهما معا تحت سعادة هشام وألم سليم الناظر لهما من خلف نظارته الشمسيه التي لم يخلعها عنه حتى ينظر إليهما ويراقب أفعالهما دون لفت النظر إليه.

نظرت جينا إليه وأردفت قائلة بتذكير وهي تشير إلى عيناها نظارة حضرتك يا أفندم!

نظر إليها من خلفها وأردف ساخرا بضيق بتركزي في حاجات غريبة إنت يا جينا، وأنتزعها عنه مرغما بعد ملاحظة جينا.

وأردف قائلا لها بإهمال شوفي هتأكلينا أيه، إنا سايب لك نفسي إنهاردة تطلبي لي على ذوقك!

إبتسمت له وأردفت بعملية من أمتي يا باشمهندس وحضرتك بتسمح لحد إنه يوجهك أو يفرض عليك إختيارة؟

نظر لها بتأفف وأجاب بملل مصطنع يوجهك ويفرض عليك إختيارة، كل ده علشان بقولك إختاري لي الأكل على ذوقك،
وأكمل طب أيه رأيك بقا أنا إللي هأكلك على ذوقي، وهطلب لك أكتر حاجه مبتحبيهاش!

تحدثت سريع بإستعطاف مصطنع أرجوك تقبل إعتذاري يا أفندم وتعتبر كلامي جهل مني وذلة لسان مش أكتر!

أما عند فريدة، كانت تتناول طعامها تحت سعادة هشام بتغير فريدة الهائل معه وأهتمامها الواضح به وبما يرضيه.

تحدثت فريدة بإستحياء هشام، كنت عاوزة أقول لك على حاجه، بس أرجوك توافق!

نظر لها بإستغراب وأردف قائلا بترقب قولي يا حبيبتي، وأكيد لو أقدر أنفذلك اللي إنت هتطلبيه مش هتأخر!

نظرت له وأردفت بترقب أسما مرات الباشمهندس علي، إتصلت بيا إنهاردة وعزمتني أنا وإنت على عيد ميلاد سليم إبنها.

إستمع هو إسم سليم يخرج من بين شفاها وأشتعل جسدة بالكامل غضب وأردف قائلا لا يا فريدة، الناس دي ولا شبهنا ولا يخصونا أساسا علشان نحضر أعياد ميلادهم، تطلع مين أسما دي ولا أيه إللي يربطنا بيها علشان علاقتنا توصل بيها إننا نحضر حفلة عيد ميلاد إبنها؟

نظرت له بإستعطاف وأردفت بنبرة حنون رصدها سليم وصرخ قلبه حينها،
وأكملت فريده ممكن تهدي يا هشام أرجوك!

إنتفض داخل هشام حين إستمع لصوتها الحنون ونظراتها المستعطفة فأردف بهدوء وطاعة حاضر يا فريدة، أديني هديت، بس أنا يا حبيبتي عاوزك تقدري ظروفي أكتر من كده.

ونظر إليها بتوتر ثم أخذ نفس عميق و أكمل بشجاعة أكلمك بصراحة أكتر!

هزت رأسها وأردفت بهدوء وترقب ياريت يا هشام!

أردف قائلا وهو ينظر إلى عيناها برجاء أنا مش حابب يكون لنا أي صلة بأي حد ممكن يقربنا خطوة واحدة من إللي إسمة سليم الدمنهوري، أنا مبرتحش للراجل ده يا فريدة، ياريت يا حبيبتي تقدري الجزئية دي!

نظرت له بتيهه ومشاعر مخطلته ما بين ألم لأجلة ومابين إحساس بالذنب والعتاب لحالها لما أوصلت إليه هشام وجعلته يشعر بذلك الإحساس.

وأجابت بنبرة هادئة أنا فاهمة ومقدرة شعورك كويس أوي، بس أرجوك يا هشام إتحمل المشوار ده علشان خاطري، أسما حد كويس أوي وأول مرة تعمل عيد ميلاد لإبنها في بلدة،
وحابة تجمع له أكبر عدد من الناس إللي بتحبهم حواليها علشان تفرح إبنها،
وأكملت لتهدئتة وبعدين يا سيدي دول هما إسبوعين ويسافروا ومش هنشوفهم تاني ولا حتى بالصدفة!

أخذ نفسا عميقا كي يهديء من روعة ويحاول تقبل الأمر لأجلها وأبلغها الموافقة تحت سعادتها.

وأشتعال ذلك المراقب لهما بقلب لو خرجت منه تلك النار المشتعلة بداخلة لأحترق المكان بأكملة!

داخل إحدي النوادي الإجتماعية
حيث تجلس أمال وأماني بصحبة حسام.

تحدثت أماني موجهة حديثها إلى حسام إنت متأكد يا حسام من الكلام إللي بتقوله ده، يعني فعلا البنت وسليم بعدوا نهائي عن بعض؟

أجاب عمته بإنتشاء وتأكيد طبعا يا عمتو متأكد، البنت إللي بتبلغني بأخبار فريدة لسه مكلماني قبل ما أجي لكم حالا، وأكدت لي إن فريدة علاقتها مع هشام بقت أعمق وأحسن من الأول بكتير،
قالت لي كمان إن سليم مبقاش بيستدعي فريدة لمكتبة نهائي، وكمان فريدة بقت بتتجاهل وجود سليم، يعني مثلا إمبارح كانت رايحة مكتب مدير الشركة لكن لما عرفت إن سليم موجود عنده، رجعت لمكتبها وإستنت لما سليم خرج وبعدها راحت للمدير.

ضيقت أماني عيناها بإستغراب وأردفت قائلة أنا مستغربة إنها مقالتش لسليم على زيارتنا ليها بيت أهلها، بصراحة كنت متخيلاها هتجري علية وتشتكي له مننا وتحاول تقلبه علينا لصالحها!

تنهدت أمال براحة وأردفت قائلة بكبرياء شكلك كدة كان عندك حق لما أصريتي إننا نروح لها البيت ونهددها، وأهو التهديد جاب نتيجة وعرفها قيمة نفسها هي وأهلها كويس أوي!

أكدت أماني على حديثها وأردفت بغرور طبعا، وخصوصا لما شافتنا قدامها، شكلنا، لبسنا، لباقتنا في الكلام، قارنت بينك وبين مامتها أكيد وعرفت حجمها الطبيعي، من الأخر كدة طلعت ذكية وصانت كرامتها هي وأهلها إللي كنا هنمسح بيها البلاط لو تمادت أكتر من كدة مع سليم!

نظر حسام إليهما وأردف بتعقل صدقوني يا جماعة إنتوا بتلعبوا مع الخصم الغلط، فريدة مش خصم ليكم أصلا ومفيش منها أي خوف، الخوف كله من سليم نفسه،
هو ده اللاعب الأساسي و إللي المفروض تحاصروة من كل الإتجاهات، علشان المفاجأت الغير متوقعة كلها هتبقي من سليم!

إنتوا متخيلين إن فريدة ممكن تفكر في إنها تسيب خطيبها و ترجع لسليم، طب بأمارة أيه؟

دي تبقا في منتهي الغباء لو فكرت بالشكل ده، فريدة أذكي من إنها تسيب الراجل إللي بيحبها وراح خطبها من بباها وترجع لواحد مشفتش منه غير الغدر!

أجابته أمال بنبرة واثقة وتخطيط سليم هيفيد بأية لما تكون البنت رافضة موضوع الرجوع أصلا، وبعدين مش البنت إللي بتنقل لك أخبارها في الشركة قالت لك إن سليم هو كمان بعد جدا عنها؟

رد حسام بدهاء وهو ده إللي قالقني ومخليني مش مطمن يا عمتو، سليم مش هو الحد إللي بسهولة يستسلم ويعلن إنهزامة وخصوصا لما يكون الموضوع متعلق بفريدة اللي وقف حياته علشانها خمس سنين بحالهم!

توترت أمال وتبادلت النظرات بينها وبين أماني لإقتناعهما بصحة حديث حسام عن شخصية سليم الغير إنهزامية بالمرة!

داخل مكتب مراد الحسيني
كان يجلس بإسترخاء ملقي برأسه للخلف مغمض العينان
إستمع إلى طرقات خفيفه فوق الباب، فأذن للطارق بالدخول ومازال على وضعيته.

دلفت ريم بجانب محامي الشركة الذي تحدث بهدوء صباح الخير يا دكتور مراد!

تنفس براحة وتحدث بصوت هادئ ينم عن إسترخائة وراحته وهو مازال على وضعيته صباح النور أستاذ سامح!

مما أثار إستغرابها وهي تنظر إليه ببلاهه وحدثت حالها ساخرة، مابك اليوم أيها المتعجرف، أمريض أنت أم خارت قواك من كثرة الغل والتكبر؟
أين لسانك السليط وكبريائك ووجهك الكشر؟

أفتح مراد عيناه وأعتدل في جلسته ينظر إلى سامح وما أن رأي تلك الواقفه بجانبه حتى إحتدت نظرة عيناه وأقشعرت ملامح وجهه وتحولت من هادئة حنونه جذابه، إلى مكشعرة محتقنه مكتظة.

حدثت حالها بدعابه، نعم، هاهو ذلك الفظ قد أتي، كنت أستغرب من ذلك القانط بهدوء وأستكانه، فمرحا بك من جديد أيها الفظ صاحب أسوء طباع مرت علي بحياتي، وأكملت بدعاء، ياالله ساعدني أرجوك كي أتحمل ذلك الوجه العكر.

تحدث بملامح مكتظة محتقنه وهو ينظر إلى تلك الواقفه ترتسم فوق وجهها إبتسامه سمجه بلهاء.

وتحدث هو من بين أسنانه بضيق خير يا أستاذ سامح على الصبح؟

إرتعب داخل سامح من هيئة ذلك الرجل الذي يتحول بلحظة من أثر رؤيتة لإحدي بنات حواء أنا جبت دكتورة ريم لحضرتك علشان تتفقوا على بنود العقد اللي بلغني بيه دكتور صادق!

نتفق قالها مراد بنبرة ساخرة
وأكمل بإقتضاب وتهاون وهو يشير بيده بعدم أهميه نتفق على أيه، أعمل لها عقد زي عقد أي موظف عادي!

نظرت إليه وقد كسي الغضب وجهها من تلك المعاملة السيئه التي لا ترقي بها ولا بمستوي ذكائها وتحدثت يعني أيه زي أي عقد لموظف عادي،
وأكملت بعملية دكتور صادق لما كلمني فهمني إن ده عقد إحتكار للتجربة بتاعتي لشركتكم، وده معناه إننا لازم نقعد ونتفق على بنود العقد والنسبة اللي هتطلع لي من دخول التجربة وإضافتها لخط الإنتاج،
ثم نظرت إلى سامح وتحدثت مش هي دي أصول الشغل بردوا ولا أيه يا أستاذ سامح؟

نظر لها مراد بذهول وتسائل داخله كيف لتلك الصغيرة ان تكون بكل ذلك الوعي والدراية بتلك الإمور الإدارية.

ثم إستفاق على حاله وتحدث بنبرة ساخرة ماشاء الله عليكي، شكلك سألتي محامي وعرفتي حقوقك كويس جدا،
وأكمل بنظرة ساخطة ونبرة متهكمة كلكم نفس النوعية، الفلوس عندكم أولا وأخيرا، بتتنفسوها بدل الهوا.

إستشاط داخلها لعلمها مايقصدة وتحدثت بنبرة حاده أنا ما أسمحلكش تكلمني بالطريقة المهينة دي، أولا يا حضرة المبجل ده شغلي ومجهودي ولازم أسأل فيه وأعرف حقوقي كويس جدا، وده اللي أكد عليه دكتور صادق للباشمهندس سليم أخويا لما أتصل بيه يستعلم عن حقوقي هتتحفظ إزاي في بنود العقد.

ثانيا أنا دكتورة وبشتغل وده حق مشروع ليا.

وأكملت قاصدة كي تحرق روحه أنا لا جاية أتسول منك، ولا جاية أستغفلك وأسرق فلوسك وأهرب.

أما مراد الذي وبمجرد سماعه لما تفوهت به وبتيقنه ماتقصده، شعر بإشتعال يسري بكامل جسده وتحولت ملامحه للغضب وأنتفض من جلسته كالأسد الذي يستعد للإنقضاض على فريسته.

مما جعل الرعب يدب داخل أوصالها وتراجعت للخلف رعب من هيئته، وأيضا ذلك ال سامح الذي إنتفض رعب من ذلك الذي تحول إلى مجنون بلحظة.

شهق سامح مما رأي.

وجحظت عين ريم ووضعت يدها على فمها شاهقة من هول ما رأت.

تري ما الذي سيفعله مراد بريم بعدما تهورت وذكرته بأبشع نكبة حدثت له وجعلته يشعر كيف كان مغفلا حين أمن لإحداهن؟

وماالذي فعله مراد كي يجعل ريم وسامح يذهلان هكذا؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة