قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثامن عشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثامن عشر

رواية جراح الروح للكاتبة روز أمين الفصل الثامن عشر

داخل شركة الحسيني وبالتحديد بمكتب دكتور مراد
كان يجلس داخل مكتبه يفحص أوراقه الموضوعه أمامه بعناية.

إستمع إلى طرقات خفيفه فوق الباب فتحدث بهدوء أدخل.

خطت بساقيها المرتبكة للداخل ووقفت أمامه تنظر إليه خجلا وتحدثت صباح الخير يا دكتور.

نظر إليها بجمود وتسائل بحدة بالغه خير يا دكتورة؟

تنهدت من طريقته الحادة ولكنها تحاملت على حالها بعدما عاهدت نفسها على أن لا تغضب منه بعد الأن، وذلك لتعاطفها مع ظروف مرضه وحالته الإنسانية وأيضا تضامنا مع حالة والديه.

وتحدثت بإبتسامة هادئة وصوت رقيق أنا كنت حابه أشكر حضرتك على موقفك النبيل معايا قدام دكتور صادق، الحقيقه أنا كنت محرجه جدا ومش عارفه هواجه دكتور صادق إزاي لما يعرف إني كنت سبب مباشر في إللي حصل لحضرتك يومها.

كان ينظر إليها بجمود وقلب مشتعل غضب منها وتحدث بحده بالغه مكنش ليه لزوم تتعبي نفسك وتيجي لحد هنا تتحفيني برؤيتك البهية دي،
وأكمل بوقاحه لازمته مؤخرا والموضوع مش زي ما جنابك فاهمه، أخر همي شكلك قدام دكتور صادق أو قدام أي حد، كل الحكاية إنك ساعدتيني في اليوم ده وبقالك عندي دين، وأنا بقا محبش حد يبقا ليه عليا جمايل، وخصوصا إنت بالذات،
وأكمل مشمئزا فياريت متديش لنفسك حجم أكبر من اللي تستحقيه.

وأكمل مهددا وبالمناسبة، لازم تحمدي ربك على اللي حصل لي في اليوم ده، لأن لولا اللي حصل لي ولولا مساعدتك ليا وإني مبأذيش ولا بغدر بحد ساعدني وليه في رقبتي دين، كان زماني موريكي مقامك صح واللي تستحقة واحدة زيك.

وأكمل شبه طاردا إياها ودالوقت ياريت تتفضلي على مكتبك لأن وقتي ضيق ومعنديش إستعداد أضيعه في كلام فارغ.

تألم داخلها من تلك المعاملة التي أشعرتها بدونيتها وهي التي تربت على الكرامة وعزة النفس، إقشعر بدنها وحزن قلبها وشعرت بغصة مرة وقفت بحلقها وأختنقت عيناها بالعبرات، حتى أنها لم تستطع التحدث وأكتفت بهزت الرأس وتحركت للخارج بساقين تهتزان ألما وخجلا.

شعر بغصة تملكت من قلبه وألمته، نظر إلى طيفها بشرود وقلب يتألم لأجلها.

دق على مكتبه بعنف، وبات يعنف حاله بشدة على إطلاقه لتلك الكلمات الأشبه بطلقات الرصاص الذي أطلقها على تلك الرقيقه التي يبدوا عليها الرقه والطيبه والحنان!

ثم بلحظه أستفاق على حاله وحدثها، مابك مراد، إستفق أيها المغفل، لاتدع الفرصة لتلك المخادعه أن تلعب عليك وتخدعك بمكرها وقناع البراءة التي ترتدية بمهارة.

من تلك التي يرق قلبك لأجلها؟
ماهي إلا مخادعة صغيرة حقيرة كباقي بنات جنسها
إستفق بالله عليك وعد لرشدك وصوابك.

أما ريم التي ما إن خرجت من مكتبه حتى أسرعت إلى المرحاض وأغلقته وشرعت في بكاء مرير على كرامتها التي دهست تحت أرجل ذلك الغاضب،
والذي زاد من ألمها وكسر كبريائها أنها لم تقوي على صده وردعه، وذلك لأخذها وعدا على حالها لعدم إزعاجه من جديد لتعاطفها الشديد مع حالته وأيضا إكرام لضعف والدة أمامه.

داخل شقة غادة التي كانت تحادث زوجها عبر تطبيق الفيديو كول.

أردفت غاده قائلة بعيون مترجيه أرجوك يا خالد كفاية غربه لحد كدة وأرجع بقا، أنا خلاص تعبت ومش قادرة أتحمل أكتر من كده، ولادك كبروا ومحتاجين أب يعملوا حسابه ويخافوا منه، وأنا محتاجه لوجودك جنبي يطمني.

تنهد خالد ونظر إليها بحنين وأردف قائلا إهدي يا غادة أرجوك، صدقيني أنا كمان تعبت ويمكن أكتر منك، تعبت من الغربه والوحده والإشتياق،
يا غادة أنا نفسي أرجع وأعيش في بلدي وسط أهلي، نفسي أرجع من شغلي على بيتي ألاقي مراتي مستنياني وفتحالي دراعتها بحب وحنان، ألاقي ولادي حواليا، نفسي أقعد على سفرة وأكل أكل بيتي من أيد مراتي وحواليا ولادي وأحس بعزوتي.

وأكمل بحب أصبري يا غادة، صدقيني قريب جدا هتلاقيني بتصل بيكي وأقول لك إني راجع خلاص.

تنهدت بأسي وأردفت بتمني ياريت يا خالد لأني بجد تعبت ومش هقدر أكمل بالطريقه دي.

إستمعت لرنين جرس الباب، إتجه تميم إلى الباب وفتحه وتفاجأ بوجود لبني أمامه.

تحدثت إليه وهي تدلف للداخل أزيك يا تيمو، خالتو فين؟

أجابها الفتي ببشاشة وجه أهلا يا لبني، ماما جوة بتكلم بابا فيديو كول، أدخلي لها تلاقيها خلصت.

دلفت لبني بالفعل إليها وأشارت إلى خالد بيدها قائلة أنكل خالد، وحشتني، أخبارك أيه؟

رد عليها خالد لبني أزيك، بابا وماما عاملين أيه، سلمي عليهم كتير!

أجابته وهي تشير إلى غادة يوصل إكيد، غادة أنا هقعد برة مع تميم لما تخلصي مكالمتك.

وتحركت بالفعل ووقفت بالشرفة بجانب تميم حتى أتت إليهما غادة موجهه حديثها إلى تميم بنبرة هادئة يلا يا باشا على أوضتك شوف مذاكرتك.

تملل الفتي بوقفته وأردف قائلا بإعتراض وتذمر هو إنت يا ماما كل ما تشوفي وشي تقولي لي ذاكر، معندكيش كلام تاني غير ده تقوليه؟

تحدثت غادة بنبرة تحذيرية تميم، إتفضل روح أوضتك!

ذهب الفتي ونظرت لها لبني وأردفت بضحكات بالراحة على تيمو يا غادة، الولد مش حمل شدتك دي!

نظرت لها غادة وأردفت بتساؤل وإنت بقا أيه حكايتك إنت كمان؟

ضيقت لبني عيناها وتسائلت بإستغراب حكايتي أنا، هو أنت هتسيبي إبنك وتستلميني مكانه؟

تحدثت غادة بنبرة جادة إنت عارفه أنا أقصد أيه كويس يا لبني، فياريت متتلائميش عليا، أيه حكايتك مع هشام بالظبط، و وصلتوا لحد فين؟

وأكملت بحزم وقبل متنكري أنا شفتكم مع بعض من شباك المطبخ يوم السبوع بتاع إبن هادي!

تنهدت لبني ورفعت كتفيها بإستسلام وأردفت قائلة بنبرة حزينه مش عارفه أنساة يا غادة، بحبه ومش قادرة أخرجه من قلبي وأحط حد مكانه، حاولت، والله العظيم حاولت بس مقدرتش!

تسائلت غادة وقولتي له الكلام ده؟

هزت رأسها بتأكيد فأكملت غادة وهشام، رد عليكي بأيه؟

اجابتها بعيون متألمة هشام ملهوش ذنب يا غادة، أنا اللي طلبت منه يسبني أحبه من غير ما يبعد نفسه عني، طلبت منه يسمح لي أكون قريبه منه، مش أكتر صدقيني!

زفرت غاده بضيق وتحدثت بس ده أكبر غلط يا لبني، إنت كده بتهيني نفسك وبتقللي من كرامتك معاه، ثم إزاي البيه ده كمان يوافق على حاجه زي كدة، إتجنن ده ولا أيه.

وأكملت بتعقل لازم تبعدي عن هشام وفورا علشان تدي لنفسك فرصه تنسيه، وكمان علشان متخربيش حياته اللي بناها مع فريدة.

هدرت بكامل صوتها بحده وألم وغيرة متولع فريدة، فريدة الأهم عندك ولا أنا يا غادة؟

اجابتها بتعقل يا بنتي إفهمي، أنا عامله عليكي إنت وعلى كرامتك، هشام مش هيسيب فريدة علشانك لسبب بسيط جدا، وهو إنه فعلا بيحبها بجد!

أجابتها بإنكار شديد هشام محبش حد غيري يا غادة، هشام وهم نفسه وكان بيحاول ينساني بيها لكن معرفش، بدليل إني أول مقولت له يسمح لي أقرب منه وأكلمه فون معترضش أبدا،
كادت غادة أن تتحدث ولكن أسكتتها لبني بإستعطاف أرجوك يا غادة متتكلميش تاني في الموضوع ده لا معايا ولا مع هشام.

ونظرت لها برجاء وأستعطاف أرجوك.

لبت غادة طلبها وبالفعل غيرت مجري الحديث وضلا تتحدثتان.

إلي أن أستمعتا لجرس الباب، تحركت لبني سريع وفتحت الباب وأردفت بسعاده عندما وجدته أمامها وذلك بعدما أتفقا بمكالمتهما معا بالإلتقاء هنا وكأنها صدفه.

نظرت لعيناه وأردفت بسعاده وعيون عاشقه متفحصه لكل إنش لوجهه التي تعشق ملامحه وحشتني.

إبتسم برجوله وأنتشي داخله وشعر بفخر شديد من شدة عشقها له الظاهر بعيناها.

وتحدث متسائلا غادة هنا؟

إجابته وهي تغلق الباب سريع وتتحرك خلفه للداخل بلهفه أه جوة.

نظر لها بعيون سعيدة وتحدث عاوز أشرب فنجان قهوة من إديكي!

طار داخلها وسعد وأردفت قائلة بطاعه عمياء بس كدة، من عنيا يا هشام.

تنفس براحه ودلف لخالته إلى الشرفة وأقترب عليها قبل وجنتيها تحت نظرات غادة التي بدأ الشك يتغلغل داخلها من ناحية ذلك الثنائي.

تحركا معا إلى غرفة الجلوس وجلسا سويا.

قررت غادة أن تصارح هشام وتخبره بشكوكها وأيضا بما رأته من وله وعيون سعيده أثناء حديثهما معا داخل الحديقه يوم السبوع وذلك لخوفها عليه وعلى لبني وأيضا فريدة.

وبالفعل بدأت بالحديث، وتوقفا حين دلفت لبني بالقهوة، فطلبت منها غادة الذهاب للمطبخ مجددا لصنع عصير الليمون المحبب لدي هشام، فتوجهت مرة أخري.

وأسترسلت غاده حديثها وبعد مدة
نظرت إليه غادة وأردفت بتساؤل ونظرات لوم ليه كدة يا هشام، أنا كنت فكراك أكبر وأعقل من كده؟

أجابها بإقتضاب وإنكار الموضوع مش زي ما أنت فاهمه خالص على فكرة، تواجدنا هنا في نفس الوقت مجرد صدفة مش أكتر يا غادة!

طالعته بنظرات مشككه صدفكم مع بعض كترت أوي يا أبن أختي، حابه بس أفكرك إن فريدة لو عرفت حاجه زي دي ممكن تخسرها للأبد،
وأكملت بشك إلا إذا،
إنتفض بجلسته ووقف غاضب وأردف قائلا بضيق مستنكرا تفكيرها ورافضا إياه أيه التخاريف اللي بتقوليها دي يا غادة، أيه إلا إذا دي كمان.

وقفت غادة تطالعه بترقب وتحدثت لتهدئته خلاص خلاص، أقعد وكمل قهوتك، وأنا يا سيدي هسكت خالص وهعمل نفسي مش واخدة بالي لو ده إللي هيريحك!

زفر بضيق وتحدث بوجه عابس أنا ماشي يا غادة، وبعد كدة لو وجودي هيضايقك بالشكل ده مش هاجي هنا تاني!

نظرت له مضيقتا عيناها بإستغراب لغضبته الغير مبررة بالنسبة لها وقالت جري أيه يا هشام، هو أيه إللي حصل لقلبتك وزعلك بالشكل ده، وبعدين إنت عارف كويس أوي إن ده بيتك ومرحب بيك في أي وقت، يعني ملوش لازمه تحريف الكلام وقلب الموازين بالشكل ده!

أجابها بإنسحاب وهروب وهو يلملم أشيائه الخاصة غادة من فضلك، أنا مش حابب ولا قادر أتكلم، أنا ماشي، سلام.

وتحرك سريع ليخرج تحت نظرات غادة المتطلعه إليه بأسي،
تقابل بوجهه مع لبني التي نظرت إليه بإستغراب وحزن ظهر بعيناها وأردفت قائلة رايح فين يا هشام؟

لم ينظر إليها وتابع السير متجها إلى الباب وتحدث أنا ماشي يا لبني، إفتكرت مشوار مهم لازم أروحه.

أشارت إلى الحامل الذي بيدها والموضوع عليه بعض أكواب العصير طب إشرب العصير الأول.

لم يعيرها ولا لحديثها أية إهتمام وخرج وصفق الباب خلفه بقوة!

حولت بصرها إلى غادة ونظرت لها بعيون مغيمة بالدموع، وفهمت أنها حدثته بموضوعهما،
تراجعت إلى المطبخ و وضعت الحامل وخرجت وحملت أشيائها هي الأخري وخرجت كالإعصار دون حديث
تنهدت غادة وهي تنظر بشرود وحيرة إلى أثرهما!

نزلت لبني سريع وأستقلت سيارتها وهاتفت هشام الذي رد عليها بعد عدة محاولات منها.

وبعد محايلات وافق ان يتقابل معها داخل إحدي الكافيهات، وبالفعل حدث وجلسا يتثامران وقد إستطاعت أن تنسيه حزنه الذي أصابه من حديث غادة الصريح وأندمج معها لأبعد الحدود.

في اليوم التالي بعد إنتهاء الدوام اليومي داخل الشركة
كانت تتحرك إلى خارج الشركة لتستقل سيارتها عائدة لمنزلها
وجدت نورهان بوجهها والتي تحدثت بإبتسامة زائفة أزيك يا فيري.

إقتربت عليها فريدة مقبله إياها بود أهلا يا نور، وحشتيني.

أردفت قائلة بنبرة معاتبة لو وحشاكي فعلا زي مبتقولي كنتي سألتي، مش تطنشيني بالشكل ده ولا تسألي.

أجابتها فريدة وهي تتحرك بجانبها إلى خارج الشركة صدقيني غصب عني يا نور، الباشمهندس فايز مديني شغل كتير جدا محتاج يخلص قبل إنتهاء الشهر، ده غير ضغط الشغل إللي أتحطيت فيه بسبب المنصب الجديد.

إشتعل داخل نورهان حين ذكرت فريدة ذلك المنصب وتحدثت برياء قدها وقدود يا باشمهندسه، مستر فايز بيثق فيكي لأبعد الحدود ودايما بيسند لك المهام الصعبة و الحساسة.

ثم أكملت بنبرة جادة طمنيني عنك إنت وهشام، قربتوا تفرحونا معاكم؟

إبتسمت فريدة وأجابتها الحمدلله، هشام أخيرا إستلم الشقه وهنبتدي من أول الشهر نجهزها.

إبتسمت وأردفت قائلة ده خبر هايل، الف مبروك يا فريدة.

هنا أتي العامل المسؤول عن إسطفاف السيارات بالجراچ وتحدث إلى فريدة قائلا بإحترام وهو يترجل من سيارتها إتفضلي يا أفندم.

إبتسمت فريدة إليه وتحدثت ببشاشة وجه متشكرة يا رفعت.

كانت نورهان تشتعل داخليا من فريدة وأمورها الماديه التي بدأت تستقر وتعلو.

وأردفت قائلة بتشكيك تعرفي إني طلبت من فايز بيه يتوسط لي في قرض زي بتاعك علشان أشتري عربية ورفض، قالي إن مدير البنك مش هيوافق.

وأكملت بنبرة تشككيه أقول لك الحق يا فريدة ومتزعليش.

نظرت لها فريدة بترقب فأكملت هي مش عارفه ليه عندي إحساس إن موضوع العربية ده وراه إن.

نظرت لها فريدة بإستغراب وتحدثت وراه إن إزاي يعني؟

وأكملت بتعقل كل الحكاية إن فايز بيه حب يخدمني بعد موضوع إتمام الشراكه مش أكتر، ما أنت عارفه مستر فايز عملي قد أيه، الحياة عنده خد وهات
ومش معقول كل يوم هيكلم مدير البنك ويخلي موظفينه يجيبوا قروض بأسمائهم لموظفينا!

ثم نظرت إليها بإستغراب وتسائلت نور، هو أنت عرفتي منين موضوع إن مستر فايز هو إللي أتوسط لي في تسهيل قرض العربية؟

تنهدت نور ثم أردفت قائلة من هشام يا فريدة، كنا بنتكلم من يومين والكلام جاب بعضه!

وهنا إنتبها إثنتيهما لخروج ذلك الوسيم من الشركة بهيئته الخاطفة لأنفاس أية أنثي، وطلته المهلكة على وجه الخصوص لقلب تلك العاشقه، مما جعلها ترتبك قليلا بوقفتها ونظرة عيناها الحائرة التي تنطق عشق وأشتياق يطلان منهما عنوة عنها مهما حاولت تخبأتهم.

وقد لاحظت نورهان هذا الإرتباك والتشتت وسعد داخلها بشماته وأبتسمت بتشفي في تلك العاشقة الذي أذابها الغرام وأنهي على قلبها ورغم ذلك العشق الهائل لم تستطع أن تغفو بأحضان ذلك الوسيم وتتذوق معه شهد الغرام، وتكحل عيناها برؤيته صباحا ومساء.

إقترب هو وعلي من وقفتهما إنتظارا لإحضار سيارتهما ونظر هو من خلف نظارته الشمسية التي يرتديها خصيصا حتى يشبع عيناه برؤية من ملكت الفؤاد والوجدان بأريحيه.

تحدث سليم بنبره جاده يجيدها مساء الخير.

نظرت إليه إثنتيهما وأجابتا مساء النور.

وتحدثت نورهان بتملق أزي حضرتك يا باشمهندس.

أجابها بنبرة بارده وجاده الحمدلله يا باشمهندسه.

نظر علي إلى فريده وأردف قائلا بود أزيك يا باشمهندسه، أخبارك أيه؟

أجابته ببشاشة وجه ونبرة هادئة الحمدلله.

هنا خرج هشام الذي إشتعل داخله لمجرد رؤيته لتواجدها بجانب ذلك المستفز،
إقترب عليها وتحدث للجميع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ردو الجميع وأستقلت هي سيارتها وأنسحبت على الفور منعا لمضايقة هشام وأيضا لتعطي المجال لحارس السيارات بجلب سياراتهم.

وأستقلت نورهان سيارة الأجرة التي كانت تنتظرها
وكل ذهب إلى وجهته.

هاتفت فريده هشام على الفور وتسائلت إنت إزاي يا هشام تقول لنورهان إن مستر فايز هو اللي إتوسط لي في موضوع قرض العربية؟

أجابها ببرود وأيه المشكلة في إني قولت لها يا فريدة، هي نورهان دي مش بردوا صاحبتك؟

أجابته بحده أيه دخل صاحبتي بإنك تقولها على موضوع شخصي زي ده؟

طب أهي راحت طلبت من فايز إنه يتوسط لها في قرض، وأكملت بضيق الراجل يقول عليا أيه دالوقت يا هشام؟

أردف هشام متعجب معقول نورهان عملت كده، أنا أسف يا حبيبتي، أكيد مكنتش أقصد إن كل ده يحصل.

تنهدت هي وأردفت بهدوء خلاص يا هشام حصل خير، بس من فضلك بلاش تتكلم مع أي حد تاني في أي حاجه تخصنا.

أجابها بهدوء حاضر يا حبيبتي.

أنهيا الإتصال بينهما وأكملا طريقهما كل إلى وجهته.

وبعد عدة ايام من واقعه ما حدث بمنزل غادة كانت لبني قد إستطاعت أن تجذب هشام إليها وتعيد معه الذكريات من جديد،
ولكن هشام كان أناني لأبعد الحدود، فقد قرر أن يحتفظ بحبها وذكرياته السعيدة معها، وأيضا يحتفظ بعشقه إلى فريدة وزواجه منها.

كانت لبني تحادث ذلك المجهول من غرفتها.

تحدث المجهول محذرا خلي بالك بكرة كويس جدا، بكرة اللقاء المنتظر، اللقاء الحاسم اللي هينهي كل حاجه بين هشام وفريدة، لازم تبقي حذرة وتليفونك ميفارقش إيدك لحظه واحده، هنتواصل عبر الرسايل علشان مياخدش باله.

وأكمل بتحذير لبني، دي فرصتك الأخيرة في رجوعك ل هشام، أوعي تسبيها تضيع من بين أديكي.

أردفت لبني قائلة بحماس إطمني، إذا كنت إنت بتعملي كل ده وتخططي له علشان تنتقمي من فريدة، فأنا برجع حلم عمري الضايع لقلبي من جديد، واللي أكيد هكون حريصه على تحقيقه أكتر من أي حد.

بنفس التوقيت بمنزل فؤاد.

كان يجلس بصحبة فريدة وعائلتها.

تحدث هشام إلى فؤاد بإحترام بعد إذن حضرتك يا عمي، كنت حابب أخد فريدة بكرة علشان نروح نتفرج على الشقه لأني خلاص الحمدلله إستلمت مفتاحها، وكمان علشان نشوف الفرش المناسب ليها.

تحدث فؤاد طبقا للشرع والدين والعرف وماله يا أبني، بس خليها بعد بكرة علشان أرتب حالي، لأني هاجي معاكم إن شاء الله.

خاب أمل هشام الذي كان يريد الذهاب بمفرده مع فريده ليعبر لها عن مشاعره تجاهها داخل مسكنهم الخاص الذي سيشهد على أجمل لحظات الهوي التي طالما حلم بها معها.

كانت تجلس داخل غرفتها تقبع فوق مكتبها تراجع دروسها
إستمعت إلى طرقات خفيفة فوق الباب سمحت للطارق بالدلوف.

دلفت والدتها وتحركت إليها قائلة بتعملي أيه يا ريم؟

نظرت لوالدتها وأجابت بإقتضاب وذلك لحزنها الشديد منها بعد علمها بما فعلته بفريدة ووالدتها، وذلك بعدما ذهبت إلى سليم تطلب منه العودة إلى المنزل فأضطر أن يقص لها سبب إبتعادة.

تحدثت زي ما حضرتك شايفه، بذاكر.

تنهدت أمال ثم تحدثت هي البنت مش دخلت لك من شوية وقالت لك إن حسام برة؟

أجابتها بتملل أه يا مامي قالت لي، بس زي ما حضرتك شايفه، ورايا مذاكرة كتير ومش فاضيه.

ضيقت أمال عيناها وتسائلت بإستجواب هي أيه الحكاية بالظبط يا ريم، هو أنا ليه ملاحظه مؤخرا إنك بدأتي تتلاشي وجودك مع حسام وتضايقي من زياراته، وحتى لما بتقعدي معاه، بحس إنك مجبرة على القاعده وطول الوقت ساكته؟

زفرت بصيق وتحدثت أقول لك الصراحه يا مامي، حسام مؤخرا بقا خنيق جدا، وبدأ يتدخل في شغلي وكل تفاصيل حياتي بطريقه تخنق، ده غير كلامه على سليم اللي كله لوم وعتاب، لدرجة إني إبتديت أحس إنه بيغير من سليم وبيحقد عليه.

نظرت إليها بضيق وتحدثت بلوم مش هو ده حبيب القلب إللي فرضتيه عليا وقولتي بحبه يا مامي ومش هقدر أعيش من غيرة،
وأكملت بجديه وتحذير إسمعي يا ريم، أوعي تسمحي له يتعدي حدوده معاكي ويتحكم فيكي، وبالنسبه لكلامه عن سليم أوعي تدي له فرصة يتكلم عن أخوكي قدامك تاني،
وأكملت لو مش حابه تكملي معاه ياريت تقولي لي من دالوقت، علشان أعرف هتصرف إزاي؟

إرتبكت ريم وتحدثت أيه الكلام اللي حضرتك بتقوليه ده يا مامي، أسيب حسام إزاي يعني، أنا بس بشتكي لك منه لما حسيت إنه زودها، لكن أكيد هيراجع نفسه لما يلاقيني بعدت وأتغيرت، ويرجع معايا تاني زي الأول وأحسن.

أجابتها أمال بهدوء تمام يا ريم، شوفي اللي يرضيكي ويريحك أيه وأنا أكيد معاكي فيه مش ضدك،
وأكملت بضيق وياريت تتصلي بالبية أخوكي تاني وتحاولي تعقليه وتخليه يرجع البيت، أنا مش فاهمه هو جايب العند ده كله منين؟

وأكملت وهي تستعد للخروج على العموم ذاكري وأنا هخرج وأقول لحسام إني لقيتك تعبانه ونايمه.

وتحركت للخارج، أما ريم التي ألقت برأسها للخلف وبدون وعي بدأت تتذكر ذلك الوسيم حين دلفت إليه مكتبة بصحبة سامح المحامي،
حين كان شاردا وهادئ الروح ومستكين الملامح
إبتسمت وتحدثت، يالك من وسيم أيها المراد، كم كان صوتك هادئ مستكينا ذلك اليوم.

وتنهدت بسعاده لا تدري ولا تعلم من أين مصدرها.

أما ذلك الذي كان يتحرك داخل حديقة منزلة بشرود، يفكر دون وعي بتلك البريئه التي بدأت تشغل حيزا كبيرا من تفكيرة اليومي.

حزن داخله حين تذكر دموعها الحبيسه وهو يكيل لها وابل الإهانات الذي إنهال بها عليها وهي التي أتت لتشكرة وتطمئن على حالته.

تذكر هلعها ورعبها عليه حين وقع صريع، وتذكر كيف طمئنته وشددت على يده ولم تتركه حتى عاد إلى وعيه من جديد.

ثم زفر بضيق وحدث حاله بغضب تام، مابك مراد؟
ماذا تظن حالك فاعلا يا فتي؟
إستفق بالله عليك، فقلبك لم يعد لديه القدرة لتحمل الخيبات بعد.

لاتدع لدموع عيناها الزائفة بأن تخدعك وتنطلي عليك، ففي النهاية كلهن خائنات مخادعات ملعونات، يجيدن اللعب بالمشاعر والقلوب مثلما يتنفسن.

زفر بضيق وبدأت أصابع يده تتخلل خصلات شعرة الأسود الحريري الملمس في حركة عصبيه يحاول بها تهدأت روعه ومنع حاله من التفكير بتلك المستفزة التي إقتحمت حياته مؤخرا عنوة عنه.

في تلك الأثناء أتت إليه والدته وتصاحبها العامله التي تحمل كوب من العصير الطازج والتي أحضرته خصيصا لأجل صحة صغيرها الحبيب.

وتحدثت بحنان أيه يا حبيبي، قاعد لوحدك ليه وسايبني أنا وبابا جوة؟

قبل رأسها بحنان وتحدث مفيش يا حبيبتي، حسيت إني مخنوق شويه فقلت أخرج في الجنينة أشم شوية هوا.

تحدثت بقلق وهي تناوله كأس العصير طب أيه، حاسس نفسك بقيت أحسن؟

تناول منها الكأس وأردف قائلا بطمأنة تسلم إيدك يا حبيبتي، الحمدلله أحسن كتير.

وبدأ بتناول مشروبه وهو يتحرك بجانب والدته ويتسامران سويا.

كان يجلس داخل غرفته يتصفح جهاز اللاب توب الخاص به.

دلفت وتحركت إليه وجلست بجانبه فوق التخت وتحدثت بدلال أخوي وبعدين معاك يا حسام، هتفضل سايبني أحارب لوحدي كدة كتير؟

ضحك ساخرا وأجابها تحاربي، أيه يا بنتي الكلام الكبير ده؟

أردفت قائلة بضيق ولوم بدل ما أنت قاعد تتريق عليا كده إتفضل ساعدني علشان أقدر أقرب من سليم وأخلية يتقدم لي قبل ميسافر لأمانيا،
وأكملت بإستعطاف أرجوك يا حسام تساعدني، سليم لو رجع ألمانيا قبل ميخطبني هيكون من الصعب إني أوصل له تاني.

تنفس طويلا ثم أردف قائلا بهدوء يا ندي إفهمي، صدقيني يا حبيبتي أنا لو شايف إن فيه أمل ولو واحد في المية من إن سليم يفكر فيكي كزوجة، كنت عملت المستحيل وقربتك منه، بس لا سليم عمرة هيفكر فيكي كزوجة ولا عمتك هتفكر تقرب تاني من بابا وتناسبه، لأسباب إنت عرفاها وفي غني إني أقولها لك.

تأفأفت وتحدثت بنبرة حاده إنت واحد أناني ومبتفكرش غير في مصلحتك وبس يا حسام، وكل إللي يهمك هو إن إزاي تخلي عمتو ترضي عنك علشان تتم جوازك من ريم وبس.

وأكملت بإشمئزاز إنت واحد عايش بمبدأ أنا ثم أنا ثم يذهب الجميع إلى الجحيم.

تملل بجلسته وأجابها يابنتي إفهميني، سليم بيحب فريدة، ولو متجوزهاش عمرة ماهيفكر في الجواز من أي واحده تانية.

وأكمل بجدية واللي أنا متأكد منه إن عمتك عمرها ماهتسمح لفريدة إنها تقرب من دلوع عينها، وهتقف له بكل قوتها علشان الجوازة دي متمش.

وأكمل بنبرة مؤكدة يعني من الأخر كده سليم لا هيتجوز فريدة ولا غيرها.

نظرت له وابتسمت ساخرة وطبعا ده إللي إنت عاوزة وبتتمناه، علشان في الأخر ندي وأولادها اللي هما هيبقوا أولادك يكوشوا على كل أملاك سليم وقاسم، وأكملت بذكاء ملعوبه صح يا حسام.

نظر لها بإستغراب وتحدث نافي هو أنت علشان تفكيرك كله في الفلوس فاكرة إن كل الناس زيك؟

لعلمك بقا، أنا بحب ندي جدا، وكل حاجه عملتها ولسه هعملها، عملتها علشان تقربني منها وبإسم الحب ليس إلا.

ضحكت ندي وتحدثت وهي تتحرك بإتجاه الباب الكلام ده تروح تضحك بية على أي حد إلا أنا، لأني فهماك كويس أوي يا حسام، إنت بتلعب على كل الحبال وبيتهئ لك إنك هتكون الرابح في الأخر،
وأكملت بتأكيد بس متنساش يا باشمهندس إن كل ذكي فيه إللي أذكي منه.

ثم نظرت له وتحدثت بنبرة حادة و بكرة هفكرك وأثبت لك إن سليم مش هيتجوز حد غيري أنا.

وخرجت وصفقت خلفها الباب بعنف.

نظر لطيفها وزفر بضيق وأكمل ما كان يفعله دون إكتراس.

مساء اليوم التالي!

كانت تجلس ببهو مسكنهم بصحبة والديها وأخويها، يلتفون حول جهاز التلفاز وهم يستمعون لإحدي البرامج التوعوية داخل جو أسري دافئ.

تحدث أسامة إلى فريدة فريدة، تليفونك بيرن.

صمتت قليلا فأستمعت لصوت رنين الهاتف، تحركت إلى غرفتها وأمسكت هاتفها ونظرت بشاشتة وجدت إتصال private number إستغربت وتجاهلته، فتكرر الإتصال مرة أخري.

فقررت أن تجيب وأردفت قائلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رد عليها المتصل السلام وتحدث قائلا أستاذة فريدة فؤاد معايا؟

ردت فريدة بإرتياب مستغربه نبرة الصوت التي أشبه بجهاز منها إلى صوت إنسان مين حضرتك؟

اجابها المتصل أعتبريني حد مبحبش أشوف واحده بتتخان وبيتلعب بمشاعرها وكرامتها وأقف أتفرج من غير ما أعمل لها حاجه!

تحدثت فريدة بإستغراب إنت مين، وأيه الألغاز إللي بتقولها دي؟

أجابها بهدوء بخصوص أنا مين، فأظن ده ميخصكيش ولا هيفرق معاكي في أي حاجه.

أما بقا بخصوص الألغاز، فيأسفني إني أقولك إن هشام خطيبك بيخونك، ولو حابه تتأكدي هو موجود دالوقتي حالا مع لبني بنت خالته في مطعم.

وأكمل ليحثها على التحرك ياريت تتحركي بسرعه وتيجي تشوفيه وهو قاعد مسبل لها بعيونه وماسك إديها وعمال يسمعها أحلا كلام في الغرام!

إشتعل داخل فريدة وأجابته بعدم تصديق إنت واحد كذاب وحقود، هشام إنسان محترم ووفي لحبي ولا يمكن يخون!

ضحك المتصل وأردف بنبرة مستفزة لها والله تقدري تتأكدي من كلامي ده لو حبيتي، أما بقا لو حابه تفضلي مغفله دي حاجه ترجع لك.

وأغلق الهاتف بوجهها دون إستئذان.

وقفت فريدة تتحرك وتدور حول حالها ونيران الشك تنهش داخلها، وبنفس التوقيت عقلها يرفض تصديق ما قيل من قبل ذلك المتصل ذو النبرة المريبة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة