قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

وقف مراد وهو ينظر إليها بشر وتحدث بفحيح إنت إزاي تتجرأي وتتكلمي معايا بالطريقه دي، إنت نسيتي نفسك.

وكاد أن يكمل لكنه توقف فجأة وتشنجت جميع أعضاء جسده بطريقة مرعبه، تحجرت عيناه وتملكت رعشة قوية من جسده بالكامل، وبلحظه سقط أرض بطوله الفارع
جحظت عين ريم ووضعت يدها فوق فاهه شاهقه من هول ما رأت.

ثم إستفاقت على صوت سامح الذي جري وتدلي لمستواه وصرخ بها ساعديني يا دكتورة
إستفاقت على حالها وجرت إلى مقعده وسحبت جاكيت الحله، ونزلت لمستواه ووضعتها تحت رأسه
ثم نظرت له برعب وجدت صف أسنانه تنتفض وتكاد أن تغلق في حركة تشنجيه.

صرخت بسامح وتحدثت إنده لأي حد من بره بسرعه يساعدنا
خرج هو.

ومدت هي يدها حول عنقها وسحبت وشاح تضعه للزينه، وأطبقته وبصعوبه بالغه فتحت فمه ووضعت جزء منه حتى لا تلتصق أسنانه ببعضها
كان ينظر إليها برعب وضعف شديد، وبلحظه أمسك كف يدها وكأنه يطلب العون منها، وأعتصره لدرجة ألمتها لكنها تحملت وحدثته بنبرة مطمئنه متخافش، هتبقي كويس، أنا معاك ومش هسيبك.

كانت تلك الكلمات المطمئنة هي أخر ما إستمع إليه، وبدأ جفني عيناه تتعلقان لأعلي وحل مكان السواد بياض كاملا، وإزداد جسده بالإنتفاض وكأن أحدهم قد أوصل جسده بفولت كهرباء عالي
صرخت بأعلي صوت لها حد يلحقناااااا، ساعدونااااا.

وهنا وصل والده الذي أتي مهرولا حين أبلغه سامح ودني من مستوي صغيره، وحمل رأسه ووضعها فوق ساقه وتحدث برعب وهلع ظهر بعيناه لاء يا مراد، متوجعش قلبي تاني عليك يا أبني، ده أنا مصدقت إنك رجعت لطبيعتك، فوق يا حبيبي، أمك لو شافتك كده تاني هتموت!
كانت تستمع لوالده ودموعها تهبط فوق وجنتيها وشعور الذنب والندم يعتصر قلبها ويدميه.

هنا قد أتي الطبيب الخاص بالشركة ودني لمستواه وتحدث إبعدي من فضلك يا دكتورة
كادت أن تتحرك ولكنها وجدت يدها مكبلة بضغطت يده التي تعتصرها وتشدد عليها بإحكام وذلك نتيجة تشنج جسدة.

نظر لها الطبيب بتفهم وتحدث إلى صادق قوم من فضلك يا صادق بيه
تحرك صادق وجلس الطبيب محله وتحدث إلى ريم أنا هحاول أفتح بقه وإنت إمسكي الإيشارب وأسحبيه بسرعه علشان أحطله البرشامه تحت لسانه.

هزت رأسها بدموع هيستيريه، وبالفعل سحبت بيدها الغير مكبله الإيشارب ووضع الطبيب الدواء ثم حقنه بدواء مهدئ كي تلين أعضائة من تلك الحالة، وأمر الحضور أن يحملوة ليضعوة فوق الأريكة، حملوة مع مراعاة ريم ويدها التي مازال قابض عليها بإحكام.

كان يقبع فوق الأريكه وتجلس هي أرضا وتقترب منه ودموعها تسيل على وجنتيها بحرارة وحزن
هي من تسببت له بتلك الحاله، هي بعنادها وغبائها.

كانت تنظر بندم إلى والده الذي يقف خلف الأريكه يملس على شعرة ويتلو بعض أيات القرأن الكريم
وبعد مرور حوالي خمس دقائق بدأ يستفيق ويتنفس بهدوء وبدأت عيناه تستعيد طبيعتها رويدا رويدا، نظر بعيناه حوله بإستغراب، يتفقد ويستوعب أين هو،
كان شبه حالم، وجدها بوجهها الذي يشبه نور الشمس في سطوعها، تبكي ندم وألم، وتنظر له بأسف وأسي.

نظر لها بهدوء وتاه بجمال عيناها وكأنه خارج نطاق الواقع، ضل ينظر لها ولدموعها بإستغراب وشرود.

حدث حاله بإستغراب، لما تبكي تلك الصغيرة، وماالذي أتي بها محل غفوتي، هل هذا حلم، أم أنه من وحي الخيال؟

أتدرين أيتها الصغيرة، لكي عينان صافيتان بريئتان، بل يمكن أن أجزم أنهما أروع ما رأت عيني على الإطلاق
وكم أن ملامح وجهك بريئة، هل هذه براءة حقا؟

أم أن هذا قناع تخفي خلفه وجهك البشع ككل النساء؟
نعم كل بنات حواء خبيثات ملعونات، إلا من أمي.

تحدث والده بسعادة حمدالله على سلامتك يا حبيبي
نظر بشرود يتفقد لصوت والده الذي يرن في أذناه وكأنه صدي صوت.

إلتف إلى والده وبدأ يستفيق رويدا رويدا، وبلحظه إنتفض ونظر حوله بهلع وجلس سريعا عندما لاحظ إمساكه ليدها، وبلحظه إستفاق و نفضها بعيدا عنه كمن لدغه عقرب وتحدث بحده أنا أيه اللي حصل لي؟
سحبت هي يدها وتحسستها بألم ونظرت بها، وجدت بعض الخدوش نتيجة غرس أظافرة بلحمها بحدة.

نظر هو لها ورأي بعض الخدوش وبعض الدماء الخفيفه تسيل منها
تحرك والده وجلس بجانبه وتحدث وهو يتلمس وجنته بحنان أيه إللي حصل يا مراد ووصلك للحالة دي تاني؟

هنا تبادلت النظرات بينها وبين سامح خجلا
ثم أنزلت بصرها للأسفل تستعد لإعترافه، كان ينظر لها وهو يتذكر ويستعيد كل ما حدث،
ثم أخذ نفس عميق وتحدث مفيش حاجه حصلت يا بابا، أنا بخير الحمدلله.

نظرت له بإستغراب فتحدث والده إليها إيدك بتنزف يا بنتي!

ثم حول بصرة إلى الطبيب وتحدث طهرلها الجرح من فضلك يا دكتور
وأكمل أنا أسف يا بنتي.

تحدثت هي على الفور ملوش داعي يا دكتور، أنا معايا مطهر في شنتطي هروح أطهرها بنفسي.

ثم نظرت إلى مراد وتحدثت بنظرات يملؤها الندم والخجل سلامتك يا دكتور.

هز رأسه دون النظر إليها وتحركت هي للخارج.

وبعد مدة تحركت لمكتب صادق وتحدثت هو أنا ممكن أسأل حضرتك سؤال؟

تنهد هو وتحدث عارف سؤالك وهجاوبك عليه، مراد عنده كهربا زيادة في المخ، جت له نتيجة صدمة حصلت له من فترة.

ورفع وجهه لها وتحدث بألم أكيد قريتي في المواقع عن طعنة الغدر والخيانة اللي إتعرض لها على إيد حبيبتة وصديق عمرة!

وقتها إتصدم بس كبريائه منعه إنه يعبر عن مشاعره، فضل متماسك وبيمارس حياته بشكل طبيعي وكابت ألمه وحزنه جواه، لحد ما في يوم جسمة أعلن عصيانه عليه وأعلن ضعفه وعدم قدرته على الإستحمال وأنهار،
وأكمل بحزن في يوم أمه لقته إتأخر في النوم ودخلت تصحيه، لقيته بالوضع اللي شفتيه عليه من شوية، قعد يتعالج فترة كبيرة و الحمدلله ربنا شفاه.

وأكمل بإستغراب مش عارف أيه إللي حصل وخلاه إنتكس تاني، أنا هتجنن، أمه لو عرفت باللي حصل إنهاردة ممكن يجرالها حاجه.

كانت تستمع له والذنب يمزق داخلها ولكن لم تكن لديها الجرأة لتعترف وتخبره بأنها هي من أجرمت بحق وحيده وذكرته بأسوء ذكري له.

في اليوم التالي.

كان يجلس بجوارها يتحدث بوجه غاضب مكشعر يعني أيه متقوليليش على خبر مهم زي ده؟

يعني أعرف بالصدفه من عمتو بموضوع التجربة، لا وكمان إتفقتي على العقد وبنوده من غير متاخدي رأيي؟

تحدثت بإستغراب فيه أيه يا حسام، مالك مكبر الموضوع كده ليه؟

تحدث بغضب لانه فعلا كبير يا ريم، المفروض كنتي بلغتيني أول واحد بالموضوع، وكمان كنا أخدنا التجربه وعرضناها على كذا شركة وشفنا أعلا عرض ومضينا بناء عليه، مش تخلي الشركه تستغلك بالشكل الأهبل ده.

تحدثت بإستغراب أعلي عرض، هو أنا داخله سباق يا حسام، يكفيني إني هتعين في شركة محترمه وكبيرة زي شركة الحسيني.

وبعدين إطمن، سليم إتصل بدكتور صادق وحفظ لي كل حقوقي.

أجاب معترض وليه سليم اللي يقعد ويتفق، المفروض أنا الأولي اللي أقعد وأتفق على كل حاجه.

وأكمل بتهكم طبعا، وسليم بيه هيهتم ليه، ما هي لو الفلوس دي داخله جيبه هو كان لف بالتجربه على شركات مصر كلها لحد موصل لأعلي سعر، لكن طالما الموضوع يخصني أنا لازم يختار لك الأسوء.

تحدثت بحده لأخر مرة هنبهك وأقولك خلي بالك وإنت بتتكلم عن سليم يا حسام، أنا مبقتش قادرة أتحمل إسلوبك العدائي المستفز اللي بتتكلم بيه عن أخويا أكتر من كدة.

تحدث هو بصوت حنون ليمتص غضبها الذي أصابها إهدي يا قلبي، إنت زعلتي ليه كده، أنا مقصدش أبدا المعني اللي وصل لك من كلامي، أنا خايف عليكي يا ريم، هي الفلوس دي مش هتدخل بيتنا وتبقا بتاعت ولادنا في المستقبل، يبقي من الطبيعي أخاف عليكي وعليها.

نظرت له بإستغراب ولامت حالها على أنها لم تكتشف ذلك الوجه القبيح لحسام من ذي قبل!

أتت إليهم أمال وتحدثت مرحبه أهلا يا حسام.

وقفت ريم متحدثه بإستئذان بعد إذنكم.

إستشاط داخله من تمرد تلك الريم عليه ولأول مرة، وشعر بالريبه أنه ولأول مرة لم يستطع إغوائها والسيطرة عليها كليا.

في اليوم التالي.

وبالتحديد داخل منزل حسن نور الدين.

كان المنزل يأج بالزائرين الذين أتوا لحضور حفل السبوع الخاص بطفل هادي الجديد.

كانت الحديقة مزينة بالبالون المعلق بألوانه المبهجه الخاصة بتلك المناسبة، وبعض أفرع الزينة الخاصة بهذا الإحتفال وأيضا وضعت طاولات مستطيلة بطول الحديقة بأكملها تلتف حولها بعض المقاعد لإستقبال المعازيم.

كان يقف أمام المنزل بإنتظار فريدة التي إقترب موعد وصولها هي وعائلتها!

خرجت لبني إليه وتحركت بدلال أنثوي تحت أنظارة المعجبة بشياكتها وأناقتها الزائدة عن الحد، والتي تأنقت بها خصيصا لمواجهة غريمتها فريدة التي ولأول مرة ستراها.

تحركت وأقتربت منه قائلة بصوت أنثوي واقف كدة لية يا هشام؟

أجابها بنبرة صوت حماسية متعمدة أشعلت نيران الغيرة داخلها مستني فريدة، أصلها أول مرة تيجي هنا وخايف لتتلغبط في العنوان!

هزت رأسها بإبتسامة حاولت بها تخبأة نيرانها المشتعله وأردفت قائلة هي مجتش هنا خالص من وقت ما أتخطبتم؟

إنتظرت حتى يعيرها إهتمام ويجيبها ولكنه وبلحظة تخطاها وتعمد تجاهلها حين نظر بعيناه ووجد فريدة تتحرك بسيارتها بإتجاهه.

تحرك سريع وفتح لها باب السيارة ليستقبلها بلهفة عيناه التي تنظر إليها بإنبهار تام من شدة جمالها الأخاد وأناقتها الغير معهودة،
فحقا مؤخرا وتحديدا بعد عودة سليم أصبحت فريدة تهتم لأناقتها وجاذبيتها بشكل ملحوظ.

علي عكس السابق حيث كانت ترتدي ثيابا عملية أكثر منها جذابة وأنثوية،
مد لها يدة وهو يتلمس يدها وينظر داخل عيناها بوله وعشق ظاهر للكفيف.

نظرت لبني بقلب يتمزق إلى معشوقها الأول والأخير وهو يتطلع بنظرات يملئها الغرام والوله إلى غريمتها التي أعلنت الحرب عليها حتى من قبل أن تراها، وزاد كرهها وعدائها لها حين رصدت تلك النظرات التي تفوقت بمراحل على نظراته السابقة لها.

تحرك هشام لإستقبال عايدة وقبل يدها بسعادة مردف نورتي المنطقة كلها يا ماما.

إبتسمت له عايدة وأردفت قائلة بحب المنطقة والدنيا كلها منورة طول ما أنت فيها يا حبيبي!

ثم حول بصرة إلى نهلة ومد يده يصافحها بإحترام أهلا بعروستنا الجميلة!

إبتسمت نهلة بسعادة وتحدثت مبروك على البيبي يا هشام، عقبال فرحك على فيري!

حول بصرة سريعا إلى فريدة وتحدث بعيون متلهفة يارب يا نهلة، يسمع منك ربنا!

ثم تحرك بجانب فريدة وأشار لهم بالدلوف إلى الداخل لكنه توقف حين وجد لبني بوجهه، شعر بالإرتباك لا يدري لما، وقف وأشار لها بالتعرف إلى نهلة وعايدة.

حتي وصل إلى فريدة فنظر إلى فريدة وأردف قائلا بنبرة فخورة قوية فريدة، خطيبتي!

ثم أشار إلى لبني وتحدث إلى فريدة لبني بنت خالتي!

نظرت فريدة إليها بإستغراب لعدم علمها بوصول لبني من دبي، ولكنها تلاشت تلك النقطة وتحدثت بوجة بشوش ونبرة مرحبة أهلا وسهلا يا لبني!

نظرت لها لبني نظرة غامضة وأردفت قائلة بنبرة باردة خالية من أية مشاعر أهلا بيك!

نظر هشام إلى لبني بضيق ثم دلف للداخل بجانب فريدة تارك لبني خلفه تستشيط غضب من عدم تقديرة لها.

في الداخل رحب الجميع بفريدة ووالدتها وشقيقتها وقدمت عايدة ونهلة الهدايا للمولود ووالدته.

ثم تقدمت فريدة بجانب هشام ومدت يدها بتلك الهدية التي إختارتها هي على ذوقها ودفع ثمنها هشام وتحدثت ألف مبروك على البيبي يا دعاء، يتربي في عزكم إن شاء الله!

إبتسمت دعاء وأردفت قائلة بشكر تعبتي نفسك ليه يا فريدة، أردهالك يوم فرحك إن شاء الله.

أمن الجميع خلفها وتحدثت سميحة بحب عقبال فرحك إنت وهشام يا فريدة!

أردف هشام قائلا بإبتسامة وتمني يارب يا ماما، يارب!

نظرت للأسفل خجلا وجلست بجانب دعاء،
دلفت رانيا للداخل وأقتربت من فريدة وأردفت قائلة بنبرة ساخرة وهي تقبلها برياء أخيرا إتنازلتي وشرفتينا يا فريدة!

خجلت فريدة من تلميحات رانيا السخيفه في حين تحدثت عايدة معللة معلش يا بنتي، أصل عمك فؤاد صعب في تحكماته شويه بخصوص البنات!

أكدت سميحة على حديثها قائلة بإحترام أشعل رانيا ونعم التربية يا حبيبتي، ما أسمهاش تحكمات، إسمها تربية صحيحة وتشرف.

نظر هشام إلى رانيا باقتضاب وأردف قائلا وأهي جت وشرفت يا رانيا، المفروض يبقا الترحيب ب نورتي البيت، شرفتينا، مش كدة ولا أيه؟

إبتسمت له رانيا إبتسامة خبيثه وتحدثت نورتينا يا فريدة.

حمل هشام الصغير ومد يده إلى فريدة التي تلبكت وسعد داخلها ولم تدري ماذا عليها أن تفعل، إبتسم لها هشام بحنان وأردف بنبرة هادئة أفتحي أديكي.

إبتسمت بتوتر وفتحت ذراعيها وتلقت الصغير تحت سعادة قلبها ولهفته،
نظرت بوجهه الملائكي ومالت على وجنته الوردية اللون ذات الملمس الحريري وتلمستها بشفاها الناعمة وهي مغمضة العينان،
تحت أنظار هشام الذي ذاب قلبه من مجرد مظهرها وهي تقبل ذلك المحظوظ.

أردف قائلا بدعابة بالراحة على الولد وعلى قلبي يا باشمهندسة، لا أنا ولا هو قد اللي بتعملية ده!

ضحك الجميع على دعابة هشام، أما فريدة التي خجلت من كلماته وتلميحاته،
إبتسمت ومدت يدها بالصغير إلى سميحة التي إبتسمت وتحدثت بحنان ونبرة سعيدة عقبال فرحك على الغالي يا حبيبتي.

إبتسمت لها وتحدثت بهدوء متشكرة يا ماما.

كانت لبني تراقب الوضع في صمت وتحاول تقييم العلاقة بين فريدة وهشام من خلال رؤية إنفعالات نظراتهما وحديثهما لبعضهما البعض.

وبعد مدة كان الجميع في الحديقة يمارسون الطقوس والعادات المصرية الخاصة بتلك المناسبة المبهجه.

إنتهي الإحتفال تحت سعادة الجميع إلا من لبني ورانيا.

تحركت فريدة مع عائلتها لتستقل سيارتها عائدين إلى منزلهم، ويجاورها هشام الذي يتحرك بجانب فريدة، إستقلت والدتها المقعد الأمامي أما نهلة تحركت وجلست بالخلف، وقفت فريدة تطالع هشام الناظر لها بعيون هائمة فتسائلت هي بإستفهام مقولتليش يعني إن لبني رجعت من دبي؟

نظر لها وتحامل على حاله وأجابها بلامبالاة وعدم إهتمام مصطنعين مجتش فرصة، وبعدين الموضوع كله لا يعنينا بشيء.

إبتسمت له وأردفت قائلة بنبرة حنون ممكن تيجي بكرة بالليل تقعد معايا شوية؟

تراقص قلبه فرحا وشعر برجولته وأنه وأخيرا بدأ بالإستحواذ على قلب فريدة.

فأجابها وهو ينظر إليها برجولة وتفاخر هو أنا بقيت أوحشك أوي كدة، مش قادرة تتحملي فكرة إن بكرة أجازة من الشغل ومش هتشوفيني؟

إبتسمت خجلا وأردفت بتهرب تصبح على خير يا هشام.

رد بصوت ولهان أصبح على خير أيه، إنت فاكرة كدة إن اليوم خلص، أنا عاوز أسهر معاكي على الفون إنهاردة، روحي ولما البيت يهدي هنا وكل الناس تمشي هكلمك،
وأكمل برجاء إوعي تنامي؟

أجابته بوجه سعيد لسعادته هستناك!

وأنتهي الإحتفال وأنسحب الجميع إلا من لبني التي قررت أن تقضي ليلتها في منزل خالتها متحججه بأنها ستساعد خالتها في تنظيف تلك الفوضي التي خلفها الإحتفال.

بعد مدة خرج هشام إلى الحديقة كي يتحدث إلى فريدة عبر الهاتف.

وقبل أن يخرج هاتفه من جيب بنطالة إستمع إلى صوتها الرقيق من خلفه حلوة خطيبتك على فكرة.

إستدار لينظر لها وأردف بهدوء متشكر يا لبني، إن شاء الله قريب تلاقي إنسان كويس يفهمك وتكملوا حياتكم مع بعض!

إبتسمت بألم وظهر الحزن داخل مقلتيها وتحدثت بنبرة بائسه للأسف مش هيحصل يا هشام، أنا مش عاوزة أظلم حد معايا أكتر من كدة، كفاية الإتنين إللي إتخطبت لهم قبل كده وكسرت قلبهم!

نظر لها بعيون تائهه حزينه لأجل غيمة دموع الألم والندم التي تسكن مقلتيها كلما نظر إليها، وتحدث بهدوء ليه مصره تسجني روحك في ذكريات الماضي يا لبني، ليه متديش لنفسك فرصة تحبي وتعيشي من جديد؟

وأكمل محفزا إياها علي فكرة الموضوع سهل وممكن، وأشار بسبابته إلى صدره كمثال وأنا أكبر مثال قدامك أهو، لكن إنت إللي مش مديه لنفسك الفرصة يا لبني، أخرجي برة دايرة الماضي إللي بتلفي فيها طول الوقت وأسمحي لقلبك يعيش و يتنفس.

نزلت دموعها بألم وتحدثت بشهقات متقطعه حاولت ومقدرتش يا هشام، والله حاولت، وهزت رأسها بدموع وأردفت قائلة بضعف بس الموضوع مش بإيدي صدقني، غصب عني مش قادرة أخرجك من جوايا، حبك بقا بيجري في دمي يا هشام، مش قادرة أتخيل نفسي جوة حضن راجل غيرك!

إنتفض داخله برهبه وسعد من حديثها الذي أشعره بالفخر وبرجولته، وبالحنين إلى ماضي مازال يسكن روحه ويريد الخروج، لكنه يكبته ويضغط عليه بكل ما أوتي من قوة.

حاول تهدئة حاله وعدم السماح لحاله بالتمادي والإنجراف وراء تلك المشاعر التي تريد من يطلق لها العنان.

وأردف قائلا بهدوء عكس ما بداخله صدقيني إنت إللي واهمه نفسك بكدة، إن شاء الله هتقابلي الشخص المناسب وتحبية.

هزت رأسها رافضتا حديثة قولت لك حاولت ومقدرتش.

ثم أكملت برجاء وعيون متوسلة أنا مش عاوزة حاجه من الدنيا كلها غيرك يا هشام، وكل إللي بطلبه منك هو إنك تسيبني أحبك ومتبعدنيش عنك.

كاد أن يعترض لكنها أوقفته بنبرة متلهفه أنا مش هضايقك خالص ولا حتى عوزاك تتجاوب معايا، أنا كل إللي بطلبه منك إنك تسمحي لي أفضل قريبه منك، يعني لما أكون مخنوقه ومشتاقة لك تسمح لي أكلمك وأشوفك و تسمعني، مش أكتر من كده.

شعر بحيرة داخله وكمية مشاعر مبعثرة ومشتته وغير محددة،
وأردف قائلا بإعتراض بس أنا مش هعرف أعمل كدة يا لبني، لأني ببساطة بحب فريدة ومش هسمح لنفسي إني أأذي مشاعرها، فريدة متستاهلش مني كده!

أجابته بعيون متوسلة ونبرة صوت مترجيه صادقه أنا عارفه إنت قد أيه بتحبها ومتفهمه لده كويس أوي، بس وحياة الحب إللي كان بينا يا هشام لتوافق تخليني جنبك، أنت لو بعدت عني أنا ممكن أفكر أخلص من حياتي كلها!

نظر لها برعب دب داخل أوصاله من فكرة خسارتها، وتحدث معنفا إياها أيه الهبل إللي بتقوليه ده، إنت إتجننتي يا لبني، إزاي تفكري في كدة؟

أجابته بدموع وألم عاشقه يمزق داخلها يا هشام إفهمني، أنا حياتي من غيرك زي عدمها، ده إللي إنت مش قادر تفهمه، أرجوك متحرمنيش من سعادة قلبي في قربك!

زفر بضيق وفكر قليلا ثم أتخذ قرارة بالموافقه، ظنا منه أنه سيقربها منه ولكن لم يسمح لمشاعرة بالإنجراف وراء ماضيه معها، والذي يخشي خروجه ورجوعه مرة أخري طيلة الوقت.

هز رأسه بموافقه وأبتسامة خفيفه، تحت سعادتها اللامتناهيه، لم تشعر بحالها إلا وهي ترتمي داخل أحضانه وتشكرة بعرفان.

إهتز جسده وأقشعر من تقربها المفاجيء، وفجأه شعر بنفس مشاعرة الماضيه لها بل وأشد، شعر بروحه تحوم في سماء الهوى، كاد أن يندمج معها ويذهب لماضيه الجميل، لكنه وبلحظه وعي على حاله وأبعدها سريع.

وهو ينظر إليها ويبتلع لعابه من هيئتها وهي سعيدة، كم كانت فاتنه، بل رائعة الجمال.

تحدث بحده وتهديد مصطنع أخر مرة تعملي التصرف ده تاني وإلا هرجع في وعدي ليكي، مفهوم؟

هزت رأسها بسعاده وأردفت بنبرة خجلة أنا أسفه يا هشام، بس بجد محسيتش بنفسي من شدة فرحتي.

نظر لها وهز رأسه بتفهم وأبتلع لعابه من شدة تأثرة
كان كل هذا يحدث تحت أنظار تلك الرانيا التي تقف مختبئه في زاوية من زوايا شرفتها تراقب ذلك اللقاء بقلب سعيد ومنتشي.

وأيضا غادة التي تراقب ذلك اللقاء بقلب حزين من شرفة المطبخ.

إنسجم معها بالحديث حتى أنه نسي أمر فريدة التي وعدها بإنتظاره لمحادثتها، ولكنه إنشغل عنها وجلس مع لبني يتسامران بقلوب طائرة.

تري ما الذي يحمله الغد لعلاقة هشام ولبني؟

بعد عدة أيام.

داخل مدينة السلام كما لقبت
مدينة شرم الشيخ، مدينة السحر والجمال، حيت الهواء النقي والمناظر الطبيعية الخلابة التي تجذب البصر إليها وتريح النفوس.

كانت تتحرك أمام البحر بأصوات أمواجه الهائجة المتمردة، أمسكت هاتفها وضغطت زر الإتصال وأنتظرت ليجيب سليم عليها كي تطمئن عليه.

أما عند سليم الذي كان يقبع فوق تخته متسطح يغفو بجسد منهك، داخل ال Suite المتواجد بالفندق الذي إنتقل إليه فور سفر عائلتة مع عائلة علي للإستجمام!

إستمع إلى رنين هاتفه بدأ بفتح عيناه بتثاقل، زفر بضيق لعدم أخذه القسط الكافي من النوم وعدم راحة جسده المنهك.

مد يده وألتقط الهاتف من فوق الكومود ونظر به وأجاب على الفور حين وجد نقش إسم والدته
سليم بصوت ناعس متحشرج صباح الخير يا ماما.

أجابته أمال بحب ولهفة أم صباح النور يا باشمهندس، صوتك بيقول إنك لسه نايم؟

تنهد سليم وهو يتمطئ وأجابها وهو يجلس فوق التخت لسه والله يا ماما، كان عندي شغل كتير بالليل ونمت متأخر.

وأكمل مضيقا عيناه بتساؤل وفضول خير يا حبيبتي، أيه اللي مخليكي تتصلي بدري كده؟
بابا وريم كويسين؟

أجابته بهدوء ليطمئن كلنا بخير يا حبيبي، أنا بس حبيت أقول لك إننا حجزنا و راجعين القاهرة إنهارده بالليل، فياريت تجهز شنطتك وتعمل check out قبل متنزل على شغلك وترجع من الشغل على البيت.

أجابها بهدوء خليها لبكرة يا ماما، مش هتفرق من يوم.

أردفت بحنين ومشاعر صادقه يا حبيبي وحشتني وعاوزة أملي عيني منك، مش كفايه إن أجازتك قربت تخلص وملحقتش أقعد معاك ولا أشبع منك، ده أنت حتى مرضيتش تيجي تقضي معانا الإسبوع بتاع شرم يا سليم!

سعد داخله من مشاعر والدته الصادقة التي وصلته، وأردف قائلا بسعادة أمال هانم تؤمر وأنا عليا التنفيذ، وصدقيني يا حبيبتي لو عوزاني أخد أول طيارة رايحه شرم وأجي لك حالا مش هتأخر!

إبتسمت وأنتشي داخلها بسعادة وأردفت بحب ربنا يخليك ليا يا حبيبي، متنساش تروح على البيت على طول، أنا خليت هنيه تعمل لك الأكلات اللي بتحبها، وكمان خليتهم يملوا الثلاجه فواكة وحلويات، يعني البيت فيه كل حاجه ممكن تحتاج لها.

أغلق مع والدته وتحرك من تخته ووقف بوسط ال Suite وبدأ بممارسة تمارينه الصباحيه، وبعد مده كان يقف تحت صنبور المياه ليستحم، وخرج من جديد وبدأ في ارتداء ملابسه.

وبالفعل لملم أشيائه وأغلق حسابه بالأوتيل ووضع حقيبته بالسيارة وتحرك ذاهب إلى مقر الشركة التي تعمل بها فريدة.

كانت تجلس خلف مكتبها منهمكه في عملها، منكبه على أوراقها الموضوعه أمامها، إستمعت إلى طرقات خفيفه فوق الباب، سمحت للطارق بالدلوف قائلة بصوت جاد أدخل.

دلف سليم وتحرك إليها وبلحظه توقف عن الحركة، نظر إليها بوله وقلب هائم فقد إشتاقها حقا وأشتاق الحديث معها، إشتاق النظر لعيناها، الوقوف أمامها والقرب من جسدها المهلك لروحه، النظر لكريزتيها المهلكه لرجولته،
صرخ قلبه مطالبا إياه بالركض إليها وجذبها من خصرها وإلصاقها بصدرة وضمها بقوة ليشبع روحه العطشه لها ولرائحتها المميزة.

أما فريدة التي كانت تجلس منكبه على أوراقها، لا تبالي بذلك الواقف أمامها وروحه تحترق من شدة الإشتياق.

وبلحظه حسم أمرة ونظف حنجرته وتحدث بصوت غلب عليه طابع الحنان رغما عنه صباح الخير يا باشمهندسه!

كانت منشغله لأبعد الحدود بفحص أوراقها وبلحظه إشتعلت جميع حواسها وأنتفض قلبها بنشوة وبسرعة البرق رفعت بصرها تنظر إليه بعيون مشتاقه متفحصه لكل إنش بوجهه، إشتعل داخلها من هيئته المهلكه لروحها،
فقد كان يرتدي حلة سوداء وقميص أبيض يطلق العنان لزرائرة العلوي ليظهر منه صدرة الملفت للنظر والمهلك لروحها العاشقه.

وبلحظه عادت لوعيها وغضت بصرها بسرعة البرق وأستغفرت ربها وطلبت منه العفو والمغفرة.

أما هو فقد طار داخله وسعد وتفاخر برجولته حين رأي عشقها ولهفتها الظاهرة بعيناها التي تنطق غراما ولهفه
وبلحظه تذكرت هي وجه والدته وهي تكيل لها وابل الإهانات والإتهامات الباطلة،
فحسمت أمرها سريع وأعتدلت بجلستها ورسمت على ملامحها الجمود وأردفت قائلة بصوت جاد أهلا يا باشمهندس، خير؟

هز رأسه بإستسلام لتحولها السريع وكبتها لمشاعرها الصادقة.

إبتسم لها وأردف قائلا بهدوء أكيد خير يا باشمهندسه، وأكمل متحجج كنت عاوزك تبعتي لي ملف وعلى فكرة كلمت مستر فايز عليه قبل ما أدخل لك على طول!

هزت رأسها بتفهم وأردفت قائلة بعمليه ومن غير ما تستأذنه يا باشمهندس، حضرتك بعد توقيع الشراكه أصبحت عضو رسمي معانا ومن حقك تطلع على أي ملف خاص بالشركة، ومستر فايز بلغني إن أي حاجه حضرتك تحتاج لها أنفذهالك فورا.

تحرك إليها ووضع كفيه فوق المكتب ساندا عليه بساعديه القويتان ومال برأسه عليها حتى إقترب منها كثيرا.

ومرر لسانه فوق شفتاه بطريقة مثيرة أذابت حصونها وجعلت داخلها يتهاوي وأردف قائلا بإثارة ووقاحه أي حاجه أي حاجه؟

إبتلعت لعابها بصعوبه من هيئته المهلكه لإنوثتها وأردفت قائلة بتلعثم ونبرة خجله من فضلك إبعد يا باشمهندس، وياريت بلاش إسلوب المراوغه في الكلام ده لأني مبحبهوش!

إبتسم لها وتحدث بمراوغه وعيون ساحرة طب متجربي تحبيه، مش يمكن يعجبك؟

إرتبكت بجلستها من تلميحاته وأردفت بتساؤل بنبرة جاده هو أيه ده حضرتك إللي ممكن يعجبني؟

إعتدل بوقفته ووضع يداه داخل جيب بنطاله وأصبح جذابا بطريقة جعلت قلبها المسكين يصرخ طالبا منه الرحمه،
وضحك برجوله هدمت ما تبقي من حصونها قائلا إسلوبي يا باشمهندسه،
وأكمل بوقاحة ولا، إنت فهمتي حاجه تانيه من كلامي!

وقفت بحزم ورسمت الجمود فوق ملامحها وأردفت بقوة ولا تانيه ولا تالته، إتفضل حضرتك على مكتبك وأنا خمس دقايق وهبعت لسيادتك الملف حالا،
وأكملت بحده وعمليه أي أوامر تانيه حضرتك؟

إبتسم لها وتحدث بنبرة صوت هادئة حاليا لا، لكن أكيد هاجي لك تاني، وقريب أوي.

وأردف قائلا بحنان وهو يتحرك نحو الباب شكرا يا فريدة.

تحرك خارجا وأغلق خلفه الباب، تنفست هي الصعداء وكأنها كانت ممنوعه من التنفس وألقت بحالها فوق مقعدها وأغمضت عيناها بإرتباك.

أمام جامعة القاهرة.

كان يقف عبدالله بإنتظار نهلة ليصطحبها كي يتناولان الغداء سويا بإحدي المطاعم وذلك بعد أن إستطاع أخذ الإذن من والدها بالخروج معها.

تحركت وهي تخطو خطواتها خارج الحرم الجامعي تحت سعادتها اللامتناهية، رأته يقف بعيدا بطلتة الساحرة لقلبها العاشق، تحركت إليه سريعا
قابلها هو بفرحه عارمه، فها هو أول لقاء لهما معا بالخارج ومصرح به من والدها أيضا!

مد يده لها محتضنا كف يدها الصغير بحنان ونظر بعيناها الخجله قائلا أزيك يا نهلة.

أجابته وهي تنظر داخل مقلتيه البنيتين قائلة بصوت يرتجف من شدة خجلة وسعادته معا أزيك إنت يا عبدالله!

إبتسم لها وأردف قائلا بحب تعرفي إني طول عمري بحب إسمي ومعتز بيه أوي، لكن حبيته أكتر وحسيت قد أيه هو مميز لما سمعته من بين شفايفك.

نظرت له وأردفت قائلة بملامه محببه وبعدين معاك يا عبدالله!

أجابها بعيونه الساحره عيون وقلب عبدالله.

إبتسمت خجلا فأشار لها بالتحرك إلى السيارة وبالفعل تحركت وأستقلت بجانبه سيارته البسيطة الحال وهي بقمة سعادتها!

وصلا معا إلى إحدي المطاعم المتوسطة الحال، سحب لها المقعد بكل إحترام تحت شدة سعادتها، جلست بهدوء وتحرك عبدالله وجلس بالمقابل ونظر لها بإبتسامته البريئه.

أتي إليهما النادل وتحدث بإحترام مساء الخير يا أفندم، نورتونا.

ومد يده إلى عبدالله وناوله قائمة الطعام
نظر عبدالله إلى حبيبته وأردف قائلا بحنان ها يا حبيبتي، تحبي تاكلي أيه؟

إبتسمت له وأردفت خجلا عادي، إللي تختارة!

رد عليها بتصميم وهو يناولها قائمة الطعام بإحترام أنا نفسي هاكل على ذوقك، يلا إختاري ليا وليكي!

إبتسمت وهي تنظر إليه بعيون هائمة سعيدة من إهتمامه بها،
ثم نظرت إلى القائمة وأردفت قائلة وهي تنظر إلى النادل وتحادثه بإحترام لشخصه ياريت لو سمحت تجيب لنا إسكالوب بانيه وبطاطس محمرة ومعاهم أسباجتي وسلطة خضرا.

إبتسم لها عبدالله لمعرفته أنها طلبت تلك الوجبه خصيصا لمعرفتها بعشقه لها!

إنصرف النادل ونظر لها ذلك العاشق بعيونه البنية اللون الساحرة وأردف قائلا طلبتي الإسباجتي والإسكالوب علشاني، صح يا نهلة؟

أجابته بعيون هائمه وروح طائرة سعيدة لو قلت لك إنهم بقوا وجبتي المفضله أنا كمان هتصدقني؟

أجابها سريع بصدق هصدقك لسبب واحد، إن أنا كمان بقيت بعشق كل تفاصيلك وكل حاجه بتحبيها.

وأكمل بعيون مغرمه وصوت هائم عاشق بحبك يا نهله، بحبك وبقيت بحسب الأيام والليالي اللي فاضله على ميعاد جوازنا، وأكمل بإشتياق سنتين كتير أوي يا نهله، ياتري هقدر أتحملهم؟

أجابته بوجه يشع إحمرارا من شدة خجلها إن شاء الله هيعدوا بسرعه يا عبدالله.

رد بلهفه يارب يا قلبي، يارب.

ضلا يتحدثان بسعادة وقلوب متراقصه حتى أتي النادل إليهما وأنزل لهما الطعام وبدأ بتناوله تحت نظراتهم العاشقه لبعضهما!

في مساء اليوم التالي!

وبالتحديد داخل النيل، كانت فريده وهشام يصعدان إلى يخت فخم مخصص لإقامة الحفلات والمناسبات وذلك لتلبية دعوة علي وزوجته أسما لحضور حفل يوم ميلاد طفلهما السعيد سليم،
كانت أسما وعلي يقفان عند مقدمة اليخت لإستقبال باقي الضيوف حتى يكتمل العدد ويبلغوا القبطان بالتحرك داخل المياة ليبدأ الحفل.

كان الجميع بإنتظار أخر شخصان حتى يتحرك اليخت ويبحر،
وفجأة ظهرت هي وهشام بطلتها البهيه، كانت أشبة بحوريات الجنة بثوبها الحريري بملمسه الناعم، ولونه الأزرق الأخاذ للبصر، ومطرز بتطريز رقيق للغايه وحجابها الأو وايت الذي جعل منها ملكة متوجه،
كانت مبهرة بمقلتيها الرماديه وشفتاها الكريزيه ووجها الصافي الغير متكلف.

جذبت إنتباه الجميع حين دلفت بجوار ذلك الأنيق ذو الطلة الرجوليه بجسدة الرياضي ومظهره المنمق.

إشتعل داخل سليم وصرخ قلبه حين رأي ذلك الهشام وهو يمسك يدها لتصعد سلم اليخت.

إبتسمت فريدة إلى أسما وأقتربت عليها وقبلتها بود قائلة كل سنه وسليم بخير وسعادة.

أجابتها أسما بوجه بشوش وإنت طيبه يا فريدة، مبسوطة جدا إنكم جيتم!

ثم نظرت إلى هشام وهزت برأسها كتحية له وتحدثت بترحاب نورتنا أستاذ هشام!

أجابها بإحترام ووجه بشوش متشكر يا أفندم وكل سنه وأنتم طيبين!

ثم حول بصره إلى علي وتحدث بإحترام أزيك يا باشمهندس!

أجابه علي بإبتسامة ترحاب تسلم أستاذ هشام، نورتنا يا باشا!

وأشار لهما بالدخول والجلوس ثم أخبر مساعد القبطان بإكتمال العدد، وتحرك اليخت.

في تلك الأثناء أسرع الصغير إلى فريدة التي رأها مسبقا ولكنه ضل متذكرا إياها، قابلته فريدة بحب شديد وترحاب!

ثم تحركت فريده وهشام وجلسا بعد أن ألقوا التحيه على الحضور دون سلام باليد، عدا والدة على ووالده وأيضا عائلة أسما.

كان ينظر أمامه بلامبالاه إصطنعها لحاله حتى لا يشعر عليه أحد ولا لألمه!

أما أمال التي نظرت إلى فريدة بكبرياء وغرور مما أستدع فريدة إلى رد تلك النظرة لها وبنفس درجة الكبرياء والتحدي.

نظر سليم عليهما مضيق عيناه بإستغراب وهو يري تبادل نظرات التحدي الظاهرة بعيناهما بعضهما البعض،
وبلحظه ودهاء معهود هو عليه بدأ يربط بين تغير فريدة الكلي بمعاملته، وبين هدوء وأستكانة والدته في الفترة الأخيرة!

وفهم أن لقاء الجبابرة الذي كان يخشاه قد حدث بالفعل، ولكن كيف وأين، هو لا يدري.

تلك المرة قد جري الماء من تحته ولن يشعر هو به!

فإحتقر غبائه وحزن ولعن حاله ولامها على عدم رؤيته ورصد كل ما يدور من حوله من جميع الإتجهات.

لاحظ قاسم هو أيضا صراع النظرات المتبادله بين سليم، أمال، فريدة التي تعرف على شخصيتها من نظرات الوله التي تنطلق من مقلتي ولده بإتجاه تلك الفريدة.

مال على أذن أمال وهمس بذكاء بردوا نفذتي إللي في دماغك وروحتي هددتي البنت يا أمال!

إلتفتت إليه سريع بنظرات حائرة ونطقت بتساؤل وإنت عرفت منين يا قاسم؟

إبتسم ساخرا وأجابها بدهاء من أسلحة الدمار الشامل المتبادلة اللي خارجه من عيونكم لبعض إنت وهي.

وأكمل بإطراء بس تصدقي إن إبنك معزور، البنت فعلا زي القمر وجذابه جدا، ده غير إنها شيك ومنمقه في نفسها والذكاء باين أوي من نظرة عنيها!

إبتسمت ساخرة وتحدثت بتهكم وتفتكر إن دي مقومات تشفع لها وتخليني أتنازل وأتغاضي عن أصلها ونشأتها؟

تنهد قاسم براحه وأجابها بتأكيد على حديثها عندك حق طبعا، أنا كنت بحاول أشوفها بعيون سليم مش أكتر!

إبتسمت بإنتصار وتنفست بهدوء وراحة!

أما سليم الذي تابع بتدقيق ملامح والديه وحركة شفاههما وحاول جاهدا قراءة ما يدور بينهما وفهم من حركة الشفاه والنظر إلى فريدة أن والدته قد إقترفت كارثة ما.

تحرك سليم إلى فريدة ووقف بقبالتها هي وهشام وأردف قائلا بإبتسامه يخبئ خلفها ناره المشتعله مساء الخير، أزيك يا باشمهندسه!

أجابته بإقتضاب وملامح جامدة فهم منها أن ماكان يخشاه قد تم بالفعل أهلا بحضرتك.

ثم حول بصره إلى هشام وتحامل على حاله وأبتسم بزيف وتحدث من بين أسنانه أزيك يا أستاذ هشام، أخبارك أيه؟

أجابه هشام بنظرة تحدي الحمد لله، أنا تمام جدا!

أتي علي إليهم بعدما لاحظ ضعف سليم داخل عيناه، وعدم سيطرته على حاله وقدرته على الإبتعاد عن فريدة وتركها لحالها بصحبة هشام.

إقترب علي عليهم وأشار إلى سليم بالجلوس على نفس الطاولة بعدما رحب بهما، وجلس هو الأخر مما أسعد سليم من تصرف صديقه وشعورة به وبقلبه المتألم
إرتعب داخل فريدة من تواجد سليم وهشام على نفس الطاولة،
بادر علي بالتحدث حتى يذيب جبل الجليد المتواجد بين هشام وسليم، ونظر لثلاثتهم موجه الحديث إليهم أخبار الشغل أيه يا أساتذه؟

أجابه هشام كله تمام الحمدلله!

أسترسل سليم حديثه بنبرة جادة إن شاء الله فيه إجتماع مهم بعد يومين لكل كوادر الشركة، وفيه قرارات مهمه لازم تتاخد علشان محتاجين نظبط الشغل أكتر من كدة.

ضيق هشام عيناه وتحدث بتهكم قرارات أيه دي اللي هتتاخد، بيتهيئ لي إن نظام الشركة عندنا ناجح جدا ومش محتاج لأي قرارات إضافيه، والدليل على كدة إن شركتنا محققه مكاسب مالية عاليه جدا السنة دي!

إبتسم له سليم ساخرا وأردف قائلا بتهكم أديك قولتها بنفسك، بيتهئ لك،
وأكمل بنبرة عمليه جادة عود نفسك يا أستاذ هشام إن دايما كل نقطه بتوصل لها فيه إللي أعلي منها واللي لازم تحارب علشان تطولها، وبعدها تبص على اللي يليها، النجاح ملهوش سقف يا حضرة المحاسب الناجح!

ثم حول بصرة إلى الجالسه تستمع لهم بصمت تام وكأن الأمر لا يعنيها وأكمل متسائلا لها بإهتمام أنت أيه رأيك في الكلام ده يا باشمهندسه؟

كانت تستمع إليه وشعور الذنب يتأكل داخلها لإحساسها الدائم بخيانتها ل هشام في حضور سليم.

تحاملت على حالها ونظرت إليه وأردفت بهدوء ومهنيه كلام حضرتك صحيح ويحترم طبعا، لأن من أسباب نجاح أي كيان إن القائمين عليه ميشعروش بالكمال أبدا، ودايما يسعوا للتطوير والتقدم فيه أكتر وأكتر!

نظر لها سليم بإعجاب لم يستطع مداراته تحت إشتعال صدر هشام الغائر،
ثم حول بصره إلى هشام وأشار إليها بكف يده محدث هشام بتأكيد شوفت يا أستاذ هشام، هو ده الرأي الصحيح للشخص الناجح اللي معندوش نقطة نهاية للنجاح.

ثم تبادل نظراته بين ثلاثتهم وأردف قائلا الطموح والنجاح ملهومش سقف يا أساتذه.

أتت إليهم أسما ووضعت يداها فوق كتفي زوجها بحنان ونظرت للجميع وأردفت بإبتسامه ممكن بقا تبطلوا كلام في الشغل وتقوموا علشان نطفي الشمع.

وقف هشام ومد يده إلى فريده كي يشعل داخل سليم ويثبت للجميع ملكيته لتلك الجميله الفاتنه،
إستشاط داخل سليم وغلي عندما وجد فريده تنظر إلى يده بتردد، ولكنها وبلحظه حسمت أمرها وسلمت له يدها بترحاب كي تقطع الأمل أمام سليم.

تحرك الحضور وألتفوا حول قالب الحلوي المخصص للإحتفال وبدأ الجميع بالتصفيق الخفيف والغناء
أما هشام فقد أتاه إتصال فاضطر أن يتحرك بعيدا ليجيب على والده.

إقترب سليم مستغلا الوضع وأنشغال الحضور بالغناء، قرب فمه من أذنها وتحدث بهمس عابث مثير أرعب جسدها قائلا بتوعد وحياتك عندي لأحاسبك على كل مرة سمحتي له فيها بإنه يلمس حاجة متخصوش، حسابك تقل معايا أوي يا فريدة، بس ولا يهمك، الحساب يجمع، ووقته قرب أوي!

إرتعبت أوصالها من همسه وأقترابه بهذا الشكل المثير، ولكنها تماسكت وضلت ناظرة أمامها بثبات مزيف حتى لا تلفت الأنظار إليها.

ولكن كان هناك من يراقب تقاربه منها والغل يتأكل قلبه، إنها أمال لا غيرها التي تأكدت من عشق إبنها الهائل لتلك اللعينه.

أتي هشام بعدما أبتعد سليم قليلا عن فريدة وأطفئ الطفل شموعه الثلاث تحت تصفيق حار من الجميع وبدأت الهدايا تنهال عليه من الحضور.

إقتربت فريده من الصغير وقبلته وأعطته هديتها هي وهشام تحت سعادة الطفل وشكره لها.

وبعد مده كانت تقف عند سور اليخت هي وهشام وهما منسجمان بالحديث ويضحكان بسعادة والإرتياح يظهر على ملاحمهما.

كان يقف بعيدا ذلك العاشق الولهان صاحب القلب الدامي الذي إشتعل قلبه وأحترقت روحه مما يراه أمامه، رفقا بقلبي أميرتي
فقد هرم ولم يعد لديه القدرة على تحمل الجراح بعد
. ألم يحن الأوان للصفح والغفران.

نظر عليه قاسم وتألم قلبه على حال صغيره وحالة الإشتعال الذي يداريها تحت ملامحه الجامدة الذي أتقن رسمها ببراعه، ولكن لم تنطلي على والده فهو أدري الناس به.

تحرك إلى إبنه ووقف بجانبه ووضع يده مربت على كتفه قائلا بحديث ذات مغزي متزعلش على حاجه مش من نصيبك يا أبني، أكيد ربنا شايل لك الأحسن والأفضل علشان يكافئك!

نظر إلى والده وأردف بنبرة قوية واثقه ومين اللي قال إنها مش من نصيبي يا قاسم باشا، يا عالم بكرة هيحصل فيه أيه، ربك خلاف الظنون!

نظر قاسم إلى ولده وتحدث بنبرة قلقه متسائلا ناوي على أيه يا سليم، ياريت يا أبني تفكر بعقلك قبل قلبك، فكر في مستقبلك وفي أولادك اللي هييجوا بعد كده.

نظر إلى فريده وتحدث بعشق يملئ صوته وعيناه وأردف قائلا بتفاخر طب بذمتك فيه أطهر من دي أم لأولادي، ولا أجمل من كدة مستقبل؟

ثم نظر إلى والده وأردف بعيون عاشقه متخليا عن كبريائة إبنك عاشق ولهان وبيتمني القرب والرضا.

وأكمل بوله سليم داب قلبه وأنتهي الأمر يا أبو سليم.

تنهد قاسم بحزن وشعر بغصة تقتحم صدرة، وغضب من حاله ومن زوجته على عدم شعورهما بقلب صغيرهما الذي أدماه الهوي وأذابه، وبدلا من أن يصطفا بجانب ولدهما ويدعماه، يقفان بوجهه ويحاربا قلب صغيرهما العاشق بكل ما أوتوا من قوة!

أما عن ريم التي كانت تنظر إلى أخيها بقلب حزين يتألم لأجله، إقتربت من فريدة وأردفت بإبتسامه ووجه بشوش أزيك يا باشمهندسه!

نظرت إليها فريدة وابتسمت ومدت يدها لها وأردفت بترحاب أهلا وسهلا يا ريم، إزيك، أخبارك أيه؟

أجابتها ريم أنا تمام الحمدلله.

نظرت فريدة إلى هشام وأشارت بيدها إلى ريم وبدأت بتقديمها دي ريم الدمنهوري يا هشام، أخت باشمهندس سليم، إتعرفت عليها في حفله الشركة.

ثم نظرت إلى هشام وأردفت قائله وده أستاذ هشام يا ريم، خطيبي وزميلي في الشركة.

نظر لها هشام بإحترام وأردف قائلا أتشرفت بمعرفتك أستاذة ريم.

ردتها ريم له.

وبعد مدة تحرك على وأسما ووقف بجانب فريدة وهشام.

وأثناء إنشغال على وهشام بالحديث وأندماجهما.

تحدثت أسما إلى فريدة قائله وهي تنظر إلى أمال فريدة، تعالي أعرفك على مامت سليم!

هزت فريده رأسها برفض سريع وأردفت بإعتراض وقوة لا يا أسما لو سمحتي، أنا مش حابه أتعرف على حد!

نظرت لها أسما وأستغربت طريقة رفضها العنيف والتي هي عكس طبيعتها الهادئة، ولكنها إحترمت رغبتها وغيرت مجري الحديث كي لا تزعجها أكثر!

إنقضي اليوم ورحل الجميع كل بإتجاهه تحت مشاعر مختلفه ومختلطه أيضا.

بعد أنتهاء الحفل عاد سليم بصحبة أسرته إلى منزلهم،
كادت أمال أن تتحرك داخل غرفتها إلى أن أوقفها صوت سليم الحازم لو سمحتي يا ماما،
إستدارت أمال ونظرت إليه فأكمل هو بقوة وملامح جامدة بيتهئ لي إحنا محتاجين نتكلم مع بعض شوية!

نظرت إليه أمال وأردفت بنبرة متهربه مش شايف إن الوقت متأخر على الكلام يا باشمهندس؟

أجابها بحده وحديث ذات مغزي بالعكس، ده هو ده الوقت المناسب للكلام يا أمي!

أغمض قاسم عيناه بأسي لعلمه ما سيتحدث به إبنه
فنظر إلى ريم وتحدث أدخلي أوضتك إنت يا ريم، غيري هدومك ونامي،
ثم نظر إلى سليم و أمال وتحدث بنبرة جادة أتفضلوا نتكلم جوة بدل ما الشغالين يتفرجوا علينا زي المرة اللي فاتت.

زفرت أمال بضيق وتحركت للداخل وتحرك خلفها قاسم وسليم وأغلق سليم باب الغرفه وتحدث إتفضلي يا ماما، أنا سامعك!

ضحكت بطريقة ساخرة وتحدثت أتفضل أقول أيه يا سليم، هو مين فينا اللي طالب يتكلم؟

أجابها بقوة حضرتك إللي هتتكلمي يا ماما، هتقولي لي شفتي فريدة أمتي وأزاي وفين؟

ونظر لها بتدقيق راصدا ردة فعلها.

كانت تتهرب من نظراته المتفحصه لها وأردفت بإنكار فريدة مين دي كمان اللي شفتها وأ.

كادت ان تكمل لكنه قاطعها بحده شفتي فريدة فين وأمتي يا أمي؟

رمقته بنظرة حادة وصاحت بنبرة غاضبه روحت لها بيتها ياسليم، روحت هددتها هي وأمها وعرفتهم مقامهم، عريتهم قدام نفسهم و وريتهم حجمهم الطبيعي!

جحظت عيناه من هول ما إستمع إليه وتحدث بذهول هو حضرتك بتتكلمي بجد؟
يعني إنت حقيقي روحتي إقتحمتي على الناس بيتهم
وأتهكمتي عليهم؟

ضحكت وتحدثت بنبرة ساخرة بيت أيه اللي إقتحمته عليهم يا سليم،
وأكملت بإشمئزاز أنا كان نفسي تيجي معايا علشان تشوف المزبله إللي عايشه فيها ست الحسن والجمال بتاعتك هي وأهلها وبيسموة بيت.

وأكملت بنبرة جاده تعرف يا سليم، أنا كنت شاكه إنها ممكن تكون بتحبك، لكن بعد ما رحت أنا وخالتك وشفنا عيشتها المؤرفة هي وأهلها، إتأكدنا إنها فعلا طمعانه فيك علشان تنشلها من القرف اللي هي عايشه فيه.

ونظرت إلى قاسم الذي يجلس يستمع فقط ولا يعقب وأكملت بتعالي وغرور لو شفت المنطقه اللي عايشه فيها يا قاسم، Oh No!

وأقشعرت بوجهها بإشمئزاز مكملة ولا مامتها، ياااااي، طالعه علينا من المطبخ رابطة شعرها بإيشارب ولابسه جلبية مرضاش أخلي رقية تنظف لي البيت بيها!

نظر لها بإندهاش وتحدث بذهول أمتي وأزاي إتحولتي وبقيتي بالصورة الشنيعة إللي ظاهرة قدامي دي؟

معقوله إنت أمي الست المكافحة إللي ضحت علشان أولادها وحرمت نفسها حتى من الاكل الكويس علشان تعلمهم؟

أول ما ربنا يدينا تتكبري وتسخري من خلقه بالطريقه البشعة دي؟

وأكمل وعلي فكرة بقا يا ماما، أنا شفت مامت فريدة، ست محترمه ومنمقة في لبسها ونظيفه جدا، حتى كلامها كلام ست واعيه وفاهمه الدنيا كويس جدا، وأحسن من ناس كتير عاملين فيها سيدات مجتمع وهما جواهم فاضي.

ثم حول بصره إلى والده وأردف مستغرب صمته حضرتك ساكت ليه يا بابا، معقولة حضرتك كنت عارف اللي ماما عملته وسكت وعجبك تصرفها؟

تنهد قاسم وأردف قائلا بنفي طبعا مكنتش أعرف يا سليم، ولو عرفت كنت أكيد منعتها إنها تعمل كده، واكمل بنبرة هادئة بس ده ميمنعش إن أمك من حقها تدافع عنك وتختارلك الأفضل،
يمكن الطريقه اللي إتصرفت بيها كانت غلط، لكن الدافع معنديش أي إعتراض عليه، أمك خايفه عليك يا سليم وده حقها.

أفحمه رد والده البارد وسحق داخله، وقف ينظر إليهما بشموخ وأردف قائلا بحسم أنا كمان من حقي أدافع عن إختياراتي وأحفظ كرامة البنت إللي بحبها واللي إن شاء الله هتكون مراتي وأم أولادي.

ونظر إلى والدته وتحدث بقوة وحزم قدام حضرتك إختيار من إتنين ملهومش تالت، الأول هو إن حضرتك تيجي معايا بكرة ونروح للست اللي حضرتك أهنتيها في بيتها وتعتذري لها، وأظن ده أقل شيئ نقدر نعمله علشان نرد ليها إعتبارها.

أجابت بقوة ونبرة مستفزة قبل أن يكمل علي جثتي يا سليم.

وأكمل والده معترضا بحده إنت إتجننت يا سليم، عاوز أمك تروح تهين نفسها وتعتذر لواحده في بيتها؟

رد سليم بقوة الست اللي حضرتك مستكتر إن أمي تروح تعتذر لها دي، أمي بنفسها هي اللي راحت لها نفس البيت ده واهانتها وأهانت بنتها فيه.

وأكمل بحده إحنا بنصحح أوضاع ليس إلا يا قاسم باشا!

تحدث قاسم برفض قاطع وأنا قلت مش هيحصل يا سليم!

إبتسم لأبيه وتحدث يبقا مفيش غير الحل التاني، وهو إني هيسيب البيت دالوقت حالا ومش راجع هنا تاني.

ردت بصياح إنت بتهددنا يا سليم، بتحطني قدام الأمر الواقع، يعني ياإما أروح أتزل لأم الشرشوحه بتاعتك وأعتذر لها، يا إما هتقاطعنا وتسيب البيت؟

أجابها بقوة رافع رأسه بشموخ بالظبط كده يا أمي!

إبتسمت ساخرة وأردفت بقوة مماثله وتحدي وأنا مش هروح يا سليم.

إبتسم لها وهز رأسه بإيجاب وتوجه إلى الباب وذهب لغرفته وبدأ بجمع أشيائة.

دلف والده قائلا وهو ينظر إليه إعقل يا سليم وبلاش تهور، مش معقول كل ما تختلف إنت وأمك تلم هدومك وتروح تقعد في الأوتيل، أظن إنت كبرت على حركات الولاد دي.

جمع أشيائة ونظر إليه قائلا أنا فعلا كبرت يا بابا، وده اللي حضراتكم مش قادرين تشوفوه ولا تفهموة، وعلشان كبرت فاسمح لي، من إنهاردة هكون مسؤل عن إختياراتي، ومن غير ما أشارك فيها أي حد.

حتي إحنا يا سليم؟ قالها قاسم بتساؤل.

أجابه سليم حضراتكم اللي إخترتم وحكمتم بكدة، مش أنا يا بابا.

وحمل حقيبته وخرج من الشقه إلى الأوتيل مباشرة تحت إشتعال أمال وكرهها أكثر وحقدها على تلك الفريدة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة